الصفحات

الجمعة، 18 أكتوبر 2013

تصويب ...!
قصة قصيرة ...

(1)
>> كم أمامنا من وقت إلى الغداء يا أمي ؟؟..
(()) أمامنا ساعة تقريبا وإلى أن ينضج لحم العيد وننتهي من إعداد الطعام للرجال ...
>> حسنا ... هل يمكنني أن أستأذن أبي في أن نصعد إلى شقة خالي بالأعلى لألعب مع ماجد وعلي ؟؟..
(()) لو وافق أبوك فافعل .. ولكن لا تتأخران بالأعلى يا ربيع .. 
----

## أهلا يا أبا ربيع ... زيارة أم لعب ؟؟؟..
-- لا .. لعب فيما يبدو ...! 
منذ العام الماضي وربيع لم ينس حكاياتك عن القنص والتصويب في أيام خدمتك كصول بالجيش ...!
ويبدو لي أن إلحاحه في زيارتك في إجازة هذا العيد : وراءها سبب ما !!!.. أليس كذلك يا ربيع ؟؟!!..
>> ممممم .. الحقيقة يا أبي .. نعم ... 
كنت أود منك يا خالي أن تجعلني أصوب ببندقيتك ولو لمرة واحدة !!.. أرجوك .................!
## بندقيتي أنا ؟!!!.. ألا تعرف يا ربيع أنه لا أحد يستخدم بندقيات الجيش خارج الجيش ؟!!!..
وخصوصا بعد التقاعد مثلي ؟؟!!..
>> أعني هذه البندقية يا خالي التي فوق الخزانة ... ماجد أخبرني عنها في الهاتف في آخر مكالمة بيننا ..!
أرجووووك يا خالي .. أريد أن أجرب التصويب .. رأيته في الكثير من الأفلام والكارتون .. وأريد أن أجربه بنفسي !
## فوق الخزانة ؟؟!!.. آآآآآآه .. نعم .... ههههه .. تقصد بندقية الصيد !!.. بندقية الرش ؟!!..
هل ظن ماجد أنها بندقية الجيش ؟!!!.. هذا الضعيف الفهم !!.. حُق له أن يرسب هذا العام أيضا !!!..
>> بندقية صيد .. بندقية رش .. هي أفضل بالتأكيد من المسدسات والبنادق البلاستيك التي يجلبها أبي لي في العيد !
## حسنا حسنا يا ربيع ... سوف أعطيك ما تريد فقط : لنجاحك هذا العام في الابتدائية بمجموع طيب .. ولكن :
هل ستقدر على حمل البندقية ؟؟!!.. أخشى أن تصيب نفسك ...
>> لا لا يا خالي .. لقد كنت أنفذ كل ما قلته لي في العيد العام الماضي عن كيفية الوضع الصحيح للإطلاق ..
لا تخف عليّ .. فقط : حدد لي ما تريد التصويب عليه وأنا أصوب عليه وسترى !!..
## حسنا حسنا .. سأرسم لكم دائرة على هذه القطعة من الخشب .. ولنرى مَن يصيب بداخلها ؟؟..
سنعقد مسابقة بينك وبين ماجد وعلي .. اتفقنا ؟؟؟..
>> اتفقنا .........
## ولكن ادعوا أولا أن أجد علبة خرطوش للبندقية !!!.. فلم أستخدمها منذ سنوات !!! هههه ..
----

(2)
-- أفضل شيء يا سناء أننا لم نأكل في بيت أخيك بالأعلى .. تعرفين أني ما كنت لأفعل ذلك ...
(()) نعم أعرف .. ولهذا قمت بإقناعهم لتناول الغداء بالأسفل في بيت أمي رحمها الله .. رغم أنه العام الثاني على التوالي ..
-- أرجو ألا يكون هذا الكلام يغضبك يا سناء .. ولكنك تعرفين ورعي في مثل هذه الأمور ...
(()) أعرف أعرف .. ولكن صدقني .. لقد تغير حال أخي كثيرا عما كان صولا في الجيش ...
ولا تصدقه في كل ما يحكيه .. هو يبالغ أحيانا ظنا منه أن ذلك يجلب إعجاب الآخرين بتلك الأفعال ..
-- هل عشرات السنين من الرشوة واستغلال حاجة العساكر في نزول الإجازات والكذب والوشاية بين الضباط : 
يجلب الإعجاب ؟!!!.. هل هذه هي الفهلوة التي يفرح أخيك كلما نجح فيها كما يرى في التلفاز والأفلام الهابطة ؟!!..
(()) لا تنس أنه لم يكمل تعليمه يا محمود .. كما أنه يستثقل كثيرا أي كلام في الدين كما تعرف ...
-- كل ما أراه هو أنه قد قلل من فعل هذه الأشياء : بسبب تقاعده من الجيش فقط وإلا :
فانظري لحاله الآن ؟؟.. ما زال يتعامل بنفس الأخطاء والمحرمات في عمله في موقف السيارات ولكن بصورة أقل !
لقد حكى لي بالأمس هذه المصائب بافتخار للأسف !!.. 
يبدو أنه - وإلى الآن - لا يريد أن يستوعب الفرق بيني وبين مَن يُجالسهم من زبائنه وأصحابه مَن هم مثله !!..
(()) صدقني يا أبا ربيع .. أخي طيب القلب .. وأنا على يقين أنك لو تفرغت له يوما أو يومين لاستطعت التأثير فيه ..
-- تمنيت ذلك يا سناء أكثر من مرة .. ولكن لا فائدة .. كل مرة كان يقع ما يحول بيني وبينه ...
(()) وماذا عن ربيع ؟؟.. هل تركته يسمع شيئا من كلامه ؟؟..
-- لا لا .. الحمد لله .. بعض المقتطفات من هنا وهناك .. والتي لا تكفي ليربطها ببعضها البعض ...
ولا تنسي أن حتى ما يسمعه منه لا يدرك معناه تماما لأنه يظن أن خاله يحكي أشياء لا عيب فيها ولا حُرمة ...
(()) الولد ما زال منذ الأمس وهو يحكي لي عن كيف تفوق عليهم جميعا في التصويب بالبندقية وبطريقة صحيحة !
-- نعم نعم ما شاء الله بارك الله فيه .. الولد موهوب في التصويب بطريقة غريبة !!!..
يبدو أني مضطرا لأشتري له لعبة بندقية (محترمة) هذه المرة بدلا من البلاستيكات التي أشتريها له في كل مرة !
الحقيقة : 
لا أريده أن يذهب إلى هناك مرة أخرى أو يرى الآخرون موهبته الفذة تلك .. أعتقد أنهم سيحسدونه ...
والأمر أصلا لا يحتمل !!.. فـ ربيع متفوق دراسيا وذكي ومهذب والكل يحبه والحمد لله ...
ولا أريد أن يزيد اكتشافهم لموهبته الجديدة الطين بلة ....
أرجو أن تتفهمي قصدي يا سناء من غير سوء ظن ...
(()) لا عليك يا أبا ربيع .. إنه ابني أيضا كما هو ابنك .. وأنا أخشى عليه مثلك ....
----

