الصفحات

الخميس، 7 مارس 2013


مناظرة مع الملحد هشام آدم بعنوان : وجود الله .. 
الجزء 2 ... 
جرت هذه المناظرة في جروب (نقاش فكري) على الفيسبوك ..
وقد انتهت بانسحاب الملحد بأعذار أني أخطأت ولفقت ودلست فيها .. ولله الحمد ..!
---------------

8...
أهلا بك أستاذ هشام من جديد .. وسوف أقوم بتقسيم مداخلاتي لاثنتين أو ثلاثة ردا على مداخلاتك الخمسة إلى الآن .. والتقسيم هذه المرة موضوعي وليس لكبر الحجم .. أقول .. أما بالنسبة لمداخلتك الأولى : فلا أجد داعيا لأن أعلق على ما جاء فيها .. إما لأنه صواب فلا يحتاج إلى تعليق .. وإما لأنه سابق للترتيب المنطقي للحوار وأنت بنفسك نوهت إلى ذلك ((مثل إظهارك لاعتراضك الأساسي على أن يكون الخالق هو إله بالمفهوم الإسلامي : حيث أنك لا تجد غضاضة في الاعتراف بخالق حكيم إذا اقتنعت بذلك)) وإما لأنه يعد من التشتيت الذي ليس محله مناقشته الآن : وأيضا أنت تعرف ذلك وذكرته مشكورا .. وإنما أعلق فقط على قولك : "" وهكذا فإننا نرى أنَّ المفهوم الإسلامي لا يفرق فعليًا بين الخالق (الرب) والإله ... ففي المفهوم الإسلامي فإن الله هو الخالق، وهذا الخالق هو المستحق للعبادة وهو متطلب لها لأنه متفضل على البشر "" أقول : هذا الكلام يُفهم عندنا بصورة واحدة صحيحة وهي : أنه في الإسلام يكون : الرب الخالق : هو الإله الواحد الحق المستحق للعبادة .. وليس كالنصارى مثلا ًيكون الخالق هو الله : ثم المعبود المألوه المُشرع هو المسيح مثلا أو غيره !!!.. فهذه هي الصورة الوحيدة الصحيحة التي نفهم بها قولك .. وإلا : فإذا كنت تعني : نفي ما أثبته أنت سابقا من تفريق الإسلام بين ((مفهوم)) الرب والإله : فهذا من الخطأ بمكان .. فهما مفهومان متباينان ولكل منهما خصائصه ومدلولاته .. وبالعموم : هم ثلاث صفات رئيسية لله عز وجل : يندرج تحتهما غيرهما .. وقد ذكر الثلاثة الله تعالى في قوله في أول سورة الناس : " قل أعوذ برب الناس .. ملك الناس .. إله الناس " .. هذا تعليقي على مشاركتك الأولى ..
---------------

9...
للأسف الشديد : مسألة محدودية عدد الأحرف في المداخلة الواحدة مقيدة جدا للرد بعكس ما تعودت في منتدى التوحيد .. وأعتذر عن تقسيم هذه المداخلة الثانية إلى جزءين .. حيث قلت : 
والآن أستاذ هشام : نأتي للجزء الأكثر تعمقا منذ مداخلتك الثانية .. وصراحة ً: أنت كنت في غنى عن ذكر القوانين الرياضية والمعادلات والصيغ إلخ إلخ إلخ .. واستبدالها بالكلام المجمل العام الدال على المعنى الذي تريد : ومثلما أفعل أنا سواء في كلامي أو ما أختاره وأقتبسه من النصوص العلمية .. حيث أحاول الابتعاد عن التفاصيل الرياضية والعلمية والقوانين التي لن يفهمها الكثيرون .. هذه فقط ملاحظة سريعة .. والآن نأتي لأول جزء من مداخلتك الثانية الذي قلت أنت فيه : "" بالنسبة إلى موضوع (أزلية الخالق) والمثال الذي أفردته، فالحقيقة أنني لم أقف على وجه الوجاهة في الاستشهاد به، فدائمًا عندما تبني استنتاجك على فرضية خاطئة فإن الاستنتاج بالضرورة يكون خاطئًا؛ فالأمور والظواهر الكونية لا تتشابه بأي حال من الأحوال مع مثال الجندي الذي ينتظر أمرًا من قائده لأن الظواهر الطبيعية يمكن إحداثها دون توقع حدوثها بمعجزة، لماذا: لأن الظاهرة تحدث بسبب قوانين طبيعية، والقوانين الطبيعية ليس سوى "خصائص" المادة التي تفسّر سلوكها "" أقول : مثال الجندي مع القائد : ينفي فكرة تسلسل الأسباب أو (الخالقين) أو (المُحدثين) إلى ما لا نهاية .. والآن .. أنت خرجت من حيزها إلى حيز آخر وهو : أنك تثبت بالفعل مرجعا ًأزليا ً- وهو الغرض من مثال الجندي الذي (يجب) أن ينتهى بأول أزلي - ولكن الاختلاف بيني وبينك هنا : أني أراى ذلك الأزلي هو الله عز وجل : الحكيم العليم المدبر القدير المريد .. في حين أنك تراه المادة : بقوانينها الأزلية الطبيعية الملتصقة بها .. حسنا ًأستاذ هشام .. هنا ينتقل الحوار إلى هذه النقطة تحديدا ًوهي : هل فعلا المادة أزلية : وقوانينها كذلك ؟؟.. وقبل التطرق لتفاصيلك (العلمية) (الرياضية) لمحاولة برهنة ذلك .. أشير هنا إلى قضية أنت أثرتها من وسط مداخلتك الثانية وإلى آخرها .. وهي قضية علاقة الله تعالى بالقوانين التي وضعها لسير الكون والأشياء .. حيث حاولت تفنيد فكرة وجود الإله أصلا ً: من ناحيتين .. ناحية علمية .. وناحية فلسفية جدلية .. فأما الفلسفية الجدلية (مثل إشارتك لترك الله لحدوث الزلازل وموت الأطفال إلخ إلخ) : فهذا مما هو سابق لأوان الرد عليه كما قلت سابقا ً.. لأنه يأتي بعد قضية إثبات وجود خالق من عدمه أولا ً!!!.. وأما الناحية العلمية : فهذه هي التي قلت أنت فيها : "" وهذا نص قانون الصدفة الذي يسخر منه غالبية المؤمنون، وليس ذلك إلا لأنهم يخلطون بين "الصدفة" وبين "العشوائية" فالصدفة باختصار شديد: "توفرّ مجموعة من العوامل بشكل غير واعي ينتج عنه ظاهر طبيعية" وعندما نبدأ في مراجعة الظواهر الطبيعية ونتمكن من إيجاد تفسيرات لها بعيدًا عن فرضية الخالق فإننا سوف نكتشف أنَّ الخالق هنا أصبح فرضية زائدة، فسواء كان هنالك خالق أم لم يكن فإن المطر سوف يهطل فقط إذا توفرت العوامل الضرورية لذلك، وكذلك الزلازل والبراكين والأعاصير وحتى حركة دوران الأرض حول محورها، بل وحتى حركة الكون والمجرّات فهي إذن مجموعة من القوانين التي لا تحتاج إلى تفسيرات أو فرضيات خارجية، وهذه كانت واحدة من أهم النتائج لنظرية أينشتاين ""
---------------

