الصفحات

الخميس، 6 فبراير 2014

ملخص كتاب الفيزياء ووجود الخالق للشيخ البروفيسور : 

نذكر الآن بعض الدروس المستفادة من هذا الكتاب .. 
جمع وتقديم الأخ أحمد نبوت ..
-------------

الإيمان الصحيح المعتبر هو الإيمان القائم على العلم 
بعض أدلة وجود الله - جل وعلا - 
1- البرهان الكوني ..
" أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ " لم يخلقوا من غير شيء لأن العدم غير قادر وهو يحتاج مَن يحوله لذا لن يكون محدِثاً ومحدَثاً لابد من علة قادرة حكيمة .. وإذا كانت العلة مُحدَثة معلولة فلابد لها من علة سببتها لكن التسلسل في العلل والمؤثرات مستحيل عقلاً لابد أن يكون سبباً غير حادث أي أزلياً لا ابتداء ولا انتهاء له أو كما نقول : " أول بلا ابتداء .. دائم بلا انتهاء .. لا يَفنى ولا يَبيد .. ولا يكون إلا ما يُريد " .. ونذكر هنا المثال الشهير الذي يفترض جندياً يمسك بسلاحه أمام عدو ليقتله وهو ينتظر الأمر من قائده .. وقائده الأول ينتظر الأمر من قائده الثاني .. وذاك الثاني ينتظر الأمر من قائده الثالث .. فلو تخيلنا أن القادة سيستمرون إلى ما لا نهاية : فإنه لن يقتل العدو أبداً !!.. حيث أنه لابد من نهاية لهذه السلسلة كي يحدث الحدث (وهو هنا إطلاق النار) كما سيأتي ..

 
2- برهان الآيات ..
العلم بطلوع الشمس يوجب العلم بطلوع النهار في تلك المنطقة " أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ " " أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ " " أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ " " أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ " برهان الآيات لا يعتمد على قضية كلية تقول إن كل حدث لابد له من مُحدث بل يعتمد على ما هو أقوى منه بداهة في العقل وهو العلم بأمثال هذه الحقائق المعينة قال ابن تيمية " بل قد يكون العلم بحكم المعين في العقل قبل العلم بالحكم الكلي العام " ..
المنطق يدل على وجود خالق والآيات تدل على صفات الخالق - سبحانه وتعالى - وعلى عينه وذاته 
وتنقسم الفطرة لنوعين :

أ- فطرة سليمة فصاحبها يؤمن بالله ولما يرى الآيات يعلم أنها من الله فيتأكد إيمانه ويزداد 
ب - فطرة حدث فيها خلل فصاحبها لا يؤمن بالله ولكن إذا تأمل وجدها دالة على الله فآمن ولكنه تصور وجود الخالق قبل رؤية الآيات فرأى النسبة بين الآيات وبين الخالق مثل قس بن ساعدة الإيادي وحي بن يقظان !!
الآيات تذكير بأمر مستقر في الفطرة كالحاجة لمُحدث ووجود قوى خارج الزمان والمكان ..



ونذكر هنا أن " اكتشاف طريقة التفاعل لا تعني أنه لا يحتاج لعلة أو أن الله لم يخلقه .. بل خلقه وطريقة تفاعله وأدلة استكشاف طريقة تفاعله ..


3 دليل العناية ..
الكون مرتب ترتيباً يدل على وجود صانع حكيم عليم قدير ويتجلى هذا في :