(3)
>> هل أنت واثق يا ماجد من هذا الطريق ومن هذا الاختيار ؟؟؟..
لا تنس أن ذلك سيكون مجالك طيلة عمرك فيما بعد !!.. فعلى ما فهمت من خالي :
أن دخول الجيش : ليس بسهولة الخروج منه !!!.. 
/// لا تقلق يا ربيع .. أنا بالفعل أريد أن أكون مثل أبي في الجيش .. والصراحة :
يبدو أني ليس لي مستقبل في إكمال التعليم مثلك .. ولا أحلم أصلا بدخول الجامعة يوما !!!..
وأما في الجيش : وحتى مع هذا السن الصغير لي :
فيمكنك أن تراني وأنا صول أصدر الأوامر لجنود أكبر مني سنا من خريجي الجامعات !!!!..
هذا يعني أن مكانتي المعنوية محفوظة لا تخف .. بل الأكثر من ذلك : أن المادية أخرى مشرقة !!..
فمزايا الجيش والإلتحاق بصف الضباط فيه ولو حتى صول مثلي : لا تقاوم .. وخصوصا في هذا الزمان ..
راتب جيد وثابت - رغم عدم إكمالي للتعليم - : بالإضافة لـ .......
>> حسنا حسنا يا ماجد .. أفهم من ذلك إذن أنه لا مانع لديك ولن تندم فيما بعد ؟؟؟..
/// لا لا لا إطلاقا .. مَن أخبرك بذلك ؟؟؟.. هل أخبرتك عمتي بأن تحاول إثنائي عن هذا الطريق ؟
هل تغار مني يا ربيع ؟؟.. يمكنك أن تفعل مثلي لو أردت .. وخصوصا مع موهبتك الكبيرة في التصويب ..
لقد قال لي أبي يوما أنك لو دخلت الجيش وعرضت عليهم هذه الموهبة :
فأنت كنز لهم في المسابقات المحلية والدولية في التصويب .. وأنهم سوف يقومون بترقيتك .. و....
>> لا لا يا ماجد .. لا أرغب في هذا الطريق .. لا أميل إليه .. أريد أن أكون طبيبا أو مهندسا ..
/// أنت وما تشاء يا ربيع ... ولعلها آخر مرة ألقاك فيها قبل أن ألتحق بالجيش ..
لا تنساني من دعائك يا ابن عمتي .. فأنت من أطيب مَن عرفتهم في هذه العائلة من سننا المتقارب ..
وأتمنى لك التوفيق في مستقبلك أنت كذلك ...
----

(4)
(()) هذه أول مرة ستبتعد عني فيها يا ربيع .. 
>> يا أمي لا تقلقي .. ولا تعامليني كطفل صغير .. لقد صرت مهندسا وصرت رجلا يعتمد على نفسه !
(()) وهل تسمي ابن الـ 23 سنة رجلا يعتمد على نفسه ؟!!..
>> نعم بالطبع .. رجل ونصف أيضا  هل نسيتي الصحابة في زمن النبي ؟!.. كان يقودهم شابٌ أقل من العشرين !
-- لا تقلقي يا سناء .. بإذن الله لن يمكث فترة الجيش الأولى كلها هناك .. سنحاول أن ينزل إجازة بالواسطة ..
(()) المفترض أن ماجد يتصل بنا الآن .. اتصلت به منذ ساعة وكان مشغولا .. هو لديه علم بدخولك الجيش ..
>> يا أمي الحبيبة .. أنت أعطيت الموضوع أكبر من حجمه : حتى أنك دفعتي بأبي ليبحث عن واسطة !!!..
ورغم أنك أكثر من تعرفين مدى كراهيته للواسطة والواسطات ..
(()) لا .. هذه الواسطة لتنزل إجازة : تختلف عن الواسطات التي يكرهها أبوك والتي تأخذ بها حق الآخرين ...
>> حتى لو كان ذلك كذلك !.. فأنا أيضا أكره أن يكون لأحد منة على أبي يمتن عليه بها على شيء لم يحتـــ ....
تررررن ... ترررررررررررررررررن .. تررررررررررررن ...
(()) هذا ماجد بالتأكيد .. أخبرني أنه سيتصل بي وقد كان مشغولا ... هيا يا ربيع .. رد عليه ..
>> وماذا أقول له ؟؟.. ألا تعلمان أنه يحق لكما زيارتي أصلا في فترة معسكر التدريب هناك ؟!.. وبلا واسطة !!..
(()) يا بني .. لا تتعب قلبي الله يرضيك .. ماجد له معارفه وقد ينفعك هناك في أكثر من شيء .. رد عليه .. هيا ..
>> حسنا .. ولكن سأسلم عليه فقط .. لأني لم أكلمه منذ فترة كبيرة ...
السلام عليكم .. كيف حالك يا ماجد ؟؟.. الحمد لله .. وأنا أيضا كذلك .. اشتقت لصوتك ...
ها ؟؟.. نعم نعم .. من يوم الاثنين القادم إن شاء الله .. في معسكر بني يوسف .. الهرم ...
طبعا يا سيدي !!.. لقد صرت أنت صف ضابط له وزنه وأمره ونهيه على خريجي الكليات المهندسين أمثالي !! هههه ..
يا ماجد !!.. وماذا عن اتصالك بي منذ عام لتشكو لي حال الجيش وعيشك فيه وندمك عليه وأنه قد ضيع زهرة شبابك ؟!
هههههه .. هذه الأشياء يمكنك الضحك بها على خالي وزوجة خالي أو عمتك وأبي !!.. ولكن أنا ؟!!!!...
حاول مع شخص آخر ....... 
حسنا حسنا .. لن أمزح معك .. طبعا سأخبرك إن شاء الله فور استقراري هناك برقم الكتيبة ...
ولكن رجاء يا ماجد : لا تتعب نفسك بسببي ولا تــُحمّل نفسك جمائل للآخرين من أجلي .. نعم ...
أستطيع تدبر أمري إن شاء الله كما تعرف ... مَن كان مع الله دوما : كان الله معه ...
أعرف هذا .. كل شكري وتقديري لك .. أنت تعرف منزلتك عندي مثل أخي الصغير أسامة وأكثر ...
بالتوفيق ....
----

(5)
>> لماذا ستضع قطع المنديل الورقي في أذنيك يا شيخ سعيد ؟؟.. هل تخاف من صوت الرصاص ؟؟!!
><>< نعم يا ربيع .. هل لديك اعتراض ؟!!.. ألا تسمع دوي الرصاص الرهيب ؟؟..
>> ((الرهيب)) !!.. هل تسمي هذا الصوت رهيبا ؟؟؟..! عجيب ! وماذا ستفعل لو وقعت حرب حقيقية إذن ؟
هل ستملأ أذنيك شمعا أو دهنا حتى لا تسمع شيئا ؟!!.. ههههه .. كنت أظنك أكثر جلدا من ذلك يا سعيد ..
ولو نظرا لحجمك يا أخي !.. عيبٌ عليك والله وأنت بهذا الطول والعرض أن يفعل بك صوت الرصاص هكذا !!!..
ماذا سيقول باقي العساكر الآن وهم يرون أحد الشيوخ الثلاثة في العنبر بهذا المنظر ؟!!.. 
سوف تسيء لسمعتنا هكذا يا شيخ سعيد :ولن يتقبل فتوانا بعد ذلك أحد  .. 
هل كل خريجي آداب لغة عربية يفعلون كذلك ؟؟..!
><>< يا عم ربيع .. الأمر ليس خوفا ... وإنما .... إنما ... يمكنك أن تسميه اهتزاز واضطراب وقلق ...!
صوت الرصاص الشديد يجعلني أهتز واضطرب .. ربما لأنها أول مرة في حياتي ... ثم انظر هناك :
أنت لا تتصور قوة الصوت لأننا لا زلنا في منتصف الطابور وبعيدين عن صف الرماية .. تخيل عندما نصل هناك !
بالتأكيد ستطلب مني قطعا من المنديل الورقي أنت كذلك .. ولن أعطيك .......!
>> هل سمعت ذلك يا شيخ وحيد ؟؟.. يقول لك ............ شيخ وحيد ؟.. هل سمعت كلامنا ؟؟..
هل أنت معنا ؟؟...
** هاه ؟؟!!.. عذرا يا أخي .. عذرا يا ربيع .. لم أكن منتبها لحديثكما .. ماذا قال ؟؟؟..
>> بل أنت : ما الذي شغلك في وقت كهذا ونحن على بعد خمسين مترا من صف الرماية يا فقيه ؟!!..
هل تفكر في خطيبتك ؟!!!..
** لا لا .. خطيبتي ماذا في هذا الموقف يا حاج ربيع  .. لقد طفت بتفكيري لأبعد من ذلك بكثير ...
>> ماذا ؟؟.. هل خطبت أكثر من واحدة ؟؟؟..
** لا يا أخي .. لا أمزح ... حسنا ....
لقد تفكرت في غزة والقدس وفلسطين أخي .. ياااااه .. تفكرت في اليوم الذي نحارب فيه أعداء الله اليهود بالفعل ! 
وتساءلت في نفسي : هل يمكن أن يُكتب لنا حربهم في هذا الجيل الذي نعيشه ؟؟؟..
هل ستكون مجرد حرب عادية مع اليهود المغتصبين لـ قدسنا والمسجد الأقصى ؟؟؟.. أم ستكون هي المعركة الكبرى ؟
المعركة مع المهدي ومع المسيح عليه السلام ؟؟.. لا أعرف ...
ما رأيك أنت وتوقعك يا أخي ؟؟...
ربيع ...؟
شيخ ربيع .....؟
ما هذا ؟؟..
هل تبكي ؟؟؟؟؟!
سبحان الله العظيم !!... لم أكن أعرف أن كلامي هذا سيؤثر فيك هكذا ....!
----

