الصفحات

السبت، 4 أغسطس 2012

رمضان : تجربة العُمُر !..

بسم الله الرحمن الرحيم ...
الإخوة الكرام ..

جلست مع نفسي للحظات : أتفكر فيهن في شأن رمضان ..
فجال بخاطري عدة أفكار .. أحببت أن أشارككم في إحداها ..
وهي صغيرة قصيرة : أرجو أن تفتحوا لها الصدور ..
----
حيث قمت فيها بتشبيه العمر (وإن شئت فقل : فرصة العمر
الإيمانية
) : قمت بتشبيهها : بصيام يوم ٍفي رمضان !..
ثم : بصيام رمضان كله !.....
---
1)) العُمُر : وصيام يوم ٍفي رمضان ...

مَن مِنا يا إخواني : بلا ذنوب ؟!....
مَن مِنا تخلو حياته مِن لحظات ضعفٍ : قد يقترف فيها
بعض المعاصي والخطايا ؟!.....
أعتقد أنكم توافقوني أنه : لا أحد .............
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
كل بني آدم خطاء .. وخير الخطائين : التوابون " ......
رواه الترمذي وابن ماجة والدارمي وصححه الألباني ....
---
ولكن أيها الأحباب :
أن تقع هذه المعاصي والخطايا : في الأيام المُباركات :
فهذا والله نصرٌ للشيطان مُبين !!...
نصرٌ للشيطان : لا يشعر معه المسلم العاصي إلا : بالأسى
الشديد لنفسه ولحاله الذي تردى !!...
وأما الأدهى والأدهى :
فهو أن بعض مَن لا فقه له .. وبعض مَن لا قوة له على
نفسه وهواها :
إذا نال الشيطان مِنه جولة ًفي أول نهار يوم الصيام مثلا ً:
ظن أن اليوم بأكمله قد ضاع !!!..
فتأبى نفسه المريضة إلا أن :
يستكمل باقي يوم الصيام بمزيدٍ مِن المعاصي !!!!!!!!!!......
---
فيا عجبا ًله !...
بدلا ًمِن أن يتوب ويستغفر مباشرة ًبعد الذنب : ويحاول جاهدا ً
إصلاح ما بقي :
تسوقه نفسه إلى الخلف : لا إلى الأمام !!!...
وإلى التدني : لا إلى الصعود !!!...
فيا حسرته وقت الإفطار وقد :
علِمَ أنه ما انقضى نهار الصوم إلا : وهو في عداد الخاسرين !
خسر أمام الشيطان أولا ً.......
ثم خسر أمام نفسه ثانيا ً..........
ولعَمرُ الله : ما أشبه هذا الحال :
بحال مَن ضاع عمره بأكمله بمثل هذه الحماقة !.....
فكثيرٌ والله قد نال الشيطان منهم نيلة ًفي مقتبل حياتهم :
فبدلا ًمِن التوبة على ما بدر وفات : والعزم على إصلاح ما
هو قادمٌ وآت :
لا تجدهم إلا مخذولين منقلبين : قد رضوا بإكمال ما بقي مِن
حياتهم : على هذا المنوال مِن المعاصي بلا إقلاع !...
فيا حسرتهم عند الممات وبعده !..
--------
2)) العُمُر : وصيام رمضان ...

ولأن رحمة الله بالإنسان واسعة .. ففي الدنيا : لم يعطه
يوما ًواحدا ًمِن رمضان !.. بل الثلاثين أو أقل بيوم !.......
كما أن رسولنا الكريم : شرع لنا زكاة الفطر في رمضان :
طهرة للصائم مِن اللغو والرفث : وطعمة للمساكين " ..
فهل نفع الإنسان ذلك ؟!.....
لا للأسف !.....
فبعض الضعفاء أيضا ً: يقع في الشهر الكريم بأكمله :
في نفس الفخ الشيطاني الذي وقع فيه صاحب اليوم الواحد !
إذ أن الشيطان قد نال مِنهم نيلة ًفي بعض أيام رمضان :
فأبوا أن يُكملوا الشهر الكريم : إلا على المعاصي والذنوب !
فيا سبحان الله : ما أعجب حالهم !...
يستبدلون مكان التوبة : إصرار على الذنب !..
ويستبدلون مكان الأوبة والرجوع :
مضيا ًعلى عمى !!!...
فكيف حالهم يا ترى في نهاية الشهر الكريم :
والمسلمون حولهم فرحوا بصومهم وفرحوا باستقبال فطرهم :
وأما هم : فقد أفطروا قبل الأوان بأوان !!!!!...
فأي فطر ٍ؟!.. وأي فرح ٍ؟!...
----
وخلاصة القول يا إخواني ...........
الحرب بيننا وبين الشيطان قائمة : ولذا أسماه الله تعالى عدو :
إن الشيطان لكم عدوٌ : فاتخذوه عدوا ً" فاطر 6 ...
فكان لذلك :
مِن الطبيعي أن تكون هناك جولات ومنازلات : مِنها ما يخرج
مِنها المؤمن فائزا ًرافع الرأس .. ومِنها ما تغلبت عليه نفسه
أمام الشيطان : فانخذل جولة ًأو أكثر .....
ولكن :
العجب كل العجب لِمن تابعت نفسه الشيطان في انتصاره عليها !
فوالته ولم تتعظ : بدلا ًمِن التوبة وموالاة الله عز وجل :
أفتتخذونه وذريته أولياء مِن دوني : وهم لكم عدو ؟!!!!!...
بئس للظالمين بدلا ً
" الكهف 50 ...
---
أقول :

يا مَن فرطت في أول اليوم : لا ينفرط مِنك آخره !!!...
ويا مَن فرطت في أول الشهر : 
لا تخسر معه آخره !!!...
ويا مَن فرطت في أول العُمُر : 
لا يفوتك إصلاح آخره !!!...
------

فيا مَن ضيع الأوقات جهلا ًبحرمتها *** أفـق : واحذر بوارك !

فسوف تفارق اللذات قهرا ًويُخلي *** الموت كرها ًمِنك دارك !

تدارك ما استطعت مِن الخطايا بتوبةِ *** مُخلص ٍ: واجعل مَدارك :

على طلب السلامة مِن جحيم ٍ: فخير *** ذوي الجرائم : مَن تدارك !
---

ملحوظة : يُمكن للمعتكف في العشر الأواخر مِن رمضان : أن
يُقيم اعتكافه بعد رجوعه مِن العمل : فيجلس في المسجد حتى
يفطر ويُصلي : ويتهجد ويتسحر : ثم يذهب للعمل في صباح
اليوم التالي : وهكذا .. فما لا يُدرك كله لا يُترك جله !...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....