10...
أقول : هناك عدة أخطاء هنا .. منها : أن أنشتين نفسه قد اختار أن تكون هناك متغيرات خفية Hidden Variables : لحل معضلات فيزياء الكم التي تهدد بالحكم عليها بالخطأ !!!.. مما يعني اعتراف العلماء الدائم - وحتى اللحظة - بنقص المعرفة الإنساني وأنه سيظل هناك دوما ما يطاردونه لسبر أغوار الخلق : ولن يصلوا أبدا ًلنهايته !!!.. وأما الخطأ الثاني : فهو في تصور أن مقدمات الأشياء تتسبب (قطعا) في وقوعها !!.. وهذه الحتمية لا يمكن إثباتها : طالما لم تتمكن من المقدمات لكل شيء أولا ً!!!.. وذلك يعود بنا إلى النقطة الأولى وهي أنه يكون دوما هناك متغيرات (خفية) يطاردها العلماء لفهم الخلق !!!.. ولعل أقل ما يمكن قوله في ذلك هو جهل العلماء بـ (ماهية) ما يتعاملون معه : رغم رصدهم له !!!!.. فهم لا يعلمون (ماهية) الألكترون !!.. ولا (ماهية) الجاذبية !!!.. إلخ ولذلك لا تتعجب أن يهرب بعضهم من هذه المعضلات جميعا ومن أن ينسب الخطأ لفيزياء الكم - مثلما نسبه إليها روجر بنروز - : إلى (افتراض) أبعاد إضافية لا ندركها : كتلك المذكورة في نظرية الأوتار الفائقة وما شابهها !!.. أو محاولة استبدل البعض الآخر للمتغيرات (الخفية) في كوننا : بـأكوان متوازية (خفية أيضا !!) : تتناسخ كل لحظة بعدد المصائر المحتملة !!!.. وهي كلها (تهربات) نظرية : لا يمكن التحقق منها عمليا ًأصلا ً- ثم يعيبون على المؤمنين الإيمان بالغيب ! - ألجأهم إليها (النقص) الدائم في منظومة فهم فيزياء الكون والخلق وقوانينه : تلك التي تتحدث عنها أستاذ هشام بكل سهولة : وكأنها شيء تحصيل حاصل : لم يعد في حاجة لـ (إله) لنفسرها به !!!.. وهنا أقول : سبحان الله العظيم !!.. لو أخذنا مثالا واحدا فقط وهو الجاذبية الأرضية : تلك القوى العجيبة التي حيرت العلماء - ومن أجلها يجري العمل على قدم وساق في مختبر سيرن CERN الذي ذكرته أستاذ هشام - ليخرجوا لنا بتفسيرات مثل (اختفاء) الجزيئات الحاملة للجاذبية إلى بعد آخر (أي أنها غير مستقرة في عالمنا) : ليفسروا بذلك معضلة أن الإنسان يمكنه بكل بساطة تحدي جاذبية الأرض الكبيرة التي تجذب القمر مثلا ً: بالقفز عاليا أو بحمل تفاحة بعيدا عن الأرض أو انتشال قطعة حديد من على الأرض بمغناطيس صغير !!.. إذا ً- وكما قلت لك أستاذ هشام - هناك دوما مهيمنا أعلى على قوانين الفيزياء والخلق ومقدراته وقوانينه : وهو الذي يقتتات كل شيء عليه في بقائه !!!.. يقول عز وجل في القرآن الكريم سورة فاطر : " إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا " !!.. ولو صح كلامك أن الإنسان قد فسر وعرف كل شيء وملكه - المطر كمثال - : لكان الإنسان اليوم هو مالك الكون وما فيه !!!.. ولأنزل المطر في أي مكان وزمان شاء !!!.. ولكنك ترى دوما نقصان أحد متغيرات العملية الفيزيائية - أو أكثر - : واستئثار الله عز وجل بها في علمه ومشيئته !!.. ولعلك سمعت أو قرأت عن فشل الأمطار الصناعية تارة في استحداثها لعدم ملائمة الجو في وقتها .. وتارة أخرى في توجيه سقوط المطر في المكان المطلوب !!.. لن أطيل أكثر من ذلك في هذه النقطة .. ولكن أختم مداخلتي الثانية هذه بالتعليق على قولك : "" ومن ناحية أخرى وثيقة الصلة؛ فإن الخالق (حسب التصور الإسلامي) لا يحتاج إلى التدخل المباشر لإحداث ظاهرة لأنه {وإذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون} وتسلسل العوامل لأيّ ظاهرة طبيعية ينفي هذه الميزة التي ينسبها الإسلام إلى الخالق المتصوّر في ذهنيته، حتى عندما وُجد الكون تطلب مليارات السنوات ومليارات الحوادث حتى ينشأ العالم الحيّ الذي نعرفه الآن "" .. أقول : أنت هنا خلطت بين مفهومين .. وبين سنتين لله تعالى في خلقه (وحسب التصور الإسلامي الصحيح وليس المغلوط) .. ألا وهما : أنه يقضي أمورا ًتارة ًبأسبابها وسننها التي أودعها في مخلوقاته وكونه (مثل خلقه للسماوات والأرض في ستة أيام .. وخلقه لآدم عليه السلام على أطوار) .. وذلك لحكم كثيرة منها : أنه يفتح الآفاق والمجالات للإنسان ليتفكر بعقله الذي وهبه له في عظمة الخالق ودلائل خلقه الدقيق المعجز .. وكمثال على ذلك يقول تعالى في سورة العنكبوت : " قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير " .. رغم أنه يعلم سبحانه أن الإنسان ومهما بلغ علمه : لن يصل إلى صورة نهائية عن كيفية خلق السماوات والأرض ولا نفسه : ولكن آثارهما فقط .. يقول عز وجل في سورة الكهف : " ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض : ولا خلق أنفسهم : وما كنت متخذ المضلين عضدا " !!!.. فهذه الأمور التي يقضيها سبحانه : يقضيها بسننها وقوانينها التي أودعها في مخلوقاته وكونه وعليها تجري .. وأما تارة ًأخرى يقضي بكن فيكون .. ولا حاجة له سبحانه للخضوع للسنن والقوانين التي وضعها بنفسه في كونه (وحاشاه) !!.. وهذا هو أحد علامات الإعجاز في الخلق : ومعجزات الأنبياء والمرسلين إلخ .. فالبحر ينشق طريقا يبسا لموسى عليه السلام !!.. والنار تكون بردا ًوسلاما ًعلى إبراهيم عليه السلام !!.. وعيسى يقوم بتشكيل الطين على هيئة الطير فينفخ فيها فتكون طيرا من فورها بإذن الله - ولا حاجة لأطوار خلق ولا غيره - !!!.. وهكذا .. وهذه هي نهاية مداخلتي الثانية : ردا على المداخلة الثانية للأستاذ هشام .. وتليها المداخلة الثالثة والأخيرة بإذن الله تعالى ردا ًعلى مداخلاته الثلاث لمحاولة إثبات أزلية المادة ..
---------------

11...
< لطول المشاركة قليلا عن الحد المسموح به : قسمتها لمداخلتين > .. بسم الله الرحمن الرحيم .. وقبل أن أبدأ : أعترف أولا بالفضل من بعد الله عز وجل إلى إخوة أكارم من منتدى التوحيد : أخذنا منهم الكثير من العلم الفيزيائي والمفاهيم وإظهار المتناقضات في افتراضات الملاحدة الفيزيائية .. وأخص بالذكر هنا الأخ الفاضل عبد الواحد .. والأخ أبا ذر الغفاري .. والأخ عبد الله الشهري .. والآن : أعود للتعليق على مداخلة الأستاذ هشام الثالثة - وسوف أتجنب الكلام الرياضي البحت في حديثي بعكس ما فعل هو مراعاة لمستوى معظم القراء المعرفي بالفيزياء والرياضيات - أقول : يشير الأستاذ هشام إلى نقطة هامة جدا - أو محورية - في العقل الإلحادي القائل بأزلية المادة وهي نقطة : ثبات القوانين الفيزيائية الحاكمة لهذه المادة .. يقول : "" ولكنني أتحدث عن "قانون" ولا أعرف كيف يُمكن أن يتم تجاوز القانون أو إلغاؤه، فهل فعلًا القوانين متغيّرة؟ هل يُمكن مثلًا أن نقول إنَّ قانون الطفو لأرخميدس قد يثبت خطأه بعد ألف عام مثلًا؟ القوانين يا عزيزي الفاضل لا تتغيّر وهي ثابتة "" أقول : هذا الكلام غير صحيح من جهتين .. أولا ً: أن القوانين التي تتحدث عنها أستاذ هشام : لم تظهر أصلا ًإلا بعد الانفجار الكبير !!!!.. ولو كانت قبله : فأين هي آثارها من قبل الانفجار الكبير ؟؟!!.. ما الذي ضغط القوى الأربعة الأساسية مثلا ً(الجاذبية والكهرومغناطيسية والنووية الضعيفة والنووية القوية) : في قوة واحدة مجهولة الحال : ثم قام بتفتيتها إلى الأربعة قوى من جديد ؟!!.. غريب صح ؟!!.. وأما الجهة الثانية التي تدحض أزلية القوانين التي تتحدث عنها : فهي مكملة للجهة الأولى : ومفادها : أن القوانين التي تصفها بعدم التغير والأزلية : تعتمد أصلا ًعلى قيم وثوابت : ولدت مع الانفجار الكبير أيضا !!!!.. مثلا ً: طاقة التجاذب بين كتلتين : U= -GMm/r : فهذا القانون لا يمكن تحققه إلا ((((بعد)))) الانفجار الكبير وإلا : فثابت الجاذبية G : لم يكن موجودا قبل زمن بلانك !!!.. وكذلك المسافة r ليس لها معنى قبل تشكل المكان والأبعاد !!!!.. فعن أي (ثبات) قوانين وأي (أزلية) تتحدث أستاذ هشام ؟!!!... والعجيب أن كل ما ذكرته في مداخلتيك اللتين بعد ذلك (الرابعة والخامسة) : يمكن هدمه كله بنفس هذه المعضلة !!!.. فكله قوانين - وإذا لم تنتبه - : تعتمد على ثوابت لم تولد أصلا ًإلا بعد الانفجار الكبير ولم يكن لها وجودا قبل زمن بلانك !!.. وخصوصا وأنك خلصت منها إلى استنتاجات عجيبة مثل قولك أن الكون كله عبارة عن ثقب أسود كبير !!!.. فمثلا قانون كثافة الثقب الأسود P= 3C EXP 2 / 8 * PI * G* R EXP 2 .. وقانون نصف قطر الثقب الأسود = R<=2GM/C2 .. أيضا قانون الكثافة الحرجة = Pc=3H EXP 2/ 8 PI * G إلخ إلخ .. وكلها قوانين تمتليء بثوابت : لم يكن لها معنى أصلا ًولا قيم قبل زمن بلانك !!!!.. - ملحوظة على الهامش : لو أن الكون كله عبارة عن ثقب أسود كما تقول أستاذ هشام : فيجب أن تكون له نقطة محددة ومعروفة يكون فيها انبثاق المادة والضوء مستمر !!.. لأن هذا ما يحدث في الجهة الأخرى من الثقب الأسود من الخارج ألا وهو ابتلاع المادة والضوء إلخ من حوله إلى جوفه ! فكان يتحتم أن نرى معكوسه في كوننا طالما أنك وصفتنا أننا الثقب الأبيض !! مجرد ملحوظة بديهية - والآن : أعود إلى تعليقك أستاذ هشام على ترجمتي
---------------

