أبو رية .. والسُـنة .. وأبو هريرة ..
1)) أهمية ومكانة عِلم الحديث ..
2)) ماذا تعرف عن محمود أبو رية ..
(ومعها توصيات المحفل الماسوني بباريس 1934م) ..
3)) تفنيد الافتراءات على أبي هريرة رضي الله عنه ..
(مع عمر وأبي بكر وعثمان وعلي وعائشة وباقي الصحابة)
وغير ذلك ......
---
الإخوة الكرام ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
رسالة اليوم : هي مِن الرسائل الفاصلة بإذن الله تعالى
في طريق الحوار بيني وبينكم .. لا لشيء : إلا لاحتوائها
على أكثر مِن أصل : لكشف شبهات وألاعيب أساتذة إنكار
السُــنة والطعن في الصحابة والذي ينشرونه بين الناس !
------
ولكن وقبل أن أبدأ :
أود أن أ ُوضح لكم أولا ً: أهمية ومكانة علم الحديث :
ذلك العلم الذي لا غنى عنه للمفسرين والفقهاء ..
وللمؤرخين وغيرهم : إذا هم أرادوا إصابة الحق !!!..
ذلك العلم الذي تنكرونه وتطعنون فيه في كل يوم :
في حين أنكم :
أحوج الناس إليه : كما سترون الآن !!!!!!!!!!!!!!!....
---------
1)) أهمية ومكانة عِلم الحديث ...
وأما سبب حاجتكم إليه : فهو أنكم بدونه :
قد صرتم فريسة ًسهلة ًلكل أهل الأهواء :
مِن المسلمين !.. ومِن غير المسلمين أيضا ًللأسف !!....
---
وإليكم مثالين ........
---
1)) الأخ الكريم (أ . ب) ...
وهو أحد الإخوة الشديدي الحماس والحب لهذا الدين ....
لاحظت ذلك في كتاباته : فهو يعرف للصحابة قدرهم ....
ولكنه للأسف :
قد أخطأ طريق القراءة : واستقاء المعلومات !!!!...
ولِخلو يده مِن عِلم الحديث :
سقط في شباك الشيعة الرافضة : والذين يُبغضهم أصلا ً!
فبقدر ما يُحذر مِنهم ومِما وضعوه في كتب التاريخ والسير
بقدر ما هو غارق في التأثر بما وضعوه مِن أكاذيب عن
الصحابة : لتشويه صورتهم لدى كل مسلم : للطعن بعد
ذلك في نقلهم للدين إلينا : وإخفاء الوصاية والولاية إلخ !
------
حيث أخذ الأخ الكريم (أ) للأسف مِن كل الكتب :
إلا كتب الحديث المُعتمدة !!!!!...
حتى وصل به الحال لأن يسُب صحابيا ًجليلا ًكـ (عبد الله
بن مسعود) رضي الله عنه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!...
وهو الذي أثر في نفسي كثيرا ً.. فعذرته لجهله :
ولتصديقه ما أشاعه الرافضة مِن أكاذيب حول تدخله
في أحداث الفتنة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !..
(ولو كان قرأ في كتاب ٍمثل العواصم مِن القواصم مثلا ً:
لكان خيرا ًله وأفيد في فضح أكاذيبهم حول الصحابة)
---
ولو كان يقرأ في كتب الحديث : لكان عرف أن هذا
الصحابي الجليل (وهو مِن أوائل المسلمين بمكة) : قد
صبر مع النبي على الإيذاء الشديد كثيرا ً! وذلك برغم قلة
حيلته وقوته الجسدية وفقره : وغياب مَـنعة الأهل عنه !
ثم هاجر للمدينة مع النبي .. ثم حضر المغازي كلها معه !
وقد شهد الله لكل مَن فعل ذلك بالرضا عنهم والإيمان :
بنص القرآن !!!!.. فكيف يكون على مِثله مطعن ؟!!..
---
كيف وهو أقرب الصحابة (سمتا ًوهديا ًودلا ً) بالنبي
صلى الله عليه وسلم : كما قال عنه (حذيفة) رضي الله
عنه !!..... (أخرجه البخاري والترمذي وأحمد) ...
---
كيف وقد بلغ مِن شدة قربه مِن النبي : أن أذن له النبي
في الدخول عليه متى شاء !!..
" إذنك عليّ : أن يُرفع الحجاب .. وأن تستمع سوادي :
حتى أنهاك " !!!... رواه أحمد ومسلم وابن ماجة ...
حتى أن (أبا موسى الأشعري) رضي الله عنه : لمّا قدم
مِن اليمن هو وأخيه على النبي : ظنا أن (ابن مسعود)
رضي الله عنه : هو أحد آل بيت النبي ! مِن كثرة دخوله
وأمه على النبي !!!.. رواه البخاري ومسلم والترمذي ..
---
كيف وهو الذي لما كشفت الريح عن دِقة ساقيه وهو
يجتني سواكا ًمِن الأراك فضحك الصحابة قال عنه النبي :
" والذي نفسي بيده : لهما أثقل في الميزان مِن أ ُحد "
(رواه أحمد والطبراني في الكبير وصححه الألباني) ..
---
كيف وهو أول الأربعة الذين أرشد رسول الله صحابته
أن يستقرئوا منهم القرآن !!!..
(رواه البخاري ومسلم والترمذي) ..............
---
كيف وهو الذي طلب مِنه النبي أن يقرأ عليه القرآن !
فقال قولته الشهيرة :
" أقرأ عليك : وعليك أ ُنزل ؟!.. قال : إني أ ُحبُ أن
أسمعه مِن غيري " (رواه البخاري ومسلم وغيرهما) ..
بل وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَن
أحب أن يقرأ القرآن : غضا ًكما أ ُنزل : فليقرأ بقراءة
ابن أم عبد " (رواه أحمد وابن ماجة وصححه الألباني) ..
---
إلى غير ذلك مِن الفضائل الكثيرة ..........
والتي غابت في الآحاديث المكذوبة عليه في الفتنة
مع (عثمان) رضي الله عنهما وما بعدها وما قبلها !...
---
بل وعندما يُهاجم الأخ الكريم (أ. ب) أهل السُـنة
والحديث : فهو ينسب لهم المكذوب والموضوع : كعادة
معظم مُنكري السُـنة : في جهلهم بعلم الحديث أصلا ً:
ثم يتخذ مِن ذلك : قاعدة ًللتنكيل بهم !!!!....
(وهذه النقطة مهمة للغاية : لأن أكثر كاتبيكم ومِنهم أحمد
صبحي منصور : يتزرعون بها في كتاباتهم : كما سنرى) ..
حيث نسب إلى أهل السُـنة مثلا ًرواية (اقتلوا نعثلا ًفقد كفر)
والتي بزعمهم : قالتها أمنا (عائشة) : قاصدة ًبها قتل
الخليفة (عثمان) رضي الله عنهما !!!!!!!!!!!!....
---
فبينت له ساعتها أن القصة بأكملها (بما فيها هذه العبارة)
هي أصلا ًمِن الموضوعات المكذوبات !!!..
وضعها : (ابن أبي حديد) المعتزلي الرافضي (وهو شارح
كتاب نهج البلاغة الشيعي الشهير بما فيه مِن أكاذيب) ..
وهدفها كما هو ظاهر :
الطعن في أمنا (عائشة) وفي الصحابة رضوان الله عليهم
أجمعين : وتقليب قلوب المسلمين عليهم !!...
كما جاءت القصة أيضا ًعن طريق (سيف بن عمر) الكوفي :
1.. ذكره (الدارقطني) في الضعفاء والمتروكين صـ 104 !
2.. وقال عنه (يحيى بن معين) و(ابن أبي حاتم) : ضعيف
الحديث !..
3.. وقال عنه (النسائي) : كذاب !..
4.. وقال عنه (ابن حبان) : كان يروي الموضوعات :
وينسبها للأثبات (أي يُدلس على المسلمين) !!..
5.. وقال عنه (أبو داود) : ليس بشيء !..
6.. وقال عنه (ابن عدي) : عامة حديثه منكر !..
وهذه هي فائدة ((( علم الحديث ))) كما قلت لكم !
-----------
2)) (أحمد صبحي منصور) ..
وأما المثال الثاني حتى لا أ ُطيل عليكم في هذه النقطة :
فأستقيه لكم مِن مقال أرسله لي الأخ (محمد دندن)
باسم : (البخاريون والقرآنيون) لـ (أحمد صبحي منصور)
والمقال : سوف أرد عليه كاملا ًبإذن الله تعالى قريبا ً:
كعادتي مع كل ما ترسلونه لي إن شاء الله ..
---
ولكني أكتفي بالتعليق هنا على آحاديث قرأتها في بدايته :
لا تدل إلا كما قلت لكم على :
جهل ٍمُتعمد أو غير مُتعمد بعلم الحديث : يتخذه مُنكرو
السُـنة ذريعة ًللطعن في كل السُـنة !!!...
حيث يذكرون آحاديثا ًضعافا ًمُنكرة المعاني أصلا ً: ليُبرروا
بها بعد ذلك منهجهم في مُهاجمة كل السُـنة !!!..
فما أشبه هذه الخدعة برجل ٍجاء لآخر يذكر له بعض
حوادث الغش في مكيال اللبن مثلا ً: ولذلك : فهو يطلب
مِنه ألا يشرب لبنا ًفي حياته !!!.. أو يذكر له بعض
حوادث الغش في مكيال الأرز مثلا ً: ولذلك : فهو يطلب
مِنه ألا يأكل أرزا ًفي حياته !!!...
فهل يستسيغ هذا المنطق بشرٌ عاقل ؟!!!...
---
فبين أيدينا الآن آحاديث ومقولات : ذكرها (أحمد صبحي
منصور) في مقاله : ينسبها لـ (البخاريين) !!.. وصحيح
البخاري مِنها براء !!!!.. بل : بل وغيره مِن كتب السُـنة
المعروفة أيضا ًكما سنرى !!!..
بل يكفيك جهلا ًأنه ذكر الآحاديث والمقولات : ولم يذكر
لها سندا ًولا تخريجا ً(أي أخرجه مثلا ًالبخاري أو مسلم
أو الترمذي أو أبو داود .. إلخ) وهو استخفافٌ بالقاريء !
---
الحديث الأول هو " أول مَن خلق الله : نور نبيك يا جابر "
والحديث برغم شهرته بين الصوفية وأخذ العامة له بجهلهم
إلا أنه : ليس له أصل في كتب السُـنة ولا سند !!..
قال عنه الشيخ (أبو الفيض أحمد الغماري) في كتابه :
(المُغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير) :
" هو حديث موضوع : لو ذ ُكر بتمامه : ما شك الواقف
عليه في وضعه !.. حيث تقع بقيته في ورقتين مِن الحجم
الكبير : وتشتمل على لغة ركيكة ومعان ٍمُنكرة " !!!..
(يعني باللغة الركيكة مثلا ًقوله : أول مَن خلق الله : والتي
صوابها : أول ما خلق الله .. ويعني بالمعاني المُنكرة :
أي في العقيدة : مثل ادّعاء النورانية وخلق السماوات
والأرض وسائر المخلوقات مِنها .............. إلخ)
وقد سُـئل عنه الإمام (السيوطي) كما في كتاب (الحاوي
للفتاوي 1/323) فقال :
" الحديث المذكور في السؤال : ليس له سند يُعتمد عليه !
فالحديث : ليس له أصلٌ في كتب السُـنة المعروفة (فضلا ً
عن أن ينسبه أحمد صبحي إلى البخاريين وأهل السُـنة !!) "
وقد أشار إلى ذلك الشيخ (الألباني) أيضا ًرحمه الله في
تعليقه على حديث : " خــُلقت الملائكة مِن نور .. وخــُلق
إبليس مِن نار السموم .. وخــُلق آدم مِما قد وُصف لكم "
سلسلة الآحاديث الصحيحة للألباني (1/458) ..
حيث قال أن هذا الحديث الصحيح الصريح : يُبطل كل
الموضوعات الصوفية وغيرها في خلق النبي مِن نور ..
----
والحديث الثاني الذي يذكره (أحمد صبحي منصور) :
هو " كنت نبيا ً: وآدم بين الماء والطين .. وكنت نبيا ً:
وآدم لا ماء ولا طين " .. وبداية ً: وحتى لو صح الحديث :
فهو لا يقدح في عقيدة المسلم !.. لأن معناه ساعتها
سيكون : إثبات احتواء أم الكتاب عند الله تعالى على
كل شيء : حتى قبل خلق الأشياء !!.. وقد ورد في
ذلك الكثير مِن الآيات والأحاديث الصحيحة .. مثل قول
الله تعالى : " ما أصاب مِن مصيبةٍ في الأرض : ولا
في أنفسكم : إلا في كتابٍ : مِن قبل أن نبرأها : إن
ذلك على الله يسير " الحديد 22 ..
ومع ذلك (ولكي يستريح أحمد صبحي منصور) :
فحديث : " كنت نبيا ً: وآدم بين الماء والطين "
هو حديث (( موضوع )) : أي : لم يقله النبي !!!..
وهو في سلسلة الآحاديث الضعيفة والموضوعة
للألباني (1/302) .. وأزيدكم : أن حديثا ًآخرا ًأيضا ً
بنفس المعنى : هو (( ضعيف )) .. وهو :
" إني عند الله في أم الكتاب : لخاتم النبيين : وآدم
مُجندل في طينته " .. وهو في سلسلة الآحاديث
الضعيفة والموضوعة أيضا ًللألباني (5/2085) ..
فهو ضعيف السند : وإن كان معناه صحيحا ًكسابقه
كما أوضحت لكم .......
----
وأما باقي المقال : فيمتليء بمثل ذلك مِن الأباطيل
التي : لا يطعن فيها (أحمد صبحي منصور) في
أهل السُـنة فقط : بل في القرآن نفسه وعقيدة
المسلمين كما سأ ُبين لكم في الرد عليه بإذن الله !!..
(وهذا مِن جهل معظم مُنكري السُـنة بالقرآن نفسه
كإنكاره الشفاعة : وعدم ربطه لها بما ربطه الله تعالى
به : مِن إذنه أولا ًإذ يقول : مَن ذا الذي يشفع عنده إلا
بإذنه ! وغير ذلك مِن الآيات التي لم تعارضها الآحاديث)
ومِن ذلك مثلا ً: شغبه في نِسبة صفات الله الحسنى إلى
خلقه .. وأقول : نحن أهل السُـنة : نصف البشر : بما
وصفه الله تعالى بهم في قرآنه : ولا نزيد .. بل ونضع
في اعتبارنا : عدم مشابهته لهم في الحقيقة :
" ليس كمثله شيء " .. ومِن ذلك وصف الله تعالى
لنفسه مثلا ًبأنه " سميع ٌبصير " ووصفه للإنسان بأنه
كذلك أيضا ً: " إنا خلقنا الإنسان مِن نطفةٍ أمشاج :
نبتليه .. فجعلناه : سميعا ًبصيرا ً" الإنسان 2 ..
ووصف الله تعالى لنفسه بأنه : " رؤوفٌ رحيم " ..
ووصفه لنبيه (محمد) بذلك أيضا ً:
" بالمؤمنين : رؤوفٌ رحيم " التوبة 128 .........
ومِن هنا : يتبين لنا بطلان ما ساقه (أحمد صبحي) مِن
قوله أن : أهل السُـنة يقولون عن النبي أنه :
" نور عرش الله " !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!......
ولا أعرف : ءإلى هذا الحد وصل جهل رئيس موقع
(أهل القرآن) : في الخلط بين الصوفية وغيرهم ؟!!!..
حيث أن مقولة أن النبي هو : " نور عرش الله " : لم
ترد أصلا ًفي حديث : لا ضعيف ولا موضوع ولا غيره !
وهذا هو الجهل في الظلام الذي حدثتكم عنه في رسالتي
الأولى لكم : أنكم تقوقعتم على أنفسكم في موقعكم على
النت : تقولون ما تشاءون مِن غير أن تسمحوا لحوار
الحق حتى أن يتواجد بينكم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!..
وأكتفي بهذا القدر في هذه النقطة ....
-----------
2)) ماذا تعرف عن محمود أبي رية ...
لقد كنت أخبرتكم أن ما جمعه الأخ (محمد البارودي)
للطعن في الصحابي الجليل (أبي هريرة) رضي الله عنه :
وأرسله لي في رسالة :
هو في الحقيقة : معظمه (إن لم يكن كله) : هو مِن كتابة
(محمود أبي رية) !!....
وخصوصا ًمِن كتاب باسم : (أبو هريرة : شيخ المُضيرة)
وكتاب (أضواء على السُنة المحمدية) ....
(ملحوظة : أنصح كل طالب للحق بقراءة الكتاب الماتع في الرد
على كتاب أضواء على السنة .. وهو باسم : الأنوار الكاشفة
للعلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني : والكتاب
يتناسب في طوله مع كثرة افتراءات أضواء على السُـنة !
وتجدونه على الرابط التالي :
http://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7...B2%D9%81%D8%A9
---
فمَن هو (محمود أبو رية) هذا ؟.. وما هي كتاباته ؟..
(ملحوظة : أنا قبل أن أقرأ أي كتاب ٍأو مقالة : يجب أن
أعرف شخصية كاتبها أولا ًواتجاهاته : حتى أعرف وزنه
الحقيقي بجانب العلم والحق .. ويا ليتكم تفعلون مثلي !)
---
هو شيخ ٌمصريٌ : لم يكمل تعليمه الأزهري ! وفشل في
الحصول على الثانوية الأزهرية ! راسل عدة مجلات ببعض
الكتابات مثل مجلة (الرسالة) .. وعمل على تلخيص بعض
الكتب واختصارها مثل : (المثل ِالسائر) و(ديوان المعاني)
وبعضا ًمِن كتاب (الأغاني) ..
