الصفحات

السبت، 26 يناير 2013

التصميم الذكي ... Intelligent design

1- التوافق الدقيق للكون Fine-tuned Universe

بسم الله الرحمن الرحيم .. يقول الله عز وجل في القرآن الكريم :
ولقد ذرأنا لجهنم : كثيرا ًمن الجن والإنس لهم قلوب ٌ: لا يفقهون بها !!..
ولهم أعين ٌ: لا يُبصرون بها !!.. ولهم آذان ٌ: لا يسمعون بها !!..
أولئك كالأنعام : بل هم أضل !!.. أولئك هم الغافلون
 " ..

الأعراف 179 ...

أقول :
لم يكن يتخيل أي عاقل في يوم ٍما : أنه سيوضح الواضحات : ويشرح البديهيات :
ليُـثبت وجود الخالق عز وجل
 ....!!


ولنبدأ على بركة الله ...
وبالتبسيط الذي عهدناه ...
-------

قد يُخطيء الراصد والرائي والمُشاهد : تمييز هذه النقطة في وسط الصحراء من بعيد :



أهي حجر أو صخرة (أي تكوين غير منتظم وغير ذي معنى ولا غاية ولا وظيفة) ؟؟..
أو غير ذلك (كأن يكون شيئا مصنوعا ًمثلا ًوله معنى وغاية ووظيفة) ؟؟..
وهو معذور في هذا لعدم وضوح أية علامات على ذلك الشيء ...

ولكن ....
وعندما نقترب أكثر فأكثر ...
وتبدأ العلامات في الوضوح :



فتبدأ نسبة كون هذا الشيء للغير ذات معنى : تقل ..
وتبدأ نسبة كونه إلى الأشياء ذات المعنى والغاية والوظيفة : تزداد :



ما هذا الشيء ؟؟؟..
وما هي أهميته أو وظيفته ؟؟؟..
لأنه قد بات الآن أشبه باليقين : أن ذلك الشيء (((( مصنوع ))))) !!!..
حوافه .. دوراناته .. اليد الصغيرة في أعلاه .. النقوش .. وانتظام كل ذلك بأشكال هندسية منضبطة ..!



إلى هنا .. وقد تيقنا مما شاهدناه ورصدناه أن ذلك الشيء : (((( مصنوع )))) بواسطة أحد ما ..
هذه هي أول بديهة خرجنا بها عند رصده إلى الآن .. ولكن ...
يتبقى سؤال وهو :
ما أهمية ذلك الشيء ؟؟.. أو وظيفته ؟؟؟.. أو الغرض منه ؟؟.. أو الغاية من صنع صانعه له ؟؟..

وهنا .. وباستمرار تقليبه وتمحيصه والتدقيق فيه ...
استطعنا فتحه !!!..
لنشاهد ما هو أكبر وأعقد مما كنا نتخيل وجوده مما رأيناه من الشكل الخارجي لهذا الشيء ؟؟؟.. 



وسر التعقيد هنا : 
هو وجود حركة منتظمة : غاية الانتظام !!!.. دلتنا من أول وهلة على وظيفة هذا الشيء التي لم تعد خافية !
ألا وهي : الإخبار بالوقت ...
وخصوصا ًمع رؤيتنا أيضا ًلهذا التقسيم الإثني عشري لدائرتها بكل دقة !!! بل :
وتبلغ دقة الإخبار بالوقت : ثلاثة مستويات كما هو واضح وجلي !!!..
مستوى للساعات .. وآخر للدقائق .. وثالث للثواني ...
ما شاء الله !!!..
ولكن :
هل يمكن لنا أن نعثر ونبحث في : ((( كيف ))) يتم كل ذلك بهذه الدقة والآلية ؟؟؟..
هل يمكن لنا أن نعلم : كيف تتم وتدور هذه الأمور وسر صنعتها ؟؟..
هل يمكن أن نلمس : مدى مهارة ذلك الصانع الذي صنع ذلك الشيء وركبه وجهزه لهذه الغاية (معرفة الوقت) ؟

ممممممممم .. أعتقد أن الجزء الممتليء من الساعة : ما زال يحمل لنا ما يمكن رصده ومشاهدته !!..
تعالوا نجرب معا ًفك هذه المنطقة المتبقية من الساعة لنرى ....



