الصفحات

الاثنين، 10 سبتمبر 2012

حكم المبيت في الحج خارج منى في أيام التشريق لمَن تعذر عليه المبيت في منى ..

1.. فتوى للشيخ البراك
عبدالرحمن بن ناصر البراك
3/12/1427هـ

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، محمد وآله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإن من مناسك الحج باتفاق العلماء المبيت بمنى ليالي التشريق، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بات بها هو وأصحابه، وقال: "خذوا عني مناسككم"(1)، ولكن اختلف العلماء في حكم المبيت.
فذهب جمهور العلماء إلى أنه واجب يجب بتركه بدم، وهو الراجح في مذهب مالك والشافعي وأحمد وأصحابهم، واستدلوا لذلك: 
أولاً: بقوله صلى الله عليه وسلم: "خذوا عني مناسككم" وهو أمر يدل على وجوب أخذ المناسك عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأخذ يتضمن العلم والعمل، كما قال تعالى: { وما آتاكم الرسول فخذوه }.


ثانياً: ما ثبت أنه صلى الله عليه وسلم رخص لعمه العباس في ترك المبيت لمنى من أجل سقايته(2)، وكذلك رخص للرعاة من أجل الرعاية(3)، يفهم منه وجوب المبيت على من ليس له عذر، ويلحق بالرعاة والسقاة كل من له عذر عام وهو ما يتعلق بمصالح الحاج، أو خاص كمرض أو عائق من العوائق.

ثالثا: ما رواه مالك عن ابن عمر أن عمر رضي الله عنه قال: "لا يتبين أحد من الحاج ليالي منى من وراء العقبة"(4) .
وذهب أبوحنيفة وأصحابه(5)وابن حزم(6)رحمهم الله أجمعين إلى أن المبيت بمنى سنة وتركه مكروه، ومن تركه أساء ولا شيء عليه، واحتج له ابن حزم بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر به، أي أمر خاصَّا، وأجاب عن قصة العباس والرعاة بأنها إنما تدل على الإذن لهم، ولا تدل على وجوب المبيت على غيرهم، إذْ لم يتقدم أمر بذلك، وليس هذا بمتجه.


واستدل الحنفية على عدم الوجوب بالرخصة للرعاة والسقاة، قالوا: فإن الرخصة لهم في ترك المبيت تدل على التوسعة، وأنه ليس بواجب، وهو من جنس جواب ابن حزم بل أضعف.

ومما تقدم يظهر أن القول الصحيح هو وجوب المبيت بمنى ليالي أيام التشريق، لقوة دليله، وأنه يجب بتركه دم لقول ابن عباس رضي الله عنهما: "من ترك شيئاً من نسكه أو نسيه أو تركه فليهرق دما"(1)، وأنه يسقط الوجوب بالأعذار، ومحل هذا الوجوب حين كانت منى مناخ من سبق(2). 

أمّا وقد صار النزول في منى لا يمكن إلا بأجرة كما هو الواقع في إسكان حملات الحج، أو بِمنّة؛ كالسكنى في المخيمات الرسمية التي لا تحصل لغير من خصصت لهم إلا بسؤال وشفاعة ونحو ذلك، فإن المبيت - والحال ما ذكر- لا يجب، فإن تحمل المنة والأجرة لم يكلف به الحاج، وفيه حرج على أكثر الناس، وقد قال تعالى: { وما جعل عليكم في الدين من حرج }، وعلى هذا فمن لم يتيسر له السكنى بمنى إلا بأجرة أو منة فلا يجب عليه المبيت بها، ولا يجب عليه أن يتحمل مشقة المبيت بالجلوس في الطرقات وعلى الأرصفة وبين الخيام، فإن ذلك حرج أيّ حرج (قلت أنا أبو حب الله : وخصوصا ًلكبار السن والنساء والأطفال الصغار ومع مضايقة الأمن المتواصلة لهم كما سيأتي ذكره الآن وعاينته بنفسي : ، ثم إنه ممنوع في نظام الجهات المختصة، لما فيه من الخطر والأذى على الجالس والمار، قال الله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} وقال سبحانه: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}. والله أعلم.
---------- 

2.. فتوى مختصرة للشيخ ابن باز

حكم من ترك المبيت بمنى لتعذر المكان
إذا لم يجد الحاج مكاناً يبيت فيه بمنى فماذا يفعل؟ وهل إذا بات خارج منى عليه شيء؟

إذا اجتهد الحاج في التماس مكان في منى ليبيت فيه ليالي منى فلم يجد شيئاً فلا حرج عليه أن ينزل في خارجها؛ لقول الله عز وجل:
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[1]، ولا فدية عليه من جهة ترك المبيت في منى؛ لعدم قدرته عليه.


