الرد على الزميل الملحد محمد الميرغني - نيستا Nesta Fz في مقاله :
ويسألونك عن الأخلاق ، قل : هي ليست من أمر ربِّي - الجزء 3
(4)
<< هل يكفي العقل وحده لتحديد الأخلاق وفي ضوء العوامل الاجتماعية و (الفطرة ) ؟! >>
<< هل يكفي العقل وحده لتحديد الأخلاق وفي ضوء العوامل الاجتماعية و (الفطرة ) ؟! >>
لماذا لاّ نؤمن إذاً بالعقل الإنساني وقدرته على صياغة الأخلاق الملائمة لمجتمعاتنا المعاصرة ، ونزعم أنّنا بحاجةٍ إلى الوحي الديني ليوجهنا نحو ما يعتقد ـ أي هذا الوحي ـ أنّه أخلاقي ، ويحول بينّنا وبين ما يعتقد أنّه لاّ يليق بنا ولاّ يناسب إنسانيتنا ؟ أليس العقل الذي جعلنا نؤمن بأنّ أوامر الدين تنطبق معه وتلائمه ـ كما يزعم المؤمنون ـ بقادرٍ على صياغة أعراف إنسانية أخلاقية بدون هذا الدين ؟ نعم هو كذلك ، لأنّه ببساطة ـ أي العقل ـ لو كان بمقدوره الحكم على تعاليم الدين و تقيِّيمها أخلاقياً قبل أن يؤمن الفرد بها ـ أي بتعاليم الإله ـ ويُدافع عنها على النحو الذي يفعله المؤمنون فمن باب أولى أنّ لذلك العقل القدرة على إستنباط ما هو أخلاقي حتى قبل أن يُحدِّده هذا الدين . ولكنّنا آثرنا تحديد و تقيِّيد صلاحيات العقل و قدراته في إطار الحكم والتقيِّيم ، رغم أنّ من يُقيِّم ويحكم فهو بديهيا الأقدر والأعلى كعباً فيما يختص بالمراد تقيِّيمه والحكم عليه من المُقَيَّم . فلماذا إذاً نستهجن أن يكون الملحد أخلاقياً ، وكأنّ العقل المُنتِج للأخلاق هو حصراً وحكراً على المتدينيين فقط ؟
<< وأضم إليها هذه الفقرة من مقاله >> :
خلاصة القول هو : أنّ الأخلاق لو كانت من عند الله لما وجدنا بها إختلافاً كثيرا ، ولما وجدنا السرقة ( الهمبتة ) ببعض قبائل السودان ( المسلمة ) شرفاً وفخراً وبطولةً ، ووجدناها بقبائل أُخرى عيباً وعاراً . إذاً لاّ بدّع في أن يكون الملحد أخلاقياً أو ملتزم بجملة من القيّم الأخلاقية ، طالما أنّ الأخلاق هي نزوعٌ فطري ثقافي إنساني لاّ علاقة له بالدين .
<< وأضم إليها هذه الفقرة من مقاله >> :
وكما سبق لي وأن ذكرت بمقالة لي : الوعي والفطرة والتجربة المعرفية والوجودية للبشر و واقعهم المعاش و أنماط تربيتهم وبيئة تنشأتهم هي من وجهة نظري العوامل التي يمكن أن تُساعدنا في التعرف على الصحيح و الخاطئ ، الأخلاقي و غير الأخلاقي ، الخير و الشر . والدين لن يساعدنا على ذلك إطلاقا إلاّ بوصفه عامل ردع ( قمعي ) أو عامل حث ( إغرائي ) على الإقدام على الممارسات الأخلاقية أو الزهد فيها .
------------------------------------------
أقول :
وسوف يكون هذا الرد هو من أكثر الردود طولا واستشهادا بالتوثيقات والمراجع إن شاء الله ..
وقد اخترت أن يكون أول ذلك :
هو الرد العملي لفضح وتعرية خرافة (الإلحاد الأخلاقي) التي يدعيها نيستا اعتمادا على العقل وحده !!!.. وكما يقال : " من ثمارهم : تعرفونهم " !!!..
حيث يبالغ الزميل في تجميل وجه ذلك العقل في إلحاده : وترقيعه بكل خرافة وغلو ومبالغة : لا نجد لها على أرض الواقع أي دليل !!..
ووالله ليكفي ذلك وحده في هدم موضوعه كله واكتشاف أنه أجوف !!!..
لأن العاقل إذا قدمت له مجموعة من قطع النقود وطلبت منه أن يستبعد السيء منها :
ثم رأيت أحدها وقد غطاه الصدأ وتآكل وانخرم :
فالجواب : باين من عنوانه !!!..
والعاقل يكتفي بذلك ولا يكلف نفسه تضييع وقته ليمسكها ويفحصها إلخ إلخ !!..
كيف يفعل ذلك عاقل : وفساد قطعة النقود ظاهر من الخارج لا يحتاج لنظر !
وعلى هذا نبدأ في نشر بعض المعلومات والإحصائيات عن فساد أخلاق الملاحدة وسلوكياتهم وضنك حياتهم أولا : وكذلك سأفعل في أثناء الرد مرات أخرى ..
ولنبدأ على بركة الله ..
يتبع ...
-----------
1...
لقد رأينا فيما سبق مقارنة الزميل الملحد للأخلاق بالمرجع الديني - ورغم انتقاداته الخيالية لها وافتراءاته عليها - في مقابل الأخلاق الإلحادية التي لا تتقنن بأي قوانين ذاتية إلا العقل !!!.. ذلك العقل الذي لا مقياس ثابت له من فرد إلى آخر : لأن كل إنسان يمكن أن يبرر لنفسه أي قول أو فعل : في غياب المرجعية الثابتة للناس جميعا - وهي التشريعات الإلهية والأخلاق والتوجيهات الدينية - ..
أقول :
تعالوا لنرى الآن هل صدق الزميل نيستا بالفعل في خيالاته وأوهامه ؟!!..
هل بالفعل العقل الإلحادي في الأخلاق والسلوكيات هو من أرقى العقول ؟!!..
تعالوا معا لنرى بالإحصائيات والدراسات والحقائق والمراجع العالمية - وليست الإسلامية - !
