الصفحات

الأحد، 8 يوليو 2012

الثورة المصرية .. وعقول ٌسلفية ..!

هي عقول ٌ: لم - ولن ! - تشارك في ثورة ٍأبدا ًعلى حاكم طاغوتي يحارب شرع الله ولو قدرت !
وإذا قامت الثورة وتم الإطاحة به : فهي من أوفى الناس لأمثاله من مُضيعي البلاد والعباد 
والدين والدنيا !!!!.. وتسعى جاهدة لاستعادة بقايا الطاغوت من جديد حتى ينصلح الحال !
هي تلك العقول التي تربت على أن تجنب الخطأ : لا يكون إلا بتجنب الحركة : أي حركة !

هي عقولٌ : لا تعترف أن الفقه : له من الذكاء الفطري نصيب .. وأن ذلك الذكاء رزق !
حُرمه مَن حُرمه .. وأ ُعطاه مَن أ ُعطاه ...
نعم .. قد يكون لشيخ ما من الحفظ والاطلاع : الكثير الذي ينفعه في التلقين ونقل العلم
للأتباع وطلابه ولكن : ماذا يجدي ذلك كله إن كان بغير فقهٍ : يعرف معه متى يلجأ لأخف
الضررين
 ؟.. ومتى يسعى لتحصيل أكبر خير ٍمتاح ....!

فمثل هذه العقول التي حُرمت ملكة الفقه وفهمه : حتى ولو قرأته - فملكته غائبة عندها
بالأصالة 
- هي من أكبر أسباب خراب دولة الإسلام وتسلط الظلم على رؤوس المسلمين 
حيث :
>>
تحميه تارة ًبأمر العوام بالانبطاح لولي الأمر مهما فعل من ظلم : وبالمقابل لا نرى منهم أبدا ً
ناصحا ًله : ذاما ًلفعله على الملأ : حتى يحذره الناس وخصوصا ًوزبانية الأزهر والإفتاء معه !!
>> 
وتخذل المسلمين تارة ًأخرى إذا ما أرادوا رفع هامات عزتهم الإسلامية وكرامتهم الإنسانية
للنهوض
 !!!!.. وبسببهم تضيع الفرص التي لن تتكرر .. فهم لم يُجيدوا شيئا ًغير المشاهدة
من بعيد والجلوس عن نصرة الحق ولو بكلمة : حتى صار الجلوس لهم خـُلقا ًأصيلا ً: فلو
سقط عدو الله وعدوهم أمامهم في انتظار مَن يُجهز عليه : والله لا يتقدمون بخطوة !!!...
وهذه هي العقول التي أقصد برسالتي تلك ... متعالمة ٌحينا ًحيث تتحدى إجماع العلماء وحتى
العوام على حد ٍسواء !!.. متفيهقة ٌأحيانا ًبالإفتاء فيما ليس لها به علم كما سنرى بعد قليل !
----- 

وليسمح لي كل قاريء أن أعرض نماذجا ًمن فقه وعلم وعمل سلفنا الصالح الحقيقيين رحمهم الله : 
لنقارنها جنبا ًإلى جنب بفقه وعلم وعمل هؤلاء الذي ضروا ما نفعوا : وخذلوا الدين ما نصروا !
-----

1... 
ينقل ابن القيم رحمه الله الموقف التالي عن شيخه ومعلمه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قوله :
مررتُ أنا وبعضُ أصحابي في زمنِ التتارِ (أي زمن احتلال التتار المسلمين للشام في مجيئهم
الثاني) بقومٍ منهم (أي من أولئك التتار المسلمين) : يشربون الخمرَ .. فأنكرَ عليهم مَن كان
معي .. فأنكرتُ عليه !!!.. وقلتُ له : إنما حرَّمَ الله الخمرَ لأنها تصدُّ عن ذكرِ الله والصَّلاةِ .
وهؤلاء : يصدُّهم الخمرُ عن قتلِ النَّفُوسِ وسَبْيِ الذريةِ وأخذِ الأموالِ : فدعهم 
(أي اتركهم) " !
إعلام الموقعين 3 / 5 ...

فهذا الفقه في السكوت على حرام لو تم منعه : لوقع ما هو أشد منه ضررا ً: لا يفهمه قليلو
الفقه للأسف !!!.. حيث غاية الفقه بمفهومهم هو : إيقاع الحلال ومنع الحرام : مهما حدث !!
حتى ولو جر ذلك على الإسلام والمسلمين ما هو أعظم فتنة في دينهم ودنياهم من الأذى !!..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !!!!..
فحاملو هذه الانتكاسة الفقهية : هم الذين نادوا بمقاطعة الانتخابات سواء لمجلسي الشعب
والشورى أو الانتخابات الرئاسية !!!.. رغم معرفتهم التامة بأنه في زماننا وظروفنا الآن :
لا سبيل لتوسيد المسلمين إلى حكم البلاد والعباد إلا بهذا الطريق !!!.. وأنه لو تم تركه : لناله
الفسقة والظلمة والمتجبرين والمنافقين والنصارى والملحدين
 !!!!..
ولكن :
لا حياة لمَن تنادي !!!...
فهي عقولٌ - وكما قلت - لا تتقبل أصلا ًفكرة أنه لا فقه لها : فالتزمت بالحفظ وأجادته 
بغير فهم !!!!!...
وحينما وجد المسلمون - والعوام أنفسهم والله - رجلا ًمثل الشيخ حازم وفقه الله : قَبِلَ
حمل الأمانة والتصدر للإمامة التي تراجع عنها مَن هم أفضل منه : خذله أولئك الذين لا فقه
لهم ولا علم : وشنوا عليه حربا ًيتصيدون له الخطأ تلو الآخر مما صح ولم يصح : ونسوا أنه
هو الأقرب لحمل لواء الشريعة من غيره - على ما لديه من أخطاء - : وأن هذا هو المراد
أن : يُدفع بمَن غلب الظن على نصرته للدين والشرع : ولكن :
على قلوب أقفالها !!!...
فانظر للوضع الآن بعد أن خذلوه وقلبوا شيوخا ًوعواما ًعليه : فهل نجد في المرشحين إلا مَن
هو أسوأ بكثير منه - كبقايا الفلول الآثمة - أو أقل منه تعلقا ًوتمسكا ًبالشرع ؟؟!!!..
أم ترى هؤلاء المتعالمين كانوا يعرفون مرشحا ًآخرا ًلا نعرفه من خارج هؤلاء وهؤلاء ؟!!!..
فانظروا يا عباد الله ماذا جنت قلة الفقه والفهم بأهلها : وبمَن وثق بجهله فيهم يا ترى ؟!!!..
فهل سيقع المسلمون إلا في أضعاف ما هربوا وحذروا هم منه بزعمهم ؟!!!!.. 
ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !!!.. 

3...
ومن الجدير بالذكر أن أمثال هؤلاء المُعطلين لتحكيم شرع الله بقلة فقههم : أنهم إذا خيرتهم
بين استمرار حكم الطواغيت الذين بدلوا ويُبدلون في شرع الله ويحرمونه ويستهزئون به ليل
نهار : وبين تحكيم مَن يُنادي بتحكيم الشريعة ويسعى لها وإن كان في علمه بعض الدخن :
لفضلوا الأول - كمبارك وفلوله كشفيق وعمرو موسى - على الثاني - كالشيخ حازم - !
ولقالوا لك :
أن الأول نعرف ابتعاده عن الدين بالأصالة : أما الثاني : فسوف ينخدع العوام به لأنه في نظرهم
يمثل الدين !!!.. فالخطأ عنده : صواب عندهم !!!..
فأقول :
ما أظلم هذا القول وأبعده عن الواقع والفقه !!!!..
>>
فأما ابتعاده عن الواقع : فالشيخ لم يدع لنفسه العصمة ولا العلم الكامل ولا دعا الناس لاتباعه
بأنه الممثل الوحيد لشرع الله وفقهه 
!!.. وما رأينا منه إلا احترامه لأكابر العلماء والشيوخ والدعاة
ومنهم زملائه الكثيرين من القنوات الفضائية وخارجها - !!!.. ولا يتصور عاقل أصلا ًتحجيره 
على هؤلاء السلفيين وعلمهم وفقههم إذا تولى رئاسة البلاد !!!!..
فهل هي إلا وسوسة الشيطان للقلوب التي وجد فيها خورا ًوانبطاحا ًلأهل الجبروت والطغيان ؟! 
>>
وأما ابتعاد هذا القول السابق عن الفقه : فهو أن جنس ما يتصورونه ويُصورونه ليخيفوا به الناس
من الشيخ حازم 
: هو واقع بالفعل أضعاف أضعافه في حكم الطواغيت السابق أو حتى الآتي بفضل
مجهوداتهم
 لا قدر الله !!!..
وإلا بالله عليكم : عن أي عوام يتحدثون ؟؟؟..
عن العوام الذين لا يعرفون الفرق بين مسلم سني وآخر إخواني وثالث علماني أو ليبرالي أو اشتراكي ؟ 
عن العوام الذين نخر إعلام الدولة في دينهم حتى صاروا يصفون النصارى بالمؤمنين والموحدين علنا ً؟
ونخر الإعلام في عقولهم حتى صاروا يصدقونه في كل ما يخدعهم به من أكاذيب لتلبيس الحق بالباطل ؟
عن العوام الذين ينظرون للثعبانين : شيخ الأزهر والمفتي على أنهما رمز الإسلام : ولا يعرفون ما 
يدسانه من سموم لهم في كل يوم بغرائب الأفكار والمقررات والاعتقادات ؟؟؟..
أم العوام الذين ما فتيء الطواغيت في تنفيرهم من أهل الحق : حتى أوجدوا لديهم مسوغا ًلغلق 
قنوات إسلامية دعوية كاملة فقط : لاتساع شعبيتها وتأثيرها المضطرد بين الشعب والناس : ولجهرها 
بالحق في الشيعة الروافض والنصارى : 
ردا ًعلى خرافات وتضليلات المفتي وشيخ الأزهر ومعهما ذيل الخائبين وزير الأوقاف ؟؟؟...

أتتساوى كل هذه البلايا يا عباد الله العقلاء : مع مَن يُعلن احتكامه لشرع الله قرآنا ًوسنة : وعرفناه 
من قبل بالصلاح ولا نزكيه على الله ؟؟؟.. 
فإنا لله وإنا إليه راجعون !!!!...

4...
ولا يحسبن أحد طلاب علم هؤلاء قليلي الفقه والفهم أني أبتدع كلاما ًمن عند نفسي لم يسطره أكابر
العلماء الربانيين سلفا ًوخلفا ًفي كتبهم وردودهم وفتاويهم
 !!!!...
وذلك ردا ًعلى الغارقين في الأحلام أنهم لن يتحركوا إلا مع أمير مثل عمر بن الخطاب أو ابن عبد العزيز !
يقول العز بن عبد السلام رحمه الله : 
إذا اجتمعت مصالح ومفاسد : فإن أمكن تحصيل المصالح ودرء المفاسد : فعلنا ذلك امتثالاً لأمر الله
تعالى فيهما .. لقوله سبحانه وتعالى : فاتقوا الله ما استطعتم .. وإن تعذر الدرء والتحصيل : فإن كانت
المفسدة أعظم من المصلحة : درأنا المفسدة : ولا نبالي بفوات المصلحة
 " !!!..
وعلى هذا : 
فأقل ما يمكن تحميله في هذه الرسالة - لعلمي بأن غاية علمهم وفقههم هو النقل وحدود النص - أقول :
أقل ما يمكن تحميله في هذه الرسالة هو ذكر ثلة من أراء العلماء الفقهاء الربانيين (( العاملين )) لهم ...
والذين أهمهم أمر شرع الله فصرفوا حياتهم له : وليس كالبعض الذي ما برى سهما ًإلا : ليقصد به صدر
مسلم ٍ
ينتقده ويعيبه ويكشف السؤات والعورات التي لم يلتمس له فيها حتى حسن التأويل !!!!..

