الصفحات

الخميس، 7 مارس 2013


مناظرة مع الملحد هشام آدم بعنوان : وجود الله .. 
الجزء 5 ... 
جرت هذه المناظرة في جروب (نقاش فكري) على الفيسبوك ..
وقد انتهت بانسحاب الملحد بأعذار أني أخطأت ولفقت ودلست فيها .. ولله الحمد ..!
---------------

44...
>>> بالنسبة لادعاء تطور أحد أنواع السحالي - تسمى سحلية الحائط الإيطالية P. sicula - وهو الآكل للحشرات : إلى نوع آخر في 30 عاما آكل للنباتات أقول : تتلخص الخدعة هذه المرة في أنهم أتوا إلى نوعين مختلفين من السحالي - وبالاختلافات الجسمية والسلوكية التي ذكروها هم أنفسهم - : ثم كذبوا فقالوا بأن أحد النوعين : قد تطور إلى الآخر !!.. وقبل الشرح وبالتفصيل : فأود التنبيه على أن هناك أنواع من السحالي بالفعل تأكل (النباتات) !!.. فكما أن الطعام الأساسي للسحالي هو الأشياء اللينة والحشرات - وذلك لأن أغلب السحالي لها أسنان قصيرة تمسك بها الطعام ولكنها لا تقطعه - إلا أن منها ما يأكل النباتات والفواكه أيضا ً!!!.. وهذه المعلومة التي لا يعرفها الكثيرون نجدها في الموسوعات بكل بساطة مثل موقع almaoso3a أو حتى الويكيبديا عن السحالي حيث نقرأ من منتصف الصفحة تقريبا وتحت عنوان (Relationship with humans) أو علاقتها مع الإنسان .. نقرأ : Lizards are predominantly insectivorous, but some eat fruit, or vegetables. Live crickets and worms are the most typical foods for pet lizards .. والآن أستاذ هشام : تعالى نستعرض معا باختصار - ومن الويكيبديا - : قصة تطور هذه السحلية !!!.. حيث نقرأ أن هذه السحلية P. sicula قد تم في عام 1972م نقل عشرة منها بالغين : وذلك من جزيرة Pod Kopište إلى جزيرة Pod Mrčaru : والتي تبعد عنها فقط 3.5 كلم شرقا ًبكرواتيا .. ثم مع انتهاء الحروب اليوغوسلافية : عاد العلماء إلى الجزيرة الثانية : فماذا وجدوا بعد 35 سنة ؟؟؟.. - فقط ؟ وليس حتى ملايين السنين ولا ألافها ؟!! - لقد وجدوا نوعا مختلفا من السحالي !!!.. حيث يعتمد في أكله على النباتات وليس الحشرات : وعلى هذا صاحبته عدة تغيرات في جسده : سواء من الداخل لتوائم هضم النباتات : أو من الخارج !!!.. حيث صارت قوة العضة أقوى !!.. ومتوسط الحجم أكبر !!!.. وأطراف خلفية أقصر !!!.. ومتوسط سرعة عدو أو جري أبطأ !!!.. وتغير في الاستجابة لمهاجمة السكان !!!.. ووجود اختلاف في المصران الأعور لتبطيء مرور الطعام وتوفير غرف تخمير لكي تستطيع الميكروبات تحويل السيليلوز لهضم الطعام النباتي !!!.. وكذلك وجود ديدان خيطية في تلك السحالي : لم تكن موجودة لدى سحالي الجزيرة الأولى !!!.. انتهى الكلام ... أقول .. وللرد عليه : سأذكر أولا أن العلماء عندما رصدوا كل هذه الاختلافات : قاموا بعمل تحليل حمض نووي DNA لنوع السحلية في الجزيرة الأولى : والذي وجدوه في الجزيرة الثانية : فماذا وجدوا ؟؟.. وجدوا أنه شبيه به فقط ..؟!! أي مثلا كما تتشابه أنواع الكلاب المختلفة ؟؟!!.. وإليك النص بالإنجليزية : While mitochondrial DNA analyses have verified that P. sicula currently on Pod Mrčaru are genetically very similar to the Pod Kopište source population أقول : فإذا سلمنا بوقوع هذا الاختلاف الجيني بالفعل - وفي فترة قصيرة 35 سنة فقط - فذلك يهدم مزاعم التطوريين التي لجأوا إليها - وما زالوا - بتعليق شماعة التطور على الطفرات المتراكمة والمتراكبة لملايين وآلاف السنين !!.. وخصوصا : وأنهم بأنفسهم يعترفون بعدم تدخل الإنسان في تطور هذه السحلية المزعوم ولا حتى متابعته وتسجيله وملاحظته كأي فريق علمي محترم يتم اعتماد نتائجه وملاحظاته !!!.. and the P. sicula expanded for decades without human interference, .. وكل ذلك يعود بنا من جديد أستاذ هشام إلى دائرة (الافتراضات) التطورية التي لم يشاهدها أحد !!!.. والتي تجعل الأقرب للمنطقية هو أن السحالي في الجزيرة الثانية : هي نوع آخر وليست هي نفسها التي في الجزيرة الأولى !!!.. وإليك تأكيد آخر على ذلك أستاذ هشام وهو : أن صفات الجزيرتين أصلا ً: تكاد تكون متطابقة !!!!.. وعليه يكون السؤال هو : ما الذي أدى لتغير هذه السحالي في الجزيرة الثانية : وعدم تطور الأخرى التي في الجزيرة الأولى !!!!.. فالجزيرتان مثلا : هما في نفس الموقع من البحر الأدرياتيكي : ولا يفصلهما عن بعضهما البعض إلا 3.5 كم فقط !!!.. In 1971, ten adult P. sicula specimens from the island of Pod Kopište were transported 3.5 km east to the island of Pod Mrčaru (both Croatian islands lie in the Adriatic Sea near Lastovo) .. وأما الأكثر غرابة : فهو أن الجزيرتين لهما نفس : الحجم !!!.. والارتفاع !!!.. والمناخ المحلي !!!.. والغياب العام من الحيوانات المفترسة الأرضية !!!!... The two islands have similar size, elevation, microclimate, and a general absence of terrestrial predators ..! فهل اتضحت الصورة الآن أستاذ هشام ؟!!!.. وأخيرا ً: أن طريقة التطور بصورته التي أعلنوا عنها في هذه الحالة : والذي اعتمد على (تكيف) السحالي مع بيئة الجزيرة الثانية وطعامها إلخ - فلو صح - : لكان متناقضا مع القاعدة البيولوجية التي تقول : الصفات المكتسبة : لا تورث !!!.. حيث لو افترضنا أن أحد السحالي تأثر ببيئته من حوله (في حياته) وتكيف معها : فما هي الآلية التي نقل بها ذلك التكيف إلى ((جيناته)) وعمل ((شيفرات وراثية)) لها ؟!!!.. ثم : نقلها إلى أبنائه ؟؟!!.. إذا الخلاصة : إما أنهم يتحدثون عن نوعين مختلفين من السحالي !!.. وإما أن التغييرات المذكورة هي من قبيل (التكيف) في حياة كل سحلية تولد في هذه البيئة : ولا يتم توريثه وإنما يظهر ويزداد ظهوره مع كبر عمر الكائن - وذلك مثل الأشخاص الذين ينتقلون لمناطق شديدة البرودة أو الحرارة أو مرتفعة كثيرا عن سطح البحر acclimatization ..!
