حوار مع الزميلة ملحدة عن يقين .. الجزء 3
( عندما يتم اتخاذ أباطيل الفلسفة وعلم الكلام ذريعة للإلحاد !!)
(33)
ملحدة عن يقين :
أبا حب الله بعد التحية والتقدير
بصراحة ما يتبيّن من حواركم بعد عرض الحجج أنه كان باستطاعتك أن تلزمني قولا في الإرادة يتسع له الإسلام, إن كنت فعلا حريصا علي وعلى إسلامي كما تتدعي وتزعم.
فلو كنت حريصا على إسلامي فالقول في الإرادة بتأويل ينزه الذات الإلهية لا ينقض الإيمان وشهادة الإسلام, فلو قلت لي بوسعك أن تري أن الإرادة في قول هي محدث في لا محل على قول أو أنهى مجاز في قول آخر أو أن الإرادة هي عين المراد وأهلا وسهلا بك في الإسلام لكبرتم في نظري وتبينت صدق دعواكم في الحرص على الإسلام والحرص علي ( من وجهة نظركم) , ولكن ما وجدته هو حرصكم على تفسير واحد لا للنص الذي يسعه التأويل بما لا يخرج على أصله وهذا الحرص هو على فهم بشر كان من كان فلا يمكن أن تختزل الإسلام في ابن تيمية أو غيره, ولكن ما وجدته هو تعصب لرؤية محددة وضيقة تتدعي وتزعم أن هي الإسلام, وعليه فحرصك هو على طائفتك وليس على الإسلام. إلا أن كنت ترى أن ترى أن طائفتك هي عين الإسلام وكل تفسير خارجها كفر وضلال وليس بإسلام, وعليه فسوف يتساوى ايماني بتأويل أي مدرسة اخرى مع إلحادي فكله كفر من وجهة نظركم. فلم العناء والإيمان.
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
وأشهد الجميع هنا أني مسلمة على منهج المعتزلة من الآن وصاعدا
(34)
أبو حب الله :
الله أكبر ولله الحمد .....
وأهلا بك في الإسلام كنت مَن كنت - ولاحظي أنك لم تجاوبينني عن سؤالي - ..
ولكن لا بأس ...
سنعتبر دخولك في الإسلام إلى الآن : سترا ًعن إجابة ما لن يؤثر للحظة في سير الحوار ...
وأما كلمة (( صاعدا ً)) في كونك معتزلة : فبإذن الله تتعالى تتغير هنا في هذا المكان الطيب أيضا ً..
فصاعدا ليست بأفضل من وصفك باليقين من قبل ......
-----------
إذا ًأختي الفاضلة ...
دعينا ندير دفة الحديث قليلا ًبين الاعتزال وأهل السنة والجماعة ...
فالمؤمن إذا اختار شيئا ً: فليختر أفضله وأحسنه - والأمر ليس له أية علاقة بدفاعي عن فرقة محددة -
واختيار الأفضل والأحسن : هو خلق ٌكريم ٌقد علمناه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ..
فقد أخبرنا أنا إذا سألنا الله : أن نسأله الفردوس من الجنة - جعلنا الله وإياك من أهلها بإذن الله -
إذا ً...
ليس صوابا ًما قلتيه أختي الفاضلة هنا :
فأقسم بالله العظيم أنا لا نختار لك إلا ما اخترناه لأنفسنا ومَن نعلم أنهم ارتضوه لأنفسهم من النبي لصحابته لتابعيهم لأئمة الإسلام ...
" أحب لأخيك ما تحب لنفسك " أو كما جاء في صحيح مسلم :
" وليأت إلى الناس الذي يحب أن يُؤتى إليه " ..
وعليه أختي الفاضلة - ولو تدبرتي في كلامك - لعلمتي أن الطريق الأسهل لإدخال الناس في دين الله الإسلام :
هو التمييع والرضا بالباطل في العقيدة والعبادة ونحوه !!.. أليس هذا مقتضى كلامك أختنا الكريمة ؟!!..
ووالله .. والله .. والله ...
لا يُدرك معنى ووزن هذا الكلام مثل محاوري منتدى التوحيد هنا على الخاص أو العام !!!..
فيأتينا الذي يريد الدين علمانيا ً!!!..
والذي يريده صوفيا ً!!!..
والذي يريده مهدويا ً!!!..
والذي يريده متفسخا ًأخلاقيا ً!!!..
والذي يريد نزع منه الحجاب !!!!..
والذي يريد نزع منه النقاب !!!!..
والذي يريد نزع منه الحدود التي حدها الله عز وجل وكأنه لم يكن ثمة مشرع (وحاشى الله) !!!..
والذي يريده معتزليا ً!!!.. أو أشعريا ً!!!.. أو ماتريديا ً!!!.. أو زيديا ً!!!.. إلخ
ولو تدبرتي في كل هذه الألوان أختي الفاضلة : لرأيتي ما أسهل أن نداهن الكل بـ :
نعم .. هذا من الإسلام ..!
نعم .. هذا من روح الدين ...!
نعم .. هذا يسعه الإسلام ..!