---
عاصر شهرة (الشواذ دينيا ً) : ورأى : كيف تسلطت عليهم
الأضواء : في الخارج قبل الداخل !!.. كما شاهد : حفاوة
العالم الغربي الكافر البالغة بهم !!!..........
---
شاهد كيف قفز الشيخ القاضي (علي عبد الرازق) :
إلى الشهرة ورفيع المكانة بكتابه (الإسلام وأصول الحُكم)
والذي يؤصل فيه للعلمانية : بفصل الدين عن الدنيا !!!..
---
وشاهد كيف قفز (طاه حسين) إلى العالمية : عندما طعن
(ليس في الحديث فقط) : بل : في القرآن نفسه !!!!..
لدرجة أنه أنكر في كتابه (الشعر الجاهلي) : وجود
أنبياء الله (إبراهيم) و(إسماعيل) عليهما السلام !!!!..
((( حقا ً: شذوذ ديني والله !! )))
---
وعاصر ذلك المسلم الذي انسلخ مِن دينه إلى الإلحاد :
(إسماعيل بن أدهم) : والذي ظل يكتب طيلة حياته
الكفرية : طاعنا ًفي الإسلام .. وموروثات الإسلام !
ويُشيد بحرية العقل .. ويُعلن عن سعادته في حياته
الجديدة بعدما تمرد على كل الثوابت الدينية :
ثم مات أخيرا ًمُنتحرا ً!!!!!!!!!!!!!!!!!!!............
وبجانبه أوراقه التي فضحت حقيقة معاناته في كفره :
كل تلك السنوات : مثله مثل القديسة تريزا منذ سنوات ً:
تماما ًبتمام !!!!!!!!!!!!!!!!!!....
---------
وعندها : قرر (أبو رية) صعود سلم المجد والشهرة
بدوره !!.. ولم ينتبه إلى الشِراك العالمية المنصوبة
لأمثاله قديما ً.. وإلى الآن (وما رواية أولاد حارتنا
لنجيب محفوظ عنا ببعيدة لو قرأها أحدكم : أو استمع
لتكريمه في جائزة نوبل : حيث اشتهرت الرواية
باسم ٍآخر وهو : موت الإله !!!) ...
------
فكتب كتاب (أضواء على السُـنة المُحمدية) ...........
طعن فيه في السُـنة مِن جميع الأبواب المُحتملة : والغير
مُحتملة !!.. وشكك في رواية الصحابة وحفظهم ! بل :
وطعن في عددٍ مِنهم : وبخاصة : راوية الإسلام الأول :
(أبي هريرة) رضي الله عنه !!.. والذي تأثر فيه بكتاب
(أبي هريرة) للشيعي الرافضي (عبد الحسين شرف
الدين الموسوي) !!!!..........
---
ثم ما لبث (وبعد أن شاهد الضجة التي أحدثها كتابه) :
أن أتبعها بضجةٍ أكبر مِنها !!.. ألا وهي كتاب :
(أبو هريرة : شيخ المُضيرة) .. والمُضيرة هي نوعٌ
مِن الطعام كان يُحبه (أبو هريرة) رضي الله عنه فيما
نقل عنه ..............
-----
وكلا الكتابين (أضواء على السُـنة) و(شيخ المضيرة) :
ضمنهما (أبو رية) : كل ما وقع تحت يديه مِن القصص
والمطاعن المنتشرة في كتب الأدب والسير والتاريخ
والشيعة الروافض : بغير تمحيص ٍولا فحص !!!!..
ليُـثبت للعالِمين بجدارة : جهله التام بعلم الحديث !!..
زائد : تدليسه في أكثر مِن موضع كما سنرى : قام
فيه باقتطاع سطر ٍأو سطرين مِن المصدر المنقول مِنه :
وغض الطرف عن الباقي الذي يُخالفه !!!!!!!!!...
(فهل هذه هي الأمانة العلمية ؟؟؟؟!!!!!)
ناهيكم عن غرائب الأخبار التي ينقلها مِن هذه الكتب
(بلا أدنى غضاضة) : في حين يجد الغضاضة (كل
الغضاضة) : في أن يتقبل خبرا ًعن (أبي هريرة) !!..
-------
وأسوق هنا خبرين غريبين : وأترك لكم الحُكم عليهما :
يا أهل (تحكيم العقل) و(القرآن) !!!..
---
ففي الخبر الأول : ينقل لنا قصة اسم الكتاب :
(أبو هرية : شيخ المُضيرة) : أنه قد بلغ مِن (نفاق)
(أبي هريرة) في أيام الفتنة بين (علي) و(معاوية) :
أنه كان يأكل على مائدة (معاوية) الفاخرة !!.. ويُصلي
وراء (عليّ) !!!.. وإذا احتدم القتال : لزم الجبل !!!..
فباالله عليكم :
هل كان يجمع (عليا ً) و(معاوية) : بيت ٌمِن البيوت مثلا ً:
أو غرفة ٌمِن الغرف : حتى يتنقل بينها المُـتنقل : صلاة ً
وطعاما ً: ولا ينتبه أحد إليه !!!!!!!!!!!!!!!!!.....
فإذا سأله الناس عن ذلك قال :
" مضيرة معاوية أدسم !.. والصلاة خلف عليّ أفضل "!
فأين يمكن جمع طعام ٍوصلاة بين عسكري جيشين يا ترى !
---
مع العلم أن (أبا هريرة) : كان مِن الصحابة الذين اعتزلوا
الفتنة أصلا ً! ولم يأخذ جانب (معاوية) أو (بني أمية) كما
سترون معي بالدليل في هذه الرسالة ! مثله مثل (محمد بن
مسلمة) و(سعد بن أبي وقاص) وغيرهم .. وكيف لا : وهو
أحد رواة حديث الجلوس في الفتنة وعدم المشاركة فيها !
" ألا إنه ستكون فتن : القاعد فيها خيرٌ مِن القائم ..
والقائم فيها خيرٌ مِن الماشي .. والماشي فيها خيرٌ مِن
الساعي .. مَن تشرف لها (أي تطلع لها) تستشرفه (تجذبه
إليها) .. فمَن وجد ملجأ ًأو معاذا ً: فليعذ به " ..
رواه البخاري ومسلم ..
وأما الأعجب : فأنه برغم قبول (أبو رية) هذه الرواية
على نفسه : ليجعل مِنها اسما ًلكتابه : فقد روى بنفسه
أيضا ًصـ 230 عن (أبي هريرة) قوله :
" الأمناء ثلاثة : جبريل .. وأنا .. ومعاوية " !!!!.......
فكيف لو صح الكلام عن (أبي هريرة) كما يزعم (أبو
رية) : كيف بعدها يترك الصلاة خلف (معاوية) :
ليذهب ليُصلي خلف (علي) ؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!..........
أترك لكم التعليق على كل هذه الأكاذيب المفضوحة !.....
-----
وأما الخبر الثاني الذي يقبل (أبو رية) تصديقه على نفسه
وإيراده في كتابه للاستشهاد به : فاقرأوا معي طعوناته
في الصحابي (معاوية) رضي الله عنه (وهو أحد كتبة
الوحي القليلين الذين استأمنهم النبي .. وهو مِن القلة
الذين استأمنهم عمر أيضا ًعلى الولاية ولم يعزلهم : فاستمر
على حكم الشام : عشرين عاما ً!.. وسادها في خلافته :
عشرينا ًأخرى !.. وحسبُـك بمَن ولاه عُمر وثبته : ومِن
بعده عثمان رضي الله عنهم أجمعين !!) ...
حيث يذكر (أبو رية) صـ 208 أن (معاوية) رضي
الله عنه كان يأكل : (5) أو (7) وجبات في اليوم !..
حيث يذكر ضمن ما يذكر في هذه الصفحة : (وانظروا
لعقلانية أبي رية التي يتغنى بها في كتابه وحكمه على
مرويات الصحابة وآحاديث أبي هريرة الغريبة في زعمه)
يقول ..........
" أن معاوية : كان يأكل كل يوم : خمس أكلات !!..
وآخرهن : أغلظهن !!.. ثم يقول : يا غلام : ارفع !.......
والله ما شبعت ! ولكن مللت !!!!.. وأنه أكل مرة :
(وأرجو أن تحسبوا معي بالكيلو لو سمحتم) :
عجلا ًمشويا ً! مع دشت مِن الخبز السميذ ! وأربع خراف !
وجديا ًحارا ً! وآخر باردا ً! سوى الألوان " !!!!!!!!.......
وأنا عن نفسي : يُمكن أن أحسب الخروف بـ : (30) كيلو
لحم صافي فقط !!.. إذا ً: أربعة = (120) كيلو !!!!!!!!!..
وأما الجدي : فيمكن حسابه بـ (16) كيلو لحم تقريبا ً!!!..
إذا ً: اثنين (واحد حار وواحد بارد) = (32) كيلو تقريبا ً!
وهذا يساوي 120 + 32 = تقريبا ً(150) كيلو لحم
صافي !!!.. وإذا تركنا (دشت الخبز السميذ) والذي يُمكن
أن يُصيب بانسداد في الشرايين !.. وتركنا (الألوان) :
فيتبقى لنا وزن (العجل المشوي) !!!!!....
والخلاصة : أن (معاوية) رضي الله عنه : رجل الدولة
والدين والسياسة والفتوحات والحُكم : كان يأكل في
الوجبة الخاتمة مِن يومه وليلته : ما لا يقل عن (250)
كيلو جرام لحما ًخالصا ً!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.....
أي ضعفي وزن أسمن رجل تقريبا ً!!!!!....
فبالله عليكم :
لماذا لم يستعمل (أبو رية) عقله هنا في تمحيص (النص)
و(المتن) : ذلك التمحيص الذي يتشدق به في كل كتاباته ؟
وأما الجواب :
فقد عرضت لكم صورة ًمِنه في رسالتي السابقة عن طعن
(عبد الحسين) في آحاديث (أبي هريرة) : حتى ولو غض
الطرف عن وجودها في كتبه ومذهبه الرافضي هو نفسه !!!!..
فكل شيء يهون : مِن أجل الطعن في (أبي هريرة) !!!!...
حتى ولو كان ثمن ذلك : هو الكفر بالنبي نفسه !!!!...
وهو نص ما قاله (أبو رية) بقلمه صـ 7 :
" ولو أن النبي قد عهد إلى أبي هريرة وحده أن يكون
راوية الإسلام للناس كافة : لكنت أول كافر ٍبه ولا أ ُبالي "!
---------------
والآن : وقبل أن أبدأ في الرد على نقاط رسالة الأخ (محمد
البارودي) : أود أن أختم بالمعلومتين التاليتين عن (أبي
رية) لكي تكتمل صورته الشخصية والفكرية في الأذهان !
---
1...
المعلومة الأولى : ذكرتها في رسالتي السابقة ...
ولا غضاضة مِن تكرارها هنا للفائدة .. ألا وهي :
الاتصال الوثيق بين (أبي رية) وبين العديد مِن الرؤوس
الشيعية الرافضية مِثل : (مرتضى الرضوي) و(مرتضى
العسكري) و(رشيد الصفار) .. وهم الذين طبعوا له
كتاب (أبو هريرة : شيخ المضيرة) بمدينة صور في لبنان
عام 1957م ...
ولدي نصوص الرسائل بينه وبينهم وتعليقه على كتابيّ :
(عبد الله بن سبأ) و(أحاديث أم المؤمنين عائشة) لـ :
(مرتضى العسكري) : وثناؤه على الكتابين :
الكتاب الأول : والذي أثبت فيه (مرتضى العسكري) :
زورا ًوبهتانا ً: أن (عبد الله بن سبأ) : هو اختراع
(سياسي) : ليس له وجود !!!!..
وأما الكتاب الثاني : فقد أثبت فيه (مرتضى العسكري)
زورا ًوبهتانا ًأيضا ً: سوء طوية أم المؤمنين (عائشة)
رضي الله عنها : وكيف أنها كانت تكيد للنبي وتخدعه !
وكيف أنها كانت تكره (عليا ً) كرها ًيُقطع أمعاءها !!!..
وكيف أنها حثت على مقتل (عثمان) بقولها :
" اقتلوا نعثلا ًفقد كفر " : ثم بعد مقتله : صارت تطالب
بثأره ! لا لشيء : إلا لتحارب (عليا ً) رضي الله عنه
.......... إلى آخر هذا العك الرافضي : الذي إن أقدرني
الله تعالى : كتبت لكم حقيقة الفتنة التي وقعت : منذ
مقتل (عثمان) : وحتى مقتل (علي) رضي الله عنهم
أجمعين ................
---------
2...
وأما المعلومة الثانية لكي تقفوا على حقيقة شخصية
(أبو رية) : والتي أعتقد أن أكثركم لا يعلمها :
فهو أنه : لم يكتف بالطعن في الصحابة وهدم السُـنة
في كتبه العديدة مثل :
(أضواء على السُـنة – أبو هريرة : شيخ المضيرة -
قصة الحديث المحمدي – عليّ وما لقيه مِن الصحابة –
صيحة جمال الدين الأفغاني .... إلخ) ...
أقول : لم يكتف بكل هذا :
حتى جزاه الله تعالى مِن جنس عمله : فجعله يختم حياته
بكتاب : (دين الله الواحد) !!!!...
والذي دعى فيه لدخول (اليهود) و(النصارى) الحاليين
الجنة مع المسلمين !!!!!.. وأن الإيمان بحقيقة وجود
إله لهذا الكون : سيكفي لدخول الجنة !!!!!!!!...
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن الله تعالى إذا أراد بعبدٍ خيرا ً: استعمله .. فقيل :
وكيف يستعمله يا رسول الله ؟!.. قال :
يُوفقه لعمل ٍصالح ٍقبل الموت " ..
رواه أحمد والترمذي وغيرهما وصححه الألباني ..
---
وهكذا يرمي مُـنكر السُـنة بالقرآن نفسه وراء ظهره :
في آخر أمره حتما ًفاحذروا أيها العميان !!!...
لأنه لا يتجرأ أحدٌ على إنكار نصف الدين : حتى يُغريه
الشيطان بالتنكر للنصف الآخر عن قريب !!!..
---
فتناسى (أبو رية) عشرات الآيات عن (اليهود) في
القرآن !!!.. وتناسى قول الله عن (النصارى) :
" لقد كفر الذين قالوا : إن الله هو المسيح بن مريم "
و " لقد كفر الذين قالوا : إن الله ثالث ثلاثة " .......
وتناسى قول الله عموما ً:
" ومَن يبتغ ِغير الإسلام دينا ً: فلن يُقبل مِنه : وهو في
الآخرة (يا أبا رية) : مِن الخاسرين " !!!!..
---
تناسى (أبو رية) كل ذلك : ليغوص في الوحل الذي يُخطط
له أعداء الإسلام : رافضة أو ماسونية أو نصارى : والذي
يتعاونون عليه فيما بينهم : حتى ولو لم يكن بصورة
رسمية (عدو عدوي : صديقي) !!!!..
--------
جاء في الوثيقة النهائية لاجتماع المحفل الماسوني
العالمي في باريس 1934م (واستمر لمدة 3 أيام)
التوصيات التالية :
( المصدر : الوثائق السرية الفرنسية .. أو : المثقفين
العملاء Collaborateurs Intellectuels
مِن مركز الأرشيف :
إكس إن بروفينس Aix en Provence وهو مِن
الوثائق السرية التي أفرجت عنها أجهزة الاستخبارات
الفرنسية ونشرت في Editions de Minuit تحت
رقم ISBN 9-782912988372 )
" الأعضاء الشرفاء (شرفاء ؟!) .. الضيوف المُبجلين ..
سنأخذ بعين الاعتبار : الاقتراحات والتوصيات التي تقدم
بها ضيوفنا المحترمين .. إن مؤلفات وأقوال الرجال
العظماء : ونخص مِنهم بالذكر : المحترم (هنري جسب)
وصاحب القداسة القس (صموئيل زويمر) : نجعلها مرجعا ً
أساسيا ً: تقودنا إلى تحقيق هدفنا السامي .......
(ملحوظة : يُعد (صموئيل زويمر) : أشهر المُنصرين في
الشرق الأوسط لمدة تزيد عن نصف قرن !.. ومِن أشهر
أقواله وأهدافه : أنه يجب إقناع المسلمين بأن النصارى
ليسوا أعداءً لهم ! واعتبار اليهود والنصارى : مؤمنين !
واعتبار عملهم صالحا ً! ويجب العمل على زرع التشكيك
والخجل مِن الثوابت الدينية الإسلامية ! وزرع الإنهزامية
أمام شعارات الإخوة والمساواة) ....
لهذا : فنحن نوصي بالعمل على :
1.. تشكيك المسلمين في كتابهم المقدس القرآن ! وتراثهم
الإسلامي ! وإظهاره بالسطحية والسذاجة
la simplicitè el lanaïvetè
2.. الطعن والتشكيك في مشروعية السُـنة النبوية !
ومصنفات الحديث ! وأئمته ! ورواته ! على أن لا
يسلم مِن ذلك حتى صحابة الرسول
Même les compagnons du prophète
ويكون ذلك تدريجيا ً: وبخطة مدروسة ...
3.. تقديم وتحسين النظر العقلي على ..... (غير واضحة)
4.. ترويج المفاهيم والسلوكيات الغربية مِثل : حرية
الاعتقاد ! والرأي ! والمواطنة ! والتعددية الحزبية !
ولكن : تحت وصاية الرجال الموثوق بهم .......
5.. تأصيل المنهج العلماني (أي فصل الدين عن الدنيا) ..
6.. (غير واضحة) ..
7.. الظهور بمظهر الحرص على الدين : وعلى مصالح
المسلمين : والدفاع عنهم : وتقديم المساعدات المادية
والمعنوية .......
8.. بعث روح الانبهار أمام الفكر الغربي .. والمناداة
بالمساواة بين البشر : بغض النظر عن دينهم (وهم لا
يعنون هنا المساواة في الإنسانية والتي يؤكدها الإسلام :
وإنما يقصدون مساواة الكفر بالإسلام) ! ونشر مفهوم
الحرية الشخصية ! والمساواة ! واستغلال الحركات
النسوية ! والمباديء التي ترفعها المرأة الغربية !....