12...
حيث قلت أنت : "" والترجمة الأقرب هي: قبل زمن ما يعرف بزمن بلانك ("سالب43" مرفوع للقوة 10 ثانية) يفترض أن القوى الأساسية كانت موحدة في قوة واحدة. كل المادة والطاقة والزمان والمكان يُفترض أنها انفجرت من هذه القوة الأصلية، ولا يُعرف شيء عن هذه الفترة "فترة الانفجار أو ما قبلها "" أقول : ما أجملته أنت : قد فصلته أنا في ترجمتي التقريبية كما وصفتها : لأني أتعمد دوما الشرح بداخل الترجمة (ولذلك تجدني ذكرت أسماء القوى الأربعة للقاريء ولم أتركها مبهمة لمَن لا يعرفها) وعلى أي حال : فحتى ترجمتك الدقيقة : هي تثبت المعضلة التي أخبرتك بها !!!!.. لأنها تعترف باختزال القوى الأربعة التي تقوم عليها الفيزياء والكم : بقوة واحدة مجهولة : لم يكن لكل الثوابت التي تستخدمها (القوانين) أي معنى ولا وجود !!!.. فكيف بعد ذلك تصف القوانين بالأزلية أو الثابتة أستاذ هشام : وهي وليدة كوننا هذا كما أخبرتك من قبل ؟!!!.. والشاهد حتى لا أطيل : لو أردت نقاشا علميا ورياضيا أكثر تفصيلا في نقطة أزلية المادة وقوانينها : يمكننا تخصيص المداخلات القادمة لذلك .. هذا من الوجهة العلمية .. وأما من الوجهة المنطقية البديهية : فالكل يعرف أن القانون : يحتاج إلى مَن يقننه !!!!.. وليس أن نصفه بالأزلية !!!.. فأنا لو وجدت غسالة لها وظائف معينة ومحددة بقوانين لا تتغير : فلا أقول أن تلك القوانين والوظائف أزلية !!.. ولكني أقول أن هناك حكيم مريد عالم : هو الذي وضعها !!.. وحتى لا أطيل : فإن معلوماتك عن تجربة يوري وميلر وكريج فنتر كلها مغلوطة للأسف أستاذ هشام وقديمة !!!.. فأما تجربة ميلر 1953م : فالكل عرف بعدها أنه قد افترض جوا ًللأرض : لا يوافق ما هو معروف !.. وخصوصا بالنسبة لوجود الأكسجين وعلاقته بالأوزون والأشعة الفوق بنفسجية !!.. حتى ميلر نفسه اعترف بضعف تجربته الهش أمام مجرد تخيل تكوين البوليمرات المعقدة !!.. ولعلك - لو أردت - نفرد لتفنيد هذه التجربة مداخلة كاملة نشرح فيها تعقيد تكون البروتينات والبوليمرات .. وأما كريج فنتر ورغم أن الضجة التي أحدثها جديدة : إلا أن المعلومات التي اعتمد عليها : هي معروفة وقديمة في عالم البيولوجيا الجزيئية !!!.. وذلك من سحب حمض نووي من خلية وزرعه في أخرى إلخ .. والجديد هو في محاكاتهم لحمض نووي بكتيري : ليس لهم أي يد في اختراعه ولا تشفيره أصلا ً- فكيف تصفه أنت أستاذ هشام بالصدفة ؟!! - : ثم زرعه في خلية أيضا ًليس لهم خلقها !!!!.. إذا ً: الموضوع كله فرقعة إعلامية وتلاعب بالألفاظ : ولا ننكر أنه خطوة علمية ولكن : لا علاقة لها بالخلق البتة !!!!.. وأيضا إذا أردت إفراد هذه النقطة بالنقاش : فلا مانع عندي .. انتهيت
---------------

13...
أهلا بك أستاذ هشام من جديد .. وهذه المرة بإذن الله تعالى : أمامي الرد على أكثر من مسألة قد طرحتها أنت في مداخلاتك .. ولكني - وكالمعتاد - سأستبعد تعرضك (الآن) لشبهات بخصوص (الإله) : لأعود بسير الحوار المنظم إلى نقطة وجود (خالق) حكيم عليم أزلي من عدمها أو محاولتك استبداله بـ (المادة) الأزلية و(خصائصها) ومحاولتك إظهار (تساوي) الرأيين عقلا ومنطقا وعلما .. حسنا .. دعني الآن أقوم بترتيب ردودي في مداخلاتي .. وبالترتيب .....### أولا ### عودة لموضوع أزلية المادة وقوانينها أو (خصائصها) أستاذ هشام : لننتهي منها هذه المرة بإذن الله تعالى بلا رجعة .. فأنت قلت في اقتباس طويل من كلامك : "" الأمر هنا يا عزيزي مرتبط في المقام الأول بما يسمى بخصائص المادة، وخصائص المادة لا تتغيّر ولا توجد فجأة؛ فمثلًا من خصائص المادة السائلة أخذها لشكل الإناء الذي هي فيه، وهذه الخاصية لا يُمكن أن تتغيّر، ولا يمكن القول بأنَّ هذه الخاصية لم تكن مرتبطة بالمادة السائل في أي فترة زمنية سابقة، والمُطالبة بإثبات صحّة هذه الخاصية هو ضرب من الترف العلمي الذي لا معنى له، وكذلك أزلية المادة هي أحد خواص المادة، والخاصية تختلف يا عزيزي عن الوظيفية (Function) فقدرة المغناطيس على جذب الحديد مثلًا هي خاصية وليست وظيفة، وهنا مكمن المفارقة في مثال "الغسالة" الذي سردته. القوانين التي تحكم المادة يا عزيزي هي في الأساس "خصائص" والخصائص مرتبطة تمامًا بالمادة نفسها، وهذا يُمكن اعتباره ردًا على فرضيتك بأنَّ القوانين تحتاج لمن يُقننها؛ فلا يُمكنك التفريق بين المغناطيس وخاصية المغنطة مثلًا لنقول إنّّ المغنطة قانون وجود بعد وجود مادة المغناطيس. هذا ليس صحيحًا، والصحيح أنَّ خصائص المادة لا تنفصل بحال من الأحوال عن المادة ذاتها، وبما أنَّ المادة أزلية (بالنسبة إليّ في هذا الحوار) فخصائصها أيضًا أزلية "" وأقول : عن خصائص أي (((مادة))) تتحدث أستاذ هشام إذا سمحت ؟؟!!!.. بمعنى آخر : دعنا نكون منطقيين وعقلانيين أكثر في طرحنا للأفكار معا - ويعلم الله أني سعيد بحواري معك وصدق مجراه - : ودعنا نترك ما ننقله أو نقرأه جانبا : لننظر له نظر الناقد أنا وأنت .. والآن أكرر سؤالي : عن أي (((مادة))) تتحدث أستاذ هشام وتنسب لها (((خصائص))) أزلية ؟!!!.. عن مادة : لم تظهر بعد للوجود ؟؟!!.. هل لاحظت أستاذ هشام أنك كررت أكثر من مرة أن تلك الحالة الأولى للانفجار الكبير كانت تحت حرارة رهيبة وضغط إلخ .. والآن : هل تفكرت في ذلك الكلام حقا وقبل أن تتحدث عن (خصائص) لهذا (الشيء) إذا صح التعبير ؟!!!.. هل تعلم شيئا أستاذ هشام عن الاندماج النووي - مثلما يحدث في النجوم - وكيف تتولد عنه نواة المواد الخفيفة : ثم المتوسطة : ثم الثقيلة ؟!!!.. أقول : إذا كان هذا هو ما يحدث في النجوم التي بأضعاف المليارات : وبأحجامها المتفاوتة والهائلة : فماذا تعتقد أستاذ هشام أنه كانت عليه هذه النقطة الصغيرة (الشيء) الذي كان قبل الكون الذي نعرفه الآن إذا سمحت ؟!!.. أين هو الحديد - الذي لم يولد بعد - في هذا الشيء ؟؟!!.. أين هي الموائع - والتي أيضا ًلم تولد بعد - في هذا الشيء ؟!!.. هل أنت تدرك معنى هذا الكلام أستاذ هشام ؟!!.. هل تدرك معنى وجود حرارة بقيمة خرافية مع ضغط خرافي إلخ إلخ في نقطة لا متناهية الصغر في الحجم ؟!!!.. هل توجد أي عقلانية في القول بأنه هناك (خصائص) لأشياء : لم تولد ولم تتمايز أصلا ًعن بعضها البعض بعد ؟!!!!.. حسنا ً.. ودعني أنظر للمسألة من وجهة نظر أخرى موازية .. هل تعرف أستاذ هشام ما هي أهم معوقات إجراء مفاعلات الاندماج النووي في عالمنا الآن ؟؟.. إنها الطاقة الكبيرة التي يتطلبها مثل هذا الاندماج .. وإلا : فنحن نريد اندماجا لتنتج عنه حرارة رهيبة : لنستخدمها لتوليد الكهرباء ولكن بشرط : ألا تكون تكلفة هذا الاندماج النووي : أعلى بكثير من مردوده !!!.. وإلا فليس هناك فائدة لأدفع 10 تفاحات لأحصل على 3 تفاحات :) صح ؟؟..
---------------

