الصفحات

السبت، 9 مارس 2013

مناظرة مع الملحد هشام آدم بعنوان : وجود الله .. 
الجزء 6 ... 
جرت هذه المناظرة في جروب (نقاش فكري) على الفيسبوك ..
وقد انتهت بانسحاب الملحد بأعذار أني أخطأت ولفقت ودلست فيها .. ولله الحمد ..!
---------------

52...
والآن نأتي أستاذ هشام لأولى أخطائك وهو محاولات التقريب بين الإنسان والشيمبانزي (جينيا) .. حيث وجدوا أولا أن الشيمبانزي يملك في خلاياه : 48 كروموسوم (أي صبغي) .. والإنسان يملك : 46 ! وعلى ذلك بنوا أولى كذباتهم من تقارب الاثنين على شجرة التطور ! وتغافلوا بالطبع أن المسألة لا تتوقف على عدد الكروموسومات وإلا : فإن نبات البطاطا مثلا يملك 48 كروموسوم مثل الشيمبانزي ! وكذلك أحد أنواع الأرانب jack rabbit لديه 48 كروموسوم ! بل ودعنا من عدد الـ 48 كروموسوم كالشيمبانزي : ولنتحدث في عدد يطابق عدد كروموسوماتنا نفسها الـ 46 ! حيث نرى أحد أنواع الغزلان Reeves's Muntjac يملك مثلنا عدد 46 كروموسوم ! وكذلك أحد أنواع الظباء Sable لديه 46 كروموسوم ! ومن هنا : انتقل الملاحدة والتطوريون للمرحلة الثانية من الخداع - وبعد فشل اللعب على عدد الكروموسومات - : ألا وهو اللعب على (نوع) و(تشابه) الجينات نفسها بين الإنسان والشيمبانزي ! فماذا فعلوا ؟؟.. قاموا بخدعة شهيرة في عام 1987م ادعوا على آثارها تشابه جينات الإنسان والشيمبانزي بنسبة 98.5 % ! - ألم أقل لك أستاذ هشام أن بعض معلوماتك المغلوطة قديمة جدا - ؟! وكان هذا الإعلان - وبصيغته التعميمية هكذا - : كفيلا بالطبع لخداع وبلبلة أي أحد من مكذبي التطور ! ولكن : هل هناك أي معنى لذلك على أرض الواقع علميا ً؟! أقول : وقبل فضح التجربة التي قاموا بها : أوضح أولا أنه بالفعل : تشترك الكائنات الحية في الكثير جدا ًمن الصفات الحيوية وتركيباتها الخلوية وأحماضها النووية ! وذلك يفسر لنا نسبة التشابه الطبيعية - والمتوقعة - في الكثير من الجينات ! - فالغزال مثلا : يلد بالفعل مثلنا ويرضع ويأكل ويتنفس ويجري وله قلب ومعدة ورئتين إلخ - ومن الجهة الأخرى : فالجزء الأكبر من الحمض النووي - وهو الذي كانوا يسمونه جانك جين : أي لا فائدة منه - : هو له بالفعل وظائف متشابهة : من انقسام الحمض النووي : إلى نسخه إلى ترجمته لبروتينات إلى تصحيح الأخطاء إلخ .. وهي وظائف واحدة في كل الكائنات الحية كما قلت ! ولكن ... لماذا الإنسان والشيمبانزي بالذات أعلنوا عنهما هذه النتيجة الغريبة ؟! وهل بالفعل تلك النسبة الـ 98.5 % : هي لكل جينات الإنسان والشيمبانزي ؟ أم أنه لجزء منها فقط ؟! أقول : في عام 1987 قام عالمان داروينيان وهما : سيبلي Sibley و ألكوست Ahlquist : بدراسة 30-40 حمض أميني ((فقط)) في الشمبانزي : ومقارنتها بتلك الموجودة في الإنسان ! ثم خرجوا بنتيجتهما المتحيزة - والتي لم تتزعزع من ساعتها إلى اليوم في الأوساط الداروينية والتطورية والإلحادية :) - ثم قاما بنشر بحثهما في مجلة داروينية شهيرة ! المصدر - Sibley and Ahlquist, Journal of Molecular Evolution, vol. 26, pp. 99-121 .. وعلى هذا : فالمثير للجدل في هذا الأمر : هو أن تلك الدراسة قديمة كما رأيتم معي - منذ عام 1987م - : في حين لم يكن أحد بعد قد استطاع رسم خريطة الجينوم البشري بأكمله : تلك التي لم تنته إلا في عام 2001م - أي بعد نتيجتهما المتحيزة بـ 14 عام - ! فعلى ماذا خرجوا بهذا (التعميم) الذي (يدمنه) التطوريون والملاحدة من التصريحات الخادعة : بأن تشابه (كل جينات) البشر والشيمبانزي هو بنسبة 98.5 % ؟! أقول : ثم ..... ماذا تمثل نسبة 30 أو 40 حمض أميني - وهم الذين جرت المقارنة بينهم - إلى جانب 100 ألف حمض أميني أو بروتين في خلية الإنسان ؟! والكلام بمعنى آخر : فإن نسبة ما قاموا بمقارنته هو 1 : 2500 ! وهو ما لا يتم ذكره بالطبع لدى الملاحدة ومروجي التطور عند إعلانهم هذا الخبر الساحق الماحق وهو : نسبة تشابه جينات الإنسان والشيمبانزي : 98.5 % ! وليس هذا فقط ! بل إن التجربة نفسها التي استخدمها العالمان في المقارنة : هي تجربة قليلة الاستخدام أصلا ًومثيرة للجدل ! ألا وهي تجربة الـ DNA التخليطي ! وقد قام أحد العلماء ويدعى ساريش Sarich : باستخدام نفس التجربة على نفس البروتينات التي قام بها العالمان : فكانت المفاجأة ! وهي أنه اكتشف أن مصداقية أبحاثهم : هي مثيرة للجدل هي الأخرى ! وأن البيانات التي أعلنوا عنها : كانت مبالغ فيها إلى حد كبير ! وأن نسبة التشابه - وحتى في هذه النسبة الصغيرة من الأحماض الأمينية - : هي أقل من ذلك بكثير ! المصدر - Sarich et al. 1989. Cladistics 5:3-32 ؟..! وبهذا ظهر فشل المحاولة برمتها ! وتأكيدا على ذلك : فإن نسبة التشابه بين الإنسان والدجاج مثلا ًكبيرة : وهي نتيجة من بحث لجامعة كامبردج ! المصدر - New Scientist, v. 103, 16 August 1984, p. 19 .. بل والأعجب : نسبة التشابه بين الإنسان وديدان النيماتود nematode : تصل إلى 75% ! المصدر - New Scientist, 15 May 1999, p. 27 .. وكذلك نسبة التشابه بين الإنسان وذبابة الفاكهة 60% ! المصدر - Hürriyet daily, 24 February 2000 .. بل والأعجب : أنه في مجلة SCIENTIFIC AMERICAN الداروينية الشهيرة عدد ديسمبر 2009م : وفي مقال بعنوان : ما الذي يجعلنـا بشرا what makes us human ؟! قامت الباحثة كاتبة المقال بدراسة متوالية DNA في أحد الجينـات ويُطلق عليه اسم HAR1 .. وقامت بدراسة هذا الجين في كل من الإنسان والشمبانزي والدجاج .. مع العلم بأن عدد قواعده النيتروجينية 118 قاعدة - أي أكثر مما قاموا بمقارنة الإنسان والشيمبانزي به - .. فماذا اكتشفت ؟ اكتشفت وحسب النتائج أن الدجاج : أقرب للشيمبانزي من الإنسان ! حيث الاختلاف في متوالية الـ DNA الـ 118 بين الشمبانزي والدجاج كانت : 2 فقط ! وأما بين الدجاج والإنسان فكانت : 18 ! فهل يعني ذلك أي شيء بالنسبة للتطور وخرافاته وآلياته الأسطورية ؟!