والتي أنقلها لكم من أكثر من موضع ومن مجهوداتي وبعض الإخوة الأفاضل ..
2...
في بحث استقصائي على مدار عامين قامت به جامعة مانيسوتا الأمريكية فإن الملحدين هم الأكثر اضطهادا في أمريكا ويفوقون في ذلك المسلمين والشواذ جنسيا والمتطرفين إلخ !!..
وذلك :
برغم الدعاية والتلميع الإعلامي للملاحدة ومفكريهم وعلمائهم - لو صح وصفهم بالعلماء - !!!..
في مقابل التشويه الكثيف لكل ما هو إسلامي ووصمه بالإرهاب والتخلف والرجعية : سواء في العديد من أفلام هوليود أو برامجهم ومؤتمراتهم !!!..
There are many groups in America that are subject to discrimination and prejudice, but none are more hated than atheists. Research conducted a couple years ago at the University of Minnesota in Minneapolis found that atheists are more distrusted than muslims or homosexuals in the US
المصدر :
http://goo.gl/0nP8YT
والسؤال الآن لكل عابد للوثن الأمريكي وتقدمه وتفوقه إلخ إلخ :
هذه هي أمريكا نفسها - وبكل ما فيها من فساد رغم نصرانية أهلها الغالبة - :
ها هي تنظر للملاحدة على أنهم حثالة مكروهين ومنبوذين - لعدم أخلاقهم الثابتة ولا مرجعياتهم ولا توقع الأمانة منهم في أي شيء : لا في زواج ولا عمل ولا غيره - : ثم يأتي الملاحدة العرب ويطلبون منا أن نحترمهم وأن نشهد للعقل الإلحادي بحسن الأخلاق !!
أقول :
قد نقبل وجود ملحد على خلق - عادة تكون من بقايا إيمانه أو مجتمعه - ولكننا أبدا :
لا نقبل خرافة وجود إلحاد على أخلاق !!!!!!!!!!!!!!!!!!..
3...
وفي نفس السياق وطبقا للواشنطون بوست في بحث آخر مستقل : فإنه على الرغم من حصول الشواذ جنسيا على بعض الحقوق ونالوا بعض الاعتراف من المجتمع الأمريكي :
فما زال الملحدون الأمريكيون يمثلون أكثر فئات أمريكا احتقارا وكراهية بسبب ما يمثلونه من انعدام للأخلاق وعدم الثقة ورعونة في مبادئهم !!!.. فإن المجتمع الأمريكي سريعا ما يلفظهم ويتردد الأمريكيون كثيرا في إقامة علاقة مع ملحد أو مجرد تولي منصب وظيفي أو حتى المشاركة في فرق الكشافة الشبابية !!!.. خاصة لما يبدونه من صفات عدم تحمل الأمانة في اختبارات التأهيل العسكري الذي تُجريه المؤسسات النفسية العسكرية بأمريكا !!!!!!!!!!!!!!!!...
Long after blacks and Jews have made great strides, and even as homosexuals gain respect, acceptance and new rights, there is still a group that lots of Americans just don’t like much: atheists. Those who don’t believe in God are widely considered to be immoral, wicked and angry. They can’t join the Boy Scouts. Atheist soldiers are rated potentially deficient when they do not score as sufficiently “spiritual” in military psychological evaluations. Surveys find that most Americans refuse or are reluctant to marry or vote for nontheists; in other words, nonbelievers are one minority still commonly denied in practical terms the right to assume office despite the constitutional ban on religious tests
المصدر :
http://goo.gl/kNLzYt
وعلى ذلك :
فعدد الملحدين في أمريكا لا يتجاوزون 6 % على أفضل تقدير !!!..
A 2008 Gallup poll showed that 6% of the US population believed that no god or universal spirit exists
المصدر :
http://goo.gl/AxjdkI
يتبع ...
-----------
4...
ولا بأس من أن نلقي نظرة (طولية زمنية) للمستقبل (الباهر) الذي يعدنا به الزميل الملحد نيستا !!!.. وذلك حتى لا نترك له الفرصة لاتهامنا بأن أراءنا كانت على حالات وقتية فريدة من الملاحدة !!..
حيث بعد دراسة 30 سنة من علم النفس psychology .. والأعصاب والدماغ neurology .. وبالأخص الأعصاب السلوكية Behavioral neurology .. والأنثروبولوجي anthropology .. والإجتماع sociology .. وحتى الإقتصاد :
أتت النتيجة بأن المؤمن المتدين المعتدل : أفضل من الملحد المعتدل نفسيا وأسريا واجتماعيا !!..
أو أن الإيمان - بعبارة أخرى - : مفيد لبناء مجتمع متكامل بعكس الإلحاد !!..
Religion makes people helpful and generous -- under certain conditions: UBC researchers
المصدر :
http://goo.gl/nfQbSf
وإليكم رابط الدراسة :
http://goo.gl/wAuJGa
وقد خرجت الدراسة بالحقائق والنتائج والتوصيات التالية :
1- نسبة الانتحار لدى الملحدين أعلى ما يمكن !!!..
2- نسبة الانتحار كانت أعلى لدى غير المتزوجين ...
3- نسبة الانتحار قليلة بين من لديهم أطفال أكثر ...
4- الملحدون أكثر عدوانية من غيرهم !!!!..
5- الإنسان المؤمن أقل غضباً وعدوانية واندفاعاً !!!!!!..
6- الدين يساعد على تحمل أعباء الحياة والإجهادات ويقلل فرص الإصابة بالاضطرابات النفسية المختلفة !!!..
7- الملحدون كانوا أكثر الناس تفككاً ..!!! وليس لديهم أي ارتباط اجتماعي !!.. لذلك كان الإقدام على الانتحار سهلاً بالنسبة لهم !!!..
8- ختمت الدراسة بتوصية : إن الثقافة الدينية هي علاج مناسب لظاهرة الانتحار !!!..
الصور :
وهذا رابط تنزيل دراسة علمية بحتة - بصيغة pdf - تثبت أن الملحدين هم أكثر الناس انتحارا ..!!!
http://goo.gl/RXMELo
يتبع إن شاء الله ربما غدا لانشغالي الليلة ..