14...
حسنا حسنا .. دعنا نعود لهذه النقطة البدائية للكون .. تلك النقطة التي كان كل شيء نعرفه اليوم فيها مضغوطا !!!.. من المكان إلى الزمان إلى الطاقة والقوى الأساسية الأربعة : الكهرومغناطيسية والجاذبية والنووية الضعيفة والقوية .. السؤال الذي أعيده عليك مرة أخرى الآن أستاذ هشام : ولعلك تلتفت إلى كل كلمة فيما سأقوله هذه المرة لتوافقها مع سياق مسألتك .. السؤال هو : ((((مَن)))) الذي بذل شغلا خرافيا بصورة لا يتخيلها أحد : لكي يضغط كل هذه الأشياء مع بعضها البعض ؟!!!!!!.. إذا قلت أن هناك أحد : أقول : وهذا ما ندين الله تعالى به !!!.. فنحن نعترف له بالخلق والتصريف وبالقدرة التامة !!!.. وإن قلت لا أحد : أقول لك : وهذا أول ما يناقض يناقض 1- البديهيات 2- السببية 3- استحالة تسلسل الحوادث إلى ما لا نهاية 4- الانتروبي وقوانين اتزان الثيرموديناميك !!!.. ولنترك 1 و 2 و3 : ودعنا نتحدث عن 4 : لأن التأمل فيها يهدم عقيدتك في ثبات القوانين وخصائصها (أزلا ً) !!!.. أقول - ولتبسيط الأمر للقاريء العادي - : نحن عندما نضع نقطة حبر في كوب به ماء : نجدها في باديء الأمر تحتل مكانا محددا في موضع سقوطها في الكوب .. ثم - ومع الوقت - تبدأ في الانتشار العشوائي في الكوب : حتى تملأه بانتظام تقريبا - أي نفس الكمية تقريبا في كل جزء من الكوب - والسؤال الآن : هذا الانتشار دوما - والذي ينطبق على الغازات والسوائل والحرارة إلخ - يحدث بتلقائية القوانين الفيزيائية والميل الدائم لها لزيادة الأنتروبي بطبيعتها (أي بخصائصها) والسؤال الآن : أين كانت هذه القاعدة وهذه الطبيعة : عندما تم تجميع وضغط كل هذه الصور الهائلة من الزمان والمكان والطاقة والقوى الأساسية الأربعة ؟!!!.. وهو ما يعود بنا للسؤال الذي قبله مرة ًأخرى أستاذ هشام : (((مَن))) الذي بذل (((شغلا ً))) جبارا ًليضغط كل ذلك في هذه النقطة الصغيرة المفترضة لبداية الكون ؟!!!.. وأما تعليقي على كل ذلك حتى الآن فهو : ألا ترى معي أستاذ هشام أنه سواء كانت المادة مستحدثة عند هذه النقطة من ولادة الكون الذي نعرفه : أو كانت المادة سابقة له : ألا ترى معي (منطقا وعقلا وعلميا) أنها تصرخ بأن من وراءها في كلتا الحالتين (فاعل) ؟!!!.. إما فاعل قد خلقها من عدم .. وإما فاعل قد نقلها من حال الانبساط إلى حال الضغط الرهيب إلى حال الانبساط والتمايز ؟!!!.. وهنا نقطة أخيرة وهي : هل في رأيك أستاذ هشام خصائص المواد (ولن أقول مادة بصيغة المفرد لأن ذلك أدى إلى سطحية كبيرة في التعامل مع المفهوم) أقول : هل في رأيك خصائص المواد (ماء - حديد - هيدروجين - كربون إلخ) : هي أشياء (معنوية ليس لها جسد - أي إدراك عقلي) ؟؟.. أم هي أشياء (مادية) ؟!!!!.. فإذا اخترت الأولى : فأنت تهرب من الإيمان بغيب المؤمنين إلى إيمان بغيبك الخاص الذي ليس عليه دليل !!!.. وإذا قلت هي أشياء مادية : فهذه ما لن تجد أحدا يوافقك عليها : فضلا عن طرافة تصور صفا طويلا من الخصائص (كأنهم أشخاص واققفون - رجال مثلا ً) : وأمامهم صفا طويلا من المواد (وكأنهم نساء مثلا ً) : ثم يتم تقديم خاصية من هنا (رجل) : إلى مادة من هنا (امراة) كيفما اتفق !!!.. بحيث (صادف) مثلا ًان يكون لـ (مادة) (أو امرأة) الحديد : (خاصية) المغنطة والجذب (كرجل) !!!!.. والتخيل الآن : هل هناك ما يمنع حسب هذا السيناريو في توزيع الخصائص على المواد قبل تشكلها بالانفجار الكبير : أن تكون المغنطة من نصيب النحاس أو الصوديوم إلخ إلخ ؟!!!!!.. وأن تكون الميوعة من نصيب الحديد - وهو بارد وليس منصهر - فيصير أقرب للزئبق ؟!!!.. أترك لك الإجابة على كل ذلك أستاذ هشام .. وأرجو منك الصدق مع نفسك لأني احترمت فيك تتبعك للمنطق .. وللعلم : العلماء الملاحدة أنفسهم أغرقوا بعضهم البعض في بحار من التخيلات والافتراضات النظرية - أو الفلسفية بالأحرى - عن أكوان موازية وأوتار إلخ إلخ : والتي لن يمكن التثبت منها أبدا ً: فقط ليهربوا من ((((بساطة)))) الاعتراف بالخالق عز وجل !!!.. وأما العجيب الذي أخصك به هنا من محاولاتهم تلك : أنهم - وبأنفسهم - افترضوا إمكانية وجود ((قوانين)) أخرى تحكم تلك العوالم المتوازية بقواعد وثوابت مختلفة إلخ إلخ إلخ !!!.. وسبحان الله العظيم على الكبر وما يفعله بصاحبه !!!.. يجعله يقول القول : ثم ينقضه ولو بعد حين !!!.. تماما مثلما أعلن ستيفن هاوكينج في 1970م مع زميله بنروز : أنه هناك نقطة تفرد لهذا الكون Singularity : ثم عاد فنقض تلك الحقيقة بالتمويه عليها وإدخالها في مستنقع النظرية M ومفهوم الكون الذي (بلا حدود) !!!.. عجيب !
---------------

15...
....### ثانيا ### وهو تلخيص لما وصل إليه نقاشنا الآن أستاذ هشام - من وجهة نظري - حول الدليلين 1 و 2 الذان اخترت أنت التعليق عليهما من الأدلة الـ 6 التي عرضتها عليك .. فأما الدليل 1 : والذي عرضت عليك فيه مثالا لاستحالة تسلسل الحوادث إلى ما لا نهاية وإلا : فلم يكن ليحدث شيء !!!.. وهذا من العبث بمكان لأنه يعني أني ولا أنت موجودين الآن :) .. وإنما يلزم مُحدث أول قديم أزلي ليتم الخلق والحدوث : ويكون أصل ذلك المُحدث لغيره أنه موجود - أو هو أصل الوجود - وليس بحادث .. ولا يسبقه شيء .. فكان ردك أستاذ هشام أنك لم تقدم اعتراضا على ذلك وإنما حولت نقاشك من الدليل 1 إلى الدليل 2 وهو : أنك تثبت أن المادة وقوانينها أزلية الوجود !!.. وهنا : وافقتك على ترك مناقشة الدليل 1 : لأنك أقررت بالفعل على (ضرورة) وجود ((أزلي)) في الوجود .. وانحصر بذلك الخلاف بيننا في (تحديد) ذلك الأزلي .. هل هو (خالق حكيم مريد عليم قادر إلخ) ؟؟.. أم (مادة صماء عجماء يُخضعها الإنسان في معمله لقوانين تلزمها ولا تنفك عنها) ؟!!.. فاخترت أنا الاختيار الأول : ولم أتوسع في أدلته لأنها تندرج تحت باقي الأدلة الستة التي عرضتها عليك (ومنها دليل الإحكام الرهيب في خلق المخلوقات وما صار يندرج تحته اليوم ما يعرف بعلامات التصميم الذكي والتي يستحيل ظهورها صدفة أو بغير غاية مسبقة) .. واكتفيت بعرض بعض الحقائق واعترافات العلماء - حتى الملاحدة منهم - على الضبط الفائق لقوانين الكون التي تدل على أنه من ورائها (خالق حكيم مريد يعلم ما يفعل) : وليس مجرد (مادة صماء لا وعي لها ولا غاية !) .. فوجدتك بالغت في محاولة التدليل على أزلية المادة وقوانينها التي لا تنفك عنها .. فواجهتك بأن كلا المادة وقوانينها : هما حادثين من بعد الانفجار الكبير !!.. وأنه قبل زمن بلانك لم يكن للمادة ولا للقوانين والثوابت الرقمية التي بها أي معنى !!!.. وحتى ظهور الجسيمات الافتراضية من الفراغ الكوانتي أقول : الفراغ الكوانتي وكفضاء : هو أيضا حادث من بعد الانفجار الكبير !!!.. فماذا بعد ؟؟.. وماذا فعلت أستاذ هشام ؟؟.. لقد خرجت علينا بأنك تقصد أن (خصائص) المادة : هي موجودة أزلا ً!!!.. وأينما وجدت المادة : تركبها خصائصها وتلازمها (أوتوماتيك) - هكذا فهمت وهكذا فهم القاريء العادي - !!!.. ومن هنا قمت بتفنيد كل ذلك لك في مداخلتي السابقة .. لنعلم أن المغالطة هي في وضعك للحصان خلف العربة : والصواب العكس !!!.. فالقوانين لا تنتج لنا موادا أستاذ هشام !!.. فقولنا 1 تفاحة + 1 تفاحة = 2 تفاحة : هو قول نظري .. وليس معنى قولنا له : أننا بذلك نكون قد أوجدنا 2 تفاحة ماديا بالفعل !!!.. هذا عن القوانين .. وأما عن خصائص المواد : فكلا من الخصائص والمواد : تحتاج لفاعل !!!.. الخصائص تريد مَن يخصصها - لأنه طالما هناك أكثر من اختيار للخصائص إذا ًهناك مَن اختار بينها ليربط كل خاصية اختارها وحددها بمادة بعينها - والمواد تريد مَن يخلقها ويختار لها خصائص (معينة) من بين خصائص كثيرة وبدائل !!.. وهكذا نجد أننا لم نبتعد عن معضلة استحالة تسلسل الحوادث !!.. إذ أنك - ومهما - وضعت بديلا عن الله تعالى : ستجده متغيرا وحادث : مما يعني أنه هناك مَن قبله !!.. ولن يوجد حل إلا في الأزلي المطلق سبحانه : والذي تتوافر فيه كل بديهيات ومنطقيات وعلوم الحقائق !!!.. من حكمة وعلم وقدرة وأزل وإرادة وفعل إلخ .. فهل تميل إلى هذا الرأي (أخيرا) أستاذ هشام (وعن اقتناع تام) ؟؟.. أم لديك لا زلت تشككات وشبهات وعراقيل ؟؟؟.. ولنتابع ردي على باقي ما أثرته من مسائل ..
---------------