^^ ما اسمك ؟؟..
>> جندي مجند : ربيع محمود يسري حمدان يا أفندم ..
^^ حسنا يا ربيع .. ضع هذه في كتفك هكذا حتى تمتص الصدمة عند الإطلاق .. و ........
>> أعرف أعرف يا أفندم .. لقد تعودت على قواعد التصويب الصحيحة وكيفية إمساك البندقية منذ صغري ... 
^^ حسنا يا ربيع .. يبدو أنك متحمس للغاية للتصويب .. ما بال صديقك هذا يضع ما يضعه في أذنيه ؟؟..
>> صدقني يا أفندم : أخشى أن يصيب أحدا بهذه البندقية التي في يده .. أعرف أنه سيغمض عينيه عند الضرب !
^^ هههه .. لا تخف .. لذلك جعلنا مع كل عسكري صف ضابط حتى لا تقع مصيبة في الضرب .. والآن :
صوب على الشاخص هناك ... هيا ....
طططططووووووو ...
^^ !!!!..
طططططططوووووووووو
^^ ما شاء الله !!!!.. المرتان في منتصف الدائرة تماما ؟؟!!!!!.. أكمل يا ربيع .. أكمل ....!
طططططططططوووووووووووووووو
ططططططططططططوووووووووووووووووووو
^^ هههههه .. انظر إلى صديقك !!.. لقد ضرب كل رصاصاته في الأرض أمامه بأمتار !!!!...
>> ألم أقل لك أنه سيغمض عينيه ولن يمسك البندقية بالوضع الصحيح !!!..
^^ حسنا يا ربيع .. أكمل تصويبك لتقوم بجمع الفارغ مع الباقين ... هيا ....
هل تريد أن أخبر سيادة المقدم عنك ؟؟.. يمكنك أن تنضم لفريق التصويب هنا في المعسكر ؟؟؟..
ما مؤهلك الجامعي ؟؟؟..
>> مهندس يا أفندم .......... مممممم .. ولا .. لا أرغب رجاء في أن تخبر أحدا عني شيئا ...
أريد أن أنهي عامي هذا بأسرع وقت ممكن .. ولو عرفوا بي : فلربما ضموني إليهم لسنوات ....!
شكرا لك ...
----

(6)
/// هههههه .. لا أصدق أنك قمت بخداعهم كلهم طيلة هذه الفترة في الجيش وحتى نهايته ..
آخر موقف حكيته لي أضحكني أيما ضحك يا ربيع !!!..
>> لقد قاموا بإعطائي ثلث زخيرة الكتيبة تقريبا في يوم الرماية هذا لأقوم بإفراغها نيابة عن زملائي ....!
وعندما لاحظ العقيد دقة تصويبي أتى إليّ ... 
فلما انتبهت - صدقني - قمت بالتصويب في الجبل البعيد قرب سور المعسكر والسلك الشائك !!!..
فانصرف عني ...
/// هههه .. نعم نعم .. أتصور المشهد .. كأنه فيلم كوميدي أمامي ....
ولكن صراحة يا ربيع .. أنت مخطيء .. أو على الأقل : كان ينبغي لك أن تفكر في الأمر بجدية أكثر ..
هذه فرصة كبيرة كانت مفتوحة لك : لا ينالها إلا القليلون في الجيش ...
ألا تعلم ما يمثله الموهوبون في مختلف الرياضات لقادة الجيش ؟؟.. كنت سترتاح كثيرا بدلا من عامك هذا !
>> صدقني يا ماجد .. وعلى قدر ما تعبت بالفعل كعسكري في هذا العام :
على قدر ما تعلمت منه أشياء كثيرة جدا يصعب حصرها ...
/// لا تقل لي في الدين ؟؟؟..
>> بلى هي كذلك .. في الدين والحياة عموما وطبائع البشر ...
يمكنك أن تعتبر هذا العام هو عام (التطبيق العملي) لما قرأته في حياتي للآن من القرآن ومختلف الكتب ..
والحمد لله تعالى : أعتبر نفسي وقد استفدت منه أيما استفادة .. وخرجت منه بأفضل مما دخلت ...
/// غريب كلامك يا ربيع .. بل دوما كلامك غريب !.. ولكنه صحيح ...
بالفعل في الجيش تتعلم أشياء كثيرة ... ولكن المشكلة أن تكون (مضطرا) للعيش مع أسوأها !!!..
أتعلم يا ربيع ......
لو كانت لدي موهبة حقيقية في التصويب كموهبتك : لكان لي شأن آخر تماما اليوم ؟!!!..
سبحان الله !!..
أنا أعطي رشوة حتى يعطوني أعلى التقييمات بعد الرماية : وأنت تخدعهم بأنك ضعيف في الرماية !
أنا أريد الاستمرار بالجيش والترقي فيه بأي وسيلة : وأنت تهرب منه ومما فيه !!!..
>> صدقني يا ماجد ... على قدر احترامي لمعاني الجيش والحرب والجهاد .. 
وحتى التقشف الذي كانوا يدفعوننا للانغماس فيه عمدا وكان ينتقده العساكر :
أرى أنه واجب لكل مَن رغب حقا في الجهاد يوما !!.. أم حسبوا الجهاد راحة ودورة مياه أفرنجي وأكل نظيف ؟! 
ولكن رغم كل ذلك :
إلا أن ما سمعته عن الجيش من قبل : وما رأيته فيه بنفسي من عدد من السلبيات :
لم يكن ليناسبني أبدا العيش فيه أو الاستمرار به من دون مشاكل ... وأعتقد أنه يسهل عليك فهمي في ذلك ..
فلدي عزة نفس بإسلامي وديني وأدبي وأخلاقي وفكري الحر الخارج عن الطاعة العمياء :
ما يتعارض كثيرا مع حياة الجيش بواقعه الحالي كما تعرف ... هل أصبت ؟
/// ممممم .. فعلا .. بالنسبة لحالتك وشخصيتك : هذا صحيح ...
>> وماذا عنك أنت ؟؟؟..
/// بالنسبة لي : الجيش هو قوة وسلطة !!.. إما تكون في يدك : فيخضع لها كل مَن دونك في الرتبة ....
وإما أن تكون في يد مَن هو أعلى منك : فيجب عليك الخضوع له ساعتها طوعا أو كرها ...!
ولا يمثل ذلك لي أي غضاضة أبدا بل العكس :
أسعى بكل الطرق للترقي وامتلاك أي قدر من تلك القوة يمكنني الحصول عليه ....
وبالفعل .. رأيت أمثالك من الضباط والمقدمين الذين احتككت بهم في سنواتي الماضية في الجيش :
يتأخرون أو يُعرقلون ولا يتقدمون !!... هذا : وهم أقل منك في صفاتك والتزامك وتدينك !!!..
فماذا عن مصيرك بالفعل لو كنت استمريت ؟؟..
أرى أن الله تعالى قد كتب لكل منا طريقه الذي ارتضاه ...
وهنيئا لك خروجك من الجيش ...
واليوم تفتح لك الدنيا ذراعيها فانطلق ...
بالتوفيق ...
----