أ- الإحكام في جعل غاية لكل وضع كما في التنمية البشرية " وراء كل فعل توجد نية للاستفادة "
ب- اتساق حركة البشر فلا يعطل بعضهم بعضاً " أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ؟ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا * وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا * وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ
ج- وجود الأنواع المتشابهة بدقة والتي تدل على وحدة الخالق ونشبه ولله المثل الأعلى بأنك مثلاً تعرف كتاب كاتبك المفضل بمجرد قراءة سطور منه أو تعرف - إذا عرضت عليك لوحة لا يظهر توقيع صاحبها عليها - تعرف أنها للفنان الشهير لأنك عرفت مثلاً أسلوبه وأفكاره وبصمته وروحه ولله المثل الأعلى فالله قد جعل تشابهاً بين مخلوقاته ليدل أي ناظر متمعن أن الذي خلق الذرة خلق المجرة .. 
د- ثبات القوانين والظواهر وإمكانية توقعها واختلافها في أحيان أخرى يريدها الله وبها حكم عظيمة وفوائد جليلة :
" أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ " " لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا " يدل على صانع رتب ما قبل الغاية لأجل الغاية ..
الصلة بين الأرض والجبال وبيننا .. النوم سباتاً للراحة وللحياة .. والأرض مهاداً للحياة .. والجبال أوتاداً للحياة .. وأزواجاً للحياة .. والنهار معاشاً للحياة وللأزواج وللأرض وللجبال .. والشمس وهاجة للأزواج وللأرض وللجبال ولليل وللنهار .. والماء المنهمر لإنبات الحب والنبات .. والجنان للأزواج وللحياة .. والحياة للعبادة .. والعبادة لرضا الله .. هذا ما علمه الله لنا لنعيش من أجله وبه ..


4-الدليل الأخلاقي ..
فلنتخيل مجتمعاً لا يعترف بجريمة الظلم كيف سينمو ؟ لن يفعل . ما الفائدة من تلقي العلم عن عالم معلوم كذبه وهل سيكون عالماً أصلاً ؟ إذاً فالخلق ضرورة اجتماعية لتكون هناك مجتمعات من الأساس إذن فصاحب الخلق يبني المجتمع ويعمر الأرض وغيره يهدم ويفسد فيها ..
المشكلة أن مَن ينفع المجتمع - بحسن خلقه - قد يضار مادياً واجتماعياً ويذل في السجون لأمانته مثلاً .. وهذه فوضى حين يكون المغفل هو مَن يبني المجتمع والعاقل هو من يهدمه لمصلحته ! وفي هذه الحالة سيكون القانون الحاكم هو اللاعقلانية وهنا يكون التناقض بين الطبيعة كلها والكون كله القائم على العقل والعدل والتناسق والحكمة !! وبين البشر الذين يعيشون على اللاعقلانية والجور والبغي " حين تكذب النملة يقتلها باقي النمل وحين يكذب الإنسان يكسب الأموال " و هذا ما يحدث في غياب الرقابة وعدم توقع الحساب .. أما المؤمن فهو يؤمن أن الله يراقبه في كل وقت وأنه سيحاسبه ويؤمن بحق المخلوقات عليه ..
أهم شيء " لا نزاع عند المؤمن بين ضميره ومصالحه على عكس الملحد " فالملحد حين يصدق يعارض مبدأه إن لم يكن له مصلحة .. والمؤمن حين يكذب يعارض مبدأه وإن كان له مصلحة صغيرة .. وحين يصدق وإن كانت له مصلحة صغيرة فإنه يقايض أو يبادل هذه المصلحة بجنة خالداً فيها .. لذا فإن مصلحته لا تعارض مبادئه ألبتة ..
" لكل فعل نية للاستفادة آكل لكيلا أجوع وأصدق لأدخل الجنة " وعند المؤمن الجنة ثابت ورحمة الله ثابت لا يتغير في كل حال لذا فنسبة تمسكه بحسن الخلق أو الفعل الحسن أكبر بكثير من الملحد الذي يتصدق على الفقراء ليشعر بالتقدير الذاتي والرضا عن الذات والسعادة وهكذا فإن هذا لا تضمن تصدقه وقت الأزمات أو عند فقره وحاجة المجتمع لماله ولا تضمن عنده الإيثار إلا إذا أتى على باله تجربة فكرة الإيثار ليجرب شعور الذين يؤثرون ..
لابد أن يجازى المحسن على إحسانه ولكن في حياة لا منغصات فيها ولا قلق حياة ثانية باقية رائعة مليئة بالعدل والرحمة "هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ " لذا فإن الحكمة هي في وجود حياة بعد الموت وهذا هو عين العدل .. وإن العبث هو تكون هناك حياة واحدة صغيرة بها آلاف المؤثرات والمنغصات وتعالى ربنا عن الظلم والعبث ..!
والمشكلة أن العلم التجريبي لا يدعو للخلق فما السبيل إذاً ؟ 
-----------------------


