نظرة على الإلحاد الجديد ...
ملف تفريغ وزيادة تفصيل وتوثيق وإعادة ترتيب لأكثر ما جاء في محاضرتي في موقع قوت القلوب الدعوي يوم الاثنين 12-5-1436هـ
م. أحمد حسن (أبو حب الله) - محاور في منتدى التوحيد - مدير مركز براهين لدراسة الإلحاد والنوزال العقدية - باحث شرعي في مركز دلائل للدراسات والتدريب
في بداية اللقاء تم الاعتذار باسم الدكتور خالد الدريس : مدير مركز تعليم التفكير من منظور إسلامي http://tafkeeer.com/index.php والمشرف العام على كرسي الأمير نايف للأمن الفكري - والمشرف العام على مركز دلائل للدراسات والتدريب - حيث كان يفترض أن يلقي هو المحاضرة ولكن ألمت به ظروف طارئة
من النقاط التي تحدثنا فيها هي تعريف الإلحاد في اللغة وهو الميل عن الشيء - ومنه اللحد أي دفن الميت في جانب القبر - وقد ذكر الله تعالى وصف الإلحاد وفعله في القرآن في أكثر من موضع مثل :
" ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يُلحدون في أسمائه " أي يُحرفون بها نطقا أو معنا مثل قولهم اللات
" لسان الذين يُلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين "
" إن الذين يُلحدون في آياتنا لا يخفون علينا "
وعلى هذا فوصف الإلحاد في الدين هو أعم من إنكار وجود الله تعالى - وذلك لأنه يشمل كل ميل في الدين وبخاصة البدع الكبرى كما في العقيدة ونحوه مثل إنكار المعاد الجسماني وأن المعاد في القيامة خاص بالأرواح فقط أو الخوض في ذات الله بغير وحي ونحو ذلك - فالقائلين لمثل هذه المنكرات ورغم أنهم لم ينكروا الله عز وجل إلا أن علماء الدين وصفوهم بالإلحاد - إذن : الإلحاد الذي هو إنكار الصانع أو الخالق بالكلية لم يكن معروفا لا في المسلمين ولا حتى في العرب - وكان من يقول به في زمن الفلاسفة اليونان ينبذونه ويعتبرونه شاذا وهم قلة
يقول ابن رشد في مناهج الأدلة في عقائد الملة صـ 128 : " إن العرب كلها تعترف بوجود الباري سبحانه وتعالى "
ويقول الشهرستاني في الملل والنحل : " وشبهات العرب مقصورة على شبهتين : إنكار البعث وبعثة الرسول "
وهنا نقطة هامة سقطت مني في أول المحاضرة أو اللقاء بسبب الانشغال في جودة الصوت وهي :
أن الإلحاد مذهب عدمي سلبي في الحياة - لا ينتهجه إلا كل ذي هوى وعناد وجحود أو مغرق في الجهل
وأنه لولا التجهيل الذي تم إحاطة شباب المسلمين به على مدى عشرات السنوات الأخيرة :
لما شعروا أن الإلحاد شيئا له كيان أصلا فضلا عن أن يكون له قوة أو ينتشر !!
فبقدر جهل المسلم : يأتي ضعفه أمام الإلحاد
ومن هنا : فيجب على كل منا أن يرى الحجم الحقيقي للإلحاد
الإلحاد ضد البدهيات العقلية - والبدهيات العقلية أي تلك التي لا تحتاج لإثبات عليها
مثل قولنا أن 1+1=2 أو 3 أصغر من 7 أو أن الجزء أصغر من الكل وأن القريب أدنى من البعيد إلخ
فالملحد يناقض البدهيات العقلية حتى يستقيم له إلحاده - وهذا في عرف العقلاء جنون !!
1- فمثلا أنت عندما ترى شيئا مكونا من أجزاء متكاملة ومتناسقة ولها غاية تؤديها : فتوقن أن لها صانع حتى ولو لم تره
الساعة - السيارة - اللابتوب - برنامج الغرفة الصوتية الذي تحدثنا فيه ... إلخ
أما الملحد فلا !! حيث يدعي أن الكون الدقيق والإنسان وغيره من المخلوقات متقنة الصنع والخلق :
هي نتاج صدفة وعشوائية !!
وهنا نقطة هامة وهي :
هل الذي يقول أن الساعة لها صانع ولو لم يره هو الذي يكون عليه إثبات ذلك ؟ أم الذي يزعم أنها بكل دقتها وانتظامها وتركيبها وغائيتها ليس لها صانع ؟!! مَن الذي خالف الفطرة البديهية والعقلية هنا ليكون هو الذي عليه الإثبات ؟!
هو الملحد بالطبع وليس المسلم أو المؤمن
2- ولكي يعطي الملحد لهذه المغالطة ضد البدهيات العقلية أي حجة : فإنه يأتي لأي شيء لم يكتشف وظيفته الإنسان أو العلم بعد سواء في الكون أو في الكائنات الحية وأعضاءها - مثل الزائدة الدودية مثلا - فيدعي أنه بسبب هذه التي (لا وظيفة لها) فإنه يؤمن بأنه لا يوجد خالق ولا صانع !!!
وبالطبع مغالطته المنطقية لا زالت باقية لأن الذي يتحدث عنه يكون نسبته نادرة وقليلة جدا بالمقارنة بين أضعاف أضعافه مما تتبدى لنا الحكمة منه ووظيفته التي تصرخ بوجود صانع وخالق حكيم لها !! فكيف يجعل من الشيء العارض - حتى على فرض صحته - سببا في زوال الشيء المتيقن والمتأكد منه ؟!
كيف ينظر إنسان إلى بيت كبير متقن الصنع ثم يأتي لشيء صغير لا يعرف وظيفته جهلا منه بها فيتحجج من أجل ذلك ويزعم أنه لا يوجد صانع للبيت من أجل هذا الشيء الصغير وأن البيت وجد صدفة ؟!
وكذلك البرنامج الحاسوبي إذا لم أعرف منه وظيفة بعض الأزرار أو القوائم أو الأموامر ؟ أو الموبايل أو اللابتوب ؟
هذا كله سقوط عقلي وإسفاف فكري لن نجد مثله ولا في قوته إلا عند الملحدين
وأما المفاجأة - فهي أنه دوما تأتي اكتشافات العلم لتقرر وظائف هذه الأشياء التي لم تكن معلومة الوظيفة من قبل
مثل الزائدة الدودية كمثال Appendix حيث اتضح مؤخرا أن لها وظائف هامة جدًا منذ تكون الجنين في صنع عددًا من هرموناته وكذلك دورها المناعـي بالتداخـل مع الجهـاز الليمفـاوي للحمايـة من الهجمات البكتيرية الضارة بما تختزنه هي من بكتريا وجراثيم نافعة !! حيث تقوم بمد الجسم بهذا النافع من البكتريا والجراثيم إذا فقدتها معدته في حالات مثل مرض الكوليـرا أو الإسهـال الشديد الذي يستفرغ الأمعاء منها !! ويكفي أنه بضغطة زر البحث اليـوم في الإنترنـت عن عبـارة مثـل :
Scientists Find Reason For The Appendix Protects Good Germs
سنجد عشـرات المواقع العالمية الطبية وهي تعتـرف بفائـدة ما كانوا يطلقون عليها من قبل (زائدة) دودية !!!..
