الصفحات

السبت، 11 أغسطس 2012

تعليقات جاءتني من لا دينيين وردي عليها - 13

6)) تعليقات جاءتني من لا دينيين وردي عليها ..

*** السؤال الثالث عشر ***

لماذا لا يقبل الإسلام نظرية التطور ؟!!..
---- 

أقول وبالله التوفيق :
بلغ من كثرة الأكاذيب التطورية التي خيلوا للمسلمين أنها حقائق لا نقاش فيها :
وحتى زينوا لهم غش الحفريات الانتقالية أنه واقع لا مراء فيه :
أن ظهر لدينا جيل ٌمن المسلمين - ومنهم شيوخ أو دعاة للأسف - حاولوا قصارى جهدهم التوفيق بين نظرية التطور والإسلام كرها ًلا طوعا ً!!!.. تأويلا ًلا تحقيقا ً!!!!..

فمنهم مَن كتب كتابا ًمصبوغا ًبالصبغة الدينية يدعي فيه وجود بشر سابقين على آدم عليه السلام ليُثير زوبعة ً!!!..
ومنهم أخ حاورته : جعل من العشوائية والصدفة : أداة (موجهة) من الله !!!!!..
ولا أعرف والله : كيف تكون صدفة وعشوائية (مُوجهة) ؟!!!..

ومنهم مَن يتصدر الإعلام الُمشاهد أو المقروء ليبث للمسلمين هذه اللفتة (أنه لا تعارض بين التطور والإسلام إذا اكتشف العلم صحة التطور) : وكان أكثر مَن تحدث في ذلك للأسف : غير مُلم كفاية بفرضيات التطور من جهة ولوازمها .. وبأكاذيب التطور والتطوريين من جهة ٍأخرى .. 


حتى ظهر منهم مَن لا يُفرق حتى بين الأطوار والتطور !!!!..
فيزعم تصريح الله بالتطور في قول نوح عليه السلام " ما لكم لا ترجون لله وقارا : وقد خلقكم أطوارا " !
فظن أن الأطوار - التي معناها مراحل تغير حال الإنسان من نطفة لعلقة لمضغة إلخ - : ظن أنها تعني تطور الإنسان من أسلاف القرود والشيمبانزي والغوريلا !!!!.. ونسيَ أن علماء الأحياء أنفسهم عندما يصفون مراحل تغير حياة الفراشات مثلا من دودة إلى فراشة يسمونها : طور .. أو أطوار !!!..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !!..
 ولكنا نلتمس العذر لهم : فهم انخدعوا كما خـُدع الكثيرون بأكاذيب الكفرة والملاحدة التي بثياب العلم :  وبسبب إبعاد المسلمين عن العلوم عمدا ًفي بلادهم ! 
ومعذورون كذلك لمحاولتهم عدم فتنة المسلمين في دينهم تحت شبهة نقض العلم للإسلام ..!

والسؤال الآن - وبعد كل ما مر بنا - ...
لماذا لا يقبل الإسلام نظرية التطور ؟!!..

وللإجابة عن ذلك : فسوف أقوم بتقسيمها إلى عدة نقاط ..
مع مراعاة عدم الترتيب في تلك النقاط شرعا ًولا أهمية ًولكنه وفق سياق الموضوع ..
والله المستعان ...
----- 

1...
الإسلام يرفض التطور : لأنه ليس حقيقة ًمسلم ٌبها أصلا ً!!!..
فلا هي واقع نشاهده !!!..
ولا هي ذات أثار ٍنرصدها أو نكتشفها تعضده !!!..
وقد أمرنا الله عز وجل في القرآن بقوله :
يا أيها الذين آمنوا : إن جاءكم فاسق ٌبنبأ ٍ: فتبينوا " الحجرات 6 ..!

فحسب نظرية التطور وكلام داروين بنفسه وكما اقتبسنا من كتابه من قبل مرارا ًوتكرارا ً:
فيجب وجود عدد لا حصر له من حفريات الكائنات الانتقالية بين كل نوعين متتاليين من شجرة التطور المزعومة !
وللعلم : يستوي في ذلك مَن يزعمون التطور بالانتخاب الطبيعي أو بالطفرات !!!..
مثال :
يجب أن نجد مثلا ًحفريات كبير جدا ًبين الإنسان وسلفه المزعوم الشبيه بالقرود !!!..
والسؤال :
فهل تم إيجاد ولو حفرية واحدة لحلقة وسطية أو انتقالية أو بينية : وكما يزعم التطوريون ؟!!!.. 

والإجابة أقولها بمليء فمي :

لا !!!..
لم توجد ولو حفرية واحدة لحلقة وسطية أو انتقالية أو بينية : وكما يزعم التطوريون ؟!!!..

بل وأزيدكم يأسا ًوقنوطا ًمن هذا الخبل والكذب ذي القرون :

أن العاقل يعرف أن باب هذه النظرية قد أ ُغلق بالفعل لسبب بسيط جدا ً!!!!..
هل تدرون ما هو ؟!!!..

حسنا ً...
إن المتأمل للسجل الحفري للكائنات الحية : يجد كل نوع فيه وقد ظهر فجأة : وبكامل أعضائه الفائقة الخلق ما شاء الله : وذلك في تدرج بين الأنواع : وضعه الله لحكمة تهيئة الأرض لحياة الإنسان (أي تظهر الكائنات وحيدة الخلية أولا ًكالبكتريا لتهيئة دورة الماء والبر والهواء .. ثم النباتات التي ستتغذى عليها الحيوانات آكلة النباتات .. ثم الحشرات التي تتداخل في الكثير من دورة حياتها بالنباتات .. ثم الحيوانات والطيور التي ستتغذى على الحشرات والحيوانات آكلة النباتات .. وهكذا وصولا ًللإنسان) ..