--------
5...
فإذا كان هذا هو ((لمحة)) عن واقع ((الأخلاق الإلحادية)) المر الذي يحاول الزميل نيستا تجميله بالتلفيق والأكاذيب والافتراضات التي لا أصل لها إلا الخيال وتعظيم العقل - وكأن عقل البشر كامل أو وكأن عقل البشر واحد - أقول :
إذا كان ذلك كذلك :
فتعالوا معا نرى ما فرق المرجعية الإلهية عن المرجعية العقلية في مسألة الأخلاق والسلوك ؟!!..
ما الذي ينجو بالبشرية من براثن ((عقل)) إلحادي - مثل ريتشارد داوكينز - الذي يرى أن ((الاغتصاب)) هو كيفي من الناحية الأخلاقية لأنه لا يوجد صواب او خطأ إلا نسبيا !!!.. (( هذه هي حقيقة الأخلاق الإلحادية المائعة بلا مرجع إلا كل عقل خرب لا كما يحاول الزميل نيستا خداع قرائه )) !!!..
المصدر :
http://goo.gl/fJQa18
ولنرى فرق المرجعية الإلهية عن المرجعية العقلية لـ ((عقل)) إلحادي - مثل دان باركر - الذي يقول أن ((الاغتصاب)) ممكن يكون أخلاقي !!!!!!..
المصدر :
http://goo.gl/79kmGx
ولنرى فرق المرجعية الإلهية عن المرجعية العقلية لـ ((عقل)) إلحادي - مثل البروفيسور راندي ثورنهل - الذي ألف كتابا عن نظرية ((الاغتصاب)) في التطور !!.. ويعتبره ((تكيف)) بيولوجي لا شيء فيه وقد فعله أسلافنا في الماضي !!..
المصدر :
http://goo.gl/YIrzjW
http://goo.gl/tG8w2j
ولنرى فرق المرجعية الإلهية عن المرجعية العقلية لـ ((عقل)) إلحادي يرى أن ((الخنزير)) : أفضل من الطفل الإنساني المولود !!.. وأنه يجوز للأب والأم (( قتل )) مولودهم إذا شاءوا ولا مشكلة !!!..
وغيرهم ممن يرون (( قتل )) المخالف في الرأي لمجرد الخلاف - ودعك من الإقناع أو عدمه - !!..
وغيره ممن يرون الزنا بالحيوانات !!.. وزنا المحارم !!.. والشذوذ !!..
إلى آخر هذه ((السفالات)) و((القاذورات)) العقلية التي يرميها علينا ((مرضى)) الإلحاد و((عباد)) العقل الذي يدعونا للاحتكام إليه الزميل نيستا بل - ولك أيها القاريء أن تضحك - : يدعي أنه سيتخذ من (( الفطرة )) مرجعا لذلك أيضا !!..
أقول - وبعد أن نسفنا استحالة علاقة الفطرة بالماديات بدون خالق - :
لو قلنا ان الفطرة هي ما يتفق عليه ويتعارف عليه أغلبية البشر ووضعوه في خانة الصواب الأخلاقي والجيد والحسن :
السؤال :
هل ترى أغلبية البشر يا نيستا يا ملحد :
متفقون على هذه ((السفالات)) و((القاذورات)) الأخلاقية الشاذة ؟!!!..
على العموم :
سأؤجل باقي التوثيقات والفضائح الأخلاقية الإلحادية :
إلى بعد أن نستعرض معا - كما قلت - :
فرق المرجعية الإلهية عن المرجعية العقلية في مسألة الأخلاق والسلوك ؟!!..
وما الذي يعطي لهذه المرجعية الإلهية الميزات الكاملة لحياة الإنسان ؟؟..
يتبع ولكن ربما في وقت متأخر الليلة أو غدا ..
----------
6...
نبدأ على بركة الله نستعرض أبرز فروقات الأخلاق في ظل الدين - الإسلامي خصوصا - وفي ظل العقل الذي لا يظله ولا يحكمه أي شيء !!!.. فحتى المجرم - كما سنرى بعد - يمكن أن تكون له فلسفته الأخلاقية الخاصة في استباحة القتل بكل برود لانعدام المرجعية الصحيحة أخلاقيا !!!..
>>>
الدين يُــفصل الأخلاق العامة ...
مثال : لديك خلقين حسنين وهما بر الأب وبر الأم .. السؤال : هل هناك بر لأحدهما أعلى من الآخر ؟.. نظريا الإجابة لا .. عمليا : الأم تعبت وحملت وربت وأرضعت ونظفت وسهرت إلخ إلخ : في أوقات لم تدركها أنت بعقلك الواعي على كبر .. والنتيجة : أن الله تعالى قد فصل لنا هذه الأولوية من عنده ليبت فيها .. ولو لم يبت فيها : لظل الأمر معلقا وكل له حجته - لأن الأب كذلك له تعبه وسهره وتضحياته وجهده وعمله إلخ - ..
فلأن البت والفصل جاء من طرف محايد أعلم بخلقه - وهو الله - فالكل ينصاع له ..
>>>
وضع حدود وعقاب لاتباع الهوى ..
وذلك لأن كل إنسان قادر بعقله على أن يخترع ويسوغ أي شيء يفعله .. ولو لم يكن هناك حدود وعقاب - علوي - يتم غرسه في النفس والمجتمع : لانتشر فساد المفسدين بما لا طاقة للبشر به .. وعندما يتحكم العقل هنا في تبرير قرارات هوى النفس : فأبشع السلوكيات وأبشع الجرائم سوف يجد لها عنده مخرجا !!!.. فالزنا : رغبة يجب أن يغذيها !!.. والاغتصاب إلى حد القتل : شهوة دفعه إليها انحلال المجتمع وتعقيدات الزواج والإثارة الجنسية المتواصلة في كل ما حوله !!.. وشهادة الزور : طريقة لكسب المال من المجرمين أو لتنفيذ إرادة يراها الشاهد بالزور هي الصواب الذي يجب أن يكون !!!.. والقضاء بالظلم بين متخاصمين : من أسهل طرق الربح والتجارة التي يغدقها عليه الظالمون !!!.. والخيانة الزوجية : لن تضر .. فإن كانت زوجة وولدت من الزنا : فزوجها لن يؤثر فيه أن يربي ولدا ليس له !!.. ولو كان رجل وزنا : فلم يضر زوجته شيئا طالما لم تعرف !!!.. والشذوذ الجنسي وزنا المحارم طالما بالاتفاق فلا بأس !!!..