ومثل العنوان التالي مثلا :
The Appendix Protects Us From Germs And Protects Good Bacteria
من الموقع الطبي :
أو مثل آخر الأبحاث التي تنص على أهميتها في حماية الجسم من هجـوم البكتـريا مثل مقـال الساينتفيك أمريكان بأن الزائـدة الدوديـة قد تنقـذ حياتك Your Appendix Could Save Your Life
3- أيضا من الأشياء التي يناقض فيها الملحد البدهيات العقلية هي زعمه أن معرفة كيف تحدث ظاهرة ما في الكون أو في الكائنات الحية : أنه بذلك لا داعي لنقحم الخالق في الموضوع !! وهذا جهل وتدليس قبيح !! ولنقف على مدى قبحه فلنتخيل أن أحدنا وقع في يده جهاز جوال جديد أو موبايل - ثم هو فتحه وفكه وتفحصه إلى أن عرف كيف يعمل - فبالله عليكم هل يزعم عاقل أنه بمعرفته لكيفية عمله أنه بذلك يستغني عن أن يكون له صانع حكيم عليم خبير ؟!
4- أيضا ذكرنا في كلامنا بديهية عقلية أخرى يناقضها الملحد عندما ينفي وجود الله تعالى ألا وهي : استحالة تسلسل العلل إلى ما لانهاية !! لأنه لو كل شيء لفي الوجود قد ظهر بعد أن لم يكن موجودا : فحتما قد ظهر إلى الوجود بعلة - هذا هو مقتضى البديهة العقلية ومَن يخالفها يكون مجنونا - وعلى هذا : فيستحيل أن تسلسل العلل إلى ما لانهاية كما يتخيل الملحد أن سبب كذا هو كذا وسبب كذا هو كذا إلى ما لانهاية !! وذلك لأنه لو صح كلامه : لما كان وُجد شيء أصلا ولكان العدم هو الأصل ولا يوجد أي موجود !! ولنعطي على ذلك مثالا شهيرا للتوضيح :
فلو لدينا جندي ينتظر أمرا من قائده ليضرب الرصاصة - ولكن قائده فوقه قائده ينتظر أمرا منه - ولكن هذا القائد هو أيضا ينتظر أمرا من أعلى منه - وهكذا ..... فلو لن تنتهي هذه السلسلة : فلن تنطلق الرصاصة أبدا - أي لن يحدث أي شيء في الكون لو تسلسلت العلل والمسببات إلى ما لانهاية !! إذن : يجب أن تنتهي سلسلة الجندي والرصاصة بقائد أول ليس قبله أحد ولا فوق أحد ولا ينتظر أمره من أحد لتكون له كلمة البداية !! وكذلك هذا الوجود يلزم أن يوجد له خالق موجد أول لكل شيء غني بنفسه عن كل ما سواه لا يعتمد وجوده على شيء ولم يسبقه عدم وكامل في ذاته وواجب الوجود (أي وجوده ليس ممكنا مثل كل الموجودات الأخرى وإنما واجب لأنه لو لم يوجد فلن يحدث شيء وسيكون العدم) !!
ومن الفوائد من هذا التقرير السابق : نفي الشرك عن الله تعالى أيضا !! وذلك لأن وجود أكثر من إله لن يخرج عن حالتين :
إما أن كل منهم يستطيع عمل أي شيء في الكون - وفي هذه الحالة وجود أي منهم هو (ممكن) وليس (واجب) لأنه يمكن الاستغناء عنه ولن يتأثر الوجود بشيء - وبذلك يُعلم تساقط هذا الفرض لأن الوجود يحتاج إلى (واجب الوجودو) وليس (ممكن الوجود) !!
وإما أنهم يقتسمون مثلا خصائص ومهام في إدارة الكون والخلق - وهنا نفي الكمال عن كل منهم من عدة وجوه - فأولا كل منهم صار ندا للآخر - كل منهم يمكن أن يزول إذا عارضه الآخرون - قد يختلفوا حتى لو كان هناك كبيرا لهم فلا يمنع أن يبتغي الآخرون إلى ذي العرش سبيلا .. وهكذا - فضلا عن أننا لا نرى أصلا أي اختلافا في الوجود والمخلوقات لتدل على أكثر من صانع أو خالق
5- يحاول الملحد كذلك إقناعنا بأن الإدراك الإنساني لا يتحقق إلا بالأشياء المحسوسة فقط !! وعلى هذا فهو يستبعد الإيمان بالله تعالى أو سائر الغيب مثل الجنة والنار والمائكة والجن ورمي الشهب للجن إلخ - والصواب : أن العلم التجريبي نفسه يثبت وجود أشياء بمجرد البحث في آثارها ومن غير أن يراها أو يلمسها أو يعرف ماهيتها أو كنهها - مثل الجاذبية الأرضية مثلا - ومثل الإلكترونات والنيترونات والبروتونات إلخ - ومثل الانفجار الكبير أو المادة السوداء أو الطاقة المظلمة !! فكلها أشياء العلم يتحدث عنها بمجرد رصد آثارها ولا يلزمه الوقوف عليها نفسها ماديا !! ولكن الملحد يأبى إلا أن يعارض كل ذلك كعادته ويدلس ويكذب !
فالمؤمن توصل بالعقل والتدبر إلى الإيمان بالله - وكذلك بالعقل والتدبر إلى الإيمان برسوله محمد صلى الله عليه وسلم وأنه المخبر عن الله تعالى وحيه لنا - إذن : تصديقنا بباقي الغيبيات مثل الجنة والنار والملائكة والجن ورمي الشهب للجن : ليس لأنه من المفترض أننا كمسلمين نراها (هذا من التخليط ولم يقله القرآن ولا السنة) وإنما فقط لتصديقنا للمخبر عنها وهو رسول الله عن الله عز وجل !!
وإذا كنا لا نستطيع أن نرى الجن في صورتهم الحقيقية : فكيف للعاقل أن يجزم بأن الشهب لا ترميهم ؟!
---------------
نستريح قليلا ............
---------------
من كل ما سبق - ومن أجل التهافت الشديد للملحد ولحجته التي تناقض - أول ما تناقض - العقل نفسه وبدهياته : فأغلب الملحدين إذا ناقشتهم فعليا تجده يلقي عليك شبهات في الدين !! وبالطبع الشبهات لا تنتهي سواء ينقلها من نصارى أو من شيعة روافض أو علمانيين أو غيرهم - ومن هنا :
فواجب أن ينتبه كل مَن يريد أن يناقش ملحد : أن يُلزمه بمعنى الإلحاد الذي يزعمه ألا وهو : إنكار وجود خالق
وأن ينطلق معه في النقاش من هذه الجزئيات التي ذكرناها أعلاه ولا يترك له الفرصة لإغراق النقاش بإلقاء عشرات الشبهات التي لا تنتهي كما قلنا
وأما إذا أراد أن يناقش في الشبهات في الإسلام : فليكون ذلك بعد اعترافه بوجود إله خالق أولا - فإذا اعترف بوجود إله خالق : فيمكن ساعتها أن نرشده لاستكمال الحوار وطرح شبهاته على أن يرتبها من الأعلى للأدنى وواحدة واحدة وليس يلقي لنا بالعشرات مرة واحدة : أن نرشده لاستكمال الحوار وطرح شبهاته مع إخوة مختصين في الرد على الشبهات - أو نرشده للتوجه إلى مواقع ومنتديات خاصة بذلك مثل :
موقع الإسلام سؤال وجواب http://islamqa.info/ar
موقع الإسلام ويب www.islamweb.net/
مركز يقين http://yaqeen.net/web/ (
منتدى التوحيد http://www.eltwhed.
منتدى حراس العقيدة http://www.hurras.org/
منتدى كلمة سواء http://www.kalemasawaa.
مجموعة ورينا نفسك في الفيسبوك https://www.facebook.
وهذه المواقع والمنتديات المذكورة تتطلب التسجيل قبل السؤال - أو يمكن البحث فيها مباشرة عن الشبهات المطروحة لانه في الغالب سيكون قد تمت الإجابة عليها بالفعل من قبل - ويمكن الاستعانة بالمدونة التالية أيضا :
مدونة رد الشبهات http://antishobhat.