نعم ..
نعم ..
نعم ...
إلى أن يصير الدين في النهاية : دين متناقضات !!!..
مسلم ينسب لله تعالى اليد كما نسبها لنفسه ويُسلم له في كيفيتها : وآخر بجواره يقول ما في يد !!
فبالله عليك أختنا الكريمة : هل هذا (( الخليط )) يصلح أي شيء أصلا ً!!!..
هل هذا (( الخليط )) يصلح لأن يقف به الإسلام على قدم راسخة في محاورته للكافرين والملاحدة ؟!!!..
هل هذا (( الخليط )) عندك هو ممدوح ومطلوب : فقط : لكي يسع الناس الدخول فيه !!!..
أما كان - ووفق نظرتك - يسعنا أن نقبل النصارى أيضا ًفي توحيدهم الثالوثي : طالما كان يجمعنا بهم ( التوحيد ) !
وأما الحادث ...
فهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - بأبي هو وأمي - : قد أخبرنا عن تفرق الأمة !!!..
وقد أخبرنا عن الفئة الناجية !!!..
وقد أخبرنا أنها هي ما كان عليه وصحابته !!!..
هذا هو الإسلام الصافي المجرد من أي لغط أختي الفاضلة !!!...
ولو أعدتي كل شيء لبساطته :
ستجدينه متوافق مع ذلك .. ومع القرآن والسنة الصحيحة ...
فالعبرة ليست بالكم فقط ( إدخال الناس في الإسلام وخلاص ) .. ولكن : بالكيف أيضا ً!!!..
ولو بسلامة العقيدة والتوحيد على الأقل ...!
ثم يأتي إصلاحهم فيما بعد ...
وحتى لا أطيل عليك - وقد أسعدني إعلانك لإسلامك حقيقة ًأسعدك الله في الدارين - ..
فأختم معك بهذه الثلاث كلمات الموجزات :
1...
إن مَن يدعي مساواة أهل السنة والجماعة للفرق المخالفة للحق : بالكافرين : فهو يقينا ًلم يعرف شيئا ًعن الإسلام !!!..
وهنا أحيلك على ما قاله مَن تشوهت صورته لديك وهو ابن تيمية عن حكمه في أهل القبلة (ومنهم المعتزلة والأشاعرة إلخ) :
يقول رحمه الله :
" قد تقرر من مذهب أهل السنة والجماعة ما دل عليه الكتاب والسنة أنهم : لا يُكفرون أحداً من أهل القبلة بذنب .. ولا يخرجونه من الإسلام بعمل .. إذا كان فعلاً منهياً عنه : مثل الزنا والسرقة وشرب الخمر : ما لم يتضمن ترك الإيمان .. وأما إن تضمن ترك ما أمر الله به من الإيمان : مثل الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت : فإنه يكفر به " ...
مجموع الفتاوى 20/90 ..
وحتى تضح لك صورة حقيقية أكثر عن تسامح شيخ الإسلام ابن تيمية مع غيره من مخالفيه بله أعدائه :
فإليك الموضوع الرائع التالي :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread...CA%ED%E3%ED%C9
صدقيني .. ستستمتعين بقراءته وخفته ....
2...
إذا أردتي أن تعرفي الفرق - ببساطة - بين أهل السنة والمعتزلة - وغيرهم من أهل تأويل الصفات تنزيها لله -
فلتسألي نفسك السؤال التالي - ولنأخذ يد الله كمثال والتي ذكرها في القرآن - :
>>>
في يوم الحساب يقول أهل السنة لله تعالى :
يا رب أثبتنا لك يدا ًكما أثبتها لنفسك في القرآن .. ولما لم نعلم كيفيتها رددناها إلى محكم كلامك : " ليس كمثله شيء " وسلمنا بهذا ..
فهل تتوقعين أختنا الفاضلة أن يكون عليهم حساب في ذلك وهم لم يقولوا على الله تعالى إلا ما قاله عن نفسه ؟!!!..
فقارني بين ذلك وبين موقف المعتزلة مثلا ًإذ يقولون :
>>>
يا رب .. وجدناك ذكرت اليد : فنزهناك عنها !!!!!.. وأولناها لأنها لا تليق بك !!!..
فبالله عليك أختنا الفاضلة :
أليس بهذا قد أوقعوا الحُجة على أنفسهم بأن نسبوا عدم تنزيه الله : إلى الله نفسه !!.. إذ نسب لنفسه في قرآنه وكلامه : ما يحق تنزيهه عنه ؟!!!!..
أيش هذا الكلام بالله عليك إذا صدقت مع نفسك ؟!!!..
هل هؤلاء هم الذين قدسوا الله : بأن نسبوا إليه قوله عن نفسه ما يستحق التنزيه عنه !!!..
ولكي تكتمل الصورة أختنا الكريمة :
على أي الفهمين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته ؟!!!..
التسليم مع ترك الكيفية لله - ولا أقول إنكار الكيفية لأن إنكار الكيفية إنكار للصفة نفسها - ؟!
