الصفحات

الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

هل كان داروين يؤمن بتوريث الصفات المكتسبة ؟؟..

هذه إضافة جديدة من حواري مع الأخ عادل صاحب المشاركتين السابقتين :

رأيت أن أضيفها هنا للفائدة وتعلقها بـ : هل كان يعتقد داروين بتوريث الصفات المكتسبة ؟!..
----------




أنا متأسف على تأخر الرد، ولكنك أخي كلفتني بواجب منزلي ضخم لأمر على كل هذه الروابط التي نصحتني بها، ورغم محاولتي أن أقنعك بأن تضع لي هنا روابط المواضيع التي تعتقد أنها تخدم موضوع النقاش ولكن يبدو أنك كنت تحب لي الفائدة لكي أمر على كل هذا الكم الضخم من المواضيع.
ولكن ، وبعد أن أكملت جميع المواضيع، لم أجد ولا رابط واحد، يحمل دليل على أن نظرية التطور تقول أن الصفات الوراثية المكتسبة يمكن توريثها، وهو الموضوع الأساسي الذي بدأ منه هذا الحوار الشيق، وقد ذكرت لك ترتيب الأحداث التي تتم بها ميكانيكية التطور مع أخذ مثال عنق الزرافة كمثال.
وأنا كنت اتوقع أحد ردود مححدة:
(1) أن تقول لي أنك اقتنعت أن النظرية لم تذكر أن الصفات المكتسبة تورث.
(2) أن توضح لي في أي صفحة من كتاب أصل الأنواع ذكر الكاتب أن الصفات المكتسبة تورث.
(3) أن تذكر لي مشكلة في طريقة توريث الصفات المكتسبة بالطريقة التي وصفها داروين في كتاب أصل الأنواع.
جدير بالذكر أنني - وإلى هذه النقطة - لم أناقش مدى صحة أو خطأ نظرية التطور، من حيث كونها نظرية، كل الذي أحاول أن أقوله هو أن أرد على موضوعك لتوضيح اللبس الذي اعتقد أنك وقعت فيه.


أهلا ًبك من جديد أخي عادل ....
ولا ..
لا يبدو أنك قرأت كل ما كتبته أنا للأسف ..!!
أو أنك قرأت : وأنت على توجيه مسبق لعدم الإلتفات لأي شيء يختلف معك ...!

حسنا ًأخي الكريم ...
تجد من الرابط التالي من مدونتي بعنوان : 
5)) كيف انتقلت الأسماك إلى البر :

تجد قرب نهاية الموضوع : التفسير الساذج التالي : 
وهو عندما يفقد التطوريين عقولهم أمام عوائق تفسير التطور تفسيرا ًمنطقيا ً:
فيلجأون لنظرية تحور الأعضاء نتيجة لما حولها : ثم توريث ذلك للأبناء !!!!!..
وإليك اقتباس كلامي - ويمكنك مراجعته من نفس الموضوع هنا في المنتدى - :



ولكن يبقى السؤال :

ما هي عوائق تفسير التطوريين لانتقال الكائنات الحية من البحر إلى البر ؟!!!..
أقول :

>>>> 
منهم مَن يفسر ذلك بالتحور للأعضاء !!.. ثم انتقال ذلك التحور (وراثيا ً) عبر الجينات !!..
وهذه فيها من المغالطة والسفاهة المنطقية والعلمية : ما لنظرية لامارك عن عنق الزرافة وطوله لو تتذكرون !
إذ :
الصفات المكتسبة من البيئة الخارجية والتأثر بها : لا تنتقل عبر الوراثة والجينات !!!..

وأمثلة القائلين بتلك السذاجات من (أنصار التطور) هو : ديمرسوي Ali Demirsoy..
وهو واحد من أشهر أعلام نظرية التطور في تركيا يقول :
ربما تكون ذيول الأسماك التي تحتوي على رئة : قد تحولت إلى أرجل للبرمائيات : عندما زحفت هذه الأسماك في ماء فيه وحل " !!!..

والنص باللغة الإنجليزية هو :
"Maybe the fins of lunged fish changed into amphibian feet as they crept through muddy water."

ولا تعليق !!..


وقد كررت الإشارة لهذه المعلومة في النقطة التالية لها أيضا ً:
6)) الحوض الجيني : العقبة الكئود !!..

حيث قلت :



حيث من بعد استبعاد فرضية ديمرسوي نصير التطور التركي عن تحول وتحور أعضاء السمكة بالاستخدام والبيئة الخارجية (نفس نظرية توريث الصفات المكتسبة الساذجة للامارك) :
فلن يبقى أمام التطوريين والداروينيين كما قلنا إلا :
الحل السحري : الطفرات !!!..