إلى آخر هذه العشرات من المبررات التي لن يعدم العقل تأليفها لتمرير سائر البلايا الأخلاقية من بوابة الضمير والفطرة ولو بأتفه التبريرات !!.. من أجل ذلك - ولأن الملاحدة لا يؤمنون بالدين الذي يضع للإنسان مراقبا أعلى من البشر وأقدر على عقابه لو فاته العقاب الدنيوي - : فلن تجد ملحدا يستأمنه أحد في شتى هذه المواقف وهو يعرف بإلحاده !!!..
لا في قضاء ولا في شهادة ولا في زواج محترم ... إلخ
>>>
وضع ثواب وتكريم لتقويم النفس وتزكيتها وترقيتها ..
حيث أن الإنسان بطبعه ضعيف .. والنفس تميل إلى المادة والشهوات والتراب والطين " إن النفس لأمارة بالسوء : إلا مَن رحم ربي " سورة يوسف .. وقد عرف الناس أنه كما كان العقاب رادعا عن السير خلف الأخلاق السيئة والجرائم إلخ : فكذلك الثواب والتكريم له كبير الأثر في تقويم النفس على الخير واستنفار النفوس الخاملة والكسولة أو تحفيز النفوس الضعيفة على القيام بالخير بل والترقي فيه وترك كل باطل التصقت به !!.. يقول عز وجل : " وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى : فإن الجنه هي المأوى " سورة النازعات ...
>>>
إعطاء الدين الخبرة النهائية لنتائج السلوكيات من الأفعال والأقوال ..
حيث أنه لا إنسان يعتبر كامل العلم ولا العقل .. ولا حتى الأنبياء والرسل .. فالكمال لله وحده .. والإنسان قد يغتر بقدراته أحيانا وبتحكمه في نفسه .. ثم يفاجأ بضعف لم يكن يعرفه بين جنبيه !!.. تماما مثلما وعد موسى عليه السلام الخضر ألا يسأله في صحبته معه : فسأله ثلاث مرات ولم يستطع الصبر بعكس ما تصور في باديء الأمر !!.. وعلى هذا نقول : كل البشر يخطيء ويصيب .. ولذلك فهم يحتاجون دوما إلى مَن يعينهم بخبرته لتجنب السيء واتباع الصالح - وليس تقديس العقل ! - .. تماما مثل السالك لطريق جديد لا يعرفه : يتمنى لو يقابل أحدا قد مشى فيه من قبل ليخبره عما فيه وعما في نهايته ونتيجته !!!.. وعلى هذا :
فالله تعالى يعطي لنا من التوجيهات وحدود السلوكيات ما يعطينا النتائج مقدما ويغنينا عن التجارب التي ربما أودت بحياتنا أو بأشياء أخرى غالية لدينا ولا يرجعها الندم .. مثلا عندما يشدد الإسلام على تحريم زنا الأقارب - الأب بابنته والابن بأمه مثلا - : فهو يعلم أولا ما لهذا من أضرار صحية ووراثية على المولود - وثانيا يعلم ما تجره مثل هذه السلوكيات الآثمة من آثار نفسية مهلكة لأنها تقتل العواطف الفطرية وتمحو الخطوط الحمراء داخل الأسرة وتدنس طهارة حدودها !!.. وثالثا يعلم مدى الخلافات والتناحرات والقتل والانتقام والتشفي من الإناث - معركة الزوجة وابنتها على الزوج - أو الذكور - معركة الزوج وابنه على الزوجة - وفي ذلك عبرة لمن دفن عقله في قاذورات الإلحاد وأفكاره الشاذة !!.. وكذلك عندما يشدد الإسلام في عدم الخلوة بين المرأة ورجل أجنبي عنها .. أو في عدم خروج المرأة متبرجة في المجامع والأسواق .. أو في عدم ترك الحبل على الغارب للشابات والنساء في الخروج والغياب بل والمبيت خارج المنزل أو السفر بمفردهن أو من غير محرم إلخ .. فالإسلام هنا - والله عز وجل الحكيم الخبير - يعطينا تحذيرا مسبقا قبل أن يقع المحظور من استدراج لزنا أو اغتصاب وتعدي إلخ ! والعاقل : هو مَن يقبل التوجيه من الخبير في مجاله !! " ألا يعلم من خلق : وهو اللطيف الخبير " سورة الملك .. وعلى ذلك قس أخلاق الخمور والسكر ولعب القمار إلخ إلخ إلخ ولذلك قد سبقت أمة الإسلام في كل ذلك سائر الأمم وإلى اليوم رغم الانحطاط ..
يتبع
>>>
دور الدين في تقويم فاسد العادات والتقاليد الاجتماعية والدينية ..