(7)
(()) وكيف ستسافر للبلد الآن يا ربيع ؟؟!!.. 
لقد انتهى وقت آخر قطار !!.. وآخر سيارة أجرة كذلك : لا توجد من بعد منتصف الليل !!!..
>> يا أمي لا تخافي عليّ .. سوف أبحث عن تاكسي يسافر البلد .. لا تنسي أن زوجة خالي بمفردها الآن معه ..
(()) يا بني .. الطريق بعد منتصف الليل خطير .. وحوادث السرقة بالإكراه لا تقع إلا في ذلك الوقت ..
>> اطمئني يا حاجه سناء  .. طالما كان سفري لوجه الله تعالى فهو لن يضيعني إن شاء الله .. ثم :
إن لم أتحرك أنا الآن وخالي في هذه الغيبوبة الخطيرة وبسرعة :
مَن الذي سيقف بجانبه في البلد والرجل وحده وليس معه إلا زوجته ؟؟.. الكل قد سافر من أول العيد ولم يرجعوا بعد ..
وولديه : أحدهما في الإمارات .. والثاني في الجيش .. ألا نقوم نحن بواجب الرحم والدين ؟؟..
----

(8)
تررررررن .. ترررررررررن ..
-- السلام عليكم يا ربيع ..
>> وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا والدي .. كيف الأحوال وكيف حال أمي ؟؟..
-- بخير والحمد لله .. وأنت كيف حالك والأولاد وزوجتك ؟؟..
>> طالما أنتما بخير : فنحن بخير إن شاء الله .. ولا ينقصنا إلا رؤيتكما فقط ...
-- حسنا يا ربيع .. لقد هاتفتنا زوجة خالك رحمه الله تقصدنا في مهمة وخدمة نسديها إليها ..
>> حسنا : فلتقدما لها ما تشاء .. هل تحتاجان مالا أو .....
-- لا لا جزاك الله خيرا .. هي تحتاجني وأمك للجلوس مع ماجد وعلي للتحكيم في خلاف وقع بينهما ..
المرأة كانت تبكي كثيرا وتهدد أن العلاقة بين الأخين تكاد أن تنهار هذه المرة بسبب خلاف في مشروعهما معا ...
والصراحة يا ربيع : لم يعد لي ولا لأمك طاقة بهما .. لا في الجلوس معهما .. ولا نفهم في تفاصيل عملهما كذلك ..
>> الأمر بسيط يا والدي إن شاء الله .. هو خلاف مالي متوقع بسبب غياب ماجد في الجيش عن المشروع ..
-- المشكلة يا ربيع أنك كلما سمعت لأحدهما : أقنعك أنه هو الذي على صواب !!.. 
ولا نعرف الحل ..
علي يقنعك بأن المال الفلاني ماله لأنه هو الذي اتفق عليه .. وماجد يقنعك بأن ذاك العميل لم يأت إلا بمعرفته !
المشكلة أن ماجد الآن في أمس الحاجة إلى المال ليستكمل بناء العمارة الصغيرة التي يعدها لأولاده ..
وهذا يجعل من نسبة التوفيق بينهما وعدم حصوله على المال كله : ضعيفة إلى حد كبير للأسف !!!..
ولذلك أرى وأمك أن تجلس أنت معهما .. فالاثنان يحترمانك وينزلان على رأيك ويحبانك .. ماذا ترى ؟
>> لا بأس يا والدي لا بأس .. فقد حضرت مواقف مثل هذه من قبل بين زملاء في العمل ...
سوف أرى أين الحق بينهما أولا .. ثم سأحاول إرضائهما به ثانيا : ولكي أحافظ على أخوتهما ثالثا إن شاء الله ..
فللأسف الشديد : 
قد عودهما خالي رحمه الله على التضحية بأي شيء في مقابل المال وتأمين المعيشة ...!
ولو لم يتم تدارك مثل هذا الخلاف الآن : فالله وحده أعلم بما سيؤول إليه افتراقهما .. وكان الله في عون أمهما ..
-- بارك الله فيك يا ربيع .. سوف تسعد زوجة خالك جدا بذلك .. وخصوصا وهي تعلم بمدى انشغالك وسفرك ..
لنجعل اللقاء يوم الجمعة القادم من بعد صلاة العشاء إن شاء الله .. حيث تكون قد أخذت راحتك في إجازتك ..
>> لا بأس يا والدي .. فهذا واجبنا .. وإصلاح ذات البين والإصلاح بين المتخاصمين أجره كبير عند الله ..
فإن لم يأخذ الملتزمون بزمام هذا الواجب في الأهل والمجتمع : فمَن ؟؟..
----

(9)
/// عليّ الطلاق بالثلاثة لا تلزمني هذه المرأة بعد اليوم !!!..
>-< اهدأ يا ماجد اهدأ .. وأرجوك لا تخرج من الغرفة .. اهدأ .. ثم أي طلاق هذا وأنت قد طلقتها بالفعل ؟!
/// لا تلزمني يا عمي .. وأريد أن أقول لها ذلك وفي وجه أبيها الذي جاء في الخارج هو وأمها وإخوانها ....
>-< يا ماجد ..أنت لست في الجيش لكي تتعامل هكذا مع الجميع .. صياحك قد أفزع أولادك سامحك الله ..
ألا تقيم أي اعتبار لهم ؟؟!!.. ألا يكفيك ولدك هاني الذي اختفى بسبب صياحك منذ ساعة ونبحث عنه إلى الآن ؟!
/// لا يهمني كل ذلك .. وهاني سيعود .. ستجده عند أحد أصحابه .. 
أما هؤلاء في الخارج : فأريدهم أن يعلموا أن كل ما في هذا البيت هو ملكي وأنا الذي اشتريته .. ليس لهم حق في أي شيء منه !
==/== تليفون يا ماجد باشا .. ربيع ابن عمتك ..
/// السلام عليكم .. نعم يا ربيع .. هاني عندك !!.. الحمد لله .. ولكن كيف يسافر إليك وحده وبدون إذن ؟؟!!..
هاه ؟؟.. أعرف أعرف .. ولكن يا ربيع هي التــ .. اسمعني فقط ماذ ... صدقني ستعذرنـ .. لا طبعا .. لا أريد ذلك ..
بالطبع كل ما أفعله هو من أجل أولادي .. صدقني ليس هذا ما أردتـ .. لا لا أستطيع .. لن أكلمه ولن أكلمها ....
حسنا حسنا .. في انتظارك ..
>-< هل سيأتي ؟؟..
/// نعم .. على قدر مسافة الطريق ويكون معنا ..
>-< الحمد لله .. والله لو كل الناس مثل ربيع أو يوجد عشرة مثله على الأقل في كل مدينة : ما بقيت مشاكل بين الناس ..
انظر لابن أختي بارك الله فيه .. هو يعرف بمدى عنادك .. ويعرف بمدى حساسية الموقف الآن وأنه لن يبادر أحدكما بالحل ..
وخصوصا بعدما جاء أبوها وأمها وإخوانها إلى البيت ...! وإذا كنت أنا عمك لن أستطيع الحل ولا تحترم كلمتي :
فهو يُمثل للجميع رأي الدين والشرع وكتاب الله وسنة رسوله .. ويمثل لنا جانب الفاهم الحائز على التعليم العالي المثقف ..
/// أنا واثق تمام الثقة في أن الله سيجعل الخير والحق على يدي ربيع .. وأظن زوجتي وحماي يحترمونه كذلك ...
هو السبب في نصحي وزوجتي بأن تلبس العباءات الواسعة الفضفاضة والخمار الكبير ...
وهي تعرف مدى التزامه وزوجته وتنزل على رأيهما .. أدعو الله أن يكتب لي الخير .. 
وبالفعل : يبدو الأمر الآن مخيفا عندما أفكر في مصير الأولاد !!!..
----