أصل الكون ..
1 الكون ليس أزلياً بل له بداية (الانفجار العظيم) ونهاية 
2 المادة تفنى بمجرد تحويلها من صورة لأخرى ولها بداية عن الانفجار العظيم ونهاية حتمية - لتحولاتها - إذاً لها خالق وبما أن المادة تعتمد في تحولها من صورة لأخرى على أشياء خارجة عنها كالحرارة إذاً فهي حادثة فانية ..
3 المجرات تتباعد دون حركة أو تغير في الحجم ولكن المسافات بينها تزيد كتجربة العجيب والزبيب 
4 نظرية الكون ذي الحال الثابت تنتج أن " مع اتساع الكون وازدياد مادته إلا أنه ثابت لا بداية له ولا نهاية وكل مادة تفنى تخلق بدلاً لها مادة أخرى لتعوض النقص والمواد تخلق من العدم
5 نظرية الانفجار العظيم أثبتت من تباعد الكون المستمر أنه في البداية كان متجاذباً لدرجة التلاصق بل أن الحجم اقترب من الصفر وبما أن الزمان والمكان تابعان للمادة إذاً لم يكن حينها زمان ولا مكان " زماننا ومكاننا " ..

-----------------------


الإلحاد ونظرية الإنفجار العظيم ..
1 لو أن معدل التمدد بعد ثانية من الانفجار العظيم كان أقل من ولو بجزء واحد من مائة ألف مليون جزء لعاد الكون فانهار على نفسه ..
2 اشمئز وقلق بعض العلماء من هذه النظرية (الانفجار العظيم) لدلالتها الروحانية وأن للكون بداية لكره وجود خالق يحد من حريتهم 
3 " ما الذي يميز لحظة الانفجار عن اللحظات السابقة في الأزل قبل الزمان ؟ "
4 قال هوكنج " بداية الكون قد اختيرت بعناية فائقة وإذا كانت نظرية الشوربة الساخنة صحيحة فمن الصعب تفسير سبب بداية الكون بهذه الطريقة المحددة إلا أن خالقاً أراد أن يخلق ذواتاً من أمثالنا " تاريخ الزمان ص127
5 لا تخلق الأشياء من العدم بغير خالق - إنما يخلقها الله من العدم - انتبه للفرق ..!
6 العدم هو نفي الوجود فكيف يكون موجودَاً موجــِداً ! 
7 وجود الأشياء تعني نفي أن يسبقها عدم محض بغير خالق - لابد من إرادة حكيمة ..
8 ظهور الذرات واختفاؤها كما في التفاعلات النووية (هذه على كل حال واقعة تحدث في الزمان والمكان وفي مجال طافح بالمادة والطاقة وتسمى بالفراغ الكوانتي أو الكمي - ولا مجال أو صلة لذلك بالعدم بمفهوم الملحدين)
9 تغير تعريف الفراغ وشبهوه بالمادة الوجودية كالتذبذب والانحناء ..
10 فكرة خلق الشيء لنفسه متناقضة لأنه ليخلق الخالق لابد من أن يكون موجوداً مسبقاً ويستحيل عقلياً أن يكون الشيء موجوداً وغير موجود أو خالقاً ومخلوقاً ..!
11 قال العالم ديفز : أنه يمكن للشيء أن يتضمن تفسيراً لنفسه فكل حادثة تعتمد على حادثة أخرى والأخرى على أخرى ولا ينبغي أن تنتهي في المالانهاية أو الخالق بل تأخذ شكل الحلقة المغلقة 
لكننا نتكلم عن نظم لم تكن موجودة من قبل فكيف وجدت السلسلة أساساً وهل العدم سبب
وإذا قلنا أن السلسلة ظهرت دفعة واحدة فلن يكون أحدها علة لأن العلة تسبق المعلول بالزمن دوماً ولو ظهر أحدها قبل الآخر فسيكون أحدها هو العلة وكيف يصير معلولاً إذاً 
ولا يمكن أن تكون سلسلة مسدودة لأن س1 هي سبب س2 ولن تكون س1 إلا بوجود س4 التي تسببها وكيف و س4 لا تسبق س1 ويستحيل أن تسبقها وتلحقها في نفس الوقت في الوجود 
12 للشروط أنواع ثلاثة :
1 ضروري غير كاف للوجود .. كالهواء ضروري للحياة ولكنه ليس كافياً لوجودها حيث يوجد هواء ولا يوجد حياة ..
2 كاف وليس ضرورياً كقطع الرأس يكفي للموت ولكن يمكن الموت بدون قطع الرأس ..
3 ضروري وكاف كإرادة الله " ما شاء الله كان " كافي " وما لم يشأ لم يكن " ضروري 
13 إذا قال الوالد لابنه لن أعطيك جنيهاً إلا لما أعطيك درهماً قبله أو قال المعلم للطالب لن تسألني سؤالك الأول إلا لما أجيبك على سؤالك الثاني أو الأول (هذا مستحيل) لابد من علة لا ابتداء لها ولا انتهاء ..

