الصفحات

الأربعاء، 10 أبريل 2013

نظرات في لغة الاحتمالات ..

بسم الله الرحمن الرحيم ...
الإخوة والأخوات ...

إنه لمَن المحزن أن يعتقد الكثير من العوام - في الخارج أيضا وليس عوام المسلمين فقط - :
أنه طالما صدر القول من رجل علم - من المفترض - أو صدرت الكتابة مُزيلة بمراجع علمية - من المفترض - : فإن ذلك يعني أن (( توقف )) عقلك عن التفكير أيها العامي !!!..
وهذا من الخطأ بمكان .. وذلك لأنه هناك بديهيات عقلية ومنطقية قد جعلها الله تعالى في فطرة كل إنسان : هي كالمراجع الثابتة له في أي قضية فكرية إذا شاء ..
ولو اتبع الناس جميعا تلك البديهيات والله : لما وجدت باطلا يظهر ولا يتبختر !!..
ولكنه الجهل .. أو الهوى .. أو الخوف .. أو الثقة الزائدة فيمَن تسموا بالعلماء أو اتشحوا برداء العلم ..

ولعله مما يطيب لي ذكره ها هنا .. هو أن كثيرا منا قد يفكر في اختراعات أو أشياء : ثم يجد أن هناك من ((العلماء)) مَن سبقوه إلى تلك الأفكار أو الاختراعات بالفعل !!!.. أو حتى تبقى أفكاره واختراعاته حبيسة رأسه وحبيسة الإمكانيات : إلى أن يصل إليها غيره ممَن لديه إمكانيات فينفذها ..!!
إذا ً: المعرفة وطريق العلم واستخدام البديهيات ليست حِكرا على أحد ...
ومن الطريف أنه كان لي صديق طفولة متفوق ما شاء الله - قد صار صيدليا فيما بعد - ..
وفي إحدى سنوات الدراسة الثانوية - وكنا في فصل المتفوقين معا - : 
استطاع اكتشاف إحدى المتتاليات الرياضية !!!..
فلما ذهب بها إلى أستاذ الرياضيات وقتها : 
تعجب الرجل !!.. وأخبرنا أن هذه المتتالية بالفعل موجودة باسم كذا - لا أتذكرها الآن للأسف - : وأننا سندرسها في كلية الهندسة إذا دخلناها !!!..
وبالطبع اكتشاف المتتاليات لم يكن بالمعجزة ولا بالذي يحتاج لكثير عبقرية ولكن : 
كثير من التدبر والملاحظة والتتبع والاستقراء .. وعدم الاكتفاء بدور المتلقي السالب أو المتفرج الحافظ !!..

أعلم أني قد أطلت عليكم ...
ولكني صراحة ًكنت أود الكتابة في هذا الموضوع - الاحتمالات - منذ فترة طويلة : وذلك بطريقة مختصرة ومبسطة جدا كما تعودت معكم : وذلك لغرض تنبيه الغافلين للتدليسات الكثيرة التي يسوقها الملاحدة وأشباههم في زي لغة الاحتمالات والعلم والمنطق والعقل :
وكل ذلك منها براء !!!...

ولكن وقبل أن أستعرض معكم السبب الرئيسي الذي دفعني للتعجيل بكتابة مثل هذا الموضوع : سأبدأ أولا في ذكر بعض المباديء الذهنية البسيطة جدا في الاحتمالات : 
والتي قد لا يلتفت إليها الكثيرون للأسف ..!!
فأقول والله المستعان ...
----------------

1))
الفرق بين عشوائية احتمالات الطبيعة .. وعشوائية احتمالات النظام ..!


وهذا الفرق : كثيرا ما يتجاهله الملاحدة ولا يذكرونه في كلامهم وكتاباتهم .. وللأسف الشديد : يمر على الكثير من القارئين لهم أيضا من العوام والبسطاء ..
ولكي أوضح الفرق أقول ...

كلنا نعلم حجر النرد (أو حجر الزهر) المكعب : وبوجوهه الستة ذات الأرقام من (1) إلى (6) :



والآن ....
عندما يسأل سائل مثلا عن احتمالية رمي حجر النرد لمرة واحدة : ويظهر لنا الوجه ذو الرقم (2) ؟؟..
فيرد عليه الراد بقوله : أنه حسب لغة الاحتمالات (النظامية) : فاحتمال ذلك هو 1 من 6 مرات ...
والسؤال الآن ...
هل هذه الإجابة تعبر فعلا عن عمليات الطبيعة العشوائية والصدفية البحتة : واحتمالاتها ؟!!!..
أم أنها تمثل فقط لغة الاحتمالات (النظامية) كما تعمدت وصفها أي :
عمليات الاحتمالات التي يقودها نظام مبرمج على استبعاد الاحتمالات (المتكررة) ؟؟..