أوووووووووووه !!!..
إذا كان ما سبق قد وصفناه بأنه : أكبر وأعقد من مجرد شكل الساعة الخارجي :
فماذا نقول عن كل هذا الكم من التعقيد والانتظامية والملاءمة التامة والدقة الرهيبة بين الأجزاء وتكاملها ؟!
بل وكلما اقتربنا من جزء وتفحصناه :



وجدنا أننا :

لا يمكن أن نغيره بغيره أو نستبدله بأكبر منه ولا أصغر : إلا واختل النظام بأكمله !!!..
واختلت وظيفته وغايته التي يؤديها : ومن أجلها صُـنع 
!!!..

----------------

إخواني وأخواتي ... أقول من جديد :
لم يكن يتخيل أي عاقل في يوم ٍما : أنه سيوضح الواضحات : ويشرح البديهيات :
ليُـثبت وجود الخالق عز وجل ....!!


>>>
فأما الناظر في كل ما حوله وفي نفسه : فهو كالذي رأى الساعة مغلقة من قريب :
فيوقن أنها لها صانع ...

>>>
وأما المتبصر في أحوال الكون من حوله والمخلوقات : ووظائفها وأعضائها إلخ :
تيقن من حكمة هذا الصانع وأنه يخلق لغاية وهدف وليس لعبا ًولا لهوا ًولا صدفة !!..
فالصدفة لا تنجب لنا علاقات متكاملة وغايات وأهداف متراكبة :
سواء في داخل كل شييء نفسه : أو في علاقته بغيره !!!..
فذلك مثل الذي فتح الساعة ورأى دوران عقاربها وانتظام تقسيماتها الاثني عشر !!..

>>>
وأما الذي تمكن من فتح الساعة ليرى مكوناتها الداخلية وكيف تعمل ومدى الإحكام والدقة :
فذلك هو ( العالم ) ( الشاهد ) على وحدانية الله عز وجل وتفرده بالخلق والحكمة والعلم والقدرة سبحانه !
يقول عز وجل :
شهد الله أنه : لا إله إلا هو .. والملائكة ُوأولوا العلم : قائما بالقسط .. لا إله إلا هو : العزيز الحكيم "
----------------

1...
الصدمة الأولى للملاحدة في التدقيق النهائي للكون !!..


>>>
يقول عالم الفيزياء الإنجليزي الشهير بول دافيز :
يمكن القول أن هناك اتفاق واسع بين علماء الفيزياء والكونيات الآن على أن الكون :
خاضع لتدقيق متناهي من أجل وجود الحياة
 " !!!..

Paul Davies (2003) How bio-friendly is the universe?, International Journal of Astrobiology, vol. 2, no. 2: 115

ويقول أيضا ً:
يصعب مقاومة انطباع أن التكوين الحالي للكون الذي يبدو حساساً للتغيرات الصغيرة في المعايير :
قد تم التفكير فيه بعناية ..!!
فلا بد أن يظل التوافق المعجز الواضح في القيم العددية
 - التي حددتها الطبيعة لثوابتها الأساسية لها - :

أكثر الأدلة الدامغة على عنصر التصميم الكوني " !!..
Paul Davies.God and the New Physics.New York, Simon & Schuster, 1983, p.198