(وبالفعل ظهرت الجمعيات النسوية في مصر في منتصف
القرن الماضي : تنادي بالخلاعة والانحلال الخلقي
والاجتماعي خارج ضوابط الإسلام : وانفضح معظمها
بعد ذلك بأنهم كانوا يتلقون تمويلهم مِن الخارج) ...
9.. وسوف يكون ذلك سهلا ًباستغلال المثقفين ورجال
الدين (كما فعلوا بالأفغاني الشيعي ومحمد عبده) لتحقيق
هذه الأهداف : ونذكر مِن بينهم القائمة المرفقة :
فيشر ألماني – أدريان بارتيلمي فرنسي – فنسنك هولندي
– كراتشقوفسكي روسي – جويدي إيطالي – پلنثيا إسباني
وإليكم الآن : القائمة العربية ..................
طه حسين – محمود أبو رية (في المرتبة الثانية !!)
(ملحوظة : تولية طه حسين وزير المعارف : سهل لكثير
مِن الكتب الشيعية أو الطاعنة في السنة : طباعتها داخل
مصر برغم معارضة الأزهر الشديدة لها !!.. وهو الذي
تدخل لدى وزارة الثقافة المصرية لطباعة كتاب أبي رية :
قصة الحديث المحمدي) ولنتابع القائمة السوداء :
محمد حسين (أعتقد أنه محمد حسين هيكل والله أعلم :
وهو غير محمد حسنين هيكل) – أحمد عبد المنعم –
عبد الوهاب بن أحمد – إسماعيل أدهم (وهو الذي ذكرته
لكم بالأعلى ومات منتحرا ً) – سلام موسى (وأعتقد
أنه سلامة موسى) – عبد الرازق (وأعتقد أنه صاحب
كتاب الإسلام وأصول الحكم الذي ذكرته لكم بالأعلى)
أحمد أمين (صاحب فجر الإسلام وضحى الإسلام : وفيهما
ما فيهما مِن الافتراءات التاريخية عن الصحابة وغيرهم
وقد كتبوا أمام أحمد أمين أنه : يجب التعامل معه بتحفظ)
الجكرالوي هندي – برويز هندي ......
-------------
3)) تفنيد الافتراءات على أبي هريرة رضي الله عنه ..
والآن إخواني ...
نأتي لقلب هذه الرسالة .. وآسف للإطالة كالعادة :
فوالله : ما يتراءى لي خبرا ًأو عِلما ًصالحا ً: حتى
أ ُحب أن تشاركونني في معرفته .... فسامحوني ....
---
إن المُفترين على (أبي هريرة) رضي الله عنه : يُمكن
تقسيم حيلهم وأباطيلهم إلى ثلاثة أقسام :
1...
استخدام القصص الضعيفة والمكذوبة عليه : والتي توجد
في بعض كتب السير والتراجم والتاريخ (وخصوصا ً
الشيعية مِنها) : بدون الرجوع إلى رأي علماء الحديث
في الحكم عليها ..
2...
استقطاع بعض النصوص مِن أماكنها في الكتب : تماما ً
كمَن يستقطع قول الله تعالى " فويل ٌللمصلين " : ويترك
ما قبلها وما بعدها !!.. وهذا مِن أكبر أبواب التدليس ..
3...
تعمد سوء الكلام عن أوصاف (أبي هريرة) الشخصية :
حتى تخرج في شكل الذم .. وتعمد سوء التعليق على
بعض المواقف بينه وبين الصحابة ....
--------
والآن : نأتي للتفصيل والأمثلة ..........
ولكن قبلها (ولأني لم أكتب لكم بعد رسالة ًعن أ ُسس
وقواعد علم الحديث) : فأ ُحب أن أشير هنا إلى أنواع
مِن الحديث الضعيف .. لأنها رأس مال (أبي رية) في
معظم افتراءاته كما سنرى ....
>>>
فمِن الحديث الضعيف : (المُرسل) : وهو انقطاع سند
الحديث قبل الصحابي مباشرة ً.. حيث يكون التابعي
الذي روى عن الصحابي : لم ير هذا الصحابي في
حياته أصلا ً!!.. وهنا تكون الحلقة المفقودة : سببا ً
في تضعيف الحديث ...
>>>
ومِن الحديث الضعيف أيضا ً(المنقطع) : وهو انقطاع
سند الحديث في أي حلقة مِن حلقاته ما قبل الصحابي
(لأنه لو قبل الصحابي يُسمى مُرسلا ًكما قلنا) ...
ومِن الحديث الضعيف أيضا ًأو الموضوع : ما يكون في
سنده أحد الرواة : الضعفاء : كضعف الحفظ أو
الضبط مثلا ً.. أو يكون هناك أحد المُدلسين أو الكذابين
في وسط حلقات سند الحديث ....... أو يوضع في
سند الحديث اسم أحد الرواة : ويكون مجهولا ً......
سواء جهل العين أو الحال ...
------
1...
ينقل الأخ (محمد البغدادي) الكثير مِن انتقادات الصحابة
المزعومة لـ (أبي هريرة) : نقلا ًعن كتاب (أبي رية) ... و(أبي
رية) بدوره : نقلها مِن (شرح نهج البلاغة) للشيعي
المعتزلي الرافضي (ابن أبي حديد) ....
ونقرأ الآن ما نقله (أبو رية) : ونقرأ معه الرد عليه :
لأهمية ومحورية الكلام الآتي في الطعن زورا ًفي (أبي
هريرة) رضي الله عنه ....
(ملحوظة : عاصر ابن أبي حديد هذا : الوزير الشيعي
الرافضي الخبيث ابن العلقمي : والذي خان العراق أيام
التتار .. والاثنان مِمَن كادوا للإسلام قديما ًلمِن لا يعرف)
---
حيث جاء في (شرح نهج البلاغة) لـ (ابن أبي حديد) :
" وقد أفزعت كثرة رواية أبي هريرة عمر بن الخطاب :
فضربه بالدُرة وقال له : أكثرت يا أبا هريرة مِن الرواية :
وأحرى بك أن تكون كاذبا ً" .....
---
والخبر المكذوب بأكمله : هو مِن عدة أخبار نقلها (ابن
أبي حديد) في كتابه (1/360) عن (الإسكافي) المعتزلي
الرافضي أيضا ً: بلا سند !!!!!!!!!...
حيث بين (الإسكافي) و(عمر بن الخطاب) قرون !!!!...
وهي عادة الشيعة الروافض دوما ًفي تدليس الرواية !
والخبر إذا رواه علماء أهل السنة منقطعا ً: كان سببا ً
في ضعفه كما قلنا ... فما بالنا بخبر : ٍبلا سند ! ورواه
وتناقله : رافضي معتزلي خبيث : عن مثله ؟!....
فهل علمتم الآن : مدى حاجة كل مسلم إلى علم الحديث
وعلماء الحديث في تنقية دينه وكلام نبيه وصحابته ؟
---------
2...
كما قال (أبو رية) في كتابه :
" وقد أخرج ابن عساكر مِن حديث السائب بن يزيد عن
عمر : أنه قال لأبي هريرة :
لتتركن الحديث عن رسول الله : أو لألحقنك بأرض دوس :
(ودوس هي مسقط رأس أبي هريرة باليمن) .. وقال لكعب
الأحبار : لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القردة " ..
---
وها هنا : نحن مع تدليس آخر مِن (أبي رية) .. حيث أن
أصل الخبر الذي ذكره (ابن عساكر) : هو في كتاب
(البداية والنهاية) لابن كثير (8/106) ... وأول تدليس :
هو إسقاط (أبي رية) لكلمة (عن الأول) مِن نص الكلام في
(البداية والنهاية) لكعب الأحبار :
" لتتركن الحديث عن الأول (أي عن أبي هريرة) : أو
لألحقنك بأرض القردة " .. فتدليس (أبي رية) بإخفاء
كلمة (عن الأول) : هو لكمال الطعن في (كعب الأحبار)
لأيهام القاريء أن كعبا ً(وكتابعي) : يروي آحاديثا ًعن
النبي : برغم أنه لم يره !!!!!...
ولكن : دعنا الآن مِن تدليسات (أبي رية) الكثيرة
على (كعب الأحبار) : فقد رد عليه (المعلمي) في كتابه
الماتع (الأنوار الكاشفة) الذي ذكرت لكم رابط قراءته ..
ودعنا أيضا ًمِن : تأويل (ابن كثير) رحمه الله للخبر
على فرض صحته (حيث أرجع مقولة عمر لأبي هريرة
لكثرة رواية أبي هريرة للآحاديث التي قد تشغل الناس
عن القرآن وهو في أول عهده : حيث كان توجه معظم
الصحابة إلى رواية الحديث : عند الحاجة فقط : كما
فصل عبد الرحمن بن عوف بين عمر وبين أبي عبيدة
في قصة دخول الشام وبها الطاعون : بحديثٍ سمعه مِن
رسول الله : ينهى عن دخول أرض الطاعون ... كما
أن عمر كره آحاديث الرخص التي قد توكل الناس الجُدد
إلى التقصير في العبادة والتواكل !.. ثم ذكر ابن كثير أن
عمر أذن له بعد ذلك : وهو ما نقله أيضا ًالذهبي في سير
أعلام النبلاء 2/601)
---
فالخبر : في سنده ضعف : فقد رواه : أبو زرعة
الدمشقي عن محمد بن زرعة الرعيني عن مروان بن
محمد عن سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبد
الله بن السائب عن أبيه عن عمر ..............
----
فـ (محمد بن زرعة) : مجهول : ليس له ترجمة
في كتب السير والتراجم !!!.. وكذلك (إسماعيل بن
عبد الله) .. إلا أن يكون (إسماعيل بن عبيد الله) : وهو
ثقة معروف : ولكن : في سماعه مِن جده (السائب)
شك طالما لم يُصرح .. وللأمانة : فقد ذكر (ابن كثير)
خبرا ًمماثلا ًولكن رواه (سعيد بن عبد العزيز) : بغير
إسناد !!!.. ومِن المعروف أن (سعيد) لم يُدرك (عمر)
ولا حتى (السائب) !!!!.. فهو منقطع أيضا ً.............
وأما الغريب : فهو أن أصل الخبر كله : شامي التخريج
(حيث بدايته أبو زرعة الدمشقي) : ولو كان صحيحا ً:
لكان للخبر رواية أخرى أو أكثر مِمَن كان في المدينة
وعاصر (عمرا ً) و(أبا هريرة) !!!!!!!!!!!!!!!....
--------
3...
وينقل (أبو رية) أيضا ًعن (أبي هريرة) قوله :
" إني أ ُحدثكم أحاديث : لو حدثت بها زمن عمر : لضربني
بالدرة " وفي رواية : " لشج رأسي " ...
وأما هذا الخبر : فيُروى عن : يحيى بن أيوب عن ابن
عجلان عن أبي هريرة .. وابن عجلان : لم يُدرك أبا هريرة
فالخبر لذلك : منقطع غير صحيح أيضا ً!!....
--------
4...
وينقل (أبو رية) كذلك عن (أبي هريرة) قوله :
" ما كنا نستطيع أن نقول : قال رسول الله : حتى قــُبض
عمر " .. ثم يقول : " أفكنت مُحدثكم بهذه الأحاديث :
وعُمر حي ؟!!.. أما والله إذا ً: لأيقنت أن المخفقة ستباشر
ظهري !!.. فإن عُمر كان يقول : اشتغلوا بالقرآن :
فإن القرآن كلام الله " ....
وأما هذا الخبر : فقد رواه : صالح بن أبي الأخضر عن
الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة .. وصالح بن أبي
الأخضر : قال فيه (الجوزجاني) وهو مِن أئمة الجرح
والتعديل : اتــُهم في حديثه .. ولذلك فالخبر ضعيفٌ أيضا ً
ويُعارضه الكثير مِن الآحاديث الصحيحة الكثيرة التي
سمع فيها عمر لآحاديث الصحابة .. وسمح لهم فيها
بالفتوى مِمَا عندهم مِن رسول الله ............
---------
5...
وأما ما استشهد به (أبو رية) مِن كلام (محمد رشيد
رضا) صاحب تفسير المنار مِن قوله :
" لو طال عُمر عمر : حتى مات أبو هريرة : لما وصلت
إلينا تلك الأحاديث الكثيرة " .. فهو كلامٌ مِن كلام (محمد
رشيد رضا) : فليس بحديثٍ أصلا ًولا غيره ! بل هو رأيٌ
بناه على ما سبق مِن أباطيل عن (أبي هريرة) : زد
على ذلك كراهة (محمد رشيد رضا) للغيبيات والعجائب
في القرآن نفسه !!.. فما بالنا بما رواه (أبو هريرة)
في الصحيح ؟!!..
ففي تفسير المنار (ج 11ص 155) لـ(محمد رشيد رضا)
يعيب على القرآن الكريم : حكى مُعجزات تأييد الله تعالى
لـ (موسى) و(عيسى) عليهما السلام !!..
وفي (ج 1 ص 345) :
يستنكر أن يكون مسخ الله تعالى لأصحاب السبت : قردة ً
على الحقيقة !!!..
وفي (ج 5 ص 121 : 122) :
قال بجواز التيمم للمسافر : حتى وإن كان واجدا ًللماء !..
حتى ولو بغير ضرر !!..
وفي (ج 3 ص 96) :
يذهب إلى أن (الميكروبات) يصح أن تكون مِن (الجن) !
وفي (ج 4 ص 323: 325) :
يُشكك في أن (آدم) عليه السلام : هو أبو البشر !..
وبالمقابل وفي (ج 4 ص 327)
لم يُـنكر على (الدارونية) قولهم بأن أصل الإنسان قرد !
وفي (ج 1 ص 267 : 275) :
يؤيد القول بأن (الملائكة) : هي عبارة عن (قوى طبيعية) :
أودعها الله في مخلوقاته !!.. ويقصد بكلامه هنا أنه :
لا حقيقة لـ (الملائكة) : كمخلوقات لها كيان خاص :
تكتب وتصعد وتنزل وتحارب مع المؤمنين ........ إلخ !
وفي مجلة (المنار/ المجلد 28/ الجزء 10 ص 756) :
يُشكك في رفع الله عز وجل لـ (عيسى) عليه السلام إلى
السماء : بالروح والجسد معا ً!!..
هذا غير مقالات أخرى عديدة في مجلة (المنار) : يطعن
فيها في كل معجزات النبي التي خارج القرآن !!.. بل :
ويستنكر حتى معجزة انشقاق القمر الواردة في القرآن !
---
فبمثل هذا : يحتج (أبو رية) ؟!!!..
---------
6...
وأما ما أختم به تلك الافتراءات على (عمر) في أنه كان
يعرف كذب (أبي هريرة) ويمنعه مِن الحديث : فهو
أن (عمر) رضي الله عنه : ما كان ليترك كاذبا ًعلى النبي
ليعيش أصلا ًبين المسلمين ! فضلا ًعن بين الصحابة !
بل وأضعف الإيمان إن لم يُعاقبه بالموت : فبالحبس !
ولكن : كل ذلك لم يحدث !!!!!!....
بل ولاه (عمر) إمارة البحرين : كما جاء في (فتوح
البلدان صـ 92- 93) لـ (البلاذري) : أن عمر أرسله
على القضاء والصلاة .. ومِما ذ ُكر في ذلك أيضا ً:
ما رواه (ابن كثير) رحمه الله في (البداية والنهاية
8/487) : عن (محمد بن سيرين) أن (عمر) استعمل
(أبا هريرة) على البحرين .. فقدِمَ (أبو هريرة) بعشرة
آلاف (وكان عمر يشك في كل صحابي أو تابعي يزيد
ماله وهو أمير : حتى إن كان ليشك في ابنه نفسه عبد
الله : مِن أن يستغل خلافة أبيه فيزيد ماله!!) فقال له
عمر : " استأثرت بهذه الأموال يا عدو الله وعدو
كتابه ؟!.. فقلت (أي أبو هريرة) : لست بعدو الله
وعدو كتابه ! ولكني : عدو مَن عاداهما !!.. قال :
فمِن أين هي لك ؟!.. قلت : خيل نتجت : وغلة ورقيق
لي : وأ ُعطية تتابعت عليّ .. فنظروا (أي تثبتوا مِما
قال) : فوجدوه كما قال .. فلما كان بعد ذلك : دعاه
(عمر) ليستعمله : فأبى (أي رفض أبو هريرة) ...
فقال : تكره العمل : وقد طلب العمل : مَن كان خيرا ً
مِنك : (يوسف) عليه السلام ؟!.. فقال :
(يوسف) : نبي بن نبي بن نبي .. وأنا (أبو هريرة
بن أمية) .. وأخشى ثلاثا ًواثنين .. قال : فهلا
قلت خمسا ً؟!!.. قال : أخشى أن أقول بغير عِلم ..
وأقضي بغير حِلم (وهذان هما الاثنان) .. أو يُضرب
ظهري .. ويُنزع مالي .. ويُشتم عِرضي (وهؤلاء
هم الثلاثة) " ...
---------
وأترك للأخ (محمد البارودي) الحكم بنفسه على
كل ذلك !!!..
وما قيل في (عمر) : يُقال في (أبي بكر) و(عثمان)
----------
7...
وأما ما ذكره (أبو رية) مِن أن (عليا ً) :
" كان سيئ الرأي فيه (أي في أبي هريرة) وقال عنه :
ألا إنه أكذب الناس ! أو قال " أكذب الأحياء على رسول
الله : لأبو هريرة " ...
فالخبر : هو مِن مكذوبات (ابن أبي حديد) في كتابه
(شرح نهج البلاغة) : نقله كغيره عن (الإسكافي) بغير
سند كما تقدم .. وحُكمه مِن الانقطاع والتدليس هو
كسابقه ....