>> اغلق الباب يا حاج مسعود إذا سمحت ...
حسنا .. بسم الله الرحمن الرحيم .. وقبل كل شيء : لا أريد أن يتحدث أي أحد إلا مَن سأطلب منه الكلام ..
وممنوع أن يقاطع أي أحد الآخر في كلامه مهما قال ومهما كان : إلا إذا استوقفته أنا عن إكمال الحديث .. موافقون ؟؟..
<< موافقون >>
>> أرجو من الحاج مسعود ومن خالي ألا يغضبان من اقتصاري عليهما فقط ممثلين عن الأسرتين ...
::: لا يا شيخ ربيع .. نحن نحترم رأيك وعقلك .. ونعرف أنك لن تتحدث إلا بالحق والقرآن والسنة .. 
ولولا ثقتنا فيك ما قبلناك حكما وأنت ابن عمة ماجد .. تفضل ...
>> جزاك الله خيرا على حسن ظنك بي يا حاج مسعود .. والحقيقة أن مشاكل الزوجين إذا خرجت من بينهما لأهلهما :
كادت أن تنتهي إلى طريق مسدود .. طريق حقي وحقك وكرامته لا تسمح وكرامتها لا تسمح إلخ إلخ : 
اللهم إلا أن يتدارك الأمر حَكما من أهله وحَكما من أهلها : ولا يتعدى عرض الخلاف عليهما : وحتى ييبتان فيه ...
والآن يا ماجد - وبك أبدأ - : ما سبب تطليقك لها ؟؟.. وأرجو من أم هاني ألا تقاطعه ولا أحد .. تفضل ..
/// حسنا يا ربيع ... 
مممممممممم .. أنت تعرف مدى ضيق الحال المادي الذي بي : وخصوصا بعد انتهاء تشطيب العمارة من العام الماضي ..
وأنت تعرف كذلك ظروف البلد الآن ومن بعد الثورة .. يعني أنا مشدود ماديا ونفسيا بحكم عملي ...
وقد حذرتها كثيرا أن تنتبه للأولاد .. لا يكسرون شيئا .. لا يفسدون شيئا .. ولكن للأسف الشديد :
لا حياة لمَن تنادي !!.. وقد وصل الأمر في الشهرين الأخيرين لحدود لا تطاق !!..
التلفاز يريد الإصلاح .. التسجيل فيه عطب .. الثلاجة فسد التجميد بها .. الفرن لا يعمل .. وهكذا ..
وكل ذلك قد حذرتها منه مرارا .. وأخبرتها أن أي مشكلة في البيت وأجهزته ستكون هي الملومة عنها ..
>> وهذا كان سبب آخر مشادة كلامية بينكما والتي طلقتها فيها ؟؟!!..
/// نعم .. وأرجو ألا تستهين بذلك يا ربيع .. فأنت تعلم كم أتعب لتحصيل المال ...
فيما بين الجيش : ومتابعة مشروعي مع أخي علي بالجوال والهاتف وعند نزولي الإجازات .. وفوق كل ذلك :
لا أجد الراحة ولا الهدوء في بيتي في الساعات القليلة التي أريد السكون فيها كأي إنسان يمتلك بيتا !!!..
صراخ وعويل الأولاد وأمهم !!!.. خناقات واشتباكات !!!.. وهذا فسد وهذا يريد التصليح وهذا توقف عن العمل !
فهل يتزوج الناس ليرتاحون في بيوتهم ؟؟.. أم لجلب الشقاء لأنفسهم ؟؟..
>> حسنا .. فهمت ... هل انتهيت ؟؟..
/// نعم ...
>> حسنا يا أم هاني .. كفي عن البكاء وتحدثي إلينا وكلنا آذان صاغية .. فضفضي عما بداخلك ..
×× حسنا يا شيخ ربيع ...
ليس عندي كلام كثير لأقوله .. ولكن أريده فقط أن يجيب على نفسه وأمامكم :
كم هو الوقت الذي يقضيه معي ومع الأولاد ؟؟.. 
نحن بالكاد نراه بين فترات عمله في الجيش : وبين إجازاته التي لا نراه فيها إلا ساعات معدودة :
ولا يكون همه فيها إلا الراحة فقط !!.. وكأن البيت بالنسبة إليه هو فندق للإيجار يقضي فيه الليلة ويمضي !!!..
/// وهل أفعل ذلك إلا من أجلكم ؟؟.. أتنكرين أنـ ........
>> يا ماجد .. يا ماجد ..! على ماذا اتفقنا يا رجل ؟؟..
>> أعتذر .. حسنا .. أكملي .. والله عالم بما في داخلي !!..
×× أنا أيضا الله يعلم بما في داخلي ولم أخرجه لأحد .. أشعر أنه لا فرق بيني وبين مَن سافر زوجها للخارج !
أعلم بالطبع أننا نراك في الإجازات ولكن : هي رؤية لا تغني ولا تسمن من جوع !!..
ماذا عن تربية أولادك كأب ؟؟.. ماذا عن حقي فيك أنا كزوجة ؟؟..
وهل تظن أن خروجك بنا للتسوق مرة كل شهر أو شهرين كافية لسد حاجاتنا المعنوية منك ؟؟..
هل كل حياتنا جمع مال وفقط ؟؟.. لقد كدت أكره المال الذي أخذك منا : بل وهذه العمارة التي بنيتها أيضا !!..
لقد وصلت إلى حالة من اللا مبالاة بما يفعله الأولاد من لعب في البيت أو إفساد للأجهزة إلخ إلخ ..
لم أعد أشعر بكبير فرق بين كل ما يقع وما لا يقع !!!.. فعلى كل حال سأبقى أنا وحدي الملومة على كل شيء !
>> حسنا حسنا يا أم هاني .. وبلا بكاء إذا سمحتي .. أظن أنك انتهيت .. هل أتكلم أنا ؟؟؟..
<< تفضل >>
>> أولا : كل مشاكلكم واقعة في معظم البيوت !!.. ولم نر أحدا كل يوم طلق زوجته !!!..
ماذا عليك يا ماجد إذا جلست معها بهدوء لتستمع إلى رأيها ومثل الذي قالته لنا الآن :
وبدلا من أن تلقي عليها مطالبك أنت وحدك في كل مرة ؟؟؟..
نعم : كلنا يعرف مدى تعبك من أجل بيتك وأولادك .. وكلنا يعرف أن ذلك كله لمصلحتها كذلك ..
وهي نفسها تعترف لك بذلك وتجله وتقدره .. ولكن يا ماجد : هي وأولادك لهم عليك حقوق أيضا ..
ولم يطلبوها منك كلها لمعرفتهم بظروفك وضيق الأحوال .. ولكنهم يطلبون منك - وعلى الأقل - :
عدم إهمالهم بالكلية ....!
وصدقني : مهما تولت الأم تربية الأولاد والأمر والنهي فيهم : 
فالأمر يختلف تماما عندما يؤازرها الأب ويشاركها في التوجيه والنصح والإرشاد ...
المال لن يطير يا ماجد .. ولن يأتيك إلا ما كتبه الله لك .. قم بتعديل بوصلتك قليلا إذا سمحت ..
فمثلك إن لم يتدارك نفسه وهو في وعيه الآن :
قد ينسى مع الوقت أنه كان يصوب على سعادة أسرته : فصار يصوب على المال ونسي أسرته !!..
زوجتك يا ماجد تقوم بالفعل بواجبين .. واجب الأم والأب معا !!..
ولكنك لم تكتف بذلك في غيابك : بل أردتها أن تواصل القيام بنفس الدورين في حضورك معهم أيضا !!..
ورغم صعوبة ذلك في حد ذاته : إلا أنك لم تعطها فوق ذلك حاجتها العاطفية كزوجة !!!..
أين جلوسك معها واستماعك إليها ؟؟.. أين الحنان والعطف والمودة والرحمة التي أخبر الله تعالى عنهم في القرآن ؟
أين كل ذلك ولو أقل القليل عن المفترض بك ؟؟.. 
ألا ترى هذا رسول الله ورغم كل واجباته ومسؤولياته ومهامه عن أمته :
كان يفعله : وكما ترويه لنا أمنا عائشة رضي الله عنها !!!.. فأين نحن منه صلى الله عليه وسلم ؟؟؟..
زوجتك تتحمل الكثير بالفعل يا ماجد : ولكنك بخلت عليها ببعض العاطفة التي تعوضها وتقويها وتدفعها للاستمرار ..
ثم يا أخي :
هل أعماك غضبك في لحظات : عن رؤية البؤس والشقاء الذي ينتظر بيتك وأولادك لسنوات ؟؟..
أنت لديك الآن ثلاثة أولاد : أكبرهم في المرحلة الإعدادية بارك الله لك فيهم :
فهل كنت تتوقع أن يمر عليهم حدث الانفصال عن أمهم بهذه السهولة ؟؟..
والله لو رأيت وجه ابنك هاني وقد غامر وسافر وحده إليّ بالقطار حتى أتاني : لاستحييت على حالك !
ألا تقيم وزنا لمَن حولك أن يروك في مثل هذه الحال من الغضب والصياح ؟؟؟..
×× بارك الله فيك يا شيخ ربيع .. نصرت المظلوم وأحققت الحق والله ..
>> وأنت يا أم هاني .. عليك أيضا بالتفكير في زوجك وأفضل الطرق للتودد إليه في حال قربه ..
لا تبدأيه ولا تستقبليه بعرض المشاكل وولدك فلان فعل كذا والجهاز الفلاني يحتاج إلى تصليح إلخ إلخ ...
أعطيه حقه وما يريده من الراحة والهدوء أولا ... ثم بعد ذلك اذبحيه بسكين المحبة ...
علمي أولاده كيف يحترمون ساعات وجوده معكم ومدى احتياجه للراحة بينكم ...
::: هههه .. بارك الله فيك يا ولدي .. والله كلامك عين الحكمة جزاك الله خيرا ...
>> قم يا ماجد وقبّل رأس زوجتك .. 
واخرجوا إلى الناس وطمأنوهم أن خيرا إن شاء الله .. فللزوج أن يراجع زوجته بعد الطلقة الأولى ...
وأغلقوا بابكم عليكم .. وضموا أولادكم إلى أحضانكم .. 
وعوضوهم عن فزع ما حدث بالضحك الصافي والتصافي بينكم ... هيا قوموا ....
وأنا أتكفل بإحضار العشاء الجاهز لكم الليلة على حسابي ...
----