حيث أن الشعوب والأمم وفي كثير من التجمعات البشرية في مدن أو قرى : تجد لهم غالبا عادات وتقاليد اجتماعية أو دينية : قد توارثتها الأجيال بغير تفكير ولا تمحيص ولا تقويم إلهي : حتى خلع عدد منهم عليها القداسة !!.. وهنا يأتي دور الدين والإسلام خصوصا ليصلح الفاسد ويقوم المائل وينصر المظلوم ويدافع عن الضعيف !!.. ففي أماكن من العالم تمارس سلوكيات شديدة المهانة للبنت والمرأة - وإلى اليوم - من ضرب وقتل ووأد .. أو تعدي عليها في ليلة زفافها - عادة فض غشاء البكارة - أو إجبارها على تقبيل قدم أم زوجها أو أبيه إلخ .. أو نرى الرجل يهدي زوجته لصديقه أو يؤجر ابنته للناس أو يتزوج الإخوة امرأة واحدة - كما في وسط آسيا - !!.. وحتى في بلاد العالم المتحضر - كما يسمونها - دأبوا على تجارة الجنس حيث يسرقون الفتيات الصغيرات من شتى بلاد العالم - وخصوصا البلاد المنكوبة وبلاد الحروب - ليقهرونهن ويجبرونهن على العمل في الدعارة بالترويع والترهيب والضرب والتعذيب حتى يخضعن للأمر الواقع !!.. أو يقوموا باستقطاب الفقيرات في هذه الأعمال المهينة التي تقتل المرأة عاطفيا مقابل المال - وكل ذلك مقبول في حكومات تلكم البلاد مما اعتادوه من الزنا تحت حجة تقنينه والحريات المزعومة - وفي أماكن أخرى نجد عادات للسكر والشرب ومن لا يسكر ويشرب لا يعد رجلا عندهم !!.. إلى آخر ذلك من عادات عند الولادة أو عند الموت أو في الأعياد أو في الزواج : فجاء الإسلام ليهيمن فوق كل ذلك ليستبقي ما لا ضرر فيه على الكليات الخمسة (الدين - النفس - العقل - النسل أو العرض - والمال) .. وليخلص الناس مما ضر هذه الكليات الخمس التي هي من مقاصد الشريعة .. يقول عز وجل : " خذ العفو : وأمُر بالعرف : وأعرض عن الجاهلين " سورة الأعراف ..
>>>
الدين يقدم منظومة أخلاقية وتشريعية كاملة وجاهزة وموثوقة لمَن يريد !!!..
وهذه الميزة لكي نتخيلها : فلنتخيل إنسانا كان غارقا في سيء الأخلاق والعادات والكفر والشرك أو الإلحاد إلخ إلخ .. ثم استيقظت فطرته وعرف الحق وأراد الهداية .. فهل عليه أن يقوم بإنشاء منظومة أخلاقية وتشريعية من جديد يجربها وينتقي ويستبعد إلخ إلخ - وسيظل جهده أيضا قاصر لأنه جهد عقل قاصر مهما بلغ - ؟!!!..
ساعتها يجد الإسلام دين الطهر والعفاف وصالح السلوكيات والتشريعات الربانية التي لا شك فيها ..
وللعلم :
لا يمكن الحكم على المنظومة الإسلامية ككل : إلا إذا أخذها أهلها للتطبيق كلها وفق استطاعتهم .. أما غير ذلك - من اقتطاع جزء وترك جزء - : فهو أسلوب هزيل .. أسلوب أعرج كمن يقفز بقدم واحدة - ولا يمكن الحكم على الإسلام كمنهج كامل للحياة من خلاله - وإنما يصلح فقط لمن يتدبر ذلك الجزء وصلاحه ليستدل به على أن الكل أكمل إن شاء الله فيتبعه .. يقول عز وجل : " يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة " - أي خذوا بالإسلام كله - سورة البقرة ..
>>>
الدين مرجع كلي يضع الحدود بين نسبية الأخلاق ويبت فيها ..
وتلك النقطة تمس على الأخص من يستخفون دوما ويتترسون بحجة الحريات الشخصية .. وأنه طالما لم يؤذ أحدا : فلا شيء عليه فيما يفعل .. وهنا : سنستعين بنقطة سابقة وهي أن الدين يعطي الخبرة النهائية لنتائج السلوكيات !!.. فإذا أخذنا مسألة الشذوذ الجنسي كمثال بين رجلين نقول : أنهما على المستوى الشخصي متراضين بهذا الفعل القذر - المنافي حتى للفطرة وأجهزة الجسم واستخداماتها !! - ولكن : تلك النسبية في نظرتهم لهذا الفعل المشين لإدخاله في المباحات السلوكية : هل يفضحه المرجعية الكلية للدين ؟!.. أقول :
نعم تفضحه .. لأن الدين هو من عند رب العالمين خالق البشر ونفوسهم والأعلم بها .. وعلى هذا : فلا يعد من العقلاء من يقول لك سأقفز في الماء ولن أبتل !!.. أو يقول لك سأقفز من فوق سطح البيت ولن أقع للأسفل !!!.. أو يقول لك سأدخل النار ولن أحترق !!.. فهذه المقدمات جميعا لها مترتبات ((حتمية)) على أصحابها يقينا سوف تحدث شاءوا أم أبوا !!..
وعلى ذلك ..
فهل غاب عن أولئك الأمراض الجنسية التي تنشأ من الزنا والشذوذ ؟؟.. تلك الأمراض التي منها ما ينتقل باللمس أو بسوائل الجسم إلخ ؟؟.. هل غاب عنهم كم مسكينا من حولهم يمكن أن يصاب مثلهم بتلك البلايا رغم أنه لم يشاركهم ذلك الشذوذ ؟!!.. هل غاب عنهم أن لهذه العادات الشاذة إدمان في النفس : فإذا غابت أصيب أحدهم بالجنون حتى يدفعه ذلك غالبا للاعتداء على الأبرياء فيصيرون للاغتصاب ضحية - وخصوصا الأطفال الصغار لضعفهم وقلة فهمهم لما يحدث مما يعرضهم للقتل أو الإصابة أو العقد النفسية ! -
هذا فقط غيض من فيض بلايا نسبية الأخلاق المزعومة عند الأفراد .. وأما عند الأمم : فحدث ولا حرج .. وليس أظهر من سياسة الكيل بمكيالين - وخصوصا إذا كان أحد الأطراف مسلما - أو سلوكيات الغش والكذب الإعلامي الذي يمارسه أغلب الدول مع شعوبها لتسييسهم ونهب حقوقهم وأغراقهم في الشبهات والشهوات لتلهيهم عن الصحوة ومحاسبة الطواغيت !
وهكذا أنتهي من عرض أبرز الفروقات بين المرجعية الدينية - والإسلامية خصوصا - وبين المرجعية العقلية !!..
والآن :
نعود إلى وصلة جديدة من عرض ((التطبيقات العملية)) لهذه الفروقات على أرض الواقع مما يفضح لأي عاقل كذب - أو جهل - الملحد نيستا وغيره ممن يعزفون على أوتار الأخلاق الإلحادية الموهومة !!!..