أقول :
يظهر كل نوع من الكائنات الحية السابقة فجأة في السجل الأحفوري : 
يحدث ذلك في نفس الوقت الذي (من المفترض) أن يتم إيجاد معه - وفي نفس الحقبة الزمنية وفي نفس المكان - أعداد هائلة من الحفريات الانتقالية !!!!.. ولكنه لم ولن يحدث !!!..
وفشلوا في إيجاد ذلك بين حفريات كل أنواع الكائنات الحية البحرية والطائرة والبرية !!!..

وعليه : فقد أ ُغلق باب الاستدلال على التطور لكل مَن يعقل والله !!!!..
لأنه من الجنون أن يُخبرك أحد المخبولين التطوريين بأنه قد تظهر مثلا ًحفرية أرنب : أقدم من حفرية نجم البحر !
فمثل هذا المخدوع المكابر : لا يعرف نظرية التطور أصلا ًوكيفية تدرجها من خلية واحدة !!!..
ولا يعرف شيئا ًعن السجل الحفري للكائنات الحية وتسلسله !!!!..

وأترككم مع التدليل على كلامي السابق ...
والذي هو سبب كاف ٍلرفض الإسلام لهذا العته الذي بغير دليل : ولن يجدوا عليه دليل !

يقول دارون في كتابه عن شرط صحة نظريته - وهو شرط منطقي علمي مُلزم لكل أنواع التطور سواء بالانتخاب الطبيعي أو الطفرة - :



وإليكم اعترافا ًآخرا ًمنه في صعوبات فرضيته الإلحادية لإقصاء فكرة الإله الخالق (النقطة أولا ً) :



وإليكم اعترافات العلماء بنقض ما عقد عليه دارون آماله :

يقول عالم الأحياء Francis Hitching في كتابه The Neck of the Giraffe: Where Darwin Went Wrong :
إذا كنت نظرية دارون صحيحة : ولو وجدنا حفريات بالفعل : لا بد وأن تحتوي الصخور على حفريات لكائنات متدرجة بشكل دقيق جدا : تتدرج من مجموعة من الكائنات إلى مجموعة أخرى بمستوى أعلى من التعقيد !!.. ولا بد وأن نجد حفريات توضح الفروق الطفيفة بين الكائنات الانتقالية المختلفة : بكمية و بوضوح مماثل للحفريات التي وُجِدَت للأنواع المختلفة المُحَدَّدة (أي يجب ظهور حفريات للاثنين معا في نفس العصور ونفس طبقات الأرض) !!.. و لكن ليس ذلك هو الوضع في الواقع !!.. بل الواقع هو العكس !!.. و هذا ما اشتكى منه دارون نفسه !!..
فعلى الرغم من أنه وفقا لهذه النظرية لا بد وأن تكون هناك كائنات انتقالية لا حصر لها : لماذا لا نرى هذه الكائنات مطمورة بأعداد كبيرة في قشرة الأرض ؟؟!!
وقد شعر دارون أن المسألة ستُحَلّ بإيجاد مزيد من الحفريات .. والواقع أنه كلما تم العثور على حفريات جديدة : كلما وجدناها كلها دون استثناء : قريبة جدا للكائنات التي تعيش حاليا
 " !!..

والنص باللغة الإنجليزية :
If we find fossils, and if Darwin's theory was right, we can predict what the rock should contain; finely graduated fossils leading from one group of creatures to another group of creatures at a higher level of complexity. The 'minor improvements' in successive generations should be as readily preserved as the species themselves. But this is hardly ever the case. In fact, the opposite holds true, as Darwin himself complained; "innumerable transitional forms must have existed, but why do we not find them embedded in countless numbers in the crust of the earth?" Darwin felt though that the "extreme imperfection" of the fossil record was simply a matter of digging up more fossils. But as more and more fossils were dug up, it was found that almost all of them, without exception, were very close to current living animals

وحتى لا يتهمنا أحد أننا ننقل رأي علماء من خارج المؤمنين بنظرية التطور : فإليكم الآراء التالية أيضا ًلتطوريين أنفسهم !!..
حيث يعترف عالم الحفريات المؤيد للتطور في جامعة هارفارد Stephen Jay Gould في أواخر السبعينات قائلا ً:
" إن تاريخ معظم الحفريات : يحتوي على صفتين لا تتماشيان مع التدرج في إيجاد الكائنات الحية :
# الأولى : هي الاتزان والاستقرار !!.. حيث لا تتغير طبيعة الكائنات طوال مدة بقائها على الأرض !!.. فالكائنات الموجودة في سِجِلّ الحفريات : تظهر وتختفي كما هي دون حدوث تغيرات عليها 
(يقصد الرجل أنك لو وجدت حفرية سلحفاة مثلا ًفي زمن معين : ثم حفرية أخرى بعدها بمئات الملايين من السنين وحتى اليوم : تجدها هي هي لم تتغير) !!.. و إن حدثت تغيرات فإنها تكون تغيرات طفيفة وفي الشكل الخارجي : وليست باتجاه أي تطور !!..
# الصفة الثانية : هي الظهور المفاجئ !!.. ففي أي منطقة : لا تنشأ الأنواع الجديدة تدريجيا منحدرة من كائنات أخرى !!.. و إنما : تظهر فجأة : و بتركيب مكتمل تماما
"(الرجل لا يريد هو الآخر القول بأنها قد خُلِقَت منفصلة عن بعضها : وأن كل مخلوق منها له خصائصه المستقلة التي خُلِقَت معه منذ أول لحظة ولكن : لا بأس : فاعترافه هذا يكفينا) " ..

والنص باللغة الإنجليزية :
The history of most fossil species include two features particularly inconsistent with gradualism: 1) Stasis - most species exhibit no directional change during their tenure on earth. They appear in the fossil record looking much the same as when they disappear; morphological change is usually limited and directionless; 2) Sudden appearance - in any local area, a species does not arise gradually by the steady transformation of its ancestors; it appears all at once and 'fully formed'. 

وإليكم شهادة أخرى من Robert Carroll عالم الحفريات : والمؤيد للدارونية : حيث يعترف فيها بأن أمل دارون : لم يتحقق بالحفريات !!.. يقول :
على الرغم من البحث الكثيف لأكثر من مائة عام بعد موت دارون : إلا أن الاكتشافات الحفرية : لا تكشف عن الصورة المتكاملة من الكائنات الانتقالية التي توقعها دارون " !!..