أقول :
في لغة الاحتمالات (النظامية) للحصول على الوجه ذي الرقم (2) - وهي الاحتمالات الرياضية وعلى الأجهزة الحاسوبية - :
فإنه مع كل احتمال خطأ (كالحصول على الأعداد : 1 - 3 - 4 - 5 - 6) : يتم استبعاده (آليا ً) من الاشتراك في باقي الاحتمالات من جديد ..
وبذلك : ينحصر بالفعل احتمال الحصول على وجه الرقم (2) : في الذي يليه من باقي احتمالات 1 من 6 فقط ..

ولكن في احتمالات الطبيعة العشوائية والصدفية : 
فالأمر لا يسير بمثل هذه النظامية الرياضية البحتة !!!.. بل يمكننا أن نرمي حجر النرد في الست مرات :
ولا نحصل إلا على نتائج أوجه الأعداد التالية مثلا : (1- 6 - 5 - 4- 4 - 6) !!!..
حيث نلاحظ تكرار ظهور احتمالية وجه الرقم : 6 و 4 .. كل منهما مرتين ..!! وغياب تام للاحتمالين 2 و 3 !!.. 
بل :
ويمكن أن تتكرر احتمالية رقم ما مثلا : 3 مرات !!!.. أو حتى 4 من الـ 6 مرات التي سنرمي فيها حجر النرد !!..
والحقيقة :
أنه لا شيء ولا علاقة رياضية ثابتة وصريحة ومباشرة : تستطيع أن تضبط لنا هذه الاحتمالات الطبيعية والعشوائية والصدفية : الغير نظامية !!!!..
فكما أنه يمكن أن نحصل على احتمالية الحصول على الوجه (2) من أول مرة نرمي فيها النرد (ولن نحتاج حتى لباقي الـ 6 مرات) :
فيمكننا كذلك بالعشوائية والصدف : أن نرمي حجر النرد لأكثر من 20 مرة أو 30 مرة أو أكثر : ولا نحصل على وجه الرقم (2) مطلقا !!!..

فهذا هو الفرق ببساطة بين : 
عشوائية احتمالات الطبيعة .. وعشوائية الاحتمالات النظامية ..! 

وبما أن الذي يهمنا في هذه القضية هو الاحتمالات بين الكفر والإيمان .. بين العقل وجنون الإلحاد :
فنبشرهم بأن كل ما يتعلق به كلامهم هو عن (الطبيعة) العشوائية والصدفية !!!!..
وذلك لأنه ليس هو النظام أو الكمبيوتر الذي سيدير الاحتمالات الوهمية لظهور الكون صدفة !!.. وليس هو النظام أو الكمبيوتر الذي سيدير الاحتمالات الوهمية لظهور البروتين الواحد صدفة أو الخلية أو الإنزيمات إلخ إلخ !!!..

والكلام بمعنى آخر :
حتى مع الأرقام المهولة لنسب احتمالات هذه الخرافات - والتي تعدت المستحيل الرياضي نفسه (1 في 10 أس 50) وتطلبت زمنا وكونا أكبر من كوننا وعمره - :
فعليهم بضرب هذه الأرقام المهولة من جديد بأضعاف مضاعفة : نتيجة التكرارات العشوائية للنتائج التي لم يتم حذفها (آليا ً) !!!..
وهذا يجرنا بدوره لنقطة جديدة :
لأن ما نتحدث عنه هنا ليس احتمالات خاصة بمتغير واحد فقط (وهو هنا رمي حجر النرد لمرة واحدة) ..
ولكن يتعلق ما يتحدث عنه الملاحدة وغيرهم : بمتغيرات كثيرة : يحاولون رصد احتمالاتها صدفة !!!!..
وتعالوا معا لنرى ....
---------------

2))
كلما زادت المتغيرات في الاحتمالات : ابتعدت النتائج المطلوبة ..


حيث في النقطة السابقة : تعرضت معكم لمتغير واحد فقط كمثال وهو :
رمي حجر النرد لمرة واحدة .. وكانت قيمة هذا المتغير تتراوح من 1 إلى 6 احتمالات ...
ورأينا فيها اختلاف نتائج الاحتمالات النظامية .. عن نتائج الاحتمالات الطبيعية أو العشوائية حيث لا يتم استبعاد المتكررات ..
حسنا ً...

وحتى مع المثال السابق عن المتغير الواحد : فالفارق قد لا يكون كبيرا بين الاحتمالات النظامية والطبيعية ..
ويحق لمَن يريد أن يقول أيضا أنه إذا ضاعفنا عدد المحاولين (أي الأشخاص الذين سيلقون بحجر النرد) لعشرين شخصا مثلا :
فالنتائج بالتأكيد ستتقلص كثيرا نحو تحقيق النتيجة المنشودة .. ألا وهي الحصول على الوجه رقم (2) من أحدهم : ومن أول مرة يرمي فيها النرد ..
أقول : كل ذلك صحيح .. وله وجه معتبر من الصحة والمنطق ..
ولكن :
هل الأمور التي يتحدث عنها الملاحدة والتطوريون وغيرهم : هي في مثل هذه البساطة وأحادية المتغيرات ؟!!..
أم أنها بلغت حدا كبيرا من التعقيد والتعدد وبما يمكن تسميته أو وصفه بـ : المتغيرات المتراكبة ؟؟؟..