وهناك غيرهم كثير ولكن هؤلاء يفون بالغرض إن شاء الله
مع التأكيد أنه لا يوجد شبهة تقريبا إلا ويوجد اليوم الرد عليها ولله الحمد في أكثر من موقع أو منتدى أو مدونة
كما أني أنبه أنه ليس من الجيد دخول مَن لا يملك علم شرعي إلى مواطن الشبهات ولا حتى مواقع الرد على الشبهات التي تتضمن في ثناياها مواضيع محاورات مع ملحدين وغيرهم - وذلك لأن شبهات الجهل في الدين هي مثل الأمراض - لو صادفت جاهلا قد تعديه والعياذ بالله
ولهذا فالأفضل كما قلت أن نصف له فقط الطريق الذي يسلكه للرد على شبهاته في الدين : ونقف نحن حيث ينتهي علمنا فهذا من الاعتراف بالحق ومعرفة قدر النفس
ومعظم المشهورين في مجال التصدي للملحدين والإلحاد وغيره مثل النصرانية والرافضة إلخ : قد حصلوا قدرا كافيا من العلوم الشرعية قبل الخوض في مثل هذه النقاشات والسجالات وإلا لكانوا مثل الجندي صاحب الهمة وصدق الجهاد ولكنه ينزل إلى المعركة بغير سيف ولا درع !! فإن لم يهلك نفسه فسيضر إخوانه والله المستعان
وأما من أراد أن يقوي نفسه في رد الشبهات عن الإلحاد خصوصا (أي أشهر الشبهات الفلسفية والعلمية ونحوه) وبعيدا عن منتديات وصفحات الحوارات مع الملحدين والتي قد تضر بالبعض (لأن من الملحدين عدد كبير متخفي من نصارى وروافض ومنكري سنة كما كشفناهم أكثر من مرة - ولذلك فهم يهتمون بإلقاء أكبر عدد من الشبهات وادعاء عدم اقتناعهم بالردود ونحوه) :
فيمكن له التجول في الروابط التالية :
مركز براهين : http://www.braheen.com/
مدونة رد الشبهات http://antishobhat.
مدونة أبو حب الله - مواضيع نقد الإلحاد واللادينية http://abohobelah.
موقع بيان الإسلام للرد على الافتراءات والشبهات http://www.
موقع سبيلي لكشف خرافات الطاقة الحيوية والعلاج بها http://www.sabeily.com/
تصفح مباشر لأعداد مجلة منتدى التوحيد وأعداد مجلة براهين والكوميديا الإلحادية
موقع الإلحاد في الميزان – أو – لا إلحاد للدكتور هيثم طلعت http://www.laelhad.com/
هذه تكفي الآن إن شاء الله
-------------------
أيضا تكلمنا في نقطة هامة للرد على الملحدين منكري المعجزات أو الساخرين منها وهي :
معرفة الفرق بين : (الممكن فيزيائي) و (المستحيل فيزيائي) ..
وبين (الممكن عقلي) و (المستحيل عقلي) ..
فالممكن الفيزيائي :
هو كل ما نعرفه من ثوابت وقوانين وضعها الله تعالى في عالمنا .. مثل قولنا مثلا أن الماء في حالة كذا يغلي عند 100 درجة مئوية .. وأنه يتجمد في حالة كذا عند صفر درجة مئوية .. وأن قوة الجاذبية كذا في حالة كذا .. وأن سرعة الضوء تساوي كذا في حالة كذا إلخ ..
فهذه كلها (ممكنات فيزيائية) لا يعترض عليها أحد ..
والمستحيل الفيزيائي :
هو عكس كل ما نعرفه من تلك الممكنات أو تغييرها من جانبنا !!!.. فهذا مستحيل فيزيائيا ..
وذلك لأنه لن يستطيع (تغيير) القوانين والثوابت الممكنة فيزيائيا : إلا الذي وضعها واختار قيمها أول مرة بحكمته ومشيئته التي أرادها عليها .. ألا وهو الله عز وجل !..
إذن ..
تغيير الممكنات الفيزيائية : هو من المستحيل الفيزيائي الذي لا نستطيعه نحن : ولكن يستطيعه الله تعالى خالق كل شيء في الأصل وواضع كل القوانين ..
ومن هنا تندرج (المعجزات) المذكورة كلها تحت هذه القدرة لله تعالى ولا تستعصي عليها !
فعصا موسى عليه السلام هي ذرات .. وأما تحولها إلى ثعبان : فهو ذرات أيضا ولكن بتراتيب جديدة بعد نفخ الروح فيها والحياة التي لا يستطيعها إلا الله !!!..
وذلك بعكس ما فعله سحرة فرعون من خداع أعين الناس ولم يكن تحويلا حقيقيا لعصيهم إلى ثعابين (ولذلك سجدوا له وأيقنوا أنه مرسل بالفعل من الخالق عز وجل) ..
وكذلك تغيير خصائص الماء ليشق موسى البحر ويمشي بين شقيه : هي من قدرات الله تعالى وحده ..
وكذلك أيضا تغيير خصائص النار وإحراقها لتكون بردا وسلاما على إبراهيم عليه السلام عندما ألقاه قومه فيها ..
وعليه :
نخرج من هنا بدرس هام وهو :
ألا نناقش الملحد في مثل تلك الأمور الفرعية : إلا بعد أن يسلم لنا بالأصل والأساس وهو أنه هناك (خالق) لكل شيء ..
فساعتها يكون إقناعه بالمعجزات أمرا ميسورا مترتبا على ذلك ..
الممكن العقلي :
وهي مثل البدهيات العقلية التي تحدثنا عنها سابقا ويتقبلها العقل بلا إشكال .. مثل أن 1+1=2 وأنه لكل شيء مصنوع لغاية ومعقد التركيب ودقيق : له صانع .. ومثل استحالة تسلسل المسببات إلى ما لا نهاية إلخ .. والتي لا ينكرها إلا مجنون أو من يمثل أنه مجنون ليتهرب من إلزاماتها التي ستسوق حتما للاعتراف بالخالق عز وجل - جدير بالذكر أن الإنسان يمكن له أن يتعقل أشياء لا يمكن تصورها - وذلك لأن التصور مرتبط بخبرات الحواس - أما التعقل فأرحب وأوسع بكثير - مثلا : الإنسان لا يتصور المالانهاية أو الأزل أو الأبد لأنه لم يجربهم بحواسه من قبل أو لم يرهم من قبل - ولكنه يتقبلهم بعقله بسهولة ويفهم المقصود بهم من غير إشكال
المستحيل العقلي :
وهو إنكار الممكنات العقلية والإيمان بعكسها : وهذا هو الجنون بعينه وغير المقبول لدى العقلاء في أي حوار لأنه لو صح : لصح لنا أن نطعن بعد ذلك في كل ثابت نعرفه في الحياة وكل بديهة يعرفها العقلاء في أي مكان وزمان : ولانهدمت العلوم كذلك : كل العلوم ... ولكان يصح قول النصارى أن الثلاثة يكونوا واحد والواحد يكون ثلاثة - أو أن خالق هذا الكون هو شجر أو حجر أو إنسان أو حيوان أعزكم الله !!
وأشهر صور المستحيل العقلي هي الأسئلة المغلوطة أو المتناقضة في ذاتها أو ما يسميه العلماء بالمحال عقلا
ومن ذلك : ما يتلاعب به الملحدون على المؤمنين العاديين أو العوام والبسطاء عندما يسألونهم مثلا :
هل يستطيع الله أن يخلق إلها مثله ؟! وذلك لأنه كما تقولون على كل شيء قدير ؟
والإجابة : أن السؤال نفسه مغلوط أو مفخخ أو متناقض ومحال في ذاته - لأن هذا الثاني لو كان مخلوقا : لما صار إله !! لأأن الإله دوما يكون خالق وليس مخلوق !!