وأقول لك أخي عادل :
أنت الذي لم تنظر إلى الوسط (العلمي) الذي فيه أنشأ دارون فكرته لنفي الإله !
فلم يكن قد ثبت بعد أن الصفات المكتسبة لا تورث كما نعرفها نحن الآن !!!..
بل كان يُعتقد أن الصفات المكتسبة في حياة الكائن : 
تورث لنسله عن طريق الدم !!!!..

وقد أشرت أيضا ًلهذه المعلومة في أول رابط من موضوعي في المدونة وهنا :
1)) نظرة سريعة على كتاب أصل الأنواع لداروين :

حيث قلت :



2...
فبالنسبة لمسألة انتقال الصفات من جيل لآخر : فكان الاعتقاد السائد من قبله هو أن الصفات الوراثية تنتقل من جيل لآخر عبر الدم !.. إلى آخر هذه الاعتقادات الغامضة والخاطئة ...!

وهكذا لم يجد دارون أي مشكلة في ادعاء انتقال الصفات المكتسبة من جيل لآخر !
وما زال بعض أنصار التطور إلى اليوم : يفكرون هذا التفكير الساذج كما سنرى بعد > !


كما أشرت أخي عادل أيضا ًإلى :
تصريح داروين بهذه الفكرة البلهاء في مقدمة الطبعة الأولى من كتابه أصل الأنواع :
والتي تم حذفها فيما بعد تحت رغبة أحد أصدقائه لفجاجتها ..!

وأما الدليل أنك لا تقرأ كلامي بتمعن أو بقلب مُسبق الرأي لصالح التطور فلا تنتبه للمكتوب : 
فانظر أخي الكريم لأول رد لي عليك هنا .. وإليك رابطه من مدونتي أيضا ًتحت عنوان :
52)) خرافة استطالة عنق الزرافة .. وأشياء أخرى :

حيث قلت لك فيه بالحرف :



فبالطبع لا يوجد أية آليات منطقية ككل خرافات التطور إلا الخيال المضحك !!..

وهذا بالضبط ما أشار إليه داروين في مقدمة الطبعة الأولى من كتابه أصل الأنواع بغير استحياء كعادته :
إلى أن نصحه أحد أصدقائه بحذفها في الطبعات التالية :
لأنه يكفيه ما في كتابه من خرافات مضحكة كثيرة بالفعل !!..
يقول داروين :

I can see no difficulty in a race of bears being rendered, by natural selection, more and more aquatic in their habits, with larger and larger mouths, till a creature was produced as monstrous as a whale.
CHARLS DARWIN , HARVORD UNI.PRESS;THE ORIGIN OF SPEICIER: A FACSIMILE OF THE FIRST EDITION 1964 ص. 184

وأما معناها لمَن لا يعرف الإنجليزية فهي قوله - وبكل خبل المجانين - :

أنه لا يجد أي صعوبة في أن تتحول سلالة من الدببة بواسطة الانتخاب الطبيعي : وعن طريق المزيد من عاداتها المائية : وبالمزيد من اتساع أفواهها أكبر وأكبر : إلى أن تنتج لنا مخلوقا ًضخما ًمثل الحوت " !!!!..

ما شاء الله على الخيال !!!!..
الدب : يصير بقدرة قادر حوتا ًيصل وزنه لـ 30 طن !!!!!!..


فهل استوقفك تعبير داروين بالعادات المائية واتساع أفواه الدببة أكثر فأكثر ؟!!!..
أرجو أن يكون المعنى أوضح من أن أشرحه لك أخي بارك الله فيك ..

ولذلك تجد علماء أوروبا أنفسهم وحول بدايات القرن الـ 20 المنصرم :
قد سخروا من داروين لتأثره بتلك الفكرة التي أثبت العلم ضلالها وزيفها وخطأها !!!..

>>>
يذكر العالم (إنلي دوسيون) في كتابه (الله والعلم) في طبعة 1912 م : 
إن الغرضين اللذينِ يقوم عليهما مذهب داروين هما : الانتخاب الطبيعي .. وانتقال الصفات المكتسبة .. وقد أثبت (هربرت سبنسرهدم الفرض الأوّل من أساسه !!!.. ونقض (وايزمانإمكانية انتقال الصفات [المكتسبةبطريق الوراثة !!!.. وبرهن على أنّ هذه المشاهدات المزعومة : لا تقوم إلاّ على حكايات مخترعة !!.. ولا تعلو قيمتها العلمية عن قيمة حكايات المرضعات [والعجائز] " !!!!..