وأما ما نقله (أبو رية) مِن أن (أبا هريرة) كان يقول
عن النبي : " حدثني خليلي " : فسمعه (عليٌ) فقال
له : " متى كان النبيُ خليلك يا أبا هريرة " ؟!!!....
فالخبر : مِن مكذوبات (النظام) الشيعي على (عليّ) :
وهو بغير سندٍ أيضا ً!....
-------------
8...
وأما ما ذكره (أبو رية) مِن موقف (عائشة) رضي الله
عنها مِن (أبي هريرة) : وأنها قامت بتكذيب الكثير مِن
آحاديثه وأنها لما واجهته في إحدى المرات بذلك قال لها :
" ما كانت تشغلني عنه المرآة ولا المكحلة ولا المدهن "
فقال (أبو رية) (واسمعوا للكلام الآتي مِن خياله المريض)
" ولقد كان لأم المؤمنين أن ترد عليه قلة أدبه : فتجبهه
بقولها : إنما أنت الذي شغلك بطنك .. وألهاك نهمك عن
رسول الله : حتى كنت تعدو وراء الناس في الطرقات :
تلتمس منهم أن يُطعموك مِن جوعك : فينفرون منك :
ويهربون : ثم ينتهي بك الأمر إلى أن تـُصرع مغشيا ًعليك
مِن الجوع : أمام حجرتي : فيحسب الناس أنك مجنون :
فيطأون عنقك بأرجلهم " .................
أقول :
الذي يقرأ هذا الكلام (والحُرقة) مِن (أبي رية) لصالح
أم المؤمنين (عائشة) رضي الله عنها وأرضاها :
ليستعجب مِما كتبه في الثناء على كتاب : (أحاديث أم
المؤمنين عائشة) للشيعي الرافضي (مرتضى العسكري) !
---
ولكن : دعنا مِن ذلك أيضا ً..........
---
فالذي لا يعلمه العوام : أن الصحابة : كانوا يتناقلون
آحاديث النبي فيما بينهم : لأنه ليس كلهم قد سمع كلام
النبي كله أو بنفس النسبة (ومِنه حديث تبادل عمر وجاره
الأنصاري سماع النبي ليُخبر أحدهما الآخر بما سمع :
والحديث في البخاري) .. فكان مِنهم مثلا ً: ما ينسخ
حديثه حديث الآخر .. فالأول متأخر : والثاني متقدم ..
كنهي النبي مثلا ًعن زيارة القبور : ثم السماح به ..
وذلك مخافة الشرك على الناس في أول الإسلام ..
ومثل النهي عن إبقاء لحوم الذبائح فوق ثلاثة أيام :
(لضمان توزيعه واستهلاكه على الأهل والفقراء) :
ثم سمح فيه بعد ذلك .... وهكذا ....
وكان مِنهم مَن تتعدد روايتهم للشيء الواحد : فيفيد ذلك
جوازه بأكثر مِن صورة .. كمن روى عن النبي مثلا ً
الوضوء مرة مرة .. ومَن رواه مرتين مرتين .. ومَن
رواه ثلاثا ًثلاثا ًولا يزد على ذلك .. فجاز كل ذلك ..
وكان بعضهم يسمع آحاديثا ًفي مواضع ومواقف معينة :
فيحفظ نص الحديث : ولكنه لم يعلم بالضبط أبعاد الواقعة
التي حدث فيها !.... ومِن ذلك مثلا ً: قول (أبو هريرة)
رضي الله عنه عن النبي :
" ولد الزنا : شر الثلاثة " ..
والحديث رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني ..
ويعني (بشر الثلاثة) أي أنه : أشر مِن أبيه وأمه !
فصححت له أمنا (عائشة) رضي الله عنها الحديث
فقالت (وانظروا للأدب الحقيقي بين الصحابة) :
" يرحم الله أبا هريرة .. أساء سمعا ً(أي في غير
موضعه) : فأساء إجابة .. لم يكن الحديث على هذا :
إنما كان رجل مِن المنافقين : يؤذي رسول الله :
فقال : مَن يعذرني (أي يكفيني) مِن فلان ؟.. قيل :
يا رسول الله : إنه مع ما به : ولد زنا .. فقال
رسول الله : هو شر الثلاثة (أي أشر مِن أبيه
وأمه : لأن النفاق يفوق الكفر سوءا ًوجُبنا ً) "
والحديث رواه الحاكم والطحاوي وصححه الألباني ..
----
فذكر (أبو رية) : الكثير مِن مثل هذه الأحاديث :
يقتطعها اقتطاعا ًمِن الكتب تارة : مِن غير أن
ينقل تعليقات العلماء عليها .. وتارة ًأخرى ينقلها
مِن الكتب الباطلة التي تتلاعب بالأسانيد والأشخاص !
مثال :
ما ذكره (أبو رية) عن (أبي هريرة) قوله عن النبي :
" متى استيقظ أحدكم مِن نومه : فليغسل يده قبل أن
يضعها في الإناء : فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده "
(أي لا يدري أحدكم : فربما حك دبره أو قبله أو
زوجته أثناء نومه وهو لا يشعر أو نسي) ... يقول
(أبو رية) :
" فلم تأخذ به عائشة وقالت : كيف نصنع بالمهراس "
(والمهراس : هو صخر ضخم منقور لا يحمله الرجال
ولا يحركونه : يملؤنه ماء ويتطهرون) ...
والصواب : أن (عائشة) رضي الله عنها : لم تتكلم في
هذا الحديث أصلا ًبحرف !!.. وإنما يُروى عن رجل ٍ
يُقال له : (قين الأشجعي) .... والحديث في مسند
الإمام (أحمد 2/382) ...
----
بل الحادث أن موافقات السيدة (عائشة) لـ (أبي هريرة)
كانت تعلنها : ولا تخفيها !!!.. وهو ما لم يُشر له (أبو
رية) مِن قريب ٍولا بعيد : كعادة كل أهل الأهواء في
طعوناتهم : أنهم لا يلتزمون حيادية النقل !!!!...
فينقل مِن الكتب ما وافق مراده وهواه وطعنه : ويترك
كل ما هو دون ذلك !!!!...
مثال :
ما جاء في صحيحي البخاري ومسلم مِن سماع (عبد
الله بن عمر) رضي الله عنه لحديث (أبي هريرة)
عن النبي :
" مَن تبع جنازة ً: فله قيراط مِن الأجر ...... " إلى
آخر الحديث .. وفيه : أنه لما شك (ابن عمر) في هذه
الرواية مِن (أبي هريرة) : ورجعا فيها إلى أم المؤمنين
(عائشة) رضي الله عنها : أقرت فيها (أبا هريرة) :
" صدق أبو هريرة " والحديث بتفصيله عند أبي
داود والترمذي أيضا ًوصححه الألباني .......
----------
9...
ومِن طرقه في التحامل أيضا ًعلى (أبي هريرة) : هو
ما تعلمه مِن أستاذه الشيعي (عبد الحسين) وذكرت لكم
أمثلة ًله في الرسالة السابقة لو تذكرون !!.. ألا وهو :
ادعاء المآخذ على حديثٍ لـ (أبي هريرة) : برغم أن
الحديث : يكون رواه في الأصل : أكثر مِن صحابي غير
(أبي هريرة) : فلماذا يُذكر (أبا هريرة) بالذات : ويُسدل
الستار عن غيره مِن الصحابة ؟؟!!!..
---
فإذا أخذنا مثالا ً: حديث : " إن تكن الطيرة في شيء :
(أي التشاؤم في شيء) : ففي الفرس والمرأة والدار "
وهو الحديث الذي ساق فيه (أبو رية) : رد (عائشة)
رضي الله عنها على (أبي هريرة) .......
فأقول :
روى البخاري ومسلم عن (ابن عمر) رضي الله عنه :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" الشؤم في المرأة والدار والفرس " .. وجاء في
البخاري ومسلم عنه أيضا ًقول النبي :
" إن كان الشؤم في شيئ : ففي الدار والمرأة والفرس "
وروى أبو داود عن (سعد بن مالك) قول النبي :
" لا هامة ولا عدوى ولا طيرة (أي : لا شيء مِن كل
ذلك يؤثر في الأشياء : إنما بإذن الله) .. وإن تكن الطيرة
في شىء (أي أن أحق الأشياء في الترك إذا وُجد ما يسوء
فيها الاستمرار معها) : ففي الفرس والمرأة والدار "
صححه الألباني ..
فسبحان الله !!.. الحديث الوارد في ذلك المعنى : هو
مِن أكثر مِن صحابي .. فلماذا يُتهم (أبا هريرة) وحده !
كما أن رواية (عائشة) رضي الله عنها قولها :
" كان أهل الجاهلية يقولون : إنما الطيرة في المرأة
والدابة والدار " ..
ليس فيها ما يدل عن امتناع ذلك في الإسلام : بإقرار
رسول الله تعالى له !.. وقد أقر بعض الأشياء مِما كان
قبل الإسلام كصورة الزواج الصحيح مثلا ً(حيث مَن
أسلم هو وزوجته : كان لا يُلزمهم النبي بإعادة زواجهما
مِن جديد في الإسلام : طالما كان على الصورة الصحيحة
ولم يحتو حراما ً) .....
---
وأما بالنسبة للطيرة والتشاؤم : فقد جاء النهي عنه
وعن اعتقاد الضر فيه : في القرآن والسُـنة .. ففي
البخاري ومسلم عن (أنس) رضي الله عنه عن النبي :
" لا عدوى ولا طيرة .. ويُعجبني الفأل .. قالوا :
وما الفأل يا رسول الله ؟.. قال : كلمة ًطيبة " ....
وغيرها الكثير ....
وأما تخصيص الشؤم بالدار والمرأة والفرس : فهو
مِن باب ترك الشيء إذا توالت إصابات الإنسان بالسوء
مِن ورائه .. كبيتٍ مثلا ً: شاهد أكثر مِن حادثٍ أليم ٍللأسرة
فكرهوا الاستمرار فيه .. أو كان بسبب ضيقه : يُسبب
لهم المشاكل تلو المشاكل .. وكالمرأة التي ينال زوجها
مِن ورائها المتاعب : بمغالاة مهر ٍومعيشة مُبذرة تأتي
دوما ًبالمشاكل .. وبتسلط لسان ٍأو كذب ٍمتواصل ..
أو إفشاءٍ لأسرار تسببت في مشاكل .. أو سوء عشرة
قد يدفع إلى حرام ...... إلخ .. وكذا الفرس : كغلو
سعره مع قلة الانتفاع به مِن مرض ٍأو قعودٍ عن
كسب ٍوجهادٍ .. أو تسببه في مشاكل وقتل خطأ .. إلخ
-----------
وترك هذه الأشياء الثلاثة : إذا عم تأثيرها السيء
على إنسان : ليس مِن التشاؤم والتطير المنهي عنه ..
بل : هو مِن الأخذ بالأسباب المأمور بها في الدين ..
والتي يبتعد بها المسلم عن الشر إلى غيره ... وهو
كقول (عمر) رضي الله عنه لـ (أبي عبيدة) في عدم
دخول أرض الشام وقد نزل بها الطاعون :
" نفِـر مِن قدر الله : إلى قدر الله " ......
ومِنه قول النبي صلى الله عليه وسلم :
" لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر : وفِر مِن
المجذوم فرارك مِن الأسد " .. رواه البخاري وأحمد
عن (أبي هريرة) ....
فنفي العدوى هنا : ليس نفيا ًلوقوعها .. ولكن :
نفيا ًلتأثيرها في الأشياء : إلا بإذن الله !.. فقد يعطس
العاطس أمام شخصين فينعدي أحدهما ولا ينعدي الآخر !
وهذا ما يفسره الشق الثاني مِن الحديث : وفر مِن
المجذوم !.. وهو الأخذ بالأسباب على قدر الإمكان ....
---
ولذلك : لما روى (أبو هريرة) رضي الله عنه حديث :
" لا يوردن مُمرض على مُصح " .. قال (أبو سلمة)
كما في صحيح البخاري : فقلنا لــه :
" ألم تـُحدِّث أنه لا عدوى ؟!.. فرطن بالحبشية " !!!..
أي : غضب مِنهم لسوء فهمهم ولسوء ظنهم به ....
---------
10...
وأما الآن ...
ولخوفي مِن تطويل هذه الرسالة أكثر مِن اللازم
عليكم .. فسوف أنتقي وأختصر بعض النقاط المتبقية :
مُعتمدا ًعلى ما سبق مِن التوضيحات .. ومُعتمدا ًعلى
قدرتكم على قياس ردود الافتراءات المتشابهة على
بعضها البعض ... فأصل كل الافتراءات معروف كما
قلت لكم .....
----
نقل (أبو رية) تكذيب (ابن عمر) لحديث (أبي هريرة)
عن النبي :
" إن الوتر (أي صلاة الوتر في أي وقتٍ مِن بعد
العشاء إلى الفجر) : ليس بحتم (أي ليس بواجب كالصلاة
المفروضة) : فخذوا مِنه ودعوا " ..
فأكتفي في الرد عليه ببيان أن : (ابن عمر نفسه) :
هو أحد رواة الحديث !!!!...
فقد روى (عليٌ) رضي الله عنه في سنن الترمذي (453)
وصححه الألباني :
" الوتر ليس بحتم كصلاتكم المكتوبة .. ولكن : سَـنهُ
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : إن الله وتر :
يُحب الوتر : فأوتروا يا أهل القرآن " ..
قال الترمذي : وفي الباب عن (ابن عمر) و(ابن مسعود)
و(ابن عباس) !!!!....
وعن (علي) أيضا ًفي سنن ابن ماجة (1169) وصححه
الألباني : " إن الوتر : ليس بحتم " .....
وأما الضعيف والافتراء على (أبي هريرة) حقا ً: فهو
ما عاكس ذلك !!!.. وهو حديث :
" مَن لم يوتر : فلا صلاة له " .. رواه الطبراني في
الأوسط .. وقال عنه الألباني : (موضوع) !.. وهو
برقم (5845) في ضعيف الجامع الصغير ....
----------
11...
وأما ما نقله (أبو رية) مِن تعليق بعض الصحابة على
حديث (أبي هريرة) :
" مَن غسل ميتا ًفليغتسل .. ومَن حمله : فليتوضأ "
فالحديث : ليس على سبيل الوجوب .. وإنما
للاستحسان لِمَن أراد .. وقد رُوي أيضا ًعن (المغيرة) !
صحيح الجامع الصغير للألباني (2/6404) ..
أي أنه : ليس اختراعا ًمِن عند (أبي هريرة) تفرد به !
فالصواب : كما قال (ابن عمر) رضي الله عنه ونقله
الألباني في كتاب (أحكام الجنائز صـ 32) :
" كنا نغسل الميت : فمِنا مَن يغتسل ومِنا مَن لا يغتسل "
---------
12...
وأما ما ذكره (أبو ريه) مِن أن أحاديثه : رُويت يوما ً
على (الزبير) فأخذ يقول : صدق .. كذب .. صدق
كذب ...... :
فهو تدليسٌ آخر مِن (أبي رية) : حيث تعمد عدم إيراد
النص بأكمله مِن كتاب (البداية والنهاية) لابن كثير
رحمه الله (8/109) .. عن (عروة بن الزبير) قال :
" قال لي أبي الزبير: أدنني (أي قربني) مِن هذا اليماني
(يعني أبا هريرة) فإنه يُـكثر الحديث عن رسول الله ..
فأدنيته منه .. فجعل أبو هريرة يُحدث .. وجعل الزبير
يقول : صدق .. كذب .. صدق .. كذب .. قال : قلت :
يا أبتِ !.. ما قولك : صدق .. كذب ؟!.. قال : يا بني !..
أما أن يكون قد سمع هذه الأحاديث مِن رسول الله :
فلا أشك فيه (وهذا اعترافٌ مِن كسائر الصحابة بشيئين :
الأول : صدق أبي هريرة .. الثاني : أنه كان أكثرهم
سماعا ًللنبي كما اعترف بذلك غير واحد مِن الصحابة
كعبد الله بن عمر كما سيأتي) .. ولكن : مِنها ما يضعه
على مواضعه : ومِنها ما وضعه على غير مواضعه "
---
وهذا اعترافٌ يدين (أبا رية) ويتعارض مع ما يرمي
إليه : فكان مِن أمانته المعهودة هو وأمثاله في النقل :
أن اقتصر على ما يُريد !!!!!!....
وأما قول (الزبير) : أن مِن آحاديث (أبي هريرة) :
ما وضعه على مواضعه .. ومِنها : ما وضعه على
غير مواضعه .. فالذي يقصد بغير مواضعه : هو كما
أوضحت لكم مِن قبل في شأن : الحديث المتأخر الناسخ
لآخر مُتقدم عنه .. وكالحديث في موقف معين كحديث
(ابن الزنا شر الثلاثة) ولم يكن يعرف موقفه .. وهكذا
----------
13...
وأما ما نقله (أبو رية) في تعليقه على حديث (أبي هريرة)
عن النبي :
" إذا صلى أحدكم الركعتين قبل الصبح : فليضطجع على
يمينه (أي قبل أن يُصلي الفجر) " .. فقد اقتطعه أيضا ً
بأمانته المعهودة هو وأمثاله !.. وإليكم تتمة الحديث كما
في سنن (أبي داود) (1261) وصححه الألباني :
" فقال له مروان بن الحكم : أما يُجزىء (أي يكفي) أحدنا
ممشاه إلى المسجد (أي في الوقت) : حتى يضطجع على
يمينه ؟!.. قال عُبيد الله في حديثه قال : لا .. قال : فبلغ
ذلك ابن عمر فقال : أكثر أبو هريرة على نفسه (وكان
ابن عمر يبغي التأكد مِن كل خبر ٍجديدٍ يسمعه مِن أبي
هريرة) .. قال : فقيل لابن عمر : هل تــُـنكر شيئا ًمِما
يقول ؟.. قال : لا .. ولكنه اجترأ (أي على سؤال النبي
والقرب منه وملازمته) وجبُـنا (حيث كان بعض الصحابة
يُجل النبي حتى عن القرب مِنه وسؤاله .. ولذلك : كانوا
يفرحون عندما يأتي أعرابيٌ يسأل رسول الله في شيء)
قال : فبلغ ذلك أبا هريرة (أي مقولة ابن عمر) قال :
فما ذنبي إن كنت حفظت ونسوا " ؟!!!....