[1] سورة التغابن ، الآية 16.
نشر في كتاب (الدعوة) الجزء الأول ص 128 - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السابع عشر
---------------------

3.. فتوى مفصلة للشيخ ابن باز

هل المبيت بمنى واجب على الحاج، فقد قرأت حديثاً لابن عباس جاء فيه: [[ إذا رميت الجمرة فبت حيث شئت ]]، فأرجو من فضيلتكم أن توضحوا لنا هذه المسألة؟

المبيت في منى فيه خلاف بين أهل العلم، من أهل العلم من قال أنه واجب وهو الأرجح والأصح؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- بات في منى وقال: (خذوا عني مناسككم)، ورخص للعباس وللرعاة في ترك المبيت، العباس من أجل السقاية و الرعاة من أجل الرعي في الليل، فلما رخص لهم دون غيرهم دل على وجوبه على غيرهم، وهذا هو الأرجح، ويرى بعض أهل العلم إلى أنه لا يجب وروى عن ابن عباس وفي صحته عن ابن عباس نظر، فالأولى والأرجح والأقرب إلى الصواب إلى أنه يجب المبيت على الحجاج في منى، ليلة الحادي عشر والثاني عشر، في حق من تعجل، أما من لم يتعجل وبقي إلى ليلة الثالث عشر فإنه يبيت في الليلة الثالثة عشرة، وهذا هو الذي فعله الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو القدوة عليه الصلاة والسلام، وقد قال في الحديث الصحيح: (خذوا عني مناسككم)، يعني تعلموا مني واقتدوا بي في أعمال الحج عليه الصلاة والسلام، لكن من كان له عذر مثل الرعاة الذين يحتاج إلى الرعي بهم خارج منى أو كان من السقاة الحجيج في زمزم أو غيرها أو كان له عذر شرعي كالمرض يحتاج إلى نقله إلى المستشفى ولا يتيسر له البقاء في منى، أو ما أشبه ذلك من الأعذار التي تسوغ له ترك المبيت فلا حرج، وإلا فمن كان سليماً ليس له عذر فإنه يبيت في منى تأسياً برسول الله عليه الصلاة والسلام، واحتياطاً للدين.

وهذا رابط حوار نافع حول ذات الموضوع من ملتقى أهل الحديث وعنه نقلت :

وأختم بهذا النقل الأخير أيضا ً:
------------------ 

4.. موقع الفقه الإسلامي - اللقاء الفقهي الثاني
http://www.islamfeqh.com/news.php?go=fullnews&newsid=101

مَن لم يجد مكانا للمبيت بمنى له أن يبيت في أي مكان آخر قريب

2007 - December - 11


مخيمات الحجيج بمنى أغلى ثمنا من المخيمات نفسها في مزدلفة وربما ابتدأ بعض الحجاج بالحجز أساسا في مخيمات مزدلفة وبعضهم يعلم مسبقا أنه لن يتمكن من المبيت بمنى لعدم وجود مكان مناسب فيها لكن ارتفاع ثمن مخيمات منى يجعله يفضل مزدلفة عليها فهل يجوز ذلك ابتداء؟

هذه المسألة مع مسألة حكم المبيت بمنى كانت محور الحديث في جلسة ضوابط التيسير في المبيت في منى أيام التشريق في اللقاء الفقهي الثاني الذي عقده موقع الفقه الإسلامي.
وقد تبع ذلك مسائل أخرى منها ما يلزم من ترك المبيت بمنى على قول من يرى أنه واجب وحكم غير ما ورد فيهم النص بجواز تركهم المبيت كالأطباء والعسكريين ونحوهم هل يلحقون بالسقاة والرعاة أم لا ؟

كل ذلك كان محور النقاش حيث رأى عدد من الفقهاء المشاركين أن من لم يجد مكان يبيت فيه فى منى جاز له المبيت في أي مكان شاء ولو كان خارج المشاعر ولا يلزمه المبيت حيث انتهت الخيام .
وممن رأى ذلك الأستاذ الدكتور/ الشريف حمزة بن حسين الفعر عضو مجلس الشورى وعلل ذلك بأن المبيت يجب في منى، وما كان خارجاً عنها لا يعد منها.
وكذلك الأستاذ الدكتور الأستاذ الدكتور/ علي محي الدين القره داغي أستاذ الفقه بجامعة قطر وعضو المجمعين الفقهيين وعضو الهيئة التأسيسية لموقع الفقه الإسلامي 
وكذلك الأستاذ الدكتور/ عبد الكريم بن يوسف الخضر أستاذ الفقه بجامعة القصيم
وقد علل ذلك فضيلة الدكتور يوسف بن عبد الله الشبيلي أستاذ الفقه المشارك بالمعهد العالي للقضاء بأنه لم يرد نص يلزم بالمبيت بجوار خيار منى وقياس المبيت على الصفوف في الصلاة قياس مع الفارق لأن الصلاة يشترط فيها متابعة المأمومين للإمام وهذا لا يتحقق إلا باتصال الصفوف بخلاف المبيت فلا يشترط فيه المتابعة.