في الرسم البياني التوضيحي أعلاه :
نرى علاقة طردية بين الزيادة في صعوبة الحصول على نتائج الاحتمالات المرجوة أو المطلوبة : وبين الزيادة في متغيرات الاحتمالات المدروسة !!!..
فكلما زادت المتغيرات : زادت الصعوبة واستحالت النتائج تقريبا ..
ملحوظة : الرسم البياني من صنعي .. وأعتقد أنه لو صار منحنا ًلأعلى لكان أدق  -

وهنا نقف أمام : ماذا يعني زيادة متغيرات الاحتمالات ؟؟..
أقول ..

في مثال النقطة السابقة : درسنا معا متغيرا واحدا فقط وهو : رمية حجر النرد لمرة واحدة للحصول على احتمالات ظهور وجه الرقم (2) ..
حسنا ..
ماذا لو قلنا أن المطلوب هو :
رمي حجر النرد لست مرات (هنا صار عدد المتغيرات 6) : 
والحصول في أول مرة على وجه الرقم (1) .. وفي المرة الثانية الرقم (2) .. وهكذا بالترتيب إلى المرة السادسة الرقم (6) ؟؟..

هنا ستتضاعف صعوبة الحصول على هذا الاحتمال : بقدر زيادة المتغيرات إلى 6 !!!..
فبدلا من احتمالات المتغير الواحد في المثال الأول والتي كانت تساوي = 6 :
صار لدينا الآن عددا من الاحتمالات الرياضية (النظامية) يساوي : 6 * 6 * 6 * 6 * 6 * 6 = 46656 مرة !!!..

هذا عن الاحتمالات (النظامية) كما قلت .. ولكن : ماذا عن الاحتمالات (الطبيعية) ؟؟؟؟..
والتي لا شيء فيها يحكم أو يمنع وقوع الاحتمالات المتكررة ؟؟..
لا شك أنه لا يعلمها إلا الله !!!!.. - وفي الحقيقة لا يوجد في الكون شيء اسمه صدفة أو عشوائية بمفهومهما المطلق وإنما : كل شيء مسير بقدرة الله تعالى وتقديره مهما بلغ في الصغر أو الكبر - .. أقول :

حسنا .. 
ماذا لو أحضرنا في هذه المرة عشرين شخصا أيضا : ليقوموا بنفس المحاولات ...
هل تظنون أن فارقا سيقع بين هؤلاء العشرين شخصا ؟؟..
أم أن تراكب المتغيرات وتعددها :
جعل من كل واحد فيهم وكأنه أمام الاحتمالات كلها بمفرده منعزلا في كل مرة عن الآخرين : وكأن الاختبار يجري عليه وحده : وكأن نتائج الاحتمالات تجري أيضا عليه وحده ؟؟..

ماذا لو أحضرنا بدل الشخص 1000 شخص !!!.. هل سيصنع ذلك فارقا ؟؟!!..
ماذا لو أكثر ؟؟؟..

فإذا فهمتم هذه النقطة الجوهرية الثانية في تأثير تعدد المتغيرات وتراكبها (وتراكبها هنا هو في خروج الأرقام مرتبة من 1 إلى 6 في الست رميات) : في تأثير ذلك على ابتعاد النتيجة المرجوة للاحتمالات أكثر فأكثر :
لصار من السهل على كل واحد منا فيما بعد بإذن الله تعالى : 
نقد ونقض كل تراهات الملاحدة الذين تارة : يعولون على الصدفة والاحتمالات :
ثم تارة أخرى - ولما تخذلهم أرقامها المهولة التي تتخطى المستحيل الرياضي - يحاولون التدليس في مفاهيمها للوصول إلى ما يريدون ..
وبالنسبة لهذه التارة الأخيرة :
فقد كانت هي سبب دفعي للتعجيل بكتابة هذا الموضوع بعد انتظار ...
والتفاصيل في النقطة التالية :
-----------------

3))
كشف التفافات وخداعات الملاحدة للخروج من مأزق أرقام الاحتمالات المستحيلة !!..


