الصفحات

الخميس، 28 فبراير 2013

نظرة على حديث : كتاب الله : وعترتي أهل بيتي ...
رد من الأخ ماكولا على أحد الإخوة السائلين - منتدى التوحيد ..

الحديث :
" وقد تركت ُفيكم ما إنْ تَمَسَّكتم به لم تَضلُّوا :
كتابَ اللهِ .. وعِتْرَتِي أهلَ بيتِي .. لن يَتَفَرَّقا حتى يَرِدَا على الحوضِ " ..
الراوي: - المحدث:ابن العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم: 7/159
خلاصة حكم المحدث: صحيح

الرد ...
-----------

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 


الحديث بهذا اللفظ قد رواه ابو عيسى الترمذي وغيره , -وان في النفس منه شيء!- وحسنه الالباني , وان كان آخر لفظه نكارة ! 
وأصل الحديث عند الامام مسلم من حديث يزيد بن حيان الطويل وفيه : 

" ثم قال قام رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي فقال له حصين ومن أهل بيته ؟ يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال وهم ؟ قال هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال كل هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال نعم " فالحديث دلالته واضحة . 

يقول الشيخ ابراهيم الرحيلي في الانتصار : 

" فإن الذي تضمنه الحديث وصية النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب الله والعمل به، وأن فيه النور والهدى، ثم وصيتة صلى الله عليه وسلم بأهل بيته بإعطائهم حقوقهم، والتحذير من ظلمهم، وليس فيه أي ذكر للأمر باتباعهم كما زعم الرافضي , يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : 

«والحديث الذي في مسلم إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد قاله، فليس فيه إلا الوصية باتباع كتاب الله ، وهذا أمر قد تقدمت الوصية به في حجة الوداع قبل ذلك، وهو لم يأمر بإتباع العترة ولكن قال: (أذكر الله في أهل بيتي) وتذكير الأمة بهم يقتضي أن يذكروا ما تقدم الأمر به قبل ذلك: من إعطائهم حقوقهم والامتناع من ظلمهم، وهذا أمر قد تقدم بيانه قبل غدير خم».
فثبت بهذا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بإتباع أهل بيته بنص صحيح صريح وغاية ما يعتمد عليه الرافضة في هذا إما أحاديث ضعيفة لا تثبت بها حجة، وإما أحاديث صحيحة لكنها ليست صريحة في دعواهم، كما هو الشأن في الحديثين السابقين."


علما بأن رواية الترمذي : 

" وقد تركتُ فيكم ما إنْ تَمَسَّكتم [به] لم تَضلُّوا كتابَ اللهِ .." بدون ما يروى [بهما] , واما زيادة " ولن يفترقا حتى يردا .." فهذه زيادة لا تصح فيها عطية العوفي فهو شيعي ضعيف, والصحيح جاء بلفظ كما في موطأ مالك :

" تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه", وهو الموافق للادلة المتضافر من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم خاصة في قضايا الخلاف حيث قال الله " فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر .." فعلق الايمان بالرد الى الله والى رسوله صلى الله عليه وسلم اي الى سنته , ومن الدال على عدم استحواذ آل علي رضي الله عنه بالعلم النافع للمسلمين مثلا سوى كتاب الله : أنه لم يستقل عليُ مثلا ًرضي الله عنه بحفظ السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم دون غيره من الصحابة ! كما وقد كان الحسن والحسين صغيرين ولم يحيطا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم , عداك الى دخول أمهات المؤمنين في أهل البيت , الا ان الشيعة لا يقبلون ذلك ! ,فلا يصح حصر السنة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بمحفوظ عليّ رضي الله عنه .

وقد تكلم شيخ الاسلام في هذا الحديث فقال : 

" وأما قوله (وعترتي أهل بيتي) وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فهذا رواه الترمذي، وقد سئل عنه أحمد بن حنبل فضعفه، وضعفه غير واحد من أهل العلم، وقالوا: لا يصح، وقد أجاب عنه طائفة بما يدل على أن أهل بيته كلهم لا يجتمعون على ضلالة، قالوا: ونحن نقول بذلك، كما ذكر ذلك القاضي أبو يعلي وغيره. "
كما جمع طرق هذا الحديث وحكم بضعفها مؤيداً كلامه بالنقول عن أهل العلم : الدكتور علي السالوس في كتابه : (حديث الثقلين وفقهه) كما اشار اليه ابراهيم الرحيلي في كتاب (الانتصار للصحب والآل) وانصح بقرائته على طوله ! ,ويجدر العلم بأن الشيخ السالوس له جهود مشكورة في بيان ما عليه الطائفة المنحلّة !

وكل من صح نسبه لاهل البيت صحت فيه الوصية , والملاطفة بما لا تكون لغيره مع بذل النصيحة لما تلبس فيه لمكانته من بيت النبوة النبي صلى الله عليه وسلم , واكراماً له . 
كوصية النبي صلى الله عليه وسلم في الأنصار , يتجاوز عن مسيئهم ويُقبل من محسنهم . , والله اعلم 
وفقكم الله