---------------

53...
وكعادتي في حب التوسع في الإجابة أستاذ هشام - لغرض زيادة توعية القاريء - : فبالنسبة لخطأك الثاني وهو محاولتك للاستدلال بما أسماه التطوريون زورا وبهتانا بالجانك جين (أي بقايا جينات التطور في الإنسان والتي تراكمت في حمضه النووي بلا فائدة) أقول : وبغض النظر عن التناقض المضحك للتطوريين عندما يرسمون للانتخاب الطبيعي تارة : الحارس الأمين الذي يقضي على كل طفرات غير مرغوبة - أولا بأول - ثم يرسمونه مرة أخرى - وعند الحاجة - في صورة المغفل الذي مرت من تحت يديه ملايين الطفرات الغير مفيدة فتركها : أقول : بغض النظر عن ذلك التناقض : فأحب أن أرجع بالقاريء أولا لواحدة من أشهر الخدعات التطورية قديما وهي : خدعة استغلال كل ما جهله الإنسان من وظائف الأعضاء حسب إمكانيات عصره العلمية : وادعاء أنها ((زائدة)) لا فائدة منها : مما يؤكد ((صدفية)) و((عشوائية)) الخلق !!!.. وقد بدأت هذه الخدعة (رسميا) عام 1895م : وذلك على يد عالم التشريح الألماني الدارويني : Wiedersheim .. حيث أعلن عن قائمته ذات الـ 100 عضو مما أسماهم بزعمه : أعضاء ضامرة vestigial organs !!.. ولعل من أشهر هذه القائمة هي الزائدة الدودية (ولاحظوا كيف التصق وصف - زائدة - بها لما يقارب المائة عام) ثم اكتشف علماء التشريح والوظائف الحيوية والمناعة لها مؤخرا فائدة ألا وهي : احتوائها لأنواع من البكتيريا المفيدة في عملية الهضم في المعدة : مع ارتباطها أيضا - وبحكم مكانها في نهاية المصران الغليظ - بتنظيم كمّ البكتيريا التي يجب أن تكون في جهاز هضم الإنسان : وخصوصا بعد إصابة الإنسان بالأمراض الطفيلية والكوليرا والزحار والإسهالات : لأنه بهذه الأمراض وعلاجها يكاد أن تنعدم من بعده البكتريا النافعة من المعدة ..! فتبرز هنا أهمية هذه الزائدة - والتي لم تعد زائدة :) - .. Scientists Find Reason For The Appendix; Protects Good Germs .. وعلى نفس الوتيرة صارت موضة التطوريين والملاحدة البحث عن مثل هذه التفاهات والتي يفضحهم العلم بها كل يوم ويثبت لها فوائد مثل : بقايا ذيل الإنسان !!.. حلمات الرجال !!.. نتوء داروين في بعض أذن الإنسان !!.. العصب الراجع في الزرافة !!.. عيون أسماك الكهوف المظلمة !!.. أجنحة الطيور التي لا تطير إلخ إلخ إلخ : وكلها قد أجبت عليها بحمد الله تعالى في موضوع : ((ما يجب أن تعرفه عن نظرية التطور)) .. فإذا أخذنا مثلا أجنحة الطيور التي لا تطير - وسأكتفي بها الآن لعدم التطويل ولأنها قد ذكرها الأستاذ هشام - أقول : من العجيب أولا ألا يرى إنسان عاقل : الإعجاز المبهر في الطيور : حتى يتركه ليلتفت لمثل هذه الشبهة المتهافتة !!.. تلك الطيور التي ريشها معجز !!.. وكذلك جهازها التنفسي الفريد بين كل الكائنات الحية !!.. وكذلك عظامها التي جمعت بين القوة والخفة !!.. وحويصلاتها الهوائية !!.. وأحشائها المتوائمة مع وظيفتها !!.. واختلاف تكوين ووظيفة ريش الجناحين عن الذيل عن باقي ريش الجسم !!.. وكذلك التحام عظامها !!.. وكذلك مرونة عضلاتها الرهيبة !!.. وكذلك عيونها المتوائمة مع النظر في الشمس !!.. فما أشبه مَن يتجاهل كل ذلك ليناقش في تفصيلة واحدة : هو يعلم يقينا أن مَن أبدع هذا الطائر لم يكن ليقع في أخطاء تافهة مثلها كما يشيعون : فمثل هذا مثل رجل وقف أمام قصر رائع عظيم بديع : غاية في الإحكام والبناء والدقة والألوان : فلم يُعلق على كل ذلك بشيء وإنما جاء إلى ميل أرضية سطح القصر عن الاتجاه الأفقي لينتقدها : وليدعي أنها بلا فائدة - وكان الوقت صيفا - ليخرج من هذه الملاحظة اليتيمة أن هذا القصر العظيم المحكم : لا صانع له وإنما هو صدفة !!!.. فهذا بالضبط هو ما يفعله التطوريون والملاحدة بمحاولاتهم (الصبيانية) لترويج خرافاتهم على العامة والبسطاء - مثل أن يتجاهلوا الإعجاز في توصيل وضخ دم الزرافة إلى رأسها ضد جاذبية الأرض لمسافة تقارب 3 أمتار : فيتركون كل ذلك الإعجاز ليتحدثون عن العصب الراجع ! - أقول : فلما أتى وقت الشتاء : وأمطرت السماء بالماء الغزير : ظهر حينها فائدة ميل سطح القصر ألا وهو : تصريف ماء المطر !!!.. وعليه أقول :
---------------

54...