أقول ...
لعل كل مُطلع في مجال نقد ونقض مزاعم الإلحاد والتطور : وظهور الكون والحياة صدفة : يعرف المأزق الرقمي (بلغة الاحتمالات النظامية) : والذي تحطمت عليه أمال القوم وخرافاتهم وأساطيرهمللتملص من حقيقة الله الخالق سبحانه ...
ورغم أن مشكلة ظهور الكون والحياة تعد جريمة عقلية بكل المقاييس إذا تم اختزالها فقط في مجرد احتمالات وتوافقات : وإبعادها وتفريغها من أي حكمة وتدبير وعلم وتقدير وقدرة لم يكن ليظهر الخلق إلا بهم :
إلا أننا ( وتنزلا فقط مع الملاحدة وأشباههم ) : نجاريهم في مناقشة لغة الاحتمالات ...
ولعل أشهر معضلاتهم في ذلك المجال : هو الخروج برقم كلي لاحتمالية ظهور الحياة على الأرض من كل هذا الكون وهو : ( 1 في 10 أس 123 ) !!!!.. وهو الرقم الذي قام بحسابه العالم الفيزيائي روجر بنروز .. 
Roger Penrose.The amperors new Mind.1989.michael Denton natures desting .Thenew york :the free press 1988.p.9

وهو رقم رهيب ناتج عن متغيرات كثيرة في الاحتمالات : ولا يمكن تخيله بحال !!!.. < ولاحظوا أن الاحتمالات هنا هي نظامية !!.. وليست طبيعية !!!.. حيث بلغة احتمالات الطبيعة يتضاعف هذا الرقم لما لا يعلم مداه إلا الله !!!.. ومع العلم أن المستحيل الرياضي ينتهي عند 1 في 10 أس 50 كما ذكرنا من قبل > !!!..

وأقل من هذا الرقم الرهيب في الاحتمالية : هو رقم احتمالية تكون بروتين واحد متوسط الطول صدفة ...
ولحسابه : فإليكم المتغيرات الرئيسية التي يتوقف عليها ...
(1) 
أن تكون جميع الأحماض الأمينية في سلسلة البروتين : هي من النوع الصحيح وبالتتابع الصحيح (البروتين المتوسط الطول الذي سنضع احتمالاته الآن : سيتكون من 500 حمض أميني) ..
(2) 
أن تكون جميع الأحماض الأمينية في السلسلة عسراء الرابطة (وهذا احتمال 50 % لأنه إما ترابط يميني أو أعسر) ..
(3) 
أن تكون جميع هذه الأحماض الأمينية متحدة فيما بينها من خلال تكوين ترابط كيميائي يسمى "ترابط الببتايد". (وهذا احتمال 50 % أيضا لأنه إما ترابط ببتايد : وإما نوع آخر غيره) ..

فيكون مجموع الاحتمالات لتكون هذا البروتين الوسطي هي :
1/(10 أس 650) × 1/(10 أس 150) × 1/(10 أس 150) = 1/ (10 أس 950) !!!..

وهو رقم رهيب أيضا : ولكنه ليس مثل الأول الخاص بظهور الحياة على كوكب الأرض من كل احتمالات الكون ..!
والآن ... < ولاحظوا أنها كلها احتمالات نظامية وليست طبيعية > :
ماذا كان رد أحد الملاحدة في مقال طويل عريض : يحاول فيه باستماتة إنعاش أمل الإلحاد من جديد : في محاولة منه لـ ( التهوين ) من هذه الكارثة التي أصابتهم في مقتل : بل وتخطيها ومحاولة تصويرها وكأنها لا شيء !!!!.. - وكأن كل علماء الفيزياء والرياضيات والبيولوجيا الذين اعترفوا بهذه الاحتمالات المستحيلة : لا يفهمون شيئا - !!..
أقول :
ماذا كان رده ؟؟..
حيث سأقتبس جزءا منه فقط - وهو الذي يهمني ها هنا لسماجته وشدة تدليسه على العوام فيه - ..
ومن باب ما قلته في أول موضوعي : أنه ربما كان هذا الملحد لا يعترف هو كذلك بكلام العلماء إذا عارض البديهيات ..
فهل هو فعلا كذلك ؟؟؟..
تعالوا نقرأ كلامه أولا إذ يقول ردا على أحد الإخوة الذي ساق له اعترافات العديد من العلماء باستحالة هذه الاحتمالات :


رابعاً : المحاولات المتزامنة والمتسلسلة .