5...
فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول :
كما يقال : ليس العاقل الذي يعلم الخير من الشر !!.. إنما العاقل الذي يعلم : خير الخيرين !!!..
وشر الشرين !!!.. ويُنشد :
إن اللبيبَ إذا بدا من جسمه ... مرضان مختلفان : داوى الأخطرا
 " ... 
الفتاوى 20 / 54 ...

6...
ويقول أيضا ًرحمه الله :
وتمام الورع : أن يعلم الإنسان خير الخيرين وشر الشرين !!!.. ويعلم أن الشريعة مبناها على :
تحصيل المصالح وتكميلها .. وتعطيل المفاسد وتقليلها .. وإلا : فمَن لم يوازن ما في الفعل والترك من
المصلحة الشرعية والمفسدة الشرعية : فقد يدع واجبات : ويفعل محرمات : ويرى ذلك من الورع !
كمَن يدع الجهاد مع الأمراء الظلمة : ويرى ذلك ورعًا ....
 "
الفتاوى 10/ 512 ...

فلله دره شيخ الإسلام .. فلم يميل نحو الحرورية أدعياء الورع فيتركون الواجب مثل الجهاد في
سبيل الله ولو مع الأمير الظالم : ولم يميل نحو المرجئة الذين رأوا الانبطاح التام لكل حاكم مهما بلغ
ظلمه وجبروته وظهر من تغييره المتعمد لشرع الله !!!.. وفي توضيح تلك الوسطية يقول شيخ الإسلام :
وهذه طريقة خيار هذه الأمة قديما وحديثا .. وهي واجبة على كل مُكلف .. وهي متوسطة بين طريق
الحرورية وأمثالهم : ممن يسلك مسلك الورع الفاسد الناشئ عن قلة العلم .. وبين طريقة المرجئة وأمثالهم :
ممن يسلك مسلك طاعة الأمراء مطلقا : وإن لم يكونوا أبرارا
 " !!!...
الفتاوى 28 / 508 ...

وفي هذا الجزء الـ 28 من مجموع فتاوى شيخ الإسلام وهو الجزء بعنوان : 
مسألة : ما تقول الفقهاء في قتال التتار " ؟؟.. أقول في هذا الجزء علم وفقه وفهم لمَن حُرمهم !!!!!!..
حيث يُبين فيه شيخ الإسلام مسوغاته للتحريض على قتال التتار في مجيئهم الثاني لديار الإسلام مسلمين
في هذه المرة ولكنهم : أرادوا حمل الناس على تحكيم كتاب ( الياسق ) في شئون حياتهم بدلا ًمن شرع
الله عز وجل
 !!!!!... 
ولتوقفهم عن الحكم بشرع الله من غير ضرورة تلجئهم لذلك : وذلك في المعلومات من الدين بالضرورة كمنع 
الخمر والزنا وتحريمهما والمعاقبة عليهما إلخ ...
وأنصح في ذلك بقراءة الرابط التالي لكلماته رحمه الله في هذا الشأن لإفاقة كل غافل متفيقه غلبه الجبن والخوار :
http://www.islamweb.net/newlibrary/d..._no=22&ID=2405

حيث أنقل لكم منه قوله ص 503 بما يغني عن كثير الشرح :
فأيما طائفة امتنعت من بعض الصلوات المفروضات أو : الصيام أو : الحج أو : عن التزام تحريم الدماء : والأموال :
والخمر : والزنا : والميسر أو : عن نكاح ذوات المحارم أو : عن التزام جهاد الكفار أو : ضرب الجزية على أهل
الكتاب : وغير ذلك من واجبات الدين ومحرماته
 - التي لا عذر لأحد في جحودها وتركها - : والتي يكفر الجاحد
لوجوبها .. فإن الطائفة الممتنعة : تـُقاتل عليها : وإن كانت مقرة بها !!.. وهذا ما لا أعلم فيه خلافا بين العلماء
 " !
أقول :
وفي هذا نادينا بالتفاضل بين الشيخ حازم وغيره كأقرب الموجودين لتطبيق شرع الله يا عباد الله : فلم يفهموا!!!..

فسبحان مبدل الأحوال حتى صار من بين أدعياء السلفية اليوم مَن يرى صعود العلمانيين والليبراليين
والاشتراكيين والنصارى والملاحدة
 لتولي شئون البلاد ووضع تشريعاتها بما يريدون :
فلا نراه لم يحرك ساكنا ًفقط ويأمر بالمقاطعة : لا .. بل : يهاجم صوت المسلمين الذي أراد مقاومة
كل ذلك وتحكيم شرع الله بالتدرج المأمور به في مثل هذه الجاهلية الثانية التي نعيش فيها اليوم
 !!!!..
فاللهم سلم سلم من فقه هؤلاء وآثاره ...!

7...
ويقول شيخ الإسلام بصورة أوضح رحمه الله : 
والشارع دائمًا : يُرجح خير الخيرين : بتفويت أدناهما .. ويدفع شر الشرين : بالتزام أدناهما " !!!..
الفتاوى 23/182 ...

8...
ويقول : 
فلا يجوز دفع الفساد القليل : بالفساد الكثير .. ولا دفع أخف الضررين : بتحصيل أعظم الضررين !
فإن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها : وتعطيل المفاسد وتقليلها : بحسب الإمكان !!!..
ومطلوبها : ترجيح خير الخيرين
 - إذا لم يمكن أن يجتمعا جميعًا - ودفع شر الشرين - إذا لم يندفعا جميعًا " 
الفتاوى 23/ 343 ...

9...
ويقول أيضا ًرحمه الله في كلام كالسياط على ظهر كل متعالم يقف حجر عثرة بقلة فقهه في سبيل الله 
فالأقل ظلمًا : ينبغي أن يُعاوَن على الأكثر ظلمًا !!!!.. فإن الشريعة مبناها على تحصيل المصالح
وتكميلها : وتعطيل المفاسد وتقليلها : بحسب الإمكان !!!.. ومعرفة خير الخيرين : وشر الشرين ..
حتى يُقدم عند التزاحم : خير الخيرين .. ويُدفع : شر الشرين 
" !... 
منهاج السنة النبوية 6/ 118 ...

10...
ويقول :
فإنَّ الأمرَ والنَّهيَ وإن كان مُتضمِّناً لتحصيلِ مصلحةٍ ودفعِ مَفْسدةٍ : فيُنظرُ في المُعَارضِ له ..
فإن كان الذي يَفُوتُ من المصالحِ أو يحصلُ من المَفاسدِ أكثر : لم يكن مأموراً به !!!.. بل يكون مُحرَّماً
إذا كانت مفْسَدتُه أكثرُ من مصلحتِه 
" !!!!..
مجموع الفتاوى 28 / 129 ...
ووالله عند النظر في كلام هذا العالم الرباني : ومقارنته بفقه وكلام هؤلاء المتعالمين : لنتحسر !!!..
فاللهم اهد عبادك ...!

11...
وأ ُهدي الفقرة التالية لكل غافل يحسب نفسه ببعض حفظه عالما ً: وهو في ميزان الشرع وكما سيبين
شيخ الإسلام الآن
 : من الجاهلين !!!.. يقول ابن تيمية رحمه الله :
المؤمن : ينبغي له أن يعرف الشرور الواقعة : ومراتبها في الكتاب والسنة : كما يعرف الخيرات الواقعة :
ومراتبها في الكتاب والسنة .. فيفرق بين أحكام الأمور الواقعة الكائنة : والتي يُراد إيقاعها في الكتاب
والسنة : ليُقدم ما هو أكثر خيراً وأقل شراً : على ما هو دونه .. ويدفع أعظم الشرين : باحتمال أدناهما !
ويجتلب أعظم الخيرين : بفوات أدناهما !!.. فإن مَن لم يعرف الواقع في الخلق : والواجب في الدين : لم يعرف
أحكام الله في عباده !!!!.. وإذا لم يعرف ذلك : كان قوله وعمله : بجهل !!!!!!!.. ومَن عبد الله بغير علم :
كان ما يُفسد : أكثر مما يُصلح
 " !!!!...
قاعدة في المحبة ص119 ...

12...
وإن كان يظن هؤلاء قليلو الفقه أن الأمر قد تغير بعد ذلك فأقول لهم : بل الأمر مستقر ٌعلى ذلك
منذ القديم وحتى اليوم
 لكل مَن كانت لديه بقية فقه وفهم لمراد الله تعالى وأهمية العمل لتحكيم شرعه 
على قدر المستطاع : " لا يُكلف الله نفسا ً: إلا وسعها " : " فاتقوا الله ما استطعتم " !!!..
فيقول شيخ الإسلام رحمه الله في تقرير هذا الاستقرار لهذا المنهج الفقهي :
وعلى هذا استقرت الشريعة بترجيح خير الخيرين : ودفع شر الشرين .. وترجيح الراجح من الخير
والشر المجتمعين
 " !!!!... 
الاستقامة 1 / 439 ...

13...
ولأن الأمر مُستـَقرٌ عليه لكل فقيه : وكما بينت لكم من كلام الشيخ :
فتعالوا معا ًفي جولة لنرى مشاهير الخلف ممَن ساروا على منهج علماء السلف في ذلك : ماذا قالوا ؟؟

يقول الشيخ المُجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في رسالته التي أرسلها إلى إخوانه من أهل سدير : 
يذكر العلماء أنَّ إنكار المنكر : إذا صار يحصل بسببه افتراق : لم يجز إنكاره .. فالله الله في العمل بما
ذكرت لكم : والتفقه فيه .. فإنَّكم إن لم تفعلوا : صار إنكاركم مضرة على الدين
 " !!!..

14...
ويقول أيضا ًرحمه الله في الرسالة نفسها : معاتباً من يخالف هذه القاعدة : 
إن بعض أهل الدين ينكر منكراً : وهو مصيب .. لكن يخطئ في تغليظ الأمر إلى شيء : يوجب الفرقة
بين الإخوان
 " !!!..
أقول : 
وهؤلاء العقول السلفية التي أقصدها برسالتي : كانت فاروقا ًفي الباطل !!!.. فكل العلماء والشيوخ والدعاة 
ذوي الفقه في مصر أعلنوا تأييدهم للشيخ حازم للأسباب التي ذكرناها سابقا ًودل عليها كلام شيخ الإسلام 
ابن تيمية وغيره : وأما هؤلاء : فلا !!!!!!!!!...
فإذا نظرت في علمهم وقفت على السبب .. فالأولون جلهم فقهاء كما قلت .. والذين نقصدهم أغلبهم حفاظا!!..
ولا أعيب الحفظ والحفاظ ولكن : أعيب مَن صدّر نفسه في غير فنه ولا ما يتقن فيفسد لا يُصلح للأسف !