والنص باللغة الإنجليزية :
Despite more than a hundred years of intense collecting efforts since the time of Darwin's death, the fossil record still does not yield the picture of infinitely numerous transitional links that he expected.

وأيضا ًالعالم K. S. Thomson وهو عالم حفريات آخر مؤيد للدارونية : يعترف بأنه من خلال دراسة تاريخ الكائنات التي عاشت على الأرض من خلال سجل الحفريات :
فإن أي مجموعة جديدة من الكائنات الحية تم اكتشاف حفريات لها : كانت تظهر بشكل مفاجئ : وغير مترابط مع أي كائنات حية أخرى !!.. يقول :
عندما تظهر مجموعة كبيرة من الكائنات الحية في السجل : فإنها تكون مجهزة تماما بصفات جديدة : ليست موجودة في الكائنات المتعلقة بها !!.. ويبدو أن هذه التغيرات الجذرية في الشكل الخارجي والوظيفة : تظهر بسرعة جدا ....." !!..

والنص باللغة الإنجليزية :
When a major group of organisms arises and first appears in the record, it seems to come fully equipped with a
suite of new characters not seen in related, putatively ancestral groups. These radical changes in morphology and function appear to arise very quickly
… 

ويقول العالمان Stephen Jay Gould & Niles Eldredge في عام 1993م :
إن معظم الأنواع خلال العصور الجيولوجية المختلفة : إما أنها لا تتغير بأي شكل يُذكَر !!.. أو أنها : تتراوح بشكل بسيط في الشكل الخارجي ولكن : بدون أي توجه نحو التطور " !!..

وقد اضطر لذلك العالم المؤيد للدارونية Robert Carroll نفسه في سنة 1997م إلى أن يوافق على ذلك قائلا ً:
إن معظم المجموعات الكبيرة من الكائنات : تنشأ وتتنوع في مدة جيولوجية قصيرة جدا (أي ليست مليارات وملايين السنين كما يدعي التطوريون الصدفيون) !!.. وبعد ذلك : تستقر على ما هي عليه : بدون أي تغير كبير شكليّ أو غذائي (يعني في نمط الحياة) " !!!..

والنص باللغة الإنجليزية :
Most major groups appear to originate and diversify over geologically very short durations, and to persist for much longer periods without major morphological or trophic change.

وإضافة صغيرة لطيفة من عندي على ما سبق : وهي تتعلق بعلم (المايكرو بيولوجي) ..
حيث يقول البروفيسور (مايكل دانتون) وهو من العلماء المشهورين في علم الأحياء المجهرية (Microbiology) في كتابه (التطور : نظرية في مأزق) :
في عالم الجزيئات والأحياء المجهرية : لا يوجد هناك كائن حي : يُعَدُّ جدًّا لكائن آخر !!.. ولا يوجد هناك كائن : أكثر بدائية : أو أكثر تطوراً من كائن آخر " !!..
Michael Denton “ Evolution: A Theory in crisis 290 - 291
------ 

2...
في أحد محاوراتي مع ملحد سألته : 
لماذا تترك أقرانك من الملحدين واللادينيين وتأتي للنقاش معنا - كمسلمين - ؟! 
فقال لي :
لأنهم يكذبون في كل شبهاتهم دوما ًوأنتم لا تكذبون !!!.. فعرفت أنهم على باطل وإلا ما كذبوا لترويجه !!!!..
ولذلك أتحاور معكم بغية الوصول للحق !!!..

أقول :
وهذا بالضبط ما شاهدناه واستعرضته معكم عشرات المرات بالأدلة الموثقة عن كذب التطوريين وغشهم وخداعهم في كل الأدلة التي يسوقونها إعلاميا ًللعامة والبسطاء ويلبسونها لبسة العلم المزيف !!!..

والسؤال الآن :
الإسلام دين الصدق والطهارة والأمانة .. فكيف يقبل أفكار وكلام هؤلاء الخبثاء الكذابين ؟!!..
كيف يقبله وقد اتفق العقلاء أنه : لا يُلدغ العاقل من جُحر ٍ: مرتين ؟!!!..

تـُلخص لنا مجلة العلوم الأمريكية حقيقة هؤلاء الأفاقين الغشاشين المخادعين في عدد كانون الثاني (أي يناير) 1965م حيث تقولها صراحة ً: 
إن جميع علماء التطور : لا يتورعون عن اللجوء إلى أي شيء : لإثبات ما ليس لديهم عليه من دليل " !!!..

إذن : فرضية التطور المزعومة أصلا ًباطلة !!.. فكيف يُبحث عن علاقة بينها وبين الإسلام !
وقد قيل من قبل :
ما بُنيَ على باطل : فهو باطل !!..
وما فسد أوله : لا يصلح البناء عليه ..

ومن العجيب أن التطوريين أنفسهم يدركون أن التطور هو منقذهم من فكرة الخالق عز وجل !
يقول سير (أرثر كيث) :
إن نظرية النشوء والارتقاء : غير ثابتة علمية !!.. ولا سبيل لاثباتها بالبرهان !!.. ونحن لا نؤمن بها إلا : لأن الخيار الوحيد بعد ذلك هو : الايمان بالخلق الخاص المباشر " !!!.. 
------ 

3...
والآن .. كيف أشار الله تعالى للخلق في الإسلام ؟!!..

أقول أولا ً: 
الله تعالى لا يحتاج في الخلق (أو في أمره كله أصلا ً) لوقت ٍولا مراحل ولا تطور إلخ !
يقول عز وجل :
إنما أمره إذا أراد شيئا ًأن يقول له : كن : فيكون " يس 82 !!..