كما قلنا نحن لسنا بحاجة لتكوين الحياة أن نحصل على بروتين طويل من 200 أو 300 حمض أميني كما يفترض الخلقيون .
بل نحتاج إلى بيبتيد صغير من مجموعة غاديري مثلاً , أو أر إن أي بوليميرايز أو هيكسانيكليوتيد ... إلخ .
لنأخذ في هذا المثال بيبتيد من مجموعة " غاديري " هذا البيبتيد لكي يمتلك - كما قلنا - القدرة على النسخ الذاتي بأسوأ الأحوال يجب أن يتألف من 32 حمض أميني .
الآن احتمال أن نحصل على هذا البيبتيد (1/20)^32 أي مايعادل 1 على 4*10^40 .
هذا الاحتمال أكبر بكثير من احتمال الحصول على الكاربوكسي بيبتيدايز الذي يتكلم عنه الخلقيون والبالغ 1 من 10^390 كما بينا سابقاً .
ولكن هذا الاحتمال يبقى هائل الصغر و مستحيل التحقق !
الآن عند هذه النقطة من بحثنا يجب أن ننتقل إلى الخطأ التالي في حسابات الخلقيين , وهو المحاولات المتتالية و المتزامنة .
الخلقيون يفترضون ( مناقضين بهذا الافتراض لنظرية الاحتمالات ) أن المحاولات التي خاضتها المادة اللاحية للحصول على الحياة هي محاولات متتالية زمنياً , يعني هذا المادة كلها في مدة زمنية محددة تحاول مرة واحدة فقط خلال هذه المدة المحددة .
ولكن الأمر ليس كذلك ! لنوضح هذا بمثال سهل :
لنفترض أنه لدينا قطعة نقود , نريد أن نرميها 4 مرات وتحصل في جميع هذه المرات الأربعة على الوجه ذاته .
احتمال تحقق هذا الأمر هو (1/2)^4 , أي ما يعادل 1 على 16 .
الآن إذا قمتُ أنا لوحدي بهذه التجربة فقد أحتاج إلى 5 أو 7 أو حتى 15 مرة لكي تنجح معي هذه التجربة ويتحقق إحتمال ال 1 على 16 . وفي الحقيقة سأحتاج بشكل وسطي إلى 16 تقسيم 2 أي 8 مرات وسطياً .
إذا اعتبرنا أن رمي هذه القطعة 4 مرات يحتاج دقيقة مثلاً , فإني أحتاج وبشكل وسطي إلى 8 دقائق لأحصل على التسلسل المطلوب .
ولكن إذا أحضرت 16 صديقاً ومع كل صديق قطعة نقود , وقمنا بهذه التجربة جميعاً بطريقة متزامنة , فإن الزمن الوسطي للحصول على هذا التسلسل المطلوب يصبح الآن دقيقة واحدة فقط !
الآن إذا كنا نريد أن نحصل على نفس الوجه لستة مرات , فإن إحتمال حصول هذا ينخفض إلى 1 على 64 , وبالتالي أحتاج إذا قمتُ أنا لوحدي بهذه التجربة إلى حوالي النصف ساعة , وتحديداً 32 دقيقة .
أما إذا أحضرت 64 شخصاً , فبإمكاننا الحصول على هذا التسلسل بدقيقة واحدة ونصف الدقيقة !
لنصعّب الأمور أكثر , نريد أن نحصل على نفس الوجه لمليار مرة !
إحتمال حصول هذا يمكن إعتباره صفر , إلا أنني إذا طلبت من سكان الصين أو الهند جميعاً أن يقوموا بهذه التجربة سويةً فإننا بإمكاننا أن نحصل على هذا التسلسل ( بسبب الحجم الهائل لحجم العينة ) .

أقول :

فإذا فهمتم ما أوضحته لكم في النقطة 1)) و 2)) :
فلن تحتاجون لكثير نظر في كلامه وتدليساته وتلبيساته !!!!..
وانظروا كيف قفز بقياسه الفاسد من احتمالات تكون البروتين (وهي التي تعتمد على أكثر من متغير) :
إلى الاحتمالات الخاصة بالحصول على وجه قطعة نقدية - وهما احتمالين فقط - !! 
وهو مثال أسهل بكثير حتى من حجر النرد ذي الاحتمالات الستة !!!.. 
وما دري المسكين أن التعقيد في المتغيرات في الاحتمالات : لن ينفع معه تكثير العينات ولا الحالات ولا الأشخاص إلخ !
بل كل واحد فيهم : هو أمامه الطريق من أوله ليسير فيه بكامل احتمالاته : مثله مثل غيره تماما من باقي العينات أو الحالات أو الأشخاص !!..
هذا مع الوضع في الاعتبار أن (الطبيعة) :
لا تتبع لغة الاحتمالات (النظامية) !!.. وإنما الأمر أصعب وأعقد من ذلك بكثير ...

والله المستعان على كل هذا البهتان ..
والحمد لله رب العالمين ..
--------

تعقيبات ....