أم التأويل وفتح باب العبث في كلام الله عز وجل : ذاكط يؤولها بكذ .. وذاك يؤولها بكذا !!! وكل المؤولين متفقون على أنه يجب تنزيه الله مما وصف به نفسه بنفسه !!!..
هل تعلمين أن صحابيا ًفعل ذلك فضلا ًعن رسول الله ؟!!!..
فلماذا إذا ًلا ندعوك أختنا الفاضلة لما آمنا به أنه الحق في أهل السنة والجماعة ورثة رسول الله ؟!!..
3...
لو أنك قرأتي فعلا ًفي الفلسفة وعلم الكلام - وهو ما دفع أربابه للتنزيه والتأويل حتى يُحسنوا صورتهم أمام فلاسفة الأمم الأخرى لاسيما اليونان - أقول :
إذا قرأتي فعلا ًفي الفلسفة وعلم الكلام عند أهل الإسلام ..
فجدير بك إذا ًأن تقرأي مثلا ًللأشعري رحمه الله كلامه القيم :
عندما أعلن عن تركه للفلسفة وعلم الكلام بعد أن نالت منه ما نالت : وعاد للتسليم كأهل السنة والجماعة وعلى رأسهم ابن حنبل رحمه الله !!..
ولن أنقل هنا كلام الأشعري .. وأحسبك لن تعدمي العثور عليه في مظانه ...
ولكني سأنقل لك كلاما ًقيما ًجدا ًلأحد أكابر المتكلمين وهو الرازي إذ يقول :
" لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية : فما رأيتها تشفي عليلاً !!.. ولا تروي غليلاً ..! ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن !!!.. أقرأ في الإثبات : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى .. طه 5 .. إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ .. فاطر 10 .. وأقرأ في النفي : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ .. الشورى 11 .. وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا .. طه 110 .. ثم قال : ومَن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي " !!..
وأما مَن أراد الاستمتاع بظهور الحق في آخر الأمر لدى كل مَن اغتر بعقله ردحا ًمن الزمان :
وتاه في دروب العقل والفلسفة وعلوم الكلام بغير هدى من الدين ونور التسليم (ورد المحكم للمتشابه وعدم الجرأة على تأويل المتشابه) :
فأنقل الكلام التالي :
وهو نص الوصية منقولة للرازي من طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين السبكي 8/ 90-91-92 إذ يقول :
" فاعلموا أني كنت رجلا محبا للعلم، فكنت اكتب من كل شيء شيئا لأقف على كميته وكيفيته، سواء كان حقا أو باطلا، إلا أن الذي نُطِقَ به في الكتب المعتبرة أن العالم المخصوص تحت تدبير مدبره المنزه عن مماثلة المتحيزات موصوف بكمال القدرة والعلم والرحمة، ولقد اختبرت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيت فيها فائدة تساوي الفائدة التي وجدتها في القرآن، لأنه يسعى في تسليم العظمة والجلال لله، ويمنع عن التعمق في إيراد المعارضات والمناقضات، وما ذاك إلا للعلم بان العقول البشرية تتلاشى في تلك المضايق العميقة، والمناهج الخفية، فلهذا أقول: كل ما ثبت بالدلائل الظاهرة، من وجوب وجوده، ووحدته، وبراءته عن الشركاء، كما في القدم والأزلية، والتدبير، والفعالية، فذلك هو الذي أقول به، وألقى الله به، وأما ما لا ينتهى، الأمر فيه إلى الدقة والغموض، وكل ما ورد في القرآن والصحاح، المتعين للمعنى الواحد، فهو كما قال، والذي لم يكن كذلك أقول: ياإ̃له العالمين، إني أرى الخلق مطبقين على أنك أكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين، فكل ما مده قلمي، أو خطر ببالي، فأستشهد وأقول، إن علمت مني أني أردت به تحقيق باطل، أو إبطال حق، فافعل بي ما أنا أهله، وإن علمت مني إني ما سعيت إلا في تقديسٍ اعتقدت أنه الحق، وتصورت أنه الصدق، فلتكن رحمتك مع قصدي لامع حاصلي، فذاك جهد المقل، وأنت أكرم من أن تضايق الضعيف الواقع في زلة، فأغثني، وارحمني، واستر زلتي، وامح حوبتي، يا من لا يزيد ملكه عرفان العارفين، ولا يَنقُصُ ملكُه بخطا المجرمين.
وأقول: ديني متابعة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وكتابي القرآن العظيم، وتعويلي في طلب الدين عليهما، اللهم يا سامع الأصوات ويا مجيب الدعوات، ويا مقيل العثرات، أنا كنت حسن الظن بك، عظيم الرجاء في رحمتك، وأنت قلت: " أنا عند ظن عبدي بي" وأنت قلت: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه) ، فهب أني ما جئت بشيء، فأنت الغني الكريم، فلا تخيب رجائي، ولا ترد دعائي، واجعلني آمنا من عذابك، قبل الموت، وبعد الموت، وعند الموت، وسهل عَلَيَّ سكرات الموت، فإنك أرحم الراحمين.