---------------

45...
>>> بالنسبة لمثالك أستاذ هشام عن الأفاعي المجلجلة : فهو مفيد بالفعل لكشف (الخلط) و(الافتراضات الزائدة) التي يروجها التطوريون على أنها من العلم : وهي ليست من العلم في شيء !!!.. أقول : أولا : أنت لم تقم بتعريف معنى (الغريزة) لنا !!!!.. وهل تلك الغريزة لها تمثيل جيني أم لا ؟!!.. ولو لم يكن لها : فكيف تدخل في حيز التطور ؟!.. ولو كان لها : فكيف يقوم الحيوان بترجمة (سلوك ما) قام به في حياته ووجده مفيدا : إلى مجموعة من الجينات والشيفرات الوراثية في خلاياه الحية ؟!!!.. عجيب صح ؟!.. ولنأخذ مثالا هنا وهو جلجلة ذيل تلك الأفاعي .. فنحن هنا أمام (((سلوك))) وليس (((صفة جسدية))) !!.. فهل يتم توارث ذلك السلوك في رأيك ؟!!.. المشاهد والمعروف عمليا هو : نعم !!!.. الكثير من الحيوانات والطيور والحشرات بل والطفيليات أيضا - وكما شرحت سابقا - إلخ تقوم بدورات حياتها ومختلف (تصرفاتها) (السلوكية) فيها بالغريزة والفطرة !!!.. والسؤال الآن : كيف تم ترجمة ذلك وراثيا وتحويله من (سلوك) خارجي (مثل الهجرة الموسمية في اتجاه معين لآلاف الأميال) : إلى معلومات ممثلة على الحمض الوراثي ؟!!.. لدرجة أن الأبناء يولدون بكامل معلوماتهم اللازمة لهم في الحياة التي لم يتعرفوا عليها بعد !!!.. حسنا .. نعود للأفاعي المجلجلة التي اكتشفت أن صوت ذيولها جلب عليها الهلاك : فقررت أن توقفه .. ودعنا الآن أستاذ هشام نحاول رسم ((سيناريو)) لما سيحدث .. فهذا الجيل في هذه المنطقة : سيتوقف عن جلجلة ذيوله .. فهل سيتأثر بذلك الجيل الذي بعده ؟!!.. لا !!!!.. لأن الصفات المكتسبة - ودعنا نقول والمفقودة - لا تورث !!!.. ثم كل جيل يولد : سيعلمه أبواه أن لا يجلجل بذيله حتى لا يهلك .. وهكذا إلى آلاف أو ملايين السنين .. السؤال الآن أستاذ هشام هو : هل ((عدم استخدام)) الأفاعي لذيولها : سيتم ترجمته ((جينيا)) إلى أوامر تقتضي بالتخلص من الذيول المجلجلة ؟!!!.. وإذا فرضنا - جدلا فقط - أنه حدث : فمن الذي سيقوم بهذه المهمة الصعبة ؟؟؟.. ((ملاحظة - تقييم - أخذ قرار - قدرة على التشفير - قدرة على التعديل - قدرة على حماية الوضع الجديد)) ؟!!.. مَن ؟؟؟؟.. أقول : ألا تلاحظ معي أستاذ هشام أنه لو صح فهمنا لكلامك : أنك تكون قد عدت بذلك لأكثر من قرن ونصف من الزمان إلى نظرية ((الاستخدام وعدم الاستخدام)) التي قال بها لامارك : وتأثر بها داروين في فرضياته وكتابه أصل الأنواع ؟!!.. حيث يقول في الباب الأول من كتابه وتحت اسم : التمايز تحت تأثير التدجين Variation under demostication وتحت العنوان الثاني من الباب وهو تأثيرات السلوك Efficts of Habits ومن أول سطر : " السلوكيات التي تتغير : تحدث تأثيرا وراثيا !!.. ومثال ذلك ما يحدث في الفترة التي تزهر فيها النباتات عندما تنقل من مناخ إلى مناخ آخر : أما في الحيوانات فإن الزيادة في استخدام أو عدم استخدام الأجزاء قد كان له تأثير أكثر وضوحا " !!.. ولعل بعض المعجبين بداروين والتطور - وخصوصا من العرب - لم يكونوا يعرفون ذلك عنه .. ولكن مع ترجمة كتابه للغة العربية : ظهرت الفواجع للأسف فقط : لمَن قرأه !!!.. - ومن هنا أنا أستبشر خيرا بترجمتك لكتاب جيري كوين : لماذا التطور حقيقة ؟ Why Evolution is True :) - أقول .. هذا واحد من عشرات السقطات العلمية التي نص عليها داروين في كتابه بوضوح وتأثر بها لعشرات السنوات مَن أتوا بعده - وإلى اليوم - !!.. هذا عما بقي في كتابه .. وأما مثال آخر لما تم حذفه لمبالغته فيه في خياله التطوري : فكان مثال تطور الدب إلى حوت !!!!!!!!!!!!.. نتيجة لـ (سلوكه المائي) !!!.. حيث قال في صفحة 184 - والتي تم حذفها لاحقا - : وتعليقا على مشاهدة صديقه هيرني للدب الأسود وهو يعوم لساعات في أمريكا الشمالية فاتحا فمه ليصطاد الحشرات مثلما يفعل الحوت مع الأسماك : فقال داروين - تقريبا أخذها بالشبه كده :) - : " أنه لا يجد أي صعوبة في تخيل نوع من الدببة : وبمزيد من السلوكيات البحرية في حياتها : ومزيد من اتساع فمها ومع الانتخاب الطبيعي : أن تصبح يوما ما مخلوقا في حجم الحوت الضخم " !!!.. والنص بالإنجلزية : In North America the black bear was seen by Hearne swimming for hours with widely open mouth, thus catching, like a whale, insects in the water. Even in so extreme a case as this, if the supply of insects were constant, and if better adapted competitors did not already exist in the country, I can see no difficulty in a race of bears being rendered, by natural selection, more and more aquatic in their structure and habits, with larger and larger mouths, till a creature was produced as monstrous as a whale. ..! المصدر - Charles Darwin, The Origin of Species: A Facsimile of the First Edition, Harvard University Press, 1964, p.184 .. ولكني سأحسن الظن بك أستاذ هشام وأقول أنك ربما تعني أنه : ربما في فترة آلاف السنين القادمة : ظهرت طفرة تسبب عدم جلجلة إحدى الأفاعي لذيلها .. وعلى هذا يكون السيناريو هو : أنه مع الوقت ومع الانتخاب الطبيعي وتميز هذه الأفعى عن غيرها بقدرتها على البقاء : سيتم اصطفاؤها دونا عن غيرها لتسود ..! وهنا أقول : وهل هذا ما سيقع بالفعل أستاذ هشام ؟!!.. أم أن الواقع يقول أنها لن تتمايز عن غيرها لأن كل الأفاعي من حولها أيضا لا يجلجلون ذيولهم أصلا ولكن سلوكا : لا ولادة !!!.. ما الجديد ؟!!.. وما المميز ؟!!.. أترك لك الإجابة على كل هذه الأسئلة .. لنتابع ...