>>>
وكمثال على هذا التدقيق المتناهي في ثوابت الكون والفيزياء لظهور العالم الذي نحياه :
فقد أثبت عالم الفيزياء النظرية الأسترالي براندون كارتر في بداية الثمانينات من القرن العشرين :
أن ثابت نيوتن للجاذبية (G = 6.67384×10-11 m3/kg.s2) :
لو تغير بمقدار بالغ الضآلة لا يتعدي واحد علي عشرة ديوديسيليون (وهو 1 علي يمينه أربعين صفراً) :
لما كانت الشمس موجودة !!.. ولما أصبحت الحياة علي كوكب الأرض ممكنة !!!..
Davies, Paul (1984) Superforce: The Search for a Grand Unified Theory of Nature. New York: Simon and Schuster

>>>
وبنفس هذه الصورة المذهلة التي أبهرت العلماء (المؤمنين والملاحدة على حد سواء) :
يتكرر هذا التدقيق المتناهي في عشرات القيم العددية في الكون !!..
مثل سرعة الضوء ..! ومقدار الشحنة الكهربية للإلكترون ..! والعديد من الثوابت الرياضية مثل :
ثابت بلانك ..! وثابت بور وغيرها ..! 

ولذلك نجد عالم الفيزياء النظرية الشهير ستيفن هوكينج المتخبط في إلحاده يقول في كتابه "تاريخ موجز للزمان" : 
إن القوانين الرياضية العلمية كما نعلمها في الوقت الحالي تحتوي علي العديد من الأرقام الأساسية مثل :
مقدار الشحنة الكهربية للإلكترون .. والنسبة بين كتلتي الإلكترون والبروتون ...إلخ والحقيقة الجديرة بالتأمل :
أن قيم هذه الأرقام : يبدو أنها قد تم تدقيقها بشكل متناهي : حتي يمكن للحياة أن تنشأ وتتطور
 " !!!!..

Stephen Hawking, (1988) A Brief History of Time, Bantam Books

ويقول أيضا ًفي نفس الكتاب :
إذا كان معدل التمدد بعد ثانية واحدة من الانفجار الكبير :
أصغر بمقدار حتى جزء واحد من مائة ألف مليون بليون : فالكون سينهار ثانية ًعلى نفسه :
وقبل أن يصل إلى حجمه الحالي
 " !!..

Stephen Hawking ,A brief History of time , Bantame press ,london :1988.p.121-125

وصدقكم وهو الكذوب !!!!..
فنعم ...
كل عالم في الكونيات والفيزياء والفلك والكيمياء :
بات يعلم اليوم أن الكون العجيب الذي خلقه الله تعالى لنا بكل دقة وإحكام : Fine-tuned universe
ما كان ليكون بهذا الشكل : ولا بهذه الظروف التي تخدم كلها الحياة على الأرض :
بدءا ًمن تكون النجوم البعيدة وانفجاراتها وموادها التي قذفتها في الفضاء لصالح الأرض :
وانتهاء ًبظروف كوكب الأرض المذهلة لملائمة الحياة وحمايتها من الأضرار الكونية من حولها :
إلا بصنع صانع حكيم مريد مُدبر عالم قادر خبير عليم سبحانه !!!!..

>>>
ويشرح لنا جانبا ًمن هذا التعقيد : عالم الأحياء البيولوجية الشهير مايكل دانتون في كتابه (قدر الطبيعة) فيقول :
مثلاً : إذا كانت قوة الجاذبية الثقالية : أقوى بتريليون مرة : فالكون سيكون غاية في الصغر : وتاريخ حياته قصير جداً !!..
فمن أجل نجم متوسط كتلته أقل بتريليون مرة منها للشمس : فسوف لن تمتد حياته لحوالي سنة !!..
ومن ناحية أخرى : إذا كانت الجاذبية الثقالية : أقل طاقة : فلن تتشكل نجوم ولا مجرات إطلاقاً !!..
وكذلك : فإن العلاقات الأخرى والقيم : ليست أقل حدية من ذلك !!..
فإذا ضعفت القوة القوية بمقدار قليل جداً : فسيكون العنصر الوحيد المستقر هو غاز الهيدروجين !!..
ولن توجد ذرات لعناصر أخرى في هذه الحالة !!.. وإذا كانت أقوى بقليل بعلاقتها مع الكهراطيسية :
عندئذ : تحتوي نواة الذرة على بروتونين !!.. وسيكون ذلك مظهراً لاستقرار الكون عندئذ !!..
وأنه لن يحتوي على غاز الهيدروجين !!.. وإذا تطورت نجوم أو مجرات فيه :
فسوف تكون مختلفة تماماً عن طبيعتها الحالية !!..
واضح أنه إذا لم يكن لتلك القوى المختلفة وثوابتها : القيم التي أخذتها بالضبط :
فسوف لن يكون هناك نجوم ولا مستعرات ولا كواكب ولا ذرات ولا حياة
 " !!!..