ولكنه سبحانه عندما يريد أن يترك لنا علامات للتفكر في دنيا الأسباب لوصول رسالة معينة منه إلينا :
فهو يخلق على مراحل ..
مثل خلقه للسماوات والأرض في ستة أيام .. ومثل تدرج بثه للكائنات الحية في الأرض بحكمة :
لنعرف أن مَن خلق كل هذا لنا هو حكيم خبير : يعلم ما يفعل !!!..
وكان منه أيضا ً:
خلق الكائنات الحية كلها من ماء : لوحدة العلاقة الأحيائية بينهم : 
فهم الذين سيتغذى بعضهم على بعض : وستتداخل دورات حياتهم ببعضهم البعض :

يقول عز وجل عن خلق كل حياةٍ من ماء مُبينا ًبذلك قدرته سبحانه الدالة على وحدانية الخالق :
وجعلنا من الماء :كل شيءٍ حي : أفلا يؤمنون " ؟!!.. الأنبياء 30 ..

ويؤكد هذه الحقيقة مرةً أخرى لكل دواب الأرض التي يراها الإنسان في حياته فيقول :
والله خلق كل دابةٍ : من ماء " النور 45 ..

وحتى يصف الله تعالى خلق الإنسان (أصلا ً) و(منيا ً) بالماء فيقول :
وبدأ خلق الإنسان من طين (ولا يكون الطين إلا بماء) وجعل نسله من سلالةٍ من ماءٍ مهين (أي ضعيف غير مُنتبهٍ لقيمته وهو النطفة أو المني" السجدة 7- 8 ..
ألم نخلقكم من ماء ٍمهين " المرسلات 20 ..
فلينظر الإنسان مما خلق ؟.. خلق من ماءٍ دافق " الطارق 6 ..
------

4...
ولما أراد الله تعالى زيادة وصف أصل مكونات الخلقة الإحيائية : فقد زاد لنا بإضافة ذكر التراب إلى الماء !!..
ومجموع أنواع ما بهما من ذرات بالفعل : هو مجموع أنواع ذرات الكائن الحي وخلاياه !!!..

بل : وقام الله عز وجل بلفت انتباهنا إلى أن أصل خلقتنا هو تراب الأرض والطين :
ليضع أمام عيني الإنسان دوما ًأن أصله ومآله إلى التراب : وفي ذلك عظة لمَن يتعظ !!!!..
فعلام التكبر والجحود إذا ًعلى الناس أو خالق الناس عز وجل ؟!!!..
ولذلك عندما يُحيط بالكافر سوءُ عمله يوم القيامة فيقول :
يا ليتني : كنت ترابا ً" !!!.. النبأ 40 .. 
أي يعود ترابا ًكما سيُعيد الله تعالى الحيوانات التي خلقها لخدمة الإنسان ترابا ًيوم القيامة بعد أن أدت وظيفتها !

وعليه ...
فترتيب خلق الله تعالى للإنسان كالآتي :
>>
مرحلة التشكيل :

1) التراب - " ومن آياته أن خلقكم من تراب " الروم 20 ..
2) الطين (التراب + الماء) - " هو الذي خلقكم من طين " الأنعام 2 ..
3) الطين اللازب (وهو الذي يلتصق باليد) - " إنا خلقناهم من طين ٍلازب " الصافات 11 .. 
4) الحمأ المسنون (وهو الطين المتغير الرائحة) - " ولقد خلقنا الإنسان من صلصال ٍمن حمأٍ مسنون " الحِجر 26 ..
5) الصلصال (وهو الطين بعد تيبسه) - " ولقد خلقنا الإنسان من صلصال ٍمن حمأٍ مسنون " الحِجر 26 ..
6) صلصال ٍكالفخار (أي كالطين المطبوخ بالنار) - " خـَلقَ الإنسان من صلصال ٍكالفخار " الرحمن 14 ..
>>
مرحلة نفخ الروح :

7) الروح - " فإذا سويته ونفخت فيه من روحي : فقعوا له ساجدين " الحِجر 29 ..

ولا يعلم حقيقة الروح إلا مالكها .. يقول عز وجل :
ويسألونك عن الروح : قل الروح من أمر ربي : وما أوتيتم من العلم : إلا قليلا ً" الإسراء 85 ..

والسؤال :
هل يُعقل أن بمجرد تشكيل الإنسان من طين : إلى مرحلة الصلصال : وبنفخ الروح فيه :
تدب فيه الحياة : ويكتسب كل أعضائه الخارجية والداخلية ولحمه ودمه وأعصابه وشعره إلخ إلخ إلخ ؟!!..
أقول :
نعم !!!..

فهذه عصا موسى عليه السلام (وهي جماد) : تتحول بأمر الله تعالى إلى حية أو ثعبان حقيقي حي : 
كاملة الخلقة وتسعى وتأكل ..!
فألقاها : فإذا هي حيةٌ تسعى " طه 20 ..!
فألقى موسى عصاه : فإذا هي تلقف ما يأفكون " الشعراء 45 ..!

وهذه ناقة الله لسيدنا صالح عليه السلام : تخرج من الجبل الجماد : حيةً وتأكل وتشرب !!!..
بل :
ولماذا نذهب بعيدا ًعن تحول الطين من بعد تشكيله إلى حياة : وعندنا مثال عيسى عليه السلام !
حيث يقول تعالى مُعددا ًمعجزاته التي أيده بها :
وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني : فتنفخ فيها : فتكون طيرا ًبإذني " المائدة 110 ..!

وهو نفس ما اعترف به عيسى عليه السلام بنفسه وبلسانه قائلا ً:
أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير : فأنفخ فيه : فيكون طيرا ًبإذن الله " آل عمران 49 ..!

فنحن هنا على موعدٍ مع مشهد خلق من طين إلى حياة كاملة : في لحظات !!!!..
حيث لا تطور ! ولا مليارات ولا ملايين السنين ! ولا بقايا تطور لا وظيفة لها ! ولا طفرات ولا انتخاب 

بل وانظروا لكلمة ( كهيئة الطير ) في الآيتين !!!..
أي أنه حتى : لم يكن تشكيلا ًدقيقا ًمطابقا ًتماما ًلشكل الطير !!!..
فهذا عند الله يكفي !!!.. وإلا : 
وما فائدة كونه دقيق الهيئة من عدمه : والله يقدر على الخلق أصلا ًمن لا شيء !!!!...
------ 

5...
دليل ٌآخر ٌعلى أن خلق الإنسان كان منفصلا ًخاصا ًلا علاقة له من قبل بشيء ...
ودليل ٌآخر ٌعلى أن آدم عليه السلام كان بالفعل أشبه بالتمثال الصلصالي المجوف ..
نقرأ الحديث التالي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ...