15...
ولفطنة كل مسلم عاقل - حتى ولو لم يكن عالما ًولا شيخا ً- لأهمية أن يكون الحاكم مسلما ًملتزما ًبالشرع :
ليعز الله تعالى به الإسلام والمسلمين : فقد عرفوا عظم هذه المهمة وضرورة السعي لها بالغالي والنفيس :
وبضرورة أيضا ًالترفع عن الانشغال بالمخالفات التي يثيرها مَن لا ينظرون أبعد من أرنبة أنوفهم :
وقيد قيل من قبل : < المُلتفت : لا يصل > !!!..
فسبحان الله العظيم على مَن لم تعد لهم هواية ولا إتقان إلا في الإلتفات للخلف وترك تتبع طريق النجاة !...
فشغلوا أنفسهم وشغلوا غيرهم والله المستعان : وعليه التكلان !!!..

ولأهمية أمر هذه الولاية الإسلامية وعظيم فضلها ومنفعتها حتى ولو كان فيها دخن أو لم تكن على وجه
الكمال المطلوب : يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الثلاثة نقولات التالية من مجموع الفتاوى :
ج 28 ص 390 : 396 :

16...
يجب أن يُعلم أن ولاية الناس : من أعظم واجبات الدين بل : لا قيام للدين ولا الدنيا إلا بها .. إلى أن قال : 
فالواجب : اتخاذ الإمارة دينا ًوقربة : يُتقرب بها إلى الله " !!!!... 

17...
ويقول رحمه الله عن أصحاب الورع الكاذب الذين ما فتئوا يذمون كل مَن يسعى لولاية دينية بعد أن أحجم
الآخرين
 ونسوا أنه كمَن تقدم للصلاة إماما ًبعد أن أحجم القراء : مخافة أن يُصلي بهم سفيه بغير جبر ٍولا ضرورة 
ولما غلب على كثير من ولاة الأمور : إرادة المال والشرف : وصاروا بمعزل عن حقيقة الإيمان في ولايتهم :
رأى كثير من الناس أن الإمارة تنافي الإيمان وكمال الدين !!.. ثم منهم مَن غلب الدين وأعرض عما لا يتم
الدين إلا به !!!.. ومنهم مَن رأى حاجته إلى ذلك : فأخذه معرضاً عن الدين لاعتقاده أنه مناف لذلك !!!!..
وصار الدين عنده في محل الرحمة والذل : لا في محل العلو والعز !!!.. وهاتان السبيلان الفاسدتان :
سبيل من انتسب إلى الدين ولم يكمله بما يحتاج إليه من السلطان والجهاد والمال :
وسبيل مَن أقبل على السلطان والمال والحرب : ولم يقصد بذلك إقامة الدين :
هما سبيل المغضوب عليهم والضالين
 " !!!!... 

18...
إلى أن قال رحمه الله : 
فالواجب على المسلم أن يجتهد في ذلك : حسب الوسع .. فمَن وُليِّ ولاية يقصد بها : طاعة الله : وإقامة ما
يمكنه من دينه ومصالح المسلمين : وأقام فيها ما يمكنه من الواجبات : واجتناب ما يمكنه من المحرمات : لا يؤاخذ
بما يعجز عنه !!!.. فإن تولية الأبرار : خير للأمة من تولية الفجار !!!.. ومَن كان عاجزاً عن إقامة الدين بالسلطان
والجهاد : ففعل ما يقدر عليه من الخير : لم يُكلف ما يعجز عنه ! فإن قوام الدين بالكتاب الهادي والحديد الناصر
 " !

19...
وكل مَن له أدنى مسحة فقه أو فهم لهذه المرادات الإلهية في السعي لتحكيم شرع الله عز وجل : ومنهج هذه المرادات 
المخالف لمنهج المتوقفين والمخذلين :
يرى هذه الأمور بكل وضوح وبفطرته كمسلم أولا ً: وكإنسان ٍكاره للظلم والحكام الظلمة الفجرة ثانيا ً!!!!..
وهو ما يجعل المسلمين في وادٍ : وهذه العقول السلفية المتفيهقة في سعيها لإعادة الطواغيت ووأد الثورة في واد آخر !
والعجب - كل العجب - :
أن هؤلاء المتعالمين أو المتفيهقة : كلما ازدادت الفجوة بينهم وبين حتى عوام المسلمين : أولوا ذلك بأنهاغربة الدين
وغربة المستمسك بشرع الله ورسوله كالقابض على الجمر
 !!!!..
ولا أقول إلا : حتى في هذا التأويل ظهرت قلة فقههم ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !!!!..
فماذا يقول العلماء الربانيين في حكم الاشتراك في الانتخابات والمجالس لضرورة الحد من الشرور والتمكين للشرع
وحمايته في دساتير بلاد الإسلام حسب الاستطاعة
 ؟؟؟؟...

20...
أقول : وبداية ً: أكثرهم قد تعلم هذا المنهج الإصلاحي على قدر المستطاع مما قصه علينا الله عز وجل فيقرآنه
عندما طلب يوسف عليه السلام من ملك مصر : أن يجعله على خزائن الأرض .. وذلك لما واتته الفرصةفاغتنمها 
ولم يهملها كما فعل ويفعل المتعالمون اليوم أصحاب الورع الكاذب والعلم والخادع !!!..
اغتنمها عليه السلام لأنه سيكون في موقع سلطة يستطيع فيه - وحسب طاقته - أن يقيم العدل ويأمر به !!!..
فعل ذلك : مع العلم بأنه طلب تلك الولاية من نظام ٍكافر على الراجح !!!..

21...
وفي ضوء كل ذلك : فقد سُـئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
ما حكم الانتخابات الموجودة في الكويت ؟.. علماً بأن أغلب مَن دخلها من الإسلاميين ورجال الدعوة :
فتنوا في دينهم ؟.. وأيضاً : ما حكم الانتخابات الفرعية القبلية الموجودة فيها يا شيخ
 " ؟!

فلم يتنطع رحمه الله ولم يتوقف مدعيا ًالورع الكاذب فتغرق السفينة ولكن أجاب بفقهه :
أنا أرى أن الانتخابات واجبة !!.. يجب أن نعين مَن نرى أن فيه خيراً !!.. لأنه إذا تقاعس أهل الخير :
مَن يحل محلهم ؟!!!.. أهل الشر ؟!!.. أو الناس السلبيون الذين ليس عندهم لا خير ولا شر ؟!!.. أتباع
كل ناعق ؟!!!.. فلابد أن نختار من نراه صالحاً 
" !!!..
من لقاءات الباب المفتوح للشيخ ابن عثيمين رحمه الله .. رقم الشريط 211 ..

22...
وكذلك قرر هذا المنهج الفقهي الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في تفسيره :
"تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان" .. وذلك عند قوله تعالى : 
(قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفاً ولولا رهطك (أي جماعتك) لرجمناك : وما
أنت علينا بعزيز
) [هود:91] .. فقال رحمه الله في الفوائد المتحصلة من هذه الآية العظيمة : 
ومنها : أن الله يدفع عن المؤمنين بأسباب كثيرة .. وقد يعلمون بعضها : وقد لا يعلمون شيئاً منها ..
وربما دفع عنهم بسبب قبيلتهم : وأهل وطنهم الكفار : كما دفع الله عن شعيب رجمة قومه بسبب رهطه !
وأن هذه الروابط التي يحصل بها الدفع عن الإسلام والمسلمين : لا بأس بالسعي فيها بل : ربما تعين ذلك لأن
الإصلاح مطلوب : حسب القدرة والإمكان
 " !!!.. 

23...
وجاء في كتاب "معوقات تطبيق الشريعة الإسلامية" للشيخ مناع القطان رحمه الله :
ما ذكره من فتوى لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رداً على سؤال عن :
شرعية الترشيح لمجلس الشعب ؟؟.. وحكم الإسلام في استخراج بطاقة انتخابات بنية انتخاب الدعاة والإخوة
المتدينين 
لدخول المجلس ؟؟.. فأجاب رحمه الله بكلام من ذهب يقرع آذان المتفيهقين قائلاً : 
إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إنما الأعمال بالنيات .. وإنما لكل امرئ ما نوى" .. فلا حرج في الالتحاق
بمجلس الشعب 
(البرلمان) : إذا كان المقصود من ذلك : تأييد الحق .. وعدم الموافقة على الباطل .. لما في ذلك
من نصر الحق : والانضمام إلى الدعاة إلى الله !!.. كما أنه لا حرج كذلك في استخراج البطاقة التي يُستعان بها
على انتخاب الدعاة الصالحين : وتأييد الحق وأهله : والله الموفق ..
ونسأله سبحانه وتعالى أن يوفق المسلمين لما فيه صلاحهم .. أما انتخاب غير المسلمين : فلا يجوز .. لأن ذلك
يعني منه الثقة والولاء .. وقد قال الله تعالى : 
(يا أيها الذين آمنوا : لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من
الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار : أولياء .. واتقوا الله إن كنتم مؤمنين
) [المائدة: 57 ] .. والذي يجب
عليكم : أن تختاروا وتنتخبوا أكثر المرشحين المسلمين جدارة وكفاءة .. ومَن يُتوسم فيه أن يحقق للمسلمين مصالح
أكثر .. ويدفع عنهم ما استطاع دفعه من المضار .. والمسلم وإن كان فيه ما فيه من قصور : فهو خير من غير
المسلم وإن بدا ناصحاً !!!.. قال تعالى : 
ولعبد ٌمؤمن : خير من مشرك ولو أعجبكم ) [البقرة 221] .. كما
أن انتخاب غير المسلم وتقديمه على المسلم : هو من جعل السبيل للكافرين على المؤمنين : وهو منهي عنه لقوله
سبحانه وتعالى : 
ولن يجعل الله للكافرين على للمؤمنين سبيلاً ) [ النساء:141] ..
لكن هذه المسألة من موارد الاجتهاد .. فقد تتحقق المصلحة الشرعية في بلد من دخول البرلمانات : ولا تتحقق في
بلد آخر .. فعلى المسلمين في كل بلد : الموازنة بين المصالح والمفاسد .. وترجيح ما يرونه مناسباً ..
ولا يجوز أن يُتخذ الخلاف في حكم الانتخابات : ودخول البرلمانات : خلافاً في الأصول ..! فإنها من المسائل
الاجتهادية التي ليس في منعها نص قطعي : حتى نجعلها من مسائل الأصول !!.. مع تفريقنا بين هذه المسألة :
وبين حكم النظام الديمقراطي والتعددية الحزبية .. فإن هذا النظام لا شك فيه ولا ريب أنه : نظام غير إسلامي :
ومباين لدين الله .. ولكن دخول البرلمانات في مثل هذا الوضع : يتوقف على جلب المصلحة ودفع المفسدة :
كما سبق بيانه .. والله أعلم 
" ...