بارك الله في الإخوة الكرام والأخوات الذين علقوا ...
وسوف أحاول أن أجيب عن بعض الاستفسارات - مع زيادة بعض المعلومات : في النقاط التالية :

1...
مصدر الموضوع هو التجربة والملاحظة الشخصية البديهية البحتة .. ولذلك قدمت بالمقدمة التي ذكرتها ..
ومَن يعرفني عن قرب يعرف أني عندما أتولى شرح مسألة ما : فقد أستخدم مسميات حتى غير المشهورة بها ..
وإنما الأهم عندي هو الوصف الجيد للمعلومة المراد توصيلها وشرحها وتبسيطها للسامع أو القاريء ..
وأما من أراد التفاصيل والأسماء العلمية : 
فهناك موضوع مفقود للأسف للأستاذ عبد الواحد هنا في المنتدى .. أعتقد أنه تعرض فيه لما يقارب هذه المسألة ..
وأنه كلما زادت العشوائية زاد البعد عن النتائج المرجوة أصلا .. ودلل ذلك برابط فعلي لموقع يقوم بإجراء عمليات عشوائية ..
ولا أتذكر اسم الموضوع للأسف ولا رابطه ...
وأما في حالة عدم العثور عليه : فأعتقد في موضوع الأستاذ عبد الواحد : الصدفة التراكمية وجهالة داوكينز هنا :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread...E6%DF%ED%E4%D2
خير مفيد ..
ويمكن الاستزادة نظريا كذلك من الرابط المبسط التالي وتفريعاته من جانب الصفحة :
http://www.jmasi.com/ehsa/prob/prob.htm#قواعد_الاحتمال

2...
هناك جملة ذكرتها في النقطة الثالثة : وربما هي تحتاج لمزيد شرح وإلقاء ضوء حيث قلت فيها :

ورغم أن مشكلة ظهور الكون والحياة تعد جريمة عقلية بكل المقاييس إذا تم اختزالها فقط في مجرد احتمالات وتوافقات : وإبعادها وتفريغها من أي حكمة وتدبير وعلم وتقدير وقدرة لم يكن ليظهر الخلق إلا بهم :
إلا أننا ( وتنزلا فقط مع الملاحدة وأشباههم ) : نجاريهم في مناقشة لغة الاحتمالات ...
أقول :
أبسط ما يهدم خرافة ( الاعتماد على الاحتمالات ) في نشوء الكون والحياة صدفة :
هو التالي :

1- 
كما حاول الملحد افتراض ( تزامنا في المحاولات ) لتكوين بروتين واحد : نسأل : وما ( أو مَن ) هو الدافع وراء مادة الكون ومكوناتها لتقوم بالتفاعل والمحاولات والتجارب : ولا تبقى على حالتها ساكنة ؟!!!.. لأن التجارب والتفاعل تحتاج لحركة وطاقة مبذولة وشغل !!!.. فما ( أو مَن ) الذي سيقوم بدفع هذه الطاقة للعمل أو الشغل للتجريب والمحاولات ؟!!..

2- 
ولماذا نفترض إجراء التجارب والمحاولات من المادة الصماء ومكوناتها على الدوام : وليس العكس وهو ( الأسهل ) وهو الثبات والتراخي والسكون على الدوام لهذه المادة الصماء ومكوناتها ؟!!..

3- 
وهل معنى أننا نضع احتمالا : واحد إلى كذا ( ومهما بلغت ضخامة هذا الكذا !) : هل يعني ذلك أنه خاضع للوقوع بالفعل تحت تأثير الصدفة والعشوائية ؟!!..
أقول :
بل هنا مبالغة منطقية أخرى - أشد خطرا من كل ما سبق - وهي :
أنه هناك أشياء - بداهة ً- لا يمكن أن تخضع للصدفة واحتمالاتها أصلا ومهما عرضنا على السماع أو القاريء من أرقام !!..
مثال ...
هل إذا جئنا إلى سيارة : وسألنا أحد المفتونين بالصدفة والاحتمالات وقلنا له :
هل تتوقع أن تتكون هذه السيارة صدفة ؟؟؟..
والجواب :
سيكون طبعا بنعم - وهؤلاء هم مرضى العقول والأهواء - !!.. ثم سيعرض عليك أن يقترح لذلك احتمالا ...
فإذا وافقته على ذلك الخبل :
فلن يكلف نفسه ساعتها إلا أن يضع لك ( 1 ) مقابل أي رقم ضخم تشاءه !!!..
حتى ولو بلغ مليون صفر بعد الواحد من الاحتمالات !!!..
فالمهم - بالنسبة لأمثال هؤلاء - :
هو أن يضعوا ذلك الـ ( 1 ) الذي يحجزون به مقعدا في قاعة الحدوث من وجهة نظرهم !!!..
ولن يضيرهم بعد ذلك وقت أو أي شيء : فهم بارعون في التحايل على كل ذلك بالكذب والتدليس والخداع !!..

وأما العاقل :
فيعلم أن المسألة أكبر وأعقد من مجرد احتمالات صدفوية !!!..
بل السيارة أصلا لا علاقة لتكونها بالصدفة ولغة الاحتمالات بالمرة !!..
لأنها ليست مجرد أجزاء تتراص بجانب بعضها البعض أو تتداخل !!!.. وإنما هي تصميم له غاية !!!..
ومثل هذه الأشياء : من الجنون الحديث عن وقوعها صدفة أصلا !!!..