لما صور الله تبارك وتعالى آدم عليه السلام تركه (أي تركه حينا ًمن الزمن) .. فجعل إبليس يطوف به ينظر إليه .. فلما رآه أجوف (حيث يستطيع أن يتخلله من داخله) قال : ظفرت به !!.. خلق ٌلا يتمالك " !!!..
سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (5/2158) ..
------ 

6...
والآن نقول لكل زاعم للتطور : 
وسواء نسب هذا التطور لآدم عليه السلام : أو لغيره من المخلوقات : 

1)
قد علمنا أن معنى التطور : هو أن تصنع شيئا ً: ثم يتبدى لك أفضل منه : فتقوم بتطويره للأفضل !
والسؤال :
هل يجوز هذا المعنى الدال على الجهل والتجريب في حق الله عز وجل الذي :
خلق كل شيء ٍ: فقدره تقديرا ً" !!!.. الفرقان 2 ..

2)
وقد علمنا أن التطوريين يستدلون على التطور ببقايا أعضاء مزعومة في الكائنات الحية الأعلى من الأدنى : لا وظيفة لها !!!.. ورغم معرفتنا الآن لكذب ذلك - وكما وضحت في مثال الحيتان وسيأتي عليه أمثلة أخرى بإذن الله - أقول :
بفرض صحة هذا الكلام :
فهل يجوز على الله عز وجل : أن ينسى أعضاءً لا وظيفة لها في كائنات لا تحتاجها ؟!!!..
هل يجوز ذلك في حق الله عز وجل الذي :
أعطى كل شيءٍ خلقه (أي خلقته التي هو عليها وأعضاءه) ثم هدى (أي ثم هداه وأعضاءه للعمل بمقتضاها بكمال ٍوتكامل ٍودقةٍ متناهيتين) " ؟!!!.. طه 50 ..

3)
ولو قال قائل ٌمحاولا ًتبرير تلك البقايا التي لا وظيفة لها - وهو ما لم يثبت أصلا ًولكننا سنتنازل معه جدلا ً- أقول : لو قال قائل ٌمحاولا ًتبرير تلك البقايا بأنها (مقصودة) من الله : ليدلنا على تطور الخلق !!!..
أقول :
فهل يتناسب ذلك في زعمكم : مع ما ساقه الله تعالى في أكثر من موضع في القرآن لبيان كمال خلقه وتحدي الكافرين به ؟!!!..
يقول تعالى :
هذا خلقُ الله .. فأروني ماذا خلقَ الذين من دونه !!.. بل الظالمون في ضلال ٍمبين " لقمان 11 ..!
بل :
وهل يتناسب ذلك أيضا ًمع تصريح الله عز وجل بميزانه الدقيق في كل شيء ٍخلقه !!..
إنا كل شيءٍ : خلقناه بقدر " القمر 49 !!...
والأرض مددناها : وألقينا فيها رواسيَ : وأنبتنا فيها من كل شيءٍ موزون " الحِجر 19 !!.. 
والسماء رفعها : ووضع الميزان " الرحمن 7 ..
صُنع الله الذي : أتقن كل شيء " النمل 88 ..

4)
وهل يتناسب ذلك التطور المزعوم للإنسان : مع تكريم الله تعالى له :
ولقد كرمنا بني آدم : وحملناهم في البر والبحر : ورزقناهم من الطيبات : وفضلناهم على كثير ٍمما خلقنا تفضيلا ً" الإسراء 70 ..!

فهل يتناسب هذا التطور المزعوم : مع نفي الله تعالى لتركيب الإنسان على أي صورة من صور ما دونه من الكائنات الحية ؟!!!..
يا أيها الإنسان : ما غرك بربك الكريم ؟!!!.. الذي خلقك : فسواك فعدلك !!.. في أي صورةٍ : ما شاء ركبك (ولم يقع هذا من الله للإنسان تكريما ًله) " !!.. الانفطار 6- 8 .. 
------ 

7...
وأما سائر الكائنات الحية الأخرى : فبجانب أنه لا دليل على تطورها أصلا ًكما رأينا في أول نقطة : وأقل ما فيه هو غياب حفريات الكائنات الحية الانتقالية : أقول :

من الأدلة على الخلق المنفصل لها : ما يُلاحظ من قوله تعالى :
والله خلق كل دابةٍ من ماء " !!!.. النور 45 ..

فتعبير (كل دابة) هنا : يختلف مثلاً عما لو قال تعالى : " والله خلق (الدوابمن ماء " أو ما في معناه !!..

حيث نجد أن حاصل تعميم الخلق من الماء : واقع في الصيغتين .. 
ولكن حاصل تخصيص الخلق نفسه : يُستفاد من التعبير الذي ذكره الله (كل دابة) !!!..

وكذلك أيضا ًالتعبير بكلمة : (بث فيها من كل دابة) .. والذي يُعطي صورةً عن الانتشار دفعةً واحدة لكل نوع من أنواع الدواب ..
يقول تعالى :
وألقى في الأرض رواسيَ أن تميد بكم .. وبث فيها من كل دابة " لقمان 10 ..!

فذكرتني كلمة (بث) هنا : بالنقولات التي نقلتها لكم من كلام العلماء في أول نقطة :
عن الظهور المفاجيء لحفريات كل نوع من أنواع الكائنات الحية : بصورته الحالية التي نعرفه بها بغير تغيير إلى اليوم !!.. 