أقول :
والله لو أفردت صفحات لشرح هذا الكلام وما فيه من تقريرات شرعية وفقه : لجاوز رسالتي هذه طولا ً!!!..
وخصوصا ًمع بيان الشيخ إلى أن في هذه المسألة أمورا يُخطيء مَن يظنها من أصل الدين فيُكفر ويُبدع ويُفسق
فاعلها أو مجوزها
 !!!!!.. - وسوف نرى مثل هذا الأمر بعد قليل في الرأي القويم في المظاهرات - .. ولكن :
ماذا نفعل مع المتعالمين الذين لا مهارة لهم إلا تنقيب النت والكتب عن رأي يوافق هواهم هنا أو هناك 
لعالم من العلماء : فعندما يقعوا عليه : يظنوا بجهلهم وقصر نظرهم أنه رأيه الوحيد في المسألة !!!..
ولا يعرفون من ضحالة فقههم أن تلك الأمور متفاوتة ومتغيرة حسب المصالح والمفاسد وكما ذكر الشيخ !!
فما ذنبنا إن كانوا هم مَن يرون الأمور بعين ٍواحدة ٍدوما ًوهي عين الخذلان لكل مطالب بالحق والشرع : حُجتهم
حفظ بعض الدماء هنا وهناك - رغم أن أضعاف تلك الدماء يراق في حكم ولي أمرهم المزعوم - !!!.. في
مقابل ولائهم للطاغوت المتجبر : حتى ولو تخطى خط الظلم إلى سعيه في هدم الشرع نفسه ومحاربة الدين
والإعانة على قتل المسلمين من جيرانه
 : غير مَن يقتلهم في سجونه ومعتقلاته بذنب ٍوبغير ذنب !!!!!..
ونواصل استعراض آراء (((( الفقهاء بحق )))) في تأصيل مثل هذه المسائل ورأيهم فيها ....

24...
فهذه فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية : نطالع في السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 4029 ) :
س 5 : هل يجوز التصويت في الانتخابات والترشيح لها ؟؟.. مع العلم أن بلادنا تحكم بغير ما أنزل الله ؟ "
فكان الجواب أثابهم الله :
ج 5 : لا يجوز للمسلم أن يرشح نفسه رجاء أن ينتظم في سلك حكومة تحكم بغير ما أنزل الله وتعمل بغير
شريعة الإسلام .. فلا يجوز لمسلم أن ينتخبه أو غيره ممن يعملون في هذه الحكومة إلا إذا : كان مَن رشح نفسه
من المسلمين ومَن ينتخبون يرجون بالدخول في ذلك أن يصلوا بذلك إلى تحويل الحكم إلى العمل بشريعة الإسلام
 "

23...
ومن الفتوى رقم ( 14676 ) نقرأ أيضا ًلمَن لا يفهم ولا يفقه من مرة واحدة ولا بالكلام الواحد :
س : كما تعلمون عندنا في الجزائر ما يسمى بـ : (الانتخابات التشريعية) .. هناك أحزاب تدعو إلى الحكم
الإسلامي .. وهناك أخرى لا تريد الحكم الإسلامي .. فما حكم الناخب على غير الحكم الإسلامي مع أنه يصلي
 " ؟
فكان الجواب :
ج : يجب على المسلمين في البلاد التي لا تحكم الشريعة الإسلامية : أن يبذلوا جهدهم وما يستطيعونه في الحكم
بالشريعة الإسلامية .. وأن يقوموا بالتكاتف يدا ًواحدة في مساعدة الحزب الذي يُعرف منه أنه سيحكم بالشريعة
الإسلامية !!..
 - أين هؤلاء المتعالمين من هذا الكلام !! - وأما مساعدة من ينادي بعدم تطبيق الشريعة الإسلامية :
فهذا لا يجوز .. بل يؤدي بصاحبه إلى الكفر لقوله تعالى : 
وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم
أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك .. فإن تولوا : فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم : وإن كثيرا ًمن
الناس لفاسقون
 ) .. ( أفحكم الجاهلية يبغون ؟؟.. ومَن أحسن من الله حكما ًلقوم يوقنون ) ..
ولذلك لما بين الله كفر مَن لم يحكم بالشريعة الإسلامية : حذر من مساعدتهم أو اتخاذهم أولياء .. وأمر المؤمنين بالتقوى
إن كانوا مؤمنين حقا ً.. فقال تعالى : 
(يا أيها الذين آمنوا : لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ًولعبا ًمن الذين أوتوا
الكتاب من قبلكم والكفار أولياء : واتقوا الله إن كنتم مؤمنين
 ) " ...

24...
ورغم التقريع السابق لكل ساكت - سلبي - عن كل جهد يستطيعه لتحكيم شرع الله بقدر المستطاع : ولا يقم به :
إلا أنه يفهم منه - ولدى العقلاء والفقهاء - ما فيه من تقريع أكبر وأوجب لمَن لم يكتف بالسكوت ولكن : يُصدر
من الكلام سهام التخدير والتثبيط والخذلان لكل ساع ٍمجتهد : حتى ما تبقى على الساحة إلا مَن نرى ونعرف!!!..
أقول :
وهذه الحال التي وصل إليها هؤلاء : هي نتاج التطرف في الجانب المقابل للتطرف الإرهابي الذي صوره الإعلام الحديث !
هي نتاج التطرف في الانبطاح التام للحاكم الجائر الظالم : والتخلي عن تقويمه بكلمة الحق في العلن ليخافالله والناس :
فتلاها تخليهم عن تقويمه بكلمة الحق في السر ليخاف الله : فتلاها أخيرا ًتأويل النصوص لتصب في الرضا بالحاكم
ومتابعته على كل أحواله
 ما دام اسمه مسلم وتقام في بلاده الصلاة !!!!..
ويا للعجب : 
أما يقرأ هؤلاء في تاريخ الإسلام ولا فقه علماء الإسلام في أشباه تلك الأمور من السياسة الشرعية وغيرها ؟؟؟؟...
أم أنهم جيدون فقط في الجلوس لالتقاط واصطياد أخطاء العاملين وعثرات الساعين عن ترقب وترصد وسوء ظن ٍمسبق ؟!
فهل هذا هو الإسلام بفكر السلف فعلا ً؟؟؟...
هل هذا هو ما كان ينادي به المسلمون الفاتحين لأرض الله لإخراج العباد من ظلم العباد إلى عدل رب العباد؟؟؟..
تعالوا لنرى .........

25...
يقول رسولنا الكريم مُعلم المسلمين العزة والكرامة : لا الخنوع والرضا بالمهانة وقتل الأبرياء واغتصاب العفيفات
وتشويه الدين وتعطيل الشرع واستبداله
 :
أفضل الجهاد : مَن قال كلمة حق : عند سلطان جائر " !!!.. 
رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه وصححه الألباني ... وفي سنن النسائي أيضا ًوصححه الألباني :
عن طارق بن شهاب : أن رجلا ًسأل النبي صلى الله عليه وسلم وقد وضع رجله في الغرز :
أي الجهاد أفضل ؟؟.. قال : كلمة حق عند سلطان جائر " !!!!...

فسبحان الله العظيم !!!.. جعله رسول الله من أفضل الجهاد : ولما فعله رجل مثل الشيخ حازم في وجه المجلس
العسكري
 المتآمر الخائن : وأجبرهم على تقديم موعد الانتخابات الرئاسية التي نعيشها اليوم وهدد وحزم بما 
الأمر أهله ويستحقه :
وصفه المتعالمون والمتفيهقون بسلسلة صفاتهم المعروفة من اسطوانتهم المشروخة عن الخروج على الحاكم!!!!!..

26...
ولأن قول كلمة الحق عند السلطان الجائر : أقواها أثرا ًوأخطرها على قائلها : هي التي على الملأ :
فقد جعل رسول الله قائلها هو في منزلة سيد الشهداء عند الله تعالى !!!!...
يخبرنا بذلك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فيقول :
سيد الشهداء : حمزة بن عبد المطلب .. ورجل قام إلى إمام جائر : فأمره ونهاه : فقتله " !!!!..
رواه الترمذي والحاكم وصححه الألباني !!!!..
أقول :
فهذا عند رسول الله في منزلة سيد الشهداء .......!
فبماذا سيصفه إخواننا المتفيهقة اليوم وفي ذلك العصر يا ترى ؟؟؟.. 

27...
وتعليقا ًعلى الحديث السابق : نقرأ كلاما ًرائعا ًموجزا ًللشيخ حامد العلي حفظه الله - وهو من المخالفين
اليوم لمنهج الانبطاح : وعليه : فتصنيفه المنتظر : محجوز ٌومعروف ٌلدى هؤلاء 
- .. حيث يقول :
وليس في هذا الحـديث ونظائره : ما يقتضي إسراراً لكلمة النقد !!.. بل هو بالحضِّ على إعلانها أوضح !
إذْ : ما جُعلت أفضل الجهاد إلاّ من أجل أنّ في الإعلان : التعرض لبطش الظالم !!.. وفي ذلك أعظم البذل
للجهد : وارتكاب المشقة في سبيل الله تعالى !!.. ولأنَّ في الجهر والإعلان : تخويفُ الحاكم الجائر :
من تشجيع المجاهر بالإنكار لغيره على الإنكار أيضاً .. مما يؤدي إلى ارتداعه عن الظلم .. فهي في الحقيقة :
وسيلة مؤثرة لكبح جماح السلطة وتقييدها
 " !!!!...

فلله دره من كلمات يُصرخ بها في وجه أي بلد : قبل سقوطه بزيادة ظلمه بغير نكير مثلما رأينا في بلادنا !!!..
ولله دره من تشخيص ٍللداء الساري في السعودية اليوم للأسف قبل طور الاستفحال !!!..
حيث بات المظلومون يلجأون لليبراليين والعلمانيين للمطالبة بحقوقهم ونشرها بدلا ًمن الذهاب لمَن لن يتحدث
في حقهم بكلمةٍ سرا ًولا جهرا ً
!.. ووالله إنها لفتنة وأي فتنة : أن تصير الذئاب بسكوت العلماء راعية الغنم !

28...
فهذه هي المعاني التي تشربها صحابة رسول الله كابرا ًعن كابر : وعلى رأسهم : أعظمهم قدرا ًومنزلة ً: أبو بكر
وعمر
 رضي الله عنهما !!!!!...
ولن أنقل الكلام التالي من مراجع السيرة الإسلامية ...
بل سأنقله من معاهد حقوق الإنسان في بلاد الكفر العالمية !!!.. والتي عقلت كلام أبي بكر فوضعته في مكانته
اللائقة 
: نورا ًإنسانيا ًيُهتدى به لكل راغب في إحقاق الحق !!!!.. ولا عزاء لمَن أدار ظهره لمثله وحرم على المسلمين
حتى المظاهرات السلمية التي ما حملوا فيها سلاح
 !!!!..

فقد جاء في الوثيقة المُصرح بنشرها من المعهد الدولي لحقوق الإنسان بجامعة دي بول شيكاغو : 
(بسيوني محمود شريف - الوثائق الدولية المعنية بحقوق الإنسان المجلد الثاني دار الشروق القاهرة 2003) :
خطبة أبي بكر الصديق عند توليه الخلافة عام 11 هجرية " ..
حيث لما بويع أبا بكر بالخلافة بعد بيعة السقيفة : تكلم أبو بكر : فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
أما بعد .. أيها الناس .. فإني قد وُليت عليكم : ولست بخيركم !!.. فإن أحسنت : فأعينوني .. وإن أسأت :
فقوموني !!.. الصدق أمانة .. والكذب خيانة .. والضعيف فيكم قوي عندي : حتى أريح عليه حقه إن شاء الله ..
والقوى فيكم ضعيف عندي : حتى آخذ الحق منه إن شاء الله .. لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله : إلا ضربهم الله
بالذل .. ولا تشيع الفاحشة في قوم قط : إلا عمهم الله بالبلاء .. أطيعوني : ما أطعت الله ورسوله .. فإذا عصيت
الله ورسوله : فلا طاعة لي عليكم
 " !!!!..
ولا نرى أي ملمح للحديث عن النصح في السر أو نهي الرعية عن التجمع لحاجتهم عند الحاكم !!!..
وقد دلت أخبار السنن والتأريخ والسير على ما أقول !!!..

