الصفحات

الأربعاء، 10 يوليو 2013

سؤالان عن القضاء والقدر وعلم الله المسبق ...
السؤالان هما جزء من حوار ورأيت نقلهما للفائدة ..

الأول وأرجو إجابته ب نعم أو لا إن أمكن
هل الحكمة من خلق الله للإنسان غير معلومة للمسلمين ؟ وأقصد بالحكمة أي من - المنظور الإلهي - السبب وراء خلق الإنسان .
نعم .... يقول عز وجل :
" وما خلقت الجن والإنس : إلا ليعبدون " ..

والسؤال لك بالتالي هو :
هل لديك أي اعتراض على أن يشاء الله تعالى خلق خلقا مختارين يعبدونه عن حرية اختيار مع من يعبدونه في كونه من ملائكة ونحوه ؟؟..
وعليه : أليس من حرية الاختيار أن يخرج عنها مؤمن وطائع : في مقابل كافر وعاصي ؟؟؟.. 
أم أنك تريد أن يخلق الله خلقا يعبدونه بحرية اختيار : من غير اختيار ؟!!!!!!!!!!!!..
يقول عز وجل :
" هو الذي خلقكم : فمنكر كافر .. ومنكم مؤمن " ..!
ومن هنا :
هل ترى أي ظلم في أن يمنح الله تعالى مخلوقا من مخلوقاته حرية الإيمان أو الكفر : ثم يُعلق على ذلك ثوابا أو عقابا ويُعلمهم به ؟
هل يؤلمك ويعذبك ويحز في نفسك - وتعتبره ظلما ظلوما - أن تطيع الله خالقك فتعترف به ربا وإلها ؟!!..
هل إذا أحضر المُعلم عصا وحلوى .. وأمر الطلاب بأن ينظفوا الفصل - وكلهم قادر على ذلك والنظافة شيء طيب - :
وأعلمهم أن مَن أطاع له حلوى .. وأن من عصا فله العصا :
هل تعد ذلك مكروها وظلما وقبحا ؟!!!..
فإن كانت إجابتك بلا رحمك الله :
فلماذا اعتراضاتك هذه على إلهك وخالقك الذي لم يطلب منك مستحيلا ؟!!..
وإن كانت إجابتك بنعم :
فهذا رأيك الذي لا يمكن أن يكون كل الناس يرونه مثلك بهذه الصورة المغلوطة ...!

الثاني : هل يتفق الجميع على أن القضاء و القدر : هو تقدير وكتابة ما علم الله أنه سيحدث
يعني الله يعلم أن فلانا سيفعل كذا في الوقت الفلاني فبالتالي كتب ذلك عنده في القدر ؟
أم أن له تفسيرات أخرى غير ذلك ؟
نعم .. القضاء والقدر هو تقدير وكتابة ما علم الله أنه سيحدث ....
وهو من كمال ظهور علمه سبحانه ...
ولا تعارض بينه وبين حرية اختيارك واختياري ....
وللعلم :
الله عز وجل لم يكن في حاجة أصلا ليخلقنا في هذه الحياة بأجسادنا ليعلم منا من المؤمن من الكافر والمطيع من العاصي والمصلح من المفسد !
فهو علم ذلك بعلمه النافذ في الأنفس .. - وفي القرآن أنه يعلم بما تخفيه الأنفس والعقول والنوايا ولا تبوح به بالكلام والأفعال
وإنما خلقنا الله تعالى في هذه الحياة :
ليقيم علينا الحجة بإظهار ما علمه منا سلفا ...
وذلك من مقتضى كمال عدله .. والذي لا يقبل معه أن يتهمه أحد مخلوقاته المختارة بالظلم إذا دخل هؤلاء الجنة وهؤلاء النار بلا أفعال رغم أنه " لا يُسأل عمل يفعل : وهم يُسألون " !
ودليل أنه لا يقبل مثل هذه الحجج من عباده عليه والتي تطعن في عدله هو مثل قوله تعالى في إرسال الرسل :
" رسلا مبشرين ومنذرين : لئلا يكون للناس على الله حُجة بعد الرسل " ...

وأما الذين لم يصلهم رسول في الدنيا ولا حُجة لدين الله : فيمتحنه الله تعالى يوم القيامة ....
فالله تعالى هو الذي يختار امتحان كل إنسان بما يعلمه من حقيقة نفسه ..
منهم من يمتحنه بسؤال واحد في الآخرة .. ومنهم من يمتحنه بموقف واحد في حياته في الدنيا ..
ومنهم من يمتحنه مواقف عدة في حياته في الدنيا ..
كل حسب حقيقة نفسه ودرجته أو دركته ومنزلته في الجنة أو النار من إيمانه أو كفره أو طاعته أو معصيته أو إصلاحه أو إفساده ..

والله المستعان ..