>>>
ويقول العالم (بلوجر) الألماني ردا ًعلى تعلق الداروينيين بانتقال الصفات المكتسبة : 
لم أجد واحدة من هذه المشاهدات : تثبت انتقال الصفات [المكتسبةبالوراثة " !!!..

>>>
ويقول العالم الفيزيولوجي (دوبوا ريموند) : 
إذا أردنا أن نكون مخلصين : وجب علينا أن نعترف بأنّ وراثة الصفات المكتسبة : قد اختُلِقت لمجرّد تعليل الحوادث المراد تعليلها !!!.. وإنّها هي نفسها من المفتَرضات الغامضة " !!!..

>>>
ولذلك كان رأي (دائرة المعارف الكبرى الفرنسية) في نظرية داروين 
إن النظرية الداروينية لسوء الحظ : مختلة من أساسها !!.. لأنها تفرض أنّ جميع الصفات النافعة [المكتسبة: قد حدثت بالمصادفة !!.. وبالتالي : جميع الحيوانات حدثت على ما هي عليه اتفاقاً(مصادفة!!.. وهو فرض يلاشي المسألة نفسها " !!!..
-------

وأنصحك أخيرا ًأخي عادل : وكلما تذكرت مثال الزرافة وطالما يبدو أنك لم تفهم كلامي فيه - :
أن تتذكر معه سؤالين هامين وهما انتقال الأسماك إلى البر : وانتقال البريات إلى الجو !!..
وحاول أن تطبق عليهما ما ترى صحته في تطور الزرافة لتعرف صحة ما تفكر فيه من عدمه ..

وأرجو الاستعانة في ذلك بما كتبته ونقلته أنا عن المعضلتين في روابط موضوعي :
حيث يبدو أن مسألة التطور عند المؤمنين به : تأخذ تفكيرا ًسطحيا ًجدا ًفعلا ً!!!..
تفكيرٌ : يتخطون فيه كل العوائق العلمية والتشريحية والمنطقية !!!!..

فبالنسبة لتطور الأسماك إلى البر : أنصحك بقراءة الرابطين التاليين من مدونتي :
5)) كيف انتقلت الأسماك إلى البر :

6)) الحوض الجيني : العقبة الكئود :

وأما بالنسبة لمعضلة إعجاز خلق الطيور واستحالة تطورها بكل سيناريوهات التطور الخرافية :
فسوف تجد في الرابط التالي الكثير عن خصائصها - وليس في الأجنحة فقط - :
44)) شبهة أجنحة الطيور التي لا تطير :

وكل عام وأنت ومَن تحب بخير أخي الكريم ...
--------------
------------------------

إلى هنا إخواني انتهى ردي الأول على الأخ عادل ..
فعاد برد آخر .. فإليكم إياه وردي الأخير عليه بإذن الله ..
---------------
----------------------------

على الرغم من عدم إجابتك أخي الكريم عادل وقد مضت قرابة 6 ساعات - عن سؤالي لك :




هل قرأت كتاب أصل الأنواع : النسخة العربية التي أشرت أنت لها بالفعل ؟؟؟؟..

وذلك رغم أني أرى معرفك منذ الصباح في الموضوع : ومنذ قرابة الساعتين أيضا ً:
إلا أني سأبادر أنا بكتابة الرد ...
والله المستعان ...

أنت قلت أخي :