29...
وهذا عمر الفاروق رضي الله عنه يقول في الجزء الأخير من خطبة توليه للخلافة :
أيها الناس .. إن لكم عليَّ خصالاً : أذكرها لكم : فخذوني بها .. لكم علي أن لا أجتبي شيئاً من خراجكم وما
أفاء الله عليكم : إلا من وجهه .. ولكم علي إن وقع في يدي : أن لا يخرج إلا بحقه .. ولكم علي أن أزيد عطاياكم
وأرزاقكم إن شاء الله تعالى .. ولكم علي ألا ألقيكم في التهلكة .. ولكم علي أن أسد ثغوركم إن شاء الله تعالى ..
ولكم علي إن غبتم في البعوث : فأنا أبو العيال حتى ترجعوا إليهم .. فاتقوا الله : وأعينوني على أنفسكم بكفها
عني .. وأعينوني على نفسي : بالأمر بالمعروف : والنهي عن المنكر : وإحضار النصيحة فيما ولاني الله من أموركم
 "
ولا أقول إلا : سبحان الله العظيم !!!!..
وأسأل : هل هناك من متفيهقة العصر المثبطين مَن يأمر ولي أمره بمعروف أو ينهاه عن منكر ؟؟؟

30...
ولعل من أشد الحسرات التي تصيب الداعي غير المسلمين إلى الله : هي الحسرة كلما تذكر أمثال هؤلاء المتعالمين
الذين لو قـُدر لهم الاختلاط للدعوة بغير المسلمين : لنفروهم من دين الله عز وجل : ولا سيما بعد أن يطلعوا 
على حالهم المتناقض ذا !!!!!!...
إذ كيف يدخلون في دين يأمرهم - وحسب فهم هؤلاء المخلوط الملبوس - بالطاعة التامة للحاكم الظالم مهما
بلغ ظلمه لهم من نهب وسرقة وقتل وتعذيب وتبديل لشرع الدين الذي يدعونهم إليه نفسه 
؟!!!!!!!!!!!!!!!...
ولو أنا فسرنا لهم جواز ذلك بارتباطه بالقدرة وضعف المحكوم : وبأنه لاتقاء فتنة ًأكبر بفتنةٍ أقل فيكون السؤال :
وما منعكم من السعي لإحقاق الحق والعدل والشرع الآن بعد سقوط الحاكم الطاغية وانحصار فلوله أمام قوى
الشعب 
؟!!!!.. لماذا فرقتم تلك القوى حتى صرتم شراذم فاستأسد عليكم الفلول من جديد ؟؟؟...
فبالله عليكم :
أمثل هذا الفقه الخانع حتى أمام العدو الساقط : ينتمي لهذا الدين العظيم ويعبر عنه في شيء ؟؟؟...
أم أنه الفقه الذي تصح فيه - حرفيا ً- مقولة الشيوعيين والملاحدة لذم الدين : 
الدين أفيون الشعوب " !!!.. و " الدين هو سيف الحاكم الظالم على شعبه " !!!!!!...

31...
وإلى كل مزكوم الأنف عن عطر جهاد العلماء الربانيين من أمته : أسوق لهم المواقف والأقوال التالية لعله يعتبر !!!..
مع العلم بأني لا أدعوا المسلمين ليكونوا خوارج يُكفرون أعيان الناس بغير دليل ولا حُجة !!!.. ومع العلم أيضا ًأني 
من أول مَن يدافع عن العلماء إذا سكتوا - أو أ ُسكتوا - مُرغمين على الظلم أو ترك مظلوم لتلافي فتنة ًقد تجر
من خلفها فتنة ًلا تندمل
 .. ولي في لك موضوع باسم ( إماطة اللثام عن موقف العلماء في الصمت والكلام ) ..

>>
فهذا الإمام مالك رحمه الله قد سُجن وعُذب كما جاء في (العلل ص 186) لأنه كان يقول بعدم انعقاد بيعة
المُكره أو المُجبر
 !!!..
>>
وكان يقول أيضا ًرحمه الله وكما في (تاريخ الذهبي 9 /331) : 
ضُربت فيما ضُرب فيه ابن المسيب ومحمد بن المنكدر وربيعة !!.. ولا خير فيمَن لا يؤذى في هذا الأمر " !
>>
وقد روى الطبري رحمه الله (4 /515) كيف حُبس سفيان الثوري وابن جريج وعباد بن كثير : لأنهم ناوءوا 
سياسة أبي جعفر المنصور ولم يتابعوه في غيه وظلمه كما فعل إخواننا هداهم الله !!!!..
>>
وفي (سير أعلام النبلاء 7 /125) يقول الإمام الذهبي رحمه الله عن العلماء الساكتين عن الحق مع القدرة :
قد كان عبد الله بن علي : ملكا جبارا : سفاكا للدماء : صعب المراس .. ومع هذا : فالإمام الأوزاعي يصدعه
بمُر الحق كما ترى !!!.. لا كخلق ٍمن علماء السوء الذين يُحسنون للأمراء ما يقتحمون به من الظلم والعسف !!..
ويقلبون لهم الباطل حقا ً
قاتلهم الله - : أو يسكتون مع القدرة على بيان الحق " !!!..
>>
بل وهذا أحمد بن نصر الخزاعي رحمه الله : قد بايعه الناس على خلع الخليفة الواثق القائل بخلق القرآن : 
واستعد أحمد لذلك بالفعل - هذا الخليفة قال بخلق القرآن فقط : فما منزلته بجوار طواغيت اليوم ؟ - ولكن :
ظـُفر به للأسف الشديد فصُلب فمات .. فيقول عنه ابن كثير رحمه الله في (البداية والنهاية 10/ 317) :
رحمه الله وأكرم مثواه ..! كان من أئمة السنة : من أكابر العلماء العاملين .. ختم الله له بالشهادة " !!!..
نقرأ هذا :
والمتعالمين المتفيهقة يرمون قتلى الثورات تارة بالسفه وتارة بالانتحار لا الشهادة وتارة بالجهل في الدين!!!..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !!!..
>>
وقد ذكر الجصاص رحمه الله كيف خلع كبار التابعين بيعة عبد الملك بن مروان ونابذوا الحجاج بالسيف :
يقول :
وقد كان الحسن البصري وسعيد بن جبير والشعبي وسائر التَابعين : يأخذون أَرزاقهم من أيدي هؤلاء
الظلمة : لا على أَنهم كانوا يتولونهم : ولا يرون إمامتهم .. وإِنما : كانوا يأْخذونها على أَنها حقوقا ًلهم في
أَيدي قوم ٍفجرة
 (يقصد جواز ذلك كما يجوز تقاضي المسلم أجره على عمله من كافر أو مبتدع) ..
وكيف يكون ذلك على وجه موالاتهم : وقد ضربوا وجه الحجاج بالسيف !!.. وخرج عليه من القرَاء
 (أي 
العلماء والفقهاء) : أربعة آلاف رجل : هم خيار التابعين وفقهاؤهم !!.. فَقَاتلوه مع عبد الرحمن بن محمد
بن الأشعث بالأهواز .. ثمَ بالبصرة .. ثمَ بدير الجماجم : من ناحية الفرات بقرب الكوفة .. وهم خالعون
لعبد الملك بن مروان : لاعنون لهم .. متبرئون منهم
 " !!!..

32...
أقول : وبالطبع المواقف السابقة هي مجرد أمثلة (ولم أذكر فعل الحسين ولا ابن الزبير رضي الله عنهما) .. 
فالقيام في وجه الظلم الغاشم والقتلة الفجرة : 
هو فطرة إنسانية قبل أن يكون شعيرة دينية مأمور بها عند الاستطاعة !!!.. ومهما حاول الخانعون ليّ عنقها!
وأما بالنسبة لجواز التظاهر السلمي - أي الاجتماع لتوصيل كلمة الرعية للحاكم علنا ًبعد أن سد أبوابه دونها-
فقد شوهه أيضا ًهؤلاء المتعالمين المتفيهقة بأشنع التشويهات !!!..
فلم يراعوا قِدم تطبيقه في أهل الإسلام من الرعيل الأول وقد كانت تأتي الوفود جماعات لأمير المؤمنين لتشتكي
تارة ًظلما ًوأخرى فقرا ًوحاجة !!!.. ولم يراعوا تأصيلها الفقهي فخلطوا الحابل بالنابل جهلا ًأو عمدا ً:
ليصدوا المظلومين حتى عن قول الـ آآآآه !!!!..
وبلغ من سوء فهمهم وتأويلهم الفاسد لقواعد الشرع وفقهه الذي لا يجيدونه : أنهم صنفوا المظاهرات على أنها
من المعلوم تحريمه كأصل من أصول الدين : وعليه طبق بعضهم على المنادين بها المقولة الشهيرة :
ليتها ما زنت : ولا تصدقت " !!!.. يريدون بذلك وصف سفاهة المنادي بالمظاهرات وتشبيهه بالتي أرادت
أن تتصدق فلم تجد مالا ً: فزنت لكي تتصدق من مال الزنا !!!!.. 

وإلى هؤلاء المتفيهقة المتعالمين : أنقل لهم هذه الفتوى بتمامها - كمثال فقط - من موقع الإسلام ويب برقم :
5844 : تصنيف قضايا سياسية .. حيث جاءهم السؤال التالي :
بسم الله الرحمن الرحيم .. فضيلة الشيخ حفظكم الله : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أفتونا مأجورين :
الجالية الإسلامية عندنا في جنوب السويد : قررت أن تقوم بمظاهرة تضامناً مع الشعب الفلسطيني .. على أن
تكون المظاهرة سلمية : لإيصال صوت المسلمين إلى الحكومة السويدية : للضغط من أجل إيقاف المجازر في حق
أطفال الشعب الفلسطيني .. فما حكم مثل هذه المظاهرات ؟.. ونحيطكم علماً أن مثل هذه المظاهرات لها دور
كبير وفعال لإيصال صوت المسلمين إلى السياسيين : للضغط على حكومة الصهاينة من أجل ايقاف المجازر في
حق الأطفال في فلسطين .. أفتونا جزاكم الله خير الجزاء 
" ..