فالله تعالى لا تتعلق قدرته بالمستحيلات العقلية كما قلنا لأن ذلك من عبث العقول
فلا يصح مثلا أن يقال هل يستطيع أن يخلق الله مربعا بثلاثة أضلاع فقط ؟
أو دائرة بأربعة أضلاع فقط ؟!
أو أن يجعل فلانا ينزل إلى الأعلى ؟! أو يصعد إلى الأسفل ؟!
أو أن يخلق صخرة لا يستطيع حملها ... إلخ
------------------------------
وهنا انتقلنا لمعلومة هامة أخرى عن الإلحاد وهي :
أنه مهما تستر الملحد بشبهات علمية ليداري بها إلحاده ويوهم الآخرين أنه على حق ويتبع العلم :
ففي الحقيقة كل الإلحاد (ٍسواء عند الملحدين العرب أو الغرب) هو إلحاد نفسي أو عاطفي !!
حيث يكون منشأه موقف نفسي أو هوى نفس أو دافع عاطفي أو موقف شخصي أدى إلى تقبل فكرة إنكار وجود الخالق والعياذ بالله
وقد نستغرب كما قلت أن ذلك يمكن أن يصدر من شخص كان محبا لله أو شخص ملتزم أو حتى دخل الإسلام على يديه بعض الناس !
ولكن ؟ ما هي بعض أمثلة هذه الحالات لنتعرف عليها ونفهم الأمر أكثر ؟
هناك مثلا من يدفعه عدم إجابة الدعاء لإنكار وجود الله
وهذا صنف من المسلمين لم يتعلم دينا صحيحا !! ولم يفهم شيء عن الدعاء !
بل الدعاء في نظره هو أن يستجب الله (لزوما) لكل مسلم يدعوه أو كل مضطر إلخ
ونسي أن كل ذلك إنما يجري بأقدار الله تعالى - فإذا وافق دعاؤك قدر الله : تمت الإجابة
أو قد تتأخر حسب حكمته وتقديره سبحانه - أو قد يصرفها عنك لما فيها من شر
مثل شخص يدعو الله مثلا للقبول في وظيفة معينة في مبنى معين ولم يستجب الله له - ويحزن على ذلك
ثم يفاجأ بعدها بشهور أن المبنى قد قام فيه حريق أو انهار إلخ ومات من كانوا فيه !!
فالدعاء في حد ذاته عبادة لله تعالى - لأن فيه إخلاصا له وحده بالسؤال والتوجه والتوسل
وهذا يعني ثوابا وحسنات بغير كثير عمل ومجهود - فقط بكثرة الدعاء !! وهذا مما سيعلمه المرء يوم القيامة وهو فرح به بإذن الله
وهنا مثال لطيف وطريف لمن يدعو الله تعالى ويظن أنه لزاما على الله أن يستجب له وكأنه لا يوجد غيره في الحياة !
لو افترضنا أن هناك شابين مستقيمين دينيا وملتزمين : ويرغبان بالزواج من شابة ما لدينها واستقامتها مثلا
وكل منهما يدعو الله تعالى أن يكتب له الزواج منها !! فماذا يحدث هنا ؟!!
هل يقسمها الله تعالى نصفين ليكون استجاب لكل منهما ؟!
هذا كلام ناقص الفكر والرؤية للأسف
وشبيه بشبهة عدم إجابة الدعاء : شبهة الإلحاد بسبب وقوع البلاء !!
وكأن الله تعالى قد أخبرنا أنه خلق الحياة الدنيا لتكون جنة مثلا ؟!! ألم يقل عز وجل :
" الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا " ؟!! أولم يقل :
" ونبلوكم بالشر والخير فتنة " ؟! أو :
" ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين " ؟!
إذن :
مثل هؤلاء الأشخاص ومهما كانوا طيبين ويحبون الدين والله - إلا أنهم لم يتعلموا الدين ولا أصل الحياة الدنيا والغرض منها ! وظنوا أن الدنيا كلها وردية اللون لا شر فيها ولا امتحان ولا ابتلاء ؟!
وكيف سيظهر الخير من الشر والصبر من الجزع والرضا من السخط إلا بوقوع البلاء وتمييز المؤمن من غيره بل وتمييز المؤمنين درجات ؟!
إن أحب العباد إلى الله يبتليهم !! الأنبياء ثم الأصلح فالأصلح !! إذا أحب الله عبدا ابتلاه !
وذلك لأن علامة الحب هي الصبر على قضاء المحبوب وقدره سبحانه والتزام طاعته
بل ونحن على يقين تماما من أنه " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها "
ويدخل في ذلك كل التكاليف الشرعية سواء الجسدية منها (مثل الصلاة والصوم والحج) أو القلبية (لزوم النية والإخلاص والصبر على البلاء أو على الطاعات أو عن الشهوات إلخ)
ومن هنا فنجد مثلا بعض الملتزمين يتسخط إذا وقع منه بلاء : وكأنه كان يستثني نفسه من ذلك ؟!
أو وكأن عمل الصالحات الذي كان يفعله كان يمن به على الله تعالى وحاشاه !!
ونجد آخرين يسقطون في الإلحاد بسبب ما يرونه من شرور حولهم في العالم - ولاسيما مما يقع للمسلمين من قتل وذبح وتعذيب وتنكيل ونحوه !!
الغريب هنا أن المسلمين المستضعفين الذين يقع لهم مثل ذلك : هم أشد إيمانا من هذا الذي يريد أن يلحد من أجلهم !!
نجدهم في أشد لحظات التعذيب أو التنكيل أو القتل أو الحرق أو حتى الموت : وهم ينطقون بالشهادتين ويرفعون إصبعهم بالشهادة حتى بعد الموت !!
وكأنهم بذلك ينفون أي عذر على هذا رقيق القلب الذي يريد أن يلحد من أجلهم !!
إن الشر في الحياة الدنيات يجب أن يترك الله تعالى له الفرصة للظهور من بعض النفوس وإلا :
فكيف سيؤاخذهم الله تعالى على شرورهم وكيف يُخرج ضغائن قلوبهم ليدخلهم بها النار ؟!
الله تعالى لا يحاسب الناس بجنة ولا بنار بمقتضى علمه فقط - لا .. فصفات الله تعالى تتكامل ولا تتناقض - إنما يعاملهم بمقتضى عدله في ذلك حتى لا يكون لأحد منهم حجة عليه إذا أدخله النار مثلا بمجرد علمه النافذ فيه ومن غير أن يعمل شيئا بعد !!
" رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما "
العجيب أنه لو نظر هؤلاء لقرآن نفسه وما قصه الله تعالى من شدة بلاء أنبيائه ومَن معهم بل وأقوام مثل أصحاب الأخدود الذين ماتوا حرقا : لعلموا بقصور نظرتهم للأمور !! وأنهم ينظرون بعين واحدة على الدنيا وما فيها من ظلم : بعكس المؤمن الحق الذي ينظر بعين للدنيا وبالأخرى للآخرة وما فيها من حساب وعدل !!
" النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد "
وهناك مَن يتحججون بأخطاء لبعض الملتزمين أو الدعاة !! وكأن الله تعالى أخبرنا أنهم سيكونون ملائكة مثلا أو معصومين ؟!
الغريب أنه في كل مكان في العالم يتفق العقلاء على عدم تعميم الأخطاء الفردية على الأصل !!
يعني مثلا لو أخطأ رجل مرور وارتكب حادث مرور : هل نقول أن قرانين المرور غير صحيحة ويجب إلغائها مثلا ؟!
أم نكتفي بتحميل الخطأ لصاحبه فقط ؟
ولنفترض الآن أن رجل دين سرق تحت أي ظرف أو سبب كان - سواء كان مضطرا أو خللا نفسيا أو هوى نفس أو كان تدينه ظاهريا للرياء وأغراض دنيوية إلخ - السؤال : هل يوجد في الدين ما يحض على السرقة حتى يتحجج الملحد بفعل هذا السارق ؟!