الطيور مثلها مثل باقي أنواع الكائنات الحية التي بثها الله تعالى في الأرض : فقد وزعها سبحانه بحكمته لتقيم التوازن الدقيق في دورات الغذاء والحياة شأنها شأن كل مظاهر اتزان الأرض المعجز .. ولو لاحظ المشككون : لوجدوا أن هناك عدد كبير جدا من الطيور التي : تطفو على الماء !!.. والتي : تغوص في الماء !!.. والتي تقضي معظم أوقاتها في الماء !!.. وهناك من الطيور مَن يبقى على الأغصان ولا يمشي على الأرض !!!.. وهناك من الطيور مَن لا يطير وإنما يقفز لأمتار ويعدو ..! إذا ً: المسألة مقسومة وليست اعتباطا .. وبالنظر مثلا للبطريق : نجد جناحيه غاية في كمال التصميم للغوص الكبير والسباحة السريعة تحت الماء !!!.. وبالنظر مثلا للنعامة : نجد قدميها قويتين وطويلتين ومرنتين للعدو بسرعة هائلة على الأرض واستخدام جناحيها في الدوران المفاجيء في المناورات وفي التوجيه !!.. وكذلك الدجاج ..! فقد سخره الله تعالى للإنسان منذ فجر التاريخ كما هو مدون في كل الحضارات !!.. وفي العلم الحديث وجدوا تقاربا كبيرا بين جينات الدجاج والإنسان - مما يعطي بُعدا آخرا لتسخير الله تعالى له كطعام أساسي للإنسان كلحم وبيض ! - وبالنظر لريش ذيل الدجاج والديكة : نجده رأسي وليس أفقي كالحمام مثلا !!!.. مما يؤكد أنه لم يخلق ليطير بالفعل - هناك تناغم بديع في تبادل عمل وتكامل كل ٍمن ريش الذيل والجناحين في الطيور التي تطير - بالإضافة لوظيفة ريش الجناحين أصلا في التدفئة للجسم وللصغار - حتى صار الدخول تحت الجناح هو مثال للرحمة وكما جاء في التعبير القرآني : فاخفض لهما جناح الذل من الرحمة ! - إذا ً: الاختلاف والتنوع الرهيب في الطيور : في الحجم والمناقير والمخالب والأقدام والريش والأجنحة والطيران أو العدو أو الغوص إلخ : هو لغايات محكمة لا ينكرها إلا جاهل أو متحامل أو مخدوع !!.. والآن .. نأتي للحديث عن الجانك جين أو الجانك دي إن إيه Junk DNA
---------------

55...
>> أقول .. عندما نستخدم الطائرة مثلا : فنحن فعليا - وكغير متخصصين - لا نحتك ولا نعرف إلا الجزء الذي نستخدمه مباشرة وهو الجلوس وشاشة العرض ودورة المياه والطعام والدخول والخروج ..!! حسنا .. ماذا لو أحضر أحدهم لنا جزءا من أجزاء محرك الطائرة : هل سنعرفه ؟؟.. الإجابة بالطبع : لا !!.. طب هل سنعرف فائدته ونحن عوام وغير متخصصين وغير دارسين ولا باحثين في مثل هذه الأشياء ؟؟.. الإجابة أيضا : لا !!.. طب - وأخيرا - : هل يمكن القول عن هذا الجزء - ومعه باقي مكونات الطائرة الميكانيكية المعقدة التي تحركها - : هل يمكن القول عنه أنه ((بلا فائدة)) في تسيير الطائرة : لأننا لا نعرفه ؟!!.. إذا ً.. وبالقياس من هذا المثال : فإن المساحات الشاسعة والطويلة جدا على شرائط الحمض النووي (والمسماة بالانترونات Introns وتبلغ أحيانا 90 % من المناطق المشفرة في الحمض النووي) : والتي ليس لها ترجمة لجينات محددة - ولذلك كانوا يظنونها بلا فائدة - : فقد ظهر أنها هي المايسترو والقائد الحركي في الكثير من عمليات التعبير الجيني والنسخ !!!.. بل وتعمل هي والإكسونات Exons على تغيير التعبير الجيني للجين الواحد بأكثر من شكل أحيانا وعلى حسب الحاجة !!!.. ورغم أن هذه الحقائق باتت يقينية وبتفصيل كبير في العام المنصرم 2012م وكما جاء في مواقع علمية مثل scientificamerican و sciencemag : إلا وأن إرهاصاتها بدأت بوضوح منذ 2001م !!!.. حيث مع الانتهاء من فك الجينوم البشري : لاحظ عدد من العلماء احتفاظ هذه المساحات الشاسعة بمعلومات هامة جدا عن كل شيء تقريبا - وكما قلت - مثل : النسخ والتعبير الجيني والإصلاح بل : والاحتفاظ بمعلومات عن الأمراض كالسرطان ونحوه !!!.. وذلك بصورة صادمة لأولئك الذين كانوا يستخفون بها من قبل !!.. حتى أنهم شبهوا صدمتهم تلك بأنك عندما تفتح كتيب تعليمات (( آلة صغيرة )) اشتريتها : لتجد الكتيب عبارة عن 300 صفحة بالتفصيل !!!!!!!!... ففي مقال للواشنطن بوست بتاريخ 4 ديسمبر 2002م نقرأ فيه قولهم : The huge stretches of genetic material dismissed in biology classrooms for generations as "junk DNA" actually contain instructions essential for the growth and survival of people and other organisms, and may hold keys to understanding complex diseases like cancer, strokes and heart attacks, researchers reported today .. والترجمة التقريبية : " إن المساحات الضخمة من المواد الجينية