يتبع مع الجزء الرابع إن شاء الله ..
--------
5...
فإذا كان هذا هو ((لمحة)) عن واقع ((الأخلاق الإلحادية)) المر الذي يحاول الزميل نيستا تجميله بالتلفيق والأكاذيب والافتراضات التي لا أصل لها إلا الخيال وتعظيم العقل - وكأن عقل البشر كامل أو وكأن عقل البشر واحد - أقول :
إذا كان ذلك كذلك :
فتعالوا معا نرى ما فرق المرجعية الإلهية عن المرجعية العقلية في مسألة الأخلاق والسلوك ؟!!..
ما الذي ينجو بالبشرية من براثن ((عقل)) إلحادي - مثل ريتشارد داوكينز - الذي يرى أن ((الاغتصاب)) هو كيفي من الناحية الأخلاقية لأنه لا يوجد صواب او خطأ إلا نسبيا !!!.. (( هذه هي حقيقة الأخلاق الإلحادية المائعة بلا مرجع إلا كل عقل خرب لا كما يحاول الزميل نيستا خداع قرائه )) !!!..
المصدر :
http://goo.gl/fJQa18
ولنرى فرق المرجعية الإلهية عن المرجعية العقلية لـ ((عقل)) إلحادي - مثل دان باركر - الذي يقول أن ((الاغتصاب)) ممكن يكون أخلاقي !!!!!!..
المصدر :
http://goo.gl/79kmGx
ولنرى فرق المرجعية الإلهية عن المرجعية العقلية لـ ((عقل)) إلحادي - مثل البروفيسور راندي ثورنهل - الذي ألف كتابا عن نظرية ((الاغتصاب)) في التطور !!.. ويعتبره ((تكيف)) بيولوجي لا شيء فيه وقد فعله أسلافنا في الماضي !!..
المصدر :
http://goo.gl/YIrzjW
http://goo.gl/tG8w2j
ولنرى فرق المرجعية الإلهية عن المرجعية العقلية لـ ((عقل)) إلحادي يرى أن ((الخنزير)) : أفضل من الطفل الإنساني المولود !!.. وأنه يجوز للأب والأم (( قتل )) مولودهم إذا شاءوا ولا مشكلة !!!..
وغيرهم ممن يرون (( قتل )) المخالف في الرأي لمجرد الخلاف - ودعك من الإقناع أو عدمه - !!..
وغيره ممن يرون الزنا بالحيوانات !!.. وزنا المحارم !!.. والشذوذ !!..
إلى آخر هذه ((السفالات)) و((القاذورات)) العقلية التي يرميها علينا ((مرضى)) الإلحاد و((عباد)) العقل الذي يدعونا للاحتكام إليه الزميل نيستا بل - ولك أيها القاريء أن تضحك - : يدعي أنه سيتخذ من (( الفطرة )) مرجعا لذلك أيضا !!..
أقول - وبعد أن نسفنا استحالة علاقة الفطرة بالماديات بدون خالق - :
لو قلنا ان الفطرة هي ما يتفق عليه ويتعارف عليه أغلبية البشر ووضعوه في خانة الصواب الأخلاقي والجيد والحسن :
السؤال :
هل ترى أغلبية البشر يا نيستا يا ملحد :
متفقون على هذه ((السفالات)) و((القاذورات)) الأخلاقية الشاذة ؟!!!..
على العموم :
سأؤجل باقي التوثيقات والفضائح الأخلاقية الإلحادية :
إلى بعد أن نستعرض معا - كما قلت - :
فرق المرجعية الإلهية عن المرجعية العقلية في مسألة الأخلاق والسلوك ؟!!..
وما الذي يعطي لهذه المرجعية الإلهية الميزات الكاملة لحياة الإنسان ؟؟..
يتبع ولكن ربما في وقت متأخر الليلة أو غدا ..
----------
6...
نبدأ على بركة الله نستعرض أبرز فروقات الأخلاق في ظل الدين - الإسلامي خصوصا - وفي ظل العقل الذي لا يظله ولا يحكمه أي شيء !!!.. فحتى المجرم - كما سنرى بعد - يمكن أن تكون له فلسفته الأخلاقية الخاصة في استباحة القتل بكل برود لانعدام المرجعية الصحيحة أخلاقيا !!!..
>>>
الدين يُــفصل الأخلاق العامة ...
مثال : لديك خلقين حسنين وهما بر الأب وبر الأم .. السؤال : هل هناك بر لأحدهما أعلى من الآخر ؟.. نظريا الإجابة لا .. عمليا : الأم تعبت وحملت وربت وأرضعت ونظفت وسهرت إلخ إلخ : في أوقات لم تدركها أنت بعقلك الواعي على كبر .. والنتيجة : أن الله تعالى قد فصل لنا هذه الأولوية من عنده ليبت فيها .. ولو لم يبت فيها : لظل الأمر معلقا وكل له حجته - لأن الأب كذلك له تعبه وسهره وتضحياته وجهده وعمله إلخ - ..
فلأن البت والفصل جاء من طرف محايد أعلم بخلقه - وهو الله - فالكل ينصاع له ..
>>>
وضع حدود وعقاب لاتباع الهوى ..
وذلك لأن كل إنسان قادر بعقله على أن يخترع ويسوغ أي شيء يفعله .. ولو لم يكن هناك حدود وعقاب - علوي - يتم غرسه في النفس والمجتمع : لانتشر فساد المفسدين بما لا طاقة للبشر به .. وعندما يتحكم العقل هنا في تبرير قرارات هوى النفس : فأبشع السلوكيات وأبشع الجرائم سوف يجد لها عنده مخرجا !!!.. فالزنا : رغبة يجب أن يغذيها !!.. والاغتصاب إلى حد القتل : شهوة دفعه إليها انحلال المجتمع وتعقيدات الزواج والإثارة الجنسية المتواصلة في كل ما حوله !!.. وشهادة الزور : طريقة لكسب المال من المجرمين أو لتنفيذ إرادة يراها الشاهد بالزور هي الصواب الذي يجب أن يكون !!!.. والقضاء بالظلم بين متخاصمين : من أسهل طرق الربح والتجارة التي يغدقها عليه الظالمون !!!.. والخيانة الزوجية : لن تضر .. فإن كانت زوجة وولدت من الزنا : فزوجها لن يؤثر فيه أن يربي ولدا ليس له !!.. ولو كان رجل وزنا : فلم يضر زوجته شيئا طالما لم تعرف !!!.. والشذوذ الجنسي وزنا المحارم طالما بالاتفاق فلا بأس !!!..