16...
....### ثالثا ### وهنا أتعرض بالرد على تخليطات ذكرتها أنت في معرض كلامك أستاذ هشام بين عدة مفاهيم دينية ومنطقية للأسف .. وكنت أحسبك أوسع اطلاعا من ذلك !!.. فأما الخلط الأول .. فمثاله قولك : "" ولهذا فإن المؤمن يطالب الملحد مثلًا بإثباتات "علمية" على نشوء أول خلية حيّة، وقد لا يجد نفسه مقتنعًا أمام الفرضيات العلمية المقترحة في نظرية الأبيوجينيسيس مثلًا، بينما نجده يقف بتسليم تام أمام عبارة "الله على كل شيء قدير" عندما يتعلق الأمر بالإيمان(!). "" وأقول : فأما عن مسألة " الله على كل شيء قدير " : فهذه عندنا لها مكانها في الاستدلال على (قدرة) الخالق : لا الاستدلال على (الإيمان) بالخالق !!.. والفرق كبير !!.. ومن الخلط وضعها في موضع الحجة الإيمانية أصلا بوجود خالق !!!.. بل في معرض الحجة الإيمانية بوجود خالق : فنحن نضع آيات كثيرة جدا قد خاطب الله تعالى فيها (عقل) الإنسان و(بداهته) !!!.. مثل قوله عز وجل في سورة الطور : " أم خــُــلقوا من غير شيء أم هم الخالقون " ؟!!.. وغيرها من آيات الخلق .. وهي واضحة الدلالة في أن الخلق الحقيقي وبإطلاقه : هو بيد الله وحده .. ولا يملك شيء لشيء في هذا الكون إيجادا من عدم : ولا إعدام موجود !!!.. وأيضا نفيه سبحانه لمعاني الشرك به عقلا مثل قوله في سورة المؤمنون : " ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون " .. وغيرها من الآيات النافية للشرك .. إذا ًأستاذ هشام : الاحتجاج بآية " الله على كل شيء قدير " : ليس في قضية (أصل) الإيمان بالخالق وإنما : فيما تفرع عن هذه القضية الإيمانية الأولى !!.. بحيث لو صدقت الأولى وآمنت بها : تقبلت الثانية وهي أن ذلك الخالق العظيم بالفعل سبحانه : هو على كل شيء قدير ؟؟!!.. وهذا بالضبط ما وضع الله تعالى فيه سياق مثل هذه الآيات : فلا مجال هنا للخلط أستاذ هشام رجاءً !!!.. يقول تعالى في سورة الإسراء : " أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم " .. فهنا قدم أولا دلائل قدرته الملموسة : ثم رتب عليها الإيمان بالقدرة المطلقة لمَن فعل الأولى : أن يفعل الثانية !!.. وهذا الاستدلال قمة في المنطق أستاذ هشام .. أم لا تتفق معي ؟؟.. إذا ًالخلاصة .. لن تجد إنسانا ًمسلما ًيجادل ملحدا ً: فيسأله الملحد عن ((دلائل)) وجود ((الخالق)) عز وجل : فيقول له المسلم : " الله على كل شيء قدير " !!!!.. وإنما سيستخدم آيات أخرى ... ومن هنا ننتقل إلى خلط آخر وقعت فيه أستاذ هشام للأسف - ولم أكن أحسبك تقع في مثله - وهو : ادعاءك أن الإيمان بالغيب : يقتضي الإيمان بالله تعالى بغير أدلة محسوسة !!!!.. وهو ما أشرت أنت له بقولك : "" وإذا كان المؤمن (لاسيما المسلم) يعتقد أنَّه توجد أدلة "علمية" تثبت وجود الله، فهو بكل بساطة يقدح في عقيدته القائمة على ضرورة الإيمان بالغيب، ولقد ركزت الآيات القرآنية كثيرًا على أهمية الإيمان الغيبي هذا، فنقرأ مثلًا: {الذين يُؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون} "" أقول .. لو كان مفهومك للإيمان بالغيب أستاذ هشام يعني الانسياق وراء أي (فكرة) دينية بغير تمحيص ولا استدلال : لكان كل إنسان هو (على حق) في نظر الإسلام !!!.. ولكان النصراني على حق !!.. واليهودي والمجوسي والصابيء إلخ إلخ إلخ ..! أقول : وهذا خطأ !!.. إذ الإيمان مبناه العقل .. وإلا : فما أهمية عشرات الآيات في القرآن التي يتحدث فيها الله تعالى عن دلائل خلقه للمخلوقات وإبداعها وهدايتها بالغرائز والفطرة وتصريفاته في كونه ؟!!!.. من البحر والبر : للسماء والسحب والأفلاك والنجوم ؟؟!!.. ومن المخلوقات والنباتات والحيوانات ومختلف الكائنات : إلى الملائكة والجن والإنسان ؟!!.. ومما يصعب حصره الآن !!!.. إذن .. الإيمان بالغيب أستاذ هشام : معناه الإيمان بوجود الله تعالى يقينا جازما وعلما راسخا في القلب والنفس والعقل : رغم أني لم أره ولم ألمسه !!!.. فهذا هو معنى الإيمان بالغيب هنا .. وليس معناه أني أؤمن (بوجود) الله من غير دليل !!!!!!!!.. عجيب !!.. ولذلك فقد تم ترتيب مراتب اليقين كما جاءت في القرآن على ثلاث مراتب : 1- علم اليقين (كأن أستدل بشواهد كثيرة أكيدة على وجود مشروب اسمه العسل مثلا : ولم أكن أعرفه من قبل) 2- عين اليقين (وهو أن أرى ذلك العسل بنفسي أمامي بالفعل) 3- حق اليقين (وهو أن أشرب ذلك العسل بالفعل فيتحقق فيه كل ما علمته ورأيته من قبل) .. إذا ًأستاذ هشام : ففرق الإنسان المؤمن عن الملحد : أن المؤمن يستخدم عقله الذي وهبه الله تعالى له في الاستدلال بدلائل على وجود شيء : لم يره !!.. وأما الملحد : فبرغم أنه يفعل نفس الشيء في حياته اليومية (فتجده يستدل على مرور سيارة من آثار إطاراتها ويستدل على وجود صانع للتلفاز بالنظر في إحكام صنعته ورغم أنه لم يره إلخ) : وكل ذلك إيمان منه بالغيب الذي لم يحضره ولم يره بعينه ولكنه عندما يتعلق الأمر بالله تعالى : يستنكر الملحد ساعتها الاستدلال والإيمان بالغيب وكل البديهيات !!!..
---------------