ناهيكم بالطبع عن ملحوظتين هامتين جدا وهما :
1- أن رجال الدين الإسامي في الأعم الأغلب هم أكثر رجال دين على مستوى العالم احتراما وبعدا عن الفضائح الإجرامية أو الجنسية - في حين مثلا بلغ بابا الفاتيكان أن يعترف رسميا بكثرة جرائم وفضائح القساوسة في أوروبا وأمريكا من شذوذ واغتصاب ويتأسف عنها في خطاب رسمي أمام الهجوم الإعلامي الواسع عليه والقضائي أيضا على الكنيسة وتستراتها عليهم !!
2- أن أغلب الأجهزة الإعلامية في كل بلداننا العربية والإسلامية تتعمد دوما الاستهزاء بالدعاة والشويخ والعاملين في الدين وتشويههم والتركيز على أي هفوات لهم وتكبيرها مقارنة بغيرهم بل : وصل الحد إلى افتعالها أيضا وإلصاقها زورا بهم ومثل الخبر التالي كمثال عن رجال الهيئة هنا في السعودية :
وآخرون يتحججون في إلحادهم بغير المسلمين وأنه كيف سيدخل كل هؤلاء النار !!
ونسوا أن الله تعالى لن يعذب أحدا إلا بعد أن تصله رسالته وتقوم عليه حجته :
" وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا "
فالله تعالى هو الذي اختار لكل إنسان ظروفه في الحياة التي سيولد بها (وكأنها ورقة أسئلته) :
زمن ميلادك - اسمك - والديك - أهلك - مجتمعك - بلدك - دينك - غني أم فقير - صحيح أم عليل - وسيم أم دميم أو قبيح إلخ
وكل هذا وفقا لما يعلمه الله تعالى من حقيقة كل نفس : فيكتب له من التقديرات ما سيظهر حقيقة نفسه تماما :
" وما ربك بظلام للعبيد "
فهناك مَن يكون امتحانه في سؤال واحد فقط يكفيه (مثل مَن يموت طفلا على أصح الأقوال ومَن مات في الفترة بغير رسالة ومثل الأصم والمجنون إلخ) فهؤلاء يُمتحنون في عرصات يوم القيامة كما جاءت بذلك الروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم
وهناك من يكون امتحانه عبارة عن أسئلة كثيرة على مدى حياته - كل سؤال منها سيظهر جانبا من نفسه التي يعلمها الله ولا نعلمها نحن !
إذن :
فليركز كل منا في ورقة امتحانه هو ولا ينظر لورقة غيره !!
وليعرف وليتيقن أن الظلم نقص - والعدل كمال - والله تعالى الكامل سبحانه لا ولن ولم يظلم أحدا
وكل غير مسلم لم تصله رسالة الإسلام أو وصلته مشوهة : فلم تقم عليه الحجة ليعذبه الله - وامتحانه يوم القيامة
------------------------------
شيء أخير هنا وهو أن الملحد كائن عدمي في الحقيقة : لا قيم ولا مباديء ولا ضمير ولا أي إلتزام أخلاقي - ولذلك فالكذب عندهم شيء سهل جدا - فلا تصدقوهم في الأخبار والفرقعات التي يثيرونها من الحين للآخر بخصوص أعداد الملحدين وتزايدهم الضخم إلخ إلخ
ففي الرابط التالي ستعاينون بأنفسكم مثالا صارخا على عبث هذه الإحصائيات :
وفيه نقد لتقرير صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية، الذي استند على دراسة إحصائية قام بها معهد (جالوب وين) الأمريكي تنص على أن عدد الملحدين في "السعودية" بلغ 5% - أي ما يساوي تقريبا 900 ألف - ووصفت هذه النتيجة بأنها الأكثر مفاجأة في ذلك التقرير.!!
وبالطبع هي مفاجأة بلغت حد السخافة لأنه في نفس التقرير جاء أن نسبة الإلحاد في بلد مثل تونس مثلا (وهي العلمانية بالجبر منذ عشرات السنين والتي تعج بالملحدين) = صفر !!!! وهو كلام متناقض أشد التناقض يصل إلى درجة الفضيحة !!
العجيب أنه هناك خبر آخر من جريدة الوطن نيوز ويقرر فيه أن عدد الملحدين في السعودية 176 فقط !!
وأنقل منه الكلام التالي :
وأشار مستشار المفتي، إلى أن مركز "ريد سي" التابع لمعهد "جلوبال"، وضع مؤشرًا للإلحاد في كل دول العالم، وقال إن مصر بها 866 ملحدًا، ورغم أن الرقم ليس كبيرًا إلا أنه الأعلى في الدول العربية فليبيا ليس بها سوى 34 ملحدًا، أما السودان ففيها 70 ملحدًا فقط، واليمن 32 ملحدًا، وفي تونس 320 ملحدًا، وسوريا 56 ملحدًا، وفي العراق 242 ملحدًا، وفي السعودية 178 ملحدًا، والأردن 170 ملحدًا وفي المغرب 325 ملحدًا.
------------------------------
والآن نأتي لبعض أشهر شبهات الحجج العلمية التي يتستر خلفها الملحدون مثل :
فيزياء الكم (وهي التي تتعلق بفيزياء الجسيمات الأصغر من الذرة) - ومثل التطور
1- ادعاء أن هناك جسيمات تخرج من العدم - وهم يريدون بذلك هدم بديهة عقلية وهي السببية أو استحالة ظهور شيء من العدم كما قلنا - وللإجابة عن ذلك نقول :
أن العدم المحض يعني اللا شيء : فكيف يعطي اللاشيء شيء ؟!!.. وهل فاقد الشيء يعطيه ؟!!!..
وأما من ناحية التدليس العلمي والتلاعب بالمصطلحات لاستغلال جهل العوام وغير المُختصين : فإن تعريف الفراغ في فيزياء الكم هو أدنى مستوى من الطاقة ، ولا يعني عدم وجود طاقة أو شيء بالكلية !! وإلا فمعلوم استحالة قياس أو رصد الطاقة والمكان معا حسب مبدأ عدم الدقة لهايزنبرج ! وأن التوازى فى عدم الدقة الموجود بين أقيسة تنطوى على زمن وطاقة (أو متغيرات مقترنة conjugate variables كما يسميها البعض) أن هذا الحد الأدنى من عدم الدقة ليس بسبب أخطاء فى القياس ولكن يعكس ذلك الازدواجية فى طبيعة المادة والطاقة !
المصدر :
وللوقوف على هذا التعريف العلمي للفراغ أو العدم الكمي ننقل من صفحة 15 من كتاب (الفراغ البنائي) The Structured Vacuum قوله :
" أننا لو بذلنا كل قدرتنا فى إفراغ منطقة معينة من الفضاء من كل الطاقات ، فإن هناك قدر من الطاقة سيبقى ولا يمكن إخراجه "
وجاء في نفس الصفحة أيضا قوله في تعريف الفراغ :
" هو منطقة معينة من الفضاء تكون فى المتوسط فى مستوى الطاقة الأدنى الممكن vacuum state أو ما يسمى zero-point energy "
فظهور جسيمات افتراضية Virtual particle في فراغ الطاقة أو الفراغ الكوانتي هو نفسه يعتمد على وجود حد أدنى من الطاقة وعمليات استلافها ثم تأديتها !!.. ولا يمكن قياس - ولا تصور - ظهور جسيمات افتراضية إلا في حيز من الزمان والمكان !!!.. وهما مادة وطاقة كذلك !