وأما الكتب التي صنفتها، واستكثرت فيها من إيراد السؤالات، فليذكرني من نظر فيها بصالح دعائه، على سبيل التفضل والإنعام، والا فليحذف القول السيء، فإني ما أردت إلا تكثير البحث، وشحذ الخاطر، والاعتماد في الكل على الله " !!..
فأمهلي نفسك أختنا الفاضلة قليلا ًلقراءة وتدبر ما كتبته لك ونقلت ...
ولعلك تكملي لنا فرحتنا باختيار أحسن الإيمان بإذن الواحد الديان ..
وتفرحينا بلقب جديد - لتكوني معنا هنا جند من جنود الله بعد تعديل المسار -
وتكونين :
مؤمنة عن يقين ...
وفقك الله وثبتنا وإياك على الحق إلى أن نلقاه ...
والحمد لله رب العالمين ..
(35)
ملحدة عن يقين :
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل
بالنسبة للمدرسة الإسلامية الأصح والأرجح فقد كان لي زميل في التدريس يقول لي: إنهم جميعا يصدق فيهم قول الشاعر:
كَلٌّ يَدَّعـي وّصْـلاً بـلَيـْلَي * ولـيلي لا تُقْـرُ لهـم بذاكـا
ولكنني لا أرى قوله
أما عن أهل العدل والتوحيد ( المعتزلة )
فلست أفضل من يقدّم لهم ويظهر أدلتهم وحججهم.
ولذلك أستطيع أن أطلب من أحد علمائهم المعاصرين والذي كان له دور عظيم في تغيير وجهة نظري تدريجيا.
وأظنه يقبل حواركم في موضوع "الصفات" وأنا سوف أكون في مقاعد الجمهور أرجح في عقلي بين عرضكما وأدلتكما وحججكما بلا تدخل.
فإن قبلتم فأذن لي بدعوته هنا.
في حفظ الله
أختكم ملحدة سابقا
(36)
مشرف 9 :
مبارك عليك أختنا إسلامك . وإن كنا نود لو تخبرينا باسم جديد لك في الإسلام .
وندعوه عز وجل أن يسبغ عليك نعمه وهدايته . وأنه إن كان لك جهودا سابقة في الإلحاد أن تتداركيها
وأما بالنسبة لموضوع المناظرة مع أحد علماء المعتزلة المعاصرين فلا مانع لدينا في ذلك ,
وسيكون مكانها في قسم العقيدة بإذن الله تعالى
ونرجو ترتيبك معنا لهذا اللقاء برسائل خاصة مع أحد المشرفين أو في القسم الخاص .
ومن جانبنا سنقوم بترشيح أحد الأخوة الأفاضل - الأفضل في تخصصه وتفرغه ووقته للمناظرة -
وفقك الله وهداك لكل خير . ونحسبك لا تحتاجين للتعريف بأبجديات الدخول في الإسلام
ونحسبك تدركين أيضا أنه قد صار الكل هنا لك أخوة وأخوات
في حفظ الله
(37)
أبو حب الله :
شكر الله كل مَن دعا للأخت بالهداية والتوفيق ..
وشكر خاص للأخت ( أميمة ) وفقها الله .. وقد أسدت لي صنيعا ًبخصوص هذا الحوار في الخفاء :
فأحببت أن أشكرها عليه هنا بارك الله فيها ..
وأما بالنسبة لقول الأخت الفاضلة :
وجميل أنك لم ترين صحة قوله أختنا الكريمة ..
فليس المقام هنا مقام ادعاءات لا بينة عليها .. وإنما وكما أحب أن أشبهه في كلامي :
هو كمَن لديه محفظة فيها نقودا ًوبعض الأوراق الشخصية :
ثم أتاه أدعياء كثر كل ٌمنهم يريدها لنفسه كي يفوز بما فيها ...
وهنا ..
فليس من العقل أن يقول ذلك الشخص أنهم كلهم كاذبين : لأنهم كثر !!!..
ولكن العقل يقول :
مهما كثروا : فإن صاحبها واحد فقط من بينهم ...
وهو الوحيد الذي يعرف أماراتها منهم !!!..
فمتى عرّفها بأمارتها : كان أحق بها ...
وهكذا هو حال أهل السنة والجماعة وسط باقي الفرق ...
كلهم يدعي بالفعل أنه يمثل الإسلام الصافي الذي ارتضاه رب العالمين لعباده ...
وهنا لا ننفي - لكثرتهم - أن تكون الفرقة الحق من بينهم !!..
ولكنا نقول :
أن الفرقة الحق هي ( الوحيدة ) التي تملك أمارات الحق المتعارف عليها من القرآن والسنة ..
والحق أحق أن يُتبع ...
ولا مانع عندي في مناظرة أستاذ المعتزلة رغم ضيق الوقت المتواصل ...
ولكني أرى أن هناك أصلا ًمَن يفوقونني علما ًها هنا : وكانوا أجدر بهذا الحوار ابتداء ً..!