(10)
/// لا أدري والله ... هذه فتنة وقد أطلت برأسها ... هذه دماء حقيقية يا رجل !!..
(*) وهل قال لك أحد أنها دماء لعبة !!!.. هل ستقبل أم لا ؟؟.. لقد سجلت اسمي صباح اليوم ..
/// أريد أن أسأل سالم .. هو أشبه الناس هنا بابن عمتي الشيخ ربيع ..
لو قال لي أن هذا حلال : شاركت .. ولو قال لي أنه حرام : فلن أشارك ..
(*) أو لا تعلم أن سالم مختفٍ من الأمس !!!.. 
/// هو أيضا ؟!!.. ما هذا الحظ العاثر يا ربي !!.. أستغفر الله العظيم ...
(*) هل لا زلت لا تستطيع الاتصال بابن عمتك الشيخ ربيع هذا ؟؟!!..
/// نعم للأسف .. الأقدار كلها وكأن الله تعالى يريد أن يمتحني في هذا الموقف وحدي ..
في البداية : كنت أستحي من الاتصال به من بعد الانقلاب .. فهو إسلامي وأنا أمثل الجيش في العائلة الآن !
لا أعرف ماذا سأقول له ....
ثم لما تأزمت الأمور وأردت سؤاله ولو بطريق غير مباشر عن طريق زوجتي أو أمي :
قطعوا الاتصال عنا في الكتيبة ....!
ثم لما استطعت الحصول على جوال من خارج المعسكر واتصلت به : جواله لا يرد ....!
ومنذ أيام استطعت الاتصال بأمي لتخبرني أنه بالفعل كان يحضر في اعتصام رابعة !!!..
ولكنها أخبرتني أنه لم يكن موجودا في يوم الفض والحمد لله !!!..
والآن أنا متذبذب ولا أعرف ماذا أفعل ولا مَن أصدق !!!!..
أنا أعرف رجاحة عقل ربيع .. ولكني للأسف لم أتواصل معه منذ آخر مرة زارني فيها بالبيت لما طلقت زوجتي ..
ولا أعرف إن كان مقتنعا بما يفعل أم لا ؟؟.. هل هو مع الإخوان أم لا ؟؟.. هل الإخوان على صواب أم لا ؟؟..
هل هذا الانقلاب غير شرعي فعلا أم لا ؟؟.. هل يجب عودة الرئيس مرسي أم لا ؟؟؟..
لا أعرف : هل هذا فعلا رأيه : وهل هو صحيح ؟؟؟..
أم أن ما قاله المفتي في شريطه المسجل لنا هو الصحيح ؟؟؟... هل هم خوارج وكلاب أهل النار فعلا ؟!!..
هل ضحك الإخوان حقا على الناس وخدعوهم ؟؟.. هل هم فعلا الإرهابيين الحقيقيين ؟؟؟..
هل أصدق ربيع الذي أعرفه طيلة عمري ؟؟.. أم أصدق المفتي الرسمي لمصر ؟؟؟..
ربيع لم يكن يوما إخوانيا ولا منتم لأي جماعة .. وكان دوما يقول لي أنه مسلم وفقط .. مسلم يريد شرع الله !
رأسي سينفجر !!!..
وخصوصا وقد عادوا لمنع الاتصال عنا من جديد ...
(*) المشكلة أن هناك بعض الأخبار التي تتناثر في المعسكر هنا وهناك عن حقيقة ما جرى يوم الفض !
فهناك مَن يقول لك أن المعتصمين بالفعل كانوا مسلحين وهم مَن بدأوا وأنهم كانوا يستحقون القتل والحرق !
وهناك مَن يُكذب كل ذلك ويُكذب الإعلام ويصفه بأنه تلاعب من الشئون المعنوية من الجيش والمخابرات الحربية !
بل وحتى الأخبار التي كانوا يذيعونها بين العساكر والقناصة في الفض عن مقتل زملائهم على يد المعتصمين :
يقول البعض أنهم اكتشفوا أنها لم تكن سوى كذبا وخداعا لشحذهم على القتل والانتقام لزملائهم بلا رحمة !
/// لا أعرف مَن نصدق !!.. هل يمكن أن يكون كل ذلك كذب ؟؟.. هل يمكن أن يكذبوا علينا بهذه الصورة بالفعل ؟
هناك مَن يقول أنه تم اختيار الكثيرين من الجيش والداخلية في هذا اليوم بعناية أيضا .. وكان منهم نصارى عن عمد !
ماذا أفعل .. أشر عليّ ؟؟..
(*) افعل مثلي .. اقبل الأمر : وذنبها - إن وُجد - سيكون في رقبة مَن أمرك !!!..
لا تنس أن العائد المادي والمكافآت لا تحتمل الرفض !!.. يمكنك أن تحل كل مشاكلك وتحقق كل أحلامك يا ماجد !
>> يعني أكسب أنا : ويموت غيري قتلا وقنصا ؟؟!!..
(*) ماذا تريد أكثر من أن يخبرك فضيلة المفتي نفسه بهدر دماءهم ؟؟؟.. هل أنت أعلم من مفتي الجمهورية ؟؟!!!..
/// وماذا عن ربيع ابن عمتي ؟؟؟.. ماذا لو كان من ضمن المتظاهرين ؟؟؟..
(*) لا أتوقع أنه سيكون منهم لو كان بالفعل عاقلا كما تقول ... فلا أعرف عاقلا يرمي بنفسه إلى التهلكة ..
ولو كان منهم : فبالتأكيد قد ضحك عليه الإخوان والجماعات الإسلامية الإرهابية ومسحوا عقله ...
وساعتها : 
لن أقول لك أنه يستحق القتل .. ولكن أقول لك لا تقتله إذا رأيته !!.. هذا لو استطعت تمييزه من بين الجموع !
/// لا أعرف .. لا أعرف .. أرى ألا أقبل .. هم بالتأكيد لم ينخدعوا بدرجاتي في القنص والتصويب ...!
بالتأكيد هم اختاروني وعرضوا الأمر عليّ لأسباب أخرى !!!..
ربما عرفوا بحاجتي للمال !!.. أو حتى لإغرائي بالترقية !!.. أو ............. وهذه الأخطر ....
(*) أو ماذا يا ماجد ؟؟..
/// أو لم يجدوا أحدا يقبل هذا الدور القاتل إلا ...... إلا بعض من أمثالي وقد رفضه قناصة حقيقيون آخرون !!..
(*) أووووووه !!.. بل كلامك هذا هو الخطر الحقيقي يا ماجد !!.. أفق لنفسك يا رجل ...
ألا تضع احتمالا أن يكون اختفاء سالم هو لأنه اتخذ قرارا مثل الذي تفكر فيه ؟؟... أو قال كلاما مثل الذي تقول ؟!!..
ألا تعلم أن عصيان الأوامر في حال الحرب يُعد خيانة في نظرهم توجب القتل أو الاعتقال والمحاكمة العسكرية ؟؟؟...
/// حرب ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!..
----