لك التحية أخي العزيز وأتمنى أن يمر عليك كل عام ويجدك في أتم صحة وعافية.
- أولاً: فيما يخص تعليقك عن أنني قرأت وأنا على توجيه مسبق لعدم الالتفات لأي شيء يختلف معي، فأنا أكف عن الرد عن هذه الملاحظة تهذيباً وتقديراً لشخصك أخي العزيز.
- وأما فيما يتعلق باستدلالك بوجهة نظر العالم (لامارك) عن توارث الصفات المكتسبة فأنا سأعود بك إلى كتاب أصل الأنواع للكاتب تشارلز داروين في ترجمة مجدي محمود المليجي عن دار المجلس الأعلى للثقافة، الطبعة الأولى عام 2004، في فصل (نبذة تاريخية عن تطور المعتقدات حول نشأة الأنواع الحية قبل نشر الطبعة الأولى لهذا العمل)، وفي تعليق الكاتب على كتاب (الفلسفة الحيوانية) للكاتب (لامارك) الذي استددلت به على التوارث بناءً على انتقال الصفات المكتسبة، يقول الكاتب في صفحة (39):
وفيما يتعلق بالوسائل التي تمت عن طريقها التعديلات، فإنه – أي لامارك – عزا بعضاً من منها إلى التأثير المباشر للعوامل الطبيعية للحياة، وبعضاً منها إلى التهجين بين الأشكال الموجودة فعلاً، والكثير منها إلى الاستخدام وعدم الاستخدام، وهذا ما يعني تأثيرات السلوك، ويبدو أنه يعزو إلى هذا العامل الأخير كل التكيفات الجميلة في الطبيعة، مثل العنق الطويل للزرافة.
وبما أن الفصل يتحدث عن المعتقدات التي سبقت نشر مصنفه فمن غير الجائز المحاجة بدراسة سبقت النظرية لدحضها، كما يدل على اختلاف الكاتب مع لامارك فيما يتعلق بآلية التوريث.
- في الباب الثاني من الكتاب، التمايز تحت تأثير الطبيعة، في القسم (الاختلافات الفردية) يقول الكاتب (أن الاختلافات الفردية البسيطة التي تظهر على الذراري التابعة لنفس الأبوين، هي التي تزود الانتخاب الطبيعي بالأدوات اللازمة للعمل عليها).
وبذلك يحدد الكاتب الميكانيكية التي يقوم عليها التطور، وهو الفروق الفردية بين الأفراد الناتجين عن نفس الأصل، وليس الصفات المكتسبة عنهما.
أما في الفصل الرابع (الانتقاء الطبيعي - البقاء للأصلح) يقول الكاتب في تلميح عن التمايز تحت تأثير التدجين في صفحة 160:
(إن الإنسان لا يستطيع استحداث ضروب، ولا يستطيع أن يمنع ظهورها، ولكنه يحتفظ ويكدس كل ما يحدث على علاته.
وجملة (يكدس ما يحدث على علاته) فيها إشارة قوية لأن العملية تلقائية ولا دخل للصفات المكتسبة بها.
- ويقول الكاتب في صفحة 161:
العديد من الكتاب قد أخطأوا الفهم أو اعترضوا على مصطلح الانتقاء الطبيعي، وبعضهم وصل إلى أنه تخيل أن الانتقاء الطبيعي يسبب التمايز، مع أنه لا يتضمن إلا الحفاظ فقط على مثل هذه التمايزات كما تظهر.
وهذه إشارة من الكاتب لأن التميزات تتكدس كما تظهر، وليس كما ينقلها الآباء عن طريق توريث الصفات المكتسبة في فترة بقاء الأبوين.
- في صفحة 352 يقول الكاتب:
فإنه قد يكون من المستحسن أن نشرح مرة أخرى كيف سيقوم الانتقاء الطبيعي بدوره في جميع الحالات العادية، فالإنسان قد قام بتعديل البعض من حيواناته بدون الحاجة للاهتمام بتفاصيل خاصة في التركيب، وذلك ببساطة عن طريق الحفاظ والاستيلاد من أسرع الأفراد، كما في حالة حصان السباق وكلب الصيد السلوقي، أو كما فعل في حالة ديك المصارعة، وذلك بالإنسال من الطيور المنتصرة، وهذا هو الحال مع الزرافة في بداية نشوئها تحت ظروف الطبيعة، فإن الأفراد التي كانت ترعى على مستوى عالي، وكانت قادرة أثناء فترات القحط على أن تصل إلى مستوى أعلى ولو ببوصة واحدة أو بوصتين فوق الآخرين، فهي التي كانت غالباً سوف تبقى، وذلك لأنها سوف تكون قد جاست خلال بقاع القطر بحثاً عن الطعام.
ويستمر الكاتب في نفس الصفحة:
وحقيقة الأمر أن الأفراد التابعة لنفس النوع، غالباً ما تختلف في الأطوال النسبية لجميع أجزاء جسدها، وذلك من الممكن مشاهدته في العديد من أعمال التاريخ الطبيعي، والتي تقدم لنا قياسات دقيقة في هذا الموضوع، وتلك الاختلافات النسبية الناتجة عن قوانين النمو وتعدد الخصائص، ليس لها فائدة أو أهمية على الإطلاق لمعظم الأنواع. ولكن الأمر كان سيصبح مختلف مع الزراف الناشئ، عندما نضع في الاعتبار عاداته الحياتية المحتملة، فتلك الأفراد التي كان لها جزء واحد أو أجزاء متعددة من نجسدها أكثر استطالة فإنها في العادة كانت سوف تبقى على قيد الحياة. وهي التي كانت ستتزاوج وتتكر ذرية، إما وارثة لنفس الميزات الجسدية أو لديها القابلية لتعديل الخصائص مرة أخرى على نفس المنوال.
وستمر الكاتب:
وإنه لمن المشكوك فيه إذا ما كان قد طرأ على تفكير أحد أن يدرب كلباً على الإرشاد إذا لم يكن هناك كلب ما قد أبدى بطريقة طبيعية قابليته لهذا المسار.
وفي هذا أيضاً إشارة من الكاتب لأن القابلية تكون طبيعية للتمايز، وليست ناتجة عن اكتساب من الأبوين.
وعليه لا يمكن الأخذ بآراء العالم لامارك للمحاجة بها على نظرية التطور فيما يخص تمرير الصفات السلوكية المكتسبة للكائن
- أما تعبيرك المقتبس من داروين (أنه لا يجد أي صعوبة في أن تتحول سلالة من الدببة بواسطة الانتخاب الطبيعي : وعن طريق المزيد من عاداتها المائية : وبالمزيد من اتساع أفواهها أكبر وأكبر : إلى أن تنتج لنا مخلوقا ًضخما ًمثل الحوت)
فأنا للأسف لم أجد في الكتاب الصفة التي يرد فيها هذه النقطة، لذلك أرجو منك أن تساعدني بتحديد الصفحة التي ورد فيها هذا التعبير حتى أعرف ما الذي كان يقصده الكاتب من ذلك.