فلا غضاضة من أن يتم ترشيح أحدهم ممَن أراهم أساتذتي في ذلك بارك الله فيهم جميعا ً..
والله الموفق ...
أبا حب الله بعد التحية والتقدير
بصراحة ما يتبيّن من حواركم بعد عرض الحجج أنه كان باستطاعتك أن تلزمني قولا في الإرادة يتسع له الإسلام, إن كنت فعلا حريصا علي وعلى إسلامي كما تتدعي وتزعم.
فلو كنت حريصا على إسلامي فالقول في الإرادة بتأويل ينزه الذات الإلهية لا ينقض الإيمان وشهادة الإسلام, فلو قلت لي بوسعك أن تري أن الإرادة في قول هي محدث في لا محل على قول أو أنهى مجاز في قول آخر أو أن الإرادة هي عين المراد وأهلا وسهلا بك في الإسلام لكبرتم في نظري وتبينت صدق دعواكم في الحرص على الإسلام والحرص علي ( من وجهة نظركم) , ولكن ما وجدته هو حرصكم على تفسير واحد لا للنص الذي يسعه التأويل بما لا يخرج على أصله وهذا الحرص هو على فهم بشر كان من كان فلا يمكن أن تختزل الإسلام في ابن تيمية أو غيره, ولكن ما وجدته هو تعصب لرؤية محددة وضيقة تتدعي وتزعم أن هي الإسلام, وعليه فحرصك هو على طائفتك وليس على الإسلام. إلا أن كنت ترى أن ترى أن طائفتك هي عين الإسلام وكل تفسير خارجها كفر وضلال وليس بإسلام, وعليه فسوف يتساوى ايماني بتأويل أي مدرسة اخرى مع إلحادي فكله كفر من وجهة نظركم. فلم العناء والإيمان.
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
وأشهد الجميع هنا أني مسلمة على منهج المعتزلة من الآن وصاعدا
(34)
أبو حب الله :
الله أكبر ولله الحمد .....
وأهلا بك في الإسلام كنت مَن كنت - ولاحظي أنك لم تجاوبينني عن سؤالي - ..
ولكن لا بأس ...
سنعتبر دخولك في الإسلام إلى الآن : سترا ًعن إجابة ما لن يؤثر للحظة في سير الحوار ...
وأما كلمة (( صاعدا ً)) في كونك معتزلة : فبإذن الله تتعالى تتغير هنا في هذا المكان الطيب أيضا ً..
فصاعدا ليست بأفضل من وصفك باليقين من قبل ......
-----------
إذا ًأختي الفاضلة ...
دعينا ندير دفة الحديث قليلا ًبين الاعتزال وأهل السنة والجماعة ...
فالمؤمن إذا اختار شيئا ً: فليختر أفضله وأحسنه - والأمر ليس له أية علاقة بدفاعي عن فرقة محددة -
واختيار الأفضل والأحسن : هو خلق ٌكريم ٌقد علمناه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ..
فقد أخبرنا أنا إذا سألنا الله : أن نسأله الفردوس من الجنة - جعلنا الله وإياك من أهلها بإذن الله -
إذا ً...
ليس صوابا ًما قلتيه أختي الفاضلة هنا :
فأقسم بالله العظيم أنا لا نختار لك إلا ما اخترناه لأنفسنا ومَن نعلم أنهم ارتضوه لأنفسهم من النبي لصحابته لتابعيهم لأئمة الإسلام ...
" أحب لأخيك ما تحب لنفسك " أو كما جاء في صحيح مسلم :
" وليأت إلى الناس الذي يحب أن يُؤتى إليه " ..
وعليه أختي الفاضلة - ولو تدبرتي في كلامك - لعلمتي أن الطريق الأسهل لإدخال الناس في دين الله الإسلام :
هو التمييع والرضا بالباطل في العقيدة والعبادة ونحوه !!.. أليس هذا مقتضى كلامك أختنا الكريمة ؟!!..
ووالله .. والله .. والله ...
لا يُدرك معنى ووزن هذا الكلام مثل محاوري منتدى التوحيد هنا على الخاص أو العام !!!..
فيأتينا الذي يريد الدين علمانيا ً!!!..
والذي يريده صوفيا ً!!!..
والذي يريده مهدويا ً!!!..
والذي يريده متفسخا ًأخلاقيا ً!!!..
والذي يريد نزع منه الحجاب !!!!..
والذي يريد نزع منه النقاب !!!!..
والذي يريد نزع منه الحدود التي حدها الله عز وجل وكأنه لم يكن ثمة مشرع (وحاشى الله) !!!..
والذي يريده معتزليا ً!!!.. أو أشعريا ً!!!.. أو ماتريديا ً!!!.. أو زيديا ً!!!.. إلخ
ولو تدبرتي في كل هذه الألوان أختي الفاضلة : لرأيتي ما أسهل أن نداهن الكل بـ :
نعم .. هذا من الإسلام ..!
نعم .. هذا من روح الدين ...!
نعم .. هذا يسعه الإسلام ..!
نعم ..
نعم ..
نعم ...
إلى أن يصير الدين في النهاية : دين متناقضات !!!..