فكانت الإجابــة (وانظروا كيف يقوم الفقيه الحق بتأصيل الأمر شرعا ًوتقسيمه وتفصيله لا مثل هؤلاء) :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ..
فبارك الله فيكم على مشاعركم النبيلة .. وعاطفتكم الإيمانية .. وحرصكم على التزام أحكام الشرع في المنشط
والمكره .. أما ماسألتم عنه من رغبتكم القيام بمظاهرة : تضامنا مع إخوانكم في فلسطين فإننا نقول :
إن هذه المظاهرات وغيرها من طرائق التعبير عن الرأي وقنوات التأثير على الآخر : هي وسائل : يُتوصل بها إلى
غايات .. وليست غاية في ذاتها .. وما كان على هذا النحو : فإنه يُنظر إليه من جهتين :
الأولى :
من جهة الوسيلة المستخدمة في التعبير عن الغرض : المتوصل بها إلى الغاية : هل هي مأمور بها شرعا ؟ أم مباحة ؟
أم ممنوعة ؟..
>> فإن كان مأمورا بها : فلا شك في جواز استخدامها .. وذلك مثل : المشي لشهود الصلاة في المسجد مع جماعة
المسلمين .. أو السعي في طلب الرزق .. أو زيارة الأقارب والأرحام .. أو في الدعوة إلى الله .. ونحو ذلك ..
>> وإن كانت الوسيلة ممنوعة : فإن كان منع تحريم : فإنه يحرم اتخاذها أو التوصل بها إلى أي غاية .. حتى وإن
كانت الغاية مطلوبة شرعا 
(وعلى هذا تنطبق مقولة ليتها ما زنت ولا تصدقت) .. وذلك كمن يسرق ليتصدق !!
أو يودع ماله بفائدة بنكية للتبرع بهذه الفائدة في المشاريع الخيرية !! أو يُنشىء مشروعا سياحيا في بلاد المسلمين :
تمارس فيه الرذيلة : ويُباع فيه الخمر : ويُجلب إليه العاهرات .. بغرض التجارة !!.. ونحو ذلك .. فهذا ونحوه :
لا يُلتفت فيه إلى الغاية .. لأن الطريق الموصل إليها : ممنوع في ذاته ..
>> فإن كانت ممنوعة منع كراهة : فإنه يُكره اتخاذها تبعا لذلك ..
>> وإن كانت الوسيلة مباحة : فهذه مسألة اختلفت فيها أنظار أهل العلم بين مُجيز ومانع ..
ومستمسك المانعين أنهم : جعلوا الوسائل تعبدية : فلا يتجاوز فيها المنصوص أو المقيس عليه ..
والصواب 
إن شاء الله تعالى - أن الوسائل - وهي الطرق إلى المقاصد - غير منحصرة .. وأنها : تأخذ حكم
مقاصدها .. وأن النظر في الوسائل يكون من جهة : هل هي ممنوعة أو لا ؟.. وليس : هل هي مأمور بها أو لا ؟!
أي أننا في باب الوسائل ننظر :
هل نهى الشارع عن هذه الوسيلة أو لا ؟.. ولا نحتاج إلى البحث في : هل أمر بها الشارع أو لا ؟!!.. بل يكفي في
الوسائل أن يكون الشارع : قد أباحها أو سكت عنها ...
الثانية :
من جهة المقاصد .. وذلك أننا لانحكم للوسائل
 ـ على التفصيل السابق ـ بحكم منفصل عن الغاية المقصودة من
ورائها !!.. لأنه قد تقرر أن الوسائل : لها أحكام المقاصد .. فإذا كان القصد : مطلوبا شرعا : والغاية : مأمورا بها
من حيث هي : فإنه يُشرع التوصل والتوسل إليها بكل وسيلة غير ممنوعة شرعا .. فنصرة المسلم المظلوم : مطلوبة
شرعا !!.. قال تعالى : 
(وإن استنصروكم في الدين : فعليكم النصر… ) [الأنفال: 72] .. وقال عليه الصلاة
والسلام : 
"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم : مثل الجسد .. إذا اشتكى منه عضو : تداعى له سائر
الجسد بالسهر والحمى
متفق عليه .. فكل وسيلة قديمة أو مستحدثة غير ممنوعة شرعا ويغلب على الظن أنها تحقق
المقصود لنصرة المظلوم : ورفع الظلم أو تخفيفه : فإنها جائزة .. بل : مأمور بها بحسب مالها من أثر ..
ومعلوم أن الشعوب :
لها طرائق مختلفة في التعبير عن آرائها .. والشرع : لا يمنع من استخدام تلك الطرائق .. ولا يحصر معتنقيه على
وسائل بعينها .. وليس مع مَن ادعى غير ذلك : حُجة نقلية ولا عقلية !!!.. بل مقاصد الشرع وقواعده : ووقائع
تاريخ المسلمين في الصدر الأول : تشهد بخلاف ذلك ..
إذا تقرر هذا : فإننا لا نرى مانعا من تنظيم المظاهرات والاحتجاجات على المذابح التي يتعرض لها إخواننا في فلسطين
وغيرها من بلاد المسلمين .. فإن هذا أضعف الإيمان .. وأقل الواجب .. والله المستعان .. وهو حسبنا ونعم الوكيل ..
والله أعلم 
" ...

33...
أقول : ولم نعهد في مظاهرات المظلومين الذين لم يسأل عنهم أحد في بلادنا : أنهم خرجوا بسلاح قط !!..
ولم نعهد أنهم خرجوا على صالحي الأمة يكفرونهم أو يقاتلونهم كما فعل القتلة الملاعين لعثمان وعلي رضي الله عنهما
ولا عرفنا فيهم ما عُرف بعد من صفات الخوارج !!!.. ومع ذلك :
فسوف أذهب معكم لأبعد من ذلك فأقول :
فسأفترض - مجرد فرض فقط تنزلا ًمع المخالف لمستوى عقله وفهمه المغلوط - أقول : فسنفترض أنهمخوارج !
فهل تعلمون قول أهل العلم في أمثالهم إذا كان خروجهم هو على الحكام المتجبرين الظلمة ؟!!!..
أظن أن لا !!!..

34...
جاء في كتاب (فيض القدير 3/ 697) في تقسيم مَن يخرج على الحاكم :
هم قسمان .. قسمٌ : خرجوا غضبا للدين : من أجل جور الولاة : وترك عملهم بالسيرة النبوية !!.. فهؤلاء :
أهل حق !!!.. ومنهم الحسين بن عليّ !!.. وأهل المدينة في الحرة !!.. والقراء الذين خرجوا على الحجاج !!..
وقسمٌ : خرجوا لطلب الملك فقط : وهم البغاة
 " !!!..

35...
وهذا ابن حزم رحمه الله يُنكر على مَن يقول بإجماع الأمة على حرمة الخروج على الظالم !!.. ومؤكدا ًعلى أن 
أفاضل الصحابة : وأكابر التابعين : وخيار المسلمين : خرجوا على الظالم .. يقول في (مراتب الإجماع ص199) : 
وقد عُلم أن أفاضل الصحابة : وبقية الناس يوم الحرة : خرجوا على يزيد بن معاوية !!.. وأن ابن الزبير ومَن
تبعه من خيار المسلمين : خرجوا عليه أيضا ً!!.. وأن الحسن البصري وأكابر التابعين : خرجوا على الحجاج
بسيوفهم !!!.. أترى هؤلاء كفروا
 " ؟؟!!!..

36...
ولأن علماء السنة بشر : ويفهمون كم هو شاذ أن يخرج أحد المتعالمين المتفيهقين ليُطالب المسلمين بما ليس
في طاقة البشر ولا مقدورهم ولا حتى في منطق صغيرهم ولا كبيرهم
 : فقد حرم هؤلاء العلماء الأكابر القتال 
تحت راية الحاكم الظالم : ضد مَن يخرج عليه يطالب بحقه !!!!..
يقول ابن حجر رحمه الله في (فتح الباري 12/ 286) : 
إلا أن الجميع : يُحرمون القتال مع أئمة الجور : ضد مَن خرج عليهم من آهل الحق " !!!..

37...
وبمثل هذا الفهم أيضا ً: قد فهموا من زيادة حديث " ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك " : الانبطاح التام من
المظلوم للظالم وعدم الشكاية والدفع عن نفسه ما يستطيع : فضلا ًعن المجاهرة بالسوء من القول لمَن ظـُلم !
فهذا فقط في عالم الماكينات والأجهزة الآلية وليس في عالم البشر لمَن له أدنى ذرة عقل وفقه ويُفكر فيما يقوله
ويأمر الناس به
 !!!.. إذ : لم يُعهد في دين الله عز وجل أن يأمر الناس بما ليس في طاقة البشر ولا يستسيغه أي
عقل بأي وجهٍ من وجوه الشرع أو المنطق
 !!!!...
وفي هذا يقول ابن حجر أيضا ًرحمه الله :
وأما مَن خرج عن طاعة إمام جائر : أراد الغلبة على ماله أو نفسه أو أهله : فهو معذور !!.. ولا يحل قتاله !!..
وله أن يدفع عن نفسه وماله وأهله : بقدر طاقته
 " !!!!..
أقول :
سبحان الله العظيم .. وهل هذا إلا ما ناديت به من قبل وأخبرت ؟!!!..
وإلا : ماذا تتوقعون ردا ًللفعل في وجه ولي أمر : يسرق وينهب ؟.. ويُعذب بغير تحقيق ولا دليل ولا بينة ؟.. 
ويغتصب رجاله العفيفات ؟.. ويسجن ويعتقل خيار الأمة وشبابها بغير بينة ولا جرم ؟.. ويحارب الدين وكل داع ٍ
إلى الخير ؟.. ويُقرب ويرفع كل فاسق ومنافق ونصراني ومنقوص الدين وكل داع ٍإلى الشر ؟.. ويوالي أعداء الله
من اليهود نصرة ًلهم على إخواننا المسلمين في غزة حتى يحصرهم العدو ويبديهم بكل دم بارد بأبشع الوسائل ؟..
هل تريدون المزيد أم يكفي هذا لإنعاش ذاكرة الغافلين المتفيهقين المتعالمين ؟؟!!!..

ووالله أعرف أحد هؤلاء : وهو مصري تعرض لظلم هنا في السعودية من كفيله : من وقف ٍللأجور ونحوه
حتى ضاق بهم العيش : فوصل به الأمر وكما أخبرني هو نفسه ساعتها : أنه فكر في أخذ سكين وقتله !!..
وأقول : إذا كان هذا حال أحدهم عند وقوعه عمليا ًفيما يُبدع مَن يقوم به نظريا ً!!!.. فماذا يفعل مَن قـُتل
فلذة كبده بغير جريرة ولا ذنب غير مجرد الاشتباه ؟!!.. وماذا يفعل مَن اغتـُصبت زوجته أو ابنته ؟!!..
وماذا يفعل مَن شردوه من عمله فصار هو وزوجته وأولاده عالة يتكفف الناس على كبر سنه إلخ إلخ إلخ ؟
 > 

38...
ويقول ابن حجر أيضا ًرحمه الله في (فتح الباري 19/ 389) :
قال الإمام عليّ عن الخوارج : إِنْ خالفوا إماما ًعدلا ً: فقاتلوهم !!!.. وإن خالفوا إماما ًجائرا ً: فلا تقاتلوهم :
فإن لهم مقالا ً
" !!!؟؟..

39...
ويقول ابن القاسم رحمه الله :
ولو دخلوا مدينة : لا يريدون إلا الإمام وحده : فلا تقاتلوهم إذا كان الإمام جائرا ظالما " !!!...

وسُـئل الإمام مالك رحمه الله عن الحاكم إذا قام مَن يريد إزالة ملكه : هل يجب الدفاع عنه ؟.. فقال : 
أما مثل عمر بن عبد العزيز : فنعم (أي نعم للدفاع عنه أمام مَن أراد الخروج عليه) .. وأما غيره : فلا !!..
ودعه وما يريد !!.. فينتقم الله من ظالم بظالم 
(أي إذا كان هذا الآخر ظالما ًهو أيضا ً) :
ثم ينتقم الله منهما جميعا
 " !!!..
العقد المنظم بحاشية تبصرة الحكام 2/ 195 ...