---
والحديث بالطبع : لا يحمل معنى الوجوب أيضا ً..
وإنما قد يكون خاصٌ بالإمام أو مَن كان بيته مُلاصقٌ
أو قريبٌ مِن المسجد كما كانت بيوتات النبي .. وذلك
لأن النبي كان يتأخر كثيرا ًبين آذان وإقامة الفجر :
حتى قبيل طلوع الشمس بقليل : حتى يحضر مَن كان
بيته بعيدا ًعن المسجد في الظلام ليصلي خلف رسول الله ..
وأما مَن ابتعد بيته عن المسجد أصلا ً: وقضى كل وقته
في السير للمسجد : فليس مُخاطبا ًبهذا الحديث .........
----------
14...
وأما ما ذكره (أبو رية) مِن حديث (أبي هريرة) :
" لأن يمتليء جوف أحدكم قيحا ً: خيرٌ مِن أن يمتليء
شِعرا ً" ..
فذكر (أبو رية) أن (عائشة) رضي الله عنها قالت :
" لم يحفظ .. إنما قال رسول الله :
لأن يمتليء جوف أحدكم قيئا ًودما ً: خيرٌ مِن أن يمتليء
شِعرا ًهُجيتُ به " !!!..
---
وأقول : الثابت : هو حديث (أبي هريرة) !.. وهو الذي
رواه غيره مِن الصحابة كلٌ مِن :
(سعد وأبو سعيد الخدري وأبو الدرداء وابن عمر وسلمان)
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!....
وكلهم مذكورون في صحيح سنن الترمذي وابن ماجة
والطبراني ......
ومحمول الحديث : أنه لا يترك المسلم لنفسه الاستكثار
مِن حفظ الشِعر : حتى يطغي على القرآن والسُنة في
قلبه وعقله وحفظه .......
وأما الحديث الذي ذكره (أبو رية) :
" لأن يمتليء جوف أحدكم قيئا ًودما ً: خيرٌ مِن أن يمتليء
شِعرا ًهُجيتُ به " !!!.. فقد ذكره الألباني في سلسلة
الآحاديث الضعيفة والموضوعة وقال عنه : باطلٌ بزيادة
هُـجيت به (1111) !!..
إذ بجانب بطلان سندها : فالمعنى نفسه : ركيك !!!!...
إذ كيف سيحفظ أحد المسلمين : شِعرا ًفي هجاء النبي ؟!
--------
15...
وإلى هنا : فقد غطيت تقريبا ً: ما جاء في رسالة الأخ
(محمد البارودي) : وحتى الجزء الخاص بأقوال
الصحابة في (أبي هريرة) رضي الله عنه .. فأرجو أن
يقيس باقي الأخبار التي ينقلها (أبو رية)على ذلك وهي :
1..
أنه ينقلها مِن كتب ساقطة (كشرح نهج البلاغة للشيعي
لابن أبي حديد) .. أو مِن كتب الشيعة الأخرى ككتاب
(أبي هريرة لعبد الحسين بن شرف الدين الموسوي) ..
2..
أو مِن كتب : أخذت عن كتب : لا تــُمحص السند
بقدر ما تهتم بالرواية : مثل بعض كتب التاريخ والسير
مثل كتاب (تاريخ بغداد للخطيب البغدادي) : والذي حمل
الكثير للأسف مِن الأخبار والآحاديث ( المُرسلة ) أو
(المنقطعة ) ..
3..
أو استقطاعه لفرط أمانته البالغة ! عبارة أو حديثا ً
مِما قبله ومِما بعده .. وقد مارس ذلك كثيرا ًمع (أبي
هريرة) وغيره ..
-----
وأما ما بقي الآن : فهو توضيح بعض الأشياء الأخيرة
اللازمة : حتى تكتمل صورة (أبي هريرة) رضي الله
عنه الحقيقية في الأذهان ....
--------
16...
مِن الغريب أن تـُتخذ صفات (أبي هريرة) التي لا بأس
فيها : طريقا ًإلى الطعن في شخصه !!!...
فقد عايروه بفقره : وكثيرٌ مِن الصحابة كانوا فقراء !
بل : وقد بلغت شدة الجوع بالنبي و(أبي بكر) و(عمر)
يوما ً: أن لم يكن يجدون شيئا ًفي بيوتهم !!!!...
حتى كان يُضيفهم أحد الأنصار : أو يُرسل إليهم
بطعام ٍأو لبن ٍأو نحوه !!!.. فهل ذلك يعيب النبي ومَن
معه في شيء ؟!!!...
---
وعابوا عليه ملازمته للنبي : وعدم انشغاله بإطعام
نفسه !!.. وأقول : وما الضير أن نجد في صحابة
النبي مَن يُحب النبي إلى هذه الدرجة ؟!.. وكان
غيره يخدمونه ويحزنون إذا غاب عنهم أو تذكروا فرق
المنزلة بينه وبينهم في الجنة !!!!...
وما الضير في ملازمته لسماع العلم مِن النبي :
ولم يكن له يومئذ زوجة ولا أولاد ؟!!!!...
---
وعابوا عليه مزاحه .. ولم يذكروا في ذلك ما يشين !
وأقول : وما عيب المزاح إن أضحك الإخوان : ولم
يكن كذبا ًأو ابتذالا ًأو فــُحشا ً!!!.. وقد كان النبي
صلى الله عليه وسلم : يُمازح أصحابه ويُمازحونه !
وفي كتب السُـنة مِن ذلك .. ومِنه قول النبي نفسه :
" إني لأمزح : ولا أقول إلا حقا ً" .. رواه الطبراني
عن (ابن عمر) .. والخطابي عن (أنس) .. وصححهما
الألباني .. وعن (أبي هريرة) نفسه قال :
" قالوا : يا رسول الله !.. إنك تداعبنا ؟!.. قال : إني
لا أقول إلا حقا ً" .. رواه أحمد والترمذي والبخاري
في الأدب المفرد وصححه الألباني ...
---
وخاضوا بالكذب والبهتان في علاقته بـ (بني أمية)
ومعاوية ومروان وغير ذلك مِن الأباطيل الشيعية : ولم
يذكروا مثلا ًحديث (عمرو بن سعيد) الذي قال فيه :
" أخبرني جدي قال : كنت جالسا ًمع أبي هريرة في
مسجد النبي بالمدينة : ومعنا مروان (أي ابن الحكم)
قال أبو هريرة : سمعت الصادق المصدوق يقول :
هلاك أمتي : على يد غِلمةٍ مِن قريش !.. فقال
مروان (أي مُستنكرا ً) : غِلمة ٌ؟!.. فقال أبو هريرة :
إن شئت أن أسميهم : وبني فلان وبين فلان " !!..
والحديث رواه البخاري في صحيحه ...
بـل :
وكان مِن حديثه قوله :
" تعوذوا بالله مِن رأس السبعين (وفي رواية الستين :
أي الستين أو السبعين مِن الهجرة) : وإمارة الصبيان "
رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني .......
وبالفعل : قبضه الله تعالى ما بين سنة 58 و59 هـ :
قبل مُبايعة يزيد سنة 60 هـ وما تلاها مِن استشهاد
(الحسين) رضي الله عنه .......
بـل :
وروى (ابن كثير) في (البداية والنهاية 8/483) وما قبلها
كيف كانت مواقفه صلبة مع (مروان بن الحكم) : عندما
تدخل مروان في منع دفن (الحسن) مع النبي صلى الله
عليه وسلم .. فأغلظ له (أبو هريرة) في الكلام !!.. فلما
أراد (مروان) أن يأخذ كثرة رواية (أبي هريرة) للحديث :
سبيلا ًإلى إسكاته : أفحمه (أبو هريرة) بما جعل (مروان)
يتمنى أن لو لم يكن تكلم !!!!... حيث قال له :
" إني أسلمت وهاجرت : اختيارا ًوطوعا ً.. وأحببت
رسول الله صلى الله عليه وسلم حبا ًشديدا ً.. وأنتم أهل
الدار : وموضع الدعوة : أخرجتم الداعي (أي رسول
الله) مِن أرضه !!.. وآذيتموه !.. وتأخر إسلامكم عن
إسلامي : إلأى الوقت المكروه إليكم (أي ما بعد فتح
مكة وانتهاء الهجرة منها) .. فندم مروان على كلامه
واتقاه " !!!!!!!!!!!!!!!.....
بــل :
وأخرج مسلمٌ في صحيحه عن (أبي زرعة) قال :
" دخلت مع أبي هريرة في دار مروان : فرأى فيها
تصاوير فقال (أي أبو هريرة وانظروا لكلمة الحق
في وجه ودار السلطان) : سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول : قال الله عز وجل :
ومَن أظلم مِمَن ذهب يخلق كخلقي ؟!.. فليخلقوا ذرة !
أو ليخلقوا حبة !.. أو ليخلقوا شعيرة " !!!!....
---
وعاب الجاهلون عليه ما رواه البخاري عنه قوله :
" حفظت مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم : وعائين !
فأما أحدهما : فبثثته (أي حدثتكم به) .. وأما الآخر :
فلو بثثته : قــُطع هذا البلعوم " !!!!!!!!!....
فأخذو يطعنون في قولته هذه .. ما بين مُنكر ٍومكذب ٍ
ومُغالي .. والحق : هو أن النبي صلى الله عليه وسلم :
كان أحيانا ًيُحدث أصحابه بما فتح الله تعالى عليه مِن
أمور الغيب .. وهي كثيرة جدا ًما زالت تتناولها كتب
الإعجاز إلى الآن .....
بل : وقد بلغ به مرة ًأنه حدّث صحابته مِن بعد الفجر :
إلى المغرب : عما يقع إلى يوم القيامة !!!.. (وربما
كان ذلك في أحد أيام رمضان والله أعلم) .. فقد روى
مسلم عن (عمرو بن أخطب) الأنصاري قال :
" صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ًالفجر ..
وصعد المنبر : فخطبنا : حتى حضرت الظهر !.. فنزل
فصلى .. ثم صعد المنبر : فخطبنا : حتى حضرت العصر !
ثم نزل فصلى .. ثم صعد المنبر : فخطبنا : حتى غربت
الشمس !!!... فأخبرنا بما هو كائن إلى يوم القيامة :
فأعلمنا : أحفظنا " ..........
وعلى هذا فسر العلماء قول (أبي هريرة) رضي الله عنه !
وقد روى (ابن سعد) في طبقاته تعليق (الحسن البصري)
على حديث (أبي هريرة) هذا : بقوله :
" صدق والله .. لو أخبرنا أن بيت الله يُهدم ويُحرق :
ما صدقه الناس " !!!!... يقصد (الحسن) بذلك ما قد
حدث أيام (الحجاج الثقفي) و(ابن الزبير) مِن أحداث ...
فالجزء الذي احتفظ به (أبو هريرة) لنفسه : هو الجزء
الذي لا يتعلق بتعاليم الدين والشرع والعبادات والمعاملات
والعقيدة ..... إلخ .. ولكن : الذي إذا قاله وسط الناس :
لربما قتلوه لغرابة تصورههم له !!!...
------
17...
وأما الغريب (كل الغرابة) : فهو لو أن عُشر ما ذكره
الحاقدون والمفترون عن (أبي هريرة) : كان صحيحا ً:
لكان العجب كل العجب هو :
كيف يمر خداع (أبي هريرة) أولا ً: على النبي !!!..
ثانيا ً: على عشرات ومئات الصحابة : لمدة 47
عام تقريبا ًمِن بعد موت النبي !!!.. يُفتي بينهم
(أبو هريرة) كما سترون بعد قليل : ويُحدث كل
هذه الآحاديث عن النبي : وينقلها عنه مِن الصحابة
والتابعين : ما يُقارب الـ 800 شخص !!!!!!.....
ناهيك عن عشرات أئمة المسلمين وعلمائهم : ما قبل
الأئمة الأربعة وما بعدهم !.. فهل خدع كل أولئك ؟!
بـل :
ومِن أكبر الغش والتدليس : هو أن يقتطع (أبو رية)
نصوصا ًمِن كتب علماء أهل السُـنة كـ (ابن كثير)
و(الذهبي) وغيرهم : ليُدين بها (أبا هريرة) : في
حين أنهم لو فهموا ما فهمه (أبو رية) مِن كتبهم حقا ً:
ما كانوا قالوا ما قالوا في ثنائهم على هذا الصحابي
الجليل كما سنرى الآن !!!!....
حيث أختم معكم هذه الرسالة : بباقة مِن أقوال أهل
العلم في (أبي هريرة) ..........
--------
18...
فأما أعلم خلق الله بالله : رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
" قلت يا رسول الله : مَن أسعد الناس بشفاعتك يوم
القيامة ؟.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث
أحد : أول منك (وهو بعض تفسير مقولة ابن عمر :
جرأ وجبُـنا) .. لِما رأيت مِن حرصك على الحديث ..
أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة : مَن قال لا إله إلا
الله : خالصا ًمِن قلبه أو نفسه " .. رواه البخاري ..
فهذا ثناءٌ مِن النبي على (أبي هريرة) :
يخالف ما ذهب إليه الحاقدون مِن اشمئزاز النبي
مِنه !!.. أو قولهم : أنه أرسله إلى البحرين لكي
يتخلص مِنه !!!.. بل والأعجب : قولهم أن حديث
النبي الذي رواه (أبو هريرة) عنه :
" زر غبا ً(أي الزيارة المتباعدة) : تزدد حُبا ً"
كان النبي يوجهه لـ (أبي هريرة) !!!..
فالغريب (كالعادة) : أن الحديث رواه مِن الصحابة
غير (أبي هريرة) : (أبو ذر) و(حبيب بن مسلمة
الفهري) و(ابن عمرو) و(عائشة) !!!!....
----
وقد اشتكى (أبو هريرة) يوما ًكثرة حديث رسول
الله الذي يسمعه : وتفلته مِنه .. فدعا له النبي
بالحِفظ : فكان .. والحديث في البخاري .......
----
وعن (ابن عمر) رضي الله عنه :
" أنه قال لأبي هريرة : يا أبا هريرة .. أنت كنت ألزمنا
لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظنا لحديثه " ..
صححه الألباني في سنن الترمذي (3836) ..
----
كما نقل (ابن حجر) في (فتح الباري 7/106) عن
(ابن كثير) في تاريخه : عن (أبي عامر) قال :
" كنت عند طلحة بن عبيد الله .. إذ دخل رجلٌ فقال :
يا أبا محمد .. والله ما ندري : هذا اليماني أعلم برسول
الله منكم (أي لكثرة حديثه عن النبي) ؟!!.. أم يقول
على رسول الله ما لم يسمع ؟.. أو ما لم يقل ؟!!..
فقال طلحة : والله ما نشك أنه قد سمع مِن رسول
الله ما لم نسمع .. وعلِمَ ما لم نعلم .. إنا كنا قوما ً
أغنياء : لنا بيوتات وأهلون .. وكنا نأتي رسول الله
طرفي النهار .. ثم نرجع .. وكان هو مسكينا ًلا مال
له ولا أهل .. وإنما كانت يده مع رسول الله : وكان
يدور معه حيث دار " ..
----
بل وكان (أبو هريرة) رضي الله عنه : يُفتي في
وسط الصحابة كل هذ ه السنوات الطوال !!!...
---
فعندما ذكر (ابن القيم) رحمه الله في كتابه (إعلام
الموقعين 1/18) الذين كانوا يُفتون مِن الصحابة :
وقسمهم إلى (مُـكثر) و(متوسط) و(مُـقل) .. فجعل
(أبا هريرة) في المتوسطين مع (أبي بكر وأبي
موسى الأشعري ومعاذ بن جبل وجابر بن عبد الله)
وغيرهم !!!... فعن (معاوية بن عياش) الأنصاري :
" أنه كان جالسا ًمع ابن الزبير .. فجاء محمد بن
إياس بن البكير .. فسأل عن رجل : طلق ثلاثا ًقبل
الدخول .. فبعثه إلى أبي هريرة وابن عباس : وكانا
عند عائشة .. فذهب فسألهما .. فقال ابن عباس
لأبي هريرة : أفتهِ يا أبا هريرة .. فقد جاءتك
مُعضلة .. فقال : الواحدة تبينها .. والثلاث تحرمها
وقال ابن عباس مثله " رواه مالك في كتاب الطلاق
(باب : طلاق البكر حديث رقم 39) ...
ولذلك : ذكر (ابن سعد) في الطبقات أنه كان مِمَن
يُفتون في المدينة !!.. وعده (ابن حزم) مِن فقهاء
الصحابة .. وكذا الحافظ (ابن حجر) في كتابه (الإصابة)
وجمع (تقي الدين السُبكي) جزءا ًكاملا ًفي فتاوى
(أبي هريرة) !.. وقال عنه الإمام (الذهبي) في كتاب
(تذكرة الحفاظ) :
" أبو هريرة الدوسي اليماني : الحافظ الفقيه .. صَاحَبَ
رسول الله صلى الله عليه وسلم .. كان مِن أوعية العلم ..
ومِن كبار أئمة الفتوى : مع الجلالة والعبادة والتواضع "
(انظر تحفة الأحوذي 1/32) ...
------
ولعلكم تعجبون مِن وصفه بالجلال والعبادة والتواضع !
وكيف لا تعجبون : و(أبو رية) وأمثاله : يطمسون
كل منقبةٍ للصحابة (ولا سيما أبي هريرة) !!!!!....
يطمسون تواضعه في خلافة (معاوية) حين ولاه على
المدينة : فكان يأتي بحِمل الحطب لأهله على ظهره !