مسلم ينسب لله تعالى اليد كما نسبها لنفسه ويُسلم له في كيفيتها : وآخر بجواره يقول ما في يد !!
فبالله عليك أختنا الكريمة : هل هذا (( الخليط )) يصلح أي شيء أصلا ً!!!..
هل هذا (( الخليط )) يصلح لأن يقف به الإسلام على قدم راسخة في محاورته للكافرين والملاحدة ؟!!!..
هل هذا (( الخليط )) عندك هو ممدوح ومطلوب : فقط : لكي يسع الناس الدخول فيه !!!..
أما كان - ووفق نظرتك - يسعنا أن نقبل النصارى أيضا ًفي توحيدهم الثالوثي : طالما كان يجمعنا بهم ( التوحيد ) !
وأما الحادث ...
فهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - بأبي هو وأمي - : قد أخبرنا عن تفرق الأمة !!!..
وقد أخبرنا عن الفئة الناجية !!!..
وقد أخبرنا أنها هي ما كان عليه وصحابته !!!..
هذا هو الإسلام الصافي المجرد من أي لغط أختي الفاضلة !!!...
ولو أعدتي كل شيء لبساطته :
ستجدينه متوافق مع ذلك .. ومع القرآن والسنة الصحيحة ...
فالعبرة ليست بالكم فقط ( إدخال الناس في الإسلام وخلاص ) .. ولكن : بالكيف أيضا ً!!!..
ولو بسلامة العقيدة والتوحيد على الأقل ...!
ثم يأتي إصلاحهم فيما بعد ...
وحتى لا أطيل عليك - وقد أسعدني إعلانك لإسلامك حقيقة ًأسعدك الله في الدارين - ..
فأختم معك بهذه الثلاث كلمات الموجزات :
1...
إن مَن يدعي مساواة أهل السنة والجماعة للفرق المخالفة للحق : بالكافرين : فهو يقينا ًلم يعرف شيئا ًعن الإسلام !!!..
وهنا أحيلك على ما قاله مَن تشوهت صورته لديك وهو ابن تيمية عن حكمه في أهل القبلة (ومنهم المعتزلة والأشاعرة إلخ) :
يقول رحمه الله :
" قد تقرر من مذهب أهل السنة والجماعة ما دل عليه الكتاب والسنة أنهم : لا يُكفرون أحداً من أهل القبلة بذنب .. ولا يخرجونه من الإسلام بعمل .. إذا كان فعلاً منهياً عنه : مثل الزنا والسرقة وشرب الخمر : ما لم يتضمن ترك الإيمان .. وأما إن تضمن ترك ما أمر الله به من الإيمان : مثل الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت : فإنه يكفر به " ...
مجموع الفتاوى 20/90 ..
وحتى تضح لك صورة حقيقية أكثر عن تسامح شيخ الإسلام ابن تيمية مع غيره من مخالفيه بله أعدائه :
فإليك الموضوع الرائع التالي :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread...CA%ED%E3%ED%C9
صدقيني .. ستستمتعين بقراءته وخفته ....
2...
إذا أردتي أن تعرفي الفرق - ببساطة - بين أهل السنة والمعتزلة - وغيرهم من أهل تأويل الصفات تنزيها لله -
فلتسألي نفسك السؤال التالي - ولنأخذ يد الله كمثال والتي ذكرها في القرآن - :
>>>
في يوم الحساب يقول أهل السنة لله تعالى :
يا رب أثبتنا لك يدا ًكما أثبتها لنفسك في القرآن .. ولما لم نعلم كيفيتها رددناها إلى محكم كلامك : " ليس كمثله شيء " وسلمنا بهذا ..
فهل تتوقعين أختنا الفاضلة أن يكون عليهم حساب في ذلك وهم لم يقولوا على الله تعالى إلا ما قاله عن نفسه ؟!!!..
فقارني بين ذلك وبين موقف المعتزلة مثلا ًإذ يقولون :
>>>
يا رب .. وجدناك ذكرت اليد : فنزهناك عنها !!!!!.. وأولناها لأنها لا تليق بك !!!..
فبالله عليك أختنا الفاضلة :
أليس بهذا قد أوقعوا الحُجة على أنفسهم بأن نسبوا عدم تنزيه الله : إلى الله نفسه !!.. إذ نسب لنفسه في قرآنه وكلامه : ما يحق تنزيهه عنه ؟!!!!..
أيش هذا الكلام بالله عليك إذا صدقت مع نفسك ؟!!!..
هل هؤلاء هم الذين قدسوا الله : بأن نسبوا إليه قوله عن نفسه ما يستحق التنزيه عنه !!!..
ولكي تكتمل الصورة أختنا الكريمة :
على أي الفهمين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته ؟!!!..
التسليم مع ترك الكيفية لله - ولا أقول إنكار الكيفية لأن إنكار الكيفية إنكار للصفة نفسها - ؟!
أم التأويل وفتح باب العبث في كلام الله عز وجل : ذاكط يؤولها بكذ .. وذاك يؤولها بكذا !!! وكل المؤولين متفقون على أنه يجب تنزيه الله مما وصف به نفسه بنفسه !!!..