وأقول لك في نقاط ...

1...
بالنسبة لما نقلته لك من رأي داروين في تطور سلالة من الدببة إلى حيتان : بفعل المزيد من العادات المائية !!!.. والمزيد من اتساع أفواهها أكبر وأكبر !!!.. فهذه كانت من صورة فاكس للطبعة الأولى لكتابه أصل الأنواع مأخوذة عام 1964 :
CHARLS DARWIN , HARVORD UNI.PRESS;THE ORIGIN OF SPEICIER: A FACSIMILE OF THE FIRST EDITION 1964 ص. 184

وقد ذكرت لك أنه تم حذفها من المقدمة !!!.. ولذلك - وبالطبع - : 
فلن تجدها في الكتاب : لا في نسخته الإنجليزية : ولا في العربية المترجمة !!!..
ولكن : لا بأس :
فما سأذكره لك الآن من كتابه نفسه : 
سيفي بالغرض إن شاء الله وزيادة : وكما سترى معي بعد لحظات ....
ولكن قبل أن أترك هذه النقطة :
فتلك الخزعبلات التي أشار إليها داروين في مقدمة كتابه : وتم حذفها من المقدمة ومن صفحة 184 أيضا ً:
تجد الإشارة إليها في صفحة الويكيبديا الحيتانيات التالية :

ولكنك لن تجدها في النسخة الإنجليزية لنفس صفحة الويكيبديا !!!.. بل : ولن تجد أي ذكر لداروين أصلا ًفي الصفحة - وحتى لا يهتز عرش خرافة التطور أكثر مما هو يتهاوى بالفعل في السنوات الأخيرة !!!- .. وإليك اقتباس للإشارة إلى ذلك الجزء المحذوف ...
حيث تجد في صفحة الويكيبديا - وتحت عنوان : (نبذة عن تطور الحيتان) :



في سنة 1859 كان لداروين توضيحات (بشكل نظري) كيف قد نشأت الحيتان (Cetacea) الحالية. حسب داروين فانّ الحيتان والدلافين اصلهم يرجع إلى ثديات اليابسة, تلك الثديات التي كانت تحصل على معظم غذائها في الوسط المائي لذلك تكيّفت تلك الثديات مع الوسط الجديد, وكان العالم لامارك Lamarck يعتقد عكس ذلك, إذ انه كان يعتقد بان ثدييات اليابسة أن اصلها يرجع إلى ثديات الماء.
وضرب داروين مثالا على ذلك وهو الدبّ الاسود, كان زميل له رآه في قارة أمريكا الشمالية, ذلك الشخص رأى الدب الاسود يسبح في بركة ماء بشكل متواصل لساعات عديدة دون توقف من اجل اصطياد الحشرات. إذا استمر هذا الدبّ (أو اي من حيوان ثدي آخر) ولاجيال عديدة جدا يبحث معظم وقته عن الغذاء في الماء فانه سيتكيف ويتصرف مثل الحيوانات المائية وبشكل تدريجي. وتبدأ اجسامهم بالتكيّف (التغيّر) من اجل سباحة وغطس أفضل, وبعد مدة طويلة (ملايين السنين) وبشكل تدريجي ينشأ حيوان على شاكلة الحيتان أو كلاب البحر.

وإليك النص المحذوف بأكمله من الصفحة 184 : وفيه تعليق داروين على ما رآه صديقه هيرني :

In North America the black bear was seen by Hearne swimming for hours with widely open mouth, thus catching, like a whale, insects in the water. Even in so extreme a case as this, if the supply of insects were constant, and if better adapted competitors did not already exist in the country, I can see no difficulty in a race of bears being rendered, by natural selection, more and more aquatic in their structure and habits, with larger and larger mouths, till a creature was produced as monstrous as a whale.
Charles Darwin, The Origin of Species (1859 and 1984 editions), p. 184.

