الصفحات

الأربعاء، 5 فبراير 2014

فن معالجة الأخطاء في الإسلام ..
كتابة ونقل دكتور أشرف ..

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

مهما بلغ العبد من مقامات العبودية و التقوى فلن يسلم من الذنب أو الخطأ يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم ((كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون))؛ أخرجه الترمذي بسند قوى وفي صحيح مسلم: ((والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم)).فالله سبحانه وتعالى خلق البشر وجعل من طبيعتهم الخطأ،هذه هي سنة الله ولتتجلّى في خلقه معاني أسمائه وصفاته ..وهكذا ينبغي أن نقبل الآخرين .. على أنهم بشر يخطئون

قد يكون المخطئ غطت على عينيه غشاوة الخطأ أو المعصية ..فلا تستعجل في ذم أو تقبيح .. بل ابذل جهدك في إزالة الغشاوة عن عين المخطئ

و إليك بعض الوقفات الهامة في معالجة الأخطاء :

1- اللوم لا يأتي بخير غالباً
يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: إنه خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنوات ما لامه على شيء قط، وإذا حدثه في ذلك بعض أهله قال: "دعوه فلو كان شيء مضى لكانْ"

2- أبعد الحاجز عن عين المخطئ
فلابد أن يشعر أنه مخطئ أولاً حتى يبحث هو عن الصواب.
3- استخدم العبارات اللطيفة
فمثلاً نقول للمخطئ لو فعلت كذا ، أنا أقترح أن تفعل كذا وغيرها، فالكلمة الطيبة تفعل وتؤثر ما لا تفعله أو تؤثر به الكلمة القاسية ،قال الله تعالى (وقولوا للناس حسنا) ، (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن) وفي الحديث الصحيح(والكلمة الطيبة صدقة)، وعند الصينيين مثل يقول: (نقطة من العسل تصيد من الذباب ما لا يصيد برميل من العلقم)
4- ترك الجدال
يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً" رواه أبوداود
5- ضع نفسك موضع المخطئ و ابحث عن الحل
حاول أن تضع نفسك موضع المخطئ، وفكر من وجهة نظره هو، وفكر في الخيارات الممكنة التي يمكن أن يتقبلها، فاختر له ما يناسبه ،وهذا هو منهج القرآن..قال تعالى : (وأحل الله البيع وحرم الربا)، ويأمر المؤمنين بغض الأبصار ثم يعقّب بالندب على النكاح
6- الرفق
عن عائشة رضي الله يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم (إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه) رواه مسلم وفي رواية أخرى له: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا نُزِعَ من شيء إلا شأنه) وقصة الأعرابي الذي بال في المسجد، وكيف عالجها النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق فقال (يا هذا إن المساجد ما بُنيت لهذا) كلمات تخرج في رحمة وإشفاق ، فتلامس قلب الرجل حتى قال (اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحداً)

7- مع النقد اذكر جوانب الصواب
أشعرهم بالإنصاف بأن تذكر خلال نقدك جوانب الصواب عندهم، ففي البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نِعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل)، قالت حفصة: فكان بعدُ لا ينام إلا قليلاً - رواه البخاري.

8- إحسان الظن والتثبت
عندما يبلغك خطأ عن إنسان فتثبت منه، واستفسر عنه مع إحسان الظن به، فأنت بهذا تشعره بالاحترام والتقدير كما يشعر في الوقت نفسه بالخجل وأن هذا الخطأ لا يليق بمثله

9- الإرشاد إلى تصحيح الخطأ
فإنه عليه الصلاة والسلام لما رأى رجلاً توضأ، فترك موضع ظفرٍ على قدمه لم يمسه الماء، قال له عليه الصلاة والسلام: ارجع فأحسن وضوءك، فتنبيه المخطئ على خطئه وإدراكه له أمر مهم، ولكن الأهم أن يرشد ويوجه للفعل الصحيح.

10- العدل والإنصاف في الحكم على الخطأ
ينكر موضع الخطأ فقط، ليكون موضوعياً عادلاً في إنكاره

11- إظهار الضرر من الخطأ
فالنبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الصف في الصلاة غير مستوٍ، قال عليه الصلاة والسلام: (لتسوون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم، فتقع بينكم العداوة والبغضاء)

12- لا تطلب من الآخرين عدم الخطأ
وإنما اطلب منهم أن لا يستمروا في الخطأ إذا علموه (ولو لم تذنبوا لذهب الله تعالى بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون) تلكم هي سنة الله وهكذا ينبغي أن نقبل الآخرين .. على أنهم بشر يخطئون

13- لا تفتش عن الأخطاء الخفية
صحح الأخطاء الظاهرة ولا تفتش عن الأخطاء الخفية, لأنك بذلك تفسد القلوب, ولأن الشرع نهى عن تتبع عورات المسلمين.

14- تذكير المخطئ بمراقبة الله تعالى له
رأى النبي صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه يضرب غلامًا له فناداه (اعلم أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام) فقال الصحابي والله لا أضرب مملوكًا بعده أبدًا.

15- وضع الخطأ في مكانه الطبيعي
فلا يضخم ولا يهون، فالصغائر لا ينبغي أن تجعل في التصحيح والعلاج كالكبائر ،وفي الحديث الصحيح الذي خرجه أحمد وغيره يقول النبي صلى الله عليه وسلم (اقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم، إلا الحدود).

16- النظر في حالة المخطئ
التفريق بين المخطئ الجاهل والمخطئ عن علم، والخطأ الناتج عن غفلة أو الخطأ الناتج عن شبهة، ولكل صنف نوع إصلاح فالجاهل يصوب بالتعليم، والغافل بالتذكير، والعالم بالموعظة الحسنة، والمتعلق بشبهة يعالج بالحكمة والحوار وتجلية الشبهة عنه.
والتفريق بين الخطأ الطارئ والخطأ المتجذر، فالمخطئ الحديث يسهل علاجه بالتذكير ، بخلاف الأخطاء المتجذرة المتراكمة فهذا النوع لا تكفيه الموعظة ، وإنما يحتاج إلى جهد من التوجيه وصبر على التذكير.

17- كن مهذباً و هادئاً
فلا تستخدم أبداً كلمات خارجة عن الأدب ، وانتق ألفاظك بعناية ،ولا ترفع صوتك ، وتكلم بهدوء ودون انفعال ، وتذكر أنك تعاتب ولا تشاجر
ختاما
فن معالجة الأخطاء لابد أن ندرك أهميته, ونحاول أن نتعلم قواعده ونلتزم بها؛ كي نكسب أنفسنا بتعاملنا مع ما يصادفنا من أخطاء
منقول بتصرف من
1- معالجة الأخطاء الشيخ إبراهيم بن صالح العجلان
2-كيف نتعامل مع أخطاء الناس؟ الشيخ محمد المنجد
3- والعفو عن الناس د. ماجد عبدالعزيز عشي
4- فن معالجة الأخطاء لعبد الله آل سيف
5-لمحات فى فن العتاب والمعاتبة
6-قواعد في معالجة الأخطاءد ماجد بن حسن العمودي
7- كيفية المعاتبة دون إحراج