هل تعلمين أن صحابيا ًفعل ذلك فضلا ًعن رسول الله ؟!!!..
فلماذا إذا ًلا ندعوك أختنا الفاضلة لما آمنا به أنه الحق في أهل السنة والجماعة ورثة رسول الله ؟!!..
3...
لو أنك قرأتي فعلا ًفي الفلسفة وعلم الكلام - وهو ما دفع أربابه للتنزيه والتأويل حتى يُحسنوا صورتهم أمام فلاسفة الأمم الأخرى لاسيما اليونان - أقول :
إذا قرأتي فعلا ًفي الفلسفة وعلم الكلام عند أهل الإسلام ..
فجدير بك إذا ًأن تقرأي مثلا ًللأشعري رحمه الله كلامه القيم :
عندما أعلن عن تركه للفلسفة وعلم الكلام بعد أن نالت منه ما نالت : وعاد للتسليم كأهل السنة والجماعة وعلى رأسهم ابن حنبل رحمه الله !!..
ولن أنقل هنا كلام الأشعري .. وأحسبك لن تعدمي العثور عليه في مظانه ...
ولكني سأنقل لك كلاما ًقيما ًجدا ًلأحد أكابر المتكلمين وهو الرازي إذ يقول :
" لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية : فما رأيتها تشفي عليلاً !!.. ولا تروي غليلاً ..! ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن !!!.. أقرأ في الإثبات : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى .. طه 5 .. إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ .. فاطر 10 .. وأقرأ في النفي : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ .. الشورى 11 .. وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا .. طه 110 .. ثم قال : ومَن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي " !!..
وأما مَن أراد الاستمتاع بظهور الحق في آخر الأمر لدى كل مَن اغتر بعقله ردحا ًمن الزمان :
وتاه في دروب العقل والفلسفة وعلوم الكلام بغير هدى من الدين ونور التسليم (ورد المحكم للمتشابه وعدم الجرأة على تأويل المتشابه) :
فأنقل الكلام التالي :
وهو نص الوصية منقولة للرازي من طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين السبكي 8/ 90-91-92 إذ يقول :
" فاعلموا أني كنت رجلا محبا للعلم، فكنت اكتب من كل شيء شيئا لأقف على كميته وكيفيته، سواء كان حقا أو باطلا، إلا أن الذي نُطِقَ به في الكتب المعتبرة أن العالم المخصوص تحت تدبير مدبره المنزه عن مماثلة المتحيزات موصوف بكمال القدرة والعلم والرحمة، ولقد اختبرت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيت فيها فائدة تساوي الفائدة التي وجدتها في القرآن، لأنه يسعى في تسليم العظمة والجلال لله، ويمنع عن التعمق في إيراد المعارضات والمناقضات، وما ذاك إلا للعلم بان العقول البشرية تتلاشى في تلك المضايق العميقة، والمناهج الخفية، فلهذا أقول: كل ما ثبت بالدلائل الظاهرة، من وجوب وجوده، ووحدته، وبراءته عن الشركاء، كما في القدم والأزلية، والتدبير، والفعالية، فذلك هو الذي أقول به، وألقى الله به، وأما ما لا ينتهى، الأمر فيه إلى الدقة والغموض، وكل ما ورد في القرآن والصحاح، المتعين للمعنى الواحد، فهو كما قال، والذي لم يكن كذلك أقول: ياإ̃له العالمين، إني أرى الخلق مطبقين على أنك أكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين، فكل ما مده قلمي، أو خطر ببالي، فأستشهد وأقول، إن علمت مني أني أردت به تحقيق باطل، أو إبطال حق، فافعل بي ما أنا أهله، وإن علمت مني إني ما سعيت إلا في تقديسٍ اعتقدت أنه الحق، وتصورت أنه الصدق، فلتكن رحمتك مع قصدي لامع حاصلي، فذاك جهد المقل، وأنت أكرم من أن تضايق الضعيف الواقع في زلة، فأغثني، وارحمني، واستر زلتي، وامح حوبتي، يا من لا يزيد ملكه عرفان العارفين، ولا يَنقُصُ ملكُه بخطا المجرمين.
وأقول: ديني متابعة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وكتابي القرآن العظيم، وتعويلي في طلب الدين عليهما، اللهم يا سامع الأصوات ويا مجيب الدعوات، ويا مقيل العثرات، أنا كنت حسن الظن بك، عظيم الرجاء في رحمتك، وأنت قلت: " أنا عند ظن عبدي بي" وأنت قلت: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه) ، فهب أني ما جئت بشيء، فأنت الغني الكريم، فلا تخيب رجائي، ولا ترد دعائي، واجعلني آمنا من عذابك، قبل الموت، وبعد الموت، وعند الموت، وسهل عَلَيَّ سكرات الموت، فإنك أرحم الراحمين.