Michael Denton .nature,s Destiny :Hom the laws of Biology Purpose in the universe The new york:The free press .1998.p.12-13

>>>
ولمزيد من التفاصيل حول ولادة هذا الرقم الكبير - المفترض - لظهور الكون والحياة (( صدفة )) :
فقد قام العالم روجر بنروز (وهو رياضي إنجليزي وصديق مقرب لـ ستيفن هاوكنغ) بإيجاد هذه النسبة الاحتمالية ..
فكان - وطبقا ًلحسابات بنروز - الأرجحية ضد وقوع مثل ذلك الاحتمال هي من رتبة :
(10 أس 10 123) إلى واحد !!.. 
وهذا الرقم لا يمكن حتى تخيله !!!.. 
حيث حتى في علم الرياضيات : القيمة (10 أس 123) تعني : واحداً متبوعاً بـ مئة وثلاثة وعشرين صفراً !!.. 
(وهذا على سبيل المثال أكثر من العدد الكلي لذرات مقدراها 10 أس 78 : والتي يُعتقد أنها الموجودة أصلا ًفي كل الكون) !!.. 
فكان عدد بنروز 
أكبر حتى من ذلك بكثير !!.. فهو يتطلب رقماً واحداُ متبوعاً بـ 10 أس 123 صفراً !!..

وباستخدام تعابير تطبيقية في الرياضيات : فاحتمال قيمته واحد في 10 أس 50 يعني احتمالاً : يساوي الصفر !!.. 
وأما عدد بنروز 
فهو أكثر من تريليون ترليون تريليون مرة : أقل من الصفر !!!.. 
(والتريليون ألف مليار أو ألف بليون .. والمليار أو البليون = ألف مليون = 1000.000.000) !!.. 

وباختصار 
فإن عدد بنروز يخبرنا بأن الخلق صدفة أو بصدفة اعتمدت على حدوث نوع من التوافق في الزمان والمكان والظروف في كوننا :
مستحيل ٌتماماً !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!...

ولكي نتخيل الرقم 10 أس 123 صفراً : فإذا فرضنا أننا كتبنا صفراً على كل بروتون منفصل في الكون :
وكذلك على كل نيوتون منفصل : وأن نوزع بباقي الأصفار على الجسيمات الأخرى ذات المقياس الجيد : 
فسوف نفشل ونعجز تماماً عن كتابة هذا العدد من الأصفار : 
لعدم توفر العدد اللازم من دقائق الكون كله من البروتونات والنترونات !!..
Roger Penrose.The amperors new Mind.1989.michael Denton natures desting .Thenew york :the free press 1988.p.9.

ولذلك يخرج علينا روجر بنروز من هذه النتائج بقوله : 
يخبرنا هذا العدد عن : مدى دقة هدف الخالق !!.. والتي : يجب أن يكون عليها هذا الهدف : الكون " !!..