إلى آخر هذه العشرات من المبررات التي لن يعدم العقل تأليفها لتمرير سائر البلايا الأخلاقية من بوابة الضمير والفطرة ولو بأتفه التبريرات !!.. من أجل ذلك - ولأن الملاحدة لا يؤمنون بالدين الذي يضع للإنسان مراقبا أعلى من البشر وأقدر على عقابه لو فاته العقاب الدنيوي - : فلن تجد ملحدا يستأمنه أحد في شتى هذه المواقف وهو يعرف بإلحاده !!!..
لا في قضاء ولا في شهادة ولا في زواج محترم ... إلخ
>>>
وضع ثواب وتكريم لتقويم النفس وتزكيتها وترقيتها ..
حيث أن الإنسان بطبعه ضعيف .. والنفس تميل إلى المادة والشهوات والتراب والطين " إن النفس لأمارة بالسوء : إلا مَن رحم ربي " سورة يوسف .. وقد عرف الناس أنه كما كان العقاب رادعا عن السير خلف الأخلاق السيئة والجرائم إلخ : فكذلك الثواب والتكريم له كبير الأثر في تقويم النفس على الخير واستنفار النفوس الخاملة والكسولة أو تحفيز النفوس الضعيفة على القيام بالخير بل والترقي فيه وترك كل باطل التصقت به !!.. يقول عز وجل : " وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى : فإن الجنه هي المأوى " سورة النازعات ...
>>>
إعطاء الدين الخبرة النهائية لنتائج السلوكيات من الأفعال والأقوال ..
حيث أنه لا إنسان يعتبر كامل العلم ولا العقل .. ولا حتى الأنبياء والرسل .. فالكمال لله وحده .. والإنسان قد يغتر بقدراته أحيانا وبتحكمه في نفسه .. ثم يفاجأ بضعف لم يكن يعرفه بين جنبيه !!.. تماما مثلما وعد موسى عليه السلام الخضر ألا يسأله في صحبته معه : فسأله ثلاث مرات ولم يستطع الصبر بعكس ما تصور في باديء الأمر !!.. وعلى هذا نقول : كل البشر يخطيء ويصيب .. ولذلك فهم يحتاجون دوما إلى مَن يعينهم بخبرته لتجنب السيء واتباع الصالح - وليس تقديس العقل ! - .. تماما مثل السالك لطريق جديد لا يعرفه : يتمنى لو يقابل أحدا قد مشى فيه من قبل ليخبره عما فيه وعما في نهايته ونتيجته !!!.. وعلى هذا :
فالله تعالى يعطي لنا من التوجيهات وحدود السلوكيات ما يعطينا النتائج مقدما ويغنينا عن التجارب التي ربما أودت بحياتنا أو بأشياء أخرى غالية لدينا ولا يرجعها الندم .. مثلا عندما يشدد الإسلام على تحريم زنا الأقارب - الأب بابنته والابن بأمه مثلا - : فهو يعلم أولا ما لهذا من أضرار صحية ووراثية على المولود - وثانيا يعلم ما تجره مثل هذه السلوكيات الآثمة من آثار نفسية مهلكة لأنها تقتل العواطف الفطرية وتمحو الخطوط الحمراء داخل الأسرة وتدنس طهارة حدودها !!.. وثالثا يعلم مدى الخلافات والتناحرات والقتل والانتقام والتشفي من الإناث - معركة الزوجة وابنتها على الزوج - أو الذكور - معركة الزوج وابنه على الزوجة - وفي ذلك عبرة لمن دفن عقله في قاذورات الإلحاد وأفكاره الشاذة !!.. وكذلك عندما يشدد الإسلام في عدم الخلوة بين المرأة ورجل أجنبي عنها .. أو في عدم خروج المرأة متبرجة في المجامع والأسواق .. أو في عدم ترك الحبل على الغارب للشابات والنساء في الخروج والغياب بل والمبيت خارج المنزل أو السفر بمفردهن أو من غير محرم إلخ .. فالإسلام هنا - والله عز وجل الحكيم الخبير - يعطينا تحذيرا مسبقا قبل أن يقع المحظور من استدراج لزنا أو اغتصاب وتعدي إلخ ! والعاقل : هو مَن يقبل التوجيه من الخبير في مجاله !! " ألا يعلم من خلق : وهو اللطيف الخبير " سورة الملك .. وعلى ذلك قس أخلاق الخمور والسكر ولعب القمار إلخ إلخ إلخ ولذلك قد سبقت أمة الإسلام في كل ذلك سائر الأمم وإلى اليوم رغم الانحطاط ..
يتبع
>>>
دور الدين في تقويم فاسد العادات والتقاليد الاجتماعية والدينية ..