وأما الكتب التي صنفتها، واستكثرت فيها من إيراد السؤالات، فليذكرني من نظر فيها بصالح دعائه، على سبيل التفضل والإنعام، والا فليحذف القول السيء، فإني ما أردت إلا تكثير البحث، وشحذ الخاطر، والاعتماد في الكل على الله " !!..
فأمهلي نفسك أختنا الفاضلة قليلا ًلقراءة وتدبر ما كتبته لك ونقلت ...
ولعلك تكملي لنا فرحتنا باختيار أحسن الإيمان بإذن الواحد الديان ..
وتفرحينا بلقب جديد - لتكوني معنا هنا جند من جنود الله بعد تعديل المسار -
وتكونين :
مؤمنة عن يقين ...
وفقك الله وثبتنا وإياك على الحق إلى أن نلقاه ...
والحمد لله رب العالمين ..
(35)
ملحدة عن يقين :
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل
بالنسبة للمدرسة الإسلامية الأصح والأرجح فقد كان لي زميل في التدريس يقول لي: إنهم جميعا يصدق فيهم قول الشاعر:
كَلٌّ يَدَّعـي وّصْـلاً بـلَيـْلَي * ولـيلي لا تُقْـرُ لهـم بذاكـا
ولكنني لا أرى قوله
أما عن أهل العدل والتوحيد ( المعتزلة )
فلست أفضل من يقدّم لهم ويظهر أدلتهم وحججهم.
ولذلك أستطيع أن أطلب من أحد علمائهم المعاصرين والذي كان له دور عظيم في تغيير وجهة نظري تدريجيا.
وأظنه يقبل حواركم في موضوع "الصفات" وأنا سوف أكون في مقاعد الجمهور أرجح في عقلي بين عرضكما وأدلتكما وحججكما بلا تدخل.
فإن قبلتم فأذن لي بدعوته هنا.
في حفظ الله
أختكم ملحدة سابقا
(36)
مشرف 9 :
مبارك عليك أختنا إسلامك . وإن كنا نود لو تخبرينا باسم جديد لك في الإسلام .
وندعوه عز وجل أن يسبغ عليك نعمه وهدايته . وأنه إن كان لك جهودا سابقة في الإلحاد أن تتداركيها
وأما بالنسبة لموضوع المناظرة مع أحد علماء المعتزلة المعاصرين فلا مانع لدينا في ذلك ,
وسيكون مكانها في قسم العقيدة بإذن الله تعالى
ونرجو ترتيبك معنا لهذا اللقاء برسائل خاصة مع أحد المشرفين أو في القسم الخاص .
ومن جانبنا سنقوم بترشيح أحد الأخوة الأفاضل - الأفضل في تخصصه وتفرغه ووقته للمناظرة -
وفقك الله وهداك لكل خير . ونحسبك لا تحتاجين للتعريف بأبجديات الدخول في الإسلام
ونحسبك تدركين أيضا أنه قد صار الكل هنا لك أخوة وأخوات
في حفظ الله
(37)
أبو حب الله :
شكر الله كل مَن دعا للأخت بالهداية والتوفيق ..
وشكر خاص للأخت ( أميمة ) وفقها الله .. وقد أسدت لي صنيعا ًبخصوص هذا الحوار في الخفاء :
فأحببت أن أشكرها عليه هنا بارك الله فيها ..
وأما بالنسبة لقول الأخت الفاضلة :
وجميل أنك لم ترين صحة قوله أختنا الكريمة ..
فليس المقام هنا مقام ادعاءات لا بينة عليها .. وإنما وكما أحب أن أشبهه في كلامي :
هو كمَن لديه محفظة فيها نقودا ًوبعض الأوراق الشخصية :
ثم أتاه أدعياء كثر كل ٌمنهم يريدها لنفسه كي يفوز بما فيها ...
وهنا ..
فليس من العقل أن يقول ذلك الشخص أنهم كلهم كاذبين : لأنهم كثر !!!..
ولكن العقل يقول :
مهما كثروا : فإن صاحبها واحد فقط من بينهم ...
وهو الوحيد الذي يعرف أماراتها منهم !!!..
فمتى عرّفها بأمارتها : كان أحق بها ...
وهكذا هو حال أهل السنة والجماعة وسط باقي الفرق ...
كلهم يدعي بالفعل أنه يمثل الإسلام الصافي الذي ارتضاه رب العالمين لعباده ...
وهنا لا ننفي - لكثرتهم - أن تكون الفرقة الحق من بينهم !!..
ولكنا نقول :
أن الفرقة الحق هي ( الوحيدة ) التي تملك أمارات الحق المتعارف عليها من القرآن والسنة ..
والحق أحق أن يُتبع ...
ولا مانع عندي في مناظرة أستاذ المعتزلة رغم ضيق الوقت المتواصل ...
ولكني أرى أن هناك أصلا ًمَن يفوقونني علما ًها هنا : وكانوا أجدر بهذا الحوار ابتداء ً..!
فلا غضاضة من أن يتم ترشيح أحدهم ممَن أراهم أساتذتي في ذلك بارك الله فيهم جميعا ً..
والله الموفق ...