>>>
وتدفع نفس هذه الحقيقة الأستاذ الأمريكي في علم الفلك هاك روس إلى أن يقول :
عندما نقوم بمراجعة كل الأدلة : يرِدُ على ذهننا في التو أن قوة فوق الطبيعة لا بد أن تكون قد تدخلت " !!..
Hugh Ross. The Creator and the Cosmos.Colorado Springs, Co: Nav Press, 1993 pp 15-114

>>>
ولذلك يقول آرثر كوستلر : أحد مشاهير فلاسفة القرن العشرين عن الفلسفة المادية التي تتمحك في العلم لنفي الخالق :
لم يعد من الممكن لهذه الفلسفة أن تزعم أنها : فلسفة علمية " !!..
Hugh Ross. The Creator and the Cosmos.Colorado Springs, Co: Nav Press, 1993 pp 15-114

>>>
وهنا نرى متشرد الإلحاد : الدونكي ريتشارد داوكينز وهو في غاية الإحراج أمام هذا الاعتراف الواضح :
من أحد أكابر علماء الملاحدة الفيزيائيين الملاحدة !!!!..
وذلك قرب نهاية المقطع التالي الغاية في الروعة (13 دقيقة ونصف فقط) :
والذي يشرح فيه العلماء استحالة وجود الثابت الكوني صدفة : ولا ما يشابهه من الثوابت الغاية في الدقة !



>>>
وهذا مقطع رائع آخر أقل طولا ً(7 دقائق ونصف تقريبا ً) يشرح فيه العلماء أيضا ًنفس المعضلة للملاحدة !!
وهو بعنوان :
وجود الله ودقة قوانين الفيزياء :
The existence of God and the fine tuning of the law of Physics



>>>
حيث في أقل من الخمسين سنة الماضية تقريبا - وإلى اليوم - :
وقد بدأت الرؤى الفيزيائية والكونية تتكامل في تحديد أدق للثوابت القائم عليها عالمنا بكل دقة !!..
وأنقل لكم صور جداول أشهر هذه النسب من الويكيبديا :
وأرجو ملاحظة درجة دقتها : والتي تصل لأرقام كبيرة جدا ًإذا اختل جزءٌ صغير ٌجدا ًمنها :
لم يظهر كوننا بالشكل الذي نحن عليه الآن كما قلنا ...










----------------------

2...
الصدمة الثانية للملاحدة في استحالة ظهور البروتينات والخلية الحية صدفة !!


ورغم أن هذه المعضلة : تندرج ضمنيا ًتحت المعضلة الأولى ...
إلا أنها - ولأهميتها - تحتاج تركيزا ًخاصا ًعليها !!!..

حيث وبعد أن رأينا استحالة ظهور هذا الكون الذي نراه ((( صدفة ))) على مستوى الأجرام والنجوم إلخ
فإن نفس الاستحالة تظهر مجددا ًوبصورة أكثر إحراجا ًللملاحدة الجاحدين :
في وحدة الحياة ...
الخلية الحية وبروتيناتها !!!..

ولنبدأ هنا باحتمالية تكون بروتين واحد وهو الذي :
لا غنى عنه في الخلية الحية ولا نواتها : ولا حتى حمضها النووي الحامل لصفاتها وسر انقسامها لاستمرارها !!!..


>>> 
توجد ثلاثة شروط لتكوين بروتين مفيد :

(1) 
أن تكون جميع الأحماض الأمينية في سلسلة البروتين من النوع الصحيح وبالتتابع الصحيح.

(2) 
أن تكون جميع الأحماض الأمينية في السلسلة عسراء (أي يسارية الروابط) .

(3) 
أن تكون جميع هذه الأحماض الأمينية متحدة فيما بينها من خلال تكوين ترابط كيميائي يسمى "ترابط الببتايد".

>>>
ولكي يتم تكوين البروتين بمحض الصدفة، يجب أن تتواجد هذه الشروط الثلاثة الأساسية في وقت واحد..!
والاحتمالية لتكوين بروتين بمحض الصدفة : 
تساوي حاصل ضرب الاحتماليات المتصلة بتحقيق كل واحد من هذه الشروط.