40...
ولا أعرف والله ماذا يقال بعد كل ذلك ...؟!
نعم .. لقد فوت الظالمون على الشيخ حازم الذي زلزل حال الفسقة والمنافقين والعلمانيين وإسرائيل وأمريكا !
وكفى بها علامة ًوالله لمَن له عقل يحمل همّ الدين : أن يرى أنه الوحيد الذي تكالب عليه كل أعداء الدين
بكل ضراوتهم وخبثهم ودهائهم ؟!!.. لأنه الوحيد الذي لا خلفية ورائه ولا أجندة متوقعة ولا حزب يُفاوض
على الدين معه : إلا أن الرجل حمل هم الدين وتطبيق شرع الله بحكمة الوقت التي تقتضيها ..
فالتف حوله من شتى توجهات السلفيين أنفسهم في مصر : إلا هؤلاء : وحزبيون أرادوه طائعا ًلهم : فشذوا !

ونعم ... لسنا نحن مَن نبكي على اللبن المسكوب ... ولا مَن يقول لو كان كذا لكان كذا وكذا ...
ولكنا لن نعدم أن نكون من الذين يتعلمون من أخطائهم : ويُبينون للناس أخطاءهم وأخطاء مَن يغترون بعلمهم
لما لم ينظروا في ضحالة فقههم 
!!!..

فهؤلاء المتعالمون المتفيهقون قد نشأوا على علم الجرح والتعديل فلم يتقبلوه بعدالته وأصوله التي منها غمس
سيئات الصالحين القليلة في حسناتهم الكثيرة
 !!!.. والتي منها التماس حسن التأويل للمعذور منهم - وأي عذر
لرجل ٍيحمل هم تطبيق الشريعة في هذا العصر الذي تكالب فيه أعداء الداخل والخارج وانقلبت فيه بالإعلام
الكاذب موازين الحق والباطل وصار المسلمون في حال الجاهلية الثانية بدينهم !!
 - أقول :
يا ليتهم أخذوا من علم الجرح والتعديل عدالته واستقامته ولكنهم للأسف - ولقلة فقه شيوخهم من جهة : وقلة
فقه وعلم طلاب علمهم من الجهة الأخرى
 - :
اختزلوا كل هذا العلم الجليل في كيفية التربص لاصطياد الأخطاء : الهفوة والنقير والقطمير !!!..

وأنا هنا أعترف بأمر : أدعوا الله عز وجل أن يتجاوز عني فيه .. وأن يغفر لي ما قدمته وكنت أحسبني أ ُحسن
صنعا ً
!!!..
فمع علمي التام بأنه هناك من مشاهير الشيوخ والدعاة : مَن ظهر ضلاله وباطل آرائه وفتاويه حتى صارتأكثر
مما يُطمس أو يؤول أو يُسكت عليه
 وإلا صار ذلك خيانة ًلأمانة العلم وبيان المُضلين !!!..
ولكن - وهذا ما أطلب من الله عليه الغفران - : قد قضيت فترة ًفي تلك الفتنة وهي : انتقاص عالم عامل للحق
والشرع والدين : ببضعة أخطاء - مُقلدا ًفي ذلك من خالطتهم من هؤلاء المتعالمين المتفيهقة - : ولم أكن ألتمس
لهؤلاء عذرا ًولا تأويلا ً!!!.. بل - وهذه هي القاصمة التي تفضح حقيقة كل طاعن - : لم أكن أتتبع كل علم
العالم وكتبه لأرى : هل ما آخذه عليه من خطأ : هو كما فهمت أم يناقضه بالصواب من مواضع أخرى من كتبه الكثير : 
وأن ما وقفت عليه هو ربما زلة لسان أو خطأ في وقت سابق لتصويبه لنفسه ؟!!!..
حيث من البديهي أن أي عالم في الدنيا : هو يجهل أيضا ًبعض الأشياء : وقد يختلط عليه كلامه في موقف ما أو لكبر سن !

أقول :
فهذه هي نصيحتي لكل أخ : أو شيخ : أو طالب علم ...
التريث التريث في الحكم على الناس - وخاصة ًالشيوخ والعلماء المشهود لهم بالعمل والصلاح ولا نزكيهم على الله -
فمَن يعمل بالفعل في مجال الدعوة والإصلاح : ويقف على حقيقة مشقاتهما من بذل الوقت والجهد : وتركراحة
الأبدان
 ونعيم العيش : ومجالسة الأهل والأولاد .... إلخ :
يعرف كم هو من التطفيف والتدليس أن يؤاخذ أمثال هؤلاء بالخطأ الواحد أو الأخطاء القليلة ومنها الغير مقصودات هنا وهناك !
فطبيعي جدا ًأنه مَن لا يتحرك كثيرا ً: لن يُخطيء بالطبع .. وأما مَن كثر تحركه في سبيل الله علما ًوعملا ًوقولا ًوفعلا ً: 
فهو معرض للخطأ : ولم يدع لنفسه العصمة ولم يدعيها له أحد !!!!..

وأخيرا ً: 
ما شعور أولئك المخذلين المثبطين الآن : وعوام المسلمين وشيوخهم يأبون إلا ترشيح مَن يتوسمون فيه الأقرب تطبيقا ً
لشرع الله
 ؟!!!...
فهل كان الأفضل هو :
الوقوف مع الشيخ حازم والذي أحسبه أعذر نفسه أمام الله بالمناسبة - ؟!!!.. 
أم ترك أحد الفلول أعداء الله ورسوله والشرع من لصوص مبارك وزبانيته وملأه السابقين ؟؟.. 
أم ترشيح مَن يرفعون تمثيلهم للإلتزام الإسلامي : ولديهم من الطوام ما هو أكثر مما نقدتم فيه الشيخ حازم بكثير ؟!
أم أنكم - وكعادتكم - ترون أن السلامة وعدم الخطأ : هما في الجلوس بغير حركة !!!..
وعلى هذا - وبالقياس - ترون أن عليا ًرضي الله عنه وحزبه أخطأوا إذ لم يأخذوا جانب المعتزلين للفتنة ؟!!!!..

وأ ُبشر طلبة العلم الوهميين الذين اغتنموا هذه المحنة في مصر وانشغال العلماء والشيوخ بها : 
فتجرأوا أكثر وأكثر على طعن هذا وذاك منتصرين لشيخهم قليل الفقه : ليظهروه في صورة عالم العصر وشيخ المحنة 
الوحيد ) الذي لا يُخطيء ولم يشذ عن السلفية منذ 30 عاما ً- حسب قوله - : أبشرهم بأنه :
لن يلبثوا قليلا ًحتى يبعث الله لهم مَن يُعامل شيخهم قليل الفقه ويُبرز أخطائه للناس : 
بمثل ما فعله هو وطلبته مع الآخرين !!!..
فهو ليس بمعصوم كما يرفعه طلابه ويظنون .. بل لديه من الأخطاء - : والتدليسات لمداراة تلك الأخطاء - : 
ما سيظهره الله تعالى وبنشره .. وكما تدين تدان ... 

هذا كان الختام ...
وأما مسك الختام : فهما هذان النقلان اللذان وقف عليهما أخ ٌحبيب من كلام ابن القيم 
رحمه الله تعالى : فأحببت أن أنقلهما للفائدة إذ يقول في مقدمة النونية :
وكفى بالعبد عمىً وخذلاناً : أن يرى عساكر الإيمان : وجنود السنة والقرآن : وقد لبسوا للحرب لأمته : وأعدوا
له عدته : وأخذوا مصافهم : ووقفوا مواقفهم : وقد حمى الوطيس : ودارت رحى الحرب : واشتد القتال : وتنادت
الأقران النزال النزال وهو : في الملجأ والمغارات !!.. والمدخل مع الخوالف كمين !!.. وإذا ساعد القدر : وعزم على
الخروج : قعد فوق التل مع الناظرين !!.. ينظر لمن الدائر : ليكون إليهم من المتحيزين !!.. ثم يأتيهم وهو يقسم بالله
جهد أيمانه : أني معكم : وكنت أتمنى أن تكونوا أنتم الغالبين
 " !!!..

ويقول أيضا ًرحمه الله تعالى في إعلام الموقعين في شرح أن الجزاء من جنس العمل :
ولذلك .. كان الجزاء مماثلا للعمل : من جنسه في الخير والشر !!.. فمَن ستر مسلما : ستره الله .. ومَن يسر على
معسر : يسر الله عليه في الدنيا والآخرة !!.. ومَن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا : نفس الله عنه كربة من كرب
يوم القيامة !!!.. ومَن أقال نادما ً: أقال الله عثرته يوم القيامة !!.. ومَن تتبع عورة أخيه : تتبع الله عورته !!.. ومَن ضار
مسلما ً: ضار الله به !!.. ومَن شاق : شاق الله عليه !!.. ومَن خذل مسلما ًفي موضع يحب نصرته فيه : خذله الله في
موضع يحب نصرته فيه !!!.... فهذا شرع الله : وقدره : ووحيه : وثوابه : وعقابه : كله قائم بهذا الأصل
 " !!!..

وهذا رابط لكلام جليل الأهمية من الشيخ حازم وفقه الله من لقائه بمسجد أسد بن الفرات منذ أيام :


وهذه آخر خطبة للشيخ محمد حسين يعقوب حفظه الله بعنوان : ليس بأمانيكم .. 
ويجيب فيها عن سؤال : لماذا حُرمنا من الشيخ أبي إسماعيل ؟!!..


وهذه أخرى للشيخ الزغبي حول فوات فرصة تحكيم شرع الله في مصر بفوات الشيخ حازم :
http://www.youtube.com/watch?gl=MA&v=WU0Nj0K3w44

وأدعو الله تعالى بالشفاء للشيخ الحويني أثابه الله عنا خيرا ً.. وأن يكتب له الأحسن في الدنيا والآخرة :
وهو الذي ما سلم حتى من هؤلاء المتفيهقة المتعالمين مخادعي اليوتيوب والنت والسلفيين من الطعن فيه !
وبنفس أسلوبهم المعهود من القطع واللصق والبتر لكلام العلماء ووضعه في غير مراده ولا سياقه :
والتي أخذوها واحترفوها في النت عن النصارى والملاحدة !!!..

فاللهم اغفر زلتي .. وأقل عثرتي .. واغفر لي خطيئتي .. فأنت تعلم ولا أعلم .. وأنت تقدر ولا أقدر ..
والحمد لله رب العالمين ...

-------------

وهذه إضافة أخرى في صميم ما نتحدث عنه .. 
وقد طلب مني بعض الإخوة ذكرها من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ..
------------- 

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى الجزء 20 ص 48 :

"ثم الولاية وإن كانت جائزة أو مستحبة أو واجبة فقد يكون في حق الرجل المعين غيرها أوجب أو أحب، فيقدم حينئذ خير الخيرين وجوباً تارة واستحباباً أخرى.
ومن هذا الباب تولي يوسف الصديق على خزائن الأرض لملِك مصر؛ بل ومسألته أن يجعله على خزائن الأرض وكان هو وقومه كفاراً، كما قال تعالى: 
{ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به} [غافر:34]، وقال تعالى عنه: {يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار * ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم} [يوسف:39-40]. ومعلوم أنه مع كفرهم لا بد أن يكون لهم عادة وسنة في قبض الأموال وصرفها على حاشية الملك وأهل بيته وجنده ورعيته، ولا تكون تلك جارية على سنة الأنبياء وعدلهم، ولم يكن يوسف يمكنه أن يفعل كل ما يريد وهو ما يراه من دين الله فإن القوم لم يستجيبوا له لكن فعل الممكن من العدل والإحسان، ونال بالسلطان من إكرام المؤمنين من أهل بيته ما لم يكن يمكن أن يناله بدون ذلك، وهذا كله داخل في قوله:{فاتقوا الله ما استطعتم} [التغابن:16].