---------------

46...
>>> أقول .. ومن هنا يمكنني استعراض تعريفك ((الأكثر تفصيلا)) عن التطور أستاذ هشام .. والذي نقلته لنا من كلام أحد أبرز التطوريين وهو دوغلاس جويل فوتويما Douglas Joel Futuyma حيث يقول : "" في المفهوم العام للتطور فإنَّ التطوّر هو تغير ليس إلا. وكل شيء في هذا الكون خاضع للتطور (التغير) بدون أيّ استثناء، المجرات والنجوم، لغة البشر، الأنظمة السياسية... كلها تتطور بشكل أو بآخر، ولا شيء ثابت في هذا الكون. وتعريف التطور البيولوجي هو: التغير في خصائص الجماعات الحاصل حتمًا في فترة تفوق فترة حياة أحد أعضاء تلك الجماعة. والتغيرات في خصائص أفراد الجماعات بمعزل عن مجموعاتها لا تعتبر تطوراً لأنَّ المنظمات الحيوية الفردية لا تتطور بمعزل عن جماعاتها. إنَّ التغيرات التي تعتبر تطورًا هي التغيرات التي يتم توريثها من أجيال سابقة عن طريق المادة الجينية. والتطوّر البيولوجي قد يكون طفيفًا أو أساسيًا، فهو يشمل تغييرات الجينات التي تحدد زمرة الدم في الجماعة الواحدة ويشمل أيضا التغييرات التي أدت إلى نشوء أحياء معقدة كالحلزون والنحل والزرافات من كائنات عضوية أكثر بدائية."" أقول : هنا لي ثلاثة تعليقات .. 1- توسيع مفهوم التطور (عمدا) ليشمل أي تغيير ! حتى أنه لم يربطه ولو مرة واحدة في كلامه أن يكون نافعا ! وذلك لأن الكثير من الأمراض التي تصيب الكائنات الحية هي في أصلها وحقيقتها : تغيير جيني أيضا ! 2- من الجيد جدا أنه ذكر في آخر كلامه (التطور الكبير) أو (الحقيقي) الذي يعرف أن الجدال ينصب أصلا عليه لأنه هو ظهور حيوان لم يكن لو وجود من قبل .. وضرب مثلا بذلك : الحلزون والنحل والزرافات ! أقول : إلى اليوم أستاذ هشام وما زال يتخبط التطوريون في تفسير كيفية ظهور وتطور عشرات الكائنات الحية وتحديد أسلافها أو تصنيفها الشجري ! والناظر في كلام التطوريين في ذلك يرى مدى (السطحية) التي يفترضون بها مثل هذا التطور الكبير ! والذي لا يعتمد في أغلبه إلا على الشبه الخارجي والتشريح الظاهري ! ثم تأتي الجينات لتكذب كل ذلك وتصطدم التطوريين بالغرائب تلو الغرائب ! فقد رأينا داروين مثلا وهو يفترض تطور الدب : إلى حوت يكبره بمئات المرات في الحجم والوزن ! ويختلف عنه بدرجة كبيرة في التشريح والتنفس والولادة والرضاعة تحت الماء وتحديد الاتجاهات والأغشية الحافظة للتنفس والزعانف ومقاومة الضغط إلخ إلخ .. وهناك آخرون قد فسروا خرطوم الفيل بأن تمساحا قام بمسكه من أنفه القصير - قبل التطور - فطال أنفه من ساعتها :) ! وهناك من لا يرى أي إشكالية في خروج الأسماك من الماء بالطفرات البطيئة والانتخاب الطبيعي : ونسي (أو تناسى) أن هناك تعقيدا حيويا يقف أمام هذه الخرافة وليس بالسطحية التي يصورونها للعوام ! حيث يجب ظهور أكثر من تعقيد في جسم السمكة : وفي وقت واحد : حتى تستطيع الخروج من الماء وتعيش ! فتحتاج لتغيير في جهازها التنفسي ! والعظمي ! والعضلي ! والإخراجي - بما فيه التعرق - ! وهناك من كان يرى أن الباندا الأبيض (الكبير) والباندا الأحمر (الصغير) لهما نفس السلف المشترك للتشابه الظاهري الكبير بينهما (أي أن كلاهما من الدببة) : حتى أن الباندا الأبيض لديه إبهام إضافي في يده أي ستة أصابع : وكذلك الباندا الأحمر .. ولكن مع اختبارات الحمض النووي الوراثي لهما : ظهرت النتيجة وهي أن الباندا الأبيض الكبير ينتمي لفصيلة الدببة : وأما الباندا الأحمر الصغير فينتمي لفصيلة الراكون ! وكذلك أيضا التشابه الظاهري بين حيواني الفقمة : وأسد البحر .. فقالوا أن لهما أصل مشترك بالتأكيد .. ولكن المفاجآت بعد ذلك توالت عليهم في دراساتهم للحيوانين : لدرجة أن وصل الحال بهم إلى أن قالوا أن الفقمة قد تطورت من الظربان ! وأما أسد البحر فقد تطور من كلب أو دب ! وهكذا العجائب تتوالى والتخبط يتزايد .. فنرى خلد الماء يحتارون في نسبته وقد أعجزهم خلق الله تعالى المعجز له ليجمع بين سمات العديد من الحيوانات (طيور - ثدييات - أسماك) ! وأيضا أرنب الصخور : وهو حيوان ثديي كثيف الشعر : واختلفوا في تحديد سلفه الأعلى ! فأسنانه تشبه أسنان الفيل ! ولكن أذناه تشبه أذنا الحصان ! وأما المضحك المبكي أستاذ هشام : فهو - وكما تسخر دوما من فكرة الخالق وتراها غير منطقية - فلتقارنها لنا إذا ًبأفكار التطوريين عندما يبدعون في تفسيرات (التطور الكبير) بأعاجيب القصص والخرافات (اللا علمية حتى) : وإلى اليوم : وإلى وقت قريب !!!.. ولعلي هنا أحب قصة تفسيرهم لظهور ((اللبن)) في الثدييات ! فهي إحدى المعضلات أيضا التي ليس لها حل إلا الخالق عز وجل ولكنهم يتكبرون ! نجدهم يقولون : " شرعت بعض الزواحف التي عاشت في المناطق الباردة : في تطوير أسلوب للحفاظ على حرارة جسمها !!.. وكانت حرارتها ترتفع في الجو البارد ! وانخفض مستوى الفقد الحراري عندما أصبحت القشور التي تغطي جسمها أقل ! ثم تحولت إلى فرو ! وكان إفراز العرق وسيلة أخرى لتنظيم درجة حرارة الجسم ! وهي وسيلة لتبريد الجسم عند الضرورة عن طريق تبخر المياه !!.. وحدث بالصدفة (!) : أن صغار هذه الزواحف بدأت تلعق عرق الأم لترطيب نفسها !!.. وبدأت بعض الغدد في إفراز عرق أكثر كثافة (!) تحول في النهاية إلى لبن (!) ولذلك حظي هؤلاء الصغار ببداية أفضل لحياتهم " ! المصدر - National Geographic, vol. 50, December 1976, p. 752. George Gamow, Martynas Ycas, Mr Tompkins Inside Himself, London: Allen & Unwin, 1968, p. 149 .. وأما تعليقي الثالث والأخير على دوغلاس فوتويما للتطور : فأتركه للمداخلة القادمة
---------------

47...