التي رفضت الاعتراف بها الفصول الدراسية البيولوجية على مدى أجيال وأسموها بالـ Junk DNA : قد اتضح أنها فعليا ًتحتوي على تعليمات أساسية لنمو وحياة البشر وسائر الكائنات الحية الأخرى !!.. بل وقد تحمل مفاتيح فهم الأمراض المعقدة مثل السرطان والسكتات الدماغية والقلبية !!.. هذا ما أكدته الأبحاث اليوم " ..! ومن نفس المقال أيضا نقرأ - ولاحظوا أنه من 2002م ! وهي المعلومات التي يخفيها أكابر التطوريين والملاحدة على أتباعهم إلى اليوم - : the new material appears to consist mostly of instructions for how the body should use its genes--when and where to turn them on and off, for example, and for how long .. والترجمة : " يبدو أن تلك المواد المكتشفة جديدا ًتحمل أغلب التعليمات التي تدل الجسم على كيفية استخدام جيناته !!.. على سبيل المثال : متى وأين يُفعل عمل جينات معينة أو يُبطلها !!.. وإلى أي مدة " !!!.. والنقولات كثيرة : ومن المجلات المتخصصة نفسها مثل ما جاء مثلا في عدد 29 أغسطس 2002م من مجلة الطبيعة sciencedaily عندما تحدثت بكل وضوح عن الوظائف الهامة لتتابعات الألو Alu sequences ..!! والتفاصيل والنقولات كثيرة .. ولكني أود أن أختم بباقة من أكاذيب التطوريين الذين ((لا يستحون)) من أنفسهم وإلى اليوم !!!.. فهذا البيولوجي فرانسيز كولينز Francis Collins (ومن 2006م) يقول : " أن ما يقارب الـ 45% من الجينوم البشري : ما هو إلا بقايا وحطام جينات لا فائدة منها ولا وظيفة " !!!.. " Roughly 45 percent of the human genome [is] made up of genetic flotsam and jetsam " ..! وهذا البيولوجي ريتشارد داوكينز Richard Dawkins ما زال يقول بغير حياء (وكلامه من 2009م !!) : " أن الجزء الأكبر من الجينوم : لا فائدة منه ويستوي وجوده بعدمه " !!.. It is a remarkable fact that the grater part of the genome might as well not be there, for all the difference it makes " ..! وهذا البيولوجي جون أفيس John Avise من جامعة كاليفورنيا يقول (وفي 2010م) وبغير حياء : " أن الجانك دي إن إيه الغير حامل لترميز الجينات : يمثل الغالبية العظمى من الجينوم البشري !!.. " Noncoding repetitive sequences – junk DNA- comprise the vast bulk of the human genome " !!..
---------------

56...
ونأتي الآن للخطأ الثالث في محاولة الأستاذ هشام للتدليل على تطور الإنسان من سلف مشترك مع القرود والشيمبانزي !!.. ألا وهو شبهة الريتروفيروس ERVs (أو الفيروسات الارتجاعية : أو آثار الفيروسات) .. والشبهة باختصار - ولا يكررها إلا الجاهلون بعلم الفيروسات كما سنرى من فرط تفاهتها وخطأها الواضح - أقول : الشبهة باختصار هي في أنه عندما يصيب فيروس معين الإنسان : فإنه يترك أثرا على شيفراته الوراثية - لو تتذكرون كلامي الماضي عن الجانك جين وكيفية دراستهم للأمراض وتاريخها وسلوكها من خلاله ! - .. ومن هنا : فقد وجد المدلسون أن مواقع نفس آثار فيروسات الأمراض : هي واحدة في كل من الإنسان والشيمبانزي - وهكذا بدأ التدليس أولا بين الإنسان والشيمبانزي ليتم تمرير فكرة تطورهما عن سلف مشترك ! - ثم لما وجدوا أن نفس مواقع آثار الأمراض المعينة : هي واحدة في الحمض الوراثي لكل الكائنات الحية المتقاربة في التكوين : فقالوا - وبتدليس أوسع - أن ذلك علامة (أكيدة) على السلف المشترك لكل الكائنات الحية : بدليل تناقل الكائنات الحية أثناء تطورها لجميع آثار الفيروسات الرجعية (الريتروفيروس) !!.. وأقول .. هذا الكلام محض خرافات وتدليسات كان الأجدر بمَن يحترم نفسه وعقله ألا يكرره إلا بعد أن يتعلم أولا : عن ماذا يتحدث !!!.. والموضوع ببساطة واختصار : هو أن الفيروسات كائنات تطفلية : عالية الاختيارية والانتقائية والدقة في تطفلها على الكائنات الحية !!.. وذلك بحيث أن كل فيروس معين : لا يهاجم ولا يصيب إلا مكانا معينا محددا على الحمض الوراثي للكائن الذي سيصيبه !!.. فالفيروس يعتبر خامل أو في عدم حركة ونشاط : إلا عندما يصيب كائنا حيا !!.. ساعتها : يبدأ في السيطرة على مجموعة الخلايا التي سيصيبها وينسخ نفسه بالتضاعف فيها ويسخرها له .. هذا هو الأمر باختصار شديد وتبسيط !!.. < ومنه جاءت فكرة عمل فيروسات الكمبيوتر !!.. حيث كل فيروس وبمجرد دخوله لجهاز الكمبيوتر : ينتقل مباشرة إلى جزء معين ومحدد وخاص به : هو الذي صممه له مبرمجه : ليصيب الجهاز بالعطب .. منه