فعلى سبيل المثال .. وبالنسبة لجزيء متوسط يحوي 500 حمض أميني:

(1)
احتمالية أن تكون الأحماض الأمينية موجودة بالتتابع الصحيح:

يوجد عشرون نوعاً من أنواع الأحماض الأمينية تُستخدَم في تركيب البروتينات ..
وبناء على ذلك فإن :
احتمالية أن يتم اختيار كل حمض أميني 
بالشكل الصحيح ضمن العشرين نوعاً هذه = واحداً من 20.

واحتمالية أن يتم اختيار كل الأحماض الخمسمائة بالشكل الصحيح = 
(ا/20) أس 500 1/(10 أس 650).

(2)
احتمالية أن تكون الأحماض الأمينية عسراء :

احتمالية أن يكون الحمض الأميني الواحد أعسر 2/1
احتمالية أن تكون جميع الأحماض الأمينية عسراء في نفس الوقت = (1/2أس 500 1/(10 أس 150).

(3)
احتمالية اتحاد الأحماض الأمينية بترابط الببتايد:

تستطيع الأحماض الأمينية أن تتحد معاً بأنواع مختلفة من الترابطات الكيميائية ..
ولكي يتكون 
بروتين مفيد :
فلا بد أن تكون كل الأحماض الأمينية في السلسلة قد اتحدت بترابط كيميائي خاص يسمى "
ترابط الببتايد"..
ويتضح من حساب الاحتماليات أن احتمالية اتحاد الأحماض الأمينية بترابط كيميائي آخر غير الترابط الببتيدي :
هي 
خمسون بالمئة.. وفيما يتعلق بذلك :

تكون احتمالية اتحاد حمضين أمينيين بترابطات ببتايدية 1/2.
وتكون احتمالية اتحاد جميع الأحماض الأمينية بترابطات ببتيدية = 
(1/2أس 499 = 1/(10 أس 150).

وهكذا تكون المحصلة النهائية للاحتمال = 
1/(10 أس 650) × 1/(10 أس 150) × 1/(10 أس 150) = 
1/(10 أس 950).

ولاحظوا أنّ الرقم 10 أس 950 يعني الرقم مليار مضروبا في نفسه 105 مرة !.. 

وهو رقم مذهل ..!!!!!!!

ولو استخدمنا 
مليارات المليارات من الكمبيوترات بسرعات مذهلة لمحاكاة هذه الاحتمالات :
فلن يكفيها 
عمر الكون كلّه لإنتاج بروتين واحد بالصدفة !!..


>>>
وقد قام روبرت شابيرو (أستاذ الكيمياء بجامعة نيويورك وأحد الخبراء في مجال الحمض النووي) :
بحساب احتمال التكوين العرَضي 
لألفَي نوع من أنواع البروتينات الموجودة في بكتيريا واحدة
(
حيث يوجد 200 ألف نوع مختلف من البروتينات في الخلية البشرية !) : 

فجاءت نتيجة الحساب كالآتي : 

(1 من 10 أس 40.000) ..! 

وهذا رقم هائل جدا ًهو الآخر : لا يمكن تخيله !!.. 
ويتم الحصول عليه بوضع أربعين ألف صفر : بعد الرقم 1 !!!..
Robert Shapiro, Origins: A Sceptics Guide to the Creation of Life on Earth, New York, Summit Books, 1986. p.127

>>>
وقد أدلى تشاندرا ويكراماسنغي (أستاذ الرياضيات التطبيقية والفلك بالكلية الجامعية في كارديف - ويلز) بالتعقيب الآتي:
تتجسد احتمالية التكوين العفوي للحياة من مادة غير حية :
من احتمال واحد ضمن احتمالات عدد مكون من الرقم 1 : وبعده 40.000 صفر !!...
وهو رقم كبير بما يكفي لـ :