3- وأما التعليق الثالث والأخير على تعريف دوغلاس فوتويما للتطور : فأتساءل معه : ما الذي دفع الرجل - وهو من أعلام لتطور - لتوسيع دائرة التطور ليشمل ((كل تغيير)) ولو طفيف في الكائنات الحية ؟!!.. بما في ذلك التكيف والتأقلم والتغييرات (الوقتية) الذين ذكرتهم في كلامي من قبل !!!.. (مثل تغير قدرة الإنسان على التنفس في المناطق المرتفعة وتأقلمه بعد فترة معها !!.. أو تأقلمه في المناطق الباردة أو الحارة في التعرق ومسارات الدم تحت الجلد !!.. بل وحتى صار مجرد تغيير لون البشرة تبعا لقوة أو ضعف الأشعة الشمسية تطور !!.. وكذلك قوة عضلات اليدين أو الفك حسب المجهود أو العمل أو الرياضة أو أنواع الأكل !!!.. إلخ) .. أقول : الرجل قام بتوسيع مفهوم التطور لكل هذه الدرجة : ليحفظ ماء الوجه عندما ((لا يجد)) أدلة على التطور الأكبر ليتحدث عنها : فيصير بإمكانه التحدث عن التطور الأصغر (بدلا منها) !!!.. وأما السبب : فهو أن الرجل - وبخلاف ما أخبرنا به الأستاذ هشام من تهافت فكرة الخلق المباشر وأن العلماء تركوها كفرضية منذ زمن - أقول الرجل : يقر ويعترف أنه إذا استمر الظهور المفاجيء في الحفريات للكائنات الحية وهي في كامل تطورها وكما نعرفها إلى اليوم بعد مئات الملايين من السنين : واستمر في المقابل الغياب (الدائم) للحفريات الوسطية التي نسف غيابها كل فرضيات الانتخاب الطبيعي والتطور البطيء بالطفرات - من المفترض - !!.. فإنه لا مناص حينئذ من الاعتراف بالخلق المباشر - لاحظوا أنه يعترف أنها فرضية مطروحة توصل إليها حتما وعقلا ومنطقا - حيث يقول - وبكل وضوح - : " إما أن تكون الكائنات الحية قد ظهرت على وجه الأرض وهي كاملة التطور : وإما أنها لم تظهر ..!! وإذا لم تكن قد ظهرت في شكل كامل التطور : فلابد أنها قد تطورت من أنواع كانت موجودة من قبل عن طريق عملية تحور ما .. وإذا كانت قد ظهرت في شكل كامل التطور : فلا بد أنها قد خُلقت بالفعل بواسطة قوة قادرة على كل شيء " !!.. المصدر - Douglas J. Futuyma, Science on Trial, New York: Pantheon Books, 1983, p. 197 .. أقول : هذا الكلام عن احتمالية الخلق المباشر عندما يصدر من عالم (تطوري) يا أستاذ هشام : فهو يؤكد أن قضية الخالق المباشر هي قضية ((ما زالت)) مطروحة إذا صحت شواهدها !!!.. وشواهدها إلى اللحظة - ومنذ بدء الإنسانية وإلى نهايتها - صحيحة بالفعل !!!.. أنواع تظهر فجأة في السجل الحفري بدون مقدمات وبكامل تعقيداتها !!!.. ثبات على مدى ملايين ومئات الملايين من السنين لم تتغير عما نعرفه اليوم !!!.. الأمر لا يحتاج لكثير تفكير أستاذ هشام .. وحتى بالمنطق : فإذا سألتك مَن هو رئيس دولة إستونيا : هل هو باراك أوباما ؟؟.. أم توماس هندريك إلفيس ؟؟.. وكنت أنت على يقين بأن باراك أوباما هو رئيس أمريكا لا غيرها : فيمكنك ساعتها اختيار توماس هندريك إلفيس وأنت على يقين بصحة إجابتك : رغم أنك لم تكن تعرفها من قبل !!!.. وهذه هي القضية بكل بساطة أستاذ هشام !!.. الخلق المباشر ليس خيالا وافتراضا لا صحة له ولا وزن .. بل هو في نظر المؤمنين قائم بأدلته الذاتية التي لا ينكرها إلا جاحد .. أما عند غير المؤمنين من المتشككين ونحوه : ففي أقل حالاته هو أحد التفسيرات المطروحة (تفسير من بين اثنين لا ثالث لهما) لوجود الكائنات الحية بكل تمايزها وتنوعها إذا لم يصح التدليل على وجودها بالتطور - وهذا هو الواقع إلى الآن ودعك من البروباجندا :) - ..! وأما بالعودة لكلام دوغلاس فوتويما مرة أخرى وعدم استبعاده للخلق المباشر - ولاحظ أنه كلام حديث نسبيا - أقول : فهو يذكرني بكلام قديم مشابه - ولكنه أكثر وضوحا وعقلانية - لألفريد والاس نفسه Alfred Russel Wallace : والذي أخذ منه داروين فكرة الانتخاب الطبيعي !!!.. وهذا دليل آخر على ((عجز)) الانتخاب الطبيعي عن تفسير بعض معضلات فرضيات التطور : حتى ولو بالخيال - والخيال هو كل رأس مال فرضيات التطور إلى اليوم :) - ! فوالاس كان يؤمن بقوة روحية عليا في الكون : هدفها - أو أقصى غاياتها كما ظهر له - هو خلق الروح الإنسانية !!!.. فظهور الإدراك الإنساني هو أحد ثلاث معضلات : كان الرجل صادقا مع نفسه عندما (((استثناهم))) من خرافة الانتخاب الطبيعي !!.. حيث يؤمن بالتدخل ((المعجز)) لهذه القوة الروحية العليا في الكون ثلاث مرات على الأقل في تاريخ الحياة : 1- إنشاء الحياة من مواد غير عضوية ..!! 2- منح بدايات الوعي للحيوانات العليا ..!! 3- إخراج البشر في صورة المالك للإدراك الكلي ..!! والنص بالإنجليزية من صفحة الويكيبديا الخاصة به : something in "the unseen universe of Spirit" had interceded at least three times in history. The first was the creation of life from inorganic matter. The second was the introduction of consciousness in the higher animals. And the third was the generation of the higher mental faculties in mankind. He also believed that the raison d'être of the universe was the development of the human spirit ..! إذا أستاذ هشام : القول بخالق مباشر للكائنات الحية : ليس بالدرجة التي ذكرتها من الرفض والاستنكار والاستبعاد العلمي والمنطقي !!!.. بل ومن النقل السابق لوالاس : أنتقل بك للتعليق على أخطاء التصميم الذكي وتطور الإنسان !