رابط الكتاب :
2- وأما في التطور الذي يدعون أن الصدفة والعشوائية يمكن أن تنشئه :
فهنا عدة مغالطات سنكتفي منها باثنتين فقط وهما :
أولا غياب أي دليل مادي على ما يزعمه هؤلاء من تحول الكائنات وتطورها إلى بعضها البعض - مثال : لو قلنا مثلا أن القطة تطورت إلى كلب عبر ملايين السنين - هذا يستدعي أن توجد أعداد كبيرة جدا من الحفريات والمستحاثات (أي بقايا الهياكل العظمية والآثار) لكائنات مرحلية أو متوسطة أو بينية تترجم لنا هذا التحول البطيء عبر الزمن !! لوجب أن نجد مثلا قطة بأذان أطول - بأيدي أطول - بفم وأنف أطول إلخ إلخ إلخ - وهذا ما لم يحدث إطلاقا !! لا في هذا المثال الخيالي (مثال تطور القطة إلى كلب) ولا بين أي نوعين من أنواع الكائنات الحية الكثيرة جدا التي تبلغ 8 مليون كائن حي !!!
العجيب أن نفس هذه المعضلة قد ذكرها داروين في كتابه (أصل الأنواع) 1859م يقول :
" وأخيرا , فبالنظر إلى مجموع الزمن وليس لأي زمن واحد , وإذا كانت نظريتي صحيحة , فإنه من المحتم أنه كانت توجد هناك أعداد لا حصر لها من الضروب المتوسطة , تربط فيما بين جميع الأنواع التابعة لنفس المجموعة , ولكن عملية الانتقاء الطبيعي ذاتها تميل بشكل ثابت , كما ثبت التنويه عن ذلك في أحوال كثيرة , إلى إبادة الأشكال الأبوية والحلقات الوسطية , وبالتالي فإن الدليل على وجودهما السابق من الممكن العثور عليه فقط بين البقايا الأحفورية التي نجدها محفوظة , كما سوف نحاول أن نظهره في باب قادم , في شكل سجل منقوص متقطع إلى أقصى حد " أصل الأنواع النسخة العربية المترجمة صـ 283
وإلى اليوم بالطبع ورغم اكتشاف العلماء لجميع طبقات الأرض وجميع الكائنات الحية من الإنسان وإلى ما قبل العصر الكمبري وقبل عديد الخلايا : فلم توجد حفرية واحدة بعد 150 سنة من كلام داروين تؤكد هذا الخيال !!
ونحن بالعقل البسيط : لو وجدنا كلمة (إبراهيم) مثلا موجودة بالحجارة في أرض الصحراء - فأكيد أننا سنقول أن هناك من ركبها هكذا (مرة واحدة) لأنها عمل حكيم وليس عشوائي - أما التطوري فيزعم أنه لا !! وأنها ظهرت نتيجة ملايين المحاولات العشوائية في الصحراء والتي نتج عنها ملايين تراكيب الصخور العشوائية التي نجد من بينها كلمة إبراهيم !! والسؤال الآن :
ماذا لو لم نجد ولا تركيب عشوائي واحد لصخور قريبة حتى من كلمة إبراهيم !!
هذا يهدم كل كلامه بالتأكيد - وهذه هي أقوى نقطة قاصمة للملحدين والتطوريين وأسرعها في كشف أباطيلهم - ولذلك لجأوا إلى شيئين :
1- عشرات حوادث الغش والتزوير والتلفيق لحفريات يوهموا بها الناس أنها لكائنات انتقالية وخصوصا بين الإنسان وسلفه الشبيه بالقرد كما يزعمون
2- التركيز في مجال الجينات الوراثية وتلفيق كذبات جديدة فيها لنفس الغرض - وكل ذلك يهدمه العلم يوما بيوم
والآن ننتقل لنقطة هامة جدا في هدم خرافة الصدفة والعشوائية - بل وهدم خرافة القوانين الذاتية أو الأزلية وهي :
أن الملحدين كانوا يدعون في أول الأمر أن الكون والمخلوقات ظهروا بالصدفة والعشوائية - إلى أن تفاجأوا مع ازدياد العلوم الفيزيائية بتساقط هذه الادعاءات وأن الكون متقن لدرجة لا نتخيلها !! إذ أن درجة إتقانه ودقة ثوابته الفيزيائية التي لو اختلفت بمقدار ضئيل جدا لم يكن ليظهر الكون : أن كل ذلك بلغت دقته 1 إلى 10^122 !!!
أي واحد إلى رقم عشرة وأمامه 122 صفر !!! فهل يتخيل أحد ضخامة هذا الرقم ؟!!
المستحيل الرياضي نفسه يقف عند 1 إلى 10^50 !! فما بالنا بـ 1 إلى 10^122 ؟!
الرابط التالي فيه التفاصيل وهو أكثر من رائع :
والفديوهان التاليان أكثر من رائعان كذلك وفيهما اعتراف أكابر علماء الفيزياء بدقة قوانين الكون التي أحرجت الملاحدة :
ومن هنا فإن الملحد لجأ إلى عكس ما كان يدعي - لأن إلحاده نفسي عاطفي كما قلنا ولا يتبع العلم ولا الدليل في الحقيقة كما يحاول أن يوهم مَن حوله - !!
حيث ادعى أن قوانين الكون أزلية ومنضبطة وهي التي أنشأت الكون مثل قانون الجاذبية مثلا !!
وهذا كلام متهافت يضاف إلى تناقضات الملحد مع أبسط البدهيات العقلية !! ونقول :
1- القوانين تصف أحداث مادية موجودة بالفعل !! فالجاذبية مثلا تصف الجذب بين كتلتين أو جسمين !! فكيف يكون القانون نفسه سابق عن الجسمين ؟!!
2- القوانين أشياء معنوية وأفكار انتظامية نصف بها الأشياء : ولا ينشأ عنها أي مادة فعلا !! يعني مثلا : لو قلنا 10 ريالات + 20 ريال = 30 ريالا ..... هنا نحن وصفنا علاقة رياضية - والسؤال : هل يقول عاقل أن ذلك الوصف الرياضي سينشأ عنه ريالات فعلا ؟!!
هذا جنون !!
3- أن كلا من الصدفة والعشوائية أو القوانين : هي أوصاف للفعل !! وليست فاعل في الحقيقة !! وهنا المفاجأة التي لا ينتبه إليها الملحد للأسف - ولنكرر نفس المثال الذي ضربناه
لو لدينا ملعب : ورسمنا على أرضه دوائر وخطوط : وقلنا لمجموعة من الأطفال أن ينزلوا أرض الملعب ويلتزموا بهذه الدوائر والخطوط : هنا الدوائر والخطوط تمثل القوانين والنظام الذي وضعته لهم لإحكام حركتهم وتصرفاتهم !! هي وصف لطريقة فعل وليست بفاعل !! أنا الفاعل لأني أنا الذي حددتها لهم
وفي المقابل : لو لم نرسم شيئا محددا في أرضية الملعب - ثم أتينا بالأطفال لينتشروا كيفما شاءوا فيه - فهنا الوصف لهذا الفعل هو العشوائية !! وهي أيضا وصف لفعل وليست فاعل !! أنا الفاعل لأني أنا الذي لم أضع نظاما ولا قانونا !!
أنا الفاعل الذي يجب أن أرمي حجر النرد أو الزهر !!
أم أن الحجر يرمي نفسه بنفسه ؟!!
4- يخطيء مَن يظن أن أي شيء في الوجود يمكن تمثيله بنسبة احتمالات !! وذلك يستغله الملحد ليستكمل بقية حجته في عشوائية الكون والوجود فيقول مثلا :
لا إشكال !! حتى لو قلتم أن نسبة دقة قوانين الكون هي 1 إلى 10^122 : فلا زال معنا قيمة 1 على الأقل !!
فما المانع من حدوث ذلك بالفعل بعد 10^122 مرة ؟!!