وكان يقوم ثلث الليل .. ثم يوقظ زوجته للثلث الثاني ..
ثم ابنته للثالث ........... إلى آخر هذه المناقب التي
تقرأونها في (سير أعلام النبلاء) مثلا ًللذهبي وغيره ..
-----
كما أن مناقبه مع أمه : أن كان بارا ًبها مِن قبل الإسلام
ومِن بعده أشد .. وكيف لا وهو الذي طلب مِن النبي أن
يدعو لها أن تسلم : فأسلمت (والحديث في صحيح مسلم)
ثم دعا لهما النبي بقوله :
" اللهم حبب عبيدك هذا (أي أبي هريرة) وأمه : إلى
عبادك المؤمنين .. وحبب إليهم المؤمنين " ....
وقد بلغ مِن بره بها على كبر سنها : أنه لم يحج حتى
ماتت لملازمته لها !!.. ومِن مظاهر رحمته بها : ما
أخرجه (ابن سعد) في طبقاته أن النبي" أعطى أبا هريرة
تمرتين .. فأكل تمرة ً: وأبقى الثانية في حجره لأمه !!..
فسأله النبي فأجابه .. فقال له : كلها .. فإنا سنعطيك لها
(أي لأمه) تمرتين " ....
وأخرج البخاري في الأدب المفرد وحسنه الألباني :
عن (أبي مُرة) مولى (أم هانيء) :
" أنه ركب مع أبي هريرة إلى أرضه بالعقيق .. فإذا
دخل أرضه صاح : عليك السلام ورحمة الله وبركاته
يا أماه .. فتقول : و عليك السلام ورحمة الله وبركاته
فيقول : رحمك الله كما ربيتيني صغيرا ً.. فتقول :
يا بني .. وأنت : فجزاك الله خيرا ً.. ورضي عنك كما
بررتني كبيرا ً" .....
------
وأما أهل بيت النبي : فكانوا يُحبونه لحب النبي له ..
ولأنه كان أهلا ًلأن يُحب لصلاحه وبساطته ...
وقد روى الإمام مسلم لـ (أبي هريرة) : حديث الراية
يوم خيبر في فضائل (علي) رضي الله عنه !!!..
وروى البخاري ومسلم عن (أبي هريرة) قول النبي
" اللهم إني أ ُحبهما : فأحبهما " !!!....
وروى أحمد وابن ماجة عنه أيضا ًعن النبي :
" مَن أحب الحسن و الحسين : فقد أحبني .. ومَن
أبغضهما : فقد أبغضني " حسنه الألباني ....
بل : وفي كتب الشيعة : قد أورد شيخهم (أبو الحسن
الأربلي) في كتابه (كشف الغمة) عن (سعيد بن مرجانة) :
أن الإمام الشيعي الرابع عندهم (وهو علي بن الحسين)
سمع حديث فضيلة (عتق العبد) الذي يرويه (أبو
هريرة) عن النبي : فأعتق عبدا ً!!!!.... ناهيك عن
أن أكثر التابعين رواية ًعن (أبي هريرة) : هو (سعيد
بن المسيب) : والذي يشهد له الشيعة بأنه :
ربيب الأئمة وأعلم الناس بما قبله مِن الآثار !!!...
وغير ذلك الكثير .......................
--------
وفي النهاية : أخشى أن أكون مُقصرا ًفي معلومات هذه
الرسالة في حق هذا الصحابي الجليل .. ولكني اعتمدت
على معلوماتٍ أخرى قد ذكرتها لكم في رسائل سابقة :
لا داعي لتكرارها الآن فتطول الرسالة .. مِثل بيان أن
عدد الآحاديث التي انفرد بروايتها (أبو هريرة) هي
أقل مِن العشرة آحاديث فقط في كتب الحديث الستة !..
ومِن الأربعين في كتب الحديث التسعة !!!!!!.........
---
وأختم بما قاله الحاكم رحمه الله في مستدركه :
(كتاب معرفة الصحابة : ذكر أبو هريرة الدوسي)
فقال (بتصرف واختصار) :
" إنما يتكلم في أبي هريرة : لدفع أخباره وآحاديثه :
مَن قد أعمى الله قلوبهم : فلا يفهمون معاني الأخبار :
1...
إما مُعطل جهمي : يسمع الآحاديث التي يرويها
وتخالف مذهبه الذي هو كفر : فيشتمون أبا هريرة
وينتقصونه تمويها ًعلى الرعاع والسفل ..
2...
وإما خارجي : يرى السيف على أمة (محمد) صلى
الله عليه وسلم : ولا يرى طاعة خليفة ولا إمام ..
فإذا سمع ما يُخالف مذهبه مِن آحاديث أبي هريرة
عن النبي : طعن في أبي هريرة !!!...
(وذلك أن أبا هريرة : قد اشتملت أحاديثه لكثرتها
كل مناحي الدين تقريبا ً: وهذا هو سبب اختياره
خصيصا ًللطعن فيه دونا ًعن سائر الصحابة)
3...
وإما قدري : اعتزل الإسلام وأهله .. وكفر أهل
الإسلام الذين يقولون بتقدير الله تعالى للأشياء مِن
قبل وقوعها .. فيصطدم بآحاديث أبي هريرة عن
النبي بإثبات القدر : فيطعن في أبي هريرة !!!..
4...
وإما جاهل : يتعاطى الفقه ويطلبه : مِن غير مظانه !
إذا سمع آحاديث أبي هريرة عن النبي : تخالف مذهبه
الذي يُقلد أو يهوى ويُحب : يطعن في أبي هريرة !
وربما احتج بآحاديث أبي هريرة في موضع آخر : إذا
وافقت مذهبه " !!!!!!!....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
(ومعها توصيات المحفل الماسوني بباريس 1934م) ..
3)) تفنيد الافتراءات على أبي هريرة رضي الله عنه ..
(مع عمر وأبي بكر وعثمان وعلي وعائشة وباقي الصحابة)
وغير ذلك ......
---
الإخوة الكرام ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
رسالة اليوم : هي مِن الرسائل الفاصلة بإذن الله تعالى
في طريق الحوار بيني وبينكم .. لا لشيء : إلا لاحتوائها
على أكثر مِن أصل : لكشف شبهات وألاعيب أساتذة إنكار
السُــنة والطعن في الصحابة والذي ينشرونه بين الناس !
------
ولكن وقبل أن أبدأ :
أود أن أ ُوضح لكم أولا ً: أهمية ومكانة علم الحديث :
ذلك العلم الذي لا غنى عنه للمفسرين والفقهاء ..
وللمؤرخين وغيرهم : إذا هم أرادوا إصابة الحق !!!..
ذلك العلم الذي تنكرونه وتطعنون فيه في كل يوم :
في حين أنكم :
أحوج الناس إليه : كما سترون الآن !!!!!!!!!!!!!!!....
---------
1)) أهمية ومكانة عِلم الحديث ...
وأما سبب حاجتكم إليه : فهو أنكم بدونه :
قد صرتم فريسة ًسهلة ًلكل أهل الأهواء :
مِن المسلمين !.. ومِن غير المسلمين أيضا ًللأسف !!....
---
وإليكم مثالين ........
---
1)) الأخ الكريم (أ . ب) ...
وهو أحد الإخوة الشديدي الحماس والحب لهذا الدين ....
لاحظت ذلك في كتاباته : فهو يعرف للصحابة قدرهم ....
ولكنه للأسف :
قد أخطأ طريق القراءة : واستقاء المعلومات !!!!...
ولِخلو يده مِن عِلم الحديث :
سقط في شباك الشيعة الرافضة : والذين يُبغضهم أصلا ً!
فبقدر ما يُحذر مِنهم ومِما وضعوه في كتب التاريخ والسير
بقدر ما هو غارق في التأثر بما وضعوه مِن أكاذيب عن
الصحابة : لتشويه صورتهم لدى كل مسلم : للطعن بعد
ذلك في نقلهم للدين إلينا : وإخفاء الوصاية والولاية إلخ !
------
حيث أخذ الأخ الكريم (أ) للأسف مِن كل الكتب :
إلا كتب الحديث المُعتمدة !!!!!...
حتى وصل به الحال لأن يسُب صحابيا ًجليلا ًكـ (عبد الله
بن مسعود) رضي الله عنه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!...
وهو الذي أثر في نفسي كثيرا ً.. فعذرته لجهله :
ولتصديقه ما أشاعه الرافضة مِن أكاذيب حول تدخله
في أحداث الفتنة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !..
(ولو كان قرأ في كتاب ٍمثل العواصم مِن القواصم مثلا ً:
لكان خيرا ًله وأفيد في فضح أكاذيبهم حول الصحابة)
---
ولو كان يقرأ في كتب الحديث : لكان عرف أن هذا
الصحابي الجليل (وهو مِن أوائل المسلمين بمكة) : قد
صبر مع النبي على الإيذاء الشديد كثيرا ً! وذلك برغم قلة
حيلته وقوته الجسدية وفقره : وغياب مَـنعة الأهل عنه !
ثم هاجر للمدينة مع النبي .. ثم حضر المغازي كلها معه !
وقد شهد الله لكل مَن فعل ذلك بالرضا عنهم والإيمان :
بنص القرآن !!!!.. فكيف يكون على مِثله مطعن ؟!!..
---
كيف وهو أقرب الصحابة (سمتا ًوهديا ًودلا ً) بالنبي
صلى الله عليه وسلم : كما قال عنه (حذيفة) رضي الله
عنه !!..... (أخرجه البخاري والترمذي وأحمد) ...
---
كيف وقد بلغ مِن شدة قربه مِن النبي : أن أذن له النبي
في الدخول عليه متى شاء !!..
" إذنك عليّ : أن يُرفع الحجاب .. وأن تستمع سوادي :
حتى أنهاك " !!!... رواه أحمد ومسلم وابن ماجة ...
حتى أن (أبا موسى الأشعري) رضي الله عنه : لمّا قدم
مِن اليمن هو وأخيه على النبي : ظنا أن (ابن مسعود)
رضي الله عنه : هو أحد آل بيت النبي ! مِن كثرة دخوله
وأمه على النبي !!!.. رواه البخاري ومسلم والترمذي ..
---
كيف وهو الذي لما كشفت الريح عن دِقة ساقيه وهو
يجتني سواكا ًمِن الأراك فضحك الصحابة قال عنه النبي :
" والذي نفسي بيده : لهما أثقل في الميزان مِن أ ُحد "
(رواه أحمد والطبراني في الكبير وصححه الألباني) ..
---
كيف وهو أول الأربعة الذين أرشد رسول الله صحابته
أن يستقرئوا منهم القرآن !!!..
(رواه البخاري ومسلم والترمذي) ..............
---
كيف وهو الذي طلب مِنه النبي أن يقرأ عليه القرآن !
فقال قولته الشهيرة :
" أقرأ عليك : وعليك أ ُنزل ؟!.. قال : إني أ ُحبُ أن
أسمعه مِن غيري " (رواه البخاري ومسلم وغيرهما) ..
بل وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَن
أحب أن يقرأ القرآن : غضا ًكما أ ُنزل : فليقرأ بقراءة
ابن أم عبد " (رواه أحمد وابن ماجة وصححه الألباني) ..
---
إلى غير ذلك مِن الفضائل الكثيرة ..........
والتي غابت في الآحاديث المكذوبة عليه في الفتنة
مع (عثمان) رضي الله عنهما وما بعدها وما قبلها !...
---
بل وعندما يُهاجم الأخ الكريم (أ. ب) أهل السُـنة
والحديث : فهو ينسب لهم المكذوب والموضوع : كعادة
معظم مُنكري السُـنة : في جهلهم بعلم الحديث أصلا ً:
ثم يتخذ مِن ذلك : قاعدة ًللتنكيل بهم !!!!....
(وهذه النقطة مهمة للغاية : لأن أكثر كاتبيكم ومِنهم أحمد
صبحي منصور : يتزرعون بها في كتاباتهم : كما سنرى) ..
حيث نسب إلى أهل السُـنة مثلا ًرواية (اقتلوا نعثلا ًفقد كفر)
والتي بزعمهم : قالتها أمنا (عائشة) : قاصدة ًبها قتل
الخليفة (عثمان) رضي الله عنهما !!!!!!!!!!!!....
---
فبينت له ساعتها أن القصة بأكملها (بما فيها هذه العبارة)
هي أصلا ًمِن الموضوعات المكذوبات !!!..
وضعها : (ابن أبي حديد) المعتزلي الرافضي (وهو شارح
كتاب نهج البلاغة الشيعي الشهير بما فيه مِن أكاذيب) ..
وهدفها كما هو ظاهر :
الطعن في أمنا (عائشة) وفي الصحابة رضوان الله عليهم
أجمعين : وتقليب قلوب المسلمين عليهم !!...
كما جاءت القصة أيضا ًعن طريق (سيف بن عمر) الكوفي :
1.. ذكره (الدارقطني) في الضعفاء والمتروكين صـ 104 !
2.. وقال عنه (يحيى بن معين) و(ابن أبي حاتم) : ضعيف
الحديث !..
3.. وقال عنه (النسائي) : كذاب !..
4.. وقال عنه (ابن حبان) : كان يروي الموضوعات :
وينسبها للأثبات (أي يُدلس على المسلمين) !!..
5.. وقال عنه (أبو داود) : ليس بشيء !..
6.. وقال عنه (ابن عدي) : عامة حديثه منكر !..
وهذه هي فائدة ((( علم الحديث ))) كما قلت لكم !
-----------
2)) (أحمد صبحي منصور) ..
وأما المثال الثاني حتى لا أ ُطيل عليكم في هذه النقطة :
فأستقيه لكم مِن مقال أرسله لي الأخ (محمد دندن)
باسم : (البخاريون والقرآنيون) لـ (أحمد صبحي منصور)
والمقال : سوف أرد عليه كاملا ًبإذن الله تعالى قريبا ً:
كعادتي مع كل ما ترسلونه لي إن شاء الله ..
---
ولكني أكتفي بالتعليق هنا على آحاديث قرأتها في بدايته :
لا تدل إلا كما قلت لكم على :
جهل ٍمُتعمد أو غير مُتعمد بعلم الحديث : يتخذه مُنكرو
السُـنة ذريعة ًللطعن في كل السُـنة !!!...
حيث يذكرون آحاديثا ًضعافا ًمُنكرة المعاني أصلا ً: ليُبرروا
بها بعد ذلك منهجهم في مُهاجمة كل السُـنة !!!..
فما أشبه هذه الخدعة برجل ٍجاء لآخر يذكر له بعض
حوادث الغش في مكيال اللبن مثلا ً: ولذلك : فهو يطلب
مِنه ألا يشرب لبنا ًفي حياته !!!.. أو يذكر له بعض
حوادث الغش في مكيال الأرز مثلا ً: ولذلك : فهو يطلب
مِنه ألا يأكل أرزا ًفي حياته !!!...
فهل يستسيغ هذا المنطق بشرٌ عاقل ؟!!!...
---
فبين أيدينا الآن آحاديث ومقولات : ذكرها (أحمد صبحي
منصور) في مقاله : ينسبها لـ (البخاريين) !!.. وصحيح
البخاري مِنها براء !!!!.. بل : بل وغيره مِن كتب السُـنة
المعروفة أيضا ًكما سنرى !!!..
بل يكفيك جهلا ًأنه ذكر الآحاديث والمقولات : ولم يذكر
لها سندا ًولا تخريجا ً(أي أخرجه مثلا ًالبخاري أو مسلم
أو الترمذي أو أبو داود .. إلخ) وهو استخفافٌ بالقاريء !
---
الحديث الأول هو " أول مَن خلق الله : نور نبيك يا جابر "
والحديث برغم شهرته بين الصوفية وأخذ العامة له بجهلهم
إلا أنه : ليس له أصل في كتب السُـنة ولا سند !!..
قال عنه الشيخ (أبو الفيض أحمد الغماري) في كتابه :
(المُغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير) :
" هو حديث موضوع : لو ذ ُكر بتمامه : ما شك الواقف
عليه في وضعه !.. حيث تقع بقيته في ورقتين مِن الحجم
الكبير : وتشتمل على لغة ركيكة ومعان ٍمُنكرة " !!!..
(يعني باللغة الركيكة مثلا ًقوله : أول مَن خلق الله : والتي
صوابها : أول ما خلق الله .. ويعني بالمعاني المُنكرة :
أي في العقيدة : مثل ادّعاء النورانية وخلق السماوات
والأرض وسائر المخلوقات مِنها .............. إلخ)
وقد سُـئل عنه الإمام (السيوطي) كما في كتاب (الحاوي
للفتاوي 1/323) فقال :
" الحديث المذكور في السؤال : ليس له سند يُعتمد عليه !
فالحديث : ليس له أصلٌ في كتب السُـنة المعروفة (فضلا ً
عن أن ينسبه أحمد صبحي إلى البخاريين وأهل السُـنة !!) "
وقد أشار إلى ذلك الشيخ (الألباني) أيضا ًرحمه الله في
تعليقه على حديث : " خــُلقت الملائكة مِن نور .. وخــُلق
إبليس مِن نار السموم .. وخــُلق آدم مِما قد وُصف لكم "
سلسلة الآحاديث الصحيحة للألباني (1/458) ..
حيث قال أن هذا الحديث الصحيح الصريح : يُبطل كل
الموضوعات الصوفية وغيرها في خلق النبي مِن نور ..
----
والحديث الثاني الذي يذكره (أحمد صبحي منصور) :
هو " كنت نبيا ً: وآدم بين الماء والطين .. وكنت نبيا ً:
وآدم لا ماء ولا طين " .. وبداية ً: وحتى لو صح الحديث :
فهو لا يقدح في عقيدة المسلم !.. لأن معناه ساعتها
سيكون : إثبات احتواء أم الكتاب عند الله تعالى على
كل شيء : حتى قبل خلق الأشياء !!.. وقد ورد في
ذلك الكثير مِن الآيات والأحاديث الصحيحة .. مثل قول
الله تعالى : " ما أصاب مِن مصيبةٍ في الأرض : ولا
في أنفسكم : إلا في كتابٍ : مِن قبل أن نبرأها : إن
ذلك على الله يسير " الحديد 22 ..