---------------

48...
الإنسان ....! ذلك المكرم في الأديان : المهمش في التطور والإلحاد !!!.. رغم أن الكون كله والحياة على الأرض دلت الكثير من العلماء أنهم لن يكونوا كذابين إذا قالوا أنه هو (السبب) الذي من أجله خلق الكون !!!.. سواء من أجله ماديا وانصباب الكل في خدمة حياته على هذه الأرض .. أو عقليا روحيا !!.. وكل ذلك تبلور في مباديء الأنثروبي اليوم !!.. ولعل من أفضل الكتب التي يمكنك القراءة عن ذلك فيها جيدا : وأدلته العلمية على الأقل - ودعنا من العقلية والروحية الآن - فهو كتاب الدكتور مايكل دانتون Michael Denton الشهير : قدر الطبيعة : كيف كشفت قوانين البيولوجيا الغرض من الكون !!.. Nature's Destiny. How the Laws of Biology reveal Purpose in the Universe .. وأما بالعودة للمعضلة (العقلية الإدراكية) الخاصة بالإنسان وتميزه : والتي تنكرها أنت بغرابة شديدة أستاذ هشام بقولك : "" نأتي الآن للأهم: هل الإنسان بعيد عن التطوّر؟ علميًا يُصنف الإنسان (ويا للغرابة!) ضمن مملكة الحيوان، وهذا يعني أننا "علميًا" مصنفون على أننا حيوانات، فهل هذا التصنيف جاء اعتباطًا؟ على أنَّ هذا ليس هو الحجّة الوحيدة المتوفرة على أنَّ الإنسان لا يختلف عن بقية الكائنات الحيّة فيما يتعلق بالتطوّر، فنحن، كغيرنا من الكائنات، تسيري علينا قوانين الطبيعة العمياء والتي تتعامل بحياد كامل تجاه الكائنات، وتميّز بين كائن وآخر، ولكن ثمّة أمر يجد أن أتطرق إليه قبل أن أغوض أكثر في هذا الموضوع، فإننا نلاحظ أنَّ الإنسان ككائن مُدلل عن الآلهات (أو مُكرّم) يفتقر إلى كثير من الصفات التي تتمتع بها كائنات أخرى "" أقول : العجيب أستاذ هشام أنه حتى داروين نفسه - ومثل ألفريد والاس - قد اعترف بذلك التميز المعجز للإنسان ولكن على استحياء كعادته !!.. ثم صاغه متهربا بكلام لا يسمن ولا يغني من جوع - وهو أسلوبه مع كل معضلات فرضياته في كتابه - حيث قال : " وأخيرا .. فإن أكثر من كاتب قد تساءل : لماذا حدث ارتقاء في القدرات العقلية لبعض الحيوانات : أكثر مما حدث لغيرها .. حيث إن مثل هذا التقدم كان من شأنه أن يكون ميزة كبيرة للجميع ؟!.. ولماذا لم تمتلك القرود : القدرات العقلية التي يتمتع بها الإنسان ؟!!.. وللرد على هذه التساؤلات : فإن أسبابا مختلفة من الممكن أن تقدم .. ولكن بما أنها أسباب (أفتراضية) !!.. وبما أنه لا يمكن وزن احتمالاتها النسبية : فإنه لا توجد فائدة ترجى من تقديمها !!.. ووجود رد (قاطع) للسؤال الأخير : يجب ألا يتوقعه أحد " !!!.. أقول : هذا الكلام أستاذ هشام : يترجم لنا الحيرة (الحقيقية) التي انغمس فيها التطوريون والملاحدة عند النظر لتميز الإنسان بين كل الكائنات الحية المعروفة !!!.. ومن هنا أستاذ هشام - ومن هذا المنطلق - أبدأ في تناول الرد على أدلتك (التطورية) على السلف المشترك للإنسان والشيمبانزي أو القرود !!..

***
هشام آدم :
أخيرًا أقول: إنها فرصة سعيدة أن أتناقش معك، وكنتُ أتمنى أن تتوفر لدينا نحن الاثنين الشجاعة والموضوعية الكافيتين لنخوض في نقاش كهذا، ولكن وحيث أنَّ الأمر لم يكن على النحو المرجو في هذا النقاش، وحيث أنَّك تتعمَّد التفليق، وهو تمامًا ما يقوم به الكثيرون فقط للانتصار لفكرتهم، وهو أمر محزن فعلًا، فإنني أنسحب من النقاش، وأتمنى فقط منك ومن كل شخص تابع هذا النقاش أن ينظر إلى الأمر بتجرّد وبموضوعية، فالعلم والعلماء لا يبحثون أصلًا حول موضوع (هل الله موجود أم غير موجود) وليست لديهم أهداف إلحادية كما يتخيّل للبعض، ولكن ببساطة شديدة، العلم (أو كثير من الاكتشافات العلمية) لها نتائج إلحادية، فكلّما تطوّر العلم كلما ابتعد الإنسان أكثر فأكثر عن تلك الفكرة الخرافية، وكلما زاد يقينه بأنَّه ليس كائنًا مميزًا على الإطلاق. إنه لأمر محزن فعلًا أن نكتشف ذلك، ولكن العلم لا يعترف بالعواطف، ولا يكترث لها، وليست وظيفة العلم أن يهبنا الشعور بالرضا. نظرية التطوّر أقوى بكثير من أن تدحضها خرافات الخلقيين، وحتى لو افترضنا جدلَا أنَّ العلم تمكن من إثبات وجود خالق أو مصمم ذكي، فبالتأكيد لن يكون هو أحد الآلهات الدينية الرئيسة المعروفة (اليهودية – المسيحية – الإسلام)، وهذا ما أنا متأكد منه، ولا أتشكك حوله أبدًا، فقد بدى الأمر واضحًا بالنسبة إليّ، وفي كل مرة تزداد قناعتي بهذا الأمر. وصدقني عزيزي أبوحب، أحترم لكَ ولكل المتدينين إيمانهم وعقيدتهم، ولكن عندما يكون الأمر نقاشًا علميًا، فليس هنالك مجال أبدًا للمجاملات. فقط كن أمينًا مع نفسك، ومع الآخرين، ولا تحاول أن تخدعهم بنقل الأكاذيب والتلفيقات التي نقرأها هنا وهنالك على الإنترنت، فأنتَ مسؤول تمامًا عن أيّ فكرة تترسخ في أذهان الآخرين بسبب هذا التصرف غير المسؤول وغير الأمين. أشكرك على هذا الوقت الممتع، وأشكر مدراء المناظرة على حيادهم، وأشكر الأخ والصديق عبد الدائم نوري على استضافته لي، ويحق لك أن ترد على ما جاء في مداخلاتي طبعًا، ولكن فقط يؤسفني أنني لن أتمكن من الاطلاع عليها، لأنني سوف أغادر هذا الجروب بعد نشر هذه المداخلات مباشرة. كن بخير.
---------------

49...