فإذا ازدحم واجبان لا يمكن جمعهما فقدم أوكدهما لم يكن الآخر في هذه الحال واجبا ولم يكن تاركه لأجل فعل الأوكد تارك واجب في الحقيقة، وكذلك إذا اجتمع محرَّمان لا يمكن ترك أعظمهما إلا بفعل أدناهما لم يكن فعل الأدنى في هذه الحال محرَّماً في الحقيقة، وإن سمي ذلك ترك واجب وسمي هذا فعل مُحرَّم باعتبار الإطلاق لم يضر، ويقال في مثل هذا ترك الواجب لعذر وفعل المحرم للمصلحة الراجحة أو للضرورة أو لدفع ما هو أشد حرمة.

وهذا باب التعارض باب واسع جداً لاسيما في الأزمنة والأمكنة التي نقصت فيها آثار النبوة وخلافة النبوة، فإن هذه المسائل تكثر فيها، وكلما ازداد النقص ازدادت هذه المسائل، ووجود ذلك من أسباب الفتنة بين الأمة فإنه إذا اختلطت الحسنات بالسيئات وقع الاشتباه والتلازم، فأقوام قد ينظرون إلى الحسنات؛ فيرجحون هذا الجانب وإن تضمن سيئات عظيمة، وأقوام قد ينظرون إلى السيئات فيرجحون الجانب الآخر وإن ترك حسنات عظيمة، والمتوسطون قد لا يتبين لهم أو لأكثرهم مقدار المنفعة والمضرة أو يتبين لهم فلا يجدون من يعينهم على العمل بالحسنات وترك السيئات، لكون الأهواء قارنت الآراء. ولهذا جاء في الحديث:
 (إن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات، ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات) " ...

انتهى كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى ...
والحديث الذي ذكره الشيخ قد نص في مواضع على أنه مُرسل .. وله روايات ضعيفة ...


جاء عن ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى :
"{قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم} : ومن هذا الباب - باب المصالح والمفاسد - تولى يوسف الصديق خزائن الارض - بيت المال أو وزارة المال - مع علمه أن ملك مصر وقومه كفار {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم بهغافر34 .. ومن المعلوم أنه مع كفرهم لا بد أن يكون لهم عادة وسنة - مخالفة لشرع الله - في قبض الأموال وصرفها على الملك وحاشيته وجندة ورعيته ولا تكون تلك جارية مع سنة الانبياء في عدلهم، ولم يكن يوسف يتمكن أن يفعل كل ما يريد من دين الله فإن القوم لم يستجيبو له أي ظلوا على كفرهم - لكنه فعل الممكن من العدل والاحسان - برغم كفر العزيز ملك مصر وقومه - ونال بالسلطان - السلطة والوزارة - من إكرام المؤمنين من آل بيته ما لم يمكن أن ينله من دون ذلك وهذا كله في قول الله : {فاتقوا الله ما استطعتم} " ..

ويوضح ابن تيمية رحمه الله تعالى ذلك أكثر بقوله : 
فمَن وُلي ولاية يقصد بها طاعة الله وإقامة ما يمكنه من الواجبات واجتناب ما يمكنه من المحرمات لم يؤاخذ بما يعجز عنه، فإن تولية الأبرار للأمة خير من تولية الفجار حتى وإن لم يستطيعوا أن يحكموا بكل ما أنزل الله إذا عجزوا عن ذلك " ..
مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 28 / 369 ..
----------- 

ومن مجموع الفتاوى أيضا ً: ننقل الكلام التالي :
سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - عن :
رجل متول ولايات، ومقطع إقطاعات، وعليها من الكلف السلطانية ما جرت به العادة، وهو يختار أن يسقط الظلم كله، ويجتهد في ذلك بحسب ما قدر عليه، وهو يعلم أنه إن ترك ذلك، وأقطعها غيره وولي غيره، فإن الظلم لا يترك منه شيء؛ بل ربما يزداد، وهو يمكنه أن يخفف تلك المكوس التي في إقطاعه، فيسقط النصف، والنصف الآخر جهة مصارف لا يمكنه إسقاطه فإنه يطلب منه لتلك المصارف عوضها، وهو عاجز عن ذلك، لا يمكنه ردها، فهل يجوز لمثل هذا بقاؤه على ولايته وإقطاعه؛ وقد عرفت نيته واجتهاده، وما رفعه من الظلم بحسب إمكانه أم عليه أن يرفع يده عن هذه الولاية والإقطاع، وهو إذا رفع يده لا يزول الظلم بل يبقي ويزداد، فهل يجوز له البقاء على الولاية والإقطاع كما ذكر؟ وهل عليه إثم في هذا الفعل أم لا؟ وإذا لم يكن عليه إثم، فهل يطالب على ذلك أم لا؟ وأي الأمرين خير له: أن يستمر مع اجتهاده في رفع الظلم وتقليله أم رفع يده مع البقاء الظلم وزيادته؟ وإذا كانت الرعية تختار بقاء يده لما لها من المنفعة به، ورفع ما رفعه من الظلم، فهل الأولي يبقي ويزداد برفع يده؟

فأجاب: 
الحمد لله، نعم إذا كان مجتهدا في العدل ورفع الظلم بحسب إمكانه، وولايته خير وأصلح للمسلمين من ولاية غيره، واستيلاؤه على الإقطاع خير من استيلاء غيره، كما قد ذكر، فإنه يجوز له البقاء على الولاية والإقطاع، ولا إثم عليه في ذلك؛ بل بقاؤه على ذلك أفضل من تركه إذا لم يشتغل إذا تركه بما هو أفضل منه.

وقد يكون ذلك عليه واجبا إذا لم يقم به غيره، فنشر العدل بحسب الإمكان، ورفع الظلم بحسب الإمكان، فرض علي الكفاية، ويقوم كل إنسان بما يقدر عليه من ذلك إذا لم يقم غيره في ذلك مقامه، ولا يطالب والحالة هذهبما يعجز عنه من رفع الظلم.

وما يقرره الملوك من الوظائف التي لا يمكنه رفعها لا يُطلب بها، وإذا كانوا هم ونوابهم يطلبون أموالا لا يمكن دفعها إلا بإقرار بعض تلك الوظائف، وإذا لم يدفع إليهم أعطوا تلك الإقطاعات، والولاية لمن يقرر الظلم أو يزيده، ولا يخففه كان أخذ تلك الوظائف ودفعها إليهم خيرًا للمسلمين من إقرارها كلها، ومن صرف من هذه إلى العدل والإحسان فهو أقرب من غيره، ومن تناوله من هذا شيء أبعد عن العدل والإحسان من الظلم، ويدفع شر الشرير بأخذ بعض ما يطلب منهم، فما لا يمكنه رفعه هو محسن إلى المسلمين غير ظالم لهم، يثاب ولا إثم عليه فيما يأخذه على ما ذكره ، ولا ضمان عليه فيما أخذه، ولا إثم عليه في الدنيا والآخرة إذا كان مجتهدا في العدل والإحسان بحسب الإمكان.

وهذا كوصي اليتيم، وناظر الوقف والعامل في المضاربة والشريك، وغير هؤلاء ممن يتصرف لغيره بحكم الولاية أو الوكالة إذا كان لا يمكنه فعل مصلحتهم إلا بأداء بعضه من أموالهم للقادر الظالم؛ فإنه محسن في ذلك غير مسيء، وذلك مثل ما يعطي هؤلاء المكّاسين وغيرهم في الطرقات، والأشوال والأموال التي ائتمنوا، كما يعطونه من الوظائف المرتبة على العقار، والوظائف المرتبة على ما يباع ويشتري فإن كل من تصرف لغيره أو لنفسه في هذه الأوقات من هذه البلاد ونحوها فلا بد أن يؤدي هذه الوظائف فلو كان ذلك لا يجوز لأحد أن يتصرف لغيره لزم من ذلك فساد العباد وفوات مصالحهم.

والذي ينهي عن ذلك لئلا يقع ظلم قليل لو قبل الناس منه تضاعف الظلم والفساد عليهم، فهو بمنزلة من كانوا في طريق، وخرج عليهم قطاع الطريق، فإن لم يرضوهم ببعض الماء أخذوا أموالهم وقتلوهم، فمن قال لتلك القافلة :لا يحل لكم أن تعطوا لهؤلاء شيء من الأموال التي معكم للناس، فإنه يقصد بهذا حفظ ذلك القليل الذي ينهي عن دفعه، ولكن لو عملوا بما قال لهم ذهب القليل والكثير وسلبوا مع ذلك، فهذا مما لا يشير به عاقل، فضلا أن تأتي به الشرائع، فإن الله تعالى بعث الرسل لتحصيل المصالح،وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها بحسب الإمكان.

فهذا المتولي المقطع الذي يدفع بها يوجد من الوظائف، ويصرف إلى من نسبه مستقرا على ولايته وإقطاعه ظلما وشرًا كثيرا عن المسلمين أعظم من ذلك ولا يمكنه دفعه إلا بذلك، إذا رفع يده تولي من يقره ولا ينقص منه شيئا، وهو مثاب على ذلك، ولا إثم عليه في ذلك ولا ضمان في الدنيا والآخرة.

وهذا بمنزلة وصي اليتيم ، وناظر الوقف الذي لا يمكنه إقامة مصلحتهم إلا بدفع ما يوصل من المظالم السلطانية، إذا رفع يده تولي من يجوز ويزيد الظلم، فولايته جائزة، ولا إثم عليه فيما يدفعه: بل قد تجب عليه هذه الولاية.

وكذلك الجندي المقطع الذي يخفف الوظائف عن بلاده، ولا يمكنه دفعها كلها: لأنه يطلب منه خليل سلاح ونفقة لا يمكنه إقامتها إلا بأن يأخذ بعض تلك الوظائف، وهذا مع هذا ينفع المسلمين في الجهاد. فإذا قيل له: لا يحل لك أن تأخذ شيئا من هذا؛ بل ارفع يدك عن هذا الإقطاع فتركه وأخذه من يريد الظلم، ولا ينفع المسلمين كان هذا القائل مخطئا جاهلا بحقائق الدين؛ بل بقاء الجند في الترك والعرب الذين هم خير من غيرهم، وأنفع للمسلمين وأقرب للعدل على إقطاعهم، مع تخفيف الظلم بحسب الإمكان، خير للمسلمين من أن يأخذ تلك الإقطاعات من هو أقل نفعا وأكثر ظلما.

والمجتهد من هؤلاء المقطعين كلهم في العدل والإحسان بحسب الإمكان يجزيه الله على ما فعل من الخير، ولا يعاقبه على ما عجز عنه، ولا يؤاخذه بما يأخذ ويصرف إذا لم يمكن إلا ذلك، كان ترك ذلك يوجب شرا أعظم منه .. والله أعلم
 " ..
مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 30 / 256 : 260 ..