والنص كان موجودا ًفي أول طبعة 1859 وإلى طبعة عام 1984 ص 184 !!!..

2...
أنت تحتج عليّ أخي الكريم بأنه : طالما ذكر داروين في : نبذته التاريخية عن تطور المعتققدات حول نشأة الكائنات الحية : أنه ذكر فيها لامارك وما اعتقده من (( توريث الصفات المكتسبة )) : فأنت تحتج عليّ أن ذلك دليلا ًعلى أن داروين لم يكن موافقا ًعلى ذلك !!!..
أقول :
من أين جئت بهذه القاعدة أخي لكريم ؟!!!..
معلوم أن الكثير من الباحثين وقبل الشروع في بحثه أو كتابه : يشير إلى مجهودات غيره الذين سبقوه في نفس المجال : سواء المخطئين منهم أو المصيبين !!!..
وذلك ما فعله داروين بالضبط !!!!..
وإلا :
فهو كما ذكر لامارك : فقد ذكر معه الكثيرون - لو أنك قرأت هذا الجزء من الكتاب أصلا ً- .. وعلى رأسهم ألفريد راسل والاس A.R. Wallace : والذي سبق داروين بتلخيص فكرته عن التطور : وباعتراف داروين نفسه !!!.. ولكن لمع نجم وصيت داروين : وغطى كتابه في الأهمية على رسالة والاس عن التطور بالانتخاب ...! ربما لكثرة ما كتبه داروين وألفه نتيجة خبراته من رحلاته ...
والسؤال :
هل يعتبر ذكر داروين أيضا ًلوالاس : هل يعتبر ذلك أنه غير موافقا ًعلى ما ذهب إليه والاس ؟!!!..
والحق أنك لو كنت قرأت كل هذا الجزء من كتاب داروين وليس أوله فقط حينما ذكر لامارك - : لعرفت أنه هناك الكثيرين الذين أخذ عنهم داروين الكثير من معطيات نظريته وفرضياته : وباعترافه هو نفسه !!!!..
ولكني .........
سأترك كل ذلك وأسألك عن لامارك نفسه ...
أنت قلت :



وفي تعليق الكاتب على كتاب (الفلسفة الحيوانية) للكاتب (لامارك) الذي استددلت به على التوارث بناءً على انتقال الصفات المكتسبة، يقول الكاتب في صفحة (39):
وفيما يتعلق بالوسائل التي تمت عن طريقها التعديلات، فإنه – أي لامارك – عزا بعضاً من منها إلى التأثير المباشر للعوامل الطبيعية للحياة، وبعضاً منها إلى التهجين بين الأشكال الموجودة فعلاً، والكثير منها إلى الاستخدام وعدم الاستخدام، وهذا ما يعني تأثيرات السلوك، ويبدو أنه يعزو إلى هذا العامل الأخير كل التكيفات الجميلة في الطبيعة، مثل العنق الطويل للزرافة.
وبما أن الفصل يتحدث عن المعتقدات التي سبقت نشر مصنفه فمن غير الجائز المحاجة بدراسة سبقت النظرية لدحضها، كما يدل على اختلاف الكاتب مع لامارك فيما يتعلق بآلية التوريث.

أقول : 
ولماذا تريد أنت التفريق بين المحاجة بتوريث الصفات المكتسبة : فتتركه !!
ثم لا تترك قول لامارك بالتهجين ؟!!!!!.. ورغم موافقة داروين عليه أيضا ًوتخصيصه لجزء لا بأس به من كتابه له ولشرحه ؟!!!!..
فلماذا هذه الانتقائية أخي الكريم في الأخذ والترك من لامارك :
رغم أنك ترى أن ذكر داروين له في تلك النبذة عن (تاريخ) معتقدات التطور : لا يصلح للمحاججة به ؟!!..
غريب ........ صح ؟؟..

3...
والآن إلى صلب الإجابة ....
هل قرأت أخي الكريم : أول باب من كتاب داروين بنفسك ؟؟؟؟؟....
هل قرأت ثاني فصل فيه ؟؟؟...
سواء في نسخته الإنجليزية :


أو حتى العربية :


أقول لك أخي الكريم :
في هذا الفصل من بدايات كتاب داروين نفسه :
يقوم بالتعليق فيه على ما كان سائدا ًفي وقته من معتقد توريث الصفات المكتسبة !!!..