(11)
/// يا ممدوح .. هل حصلت على جوال ؟؟.. 
<<-= لا يا ماجد .. يقولون بأن مايكل كان معه جوال منذ قليل يكلم به أسرته ...
/// هل يمكن أن تصل إليه وتسأله لو أمكن استعارته منه أو من الذي أعطاه إياه ؟؟؟..
<<-= سأحاول .. سأحاول .. انتبه : المقدم فتحي قادم .. ساعة الصفر حانت يا صديقي ...
"" * "" هيا يا ماجد .. استعد لموجتك الأولى .. ها هو صندوق الرصاص ... وتذكر :
القنص في الرأس هو الأهم : وخصوصا من ذوي اللحية والمصورين .. هذه هي الأوامر لجعلهم عبرة ولتخويف الآخرين ..
/// أي آخرين يا أفندم ؟!!.. هؤلاء بمئات الألوف !!!.. وكلما سقط منهم أحد خلفه آخرون في المسيرة !!!!..
القنص في الرأس ليس صعبا مع هذا الحشد الكبير من البشر !!.. 
"" * "" اسمع يا ماجد .. أنا أعرف أن درجاتك في القنص لم تكن حقيقية .. ولكن تأكد أن مهمتك سهلة ..
/// هي سهلة بالفعل ولكن : لماذا فر منها كثيرون قبلي واختارتموني أنا ؟؟..
"" * "" من أوهمك بذلك ؟!!.. هل تلمح إلى شيء يا ماجد ؟؟.. انظر لزملائك على العمارة المقابلة :
كل منهم يتم حساب القنص له في الرأس الواحدة بخمسمائة جنيه !!.. انظر ماذا جمعوا إلى الآن وافعل مثلهم !
/// لآخر مرة يا أفندم : هل أنت متأكد من أن ما نفعله حلال ؟؟..
"" * "" يجب أن يكون حلالا .. لا تقلق .. المفتي يحمل هذه الفتوى في عنقه يوم القيامة لو كان فيها خطأ أو شبهة !
/// والله أخشى أن يحملها لو كانت خطأ : ثم نحملها نحن أيضا من ورائه حيث لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق !
"" * "" هيا يا ماجد ولا تكثر الكلام لقد تأخرت .. 
ألا تعلم أنه في حال الحرب لا صوت إلا صوت الرصاص : ونح العقل جانبا ...!
هيا وقد تشرذم الحشد وماج بعضه في بعض وربما صعب عليك القنص في الرأس ..
تذكر أن أي إصابة أخرى بخمسين جنيها فقط .. الرأس فقط بخمسمائة .. انظر لرأسه وكأنه حزمة مال تنتظرك !
أنا هنا لأساعدك وأشجعك .. وأرى في منظاري المكبر مثلما ترى .. هيا ..
اقنص هذا الذي هناك .. نعم .. هذا الشاب المتحمس ذو العلم والراية واللحية .. 
اقنصه من رأسه من الخلف .. لا يهم مع هؤلاء الكلاب ظهرا من وجه .. كلهم أعداءك اليوم : كلهم في حرب معك !
طططططططوووووووووو ...
ما هذا يا أحول !!!.. 
لقد أصبت كتف الرجل الذي بجانبه !!!..
فاتتك هذه الفرصة وهذا الصيد يا مسكين ...
انظر هناك ...
هذا الشيخ ذو اللحية البيضاء .. بالتأكيد قد أنفق عمره كله في غواية الشباب وإضلالهم ومسح عقولهم !!
لا أشك أنه أحد كبرائهم : انظر لالتفاف الناس من حوله ... اقنصه في رأسه .. في علامة الصلاة لو أردت !!..
مثله يجب أن يكون عبرة ليعرف الناس مَن الشيطان من الملاك : ومَن المسلم الحقيقي : نحن أم هو ؟!!!..
ططططططططططوووووووووو ...
ما هذا يا أعمش !!!.. لم تصبه يا مخبول !!.. لقد نبهتهم إليك وها هم يهربون ...!
يا لك من تعيس اليوم !!..
صدقني يا ماجد .. لم أكن أتخيل أنك فاسد التصويب إلى هذه الدرجة !!.. 
كنت أظن أنك لك على الأقل نصيبا من درجاتك !!.. النصف أو الثلث حتى أو الربع !!!..
أنت لم تفعل شيئا إلى الآن يا رجل !!.. حتى الرجل الذي أصبته في كتفه : لن أحسبه لك حتى تقنص واحدا في رأسه !
هيا .. هيا ... انظر زملاءك فوق سطح العمارة المقابلة : لقد قنصوا ما يقارب السبعة إلى الآن !!.. ما لك ؟؟..
/// قطرات العرق ملأت عيني يا أفندم ..
"" * "" عرق !!.. أي عرق يا مجنون ... أتبكي ؟؟..
/// لا .. لا .. أنا معك .. ولن أخرج من هذا اليوم إلا وقد جمعت ما يكفيني من المال لسنوات وينسيني شقائي !
"" * "" نعم نعم .. هذا ما أريد أن أسمعه منك ...