------ 

8...
وبفرض أن الله تعالى قد أراد لحكمة ٍما أن يخلق كل الكائنات الحية بتطور ٍمن بعضها البعض ..
السؤال :
ما الحكمة من ذلك : ولم يكن هناك أحدٌ سيشاهد هذا التطور أصلا ً- لأنه قبل خلق الإنسان - !!!..
وأيضا ًاليوم : فقد ثبتت الحفريات غياب تلك الحلقات التطورية البينية أصلا ً!!!..
بل : ولا أمل في إيجاد حفرياتها إذ من المفترض أنها كانت ستظهر في نفس طبقات الأرض لحفريات الحقب الزمنية التي تم اكتشاف حفريات بها بالفعل : وليس فيها أيٌ من تلك الخرافات المزعومة !!!..

يعني : لا أحد سيشاهد هذا التطور في الماضي (فما فائدته) ؟!!!..
وأيضا ً: لا أحد سيشاهده في الحاضر ولا المستقبل (فما فائدته) ؟!!!..

وأما التبصر في خلق الله الكامل المُعجز في مخلوقاته ودلالته على وحدانية الله الخالق :
فهو واقع لا محالة من بحث الإنسان وتبصره في الكون وما حوله :
سواءٌ قلنا بالتطور الخرافي المزعوم : أو أسلمنا لله بالخلق الخاص !!!..
فالبداية كانت فجأة وبصورة كاملة تدل على خالق حكيم قادر عليم :
وهذا هو الرد الذي ندين بمثله إلى الله تعالى ردا ًعلى سؤال :
قل سيروا في الأرض : فانظروا كيف بدأ الخلق ؟!!.. ثم الله يُنشيء النشأة الآخرة : إن الله على كل شيء قدير " العنكبوت 20 ..!
------ 

9...
أيضا ً: قد ذكر رسولنا الكريم أن خلق الإنسان قد أتى في سابع يوم ٍ(وهو يوم الجمعة) : بعد أن خلق الله تعالى السماوات والأرض وما فيهن : وهيأهن لحياة الإنسان!!!..
وفي ذكر خلق الإنسان في يوم ٍواحد بمفرده : بيانا ًلعظيم شأنه ومنزلته عند الله عز وجل ..
يقول رسولنا الكريم :

خلق الله التربة يوم السبت .. وخلق فيها الجبال يوم الأحد .. وخلق الشجر يوم الاثنين .. وخلق المكروه يوم الثلاثاء (وقد يكون المقصود بهذا المكروه هنا الفيروسات وأسباب الأمراض وأسباب الزلازل والبراكين والأعاصير إلخ) .. وخلق النور يوم الأربعاء .. وبث فيها الدواب يوم الخميس .. وخلق آدم عليه السلام يوم الجمعة : بعد العصر من يوم الجمعة : في آخر الخلق : في آخر ساعة من النهار بين العصر والليل " .. 
رواه مسلم وصححه الألباني والمُعلمي ..

واليوم المذكور هنا :
لا يعلم مقداره في ذلك الزمن إلا الله ...
فقد يكون مقداره ألف سنة كما جاء في القرآن نفسه بيانه : الله أعلم !
وقد يكون يوما ًتشرق فيه الشمس وتغرب ولكن في وقتٍ أطول أو أقصر من أيامنا اليوم : الله أعلم !
وقد يكون يوما ًله مقداره الخاص عند الله : حيث لم تكن وُجدت بعد الشمس : الله أعلم !
والشاهد هو صدق الله تعالى القائل :
ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض : ولا خلق أنفسهم : وما كنت متخذ المضلين عضدا ً" !!..
الكهف 51 ..

أقول :
وأما الحكمة من تأخير خلق الإنسان عن السماوات والأرض وما فيهن : 
فهو أن جعل له في كل ما حوله وستقع عليه حواسه طوال تاريخ البشرية وتقدمها : آيات دالات على تخصيص الله تعالى له بالعناية دون غيره !!.. فيدفع ذلك كلعاقل متفكر للتدبر فيما يريده منه خالقه !!!..
يقول عز من قائل :
وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض : جميعا ًمنه : إن في ذلك لآيات ٍلقوم ٍيتفكرون " الجاثية 13 ..!

وعلى ذلك :
فإينما يمم الإنسان وجهه بالفعل : برا ًأو بحرا ًأو جوا ً: وجد حقيقة ذلك !!!.. 
فكل ما حوله من مخلوقات : هو يخدمه !!!..
سواء بصورة طبيعية تلقائية علمَ الإنسان بها وأدركها !!.. أو سواء لم يدركها بعد !!..
أو سواء أدركها وشرع في استغلالها وتطويعها تحت يديه لخدمته !!!!..

فمن النجوم المتلألآت ليلا ًللزينة ولعلامات توجيه السائر (الشمس بالنهار والنجوم بالليل) .. إلى الشمس والقمر وفوائدهم الجمة ومنها معرفة السنين والحساب .. إلىالأمطار والرياح والبحار والأنهار والعيون .. إلى النباتات والأسماك والحيوانات التي يتغذى عليها الإنسان ويستخلص منها ما يفيده في اللباس والاختبارات العلمية والدواء وحتى الصبغيات المستعملة في المعامل البحثية !!!..

ملايين الاستخدامات التي أخضعها الله تعالى لهذا الإنسان وعقله القابل للتعليم :
وعلم آدم الأسماء كلها " البقرة 31 ..! فبالله تعالى وعطاياه المُميزة للإنسان : ساد الإنسان وتميز :
خلقَ الإنسان : علمه البيان " الرحمن 3- 4 ..
------ 

10...
وقد يتساءل سائل فيقول : 
ولكني أعيش وأموت : وربما لم أحتك بمئات أو حتى آلاف الحيوانات التي تقول أن الله خلقها وسخرها لي ؟!!..
فأقول له :
هذا ظنك وعلمك المحدود للأسف وإلا :
فالكرة الأرضية مليئة بدورات الحياة والأحياء التي لو اختل جزءٌ صغيرٌ منها : اختلت حياة البشر !!..

بل منها أجزاء لو اختلت بعيدا ًعنك بمئات الكيلومترات (مثل انسياح جليد القطبين مثلا ً) : لأثر عليك في بلدك وربما حياتك !!!..

