الصفحات

السبت، 12 يناير 2013

فرنسا تتدخل عسكريا ًفي أزواد - مالي ..
بقلم الأخ متروي - منتدى التوحيد ..

في تطور خطير للأحداث في مالي قررت فرنسا اليوم التدخل في مالي عسكريا بعدها و عتادها لوقف زحف أنصار الدين على العاصمة باماكو فبعد سيطرتهم قبل يومين على مدينة كونا إستصدرت فرنسا في منتصف ليلة أمس قرارا عاجلا من مجلس الأمن للسماح لها بالتدخل العسكري لإنقاذ الحكومة المنهارة في مالي ..

و بالمقارنة بين موقف فرنسا في سوريا و موقفها من أزواد نجد الفرق الشاسع فهي تعتبر حكومة مالي التي جاءت بالإنقلاب و التي تسيطر فقط على ثلث البلد هي الحكومة الشرعية و الوجب دعمها بينما لم يرى السوريون منها سوى وعود عرقوب !!!

و أما موقف المسلمين عوامهم و علماؤهم فهو يدعو للأسى فهم حتى لا يسمعون بشيء إسمه أزواد !!!! مع أن أكثر من نصف أهلها عرب و نصفها الأخر بربر و اللغة العربية هي اللغة الرسمية فيها والكل سنة مالكية !!! و هم على مرمى حجر من شنقيط مدينة العلم و العلماء بل و هم و الشناقطة شعب واحد فالقبائل العربية و البربرية متداخلة في تلك المنطقة بين أزواد و موريتانيا و جنوب الجزائر و شمال النيجر و غرب ليبيا !!!

و الغريب أن أنصار الدين و هم حركة إسلامية شعبية لا تختلف عن طالبان و تسيطر على أكثر من ثلثي البلاد منذ قرابة العام بالتزامن مع الإنقلاب العسكري على الرئيس المالي أمادو توري ففي اللحظة التي حدث فيها إنقلاب العسكر المدعوم من فرنسا على الرئيس المالي المنتخب زحف أنصار الدين على الشمال و بهذا لا يوجد من يدعي الشرعية القانونية و الوضعية بالمفهوم العلماني فكيف يصبح الذي يسيطر على الجزء الصغير من البلاد هو الأحق بالحكم و الملك !!!!!!

ثم أنصار الدين لم تطالب بالإنفصال عن مالي بل و طردت من أزواد الحركة العلمانية الأزوادية التي كانت تطالب بالإنفصال و لم تطالب أنصار الدين سوى بتحكيم الشريعة في مالي لكونها دولة إسلامية و مع ذلك تنازلت و طلبت فقط بحكم ذاتي موسع في أزواد مع تطبيق الشريعة فيه 
و قالت أنه ليس لها إلا شرط وحيد غير قابل للتنازل هو تطبيق الشريعة إما في مالي كله و إما في أزواد لكن هذا الشرط رفض تماما ..

و من نفاق فرنسا والغرب أنهم الآن ضد التقسيم !!!!! مع أنهم هم من أنشأ الحركة الوطنية لتحرير أزواد لتقسيم مالي و إعترفوا بها و أنشؤوا لها مكاتب في فرنسا لكن لما كانت هذه الحركة العلمانية لا وجود لها في الميدان و طردت من الشمال أصبحوا يطالبون بوحدة التراب المالي !!!!

و لا أعجب إلا من يقف مع كل الثورات ولا يقف إلا ضد ثورات الشريعة !!!! أو يدير وجهه و يغلق عينيه و أذنيه حتى لا يسمع و إذا سمع لا يفهم و إذا فهم أهمل وأدبر !!!!!