انظر هناك .. هذا الشاب الذي يرسم الشجاعة وسط الناس من حوله وكأنه يقول لهم لا أخاف ..
انظر إليه وهو يتحرك بينهم بثقة وكأنه لا يعنيه الموت ...
مثل هؤلاء هم السفاحون حقا .. مثله يقتلون الأبرياء بدم بارد .. مثله يتقمصون الآن دور الأبطال بينهم !!..
مثل هذا الشاب هو الذي يقتل ويفجر ولا يرمش له جفن يا ماجد !!.. مثله يغوي الشباب الصغير ويخدعهم ..
مثله هو الذي يدمر البيوت ويهدمها ولا يبني .. كم أوقع من مشاكل !!.. وكم فرق بين الإخوة ..!!
هذه الثقة في حركته تقول لك أنه مطمئن لاختياره الذي اختاره في الحياة ...!
حسنا يا ماجد .. هو قد صوب على هدفٍ له في الحياة ويعمل جاهدا ليبلغه ...
اعطه ما يريد يا ماجد ...!
رصاصة في رأسه من الخلف : كفيلة لأن يكسب وتكسب معه يا ماجد ...!
صوب هذه المرة يا ماجد ولا تخطيء ...
مرة واحدة يا رجل افعلها في حياتك وصوب إصابة صحيحة مباشرة في الهدف ....
اقلب لون قميصه الأبيض إلى الأحمر يا ماجد .. املأه دما بدلا من العرق ليرتاح ونرتاح منهم ...!
طططططططوووووووووو ..
نعم .... نعم .....
هكذا التصويب وإما لا ...
هذا هو بطلي .. 
هذا هو بطل جيش الشعب الأصيل يا ماجد ....
هذا هو بطل الجيش ...
----

(12)
(*) خمسمائة جنيه فقط ؟!!!.. لا أستطيع أن أتمالك نفسي من الضحك !!!..
خمسمائة جنيه فقط ونحن أقل مَن فينا عاد اليوم بثمانية وعشرة آلاف ؟!!.. ماذا كنت تفعل يا ماجد ؟؟؟!!..
/// اتركني في حالي أرجوك .. حتى هذه الخمسمائة لم أكن لآخذها إلا بشق الأنفس !!!..
لو تسمع القصيدة التي قالها لي المقدم فتحي عندما قنصت شابا في رأسه : 
ثم تسمع ما قاله لي بعد ذلك لما لم أصب أحدا آخرا في الرأس : لضحكت شهرا من حالي وحاله !!!..
تخيل أنه لم يحسب لي كل الإصابات الأخرى التي أصبتها للثوار ؟؟.. ومَن يدريه أنه لن يموت منهم أحد بسببها ؟!
لقد أصبت عددا كبيرا منهم في الصدر والكتف والظهر .. وكلها إصابات يمكن أن تؤدي للموت لو يتفكر !!..
(*) ههههه .. أعتقد أن هذه هي نهايتك رسميا يا ماجد .. لا خداع في درجات القنص بعد اليوم .. بل :
ولا مال .. ولا ترقية .. بل : ولعلهم ينزلونك إلى درجة عرّيف !!!... ههههههه .. تخيل مثلك يصير عرّيفا !!!..
<<-= ها قد جئتك بالجوال أخيرا يا ماجد ... أرجو أن تنهي اتصالك سريعا .. لقد أخذته من عسكري البوفيه ..
/// شكرا يا ممدوح .. أنا ممتن لك كثيرا ... أستأذنكم لأتكلم خارج العنبر ..
----

/// هاه .. ماذا تقولين ؟!!!.. وا مصيبتاه !!!.. هذا البئيس ...! 
بل أنا البئيس والله لو كان هو !!!..
لا يمكنني أن أتحمل مجرد التفكير في ذلك الاحتمال !!.. لا لا .. هناك مئات الألوف .. الملايين ..
لم يكن هو بالتأكيد ...
ماذا كان يرتدي ؟؟.. قلت لك ماذا كان يرتدي ؟؟؟..
لا تعرفين ...
بئس الزوجة أنت !!..
---- 

/// مصيبة .. مصيبة .. 
(*) ماذا حدث ؟؟.. هل قرروا استرجاع الخمسمائة جنيه منك ؟؟؟!!..
/// لعن الله المال وآخذي المال وآكلي المال بمثل ما أكلناه !!.. ألا تدري ما فعلناه اليوم يا مغفل ؟!!..
أين كانت عقولنا ؟؟.. أين كان ضميرنا ؟؟.. أين كان ديننا حتى يستغفلوننا هكذا ؟!!..
(*) لا أدري .. ماذا حدث لك يا ماجد ؟!!.. لقد كنت طبيعيا منذ قليل ؟!!.. ماذا تم في اتصالك ؟!!..
/// لا يمكن .. لا يمكن !!.. ماذا أقول .. لا أستطيع حتى أن أخبرك !!.. لا أستطيع أن أخبر أحدا !!..
يجب أن أتاكد بنفسي .... يجب أن أراه بنفسي .. 
قد يكون ليس هو ...
يا رب .. يا رب .. لا تفعل بي هذا .. أرجوك يا رب ألا يكون هو ...!
ماذا سأفعل حينها ؟!!.. هذه مصيبة .. مصيبة ...
يجب أن أخرج الآن .. يجب أن أخرج .. يجب أن أسافر الليلة وقبل دفنه غدا ...
(*) هل جننت يا مخبول ؟؟!!.. ألا تعلم أن الخروج والإجازات موقوفين إلى حين ؟!!..
وسلاحك هذا : أين ستذهب به ؟؟.. هل ستهرب من المعسكر ؟؟!!..
----

<×> آسف يا حاج .. هذه التعليمات والله .. وأنا عبد المأمور وأنت تعرف ...
-- أنت عبد لله وحده .. اكتب ما عندك لوجه الله يا دكتور .. ارحم قلب أمه الثكلى ..
منتحر ؟!!!.. الشيخ ربيع : زين الشباب الدعاة الذي لم يخاطبه الناس دوما إلا بلقب الشيخ في كل مكان :
يموت منتحرا ؟!!!..
اتق الله يا دكتور واعلم أنك موقوف أمام الله .. واعلم أن عملك هذا شهادة سيحاسبك الله تعالى عليها يوم القيامة ..
لا أطالبك إلا بأن تكتب ما هو أمامك وفقط ... هل رأيت منتحرا يقتل نفسه من خلف رأسه برصاصة ؟!!..
وأين هو السلاح وأين هم الشهود يا مفتري ؟!!.. أرجوك با ابني .. لا طاقة لدي للجدال ..
كفى أن ترى ولدك فلذة كبدك وقد مات قبلك في حياتك ....
<×> الله يلعن هذا الانقلاب ومَن قام به ... يا والدي الحاج .. والله لم يكف دمعي منذ أن دخل ولدك المشرحة ..
أحسبه شهيدا والله حسيبه .. وأدعو الله تعالى لك ولأمه بالثبات ... ولزوجته وأولاده كذلك : كان الله في عونهم ...
ولكن صدقني : هي مسميات فقط على الورق .. ولن تؤثر في منزلته بين الناس وعند الله شيئا ...
أرجوك : لا تعرضني للأذى ..
-- وماذا عن أولاده حين يكبرو ......
طططططططططططوووووووووووووو ...
!!!!!!!!!!!!!!!!!!...
-- ماجد ؟!!!.. ماذا تفعل يا مجنون بالسلاح ؟؟.. كيف تركوك في الجيش في هذا الوقت ؟؟..
/// اكتب سبب الوفاة يا دكتور : شهيد ...!! 
اكتب : وإلا ألحقتك به والفرق بينكما بعيد !!!..
اكتب : لا بارك الله في عبيد الظالمين القادرين على الإباء ..
اكتب : لا بارك الله فيك وفيّ لو سكتنا على ظلم البشر ...
اكتب : ولن أكون اليوم ظهيرا لقاتل أخي .. 
لقاتل تاج رأسي وعز أهلي وأمتي ..
اكتب : لعن الله الجهل والمال الذي 
يجعلني أقتل إخوتي في الإسلام بيدي !!..