وقريب من ذلك - بل هو صورة أخرى من صور هذا الجنون - : هو ادعاء إمكانية و ( احتمالية ) ظهور قصة ما صدفة عن طريق تراص الحروف عشوائيا : أو شعر ما !!!..
فكل هذا عندما نخضعه للغة الصدفة والعشوائية والاحتمالات : فهو الجنون بعينه وانهيار لقيمة العقل والمنطق الذي كرم الله تعالى بهما الإنسان !!!..
هو كمَن يتحدث معك عن الاحتمالية التفاعلية والجينية لظهور صفات معنوية مثل السعادة والحزن والحب والكره !!!..

4-
وتبقى بعد كل ذلك المعضلة التي أثرتها في الموضوع وهي :
أن كل ما يخبرون به من احتمالات وقيمها الرهيبة : هي فقط احتمالات (نظامية) !!!.. أي خاضعة لنظام حاسوبي مثل الكمبيوتر مثلا : يقوم باستثناء ما تم تجربة احتمالاته حتى لا تقع المكررات معه في الحسبان فتستغرق وقتا أطول !!!!..
وهو ما يخالف تماما صفات الطبيعة وعشوائيتها إذا افترضنا قيامها بالمثل !!..

أيضا هناك معضلة أخرى لم أذكرها وهي :
أن بعض الاحتمالات تعتمد على تحققها ((معا)) وفي نقس الوقت لكي تنجح الصدفة المزعومة في ولادة ما يريدون !
وهذا يعني أن الخطأ الواحد في المتغيرات المتركبة : يعني البدأ من الصفر ومن جديد :
ولا يصح تخيل أنه سيتم البدء على ما سبق !!!..

5-
ولعله من المفيد هنا ذكر بعض نقولات الأخ عبد التواب في موضوع آثاره في القسم الخاص :
وذلك ردا على مَن أراد إظهار التراكب والتعقيد في المتغيرات المطلوبة للاحتمالات المذكورة لنشأة الكون أو الحياة أو البروتين الوسطي الواحد : في صورة الممكن وليس المستحيل !!.. وأراد اختزالها وتبسيطها للقراء بقياس فاسد : يكتفي فيه بإجراء احتمالات لرمي عملة نقدية لأربع مرات للحصول على نفس الوجه !!!..

يقول البروفيسور (ايدوين كونكلين) :
" إن القول بأن الحياة وجدت نتيجة (حادث اتفاقي: هو شبيه في مغزاه بأن نتوقع إعداد مُعجم ضخم نتيجة انفجار صدفي يقع في مطبعة " !!!..

ويقول العالم الأمريكي الشهير (كريسى موريسن) :
لو تناولت عشرة دراهم : وكتبت عليها الأعداد من1 إلى 10 : ثم رميتها في جيبك وخلطتها جيدا : ثم حاولت أن تخرجها من الواحد إلى العاشر بالترتيب العددي : بحيث تلقى كل درهم في جيبك بعد تناوله مرة أخرى : فإمكان أن نتناول الدرهم المكتوب عليه في المحاولة الأولى : واحد على عشرة .. وإمكان أن تتناول الدرهمين (1 - 2بالترتيب في أول مرتين : واحد في المائة .. وإمكان أن تخرج الدراهم (1 - 2 - 3 - 4بالترتيب في أول أربع مرات : هو واحد في العشرة آلاف !!!.. وأما إمكان أن تنجح في تناول الدراهم 1 إلى 10 بالترتيب في العشر مرات : هو واحد في عشرة بلايين من المحاولات !!!..
إن الهدف من إثارة مسألة بسيطة كهذه : ليس إلا أن نوضح كيف تتعقد 
(الوقائعبنسبة كبيرة جدا : في مقابل (الصدفة) " !!!..

ولقد حاول رياضي سويسري شهير هو الأستاذ (تشارلز يوجين جواي) أن يستخرج هذه المدة الصدفوية لاحتمالات خلق الكون : فانتهى في أبحاثه إلى أن (الإمكان المحض) لوقوع الحادث الاتفاقي الذي من شأنه أن يؤدى إلى خلق كون إذا ما توفرت المادة اللازمة لذلك هو : واحد على 60/10 (أي 10×10 مائة وستين مرة) !!!!.. وبعبارة أخرى : نضيف مائة وستين صفرا إلى جانب عشرة!!!.. وهو عدد هائل وصفه في اللغة !!..
إن إمكان حدوث الجزيء البروتيني عن (صدفة) : يتطلب مادة يزيد مقدارها بليون مرة عن المادة الموجودة الآن في سائر الكون !!!.. وذلك حتى يمكن تحريكها وضخها !!!.. وأما المدة التي يمكن ظهور نتيجة ناجحة لهذه العملية : فهي أكثر من 243/10 سنة !!!!...