ولأعطيك مثالا ًعلى هذا الاتزان :
في عام 1907م في إحدى ولايات شمال أمريكا : كان يعيش 4000 غزال وفق توزيع الله الموزون لها في تلك المنطقة .. فأرادت السلطات الأمريكية الحفاظ على تلك الغزلان من الافتراس .. فسمحت للصيادين أن يصطادوا الحيوانات التي تفترس تلك الغزلان كالذئاب والكوجر .. وبالفعل : شرع الصيادون بالاصطياد وقتلالكوجر والذئاب : حتى تناقصت أعدادها بشكل ملحوظ .. فماذا حدث بعد ذلك ؟؟.. 

في عام 1916م أصبح عدد الغزلان 100 ألف غزال !!!.. أي تضاعف عددها في 9 سنوات إلى 25 ضعف !!!..
ونتيجة ذلك العبث في هذا الخلق الموزون للباري عز وجل : واجهتهم مشكلة أكبر وهي : كيف ستتغذى كل هذه الغزلان ؟؟!!.. 
وبالفعل : فبعد عدة سنوات : هلك نصفها لعدم توافر الطعام الكافي له !!!.. 
ثم لما ترك الصيادون صيد الكوجر والذئاب : عاد عدد الغزلان مع الوقت إلى 4000 مرة أخرى في هذه المنطقة !!!..

هذا مثال واحد ...!
فهل يدري المزارعون مثلا ً: كم دورة حياتية وحيوانية تتداخل لحفظ المزروعات لهم !!!..
فبعض الحشرات : لازمة لتلقيح بعض النباتات : فلو ماتت : هلكت تلك النباتات ولم تتكاثر !!!..
وبعض الطيور (كأبي قردان الشهير في مصر) تتغذى على بعض الحشرات الضارة بالنباتات :
فلو مات أبو قردان : لهلكت تلك النباتات بتلك الحشرات !!!!..
وهكذا ...

وحتى البكتريا التي لا تـُرى بالعين المجردة : لها دورات هامة للإنسان وفي الحياة وقد أشرت إليها من قبل معكم ..

والشاهد 
أن الله تعالى بث كل هذه الكائنات الحية والدواب في الأرض : وجعلها في شكل أمم لكي تحفظ نفسها تستمر وتـُقيم حياتها وتكاثرها وتحمي وظائفها : فيستفيد منها الإنسان من حيث يدري أو حتى لا يدري !!!..
وما من دابةٍ في الأرض : ولا طائر ٍيطير بجناحيه إلا : أممٌ أمثالكم " الأنعام 38 !!.. 

بل وهناك لطيفة أخرى في معنى كلمة الأمم ..
وهي أن الأمم لأفرادها أخلاق !!!.. سواء سيئة أو حسنة !!!..
وبالفعل : هذا ما يجده الباحث المتدبر لأمم الكائنات الحية المختلفة !!!..
بل هو اليوم في عصر التقدم العلمي والكشفي والتصوير والدراسات لها : أكبر وأعمق !!!..
ومن تلك الأخلاق الحيوانية :
يستأنس الإنسان بما يُستقبح منها أو يُستحسن !!!.. 
كالغيرة أو الحياء أو الوفاء أو الدياثة أو الشجاعة او المكر أو الخبث أو القذارة ... إلخ
وسبحان الله العظيم !!!..
------ 

11...
هل تذكرون الأخ الذي ذكرت لكم في أول هذا المثال أنه كان يقول بالتطور الصدفي العشوائي ولكن : ينسب الصدفة والعشوائية لله !!.. فهي على ذلك : مضبوطة!!!!..
أقول :
كان كلامه - وكعادة كل باطل - مليء بالمتناقضات التي ضربت له بعضها ببعض فانماحت بفضل الله .. ولكنه أثار شبهتين : هما اللتين يستحقان ذكرهما من بين باقي شبهاته الكثيرة المتهافتة ..

1)
الشبهة الأولى وهي : 
استناده لاستنكار الله تعالى لبعض (مخلوقات الصدفة) مثل لهاث الكلب وصوت الحمار !!..
وفي رأيه أنهما لو كانا من خلق الله : لما كان استنكرهما الله عز وجل !!!..
أقول :
فأما الكلب :
فالله تعالى استخدم صفة ًلصيقة به لا يدعها تطبعا ً(وهي اللهاث لأنه لا يعرق) : فوصف بها عز وجل كل مَن ينسلخ من الدين مع ما وصله من العلم : نتيجة دناءة نفسه بالأصالة وخلوده للتراب والمال وحظوظ النفس : فهي فيه متأصلة تطبعا ًمثل اللهاث للكلب !!!..







والسؤال أين الاستنكار أو الذم هنا للهث الكلب نفسه ؟!!!..
إنما استـُخدمت صفته فقط (وهي ملاصقته طبعا ًللكلب) في تصوير ملاصقة الطبع الدنيء للرجل المضروب به المثال من الله تعالى في قوله :

واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا : فانسلخ منها !!.. فأتبعه الشيطان : فكان من الغاوين !!.. ولو شئنا : لرفعناه بها !!.. ولكنه : أخلد إلى الأرض !!.. واتبع هواه !!. فمثله : كمثل الكلب !!.. إن تحمل عليه : يلهث !!.. أو تتركه : يلهث !!.. ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا (أي بعدما عقلوها وعرفوها ثم تركوها لطبعهم المادي الخسيس) : فاقصص القصص : لعلهم يتفكرون " !!.. 
الأعراف 175- 176 ..
----- 

وأما صوت الحمار .. 
فإن الذي استنكره ليس الله عز وجل !!!..
ولكنه لقمان الحكيم وهو يعظ ابنه وينهاه عن علو الصوت قائلا ً:
واغضض من صوتك : إن أنكر الأصوات : لصوت الحمير " لقمان 19 ..
أقول :
واستنكار لقمان هنا لصوت الحمار : هو استنكار بطبع الإنسان ..
ولم يأت في الآيات التعرض لحكمة صوت الحمار بشيء !!!..
تماما ًكما لو قلت لولدي مثلا ً:
حاذر أن يخرج من بطنك ريحا ًيؤذي الناس كحيوان الظربان " !!!..