والإجابة :
أنه ليس كل شيء في الوجود أصلا يمكن تمثيله بالاحتمالات العشوائية !! مثال :
لو أحضرنا 30 حبة لؤلؤ مثقوبة ومعهم خيط منفصل عنهم : ثم وضعناهم جميعا في طبق صغير - ثم تركناهم لمليارات مليارات مليارات السنين : هل يتوقع عاقل أن الخيط سيدخل في الـ 30 حبة لؤلؤ من تلقاء نفسه ؟!!
هذا مستحيل بالطبع لأنه يحتاج إلى فاعل !! وسيكون من الجنون هنا أن يطالب الملحد بوضع (أحتمالية) لحدوث هذا الأمر صدفة أو عشوائية لأنه لن يحدث أصلا !!
وكذلك لو أحضرنا أجزاء سيارة معا ...
وهكذا ....
------------------------------
والآن نأتي لأهم الأسئلة التي كانت في آخر المحاضرة ومنها :
1- أن الزيادة في العلم الصحيح لا تأتي إلا بالعقل السليم والتصرفات الراجحة - أما مَن يزعمون أن هناك من زيادة العلم ما تذهب بالعقل فهو كلام غير صحيح - لأنه إما أنه كان علما زائفا - أو كان الذي يحصله إنسان غير مخلص لوجه الله وإنما مرائي ونحوه
2- بالنسبة للحروب في العالم : فليس أكثرها حروبا دينية !! ولا أكثر ضحاياها هم لحروب دينية
هذا الرابط من الصفحة الرائعة على الفيسبوك : حقيقة الملحدين والعلمانيين العرب : فيه الإجابة بالتوثيقات الأجنبية :
3- وزيادة من عندي : هذا الرابط أيضا لمن يدعون بأن المسلمين هم أصل الإرهاب في العالم : والإجابة أيضا بالإحصائيات ومن نفس صفحة حقيقة الملحدين والعلمانيين العرب :
4- وأما السؤال عن زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأمنا عائشة وهي في سن التاسعة واستعظام ذلك :
وهذا زيادة من عندي : لرد نفس الشبهة ولكن للذين يطعنون في الأسانيد ويبتغون لتكذيبها روايات تاريخية :
5- بالنسبة لشبهة كثرة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم :
فأولا : النبي عرف بين أهل مكة نفسها من الكافرين والمشركين بسمو أخلاقه وعدم مروره حتى بفساد الشباب وفترة لهوهم
ثانيا : النبي تزوج أول زواج له في سن 25 سنة وكانت أول زوجة له هي أمنا خديجة رضي الله عنها وكان سنها 40 سنة وسبق لها الزواج وقبله ومعها أبناء !!!
ثالثا : ظل النبي زوجا لأمنا خديجة وحدها لمدة 25 سنة !! أي إلى أن ماتت في سن 65 سنة !! فهل هذا شهواني ؟!
رابعا : عندما شق على النبي متابعة بناته في التربية والرعاية وكذلك شئون البيت وعرض عليه الزواج بأخرى لتحل محل أمنا خديجة في ذلك : وافق على مَن وهو في سن 50 سنة ؟!! وافق على أمنا سودة رضي الله عنها وكان سبق لها الزواج أيضا وكان سنها 65 سنة !! أي في نفس سن أمنا خديجة رضي الله عنها حينما ماتت !! فهل هذا شهواني ؟!!
خامسا : أي أنه في نفس الوقت الذي أتاه رؤيا في منامه بزواجه من عائشة 6 سنوات : كان اختياره هو زواجا من أمنا سودة 65 سنة !
سادسا : تزوج النبي عائشة وهي في 6 سنوات - وكانت مخطوبة من قبله - لأنه من عادة العرب التزويج أو الخطوبة للبنت قبل البلوغ فإذا بلغت بنى بها زوجها - وهكذا دخل النبي بعائشة في سن 9 سنوات عندما بلغت - والتفاصيل في رابط الرد على الشبهة الذي وضعته منذ قليل
سابعا : وهكذا تتوالى زيجات النبي صلى الله عليه وسلم وهي من إحدى خصوصياته في الشرع (أي الزيادة عن 4) وذلك لعظيم مهمته في الدين ولكثرة الحاجة لمتابعة شؤونه الخاصة وتبليغ ما يأتي به من كتاب وحكمة وتعاليم للأمة في خاصة بيته - وهذا كله تزيد نسبته بكثرة زيجاته
وهنا لا يسعني إلا أن أضع لكم رابطا يا ليتكمم تحفظونه في المفضلة لديكم :
وهو عن آراء المنصفين من غير المسلمين أنفسهم في الإسلام والنبي محمد وفي القرآن وفي السنة :
وستجدون مثلا تحت تقسيم أقوالهم عن النبي محمد : دفاع غير المسلمين أنفسهم عن تهمته بالشهوانية : ماذا قالوا ؟!!
الغريب أنه لا العرب ولا المشركين في وقت النبي ولا غيرهم إلى العصور المتأخرة : اتهم النبي بهذه الاتهامات السخيفة !! ولا توجد رواية واحدة عن إحدى زوجاته مثلا تشتكي منه !! بل معروف أنهن كلهن إما كنا أرامل أو مطلقات : ولم تكن بينهن بكرا قط إلا عائشة رضي الله عنها !!! وكان لزيجاته بأكثرهن أكثر من بركة واحدة كما هو معلوم من سيرتهن
وأقصى ما عند أصحاب هذه الشبهة أن يعيبوا عليه ما كان لا يعاب على مثله ألا وهو : قدرته على الجماع مثلا في الليلة الواحدة لأكثر من واحدة منهن !!
والعجيب أن الروايات التي تتناول هذه الواقعة لم تفصل فيها - أي لم يحكيها حتى زوجاته وإنما أغيلمة الصحابة الذين يكونون صغار السن ولذلك يعيشون بين بيوتاته أو على الأحرى غرف زوجاته - وإليكم نقطتين مثلا للتفكر فيهما :
أولا : أن مروروه على بيوتات زوجاته كلهن : لم يكن كل ليلة !! وإنما غالب الظن أنه كان يقع بعد عودته مثلا من سفر عنهن لمدة - أو لكل فترة - وما في ذلك من تطييب خاطر من غاب عنهن وهكذا ... (لأنه كان يقرع في غالب سفره مثلا ليأخذ إحداهن فقط وليس كلهن)
ثانيا : أنه لو كان له تسع زوجات : فبالعقل المجرد يستحيل أن يكن كلهن طاهرات في نفس الوقت أو نفس الأسبوع حتى !! إذ لن يخلو أن يكون على الأقل ثلاث منهن في حيض !! وإلى غير ذلك من الشواهد التي تنفي أنه كان شهوانيا يتربص بنسائه (كل ليلة) ليجامعهن كلهن !! كيف وكان رجل أمة وجهاد وسفر وقضاء وتعليم إلخ ؟!
ولتقرأوا في رد غير المسلمين أنفسهم على الشبهة لتتعرفوا أكثر كيف يكون النظر العقلاني للأمور
6- أما شبهة أن الدول الغربية تعيش في نعيم ونظافة إلخ : ونحن في دولنا العربية نعيش في تخلف :
فالجواب من أكثر من وجه :
الأول : هل لذلك علاقة بالدين الإسلامي ؟! يعني مثلا : هل هناك في ديننا ما يأمرنا بالتخلف والجهل ؟! أم أن العيب هو في حال المسلمين أنفسهم وضعفهم هم لا ضعف الإسلام ؟!