17...
....### رابعا ### وأما ما أثار عجبي أستاذ هشام منك صراحة : فهو تساؤلك الغريب التالي إذ قلت - واسمح لي بالاقتباس المطول من كلامك - : "" في اعتقادي الشخصي يا عزيزي فإنَّ قضيَّة وجود أو عدم وجود خالق هي قضية ثانوية وليست مهمَّة على الإطلاق، فمن السفه أن يبذل أحدنا جهدًا ووقتًا في سبيل البحث حول "من هو مخترع سيارة تويوتا" والبحث عن السيرة الذاتية لهذا المخترع ومعرفة أدق التفاصيل عن حياته وسماته الشخصية وأكلته المفضله وأين كان يقضي عطلته الأسبوعية، فهذه المعلومات (رغم أنها قد تكون مفيدة من حيث كونها معلومات عامة لا أكثر) إلا أنها في الحقيقة لا تخدم في كثير أو قليل في استفادته الشخصية من سيارته التويوتا التي يرغب في شرائها، وبالتأكيد فإنها ليست معلومات مطلوبة في كلية الهندسة قسم الميكانيكا، أو أي معهد فني لميكانيكا السيارات، فبالإمكان فعلًا أن يصبح أحدنا مهندسًا ميكانيكيًا بارعًا دون أن يُلم بهذه المعلومات، وربما يبرع أحدنا في صيانة سيارات التويوتا دون أن يضطر لمعرفة اسم مخترع السيارة أصلًا، فالمهم (في هذه الحالة) هو معرفة القوانين والمبادئ الأساسية في ميكانيكا السيارات وكيفية عمل المحركات. فسواء عرفنا أن مخترع تويوتا هو كيشيروا تويودا أم لم نعرف؛ فالحقيقة أنَّ سيارات تويوتا موجودة، وهذا هو المهم، ولكن سوف يصبح من الأهمية بمكان معرفة اسم هذا المخترع، لو اكتشفنا أنَّه صمم سياراته بحيث تكون قابلة للانفجار عند سرعة (120كلم/ساعة) حتى نتمكن من محاسبته قانونيًا لما تسبب به اختراعه هذا من وفاة مستخدميها، حتى لو عرفنا لاحقًا أنه فعل ذلك بقصد الحد من تجاوز هذه السرعة لخطورة القيادة بسرعة جنونية(!) "" أقول : الذي جعلك (اهتممت فجأة) بمعرفة اسم الصانع لمحاسبته : كان يمكنك أن تفترض في نفس مثالك شيئا آخرا يبعثك على معرفة الصانع واسمه : ولكن ليس لمحاسبته هذه المرة كما افترضت أنت ولكن : لأنه هو الذي سيحاسبك وكما نفترض نحن !!!!.. إذ : تخيل أنك تشتري سيارة تيوتا وتجد مكتوبا عليها تحذير عن كذا وكذا والسرعة كذا والحزام كذا والمرآة كذا إلخ : وإذا خالفت كل ذلك فإن صاحب السيارة - أو منتجها أو مخترعها - سيعاقبك : وهذا شرط لتركب سيارته رغم أنه ملكك إياها !!!.. إذا ً: قضية معرفة الخالق والصانع هي محورية أستاذ هشام : بمعرفة الزاوية التي تنظر إليها !!!.. وهنا لا يسعني إلا أن أقول : سبحان الله العظيم ..! أنت لا ترى في الدنيا والحياة إلا صنعة ًتحاكيها وتستفد منها : رغم أنك تنسبها للصدفة العمياء أو المادة الصماء !!!.. أولست تجد ذلك غريبا أستاذ هشام ؟؟.. أن تجد العلماء (يلهثون) في دراسة مخلوقات ومنتوجات (الصدفة والعشوائية) : بدءا ًمن قوانين كونية وثوابت غاية في الدقة والإحكام : وانتهاءً بمخلوقات حية تحتوي ما صار يقتبس منه العلماء الأفكار ويحاكونها في إعجازات خلقها وخصائصها (التوجيه بالموجات الصوتية مثل الحوت والدولفين والخفاش ! عمل وهندسة السدود من القندس ! مقاومة البرودة الرهيبة من الدب القطبي والبطريق ! الطيران وتقنياته من الطيور والحشرات ! التوليد الكيميائي للكهرباء والإضاءة بأقل التكلفة من الحشرات المضيئة ! إلخ إلخ إلخ ولو جلست لأعدد للصباح لن أستطيع الإيفاء) !!.. فهل لا ترى كل ذلك غريبا أستاذ هشام ؟؟!!.. أن يكون هدفك من الحياة والدنيا أن تدرس وتستفيد وتحاكي : ما صنعه الله تعالى أصلا ًلك : ليدلك عليه من جهة : وليفيدك من جهة : فانشغلت بالهدية عن الذي أهداها إليك !!!.. فهل تعتبر ذلك من مكارم الأخلاق أستاذ هشام ؟؟؟.. أن أحضر لك هدية (سيارة مثلا ً) : فلا تشكرني ولا تهتم حتى بمعرفة اسمي ولا من أنا ولا لماذا أهديتك ولا ولا ولا : ويصير كل همك فقط الانتفاع بالهدية ودراستها ومحاولة عمل مثلها !!!!.. اللهم حسن خلقنا وأخلاقنا بالإيمان يا كريم ...
---------------

18...
....### خامسا ### : يقول الأستاذ هشام في بادرة خير قد كررها أكثر من مرة : وأرجو أن يبت فيها أخيرا ً(عن قناعة) : "" ولكَ أن تُصدق يا عزيزي أنَّه ورغم قناعتي بأزلية المادة مثلًا، إلا أنَّ هذا لا يُشكل (بالنسبة إليّ) أي إثبات حقيقي لنفي وجود خالق؛ بل على العكس تمامًا فإنَّ أزلية المادة قد تكون مبررًا لوجوده، فهي قد تبرر لفاعلية الذات الإلهية (الخالق) في الأزل؛ على أنَّ هذا الأمر كذلك ليس يقينيًا "" : أقول : هو بالفعل ليس يقينا أستاذ هشام : لأن الأزلي واحد فقط هو الله سبحانه .. وأما فرضك لقدم مخلوقاته معه : فهو لا يتعدى مفهوم المالانهاية - 1 !!!.. فالله تعالى هو الأول وليس قبله شيء .. أعود فأقول : نحن لا نريد منك أستاذ هشام أن (تسايرنا) في مسألة وجود (خالق) !!.. فما أسهل من أن أقول لك (ومن أول مداخلة عندما رأيتك تميل للحوار عن الألوهية أكثر من الربوبية) : أن أقول لك : حسنا أستاذ هشام : فلنتحدث عن الألوهية ولنتجاوز عن الربوبية والاعتراف بخالق من عدمه أو نضعها جانبا الآن !!!.. أقول : لم و(لن) أفعل ذلك أستاذ هشام : لأني أثق في عقلك وأنك تستطيع تمييز الحق الظاهر من الباطل الظاهر !!.. ووالله : لو جلست لعدد غير محدود من السنوات لتقنع عاقلا بأن مادة مجموعة في نقطة ثم توزعت وتفرقت وتفتت (هكذا بغير فاعل جمعها ولا فاعل شتتها) : ثم في تفرقها نراى كل مجموعة منها تجتمع من جديد (مجرات - مجموعات - نجوم) لتنضغط المواد فيها وتتباعد وتنضغط وتتباعد - ومع كل انضغاط وتجمع تحتاج لفاعل ولشغل - : ومن غير فاعل أيضا : ما صدقك !!!.. ومن هنا أشير لك أستاذ هشام إلى معنيين هامين وهما : الممكن والمستحيل !!!.. فنحن - كمؤمنين - نؤمن بغيب : ممكن (لأننا نؤمن بخالق حكيم عليم مريد قادر أخفى نفسه عنا : وذلك ممكن) .. وأما أنت - وكل منكر للخالق - فيستبدله بإيمان بغيب ولكنه : مستحيل (لأن كل غيب الملاحدة يحطم البديهيات المنطقية والعقلية تحطيما .. وهي للتقريب تساوي من يقول : 1+ 1 : لا تساوي 2) !!!.. والله المستعان .... ### سادسا ### وهو تعليق سريع على طعنك - على الهامش - في نظرية التصميم الذكي ودفاعك في المقابل عن نظرية النشوء والارتقاء .. أقول : بالنسبة للتصميم الذكي : فهي لا تعتمد على رفض أزلية المادة كما تتصور أستاذ هشام !!.. ولكنها تعتمد على مجموعة من الأدلة (الدامغة) التي تنفي ظهور الكون والمخلوقات (صدفة) أو من مادة (صماء) لا عقل لها !!!.. وهذه الأدلة التي تعتمد عليها نظرية التصميم الذكي كثيرة .. منها التوافق الدقيق للكون .. والتعقيد الغير قابل للاختزال .. والتعقيد المتخصص إلخ .. ودعني أعطيك مثالا أو اثنين أو ثلاثة أو حتى أربعة - ولاحظ أنك لم تعلق أو تعقب على ما نقلته لك سابقا من التوافق الدقيق للكون ! - 1 المثال الأول : هو في تكامل التزاوج بين الرجل والمرأة !!.. هل يمكنك أن تنفي الغائية المسبقة في كل تفصيلة معجزة من تفصيلاته ؟!!.. بدءا ًمن تركيب الحيوان المنوي والبويضة وآليتهما لإتمام التلقيح : ومرورا بميكانيزم الحركة والتغذية إلى الرحم وفيه : وانتهاء بالتخليق المعجز للجنين والتباين المذهل لخلاياه : كل ٌفي مكانه الذي كتبه الله له : ثم الولادة وما فيها ؟؟!!.. 2 المثال الثاني : ظهور اللبن لرضاعة الوليد في الثدييات ؟؟.. - هل تعرف أن بعض دعاة التطور قالوا أنه تطور عن العرق ولحسه !.. 3 المثال الثالث : الأجنحة في الطيور : والتي يستحيل تطورها تدريجيا بآليات التطور الهزلية الخيالية لأنها ساعتها ستنقض نفسها بنفسها لأنه سيُفترض ساعتها القضاء على الجناح لعدم فائدته قبل اكتماله !!!.. إذا ً: إما أنه ظهر فجأة وأبقاه الانتخاب الطبيعي لفائدة الطيران : وإما أنه تدرج في التطور : وساعتها لم يكن ليستمر لأنه لا فائدة للجناح ما لم يكون مكتملا كله مرة واحدة !!!.. 4 المثال الرابع : التعقيد الرهيب في الحمض النووي والذي أعجز أعتى الملاحدة - كأنتوني فلو إن كنت سمعت عنه - .. والمعضلات بالعشرات التي يطرحها في وجه الصدفة والإلحاد !!!.. وإلا : كيف يتم ترجمة لغة الشيفرات والجينات وفهمها على أنها أوامر لها معاني : وهي في الحقيقة مجموعة من المركبات الكيميائية والعناصر التي لا معنى لها ؟!!.. مَن الذي وضع تلك المعاني والشيفرات للدرجة التي يعترف بها ريتشارد داوكينز نفسه بأنه قد يقبل فكرة أننا من صنعة مخلوقات فضائية : قد نجد توقيعها بداخل الخلية الحية !!!.. - راجع فيلم المطرودون لو كنت تعرفه - أيضا : كيف ينشأ (بالصدفة) : نظام يعالج أخطاء نفسه بنفسه ؟!!!.. إلى آخر هذه النواسف لخرافة الصدفة من جذورها - لي موضوعين كاملين في نقض الصدفة والتطور لا أعتقد أنك ستسعد إذا نقلتهما لك هنا :) الأول باسم : هدم أسس الإلحاد .. والثاني باسم : ما يجب أن تعرفه عن نظرية التطور -
---------------