---------------------------------

رد اعتراضات وتبديد شبهات ..

1 الدليل الكوني ليس متناقضاً ومن الخطأ قول كل شيء له بداية بل إن كل حادثة لها بداية "قلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ" وإن الله أزلي لم يخلق ولم يولد ..
إذا سلمنا بأن الكون الحادث لابد له من سبب غير حادث ثم سلمنا أن هذا السبب الغير حادث الأزلي هو الله ثم يسئل عن سببه فسيكون السائل متناقضاً كالذي يسأل عن الطعام كل ربع ساعة وهو بين يديه أو كالذي يقول ما الذي سبق الشيء الذي لا شيء قبله ..


2 إذا سلمنا بأن الله لا يحتاج لموجد فلن نتمكن من القول بأن الكون كذلك لأنه قد ثبت حدوثه وثبت أن الله أزلي قبل الزمان ..


3 وقد يعرض للفطرة ما يفسدها كالمريض الذي يرى الأحمر أزرقاً فعليه أن يعالج والقرآن شفاء لما في الصدور و وسواس التسلسل في الفاعل معلوم الفساد بالضرورة فأمر عند وروده بالاستعاذة منه والانتهاء عنه ..
ولقد كرم الله المؤمنين بالراحة بالاستعاذة وبالانتهاء عند الكثير من الأشياء التالفة الفاسدة والبراهين العقلية التي يقضي فيه المرء وقتاً لا يفيد وجعل مشاقها للداعية والكافر فلله الحمد ..


4 إنكار بدائه العقل هو مُخالفة شرعية واتباع للشيطان ومَن يناقش في بدائه وحقائق الدين هو مُتبع للهوى ..


إن قدرة الله لا تتعلق بالمستحيلات العقلية .. فالله على كل شيء قدير .. والمستحيل العقلي ليس بشيء ألبتة (مثال للمستحيل العقلي أن نقول مثلا أن الواحد أكبر من الثلاثة أو يساويها - أو نقول أن الشيء موجود وغير موجود في نفس الوقت أو أن الله قادر على خلق صخرة لا يستطيع حملها ! أو أنه قادر على خلق إله آخر مثله ! إلخ) ..

فقدرة الله لا تتعلق بالمحالات .. لذا لا يصح أن تقول لي هل يقدر ربك أن يفعل مستحيلاً عقلياً كأن يكون مخلوقاً ؟ ولكن يمكن أن تسأل عن مستحيل فيزيائي كشق البحر وانشقاق القمر وإخراج الناقة من الحجر .. فالمحالات الفيزيائة مجرد أشياء نادرة لا تحدث كثيراً وتتعلق بقدرة الخالق نفسه عز وجل .. لذا قيل أنها مستحيلة ..