حسنا أستاذ هشام .. قرأت كلامك الأخير .. وبالفعل الأمر متروك للقاريء في النهاية ليقرأ ويقيم - وخصوصا وأن فضاء النت مفتوح لتتبع كلامي وكلامك - وأعترف أنك كنت مهذبا في المناظرة وهو شيء جيد - بل هو رئيسي في استمرارها كل ذلك الوقت - وأحترم رغبتك بالطبع في الانسحاب .. وإن كنت لا زلت أحتفظ لنفسي بحق الرد .. وسوف أبدأ في كتابة مداخلات ردودي بعد قليل .. وصدقني : أدعو الله تعالى لك بالهداية .. فهي لها أسباب كثيرة جدا لا تتخيلها .. لعل أن يصيبك أحدها يوما .. وأما بالنسبة لقدرتك على الترجمة .. فاعلم يا هداك الله أن ما تكتبه يداك اليوم من ترجمة عن الإلحاد والتطور : هو أكبر خدمة للمسلمين ولله الحمد .. فكتب التطوريين والملاحدة تولد في الغرب ومعها رهبتها والهالة القدسية التي يلبسونها لها لخداع العوام والبسطاء وغير المتخصصين في الخارج - ثم تنتقل بنفس رهبتها وهالتها إلى ضحايانا العرب والمسلمين : وتظل هكذا ينظر إليها وكأنها أقصى ما وصل إليه العلم والحقائق : إلى أن يقوم بترجمتها أحد !!!!.. - وكما وقع مع كتاب أصل الأنواع لداروين - عندها : يصير من السهل كثيرا - وللقاريء العربي العادي حتى - أن ينتقدها ويظهر عوار أفكارها بعد أن ذللها الله تعالى له وساق مادتها إليه بلغته !!!.. على العموم .. وكما تعتز أنت كثيرا بمجموعة من كتب التطور وتراها ((كافية)) للإقناع - من وجهة نظرك ونظر الملاحدة والتطوريين - .. فنحن كذلك نحترم مجموعة كبيرة من الكتب ((العلمية)) في الخارج : والتي تدحض تماما أفكار الصدفة والعشوائية في الخلق وتهدمها من جذورها بالأرقام والدراسات والإحصائيات والمنطق والمشاهدة !!!.. فهناك كتاب : هناك إله !!.. وهو عن الملحد السابق أنتوني فلو ((والذي قضى أكثر من 60 عام داعيا للإلحاد)) !!!.. والذي كان من أسباب إيمانه بوجود قوة خالقة عاقلة أخيرا هو إعجازات الخلية الحية والحمض النووي المذهل - والتي تفوق بكثير حقيقة أن الخلايا لها وعي ! - إلى وجود عقل وتدبير وتصميم وتشفير وحرية اختيار وإرادة !!.. وهي الأشياء التي تفتقدها الجزيئات والذرات أستاذ هشام - وأخبرتك بهذا مرارا وتكرارا ولكنك تصر على بتر كلامي : There Is a God : How The world's most notorious atheist change his mind - Antony Flew .. وهناك أيضا كتاب فرانسيس كولين : لغة الإله : وهو عن الأدلة ((العلمية)) الدامغة على وجود إله : The language of God: A scientist presents evidence for belief - By Francis S. Collins .. وهناك كتاب آخر هام وهو للكاتب جيري بيرجمان بعنوان : كيف يعلم التاريخ التطوري احتقار المرأة ؟! - هذا يناقش جانبا آخرا مظلما من نظرية التطور قلما يثيره أحد المؤمنين بها !!.. وصدقني أستاذ هشام : لن تكون سعيدا أبدا إذا قرأه أحد عن نظرة داروين والتطور للمرأة !! The History of Evolution's Teaching of Women's inferiority - Jerry Bergman .. وبالطبع كتاب ديفيد برلنسكي - والذي وصفته أنت بأنه لاهوتي .. ووصفته كذلك بأنه لا أدري !!.. فصرت أنا الذي لا أدري ماذا تدري عنه أستاذ هشام ؟!! - وكتابه شهير بالطبع وهو : وهم الشيطان : الإلحاد وأدلته العلمية The Devil's Delusion : Atheism and its Scientific Pretensions - David Berlinski .. وهناك كتاب آخر لأخينا الدكتور أبي الفداء ابن مسعود من منتدى التوحيد والألوكة للرد على كتاب وهم الإله لريتشارد داوكينز .. والكتاب باسم : هدم أسس الإلحاد Blasting the foundations of athisme. It's pseudo science and pseudo raison . Ansewring Richard Dawkins. The God delusion - AbulFeda - وللعلم : قد صدر له كتاب آخر ولكن باللغة العربية في معرض الكتاب الماضي باسم " آلة الموحدين لكشف خرافات الطبيعيين " وهو مفيد جدا جدا للمتخصصين في العلوم الحديثة وفلسفتها .. وهناك كتاب تيومير ديميتروف عن أشهر 50 عالم فائزين بجائزة نوبل مؤمنين بالله : 50 Nobel Laureates and other great sceintists who blieve in God - Tihomir Dimitrov .. وأما الكتاب الأكثر من رائع : هو كتاب ستيفن ماير : التوقيع في الخلية !!.. وهو عن أدلة الحمض النووي على التصميم الذكي Signature in the Cell: DNA and the Evident for intelligent Design - Stephen C. Meyer .. وهناك أيضا كتاب جوناثان ويلز : أيقونات التطور - علم أم خرافة ؟؟!!.. لماذا ما نتعلمه عن الكثير من التطور هو خطأ ؟ Icons of Evolution: Science or myth ! Why much of what we teach about evolution is wrong - Jonathan Wells .. وكذلك كتاب مايكل بيهي : الصندوق الأسود لداروين - تحدي البيوكيميا للتطور !! Darwin’s Black Box: The Biochemical Challenge to Evolution (Michael J. Behe .. وأخيراوحتى لا أطيل - : كتاب قدر الطبيعة لمايكل دانتون : كيف كشفت قوانين البيولوجيا عن الغرض من الكون ؟ Nature's Destiny: How the Laws of Biology Reveal Purpose in the Universe - Michael Denton .. فكل هذه الكتب تنتظر من يترجمها للجمهور ((المسلم)) أستاذ هشام .. ولعلك تكون منهم قريبا إن شاء الله .. والآن مع الردود التي تأخرت ..
---------------

50...