حيث أن الشعوب والأمم وفي كثير من التجمعات البشرية في مدن أو قرى : تجد لهم غالبا عادات وتقاليد اجتماعية أو دينية : قد توارثتها الأجيال بغير تفكير ولا تمحيص ولا تقويم إلهي : حتى خلع عدد منهم عليها القداسة !!.. وهنا يأتي دور الدين والإسلام خصوصا ليصلح الفاسد ويقوم المائل وينصر المظلوم ويدافع عن الضعيف !!.. ففي أماكن من العالم تمارس سلوكيات شديدة المهانة للبنت والمرأة - وإلى اليوم - من ضرب وقتل ووأد .. أو تعدي عليها في ليلة زفافها - عادة فض غشاء البكارة - أو إجبارها على تقبيل قدم أم زوجها أو أبيه إلخ .. أو نرى الرجل يهدي زوجته لصديقه أو يؤجر ابنته للناس أو يتزوج الإخوة امرأة واحدة - كما في وسط آسيا - !!.. وحتى في بلاد العالم المتحضر - كما يسمونها - دأبوا على تجارة الجنس حيث يسرقون الفتيات الصغيرات من شتى بلاد العالم - وخصوصا البلاد المنكوبة وبلاد الحروب - ليقهرونهن ويجبرونهن على العمل في الدعارة بالترويع والترهيب والضرب والتعذيب حتى يخضعن للأمر الواقع !!.. أو يقوموا باستقطاب الفقيرات في هذه الأعمال المهينة التي تقتل المرأة عاطفيا مقابل المال - وكل ذلك مقبول في حكومات تلكم البلاد مما اعتادوه من الزنا تحت حجة تقنينه والحريات المزعومة - وفي أماكن أخرى نجد عادات للسكر والشرب ومن لا يسكر ويشرب لا يعد رجلا عندهم !!.. إلى آخر ذلك من عادات عند الولادة أو عند الموت أو في الأعياد أو في الزواج : فجاء الإسلام ليهيمن فوق كل ذلك ليستبقي ما لا ضرر فيه على الكليات الخمسة (الدين - النفس - العقل - النسل أو العرض - والمال) .. وليخلص الناس مما ضر هذه الكليات الخمس التي هي من مقاصد الشريعة .. يقول عز وجل : " خذ العفو : وأمُر بالعرف : وأعرض عن الجاهلين " سورة الأعراف ..
>>>
الدين يقدم منظومة أخلاقية وتشريعية كاملة وجاهزة وموثوقة لمَن يريد !!!..
وهذه الميزة لكي نتخيلها : فلنتخيل إنسانا كان غارقا في سيء الأخلاق والعادات والكفر والشرك أو الإلحاد إلخ إلخ .. ثم استيقظت فطرته وعرف الحق وأراد الهداية .. فهل عليه أن يقوم بإنشاء منظومة أخلاقية وتشريعية من جديد يجربها وينتقي ويستبعد إلخ إلخ - وسيظل جهده أيضا قاصر لأنه جهد عقل قاصر مهما بلغ - ؟!!!..
ساعتها يجد الإسلام دين الطهر والعفاف وصالح السلوكيات والتشريعات الربانية التي لا شك فيها ..
وللعلم :
لا يمكن الحكم على المنظومة الإسلامية ككل : إلا إذا أخذها أهلها للتطبيق كلها وفق استطاعتهم .. أما غير ذلك - من اقتطاع جزء وترك جزء - : فهو أسلوب هزيل .. أسلوب أعرج كمن يقفز بقدم واحدة - ولا يمكن الحكم على الإسلام كمنهج كامل للحياة من خلاله - وإنما يصلح فقط لمن يتدبر ذلك الجزء وصلاحه ليستدل به على أن الكل أكمل إن شاء الله فيتبعه .. يقول عز وجل : " يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة " - أي خذوا بالإسلام كله - سورة البقرة ..
>>>
الدين مرجع كلي يضع الحدود بين نسبية الأخلاق ويبت فيها ..
وتلك النقطة تمس على الأخص من يستخفون دوما ويتترسون بحجة الحريات الشخصية .. وأنه طالما لم يؤذ أحدا : فلا شيء عليه فيما يفعل .. وهنا : سنستعين بنقطة سابقة وهي أن الدين يعطي الخبرة النهائية لنتائج السلوكيات !!.. فإذا أخذنا مسألة الشذوذ الجنسي كمثال بين رجلين نقول : أنهما على المستوى الشخصي متراضين بهذا الفعل القذر - المنافي حتى للفطرة وأجهزة الجسم واستخداماتها !! - ولكن : تلك النسبية في نظرتهم لهذا الفعل المشين لإدخاله في المباحات السلوكية : هل يفضحه المرجعية الكلية للدين ؟!.. أقول :
نعم تفضحه .. لأن الدين هو من عند رب العالمين خالق البشر ونفوسهم والأعلم بها .. وعلى هذا : فلا يعد من العقلاء من يقول لك سأقفز في الماء ولن أبتل !!.. أو يقول لك سأقفز من فوق سطح البيت ولن أقع للأسفل !!!.. أو يقول لك سأدخل النار ولن أحترق !!.. فهذه المقدمات جميعا لها مترتبات ((حتمية)) على أصحابها يقينا سوف تحدث شاءوا أم أبوا !!..
وعلى ذلك ..
فهل غاب عن أولئك الأمراض الجنسية التي تنشأ من الزنا والشذوذ ؟؟.. تلك الأمراض التي منها ما ينتقل باللمس أو بسوائل الجسم إلخ ؟؟.. هل غاب عنهم كم مسكينا من حولهم يمكن أن يصاب مثلهم بتلك البلايا رغم أنه لم يشاركهم ذلك الشذوذ ؟!!.. هل غاب عنهم أن لهذه العادات الشاذة إدمان في النفس : فإذا غابت أصيب أحدهم بالجنون حتى يدفعه ذلك غالبا للاعتداء على الأبرياء فيصيرون للاغتصاب ضحية - وخصوصا الأطفال الصغار لضعفهم وقلة فهمهم لما يحدث مما يعرضهم للقتل أو الإصابة أو العقد النفسية ! -
هذا فقط غيض من فيض بلايا نسبية الأخلاق المزعومة عند الأفراد .. وأما عند الأمم : فحدث ولا حرج .. وليس أظهر من سياسة الكيل بمكيالين - وخصوصا إذا كان أحد الأطراف مسلما - أو سلوكيات الغش والكذب الإعلامي الذي يمارسه أغلب الدول مع شعوبها لتسييسهم ونهب حقوقهم وأغراقهم في الشبهات والشهوات لتلهيهم عن الصحوة ومحاسبة الطواغيت !
وهكذا أنتهي من عرض أبرز الفروقات بين المرجعية الدينية - والإسلامية خصوصا - وبين المرجعية العقلية !!..
والآن :
نعود إلى وصلة جديدة من عرض ((التطبيقات العملية)) لهذه الفروقات على أرض الواقع مما يفضح لأي عاقل كذب - أو جهل - الملحد نيستا وغيره ممن يعزفون على أوتار الأخلاق الإلحادية الموهومة !!!..
يتبع مع الجزء الرابع إن شاء الله ..