الصفحات

الثلاثاء، 26 فبراير 2013

هل يستطيع ربك أن يخلق صخرة : لا يستطيع حملها ؟!..

أقول ...
هذا سؤال إلحادي سفوسطائي جدلي شهير ..!
وسوف نتجول فيه للحظات لنفضح التناقض الذي يحتويه ...

فمثل هذه الأسئلة وأشباهها :
هي موضوعة أصلا ًمحاولة ًمن المخالفين للطعن في لا نهائية قدرة الله عز وجل القائل في قرآنه :
" إن الله على كل شيء قدير " !!..

والصواب :
أن مثل هذه الأسئلة تحتوي على (مستحيلات) أو (متناقضات) في ذاتها !!..
ومثل هذه (المستحيلات) أو (المتناقضات) العقلية : لا تتعلق بها قدرة الله تعالى أصلا ً!!!..

مثال :
عندما يسألك أحد الملاحدة قائلا ً:
هل يستطيع الله : خلق ((إله)) آخر مثله ؟!!..

الجواب : السؤال نفسه يحتوي على (تناقض) و(مستحيل) عقلي في ذاته !!..
ألا وهو : أنه لو خلق الله (إلها ً) آخر : فلن يكون ذلك الآخر (إلها ً) : لأنه مخلوق !!..
والله (أو الإله) : يخلق .. ولا يكون مخلوقا ًوإلا لما كان إلها ً!!!..
ومن هنا : فالسؤال بصورته الحقيقية هو :
هل يستطيع الله ((الخالق)) : أن يخلق ((إلها ً)) مخلوقا ً؟!!..

ويكون الجواب : أنه ليس هناك ((إله)) مخلوق أصلا ً!!!.. فذلك مستحيل عقلي !
وتكون المغالطة هنا هي في مثل قولك :
هل تستطيع الصعود لأسفل ؟!!..
هل تستطيع أن يكون الشيء ذاته : متحركا وساكنا في نفس اللحظة ؟!!..
أو أن تجعله : لا متحركا : ولا ساكنا ؟!!..
ولا سخنا : ولا باردا ؟!!..
إلخ إلخ ...

إذا ً.. وبالعودة للسؤال الأول :
هل يستطيع ربك أن يخلق صخرة : لا يستطيع حملها ؟!..

الجواب : السؤال نفسه يحوي (مستحيلا ً) و(متناقضا ً) عقليا ًألا وهو :
وكأن السائل يقول : 
هل يقدر الله أن يكون غير قادر ؟!!!..
وعليه تتضح المغالطة !!..

إذ أن الله تعالى يستطيع حمل أي شيء .. إذا ً: فلا يوجد أصلا ًشيء : لا يمكن لله تعالى حمله !
إذا ً: 
ليست مثل هذه (المستحيلات) و(المتناقضات) من تعلق (قدرة) الله تعالى (اللانهائية) أصلا ً!!..
وذلك لأن قدرته اللانهائية : تتعلق بالممكن عقلا ً...

وفي النهاية
يمكن لنا أن نضيف أنه من جنس هذه الأسئلة أيضا ًسؤال الملاحدة :
هل يمكن أن يجعل الله نفسه ظالما ً؟؟..
نقول : الله تعالى يفعل ما يشاء في حق ذاته وعباده عز وجل ولكن بشرط :
ألا يتعارض مع كماله عز وجل الذي وصف نفسه به ..
فهو حكيم سبحانه .. 
والكمال صفة ضد النقص ..
فإذا كان قد حرم الظلم على عباده وذمه بالعموم ..
< فالظلم مذموم عند الله وعند الناس .. ولكن التكبر مثلا : غير مذموم عند الله لأنه يستحقه >

فيستحيل في حق الله تعالى أن يتصف بالظلم أو يكتبه على نفسه لأنه صفة نقص !!..
وإنما يمكن العكس ..
وهو أن يكتب على نفسه صفة مدح تتناسب مع كماله عز وجل بما هو أهله ..
يقول عز وجل :
" كتب ربكم على نفسه الرحمة " .. سورة الأنعام ...
ويقابله الحديث الذي رواه البخاري ومسلم :
إن الله تعالى كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق : إن رحمتي سبقت غضبي .. فهو مكتوب عنده فوق العرش " !!..
وغضب الله تعالى كمال : لأنه يصبه على مَن يفعل ما يجلب عليه غضب الله .. ولكن شاء الله تعالى أن يُقدم مستلزم صفة الرحمة عنده : على مُستلزم صفة الغضب .. 

والخلاصة :
قولنا أن الله على كل شيء قدير يعني : قادر على كل ما هو ممكن عقلا ً..
ولا يقال لمَن لا يفعل المستحيل أو المتناقض عقلا ًأنه عاجز ..!
لأن العاجز : هو الذي يعجز عن فعل الممكن عقلا ً!!!..