الصفحات

الثلاثاء، 19 فبراير 2013

الرد على الجاهلين أو المشككين في قدم تدوين الأحاديث !!..

هذه ردود مُجمعة على أخين مسلمين متشككين : وملحد :
قد اجتمعوا للأسف على التشكيك في قدم تدوين الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم !!..
حيث من فرط جهلهم الشرعي بعلم الحديث :
لا يعرفون من كتب الحديث إلا البخاري ومسلم !!!..
وبما أن كتبهما كانت في القرن الثالث الهجري تقريبا : فمن هنا يشككون في السنة عموما !
وكانت ردودي عليهم كالآتي : نقلا عن نقل ...
--------

(1)
الأخ فؤاد .. 

أنت تقع - للأسف - في خطأ كبير يقع فيه كل المخدوعين بإنكار السنة !!!..
ألا وهو : عدم فهمك أصلا لعلم الحديث ومراحل تدوينه التي ((بدأت)) في زمن النبي نفسه !!..
فتظن أن الأحاديث لم يجمعها إلا البخاري ومسلم : وبعد القرن الثاني من الإسلام !!!..
وأما الصواب :
فهو أن جمع الأحاديث وتدوينها لم يكن بنفس أهمية جمع القرآن ساعتها حتى لا يختلط ذلك بذاك ..!
وإنما اختص النبي به عددا محدودا من الصحابة والرسائل التي كان يرسلها إلى المسلمين الجدد ..
وبهذا الفهم : تعرف أيضا لماذا لم يتم التوسع في تدوين السنة والأحاديث في عهد أبي بكر وعمر ..!
فكلا من القرآن والسنة كانا محفوظين في الصدور قبل السطور ..

>>>
فلما شاء الله تعالى بمقاديره أن يدون الصحابة القرآن :
< بسبب مقتل الكثير من حفاظه واختلاف الألسن الداخلة في الإسلام ومخافة الاختلاف والفرقة >
قام الصحابة بجمع القرآن في عهد أبي بكر في مصحف واحد .. ثم نسخه عثمان ووزعه على البلاد ..

>>>
ولما شاء الله تعالى بمقاديره أن يتوسع المسلمون في تدوين السنة والأحاديث :
< بسبب الفتن التي انفتحت على المسلمين منذ مقتل عثمان وعليّ ومكر اليهود والمجوس والشيعة >
قام المسلمون بالتوسع في جمع الأحاديث من صدور الصحابة والتابعين إلى السطور لحمايتها من الوضع ! 

فماذا في هذا يا رعاك الله ؟!!..

وأتركك الآن مع النقل التالي .. لأحد الإخوة مثلك ..
-------

(2)
الأخ محب القرآن ..

أقول :
ومَن قال أن الأحاديث هي في منزلة القرآن الكريم ؟!!!!..
بل نقول : هي المصدر ((( الثاني ))) من التشريع ..
لأنها الشارحة والمفسرة والمفصلة للقرآن الكريم .. وأما اختلافاتها عن القرآن :
فلا أقل من أن نذكر أنه لا يُتعبد بها في الصلاة !!.. والقرآن يُتعبد به !!!...
وأن القرآن محفوظ بحرفه نطقا وشفاهة ًورسما ً: وأما السنة فالحفظ الأول فيها للمعنى ..
ثم يشمل ذلك حفظ النطق أو الحرف أو الرسم في درجة ما دون القرآن ...
لأن الأساس في السنة تبليغ المراد ..
وأعلى درجات ذلك : تبليغه بنفس ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وأدناه : تبليغه بما يوازيها من ألفاظ ومعان ..
وحتى كل هذه الاختلافات بينها علماء الحديث ورصدوها ودرسوها !!!!..

ولا يسعني هنا إلا أن أذكر لك بعض المعلومات الهامة عن قِدم تدوين الأحاديث الصحيحة :
من قبل حتى البخاري ومسلم !!!..
والكلام كان موجه ٌللملحد (عادل أحمد) : فأرجو التنبه بأن الشدة والتهكم فيه كان له ..
--------

(3)
الملحد : عادل أحمد ..

وجهل أمثال عادل أحمد : أن تدوين القرآن والسنة قد بدأ من وقت النبي نفسه !!!..

فالقرآن كان يكتبه الصحابة بجانب حفظه في الصدور .. 
والسنة كان يكتبها بعضهم : كصحيفة عبد الله بن عمرو الشهيرة التي استأذن النبي أن يخصها لحديثه !
فمَن الجاهل هنا بمثل هذه الأسانيد والتسلسلات بين هذا الرعيل الأول وبين البخاري ؟؟؟..
وهل كان البخاري بالفعل هو أول مَن كتب الأحاديث كما ينعق كل جاهل ويهرف بما لا يعرف ؟؟!!..
ودعك حتى من نقل الأحاديث شفاهة ً.. وتعال لننظر فيها كتابة ًوتدوينا ًوتجميعا ً!!!..

>>
فهل تعرف أيها المتعالم أن الإمام البخاري : قد تتلمذ على يد آخر شيوخ المذاهب الأربعة الشهيرة :
وهو الإمام أحمد ابن حنبل (164هـ : 241هـ) : صاحب كتاب (المسند) من الأحاديث ؟؟..

>>
وأن الإمام الشافعي (150 هـ : 204 هـ) درس على الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : 
وكان يروي ويكتب الأحاديث أيضا ًويستدل بها في فقهه وكما في كتابه الفقهي (الأم) ..! 