ومعلوم أن حيوان الظربان يستخدم هذه الخاصية الفريدة في دفاعه عن نفسه !!!..
فهي بالنسبة للظربان : ميزة ...!
وبالنسبة لغيره : مشكلة 

والمهم :
فلماذا لا نقول أن لصوت الحمار أيضا ًميزةً له أو وظيفة ...؟!
وبهذا : فلا دخل لاستنكار الإنسان لصوته : للحكم على كمال خلقة هذا الصوت أم لا !

فأنا مثلا ً:
فأقل ما أراه في هذا الصوت هو : إغاظة ٌواستهزاءٌ بالشيطان الذي أعطى الله القدرة على رؤيته للحمار !!..
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
إذا سمعتم صياح الديكة : فسلوا الله من فضله .. فإنها رأت مَلكا ً!!.. وإذا سمعتم نهيق الحمار : فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم .. فإنه رأى شيطانا ً" !!.. رواه البخاري ومسلم !!!..

2)
وأما الشبهة الثانية التي أود نقلها هنا ..
فهي سؤال هذا الأخ عن كيفية تنوع ألوان بشرة أجناس البشر أو البشر عموما ً!!!..
وعن كيفية وجود كل جنس في المنطقة التي تناسبه (الزنوج في أفريقيا - البيض في المناطق المعتدلة او الباردة .. وهكذا) ...
أقول : 

فأما بالنسبة لتنوع وتدرج ألوان البشرة في الإنسان ...
فقد وُجد أن المتحكم في هذه الصفة : ثلاثة أزواج من الجينات على الأقل وقد رُمز لها بـ :
ِ(A) ومقابله (a) - و(B) ومقابله (b) - و(C) ومقابله (c) ..

حيث البشرة الشديدة السواد مثلا ًهي : AA BB CC
والبشرة الشديدة البياض هي : aa bb cc
وأما البشرة المتوسطة اللون بينهما فهي : Aa Bb Cc

وعليه .. فلو افترضنا أن آدم وحواء عليهما السلام كانا ذوي بشرة متوسطة اللون ..
فإنه عند تزاوجهما :
فلدينا 64 احتمالا ًللناتج !!!.. يُمثلون 7 درجات ألوان رئيسية !!!..
وهي النسب والأعداد الموضحة بالشكل التالي : 
حيث يمكن اعتبار آدم وحواء عليهما السلام هما الجيل الأول وهو تزاوج :
Aa Bb Cc مع Aa Bb Cc : 



وأما بالنسبة لتوزيع البشر في الأرض : الزنوج مثلا ًفي المناطق الحارة .. والبيض في المعتدلة والباردة إلخ .. أقول :

سواء افترضنا أن قارات الأرض كانت متصلة جميعا ًقديما ًكما تقول الأبحاث الجيولوجية أو منفصلة :
فلو تصورنا أولاد وأحفاد آدم عليه السلام وفيهم التدرج في اللون ..
فإن السود منهم لو بقوا في المناطق الحارة : فلا تغيير للون بشرتهم ..
والنتيجة : لا داعي للانتقال عنها إلى غيرها وخصوصا ًوهي مناطق غنية بالخيرات والأمطار والزرع ..

وأما ذوو البشرات البيضاء أو الفاتحة : فهؤلاء سيلاحظون تغير درجات لون جلودهم مع البقاء في الشمس .. (احمرار اسمرار بعض المتاعب الجسدية الأخرى المتفاوتة) .. وهكذا ..
فهؤلاء : سيتحركون حيث تخف وطأة وحدة الشمس .. وفي مثالنا هنا سيكون شمالا ًمثلا ً!!..
ومع الوقت ...
سيتركز السود في المناطق الحارة ..
ويتركز البيض في غيرها من المعتدل أو البارد ..
وكل ٌله خيراته ومميزاته وعيوبه ... وتهيئة الله له ..

وأما محاولة عكس الآية (انتصارا ًللتطور والتكيف المزعوم) بالقول بأن درجة الحرارة هي التي نتج عنها البشر السود : ثم توارثوا ذلك عبر الأجيال :
فهو قول ٌيصطدم بحقيقة التوارث الجيني أولا ًوهو : عدم توارث الصفات المكتسبة ..!
ويصطدم مع الواقع ثانيا ً:
حيث لو هناك أسرة بيضاء تعيش في أفريقيا لقرون : ولا تتزوج من خارجها :
فستبقى بيضاء !!!..
وبالمثل : لو أسرة سوداء سافرت لأوروبا أو أمريكا وعاشت بها لقرون : ولا تتزوج فيها من خارجها :
فستبقى سوداء !!!..
------

12...
وأخيرا ً....
لو قال قائل أني سأُسلم بالتطور ولكن : بغير كائنات انتقالية !!!..
أي : بغير تجارب تدل على جهل الصانع وحاشى الله أن يوصف بذلك ...
يقول هذا القائل :
أنا سأؤمن بأن الله قد غير من الثعلب مثلاً إلى الكلب (أو العكس) : مرة واحدة !!!..

أقول :
ورغم شذوذ هذا التفكير (لأنه سيلزم لكل نوع على سبيل المثال تغييرين للذكر والأنثى لم يقل به أحد) :
ورغم شذوذه لأن الأمر يحتاج فعلا ًلمعجزات مثل تحويل بيض البرمائيات لزواحف !!!..

أقول : رغم هذا الشذوذ :
فهو في النهاية أيضا ًصورة من صور الخلق الخاص شاءوا أو أبوا !!!!..
ثم سأتركهم عند هذه النقطة يتضاربون في تحديد مسار شجرة التطور المزعومة حتى بهذه الصورة :
حيث لن يستطيعوا الثبات أبدا ًعلى واحدة !!!!.. 

وسبحان الله العظيم !!!..

يُـتبع إن شاء الله ..