5 لابد من سبب لكل حادثة لذلك تجد من يريد نفي وجود الأسباب يتمسك بالأسباب التي يظن أنها تغني عن الله سبحانه وتعالى ..
6 كما قال الله "وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚوَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ" قال أيضاً "اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ۖ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ"
7 الله يُحدث المعجزة بأسباب غير التي يعرفها الناس أولاً أو بدون أسباب ..
-------------------------

مَن الخالق ؟ 

1 لو كان معه إله فإما أن يكون الأثر معتدماً عليهما معاً بحيث أن أحدهما لا يستطيع الاستقلال به .. وفي هذه الحالة يكون كلاهما عاجزاً معتمداً في فعله على غيره .. ولابد أن يكون الإله قائماً بنفسه 
أو إذا قدر ربان متماثلان فإنه يجوز اختلافهما فيريد أحدهما أن يفعل ضد مراد الآخر فإما أن يحصل مراد أحدهما أو لا يحصل مراد أي منهما أو يحصل مراد كليهما والثلاثة باطل لأنه :
أ- لو اختلافا وحصل المرادان كلاهما فسيحدث الضدان مثل الذي قتل واتقتل في حرب أكتوبر ولازال معنا إلى الآن ..
ب- لو لم يحدث مراد أي منهما لزمت حينها صفة العجز بكليهما أنهما يريدان ولا يفعلان ..
ج- وإن رجح مراد واحد فهو الأعظم والثاني العاجز ليس رباً ألبتة ..
وإذا قيل أن إرادتهيما متفقة فإذن ينبغي أن يختلف الفعل والمفعول لأنه لزم إن استقل الأول بالفعل المعين لابد ألا يستقل به الثاني أو يتدخل فيه أصلاً ليكون الأول مستقلاً حقاً وبما أن العالم كله مفعول واحد متشابه يحتاج الجزء منه للآخر إذن امتنع أن يكونا إلهين اثنين " وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ ۚإِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ " وإذا كان لا يمكن لأحدهما أن يريد إلا ما يريده الآخر ولا يقدر على مخالفته فهذه صفات نقص في القدرة والإرادة وعدم قيومية فإنهما إن كانا قادرين لزم جواز اختلاف الإرادة ..


2 صفة الإرادة تقابلها صفة التلقائية أو القصر والتلقائية صفة قصر ونقص لأن من تلقائية المطر أنه يخرج النبات ولكنه يتوقف على الرياح والحرارة ونوع الأرض إلخ أي على أسباب خارجة عن نطاقه أما الله فلا ينبغي أن تؤثر فيه خارجات أو أن يتوقف عليها سبحانه ..
وإذا قلنا أن التلقائية هي من لوازم الذات فهذا يعني أنه من لوازم الله خلق الإنسان وهذا يعطي الأزلية للإنسان لأنه يقول أن خلق الإنسان أمر تقتضيه طبيعة الإله ولكن بما أن الإنسان جائز الوجود إذاً في إرادة الله وإلا فقد تأخرت طبيعة الإله لفترة حتى خلق الإنسان وهذا لا يليق لذا " إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ " ..

 
3 إذا قلنا لشخص لما قتلت فلان فقال لم أكن أعلم أنه سيموت فسننفي عنه صفة الإرادة لأن عدم العلم يؤدي إلى عدم الإرادة .. لذا ينبغي للخالق المُريد أن يكون عالماً بما يريد .. وكل هذه الصفات لا يمكن أن تكون للعدم أو الموت أو الجماد .. بل هي للحي الذي لا يموت وحياته هي أرقى أنواع الحياة ..


4 الموجودات تتميز عن العدم بوجود صفة ثبوتية تميزها ..


5 الإله ليس عدماً وليس ذا وجود ذهني لأنه خالق الأذهان ووجوده سابق لوجودها إذن هو ذو وجود حقيقي ..
-----------------------------

وماذا بعد الإيمان بوجود الخالق ؟

بعد معرفة بعض الصفات التي يجب وجودها في الخالق : سنجدها كلها في الإسلام !!.. وسنجد فيه الحفظ غير المسبوق عن الكتاب المقدس !!.. وسنجد فيه علم الرجال والسند الذي يحافظ على كل تفصيلة من سنن النبي والروسل المبلغ عن الله من الضياع .. لدرجة أنه وردنا مثلاً تبسم النبي بعد قوله كذا !!.. ودخوله بالقدم اليمنى لمكان وباليسرى لمكان آخر !!..

هذا عرض بسيط لما فهمته من الكتاب وأرجو أن ينفعنا الله به إنه هو الولي الحميد ..