ما يذهب لملفات الإقلاع أو ملفات تشغيل البرامج أو ملفات النسخ إلخ > وعليه : نجد أنه من الطبيعي أصلا أن تتطابق أماكن الريتروفيروسات في كل الكائنات الحية للفيروس الواحد !!.. لأنه لن يصيب أصلا إلا مكان معين في الشريط الوراثي !!!.. فما العجيب هنا ؟؟.. اللهم إلا العجب هو قدرة (فيروسات الإلحاد ودعاة التطور) على التدليس على العوام والبسطاء وقلب الحقائق بالأكاذيب المفضوحة لصالح خرافة التطور ؟!!.. وهنا ملحوظة قلما يلاحظها أحد أيضا وهي : أنه لا يوجد عالم تطوري ((محترم)) ومتخصص في البيولوجيا الجزيئية والفيروسات : يثير شبهة الريتروفيروس هذه إطلاقا ودلالتها المزعومة على التطور !!!!.. لأنه يعلم أنها لا شيء !!!.. بل على العكس تماما : العلماء يعكفون على الاستفادة من المعلومات القيمة للسلوك العالي الانتقائية والتخصص لمواقع الريتروفيروس على الشريط الوراثي (حيث يختار غالبا أماكن بدايات النسخ أو الجارية النسخ بالفعل ليضمن سرعة الانتشار مثل مواقع تتابعات الألو لو تتذكرون في حديثي عن الجانك جين : Retroviral elements in Alu-rich domains would be expected to be actively transcribed in all cells) .. أيضا وجدوا أن للريتروفيروس علاقة كبيرة مع جين هام جدا في بناء المناعة من الفيروسات (مثل فيروسات السرطان) وهو جين p53 (والذي يطلق عليه master gene أو guardian of the genome) .. والخلاصة حتى لا أطيل : قد وُجد أن عملية اندماج الريتروفيروسات (البشرية) و(الحيوانية) في الجينوم المستضيف لها لا تأتي عشوائياً أبدا : بل نرى مثلا فيروس الـ Murine Leukemia يختار ويفضل مواقع بداية الترجمة start sites على الشريط الوراثي !!.. في حين يفضل مثلا فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV (الأيدز) : الدخول في الجينات التي في حالة ترجمة بالفعل !!.. ورغم أن المواقع المفضلة للريتروفيروسات الحديثة المسببة للأمراض قد انحرفت عن المواقع التي كانت تستهدفها قديماً .. إلا أن وجود هذه الظاهرة بحد ذاتها يدلنا على أن للريتروفيروسات خاصية الدخول إلى مواقع محددة بدقة highly-specific .. ولا تستهدف غيرها ..! ليس هذا فحسب .. بل إن وجود هذه الريتروفيروسات على الشريط الوراثي بالفعل : يمنع إصابة الخلايا بفيروسات أخرى : أشد ضرراً !!.. وذلك لأنها تمنع تمركز جيناتها في المواقع التي تتواجد فيها : وذلك وفق تكنيك يُسمى بالـ homology-dependent gene silencing .. وأكتفي بهذا القدر في هذه الأخطاء الثلاث من كلام الأستاذ هشام .. لأنتقل بالتفنيد لباقي كلامه للأسف ..
---------------

57...
>>> حيث ننتقل الآن إلى معضلة أخرى حاول الأستاذ هشام تجاوزها وهي : معضلة صغر وقت الانفجار الكمبري - 5 ملايين سنة بقياساتهم - : والذي ظهرت فيه (فجأة) أول الكائنات الحية البحرية الكاملة التعقيد وبلا أية تدريجات أو مقدمات : وكما هي عليه إلى اليوم !!!.. أقول : إذا أردنا ان نتخيل مقدار 5 ملايين سنة مقارنة بعمر الأرض : فسنتخيل أن عمر الأرض (4.5 مليار سنة تقريبا) : سنتخيله يساوي يوما كاملا (أي 24 ساعة) .. ساعتها يكون ظهور أول كائنات حية معقدة لتملأ بحار العالم فجأة وبكامل تعقيدها : لم يستغرق إلا 1/10 من الثانية من اليوم !!!!!!!!!!!!.. أي عُشر الثانية الواحدة من 24 ساعة !!!.. وقد حاول الأستاذ هشام بلا جدوى تمطيط هذا الوقت إلى 15 مليون سنة بدلا من 5 فقط ولكن : بلا جدوى !!!.. (وماذا فرقت ثلاثة أعشار الثانية مقارنة بيوم كامل 24 ساعة ؟!) .. وقد ذكر ستيفان سي. مير Stephen C. Meyer وبي. إيه. نِلسون P. A. Nelson وبول شين Paul Chien في مقالة تتعلق بهذا المجال بتاريخ 2001م ذكروا أن : " الانفجار الكمبري حدث خلال فترة زمنية قصيرة للغاية من الزمن الجيولوجي : لم تدم لأكثر من 5 ملايين سنة " !!!.. المصدر - The Cambrian Explosion: Biology’s Big Bang, 2001, p .. وفي هذا الصدد أيضا ًقدم ريتشارد موناسترسكي Richard Monastersky الكاتب في جريدة ساينس نيوز Science News journal التصريح التالي حول الانفجار الكمبري : والذي يشكل مأزقا خطيرا بالنسبة لنظرية التطور : " قبل نصف بليون سنة : ظهرت فجأة أشكال الحيوانات شديدة التعقيد التي نراها اليوم !!.. وترمز تلك اللحظة في بداية العصر الكمبري للأرض - أي قبل نحو 550 مليون سنة - إلى الانفجار التطوري الذي ملأ البحار : بأولى الكائنات المعقدة في العالم " !!.. المصدر - “Mysteries of