>>
وأن الإمام مالك (93 هـ : 179 هـ) : 
قد سبق الإثنين في أشهر وأقدم كتاب أحاديث وأصحها على قلة عدد أحاديثه : ألا وهو كتاب (الموطأ) ؟؟؟..
< لاحظ أن عددا ًكبيرا ًمن أحاديث البخاري أصلا ً: هي من موطأ الإمام مالك ومسند الإمام أحمد > !!!..
وكيف لا يكون الإمام مالك بن أنس بن مالك له مثل ذلك السبق : وقد كان جده مالك : من كبار التابعين !!
حيث روى جده عن عمر !!.. وطلحة !!.. وعائشة !!.. وأبي هريرة !!.. وحسان بن ثابت !!.. رضي الله عنهم !
وأما الإمام مالك نفسه :
فهو صاحب أحد أصح أسانيد الحديث حسب المشهور وهو سند : 
مالك .. عن نافع (مولى ابن عمر) : عن ابن عمر رضي الله عنه وعن أبيه !!!..
كما أخذ الإمام مالك عن ابن شهاب الزهري (58 هـ : 124 هـ) : وهو أول من جمع الحديث !!!..
وقد روى عنه الإمام مالك في موطئه 132 حديثا - متصلا ًومرسلا ً- ..!! 
كما أخذ عن الإمام جعفر الصادق من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم !!!..
فأخرج له في موطئه 9 أحاديث منها 5 متصلة مسندة - وأصلها حديث واحد طويل هو حديث جابر في الحج - والأربعة منقطعة !
وكذلك روى عن هشام بن عروة بن الزبير بن العوام رضي الله عنه !!.. ومحمد بن المنكدر !!.. 
ويحي بن سعيد القطان الأنصاري !!.. وسعيد بن أبي سعيد المقبري !!.. وربيعة بن عبد الرحمن - والمعروف بربيعة الرأي - !!..

>>
وأن الإمام أبو حنيفة (80 هـ : 150 هـ) : وهو أول أئمة المذاهب الأربعة الشهيرة : 
كان يُحدث أيضا ًبالأحاديث ويذكرها ويدونها عنه تلامذته !!.. 
وكيف لا ؟؟!!.. وقد عاصر 7 من الصحابة على الراجح !!!..
فقد بلغ عدد شيوخ أبي حنيفة : أربعة آلاف شيخ .. نسب منهم البعض 7 إلى الصحابة .. و 93 إلى التابعين !!!.. 
وكان من أبرزهم هو : حماد بن أبي سليمان .. والذي لازمه أبو حنيفة كثيرا ً..
وحماد هذا الذي سمع منه وروى عنه أبو حنيفة : قد سمع أنسًا بن مالك رضي الله !!.. 
وقد روى عنه أبو حنيفة : 2000 حديث من أحاديث الأحكام !!.. 
بل وأكثر من ثلث أحاديث الإمام أبو حنيفة في مسنده الذي جمعه الحَصْكَفي من تراثه وتلامذة الإمام : 
هي برواية أبي حنيفة عن حماد عن إبراهيم بن أبي موسى الأشعري عن الأسود عن عائشة رضي الله عنهم !
بل وقد رجح البعض أنه من شيوخ أبي حنيفة أيضا ً: سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما !!!!..

>>
وطالما تعرضت لذكر الزهري في الحديث عن الإمام مالك (واسمه محمد بن مسلم بن شهاب الزهري 58 هـ : 124 هـفهو أول مَن دون الحديث على الأشهر في زمن عمر بن عبد العزيز - أي من بعد الصحابة والفتن التي وقعت :  حيث صار التدوين أدعى لتمحيص السند من كذب اليهود المتأسلمين والمنافقين والخوارج والشيعة إلخ - ..
فهذا الزهري الذي أخذ عنه الإمام مالك وغيره :
قد جمع ودون 1000 حديث عن الثقات !!!.. وله قرابة 2200 حديث ..
وقد لازم بعض صغار الصحابة مثل أنس بن مالك وسهل بن سعد الساعدي رضي الله عنهما !!.. 
ولازم من التابعين : فقهاء المدينة السبعة (ومنهم سعيد بن المسيب) وعبيد الله بن عمر وسالم بن عمر وغيرهم ..
ولذلك يعتبره الإمام أحمد بن حنبل أيضا ًأحد أصحاب أصح الأسانيد وهي :
الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه رضي الله عنه ..!!

فهل بعد ذلك كله :
لا يتبين لنا جهل الجاهلين الذين ليس لهم إلا تكرار الشبهات كالببغاوات عن البخاري والطبري وابن هشام !!
ولا يعرفون أن هؤلاء الذين يذكرون : ليس لهم إلا نقل أقوال وأسانيد مَن سبقوهم : وانتهاء ًبالنبي وأصحاب تلك الأقوال !
وإنما فرق كتب السنة والحديث : عن كتب التاريخ والسير :
أنها تعتني بذكر رواة السند حسب اشتراط كل عالم حديث في كتابه : وذلك ليس في كتب التاريخ والسير والتفسير :
لأنه أحيانا ًتطغى الرغبة في تجميع الأخبار والأقوال والآراء الواردة في التفسير : على تمحيص الأسانيد المنقولة ...
ومن هنا أيضا ً:
كان أصح كتب الحديث هما صحيحي البخاري ومسلم لصعوبة شروطهما .. وقد أسموهما بالصحيحين :
لأنهما اختارا أن يجمعا فيهما أصح الأحاديث سندا ً: حسب شروط كل منهما : بحيث تشمل معظم أبواب الدين ..
وشروط البخاري في ذلك : تزيد على شروط مسلم بشرط .. ولذلك يقال عن صحيح البخاري بأنه أصح كتاب ..