أي أكبر من عمر ظهور الكون نفسه بمليارات مليارات مليارات ( إلخ ) المرات !!!!..

ولعله من العجيب أن جزيء البروتين الواحد - العنصر الفاعل في الخلية الحية - : يتكون من (سلاسل) طويلة من الأحماض الأمينية Amino-Acids .. وأخطر ما في هذه العملية هو الطريقة التي تختلط بها هذه السلاسل بعضها مع بعض .. وذلك لأنها لو اجتمعت في صورة غير صحيحة : فربما أعطت سما قاتلا : وبدلا من أن تصبح مادة للحياة !!!..

وقد توصل البروفيسور (ج. ب. ليتز G.B.Leathes) إلى أنه :
لا يمكن تجميع هذه السلاسل فيما يقرب من 48/10 صورة وطريقة " !!!!.. وهي نسبة احتمالات مهولة !!..
ويقول كذلك :
إنه من المستحيل تماما أن تجتمع هذه السلاسل - بمحض الصدفة - في صورة مخصوصة من هذه الصور التي لا حصر لها : حتى يوجد الجزيء البروتيني الذي يحتوى أربعين ألفا من أجزاء العناصر الخمسة التي سبق ذكرها " !!!..

ومن كل ذلك يتبين لنا أن مجرد القول بالإمكان في قانون الصدفة الرياضي : لا يعنى أبدا أنه لابد من وقوع الحادث الذي ننتظره بعد تمام العمليات السابق ذكرها : وفي تلك المدة السحيقة التي تتجاوز عمر الكون نفسه بكثير !!!.. وإنما معناه أن حدوثه في تلك المدة : هو شيء محتمل ((رياضيا ونظاميا وليس واقعيا طبيعيا)) لا بالضرورة !!!.. لأنه من الممكن على الجانب الآخر من المسألة : ألا يحدث شيء ما بعد تسلسل العملية إلى الأبد !!!!..

وبذلك أيقن العلماء والمتخصصون أنه حتى فكرة أينشتين عن اتساع الكون : لن تكفى أبدا لهذه العمليات الخيالية المفترضة !!..
وذلك لأنه لإحداث هذه العمليات الخيالية لتلك الاحتمالات المضحكة : فإنه علينا أن نحرك المادة المفترضة : في كل الكون المفترض : وذلك بسرعة خمسمائة (تريليون) حركة في الثانية الواحدة !!!.. ولمدة 243/10 بليون سنة (243 صفرا أمام عشرة بلايين) : وذلك حتى يتسنى لنا حدوث إمكان في إيجاد جزيء بروتيني يمنح الحياة !!!!..

ولنتأمل الآن بعدما تبين لنا أن المادة العادية غير ذات الروح : تحتاج إلى بلايين البلايين البلايين (إلخ) من السنين : حتى يتسنى لها مجرد إمكان لحدوث (جزيء بروتيني) واحد فيها بالصدفة الرياضية النظامية - وليس حتى الطبيعية - !!!.. فكيف إذن جاءت في هذه المدة القصيرة من عمر الأرض أو حتى عمر الحياة على الأرض : ما يقارب المليون من أنواع الحيوانات ؟!!.. وأكثر من200.000 ألف نوع من النباتات ؟!!.. وكيف انتشرت هذه الكمية الهائلة على سطح الأرض في كل مكان ؟!!!.. ثم كيف جاء من خلال هذه الأنواع الحيوانية : ذلك المخلوق الأعلى الذي نسميه (الإنسان) ؟!!..

وكل هذه المتغيرات والاحتمالات قد حسبها الرياضي (باتو Patau) .. لينتهي إلى أن اكتمال (تغير جديد) في جنس ما : قد يستغرق مليونا من الأجيال !!!..
فلنفكر إذا في أمر (الكلب) مثلا : والذي كانوا يزعمون أنه جد (الحصان) الأعلى !!!.. كم من المدة والأجيال - وعلى حسب قول الرياضي باتو - سوف يستغرقها الكلب : حتى يصبح حصانا ؟!!!..

ولذلك نختم بما قاله عالم الأعضاء الأمريكي (مارلين ب. كريدر) :
إن الإمكان الرياضي في توفر العلل اللازمة للخلق عن طريق الصدفة : هو في نسبها الصحيحة : ما يقارب الـ (لا شيء) " !!!..

وهذا نقل آخر أعجبني من منقولات الأخ muslim.pure : عن عالم الفلك المعاصر (ترن تيان) :
إن الدقة التي نظمت العمليات التي تحكمت في نشاة الكون وتطوره إلى ما هو عليه الآن : شبيهة بدقة مَن يستطيع أن يصيب بسهمه هدفا مساحته سنتيمتر مربع : من مسافة تبعد خمسة عشر مليار سنة ضوئية : هي حدود الكون الحالي " !!!!..

والله المستعان ..