>>> قبل كل شيء .. فأنوه إلى أني نسيت ذكر المرجع للكلام الذي نقلته كتابة عن داروين من أصل الأنواع : ألا وهو الصفحة 359 من النسخة العربية - ترجمة مجدي محمود المليجي 2004م والتي قال فيها داروين : " وأخيرا .. فإن أكثر من كاتب قد تساءل : لماذا حدث ارتقاء في القدرات العقلية لبعض الحيوانات : أكثر مما حدث لغيرها .. حيث إن مثل هذا التقدم كان من شأنه أن يكون ميزة كبيرة للجميع ؟!.. ولماذا لم تمتلك القرود : القدرات العقلية التي يتمتع بها الإنسان ؟!!.. وللرد على هذه التساؤلات : فإن أسبابا مختلفة من الممكن أن تقدم .. ولكن بما أنها أسباب (أفتراضية) !!.. وبما أنه لا يمكن وزن احتمالاتها النسبية : فإنه لا توجد فائدة ترجى من تقديمها !!.. ووجود رد (قاطع) للسؤال الأخير : يجب ألا يتوقعه أحد " !!!.. >>> ولأن رفع الملام مقدم على جلب الشكر أو المدح :) - فأحب أن أشير إلى أخطاء تقولها عليّ الأستاذ هشام للأسف وليست من الصحة في شيء .. ## الأول : قوله أني أنكر ((وعي)) الخلية الذاتي .. وتناسى أني أثبت لها وعيا ذاتيا ((بل وذكرت له من القرآن آية تسبيح كل شيء لله !!)) ولكن ما أنكرته هو إقحام ((عقل وذكاء وحرية إرادة واختيار وقدرة على الإبداع والتصميم)) لها !!.. واستدللت على نقض ذلك بأن أصغر مكونات الخلية وهي الذرات والجزيئات المكونة للبروتينات والحمض النووي إلخ إلخ : نراها مطيعة تماما في المعامل تحت يد الإنسان : ولا تتغير استجابتها وسلوكها أبدا !!.. وهو ما لم يتعرض للرد عليه الأستاذ هشام من قريب ولا بعيد !!!.. ## الثاني : وهو ادعاؤه أني متناقض في القول مرة بظهور الكون من لا شيء : صدفة !!.. ومرة بفعل فاعل (أو خالق) !!.. وأقول : بالله عليك يا أستاذ هشام : هل هناك واحد مسلم - فضلا عن محاور لسنوات وفي منتدى التوحيد - ستجده يقول أن الكون ظهر صدفة ؟؟!!!!!!!.. فإذا كانت هذه هي حدود فهمك من كلامي أستاذ هشام : وعدم مقدرتك على التفريق بين أسلوب مجاراتك (جدلا) لإقامة الحجة عليك : وبين ما أدين الله تعالى به وذكرته لك : فلا عجب أن تحدث أكثر من فجوة بيننا في الفهم - وعلى الهامش : لماذا تريد أن تلزمني بـ ( كل ) أقوال الخلقيين (اليهود والنصارى وغيرهم) في الخارج - مثل قولهم بأنهم يؤمنون بسلف أعلى للكائنات إلخ - : رغم أني ذكرت لك علو الإسلام عليهم جميعا وبقرآنه لأنه الكتاب المعجز الشامل المهيمن الذي لم يمسه التحريف والذي ينحني العلم أمامه ؟! - أيضا : - لماذا تتقبل اختلافك مع الخلقيين في إيمانهم بالتصميم الذكي وإنكارهم لتطورك الصدفي العشوائي والطفرات والانتخاب الطبيعي رغم أنه ضد ما تؤمن به : ولا تتقبل القول بوجود خلق مباشر وهو درجة أعلى من مجرد الإيمان بتصميم ذكي ؟!.. غريب ! ## ثالثا : وهو ادعاءك عليّ أكثر من مرة في مداخلاتك الأخيرة كلها بـ (التلفيق) ..! رغم أني لم أذكر شيئا - إلى الآن - إلا ومعه دليله أو مرجعه !!!.. وحتى ما لم أذكر مرجعه لضيق حجم المداخلات : فكنت أخبرك بأني جاهز لإحضار أي مرجع لما أذكره إذا طلبت .. وأما العجيب منك أستاذ هشام : فهو أنك لما جئت لتكذبني في اقتباسي المبتور لكلام دوغلاس فوتويما - على حد وصفك لي - : وأن السياق غير ذلك .. فكنت أتوقع أن تقتبس لنا السياق كله : حتى يتبين كذبي بالفعل !!.. ولكنك لم تفعل !!.. ولكن اقتبست لنا من مقدمة الكتاب ما يبين لنا أن الكتاب هو موضوع لمناصرة التطور على الخلق .. أقول : وماذا في هذا أستاذ هشام ؟؟.. بل سأعطيك مثالا أكبر من فوتويما ألا وهو : داروين نفسه في كتابه أصل الأنواع الذي روج فيه - باستماتة - لفرضياته المتهالكة .. أقول : هل يكون من الخطأ أن أقتبس من كتابه - وبلسانه ويده - ما يدينه إذا تحقق ؟؟.. لا والله !!.. بل هي من كمال الحجة عليه وعليكم !!.. وانظر مثلا لكلامه : " إذا كانت الأنواع الكثيرة التي تنتمي إلى نفس الأجناس أو الفصائل : قد دبت فيها الحياة فجأة (أي ظهرت فجأة في السجل الأحفوري) : فستمثل هذه الحقيقة ضربة قاتلة لنظرية انحدار الأنواع بالتحور البطيء من خلال الانتقاء الطبيعي " !!.. المصدر - Charles Darwin, The Origin of Species: A Facsimile of the First Edition, Harvard University Press, 1964, p.302 .. ويقول كذلك - ومكذبا لتهرباتك الكثيرة من عدم وجود أي حفريات لكائنات انتقالية أو وسيطة - وهو مؤسس النظرية وفاهمها أكثر منكم - : " إذا كانت الأنواع قد انحدرت من أنواع أخرى عن طريق التسلسل الدقيق : فلماذا إذن لا نرى في كل مكان أعداداً لا حصر لها من الأشكال الانتقالية ؟!!.. لماذا لا تكون الطبيعة كلها في حالة اختلاط : بدلاً من أن تكون الأنواع وكما نراها محددة تحديداً واضحاً ؟!!.. ولكن .. ووفقاً لما ورد في هذه النظرية : ينبغي أن يكون هناك عدد لانهائي من الأشكال الانتقالية ..!! فلماذا إذن لا نعثر عليها مطمورة بأعداد لا تعد ولا تحصى في قشرة الأرض ؟!!... لماذا لا نجد الآن في المنطقة المتوسطة التي تتسم بظروف حياتية متوسطة : أنواعاً متوسطة تربط بصفة دقيقة الأشكال البدائية بالأشكال المتقدمة ؟!!.. لقد حيرتني هذه الصعوبة منذ فترة طويلة من الوقت " !!.. المصدر - Charles Darwin, The Origin of Species: A Facsimile of the First Edition, Harvard University Press, 1964, pp. 172, 280 .. والسؤال الآن أستاذ هشام : هل عندما أقتبس مثل هذه الاعترافات - ومثلها العشرات في كتاب داروين - لأحتج بها عليك : فيكون ردك ساعتها أن تقتبس لي من نفس كتابه ما يقول فيه أنه يرفض الخلق المباشر والتدخل الإلهي ؟؟!! - وكما فعل عند محاولاته الفاشلة لتفسير تطور العين ؟! - .. أظن الإجابة واضحة أستاذ هشام ..
---------------

51...