ومع ذلك (ولكي يستريح أحمد صبحي منصور) :
فحديث : " كنت نبيا ً: وآدم بين الماء والطين "
هو حديث (( موضوع )) : أي : لم يقله النبي !!!..
وهو في سلسلة الآحاديث الضعيفة والموضوعة
للألباني (1/302) .. وأزيدكم : أن حديثا ًآخرا ًأيضا ً
بنفس المعنى : هو (( ضعيف )) .. وهو :
" إني عند الله في أم الكتاب : لخاتم النبيين : وآدم
مُجندل في طينته " .. وهو في سلسلة الآحاديث
الضعيفة والموضوعة أيضا ًللألباني (5/2085) ..
فهو ضعيف السند : وإن كان معناه صحيحا ًكسابقه
كما أوضحت لكم .......
----
وأما باقي المقال : فيمتليء بمثل ذلك مِن الأباطيل
التي : لا يطعن فيها (أحمد صبحي منصور) في
أهل السُـنة فقط : بل في القرآن نفسه وعقيدة
المسلمين كما سأ ُبين لكم في الرد عليه بإذن الله !!..
(وهذا مِن جهل معظم مُنكري السُـنة بالقرآن نفسه
كإنكاره الشفاعة : وعدم ربطه لها بما ربطه الله تعالى
به : مِن إذنه أولا ًإذ يقول : مَن ذا الذي يشفع عنده إلا
بإذنه ! وغير ذلك مِن الآيات التي لم تعارضها الآحاديث)
ومِن ذلك مثلا ً: شغبه في نِسبة صفات الله الحسنى إلى
خلقه .. وأقول : نحن أهل السُـنة : نصف البشر : بما
وصفه الله تعالى بهم في قرآنه : ولا نزيد .. بل ونضع
في اعتبارنا : عدم مشابهته لهم في الحقيقة :
" ليس كمثله شيء " .. ومِن ذلك وصف الله تعالى
لنفسه مثلا ًبأنه " سميع ٌبصير " ووصفه للإنسان بأنه
كذلك أيضا ً: " إنا خلقنا الإنسان مِن نطفةٍ أمشاج :
نبتليه .. فجعلناه : سميعا ًبصيرا ً" الإنسان 2 ..
ووصف الله تعالى لنفسه بأنه : " رؤوفٌ رحيم " ..
ووصفه لنبيه (محمد) بذلك أيضا ً:
" بالمؤمنين : رؤوفٌ رحيم " التوبة 128 .........
ومِن هنا : يتبين لنا بطلان ما ساقه (أحمد صبحي) مِن
قوله أن : أهل السُـنة يقولون عن النبي أنه :
" نور عرش الله " !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!......
ولا أعرف : ءإلى هذا الحد وصل جهل رئيس موقع
(أهل القرآن) : في الخلط بين الصوفية وغيرهم ؟!!!..
حيث أن مقولة أن النبي هو : " نور عرش الله " : لم
ترد أصلا ًفي حديث : لا ضعيف ولا موضوع ولا غيره !
وهذا هو الجهل في الظلام الذي حدثتكم عنه في رسالتي
الأولى لكم : أنكم تقوقعتم على أنفسكم في موقعكم على
النت : تقولون ما تشاءون مِن غير أن تسمحوا لحوار
الحق حتى أن يتواجد بينكم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!..
وأكتفي بهذا القدر في هذه النقطة ....
-----------
2)) ماذا تعرف عن محمود أبي رية ...
لقد كنت أخبرتكم أن ما جمعه الأخ (محمد البارودي)
للطعن في الصحابي الجليل (أبي هريرة) رضي الله عنه :
وأرسله لي في رسالة :
هو في الحقيقة : معظمه (إن لم يكن كله) : هو مِن كتابة
(محمود أبي رية) !!....
وخصوصا ًمِن كتاب باسم : (أبو هريرة : شيخ المُضيرة)
وكتاب (أضواء على السُنة المحمدية) ....
(ملحوظة : أنصح كل طالب للحق بقراءة الكتاب الماتع في الرد
على كتاب أضواء على السنة .. وهو باسم : الأنوار الكاشفة
للعلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني : والكتاب
يتناسب في طوله مع كثرة افتراءات أضواء على السُـنة !
وتجدونه على الرابط التالي :
http://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7...B2%D9%81%D8%A9
---
فمَن هو (محمود أبو رية) هذا ؟.. وما هي كتاباته ؟..
(ملحوظة : أنا قبل أن أقرأ أي كتاب ٍأو مقالة : يجب أن
أعرف شخصية كاتبها أولا ًواتجاهاته : حتى أعرف وزنه
الحقيقي بجانب العلم والحق .. ويا ليتكم تفعلون مثلي !)
---
هو شيخ ٌمصريٌ : لم يكمل تعليمه الأزهري ! وفشل في
الحصول على الثانوية الأزهرية ! راسل عدة مجلات ببعض
الكتابات مثل مجلة (الرسالة) .. وعمل على تلخيص بعض
الكتب واختصارها مثل : (المثل ِالسائر) و(ديوان المعاني)
وبعضا ًمِن كتاب (الأغاني) ..
---
عاصر شهرة (الشواذ دينيا ً) : ورأى : كيف تسلطت عليهم
الأضواء : في الخارج قبل الداخل !!.. كما شاهد : حفاوة
العالم الغربي الكافر البالغة بهم !!!..........
---
شاهد كيف قفز الشيخ القاضي (علي عبد الرازق) :
إلى الشهرة ورفيع المكانة بكتابه (الإسلام وأصول الحُكم)
والذي يؤصل فيه للعلمانية : بفصل الدين عن الدنيا !!!..
---
وشاهد كيف قفز (طاه حسين) إلى العالمية : عندما طعن
(ليس في الحديث فقط) : بل : في القرآن نفسه !!!!..
لدرجة أنه أنكر في كتابه (الشعر الجاهلي) : وجود
أنبياء الله (إبراهيم) و(إسماعيل) عليهما السلام !!!!..
((( حقا ً: شذوذ ديني والله !! )))
---
وعاصر ذلك المسلم الذي انسلخ مِن دينه إلى الإلحاد :
(إسماعيل بن أدهم) : والذي ظل يكتب طيلة حياته
الكفرية : طاعنا ًفي الإسلام .. وموروثات الإسلام !
ويُشيد بحرية العقل .. ويُعلن عن سعادته في حياته
الجديدة بعدما تمرد على كل الثوابت الدينية :
ثم مات أخيرا ًمُنتحرا ً!!!!!!!!!!!!!!!!!!!............
وبجانبه أوراقه التي فضحت حقيقة معاناته في كفره :
كل تلك السنوات : مثله مثل القديسة تريزا منذ سنوات ً:
تماما ًبتمام !!!!!!!!!!!!!!!!!!....
---------
وعندها : قرر (أبو رية) صعود سلم المجد والشهرة
بدوره !!.. ولم ينتبه إلى الشِراك العالمية المنصوبة
لأمثاله قديما ً.. وإلى الآن (وما رواية أولاد حارتنا
لنجيب محفوظ عنا ببعيدة لو قرأها أحدكم : أو استمع
لتكريمه في جائزة نوبل : حيث اشتهرت الرواية
باسم ٍآخر وهو : موت الإله !!!) ...
------
فكتب كتاب (أضواء على السُـنة المُحمدية) ...........
طعن فيه في السُـنة مِن جميع الأبواب المُحتملة : والغير
مُحتملة !!.. وشكك في رواية الصحابة وحفظهم ! بل :
وطعن في عددٍ مِنهم : وبخاصة : راوية الإسلام الأول :
(أبي هريرة) رضي الله عنه !!.. والذي تأثر فيه بكتاب
(أبي هريرة) للشيعي الرافضي (عبد الحسين شرف
الدين الموسوي) !!!!..........
---
ثم ما لبث (وبعد أن شاهد الضجة التي أحدثها كتابه) :
أن أتبعها بضجةٍ أكبر مِنها !!.. ألا وهي كتاب :
(أبو هريرة : شيخ المُضيرة) .. والمُضيرة هي نوعٌ
مِن الطعام كان يُحبه (أبو هريرة) رضي الله عنه فيما
نقل عنه ..............
-----
وكلا الكتابين (أضواء على السُـنة) و(شيخ المضيرة) :
ضمنهما (أبو رية) : كل ما وقع تحت يديه مِن القصص
والمطاعن المنتشرة في كتب الأدب والسير والتاريخ
والشيعة الروافض : بغير تمحيص ٍولا فحص !!!!..
ليُـثبت للعالِمين بجدارة : جهله التام بعلم الحديث !!..
زائد : تدليسه في أكثر مِن موضع كما سنرى : قام
فيه باقتطاع سطر ٍأو سطرين مِن المصدر المنقول مِنه :
وغض الطرف عن الباقي الذي يُخالفه !!!!!!!!!...
(فهل هذه هي الأمانة العلمية ؟؟؟؟!!!!!)
ناهيكم عن غرائب الأخبار التي ينقلها مِن هذه الكتب
(بلا أدنى غضاضة) : في حين يجد الغضاضة (كل
الغضاضة) : في أن يتقبل خبرا ًعن (أبي هريرة) !!..
-------
وأسوق هنا خبرين غريبين : وأترك لكم الحُكم عليهما :
يا أهل (تحكيم العقل) و(القرآن) !!!..
---
ففي الخبر الأول : ينقل لنا قصة اسم الكتاب :
(أبو هرية : شيخ المُضيرة) : أنه قد بلغ مِن (نفاق)
(أبي هريرة) في أيام الفتنة بين (علي) و(معاوية) :
أنه كان يأكل على مائدة (معاوية) الفاخرة !!.. ويُصلي
وراء (عليّ) !!!.. وإذا احتدم القتال : لزم الجبل !!!..
فباالله عليكم :
هل كان يجمع (عليا ً) و(معاوية) : بيت ٌمِن البيوت مثلا ً:
أو غرفة ٌمِن الغرف : حتى يتنقل بينها المُـتنقل : صلاة ً
وطعاما ً: ولا ينتبه أحد إليه !!!!!!!!!!!!!!!!!.....
فإذا سأله الناس عن ذلك قال :
" مضيرة معاوية أدسم !.. والصلاة خلف عليّ أفضل "!
فأين يمكن جمع طعام ٍوصلاة بين عسكري جيشين يا ترى !
---
مع العلم أن (أبا هريرة) : كان مِن الصحابة الذين اعتزلوا
الفتنة أصلا ً! ولم يأخذ جانب (معاوية) أو (بني أمية) كما
سترون معي بالدليل في هذه الرسالة ! مثله مثل (محمد بن
مسلمة) و(سعد بن أبي وقاص) وغيرهم .. وكيف لا : وهو
أحد رواة حديث الجلوس في الفتنة وعدم المشاركة فيها !
" ألا إنه ستكون فتن : القاعد فيها خيرٌ مِن القائم ..
والقائم فيها خيرٌ مِن الماشي .. والماشي فيها خيرٌ مِن
الساعي .. مَن تشرف لها (أي تطلع لها) تستشرفه (تجذبه
إليها) .. فمَن وجد ملجأ ًأو معاذا ً: فليعذ به " ..
رواه البخاري ومسلم ..
وأما الأعجب : فأنه برغم قبول (أبو رية) هذه الرواية
على نفسه : ليجعل مِنها اسما ًلكتابه : فقد روى بنفسه
أيضا ًصـ 230 عن (أبي هريرة) قوله :
" الأمناء ثلاثة : جبريل .. وأنا .. ومعاوية " !!!!.......
فكيف لو صح الكلام عن (أبي هريرة) كما يزعم (أبو
رية) : كيف بعدها يترك الصلاة خلف (معاوية) :
ليذهب ليُصلي خلف (علي) ؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!..........
أترك لكم التعليق على كل هذه الأكاذيب المفضوحة !.....
-----
وأما الخبر الثاني الذي يقبل (أبو رية) تصديقه على نفسه
وإيراده في كتابه للاستشهاد به : فاقرأوا معي طعوناته
في الصحابي (معاوية) رضي الله عنه (وهو أحد كتبة
الوحي القليلين الذين استأمنهم النبي .. وهو مِن القلة
الذين استأمنهم عمر أيضا ًعلى الولاية ولم يعزلهم : فاستمر
على حكم الشام : عشرين عاما ً!.. وسادها في خلافته :
عشرينا ًأخرى !.. وحسبُـك بمَن ولاه عُمر وثبته : ومِن
بعده عثمان رضي الله عنهم أجمعين !!) ...
حيث يذكر (أبو رية) صـ 208 أن (معاوية) رضي
الله عنه كان يأكل : (5) أو (7) وجبات في اليوم !..
حيث يذكر ضمن ما يذكر في هذه الصفحة : (وانظروا
لعقلانية أبي رية التي يتغنى بها في كتابه وحكمه على
مرويات الصحابة وآحاديث أبي هريرة الغريبة في زعمه)
يقول ..........
" أن معاوية : كان يأكل كل يوم : خمس أكلات !!..
وآخرهن : أغلظهن !!.. ثم يقول : يا غلام : ارفع !.......
والله ما شبعت ! ولكن مللت !!!!.. وأنه أكل مرة :
(وأرجو أن تحسبوا معي بالكيلو لو سمحتم) :
عجلا ًمشويا ً! مع دشت مِن الخبز السميذ ! وأربع خراف !
وجديا ًحارا ً! وآخر باردا ً! سوى الألوان " !!!!!!!!.......
وأنا عن نفسي : يُمكن أن أحسب الخروف بـ : (30) كيلو
لحم صافي فقط !!.. إذا ً: أربعة = (120) كيلو !!!!!!!!!..
وأما الجدي : فيمكن حسابه بـ (16) كيلو لحم تقريبا ً!!!..
إذا ً: اثنين (واحد حار وواحد بارد) = (32) كيلو تقريبا ً!
وهذا يساوي 120 + 32 = تقريبا ً(150) كيلو لحم
صافي !!!.. وإذا تركنا (دشت الخبز السميذ) والذي يُمكن
أن يُصيب بانسداد في الشرايين !.. وتركنا (الألوان) :
فيتبقى لنا وزن (العجل المشوي) !!!!!....
والخلاصة : أن (معاوية) رضي الله عنه : رجل الدولة
والدين والسياسة والفتوحات والحُكم : كان يأكل في
الوجبة الخاتمة مِن يومه وليلته : ما لا يقل عن (250)
كيلو جرام لحما ًخالصا ً!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.....
أي ضعفي وزن أسمن رجل تقريبا ً!!!!!....
فبالله عليكم :
لماذا لم يستعمل (أبو رية) عقله هنا في تمحيص (النص)
و(المتن) : ذلك التمحيص الذي يتشدق به في كل كتاباته ؟
وأما الجواب :
فقد عرضت لكم صورة ًمِنه في رسالتي السابقة عن طعن
(عبد الحسين) في آحاديث (أبي هريرة) : حتى ولو غض
الطرف عن وجودها في كتبه ومذهبه الرافضي هو نفسه !!!!..
فكل شيء يهون : مِن أجل الطعن في (أبي هريرة) !!!!...
حتى ولو كان ثمن ذلك : هو الكفر بالنبي نفسه !!!!...
وهو نص ما قاله (أبو رية) بقلمه صـ 7 :
" ولو أن النبي قد عهد إلى أبي هريرة وحده أن يكون
راوية الإسلام للناس كافة : لكنت أول كافر ٍبه ولا أ ُبالي "!
---------------
والآن : وقبل أن أبدأ في الرد على نقاط رسالة الأخ (محمد
البارودي) : أود أن أختم بالمعلومتين التاليتين عن (أبي
رية) لكي تكتمل صورته الشخصية والفكرية في الأذهان !
---
1...
المعلومة الأولى : ذكرتها في رسالتي السابقة ...
ولا غضاضة مِن تكرارها هنا للفائدة .. ألا وهي :
الاتصال الوثيق بين (أبي رية) وبين العديد مِن الرؤوس
الشيعية الرافضية مِثل : (مرتضى الرضوي) و(مرتضى
العسكري) و(رشيد الصفار) .. وهم الذين طبعوا له
كتاب (أبو هريرة : شيخ المضيرة) بمدينة صور في لبنان
عام 1957م ...
ولدي نصوص الرسائل بينه وبينهم وتعليقه على كتابيّ :
(عبد الله بن سبأ) و(أحاديث أم المؤمنين عائشة) لـ :
(مرتضى العسكري) : وثناؤه على الكتابين :
الكتاب الأول : والذي أثبت فيه (مرتضى العسكري) :
زورا ًوبهتانا ً: أن (عبد الله بن سبأ) : هو اختراع
(سياسي) : ليس له وجود !!!!..
وأما الكتاب الثاني : فقد أثبت فيه (مرتضى العسكري)
زورا ًوبهتانا ًأيضا ً: سوء طوية أم المؤمنين (عائشة)
رضي الله عنها : وكيف أنها كانت تكيد للنبي وتخدعه !
وكيف أنها كانت تكره (عليا ً) كرها ًيُقطع أمعاءها !!!..
وكيف أنها حثت على مقتل (عثمان) بقولها :
" اقتلوا نعثلا ًفقد كفر " : ثم بعد مقتله : صارت تطالب
بثأره ! لا لشيء : إلا لتحارب (عليا ً) رضي الله عنه
.......... إلى آخر هذا العك الرافضي : الذي إن أقدرني
الله تعالى : كتبت لكم حقيقة الفتنة التي وقعت : منذ
مقتل (عثمان) : وحتى مقتل (علي) رضي الله عنهم
أجمعين ................
---------
2...