دفن دارون ونظرية التطور بأكملها !.. 
وإذا لم تكن بدايات الحياة عشوائية : فلا بد أنها قد نتجت عن عقل هادف " !!..
Fred Hoyle, Chandra Wickramasinghe, Evolution from Space, New York, Simon & Schuster, 1984, p. 148

>>>
ولأن بعض العقول متحجرة ..
وبعضها ما زال الشيطان يتلاعب في شعر رأسه : مُقلبا ًبعض الآمال العشوائية :
فتعالوا نقف معا ًعلى ماذا تعنيه تلك الأرقام الفلكية في عالم التطبيق :

حيث نقارن ذلك مثلا ًبعمر الكون منذ الانفجار الكبير (15 مليار سنة تقريبا ً)
فنرى أن الأرقام السابقة تعني أن يكون احتمالا ًواحدا ًفقط صحيحا ً: 
وهو الذي سيؤدي لبناء الخلية عبر 10 أس 40 ألف محاولة !!!.. 

فإذا فرضا ًجدلا ً(أي للجدل فقط وتنزلا ًمع المخالف) :
أن حدوث كلّ محاولة من محاولات بناء الخليّة : قد تستغرق ثانية واحدة فقط !
(وهذا بالطبع فرض عبثي حينما ننتظر صدفا ًعشوائية تحاول تكوين خلية بكل تعقيدها مرة واحدة :
حتى ولو كانت محاولات فاشلة : وخصوصا أنها بغير قوة فاعلة أو عاقلة تعمل وتسجل نتائج المحاولات
) !!..
ولكننا سنتقبل هذا الفرض هنا 
جدلا ًكما قلنا .. 


إذا ً: فسيكون أقصى زمن نحتاجه لتجربة كلّ الاحتمالات هو (10 أس 40 ألف) ثانية !.. 
فهل تعرفون كم يساوي هذا الزمن ؟!!.. 

السنة الواحدة تحتوي على : 31.536.000 ثانية !.. 
ويمكننا تقريب هذا الرقم لأعلى أس عشري للتسهيل ليكون (10 أس 9) .. 

إذا ً: سنقسم (10 أس 40 ألف) على (10 أس 9) لنعرف عدد السنوات اللازمة .. 
ومن المعروف أن قسمة الأساسات : هي طرح للأسس .. 
وفي الواقع : فإن طرح الأس 9 : من الأس 40.000 : لا معنى له !.. 

وهذا يعني أننا علينا الانتظار حوالي مليار مليار مليار مليار...... 
(وعلينا أن نكرّر هنا كلمة مليار : 4 آلاف مرّة متتالية) سنة : 
لتظهر لنا خلية حية واحدة بالصدفة : في ظروف الأرض البدائية !!.. 

والتي يقال أنها 4.6 مليار سنة !!! ولا تعليق ! >

وعليه :
فحاولوا أن تتخيلوا إذا ً: كم يجب أن يكون عمر الكون : لتتطوّر هذه الخليّة إلى كائنات أرقى ؟!!..
وذلك عبر 
سلاسل لا تنتهي من عمليات التطوّر بالمصادفة المستحيلة أيضا ً!!..


وتكفي هذه الصدمة في احتمالية تكوين خلية بسيطة في ظروف الأرض البدائية !.. 
ولنعود مرة أخرى لاحتمال تكوّن بروتين متوسط التعقيد من الأحماض الأمينية وهو :

(10 أس 950) ..! 

فسوف نحتاج لانتظار الصدفة السعيدة حوالي :
(10 أس 941) سنة !!.. أي مليار مليار مليار..... 
(وسنكرر كلمة مليار هنا 104 مرة) سنة هي الأخرى !!!!..