أي لم أكن أكذب عليك قط عندما أخبرتك بذلك !!!! والحمد لله رب العالمين >

بل : 
ويتحدث فيه عن أشهر الآليات التي ذكرها لامارك في نظريته عن التطور واستطالة الأعضاء - مثل عنق الزرافة - ألا وهي آلية :
الاستخدام وعدم الاستخدام - أو - الاستعمال والإهمال !!!!!..
فماذا قال داروين أخي ؟؟؟..
أترك لك ولكل قاريء التعليق على الكلام التالي .......


هه ؟؟؟.. ما رأيك في هذا الكلام الصريح والواضح والمباشر منه ؟!!!..
يقول في أول سطر :

<< السلوكيات التي تتغير : تحدث تأثيرا ًوراثيا ً>> !!!

ما شاء الله !!!.. يعني داروين لم يكن ملاكا ًأخي عادل ولا معصوما ًمن هذه الغلطة الساذجة !!!!!!..
والعبارات التي وضعتها لك في مستطيلات زرقاء :
هي عبارات موافقته على هذه الخزعبلات في وقته : واطمأنانه لها !!!!!..
وذلك في خضم المثالين الذين تحدث عنهما في هذه الصفحة وهما :
اختلاف وزن عظام جناح البط .. واختلاف حجم أثداء البقر والماعز !!!!..

ومن هنا أخي الكريم ... وقبل أن أستكمل معك باقي النقل من كتابه :
فداروين كان متخبطا ًمثله مثل غيره في تفسير الإعجاز في ملائمة أعضاء الكائنات الحية لبيئاتها !!
ومن ضمن فرع الشجرة الذي كان مستمسكا ًبه من الغرق في بحر ذلك التخبط :
هو القول بالتحور في البيئة واكتساب صفات يتم توريثها للأبناء !!!!..
نعم ... لم يكن ذلك عند داروين هو الآلية الوحيدة لظهور الصفات :
ولكنه مثله في ذلك مثل غيره - مثل لامارك الذي أشرت أنت له - : كان يضع آليات أخرى :
مثل التهجين مثلا ً- وهنا خلط ساذج آخر بين التطور الأصغر كما يسمونه وبين التطور الأكبر - !!!..
وفي النهاية :
كلها تخرصات وافتراضات من قوم عاشوا قبل عصر الانفتاح العلمي على حقائق الوراثة وإعجاز الخلية والـ DNA !

فمثال الزرافة : لن يتأثر داروين بمن أين أتت الزرافة طويلة العنق :
هل من الفروق الفردية العادية من الطول والقصر كأي كائن حي : أم من الاستعمال كما قال لامارك :
وإنما الذي يهم داروين هو عمل الانتخاب الطبيعي في استخلاص ذلك النوع من الزراف الطويل القامة دونا ًعن غيره ليبقى !!!...

ولأتابع معك ...
حيث ترى معي في الصورة التالية بوضوح :
عزوه لسبب تدلي أذن بعض الحيوانات الداجنة إلى : عدم الاستخدام !!!!!!!!!!!!!!!!..
نفس أقوال لا مارك !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! فقط لكي تصدقني أخي بارك الله فيك >
وتصريحه الذي وضعته لك في المستطيل الأحمر بأن هذا التفسير هو : الاتجاه الراجح !!..
وإليك الصورة :

 

ومن قرب نهاية هذا الفصل :
نجد أن هذه النظرة القاصرة منه : طالت أيضا ًالنباتات وليس الحيوانات فقط ...!
حيث نجده في معرض حديثه عن موضوع (( الارتداد )) في عودة الصفات الوراثية للأصل :
يتحدث عن تجربة من خياله وهي : وضع نبات الكرنب في تربة مجدبة :
ثم يفترض (مؤكدا ً) على أن التغييرات التي ستحدث للكرنب ساعتها ونسله بعد ذلك :
ستكون بتأثير التربة وتلك البيئة المجدبة ......!!!..
وإليك الصورة :


وأما الجملة التي أحطتها بسحابة زرقاء في آخر الصفحة :
فهي واحدة من مئات المرات - بلا أدنى مبالغة - والتي يستخف بها داروين بسخافة افتراضاته :
وعدم اهتمامه بعدم تحققها قبل ولا بعد : رغم أنه يبني عليها نظريته المتهافتة !!!..
وأما لكي تفهم ما أعنيه أكثر أخي :
فأرجو قراءة - أو حتى مطالعة - الرابط التالي من مدونتي بعنوان :
2)) بين يدي داروين في كتابه :

وأختم معك أخي بهذه الصورة لآخر ما قاله في هذه الفصول الأولى من بابه الأول :
حيث نرى تأكيدا ًوتصريحا ًبتعلق الصفات المكتسبة للفقد : وهذه المرة بـ (الارتداد) : 


