التسميات

الاثنين، 10 فبراير 2014

إعجاز جديد في القرآن .. الأسماء المُعربة ..!
تجميع وتقديم وتقصي الأخ أحمد عبد الله منتدى التوحيد ..

اسم (يعقوب) عليه السلام ..

بسم الله...

"يعقوب" تنطقها التوراة على غير العربية... فالعين تقرأ بالفتح … والواو تقرأ كما في "يوم" في العامية... فعربها القرآن على وزن يعسوب (ذكر النحل)... 

احسب قارءنا أنك تذكر ما سقناه أعلاه بخصوص اسم الفاعل العبري... ألا تذكر؟... ان كنت تفعل فهذا عظيم... وإن كانت الأخرى فعد لتعلم ان المضارع المفرد الغائب في العبرية يدل على اسم الفاعل... وفي هذا الموضع نرى ان "يعقوب " من الجذر العبري "عقب"... وهو له نظيره العربي "عقب" معنى ومبنى... إذا "يعقوب " العبرية ان اردتها بالعربية تصبح "العاقب"...وللمبالغة يصلح استخدامها على وزن "يفعول"... 

لعلك علمت معنى "يعقوب"... انه العاقب… هو خير عقب لخير سلف...ولكن مهلا...

سأضع بين يديك كيف تحدث العهد القديم عن يعقوب عليه السلام... اقصد كيف فسر إسمه عليه السلام... وبعدها نرى كيف فسر القرآن هذا الإسم... لن أنجح في التماس الموضوعية البتة... اصلا لن يفلح أي منصف ان يعرض قول التوراة إلا ويرى كيف تتحدث عن انبياء الله عليهم السلام بشكل مهين لا يليق بهم... اقصد التوراة المحرفة طبعا لا التي أنزلت على موسى عليه السلام... 

اتظنني افتري الكذب!!!... هيا إذهب إلى سفر التكوين... تقص عليك ان يعقوب عليه السلام كان اخا توأما ل "عيسو"...فإذا بـ "عيسو" يخرج إلى هذه الدنيا قبل "يعقوب" عليه السلام... تكوين 25 ... فإذا بـ "يعقوب" عليه السلام كان يقبض على عقب اخيه وهو يخرج من رحم أمه... ليصبح معنى "يعقوب" بحسب هذا السفر "القابض على عقب اخيه"... ولا تحسبن ان هذا الكلام يقف عند هذا الحد... تلك هي بداية القصة... انها تمثيل لواقع سيحصل... هذا هو تأويل الحادثة... ابناء "يعقوب" عليه السلام ستكون لهم السيادة من بين ابناء اسحاق عليه السلام... ولكن المشكلة ان عيسو اكبر من يعقوب عليه السلام... ما الحل؟؟... (مع انه حل هذه المعضلة بقصته تلك عن الامساك بعقب اخيه تراه غفل عن تبيان نحل التركة لاسحاق عليه السلام على حساب اسماعيل عليه السلام الذي هو البكر) ...

أنظروا الاعجب الآن... عندما حضر اسحاق عليه السلام الموت إذا به ينادي ابنه البكر عيسو من اجل التركة... تعلم زوجة اسحاق عليه السلام بذلك فتقدم يعقوب عليه السلام متنكرا بثياب عيسو خاصة وان اسحاق عليه السلام قد كف بصره... يا له من كفر بـواح... انبياء يغشون!!!!!!... وبركة بني اسرائيل ) اسرائيل هو يعقوب عليه السلام) كلها غش بغش!!! ... 
هذه رواية التوراة… أنظر كيف رفع القرآن من شأن يعقوب عليه السلام… هكذا كان تعاطيه مع إبتلائه بفقدان ابنه يوسف عليه السلام… قال الله: (قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ( 86 ) ( يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون ( 87 ) ) سورة يوسف 
وقال الله: (( أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون ( 133 ) ) سورة البقرة 

شتان والله بين الكفر والايمان... 

وقد فسر القرآن معنى "يعقوب " بطريقتين: 
1- كتلك التي مرت معنا في حديثنا عن اسحاق عليه السلام … وهي الطريقة التي سماها الكاتب بالترادف القريب... 
فيعقوب خير عقب لخير سلف… 
قال الله: (وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب (71))
وهذا المعنى نراه في لفظ "من وراء"... وضوح لا ينكره إلا جاحد... 
الم اقل لكم ان الآية رائعة...

2- التعريب: وذلك ان لفظ "يعقوب" (ففعل عقب عربي ايضا كما مر بك) هي على وزن يفعول بالعربية ولم يصرفها القرآن للدلالة على اصلها الأعجمي... وهذا الوزن يدل على المبالغة وتعظيم الشأن من اسم الفاعل "العاقب"... 

وفي الختام … أنظر كيف تقول التوراة سمي كذا لانه كذا … 
"24 فلما كملت أيامها لتلد إذا في بطنها توأمان
25 فخرج ألأول أحمر، كله كفروة شعر، فدعوا اسمه عيسو
26 وبعد ذلك خرج أخوه ويده قابضة بعقب عيسو، فدعي اسمه يعقوب" سفر التكوين


اين هذا الاسلوب من اعجاز القرآن الذي ذكر لنا- كما مر معنى اسم إسحاق ويعقوب عليهما السلام - المعنى بـغير طريقة التصريح التي قد تبعث على الملل … اعجاز في دقة المعنى وروعة في عدم افساد السياق... سبحان الله...إلى المزيد ان شاء الله