19...
...### سابعا ### : وأما بالنسبة لتجربة يوري وميلر أستاذ هشام - ولا أعرف صراحة سر تمسكك بالاحتجاج بها رغم سقوطها منذ زمن وباعتراف التطوريين أنفسهم ! - أقول : لا بأس من سد هذا الطريق عليك أيضا - ولا تؤاخذني في دعابتي أحيانا في الكلام لتخفيف حدة الحوار :) - أقول : أول دحض يدحض دفاعك عنها : هو أنك تحججت بأن (فشلها) كان بسبب نقص المعلومات عن جو الأرض ساعتها : وأقول لك : قد مضى على التجربة اليوم يا أستاذ هشام ما يقارب الستون عاما تقريبا (1953 - 2013) والسؤال : وطالما قد عرف العلماء الجو الأقرب لجو الأرض حينها وبعكس ميلر : لماذا لم يتم تكرار التجربة وإعلان نجاح تكون (بروتينات أو بوليمرات) حقيقية مما تعرفه أبسط مكونات الخلية الحية ؟؟!!!.. ولو حتى بروتين متوسط التعقيد ؟؟؟.. لماذا خزلتهم الصدفة يا أستاذ هشام دوما - وإلى اليوم - ؟؟؟.. وهنا .. وقبل أن أجيبك أنا - عمليا - ببيان استحالة تكون بروتين متوسط صدفة - وبالأرقام التعجيزية :) - أحب أن أنقل لك النقلين التاليين : النقل الأول هو من عدد فبراير 1998م من مجلة الأرض EARTH المعروفة أصلا بمناصرتها لنظرية التطور : حيث نشرت التصريحات التالية في مقالة بعنوان بوتقة الحياة : "يعتقد الجيولوجيون الآن أن الجو البدائي قد تكوّن في معظمه من ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين، وهما غازان أقل تفاعلاً من تلك الغازات التي استُخدمت في تجربة عام .1953 وحتى إذا أمكن لجو ميلر أن يحدث، كيف يتسنى لك أن تجعل جزيئات بسيطة مثل الأحماض الأمينية تمر بالتغيرات الكيميائية اللازمة التي ستحولها إلى مركّبات أكثر تعقيداً أو بوليمرات مثل البروتينات؟ ميلر نفسه عجز عن حل ذلك الجزء من اللغز، وقد تنهد قائلاً بسخط: »إنها مشكلة«؛ »كيف تصنع البوليمرات؟ لا يتم هذا الأمر بكل هذه السهولة " !!!.. المصدر - Earth, «Life’s Crucible», February ,1998 p.34 .. وأما النقل الثاني : فهو من عدد مارس من مجلة »ناشيونال جيوغرافيك« حيث نشرت مقالة بعنوان «ظهور الحياة على الأرض : جاء فيها اعترافهم : " إن العديد من العلماء الآن يشكّون في أن الجو البدائي كان مختلفاً عمّا افترضه ميلر في البداية. إنهم يعتقدون أنه كان متكوّنا من ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين بدلاً من الهيدروجين والميثان والأمونيا. وهذه أخبار سيئة للكيمائيين؛ فعندما يحاولون أن يشعلوا شرارة في ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين، سيحصلون على كمية تافهة من الجزيئات العضوية تكافئ إذابة قطرة من ملوّن طعام في ماء بركة سباحة. وهكذا يجد العلماء صعوبة في تخيل أن الحياة قد نشأت من مثل هذا الحساء المخفف " !!!.. المصدر - National Geographic, «The Rise of Life on Earth», March ,1998 p.1.68 .. والآن .. تعال معي أستاذ هشام لأعرض عليك - إن لم تكن تعرف - معضلة تكون البوليمرات أو البروتينات التي اعترف ميلر بعجزه أمامها !!!.. أقول .....
---------------

20...
توجد ثلاثة شروط لتكوين بروتين مفيد (والبروتينات هي الوحدة الفاعلة في الخلية ونشاطها الحيوي) : الشرط (1) أن تكون جميع الأحماض الأمينية في سلسلة البروتين هي من النوع الصحيح وبالتتابع الصحيح .. الشرط (2) أن تكون جميع الأحماض الأمينية في السلسلة هي يسارية الرابطة (عسراء) .. الشرط (3) أن تكون جميع هذه الأحماض الأمينية متحدة فيما بينها من خلال تكوين ترابط كيميائي يسمى "ترابط الببتايد" .. والآن .. تعالى معا لنرى احتمالية كل شرط من الشروط الثلاثة السابقة ثم مجموع الاحتمالات الثلاثة معا .. فإذا أخذنا مثلا جزيء متوسط يحوي 500 حمض أميني فقط : فاحتمالية الشرط (1) وهو أن تكون الأحماض الأمينية موجودة بالتتابع الصحيح : فيوجد لدينا عشرون نوعاً من أنواع الأحماض الأمينية تُستخدَم في تركيب البروتينات .. إذا ًاحتمالية أن يتم اختيار كل حمض أميني بالشكل الصحيح ضمن العشرين نوعاً هذه = واحداً من 20 .. وعليه تكون احتمالية أن يتم اختيار كل الأحماض الخمسمائة بالشكل الصحيح = (1/20) أس 500 = 1/(10 أس 650) ...! وأما احتمالية الشرط (2) وهو أن تكون الأحماض الأمينية كلها يسارية الرابطة (عسراء) = احتمالية أن يكون الحمض الأميني الواحد أعسر = 2/1 .. ثم احتمالية أن تكون جميع الأحماض الأمينية عسراء في نفس الوقت = (1/2) أس 500 = 1/(10 أس 150) ...! وأما احتمالية الشرط (3) وهو اتحاد الأحماض الأمينية بترابط الببتايد : فمن المعلوم أن الأحماض الأمينية تتحد معاً بأنواع مختلفة من الترابطات الكيميائية.. ولكي يتكون بروتين مفيد : فلا بد أن تكون كل الأحماض الأمينية في السلسلة قد اتحدت بترابط كيميائي خاص يسمى "ترابط الببتايد" .. ويتضح من حساب الاحتماليات أن احتمالية اتحاد الأحماض الأمينية بترابط كيميائي آخر غير الترابط الببتيدي هي خمسون بالمئة .. وفيما يتعلق بذلك تكون احتمالية اتحاد حمضين أمينيين بترابطات ببتايدية = 1/2 .. وتكون احتمالية اتحاد جميع الأحماض الأمينية بترابطات ببتيدية = (1/2) أس 499 = 1/(10 أس 150) ...! وهكذا تكون المحصلة النهائية للاحتمال الكلي لتكون بروتين متوسط (صدفة) = 1/(10 أس 650) × 1/(10 أس 150) × 1/(10 أس 150) = 1/(10 أس 950) !!!!.. وهو يعني الرقم مليار (يعني ألف مليون) : مضروبا في نفسه 105 مرة (أي 105 مليار مرة !!) .. وهو رقم مذهل .. ولو استخدمنا مليارات المليارات من الكمبيوترات بسرعات مذهلة لمحاكاة هذه الاحتمالات : فلن يكفيها عمر الكون كلّه لإنتاج بروتين واحد بالصدفة !!.. أي حتى لو افترضنا يا أستاذ هشام أن المحاولات تتمّ بسرعة تساوي سرعة الضوء (أي بمقدار 300 مليون محاولة في الثانية الواحدة) : فإن هذا لن يغير شيئا ًذا قيمة في هذا الرقم الرهيب الذي معنا ..! حيث فقط : سيقل عدد المليارات المضروبة في بعضها من السنوات : بمقدار مليار واحد !!!!.. بل .... سنفترض أننا نستخدم جهاز كمبيوتر لمحاكاة هذه العملية : وأنه يعمل بسرعة مليار جيجا هرتز (أي مليار مليار نبضة في الثانية الواحدة) : وهو الغير موجود أصلا ً:) : وسنفترض أن كل نبضة : ستـُحسب احتمالا ً(وهذا مستحيل بالنسبة لعمل الكمبيوتر : ولكننا سنفترضه) .. فالعجيب : أن هذا أيضا لن يُغير شيئا ذا قيمة في الرقم الرهيب الذي حصلنا عليه ..! حيث سيقل فقط عدد المليارات المضروبة في بعضها بمقدار : مليارين اثنين !.. أي أننا ما زلنا نتكلم عن أزمان : خارج حدود هذا الكون أصلا ًذي الـ 15 مليار سنة في العمر تقريبا !.. فكيف به إذا قارناه بعمر الأرض والذي يقدره العلماء بحوالي 4.6 مليار سنة فقط ؟؟!!!.. هذا كله : لاحتمالية تكون بروتين واحد فقط صدفة : من النوع الوسطي وليس من البروتينات الطويلة أو المعقدة !!!.. فماذا لو أردنا أن نحسب بروتينات بكتيريا واحدة بسيطة (صدفة) كما تدعي أستاذ هشام ؟؟.. أقول : قام روبرت شابيرو (أستاذ الكيمياء بجامعة نيويورك وأحد الخبراء في مجال الحمض النووي) بحساب احتمال التكوين العرَضي لألفَي نوع من أنواع البروتينات الموجودة في بكتيريا واحدة (حيث يوجد 200 ألف نوع مختلف من البروتينات في الخلية البشرية !) : فجاءت نتيجة الحساب كالآتي : (1 من 10 أس 40.000) ..! وهذا رقم هائل جدا ًهو الآخر (أكبر من الأول بأكثر من 40 مرة !!!) : ولا يمكن تخيله !!.. ويتم الحصول عليه بوضع أربعين ألف صفر : بعد الرقم 1 !!!.. المصدر - Robert Shapiro, Origins: A Sceptics Guide to the Creation of Life on Earth, New York, Summit Books, 1986. p.127 .. وكذلك قد أدلى تشاندرا ويكراماسنغي (أستاذ الرياضيات التطبيقية والفلك بالكلية الجامعية في كارديف - ويلز) بالتعقيب الآتي في نفس السياق : " تتجسد احتمالية التكوين العفوي للحياة من مادة غير حية : من احتمال واحد ضمن احتمالات عدد مكون من الرقم 1 : وبعده 40.000 صفر !!... وهو رقم كبير بما يكفي لـ : دفن دارون ونظرية التطور بأكملها !.. وإذا لم تكن بدايات الحياة عشوائية : فلا بد أنها قد نتجت عن عقل هادف " !!.. المصدر - Fred Hoyle, Chandra Wickramasinghe, Evolution from Space, New York, Simon & Schuster, 1984, p. 148
---------------