the Orient,” Discover, April 1993, p. 40, (emphasis added .. وأما فيليب جونسون Phillip Johnson الأستاذ بجامعة كاليفورنيا في بيركلي وأحد أبرز منتقدي الداروينية في العالم : فقد وصف التناقض بين هذه الحقيقة الحفرية وبين الداروينية بقوله : " تتنبأ النظرية الداروينية "بمخروط من التنوع المتزايد" عند تشكل أول كائن حي أو أول نوع حيواني .. تنوَّع بالتدريج وباستمرار : ليكوِّن المستويات العليا من الترتيب التصنيفي .. ولكن سجل الحفريات الحيواني الحقيقي أقرب إلى المخروط المقلوب رأسا على عقب !!.. حيث توجد الشعب في البداية : ثم تتناقص بعد ذلك " !!.. المصدر - “Darwinism’s Rules of Reasoning,” in Darwinism: Science or Philosophy by Buell Hearn, Foundation for Thought and Ethics, 1994, p. 12, (emphasis added .. وقد اعترف عالم المتحجرات الإنكليزي المشهور ديريك آجر Derek V. Ager بهذه الحقيقة على الرغم من كونه أحد دعاة التطور قائلاً : " تتمثل نقطة الخلاف في أننا إذا فحصنا سجل المتحجرات بالتفصيل : سواء على مستوى الترتيب أو الأنواع : فسنكتشف -مراراً وتكراراً- عدم وجود تطور تدريجي بل : انفجار فجائي لمجموعة واحدة على حساب الأخرى " !!.. المصدر - "The Nature of the Fossil Record", Proceedings of the British Geological Association, Vol 87, 1976, p. 133 .. ويعلق داع ٍآخر من دعاة التطور، هو عالم المتحجرات مارك سيزارنكي Mark Czarnecki على هذا الموضوع قائلاً : " إن المشكلة الأساسية في إثبات النظرية تكمن في سجل المتحجرات .. أي آثار الأنواع المنقرضة المحفوظة في التكوينات الجغرافية للأرض .. فلم يكشف هذا السجل قط أية آثار للأشكال المتوسطة التي افترضها دارون !! وعوضاً عن ذلك تظهر الأجناس وتختفي فجأة (يقصد الأجناس المنقرضة) .. ويدعم هذا الشذوذ حجة دعاة الخلق القائلة بأن الأنواع قد خلقها الله " !!.. المصدر - "The Revival of the Creationist Crusade", MacLean's, January 19, 1981, p. 56 .. ويقول أستاذ علم المتحجرات بجامعة غلاسكو نيفيل جورج T. Neville George : " لا داعي للاعتذار عن فقر سجل المتحجرات : فقد أصبح هذا السجل غنياً لدرجة يكاد يتعذر معها السيطرة عليه : وأصبح الاكتشاف فيه يسبق التكامل .. ومع ذلك : ما زال سجل المتحجرات يتكون بشكل أساسي من فجوات " !!.. المصدر - , "Fossils in Evolutionary Perspective", Science Progress, Vol 48, January 1960, pp .. وبالعودة لريتشارد موناسترسكي المحرر في مجلة علوم الأرض التي تعتبر إحدى داعيات التطور : بتوضيح ما يأتي عن الانفجار الكامبري الذي جاء بمثابة مفاجأة كبيرة لدعاة التطور : " قبل نصف بليون سنة ظهرت -فجأة- أشكال الحيوانات التي نراها اليوم : والتي تتسم بقدر لافت للنظر من التعقيد ..! وتعد هذه اللحظة عند بداية العصر الكامبري للأرض بالضبط - أي قبل حوالي 550 مليون سنة - علامة على الانفجار التطوري الذي ملأ البحور بأول كائنات معقدة في العالم ..!! وكانت شعب الحيوانات الكبيرة التي نراها اليوم : موجودة بالفعل في أوائل العصر الكامبري !!.. وكانت تتميز عن بعضها البعض بنفس القدر الذي تتميز به عن بعضها البعض اليوم " !!.. المصدر - Richard Monastersky, "Mysteries of the Orient", Discover, April 1993, p. 40
---------------

58...
فإذا تحدثنا عن معضلة التعقيد الذي ظهر في الأسماك مبكرا ! فمن المعلوم أن الأسماك قد ظهرت بتقديراتهم منذ 470 مليون سنة .. والسمكة التي سنأخذها كمثال الآن : هي سمكة الكويلاكانث Coelacanth .. والتي زعموا أن عمرها 70 مليون سنة فقط : وأنها الحلقة الوسطى بين الأسماك والكائنات البرية ! ثم انفضحت أكاذيبهم وخيالاتهم عندما تم اكتشاف أن هذه السمكة تعود لقرابة 410 مليون سنة ! وهو الزمن الذي كان التطوريون يفترضون فيه تخلف الكائنات الحية وبدائيتها !!.. فهل هي فعلا كذلك ؟! يقول عالم الحفريات التطوري بيتر فوري Peter Forey : " كان يحدوني الأمل في الحصول على معلومات مباشرة حول التحول من أسماك إلى برمائيات مع العثور على الكويلاكانث .. حيث إن الرأي القائل بأن هذه الأسماك قريبة من جد التتربود tetrapod : كان يلقى قبولا منذ فترة طويلة .. غير أن الدراسات التي أجريت على الأعضاء التشريحية للسمكة ووظائفها : أظهرت أن فرضية هذه العلاقة مجرد أمنية لا حقيقة ! وأن تقديم الكويلاكانث باعتبارها “الرابطة المفقودة “ : ليس له من سند " ! المصدر - Nature, Vol 336, 1988, p.7 .. ولقد صرّح هانز فريك Hans Fricke (وهو عالم الحيوان الألماني التطوري من معهد ماكس بلانك Max Planck) قائلا : " أعترف بأنني حزين ! لكننا لم نر الكويلاكانث في أي وقت ٍقط : وهي تمشي على زعانفها " ! المصدر - “ Coelacanth: The Fish That Time Forgot .. National Geographic , Vol.173, No. 6, June 1988, p. 838 بل وهناك معضلة أخرى قد شرحتها مجلة Focus حيث قالت : " وفقا للمعطيات العلمية : كانت جميع قارات الدنيا متصلة قبل 250 مليون سنة من عصرنا الراهن .. وقد أُطلق على هذه الكتلة اليابسة العظيمة “ بانجيا “ Pangea .. وكان يحيط بها محيط واحد وضخم .. وقبل حوالي 125 مليون سنة انشق المحيط الهندي : نتيجة لتعرض القارات للتزيح .. وقد ظهرت الكهوف البركانية الموجودة في المحيط الهندي (والتي تمثل جزءا هاماً من البيئات الطبيعية للكويلاكانث) بتأثير تزيح القارات هذا .. وعلى ضوء كل هذه المعطيات : تبدو أمامنا حقيقة أخرى هامة وهي : أن هذه الحيوانات التي وُجدت منذ نحو 400 مليون سنة : لم تتغير رغم كثير من التغيرات التي حدثت في البيئات الطبيعية " ! ويقول الأستاذ كيث س. تومسون Keith S. Thosom في كتابه (قصة الكويلاكانث) : " وعلى سبيل المثال .. كانت أقدم سمكة كويلاكانث معروفة تحوز العضو الروسترالي Rostral نفسه (يطلق علماء الحيوان على الكيس المملوء بمادة شبه هلامية والموجود داخل جمجمتها والأوعية الستة المرتبطة به اسم العضو الروسترالي) .. وكانت تحوز مفصلا ًخاصاً لجمجمتها وحبلاً ظهريا (notokord) وعددا قليلاً من الأسنان !!.. وهذا كله (ومثلما يبيّن أن المجموعة تكاد لم تمر بأي تغير على الإطلاق منذ العصر الديفوني منذ 400 مليون سنة) فإنه يكشف عن وجود فجوة هائلة بين السجلات الحفرية ! حيث أننا لا نملك سلسلة حفريات الأسلاف التي تبين ظهور السمات المشتركة التي تبدو لدى جميع أسماك الكويلاكانث " ! المصدر - Focus , April 2003 وإليكم معلومات معقدة جديدة أيضا ًتتعلق بالكويلاكانث ...! حيث لا تزال المعلومات الأخيرة المتعلقة بالبنية المعقدة للكويلاكانث : تشكل مشكلة بالنسبة للتطوريين ! يقول الأستاذ مايكل بروتون Michael Bruton فيما يتعلق بالسمات المعقدة المكتشفة للكويلاكانث : " إن الولادة : إحدى السمات المعقدة لهذه الكائنات !!.. فأسماك الكويلاكانث تلد ! حيث يتشقق بيضها الذي في حجم ثمرة البرتقال بينما هو لا يزال داخل السمكة ! علاوة على ذلك : فإن هناك اكتشافات حول تغذي الصغار من جسم الأم بفضل عضو شبيه بالمشيمة !!.. والمشيمة عضو معقد ! فهو إلى جانب توفيره الأكسجين والغذاء من الأم إلى الصغير : يقوم بإخراج المواد الزائدة عن حاجة التنفس والهضم من جسم الصغير ! وتبين حفريات الأجنَّة embriyo fosilleri (والتي ترجع إلى العصر الكربوني الفترة ما قبل 360 ـ 290 مليون سنة) : أن نظاماً معقدا ًكهذا وُجد قبل ظهور الثدييات بكثير " ! المصدر - Focus , April 2003 .. ومن جهة أخرى .. فقد ثبـت استشعار الكويلاكانث للمجالات الكهروماغنطيسية المحيطة بها ! الأمر الذي كشف عن وجود عضو إحساس معقد لدى هذا الكائن الحي ! وبالنظر إلى نظام الأعصاب الذي يربط العضو الروسترالي للسمكة بالمخ : يسلِّم العلماء بأن هذا العضو يقوم بمهمة استشعار المجالات الكهروماغنطيسية ! وحينما يتم تناول وجود هذا العضو الفعال (والموجود في أقدم حفريات الكويلاكانث والبنيات المعقدة الأخرى) بالدراسة : تظهر مشكلة ليس للتطوريين سبيل لحلها ! ألا وهي المشكلة التي أُشير إليها في مجلة Focus (البؤرة) كالتالي : " طبقا ًللحفريات : فإن تاريخ ظهور الأسماك يوافق ما قبل 470 مليون سنة من وقتنا الحالي .. أما ظهور الكويلاكانث : فبعد 60 مليون سنة من هذا التاريخ .. وظهور هذا المخلوق (والذي كان من المتوقع أن يكون ذا سمات بدائية للغاية) في بنية بالغة التعقيد : لهو أمر يثير الدهشة " ! المصدر - Focus , April 2003 .. وقد أثبتت الدراسات أيضا أن جميع الأسماك العظمية (Osteichthyes) (وباستثناء الكويلاكانث) : تسد احتياجاتها من الماء : بشرب ماء البحر : ثم تتخلص من الملح الزائد عن حاجة أجسامها .. أما النظام الموجود في جسم الكويلاكانث : فإنه يحاكي النظام الموجود لدى سمك القرش : والذي يندرج ضمن طبقة الأسماك الغضروفية (Chondrichthyes) ! والتي ظهرت في طبقة مختلفة تماماً ! المصدر -Focus , April 2003
---------------

59...