وهنا ..
وبالمناسبة : فحتى لو افترضنا أنّ المحاولات ستتمّ بسرعة تشبه الضوء :
(أي بمقدار 300 مليون محاولة في الثانية الواحدة) :

فإنّ هذا لن يغير شيئا ً يُذكر في الأرقام التي لدينا ..! حيث فقط :
سيقل عدد المليارات المضروبة في بعضها من السنوات : 
بمقدار مليار واحد !!!!..


بل سنفترض أننا نستخدم جهاز كمبيوتر : لمحاكاة هذه العملية !!..
وأنه يعمل بسرعة 
مليار جيجا هرتز (أي مليار مليار نبضة في الثانية) : وهو الغير موجود أصلا ً!!
وسنفترض أنّ كلّ نبضة : ستـُحسب احتمالا ً(
وهذا مستحيل بالنسبة لعمل الكمبيوتر : ولكننا سنفرضه) .. 

فإنّ هذا أيضا ً: لن يُغير شيئا يذكر في الأرقام التي حصلنا عليها ..! 
حيث سيقل فقط عدد المليارات المضروبة في بعضها بمقدار : مليارين اثنين !.. 

أي أننا ما زلنا نتكلم عن أزمان : 
خارج حدود هذا الكون أصلا ًذي الـ 15 مليار سنة !..

بل ولو افترضنا (جدلا ًوخيالا ًكما رأينا الآن) : أن هذا العمر المعدوم مقارنة بما نتكلم عنه من احتمالات :
يكفي 
الصدفة والعشوائية : لإنشاء خلية أولية واحدة !!.. 

فماذا سيكون أمامنا يا ترى من الوقت : لظهور البدائيات !!.. والأسماك !!.. والنباتات !!.. والحيوانات !!.. والإنسان !!..عجيب !!!!!..
---------------------
وهكذا إخواني ...
قد تجولنا في أول معضلتين أمام الملاحدة :
واللتان تثبتان عدم تكون 
الكون ولا الخلية الحيةالواحدة صدفة وإنما :
لهما خالق حكيم مريد قادر عليم مُدبر :

وهو ما اصطلح عليه مَن اضطرتهم مواجهة التغابي والصلف الإلحادي لتسميته بالـ : 
مصمم الذكي !!!..
وذلك :
لأنهم لو قالوا عنه ( 
الله ) أو ( الإله ) هكذا بكل وضوح :لانقلبت عليهم الترسانة الإعلامية والإقصائية الخرقاء لأساطين الإلحاد في الأرض !!!..

فرضيَ المستضعفون في الخارج بوصفه بـ ( 
المصمم الذكي ) :وذلك لكي يتسنى لهم توضيح الواضحات !!.. وشرح البديهيات !!!..
بالعلم والقوانين والمنطق :

بعد أن تخلى الملاحدة عن العلم والقوانين والمنطق في كفرهم بالله عز وجل : 
وحُق لهم ذلك (أي حُق لهم ألا يكفروا إلا بعد التخلي عن العلم والقوانين والمنطق) !!!..
مع وجوب الحذر من 
غباء هروب بعض الملاحدة بمفهوم المصمم الذكي إلى كائنات أخرى إلخ ..
حيث يتم تفنيد هذا التهرب بدليل انعدام تسلسل السببية إلى ما لا نهاية وغيره ..
وهذا ما لا نتطرق له هنا الآن - 
وقد أشرنا إليه من قبل وستأتي إشارة قادمة له أيضا - ..

وهنا ....
انتهى 
الجزء الأول من الحديث عن علامات التصميم الذكي في الكون والخلق ..
وهي 
علامة الضبط المتناهي للقوانين والثوابت ...
أو ما يُسمى 
بالتوافق الدقيق للكون Fine-tuned Universe

والذي يشبه الضبط المتناهي والتوافق الدقيق لمكونات الساعة الداخلية التي رأيناها :
وإلى اللقاء مع أجزاء تالية تتناول مظاهر أخرى للتصميم الذكي ...
مثل التصميم الغير قابل للاختزال وغيره ...
والله المستعان ..