ثلاثة أخطاء رئيسية ذكرتها أنت أستاذ هشام في محاولة تدليلك على تطور الإنسان : رغم أنه تم كشف خداعاتها وتدليساتها بالفعل !!!.. وعليه : يبدو أن معلوماتك لصالح التطور تحتاج لأب ديت Update :) .. وهذا لصالحك وحتى لا تتعرض للإحراج مستقبلا .. >> أما أول خطأ : فهو استدلالك بخرافة تشابه جينات الشيمبانزي والإنسان 98.5 % !!.. >> وأما ثاني خطأ : فهو استدلالك بما كان يسميه التطوريون بالجانك جين Junk Gene 45 % وهي تعني الجينات التي لا فائدة منها (أي بواقي تطور كما أشاعوا عنها لخداع الناس) .. >> وأما ثالث خطأ : فهو استدلالك بظاهرة الريتروفيروس ERVs .. وتحويلها من ظاهرة عادية : إلى دليل كاذب جديد للتطوريين ..!! >> حسنا .. وقبل الرد المفصل على هذه الثلاث محاولات أستاذ هشام : دعني أعلق أولا على قولك : "" ولكن ثمّة أمر يجد أن أتطرق إليه قبل أن أغوض أكثر في هذا الموضوع، فإننا نلاحظ أنَّ الإنسان ككائن مُدلل عن الآلهات (أو مُكرّم) يفتقر إلى كثير من الصفات التي تتمتع بها كائنات أخرى؛ فهنالك كائنات يُمكن الرؤية جيّدًا في الظلام، وهذه الخاصية لا يتمتع بها الإنسان، وهنالك كائنات بإمكانها أن تسمع أدق الأصوات التي لا يستطيع الإنسان سماعها إلا بواسطة أجهزة معقدة، كما أنَّ الإنسان لا يمتلك السرعة التي تتمتع بها غالبية الكائنات الحيّة، وكذلك فإنَّ أيًا منا لو حاول مُصارعة كائن أليف كالغزال مثلًا، فإنَّ العواقب قد تكون وخيمة بالنسبة للإنسان، فهو حتى لا يملك ربع القوة التي يتمتع بها الغزال. فأيّن هو التكريم؟ الحقيقة أنًّ الإنسان يتميّز عن بقية الكائنات بميزة العقل، وهذه حقيقة، ولكن هذه الميزة لا تجعله مميّزًا عن بقية الكائنات، ولكنها فقط تجعله متمايزًا عنها "" أقول : بل العقل الإنساني هو تمايز وتميز أستاذ هشام وإلا : فهل ترى كائنا ملأ الأرض سيطرة وإخضاعا لها برا وجوا وبحرا : واستغلالا لخيراتها : وعلوا على شجرات غذائها : إلا الإنسان ؟!!.. غريب !.. ولن أكرر عليك كلام ألفريد والاس ولا داروين من جديد - وأظنهم عندك لا يفهمون شيئا في التطور هم أيضا ! - ولكني أجدها فرصة للتعليق على نقطتين بتعليق واحد - عصفورين بحجر يعني - وهو : استغلالك لنقص الإنسان في بعض صفاته عن غيره من الكائنات : لتصور ذلك للقاريء بأنه يدل على كذب الادعاء الديني بتكريم الإنسان !!!.. أقول : في مثالك عن ساعة اليد العادية : وساعة اليد التي مواصفاتها كذا وكذا : قمت باختيار إحداهما : في حين لم تتطرق إلى احتمالية أخرى وهي أن : صانعها يريدها هكذا !!!.. وبمعنى آخر .. ماذا لو أن صانع الساعة لا يريدها كاملة ؟؟!!.. بل يريدها قوية في نواحي : ضعيفة في أخرى : وحتى يظل على تواصل دائم بأصحابها الذين يشترونها منه ؟!!.. فهكذا هو جسد الإنسان الذي وهبه الله تعالى لنا ..! فهو ليس كاملا لا يؤثر عليه شيء : لأنه لو كان كاملا لا يؤثر عليه شيء : لابتعدنا عن الله تعالى ولم نتذكر حاجتنا إليه : ولاغتررنا بقوتنا وأنفسنا إلى أن يقصمنا الله تعالى !!!.. واقرأ مثالا على ذلك إذا شئت : استكبار قوم عاد بأنفسهم واغترارهم بقوة أجسادهم !!!.. يقول عز وجل في سورة فصلت : " فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة " !!.. أقول : ومن هنا أستاذ هشام أعود إلى سؤالك من جديد : "" فهو حتى لا يملك ربع القوة التي يتمتع بها الغزال. فأيّن هو التكريم؟ "" : أقول : إذا لم تكن ترى أن العقل وحرية الاختيار في التكليف بالإيمان أو الكفر تكريما : فعلى الأقل يسعك أستاذ هشام أن تفهم أن التكريم في العطاء : لا حاصر له في صفات معينة مثل القوة أو السرعة أو قوة الإبصار إلخ !!!.. وإلا : هل معنى أني اخترت طالبا من الفصل لتكريمه : فأعطيت له آلة حاسبة هدية : أن يمتعض أحد الواقفين ويقول : لماذا لم يعطه دراجة أو صندوق شيكولاتة ؟!!!.. وعلى العموم - وحتى تطمئن أستاذ هشام - : فإنه بعقل الإنسان المبدع الذي وهبه الله تعالى له : فقد اخترع السيارة والطائرة والصاروخ الذين هم أسرع من الغزال !!.. وقد اخترع البنادق والمسدسات والدبابات التي تهلك الحرث والنسل إلخ إلخ إلخ !!!.. والمثل الصيني يقول : " لا تعطني سمكا : وعلمني كيف أصطاد " !!.. أرجو أن تكون قد فهمت الفارق .. وأما إذا عكسنا الآية بسؤال إلى التطوريين وهو : لماذا تخلت الطبيعة عن هذه الصفات الرائعة في مختلف الكائنات الحية طوال سلم التطور : ولم تجتمع في كائن واحد أسطوري يكون على رأس شجرة التطور اليوم بدلا من هذا الإنسان ((الهزيل)) في رأيك ؟؟!.. هل يمكن أن يكون الانتخاب الطبيعي قد وصلت به الحكمة - والذكاء :) - أن تتعدى سلطته من الكائنات الحية : إلى النظر في توازنات ((كوكب الأرض)) بأكمله ؟!!.. لا لا لا .. هذا كثير بالفعل ما شاء الله ؟!!.. ماذا لو كانت الصقور تبيض عددا من الأبناء مثل الذباب ؟!!.. ماذا لو كانت الأسود تلد عددا من الأبناء مثل الأرانب وبنفس معدلاتها ؟!!.. ماذا لو كانت كل الخلايا الحية هي خلايا فيروسية ((تتضاعف بمرات أسرع بكثير من الخلايا العادية)) ؟!!.. ماذا لو اختلت دورات الكربون والفوسفات والنيتروجين في الطبيعة ؟!!.. أظنها أسئلة لا يعنيك الإجابة عنها أستاذ هشام : لأنها تضع الانتخاب الطبيعي في زاوية جديدة من تلك التي تفضح خرافته : ومثلها في ذلك مثل زاوية قصور الطفرات وانعدام الحفريات الوسيطة وعقم الحوض الجيني على تخطي التطور له !!!.. والآن : أبدأ في مناقشة ادعاء تشابه الجينات بين الإنسان والشيمبانزي 98.5 % ..