الصفحات

الأربعاء، 20 مارس 2013

بسم الله الرحمن الرحيم 
بحث فى اليقينيات...
بقلم الأخ محمود عمر - منتدى التوحيد ..

السؤال : 
لماذا لا يكون المنطق مختلف خارج هذا الكون ويكون مخالف لما فى الكون من يقينيات وضروريات عقلية ؟؟
للإجابة على مثل هذا السؤال سنسلك بإذن الله محورين :

المحور الأول :
أولا نثبت ما فى أيدينا من أدلة يقينية فى ذلك الكون الذي نحن فيه ونثبت بها وجود الخالق سبحانه وتعالى.

المحور الثانى :
هل ممكن وجود أكوان أخري بيقينيات مختلفة أم لا؟ .
-----------------------

المحور الأول :
وبدون الخوض فى التفاصيل فإن ما فى أيدينا من يقينات عقلية فى ذلك الكون إذا استخدمناها فى اثبات وجود الله تعالى كمثلا لكل فعل فاعل ولكل سبب مسبب وهكذا لاثبتت وجود خالق للكون بلا جدال (ولاحظ أن الخوض فى التفاصيل يحتاج إلى مقال آخر).

المحور الثانى :
هل ممكن وجود اكوان اخري بيقينيات مختلفة أم لا ؟ 
فللإجابة نسأل فى تسلسل كالتالى :
هل يمكن وجود أكوان اخري غير كوننا ؟؟
نعم ولا مانع من ذلك ..

هل يمكن أن تكون قوانينه مختلفة تماما عن قوانين كوننا مثلا كقوانين الجاذبية والفزياء الكلاسيكية والحديثة؟؟
نعم يمكن ولا مانع من هذا.

هل اليقينيات التى نعرفها يمكن أن تختلف فى الأكوان الأخرى (إن وجدت) عن كوننا ؟
للإجابة عن هذا السؤال يجب معرفة أولا أن اليقينيات العقلية مختلفة عن القوانين الفزيائية الحاكمة للشيء تماما وهذا الاختلاف يكمن فى أن اليقينيات العقلية هى واجبة بأى حال من الأحوال فهى لا تحتاج إلى دليل وبرهان لأنها فى حد ذاتها برهان كمثلا إذا كان هناك شيء مصنوع .. سواء داخل كوننا أو خارجه فإنه يلزمه صانع وواجد هذا شيء واجب وبديهى ولا جدال فيه وكذلك مثلا أن العشرة الموجبة الصحيحة من شيء ما ينبغى (بالضرورة) أن تكون أكثر من الثلاثة الموجبة الصحيحة من نفس الشيء سواء كانت داخل كوننا أو خارجه فاليقينيات العقلية تناقش الشيء فى تجرد تام دون إحكامها بقوانين فيزيائية أو غيره ودون أن تكون محكومة أيضا بوجودها داخل الكون أو خارجه فإنها تناقش (الوجود) فى حد ذاته وليس جزء من الوجود .

أما القوانين الحاكمة كقوانين الفزياء والزمان ... وهكذا فإنها تناقش فقط جزء من الوجود المختصة بحكمه وهى فى الأصل يمكن تغييرها فهى فى حد ذاتها ممكنة وليست واجبة فما المانع إذا ًمن وجود كون آخر لا يحكمه قانون الجاذبية مثلا أو قانون الطفو ؟؟
لا مانع من ذلك على الإطلاق .
--------

فالخلاصة أن (الخلط) بين اليقينيات العقلية (الواجبة) والقوانين الحاكمة (الممكنة) أدي إلى ذلك اللبس وهو الشك فى كل شيء والتساؤل عن إمكانية بطلان تلك الضروريات خارج الكون والحق أن تلك الضروريات تختص بالوجود عامة ً: ودون التخصيص أما القوانين الحاكمة : فتختص بحكم جزء من الوجود وليس الوجود كله لذلك يمكن اثباتها على جزء من الوجود وبطلانها فى جزء آخر أو تغييرها فى جزء آخر من الوجود ككل.

ولذلك فالضروريات العقلية لا شأن لها بداخل الكون أو خارج الكون ولكنها تناقش الوجود ككل.