الثاني : أن المسلمين عندما التزموا بدينهم سادوا العالم في كل مجالات الحضارة مما يصعب حصره : ومما كل حياتنا المدنية اليوم قائمة عليه !! ولن يسعني هنا إلا أن أورد لكم بعض هذه الروابط لتعرفوا مدى قدر وعظمة حضارتنا التي سلخوا شبابنا منها بتجهيله عن طريق الإعلام والتعليم في مقابل الرفع من مكانة الهلس واللهو والفجور والعري والفسقة والفاسقات !! الروابط التالية من صفحة الباحثون المسلمون والتي أشرف عليها شخصيا :
81- فكرة معرض ألف اختراع واختراع 1001inventions - مع فيديو بريطاني رائع وقصير
82- تنزيل النسخة العربية والإنجليزية من كتاب ألف اختراع واختراع - التراث الإسلامي في عالمنا
83- أمثلة لسبق الحضارة الإسلامية وعلمائها للعالم الحديث في مختلف علوم الحياة
84- عالم الفلك الأمريكي الشهير نيل تايسون - واعترافه بفضل علماء الإسلام في 300 عام فقط والصواب أنهم 800 عام
85- موسوعة علماء المسلمين ممن أغلبهم لا يعرفهم شبابنا - رابط الموسوعة + مثال نبذة عن 54 عالم
86- فيلم ألماني وثائقي أكثر من رائع : علوم الإسلام الدفينة - شاهد واستمتع بحضارتك التي يشوهونها لك
<<< هذا الفيلم الألماني أكثر من رائع ويكشف كيف تعامل الغرب مع حضارتنا التي أهديناها له : فقابلها بأسوأ ما عنده >>>
87- قبل أن نواصل مسيرتنا العلمية الحديثة في الصفحة - الرد على شبهات الطاعنين في علمائنا
هذا بالنسبة لعلماء تاريخنا المجيد - أما بالنسبة لعلماء العصر الحديث (سواء الأحياء منهم أو الذين تم قتلهم واغتيالهم للأسف) : فنذكر منهم :
الدكتور علي مصطفى مشرفة عالم الذرة الشهير والذي كان يعمل مع أنشتين وكانوا يلقبونه بأنشتين العرب - وتلميذته التي تم اغتيالها في أمريكا سميرة موسى - والمهندس المصري يحيى المشد - والدكتور الفلسطيني نبيل القليني - والدكتور نبيل أحمد فليفل - والطبيبة اللبنانية عبير أحمد عياش - وعالم الأقمار الصناعية المصري سعيد السيد بدير - والدكتور اللبناني رمال حسن رمال - والدكتور اللبناني حسن كامل صباح - والطبيبة السعودية سامية عبد الرحيم ميمني - وكل هؤلاء تم اغتيالهم وقتلهم للأسف
أما من الأحياء اليوم الذين لا يعرفهم شبابنا المغيب خلف الإعلام الهابط وتضييع القدوة :
الدكتور رشيد اليزمي من المغرب مخترع بطاريات الليثيوم التي تعمل بها أجهزتنا النقالة اليوم !! - كمال الودغيري من المغرب أيضا أحد العاملين بوكالة ناسا والمشرفين على هبوط مركبة الفضاء الأخيرة على المريخ - الدكتور المصري شريف الصفتي الذي أنقذ اليابان من كارثة التسرب الإشعاعي - والدكتور المصري حاتم زغلول مخترع أساسيات الواي فاي - الدكتور السوري أسامة الخطيب أحد مصممي أشهر روبوت ياباني على مستوى العالم أسيمو Asimo
وجه الرد الثالث : هو أنه لو ترك الغرب وأذنابه في بلادنا العربية والإسلامية شعوبنا في حالها : لكانت خيرات كل شعب منا مصبوبة على مصالحه الحقيقية وليس صرف الأموال الطائلة على كل تافه وساقط كما نرى !! وازدراء ميزانية الأبحاث العلمية والتضييق عليها حتى هرب أكثر المميزين والمخترعين إلى الخارج !! ولكان هناك حساب حقيقي لكل مقصر وليس وسائط ومحسوبيات يضيع من بينها الحق ويتفشى الإهمال للأسف
الرابع : هو أن الذين يسوقون مثل هذه الشبهة : عادة إما يجهلون أو يخفون الحقيقة المرة للمجتمعات الغربية المتهتكة أخلاقيا وإنسانيا للأسف رغم تقدمها المادي !! فهناك فقراء وهناك من يموتون من البرد أو في الشوارع من الجوع !! وهناك ملايين الأجنة التي يتم إجهاضها سنويا في أوروبا وأمريكا !! ففي أمريكا وحدها ومنذ 1973 وإلى اليوم :
تم إجهاض أكثر من 65 مليون جنين نتيجة تفشي الزنا !! هذا هو المسجل فقط سواء من وفيات الأجنة أو البنات والشابات والنساء اللاتي يصبن من الإجهاض أو يمتن !! التفاصيل المفزعة أكثر في الرابط التالي :
وفي المجمل أهديكم الرابط التالي فيه روابط كثيرة عن المصائب في دول الغرب :
وأما السؤال الأخير الذي أتذكره وأكتب إجابتي عليه هنا :
هو بخصوص مَن يقول أنه يريد أن يرى آية إعجازية من الله ليؤمن : وكما طلب نبي الله إبراهيم من الله عز وجل في سورة البقرة ؟!
أقول :
أولا : سياق الآية نفسه جاء الله تعالى به ليبطل هذه الشبهة قبل أن تبدأ !!
وذلك لأن الله تعالى سأله : " أولم تؤمن " ؟! قال ماذا ؟!
قال : " بلى " أي أنا مؤمن يا رب !! وهذا ينسف هذا الطلب من هذا الشخص الذي ظن أن إبراهيم عليه السلام علق إيمانه باستجابة طلبه !!
" وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي "
فإبراهيم عليه السلام يريد أن يصل إلى (عين اليقين) في نقطة إحياء الموتى - وهذا له كنبي ورسول مشروع
أما الله تعالى :
فلا يطلب منا أكثر من (علم اليقين) في الإيمان به - يقول تعالى :
" فاعلم أنه لا إله إلا الله "
أما (عين اليقين) و (حق اليقين) فهم ليسوا لأي أحد إلا من يشاء الله
ولنرى الفرق بين الثلاثة :
فأنا مثلا عندما يحدثني شخص ما عن العسل - وأنه صفاته كذا وكذا من الطعم واللزوجة واللون إلخ
ثم يحدثني أشخاص آخرون عن نفس صفات العسل : ويتفقون جميعا مع نفس ما قاله الأول : رغم أن كل واحد منهم جميعا لا يعرف الآخرين !! أي : يستحيل أن يتواطئوا جميعا على الكذب لأنهم لم يلتقوا أصلا ولم يعرف بعضهم بعضا !! فهنا : يتكون لدي يقين بصحة ما قالوه رغم أني لم أر العسل أصلا - هذا اليقين الذي وصلت إليه بعقلي هنا اسمه :
علم اليقين ....
أما إذا أتوا لي بالعسل فعلا ورأيته بعيني وبنفس صفاته التي أخبروني بها : فهذا درجة أخرى أعلى من علم اليقين وهو :
عين اليقين ..
والله تعالى لم يطالبنا بها بل يكفينا فقط علم اليقين بالإيمان بالله والغيب
وأما إذا لمست العسل نفسه وتذوقته بنفسي : فهذه درجة أخيرة من اليقين وهي :
حق اليقين !!
والثلاث درجات مذكورة في القرآن
ويمكن تطبيق هذا المثال على أي شيء آخر كما ضربته في المحاضرة عن بلد الصين
إذن : نبي الله إبراهيم عليه السلام طلب شيئا بعد الإيمان : وليس شرطا للإيمان
لقد طلب عين اليقين ولم يطلب علم اليقين
والأنبياء عموما لهم تكاليفهم التي هي أصعب منا - ولهم ابتلاءاتهم التي هي أكبر من ابتلاءات أي أحد غيرهم !!
ولذلك كان اختيار الله تعالى لهم وتفضيلهم هو عن علم وحكمة منه سبحانه
هذا والحمد لله رب العالمين