21...
....### ثامنا وأخيرا ً### : وهو تعليق على كلامك الغريب جدا التالي أستاذ هشام - وكأنك لم تسمع من قبل عن إنجاز العالم باستير في التعقيم والبسترة !! والتي قضى بها نهائيا على خرافة نشوء الحياة من الجمادات أو خرافة التوالد التلقائي !!.. حيث كان يُظن مثلا ًأن الحشرات : تنشأ من بقايا الطعام !!.. ويُظن أن الفئران : تنشأ من الشعير !!.. ويُظن أن البكتيريا : تنشأ من الجمادات !!.. ويُظن أن اليرقات والديدان : تنشأ من قطع اللحم !!.. - فتقول يا أستاذ هشام : "" وعمومًا إمكان وجود حياة بقانون الصدفة هو أمر مُثبت فالطحالب وبعض المتعضيات وبعض أنواع البكتيريا والسرخسيات (اللابذرية) قد تنشأ فقط عند توفر الظروف المناسبة لوجودها، ولهذا قد نرى بعض الطحالب والحشائش في أحواض الغسيل وقد تنمو بعض السرخسيات على الجدران، وبالإمكان فعلًا أن تتحوّل المواد غير العضوية إلى مواد عضوية فما يُعرف بعملية التخليق الضوئي هو جانب تطبيقي لهذه الفكرة؛ فهذه العملية تقوم بتحويل المواد غير العضوية (الماء وثاني أكسيد الكربون) إلى مواد عضوية "" !!!.. أقول : بالنسبة لظهور الطحالب والسرخسيات والمتعضيات عند توافر الظروف : فلا تعليق يا أستاذ هشام على كلام ٍمضى على نقد دلالته على نشوء حياة من لا حياة يا رجل أكثر من 100 عام !!!!!!!!!.. فأنا عندما أهمل في نظافة بيتي : فأجد الصراصير والنمل والبق والعته وقد ظهرت في أرجائه : فلا أقول أن البيت قد خلق حياة ً!!!.. أو أقول أن توافر ظروف النتانة قد (خلقت) نملا وصراصيرا وبقا وعته !!!.. وكذلك الأمر إذا فقست بيوض الحشرات فوق المزابل بتوافر الغذاء ودرجة الحرارة : فلا أقول أن (الحياة) نشأت من الجماد !!!!.. فأرجو مراجعة معلوماتك جيدا يا أستاذ هشام رجاء .. وأما تعليقي الأخير : فأخصصه لتساهلك لأكثر من مرة في قولك بإمكانية تحول مواد غير عضوية إلى عضوية !!!.. أقول لك يا أستاذ هشام : إذا تأملت في مكونات الخلية من مواد : تجدها مثلها مثل باقي مواد الطبيعة ولا فرق : كربون نيتروجين فوسفات إلخ إلخ إلخ .. حسنا ً: ما (((أو مَن))) الذي بث في هذه التي بداخل الخلية الحية الوعي والإرشاد والهداية والإلهام : لتتصرف بأوامر - لاحظ أني أتكلم عن جزيئات كيميائية عضوية لا وعي لها - : فتتحرك بمقدار وتفهم وتقرأ وتميز بل : وتصحح لنفسها الأخطاء والنسخ وتستبدل وتستبعد إلخ إلخ إلخ ؟!!.. ألا ترى في ذلك إعجازا من خالق حكيم مدبر عليم يا أستاذ هشام ؟!!!.. ولنأخذ مثالا هنا الشيفرة الوراثية في الحمض النووي .. وسأسلك سؤالا - وكمثال فقط للتقريب - .. هل يمكنك قراءة الكلام التالي وفهم معناه وما أريد أن أقوله لك : xhlgh kl f,; dk'uH lhai `hjsH hd jpls ,g ؟؟.. هل فهمت منها شيئا ؟؟.. أعتقد أن لا .. حسنا .. لقد كتبت لك عبارة : " لو سمحت يا أستاذ هشام أعطني كوب من الماء " !!!.. ولكني كتبتها على لوحة المفاتيح بدون أن أغيرها إلى العربية !!!.. فإذا وضعت الحرف العربي المقابل لكل حرف إنجليزي على نفس الزر من لوحة المفاتيح : ستحصل على المعنى .. والسؤال هنا هو : كل الإعجاز الإلهي في الشريط الوراثي للكائنات الحية من أبسطها إلى أعقدها : هو بلغة الأربعة قواعد النيتروجينية ATGC .. حيث عند فرده لقراءة تتابعاته وأوامره : نجده كالتالي مثلا ً: AATGGCTAGGCTGAGCATTAGATCG وهكذا ... وهو ما أرهق الإنسان نفسه (العاقل !) ليفك عددا من شيفراته ومعانيها : هذه مختصة بلون العين : هذه مختصة بلون البشرة : هذه مختصة بسيولة الدم إلخ .. السؤال الآن لك أستاذ هشام : كيف يمكن للبروتينات وللجزيئات التي تتكون من ذرات مادية : لا عقل لها ولا وعي ولا حرية إرادة - لأن الإنسان يُخضعها بسهولة لتجاربه ولقوانينه في معمله - : كيف لها 1- أن تبدع هذا النظام من التشفير الرباعي (واختيار الرباعي هنا وحده له إعجاز لا مجال لذكره الآن) 2- فهم هذا التشفير !!!!.. 3- العمل بمقتضى أوامره ...! 4- تصحيح أخطائه عند النسخ !!!!!!!!!.. يقول عز وجل ربي وربك وخالقي وخالقك يا أستاذ هشام : " الذي أعطى كل شيء خلقه (أي هيئته وصورته وخلقته) ثم هدى (أي ثم هداه للتصرف بمقتضى تلك الخلقة) " !!!.. فهل ما زلت ترى أن هذا الكون والمخلوقات هي نتيجة الصدفة والعشوائية ؟؟.. أم أنك تنتقل إلى صف الربوبية (عن اقتناع) معنا الآن يا أستاذ هشام ؟؟؟..