4...
ومما سبق أخي :
فلا أجد الحاجة للتعليق على باقي كلامك بأكمله : والذي انتقيته أنت من كتاب داروين :
وخلعت عليه شروحات من عندك أنت : 
لا تـُلزمه في شيء بقدر ما وضحت لك الآن من تصريحاته هو نفسه !!!!..
وأما بالنسبة لموضوع الزرافة التي عنقها أطول ببوصة أو بوصتين :
فأرجو مراجعة ردي عليك فيها - وخصوصا ًردي الثاني الذي خصصتك به وليس الأخ عبد الحق - ..
أو إعادة قراءته كاملا ً- الردين معا ً- من هنا :

مع العلم بأني يمكنني أن أستطرد في ذكر عوائق ولا معقوليات أخرى لم أذكرها في وجه هذا التفسير الخرافي لطول عنق الزرافة ..
ولكني دوما ًأحب ادخار وقتي وبعض ردودي لمناسبات أخرى ...

وفقني ووفقك الله ..
وهداني وإياك إلى ما يحب ويرضى ...
وعلمني وإياك ما جهلنا : ووفقنا للعمل بما علمتنا ...

وملحوظة أخيرة :
أقول :
سبحان الله الذي يقلب سلاح المعاندين للإسلام : إلى سلاح للإسلام !!!!..
فهذا الكتاب أصل الأنواع :
ظل عفريتا ًوبعبعا ًورمزا ًلتخويف المتدينين منه ورميهم بالتخلف والرجعية إلخ : 
طالما لم يجد مَن يرد عليه ويفصصه !
وذلك لعدم وجود نسخة مترجمة منه ومنتشرة انتشارا ًكافيا ًلنقدها !!!..

ثم يوقف الله تعالى أعداء هذا الدين نفسه لترجمة الكتاب :
فيتبين به سخافة كاتبه وعقله الذي سخره فقط - وكما يقول هو في نبذته التاريخية عن التطور - :
لإثبات ابتعاد ( الإعجاز الإلهي ) عن عملية الخلق !!!!..
وبهذا : يفتح باب الإلحاد على مصراعية بإيجاد ( بديل ) بزعمه للخالق عز وجل !!!..
فاستبدل في عقيدته ومَن تبعه : الله تعالى الخالق الحكيم المدبر العليم الخبير :
بطبيعة صماء عمياء !!!!..

فقام بترجمة الكتاب لأول مرة : 
أحد الليبراليين المصريين - وهي عادتهم في تهافتهم على كل ما يطعن في الدين من كتب الغرب - :
ألا وهو المدعو : إسماعيل مظهر ...

ثم أعاد جابر عصفور العلماني الفج : نفخ الروح في الكتاب بترجمة عربية جديدة :
تخدع ببهرجها مراهقي وشباب وعوام وبسطاء الشعوب العربية والإسلامية :
وهي ترجمة علماني آخر - أو تغريبي حداثي إن صح التعبير - وهو : مجدي محمود المليجي ..
وتقديم نصراني وهو المدعو : سمير حنا صادق ...

وكل ٌمنهم له فحيحه المسموم المكتوم للمز وغمز الدين باعتبار نظرية التطور هذه :
مقيضة له مثلما فعلت نظرية جاليليو بالكنيسة الأوروبية في زعمهم - ..
وهنا أود الإشارة فقط لما جاء في هامش الصفحة الرابعة من الكتاب والتي كتبوا فيها :



فالجملة الأخيرة التي خططت تحتها بالخط الأحمر – والتي يظنون أنها تعفيهم من المسؤلية - :
هي أشبه بما نقوله بالعامية المصرية : " يقتل القتيل : ويمشي في جنازته " !!..
حيث ماذا تغني هذه الجملة :
مقارنة ًبنفث السم (الواضح) في الهوامش والتقديم والمقدمة : 
ومن كل مَن امتلأ قلبه وعقله جهلا ًوحقدا ًوغيظا ًمن الدين ؟؟!!..
حيث اهتموا بذكر نبذة مما كتبه إسماعيل مظهر المترجم الأول للكتاب من قبل :
ولم يذكروا للقاريء أنه ليبرالي – ذكروني بالملحد بسام البغدادي مترجم وهم الإله لداوكينز - !!!..
وأما الذي نضح بما في داخل قلوبهم من حقد وغل على الدين وثوابته 
< والتي هي في نظرهم رجعية وتخلف وجمود > : 
فهو ما نقرأه في تعليق المترجم مجدي محمود المليجي على نبذة إسماعيل مظهر :


فيا ليت قومي يتعظون !!!!..