وأما المداخلة الأخيرة لي هنا : فهي عن معضلة تطور الإنسان من سلف شبيه بالقرود .. أقول .. رغم التباين الرهيب بين الإنسان وغيره من القرود والشيمبانزي وسلفه البعيد المزعوم : فإن التطوريون قد افترضوا سلسلة تطور له تبدأ كالآتي : 1- Australopithecus وهو القرد الأفريقي الجنوبي .. 2- Homo habilis وهو الإنسان مستخدم الأدوات .. 3- Homo erectus وهو الإنسان منتصب القامة .. 4- Homo sapiens وهو الإنسان العاقل والمعاصر .. أقول .. ولقد أثبتت الأبحاث أن الكائنات التي يمكنها أن تقف على أقدامها فترة ًقصيرة أو تمشي بها لعدة خطوات (كالدببة والقرود) : لا تستطيع تحمل هذا الوضع طويلا ً: لأن هيكلها العظمي والعضلي ليس مخلوقا ًلذلك !!.. ولذا : فسرعان ما ترجع لوضعها الطبيعي على قدميها ويديها مرةً أخرى !!.. وعلى هذا : فالمشي على قدمين في القرد مثلاً : يُعتبر عيبا ًوليس ميزة للاصطفاء الطبيعي لكي يتحول القرد إلى إنسان !!.. فإذا أضفنا إلى ذلك تغيير قدرات الأقدام الرهيبة للقرود في الإمساك : وتحولها لقدم بشر : لكان من الواجب (وحسب نظرية التطور نفسها) : أن يُفنيه الانتخاب الطبيعي لهذا العيب !!!.. إذ القرد وبهذه الصورة المعروفة لقدرات كفيه وقدميه : يستطيع العدو السريع والتخفي وتسلق الأشجار والقفز بينها : أفضل مما سيفعله الإنسان نفسه بالتأكيد إذا تغيرت يديه وكفيه بالطفرات إلى ما هي عليه الآن بمرور الزمن كما يزعمون !!.. ومن هنا : ولاستحالة الانتقال بين حركة القرد (أو السلف المشترك) المنحنية : وبين حركة الإنسان المستقيم القامة (واختلاف التركيب العظمي للحوض والقدمين إلخ إلخ بينهما) : فقد قام عالم الباليوأنثروبولوجيا الإنكليزي روبن كرومبتون : وبواسطة بحثه الذي أجراه بالحاسوب في عام 1996م إلى التوصل لأن مثل هذه المشية الانتقالية أو الوسطية المركّبة بين الأربعة أطراف منحنيا ً: وبين القدمين منتصبا ً: ليست ممكنة !!.. وخرج بالنتيجة التالية من بحثه : " إما أن يمشي الكائن الحي منتصب القامة : أو على أطرافه الأربعة كلها " !!.. وذلك بسبب فرط استهلاك الطاقة في مثل تلك المشية !!.. ولا تقتصر الفجوة الهائلة بين الإنسان والقرد السلفي المزعوم على شكل الكفين والقدمين أو المشي على أربعة أطراف فحسب : بل ما زالت هناك موضوعات تبحث عن تفسير مثل : سعة الدماغ .. والقدرة على الكلام .. والاختلاف في تركيب الأذن بينهما : إلى غير ذلك من الأمور التشريحية الكثيرة جدا ً!!!.. وتعترف بذلك إلين مورجان (وهي عالمة باليوأنثروبولوجيا وكانت من دعاة التطور السابقين إلى أن هداها الله) فتقول : " هناك أربعة أسرار : تعد من أبرز الأسرار التي تحيط بالبشر وهي : 1- لماذا يمشون على قدمين ؟ 2- لماذا فقدوا شعر الجسم ؟ 3- لماذا أصبحوا يملكون هذه الأدمغة الكبيرة ؟ 4- لماذا تعلّموا الكلام ؟ وتعد الأجوبة التقليدية لهذه الأسئلة هي : 1- نحن لا نعلم بعد ! 2- نحن لا نعلم بعد ! 3- نحن لا نعلم بعد ! 4- نحن لا نعلم بعد ! ويمكن أن تطول قائمة الأسئلة بشكل بارز : دون أن تتأثر رتابة الأجوبة " !!.. وأمام كل هذه المعضلات .. ولأن رأس مال التطوريين والملاحدة هو الكذب كما قالت مجلة العلوم الأمريكية في عدد يناير 1965م صراحة ً: " إن جميع علماء التطور : لا يتورعون عن اللجوء إلى أي شيء : لإثبات ما ليس لديهم عليه من دليل " !!!.. فقد لجأوا للعديد من الخدعات .. ورغم ذكري لبعضها من قبل .. إلا أني سأتحدث بشيء من التوضيح عن بعض الأمثلة الآن .. فهناك مثلا خدعة اللجوء إلى عظام بعض أنواع القردة الجنوبية أو الأفريقية : فيقولون عنها أنها كانت الإنسان البدائي ذو الأدوات (كالهومو هابيلج والأسترالوبيثاكينيچ) !!.. ثم يأتون في المقابل لأحد أجناس البشر والتي انساحت بين الشعوب قديما ً(كالنياندرتال) : ويصورونه على أنه أحد أجداد الإنسان المعاصر في التطور !!!.. والصواب (ومع مختلف الدراسات العلمية الحديثة) : فقد أثبتت التحاليل التي استندت إلى طبيعة وبنية تطور الأسنان : أن الأسترالوبيثاكينيچ والهومو هابيلچ : ينتميان إلى نفس أنماط القرود الأفريقية !!.. وأما تلك الخاصة بالإنسان منتصب القامة والإنسان النياندرتالي : فقد أشارت نفس البحوث إلى أنهما يملكان نفس تشريح الإنسان المعاصر ولكنه أقوى وأقصر قليلا ً !!.. ويُضاف لهذه الأبحاث أيضاً : والتي وصلت لنفس النتائج : أبحاث مختصي التشريح : فرد سبور .. وبرنارد وود .. وفرانز زونفيلد .. ولكن في هذه المرة عن طريق التحليل المقارن للقنوات شبه الدائرية الموجودة في الأذن الداخلية للإنسان والقرد والمسؤولة عن الحفاظ على التوازن .. حيث اختلفت قنوات الإنسان الذي يمشي منتصب القامة : اختلافاً كبيراً عن تلك الخاصة بالقرد الذي يمشي منحنياً إلى الأمام !!.. وفضلاً عن ذلك : جاءت نتائج تحليل قنوات الأذن الداخلية لكل القردة الجنوبية (الأسترالوبيثاكينيچ) وكذلك عينات الإنسان القادر على استخدام الأدوات (الهومو هابيلچ) التي حللها كل من سبور ووود وزونفيلد : جاءت كلها مماثلة لقنوات القردة العصرية !!.. أما فيما يتعلق بنتائج تحليل قنوات الأذن الداخلية للإنسان منتصب القامة : فقد أثبت التحليل أنها مماثلة لقنوات إنسان اليوم أيضاً !!..
---------------

60...
وأخيرا .. وفي نهاية هذه المناظرة من جانبي .. أذكر قول الله تعالى للإنسان الذي كرمه بالعقل وحرية الاختيار : فرفع شأنه على بقية الخلق بقوله في سورة الإسراء : " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا " .. وقال عنه في سورة التين : " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " .. ثم قال في سورة الانفطار لهذا الإنسان : " يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم * الذي خلقك فسواك فعدلك * في أي صورة ما شاء ركبك " !!.. فسبحان الله العظيم .. 
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..