ومع أن الدكتور توفيق الشريف عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى يرى أنه يبيت في أي مكان إلا أنه يرى أن الأولى أن يبيت بالقرب من خيام منى وكذلك الدكتور عبد الله بن منصور الغفيلي الأستاذ المشارك بالمعهد العالي للقضاء الذي قال إن الأولى أن يبيت في أقرب مكان لمنى، فإن شق ولم يفعل فإنه يصح أن يبيت بعيدا عنها لأن منى هي المختصة بالحكم في الأدلة، ويقرب منها حكماً ما قرب منها مكاناً، لكن لا يأخذ حكمها من كل وجه.

وفي المقابل يرى بعض الفقهاء المشاركون وجوب المبيت بجوار خيام منى لمن لم يجد بها مكانا للمبيت ومن هؤلاء الأستاذ الدكتور/ عبد الله بن محمد الطيار الأستاذ بجامعة القصيم.
وكذلك فضيلة الدكتور حسين بن عبد الله العبيدي والذي قال: أرى أن من لم يجد مكاناً بمنى أن يبيت حيث انتهت الخيام ليكون أقرب تشبهاً بالحجاج، وإلحاقاً باتصال الصفوف، لأن المبيت حيث شاء يترتب عليه مفاسد منها إضاعة الوقت في غير ما ينفع بل يجعل الحاج بعيداً غافلاً عن المناسك.
وقد علل ذلك الدكتور عبد الرحمن الجلعود عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود بأن الضرورة تقدر بقدرها.

أما مسائلة ابتداء الحجز في مخيمات مزدلفة وهو يعلم أنه لن يستطيع المبيت بمنى فإن الأستاذ الدكتور/ الشريف حمزة بن حسين الفعر عضو مجلس الشورى قال: إذا كان واجداً لغيرها مما هو داخل في منى مستطيعاً لدفع أجرتها لزمه ذلك، إلا إذا أفتاه عالم معتبر بعدم لزوم المبيت.

أما الأستاذ الدكتور/ عبد الله بن محمد الطيار فيرى أن الأولى أن لا يحجز إلا في منى لأنه قبل ذلك غير مستطيع للحج.

بينما يرى الأستاذ الدكتور علي محي الدين القره داغي عدم الجواز مطلقا وكذلك الدكتور محمد بن عبد الله السواط عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

وفي مقابل هؤلاء فإن للأستاذ الدكتور عبد الكريم بن يوسف الخضر رأيا مخالفا إذ يقول يجوز للإنسان أن يبدأ حجزه في مخيمات مزدلفة، لكن ليس بعذر أنها أرخص لكن لكون المخيمات الموجودة في منى سعرها عالي فيشق عليه دفع أجرة ذلك، وقد يتسبب ذلك في تأثر قوته وقوت من يعول.

ونحو ذلك رأي الدكتور يوسف بن عبد الله الشبيلي إذ يقول يجوز ابتداء الحجز في مخيمات مزدلفة لكونها أقل سعرا وهو محتاج لذلك أو غلب على ظنه أن الخيام التي في منى ستملأ بالحجاج، أو إذا كان استئجار الخيام بمنى أغلى من غيرها فيعذر في ترك المبيت بمنى.

وكذلك فضيلة الدكتور حسين بن عبد الله العبيدي حيث يرى أن من لم يقدر على الثمن الزائد في مخيمات منى أو كان الثمن كثيراً فلا مانع من ابتداء الحجز في مخيمات مزدلفة لشموله بالرخصة.

وينبه الدكتور توفيق الشريف إلى أن الناظر في الواقع الآن يجد أن المخيمات داخل منى مرتفعة الأسعار جداً والشخص العادي قد لا يستطيع دفع تلك التكاليف وبناء على ذلك يجوز أن يبدأ حجزه في مخيمات مزدلفة.

أما الدكتور جميل اللويحق. جامعة الطائف فقد شرط جواز ذلك بما إذا ثمن حجزه في داخل منى أعلى من سعر المثل أو لا يستطيعه فلا حرج عليه في ذلك.
وكذلك الدكتور/ صالح بن حسن المبعوث قيد الجواز بما إذا كان مضطرا ولم يجد سواها.
وإلى هذا الرأي يميل الدكتور عبد الرحمن الجلعود حيث يقول الذي يظهر أنه إذا لم يكن قادراً على دفع القيمة وليس في مقدرته السكن في منى فإنه يعتبر معذوراً..