وأما المعلومة الثانية لكي تقفوا على حقيقة شخصية
(أبو رية) : والتي أعتقد أن أكثركم لا يعلمها :
فهو أنه : لم يكتف بالطعن في الصحابة وهدم السُـنة
في كتبه العديدة مثل :
(أضواء على السُـنة – أبو هريرة : شيخ المضيرة -
قصة الحديث المحمدي – عليّ وما لقيه مِن الصحابة –
صيحة جمال الدين الأفغاني .... إلخ) ...
أقول : لم يكتف بكل هذا :
حتى جزاه الله تعالى مِن جنس عمله : فجعله يختم حياته
بكتاب : (دين الله الواحد) !!!!...
والذي دعى فيه لدخول (اليهود) و(النصارى) الحاليين
الجنة مع المسلمين !!!!!.. وأن الإيمان بحقيقة وجود
إله لهذا الكون : سيكفي لدخول الجنة !!!!!!!!...
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن الله تعالى إذا أراد بعبدٍ خيرا ً: استعمله .. فقيل :
وكيف يستعمله يا رسول الله ؟!.. قال :
يُوفقه لعمل ٍصالح ٍقبل الموت " ..
رواه أحمد والترمذي وغيرهما وصححه الألباني ..
---
وهكذا يرمي مُـنكر السُـنة بالقرآن نفسه وراء ظهره :
في آخر أمره حتما ًفاحذروا أيها العميان !!!...
لأنه لا يتجرأ أحدٌ على إنكار نصف الدين : حتى يُغريه
الشيطان بالتنكر للنصف الآخر عن قريب !!!..
---
فتناسى (أبو رية) عشرات الآيات عن (اليهود) في
القرآن !!!.. وتناسى قول الله عن (النصارى) :
" لقد كفر الذين قالوا : إن الله هو المسيح بن مريم "
و " لقد كفر الذين قالوا : إن الله ثالث ثلاثة " .......
وتناسى قول الله عموما ً:
" ومَن يبتغ ِغير الإسلام دينا ً: فلن يُقبل مِنه : وهو في
الآخرة (يا أبا رية) : مِن الخاسرين " !!!!..
---
تناسى (أبو رية) كل ذلك : ليغوص في الوحل الذي يُخطط
له أعداء الإسلام : رافضة أو ماسونية أو نصارى : والذي
يتعاونون عليه فيما بينهم : حتى ولو لم يكن بصورة
رسمية (عدو عدوي : صديقي) !!!!..
--------
جاء في الوثيقة النهائية لاجتماع المحفل الماسوني
العالمي في باريس 1934م (واستمر لمدة 3 أيام)
التوصيات التالية :
( المصدر : الوثائق السرية الفرنسية .. أو : المثقفين
العملاء Collaborateurs Intellectuels
مِن مركز الأرشيف :
إكس إن بروفينس Aix en Provence وهو مِن
الوثائق السرية التي أفرجت عنها أجهزة الاستخبارات
الفرنسية ونشرت في Editions de Minuit تحت
رقم ISBN 9-782912988372 )
" الأعضاء الشرفاء (شرفاء ؟!) .. الضيوف المُبجلين ..
سنأخذ بعين الاعتبار : الاقتراحات والتوصيات التي تقدم
بها ضيوفنا المحترمين .. إن مؤلفات وأقوال الرجال
العظماء : ونخص مِنهم بالذكر : المحترم (هنري جسب)
وصاحب القداسة القس (صموئيل زويمر) : نجعلها مرجعا ً
أساسيا ً: تقودنا إلى تحقيق هدفنا السامي .......
(ملحوظة : يُعد (صموئيل زويمر) : أشهر المُنصرين في
الشرق الأوسط لمدة تزيد عن نصف قرن !.. ومِن أشهر
أقواله وأهدافه : أنه يجب إقناع المسلمين بأن النصارى
ليسوا أعداءً لهم ! واعتبار اليهود والنصارى : مؤمنين !
واعتبار عملهم صالحا ً! ويجب العمل على زرع التشكيك
والخجل مِن الثوابت الدينية الإسلامية ! وزرع الإنهزامية
أمام شعارات الإخوة والمساواة) ....
لهذا : فنحن نوصي بالعمل على :
1.. تشكيك المسلمين في كتابهم المقدس القرآن ! وتراثهم
الإسلامي ! وإظهاره بالسطحية والسذاجة
la simplicitè el lanaïvetè
2.. الطعن والتشكيك في مشروعية السُـنة النبوية !
ومصنفات الحديث ! وأئمته ! ورواته ! على أن لا
يسلم مِن ذلك حتى صحابة الرسول
Même les compagnons du prophète
ويكون ذلك تدريجيا ً: وبخطة مدروسة ...
3.. تقديم وتحسين النظر العقلي على ..... (غير واضحة)
4.. ترويج المفاهيم والسلوكيات الغربية مِثل : حرية
الاعتقاد ! والرأي ! والمواطنة ! والتعددية الحزبية !
ولكن : تحت وصاية الرجال الموثوق بهم .......
5.. تأصيل المنهج العلماني (أي فصل الدين عن الدنيا) ..
6.. (غير واضحة) ..
7.. الظهور بمظهر الحرص على الدين : وعلى مصالح
المسلمين : والدفاع عنهم : وتقديم المساعدات المادية
والمعنوية .......
8.. بعث روح الانبهار أمام الفكر الغربي .. والمناداة
بالمساواة بين البشر : بغض النظر عن دينهم (وهم لا
يعنون هنا المساواة في الإنسانية والتي يؤكدها الإسلام :
وإنما يقصدون مساواة الكفر بالإسلام) ! ونشر مفهوم
الحرية الشخصية ! والمساواة ! واستغلال الحركات
النسوية ! والمباديء التي ترفعها المرأة الغربية !....
(وبالفعل ظهرت الجمعيات النسوية في مصر في منتصف
القرن الماضي : تنادي بالخلاعة والانحلال الخلقي
والاجتماعي خارج ضوابط الإسلام : وانفضح معظمها
بعد ذلك بأنهم كانوا يتلقون تمويلهم مِن الخارج) ...
9.. وسوف يكون ذلك سهلا ًباستغلال المثقفين ورجال
الدين (كما فعلوا بالأفغاني الشيعي ومحمد عبده) لتحقيق
هذه الأهداف : ونذكر مِن بينهم القائمة المرفقة :
فيشر ألماني – أدريان بارتيلمي فرنسي – فنسنك هولندي
– كراتشقوفسكي روسي – جويدي إيطالي – پلنثيا إسباني
وإليكم الآن : القائمة العربية ..................
طه حسين – محمود أبو رية (في المرتبة الثانية !!)
(ملحوظة : تولية طه حسين وزير المعارف : سهل لكثير
مِن الكتب الشيعية أو الطاعنة في السنة : طباعتها داخل
مصر برغم معارضة الأزهر الشديدة لها !!.. وهو الذي
تدخل لدى وزارة الثقافة المصرية لطباعة كتاب أبي رية :
قصة الحديث المحمدي) ولنتابع القائمة السوداء :
محمد حسين (أعتقد أنه محمد حسين هيكل والله أعلم :
وهو غير محمد حسنين هيكل) – أحمد عبد المنعم –
عبد الوهاب بن أحمد – إسماعيل أدهم (وهو الذي ذكرته
لكم بالأعلى ومات منتحرا ً) – سلام موسى (وأعتقد
أنه سلامة موسى) – عبد الرازق (وأعتقد أنه صاحب
كتاب الإسلام وأصول الحكم الذي ذكرته لكم بالأعلى)
أحمد أمين (صاحب فجر الإسلام وضحى الإسلام : وفيهما
ما فيهما مِن الافتراءات التاريخية عن الصحابة وغيرهم
وقد كتبوا أمام أحمد أمين أنه : يجب التعامل معه بتحفظ)
الجكرالوي هندي – برويز هندي ......
-------------
3)) تفنيد الافتراءات على أبي هريرة رضي الله عنه ..
والآن إخواني ...
نأتي لقلب هذه الرسالة .. وآسف للإطالة كالعادة :
فوالله : ما يتراءى لي خبرا ًأو عِلما ًصالحا ً: حتى
أ ُحب أن تشاركونني في معرفته .... فسامحوني ....
---
إن المُفترين على (أبي هريرة) رضي الله عنه : يُمكن
تقسيم حيلهم وأباطيلهم إلى ثلاثة أقسام :
1...
استخدام القصص الضعيفة والمكذوبة عليه : والتي توجد
في بعض كتب السير والتراجم والتاريخ (وخصوصا ً
الشيعية مِنها) : بدون الرجوع إلى رأي علماء الحديث
في الحكم عليها ..
2...
استقطاع بعض النصوص مِن أماكنها في الكتب : تماما ً
كمَن يستقطع قول الله تعالى " فويل ٌللمصلين " : ويترك
ما قبلها وما بعدها !!.. وهذا مِن أكبر أبواب التدليس ..
3...
تعمد سوء الكلام عن أوصاف (أبي هريرة) الشخصية :
حتى تخرج في شكل الذم .. وتعمد سوء التعليق على
بعض المواقف بينه وبين الصحابة ....
--------
والآن : نأتي للتفصيل والأمثلة ..........
ولكن قبلها (ولأني لم أكتب لكم بعد رسالة ًعن أ ُسس
وقواعد علم الحديث) : فأ ُحب أن أشير هنا إلى أنواع
مِن الحديث الضعيف .. لأنها رأس مال (أبي رية) في
معظم افتراءاته كما سنرى ....
>>>
فمِن الحديث الضعيف : (المُرسل) : وهو انقطاع سند
الحديث قبل الصحابي مباشرة ً.. حيث يكون التابعي
الذي روى عن الصحابي : لم ير هذا الصحابي في
حياته أصلا ً!!.. وهنا تكون الحلقة المفقودة : سببا ً
في تضعيف الحديث ...
>>>
ومِن الحديث الضعيف أيضا ً(المنقطع) : وهو انقطاع
سند الحديث في أي حلقة مِن حلقاته ما قبل الصحابي
(لأنه لو قبل الصحابي يُسمى مُرسلا ًكما قلنا) ...
ومِن الحديث الضعيف أيضا ًأو الموضوع : ما يكون في
سنده أحد الرواة : الضعفاء : كضعف الحفظ أو
الضبط مثلا ً.. أو يكون هناك أحد المُدلسين أو الكذابين
في وسط حلقات سند الحديث ....... أو يوضع في
سند الحديث اسم أحد الرواة : ويكون مجهولا ً......
سواء جهل العين أو الحال ...
------
1...
ينقل الأخ (محمد البغدادي) الكثير مِن انتقادات الصحابة
المزعومة لـ (أبي هريرة) : نقلا ًعن كتاب (أبي رية) ... و(أبي
رية) بدوره : نقلها مِن (شرح نهج البلاغة) للشيعي
المعتزلي الرافضي (ابن أبي حديد) ....
ونقرأ الآن ما نقله (أبو رية) : ونقرأ معه الرد عليه :
لأهمية ومحورية الكلام الآتي في الطعن زورا ًفي (أبي
هريرة) رضي الله عنه ....
(ملحوظة : عاصر ابن أبي حديد هذا : الوزير الشيعي
الرافضي الخبيث ابن العلقمي : والذي خان العراق أيام
التتار .. والاثنان مِمَن كادوا للإسلام قديما ًلمِن لا يعرف)
---
حيث جاء في (شرح نهج البلاغة) لـ (ابن أبي حديد) :
" وقد أفزعت كثرة رواية أبي هريرة عمر بن الخطاب :
فضربه بالدُرة وقال له : أكثرت يا أبا هريرة مِن الرواية :
وأحرى بك أن تكون كاذبا ً" .....
---
والخبر المكذوب بأكمله : هو مِن عدة أخبار نقلها (ابن
أبي حديد) في كتابه (1/360) عن (الإسكافي) المعتزلي
الرافضي أيضا ً: بلا سند !!!!!!!!!...
حيث بين (الإسكافي) و(عمر بن الخطاب) قرون !!!!...
وهي عادة الشيعة الروافض دوما ًفي تدليس الرواية !
والخبر إذا رواه علماء أهل السنة منقطعا ً: كان سببا ً
في ضعفه كما قلنا ... فما بالنا بخبر : ٍبلا سند ! ورواه
وتناقله : رافضي معتزلي خبيث : عن مثله ؟!....
فهل علمتم الآن : مدى حاجة كل مسلم إلى علم الحديث
وعلماء الحديث في تنقية دينه وكلام نبيه وصحابته ؟
---------
2...
كما قال (أبو رية) في كتابه :
" وقد أخرج ابن عساكر مِن حديث السائب بن يزيد عن
عمر : أنه قال لأبي هريرة :
لتتركن الحديث عن رسول الله : أو لألحقنك بأرض دوس :
(ودوس هي مسقط رأس أبي هريرة باليمن) .. وقال لكعب
الأحبار : لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القردة " ..
---
وها هنا : نحن مع تدليس آخر مِن (أبي رية) .. حيث أن
أصل الخبر الذي ذكره (ابن عساكر) : هو في كتاب
(البداية والنهاية) لابن كثير (8/106) ... وأول تدليس :
هو إسقاط (أبي رية) لكلمة (عن الأول) مِن نص الكلام في
(البداية والنهاية) لكعب الأحبار :
" لتتركن الحديث عن الأول (أي عن أبي هريرة) : أو
لألحقنك بأرض القردة " .. فتدليس (أبي رية) بإخفاء
كلمة (عن الأول) : هو لكمال الطعن في (كعب الأحبار)
لأيهام القاريء أن كعبا ً(وكتابعي) : يروي آحاديثا ًعن
النبي : برغم أنه لم يره !!!!!...
ولكن : دعنا الآن مِن تدليسات (أبي رية) الكثيرة
على (كعب الأحبار) : فقد رد عليه (المعلمي) في كتابه
الماتع (الأنوار الكاشفة) الذي ذكرت لكم رابط قراءته ..
ودعنا أيضا ًمِن : تأويل (ابن كثير) رحمه الله للخبر
على فرض صحته (حيث أرجع مقولة عمر لأبي هريرة
لكثرة رواية أبي هريرة للآحاديث التي قد تشغل الناس
عن القرآن وهو في أول عهده : حيث كان توجه معظم
الصحابة إلى رواية الحديث : عند الحاجة فقط : كما
فصل عبد الرحمن بن عوف بين عمر وبين أبي عبيدة
في قصة دخول الشام وبها الطاعون : بحديثٍ سمعه مِن
رسول الله : ينهى عن دخول أرض الطاعون ... كما
أن عمر كره آحاديث الرخص التي قد توكل الناس الجُدد
إلى التقصير في العبادة والتواكل !.. ثم ذكر ابن كثير أن
عمر أذن له بعد ذلك : وهو ما نقله أيضا ًالذهبي في سير
أعلام النبلاء 2/601)
---
فالخبر : في سنده ضعف : فقد رواه : أبو زرعة
الدمشقي عن محمد بن زرعة الرعيني عن مروان بن
محمد عن سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبد
الله بن السائب عن أبيه عن عمر ..............
----
فـ (محمد بن زرعة) : مجهول : ليس له ترجمة
في كتب السير والتراجم !!!.. وكذلك (إسماعيل بن
عبد الله) .. إلا أن يكون (إسماعيل بن عبيد الله) : وهو
ثقة معروف : ولكن : في سماعه مِن جده (السائب)
شك طالما لم يُصرح .. وللأمانة : فقد ذكر (ابن كثير)
خبرا ًمماثلا ًولكن رواه (سعيد بن عبد العزيز) : بغير
إسناد !!!.. ومِن المعروف أن (سعيد) لم يُدرك (عمر)
ولا حتى (السائب) !!!!.. فهو منقطع أيضا ً.............
وأما الغريب : فهو أن أصل الخبر كله : شامي التخريج
(حيث بدايته أبو زرعة الدمشقي) : ولو كان صحيحا ً:
لكان للخبر رواية أخرى أو أكثر مِمَن كان في المدينة
وعاصر (عمرا ً) و(أبا هريرة) !!!!!!!!!!!!!!!....
--------
3...
وينقل (أبو رية) أيضا ًعن (أبي هريرة) قوله :
" إني أ ُحدثكم أحاديث : لو حدثت بها زمن عمر : لضربني
بالدرة " وفي رواية : " لشج رأسي " ...
وأما هذا الخبر : فيُروى عن : يحيى بن أيوب عن ابن
عجلان عن أبي هريرة .. وابن عجلان : لم يُدرك أبا هريرة
فالخبر لذلك : منقطع غير صحيح أيضا ً!!....
--------
4...
وينقل (أبو رية) كذلك عن (أبي هريرة) قوله :
" ما كنا نستطيع أن نقول : قال رسول الله : حتى قــُبض
عمر " .. ثم يقول : " أفكنت مُحدثكم بهذه الأحاديث :
وعُمر حي ؟!!.. أما والله إذا ً: لأيقنت أن المخفقة ستباشر
ظهري !!.. فإن عُمر كان يقول : اشتغلوا بالقرآن :
فإن القرآن كلام الله " ....
وأما هذا الخبر : فقد رواه : صالح بن أبي الأخضر عن
الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة .. وصالح بن أبي
الأخضر : قال فيه (الجوزجاني) وهو مِن أئمة الجرح
والتعديل : اتــُهم في حديثه .. ولذلك فالخبر ضعيفٌ أيضا ً
ويُعارضه الكثير مِن الآحاديث الصحيحة الكثيرة التي
سمع فيها عمر لآحاديث الصحابة .. وسمح لهم فيها
بالفتوى مِمَا عندهم مِن رسول الله ............
---------
5...
وأما ما استشهد به (أبو رية) مِن كلام (محمد رشيد
رضا) صاحب تفسير المنار مِن قوله :
" لو طال عُمر عمر : حتى مات أبو هريرة : لما وصلت
إلينا تلك الأحاديث الكثيرة " .. فهو كلامٌ مِن كلام (محمد
رشيد رضا) : فليس بحديثٍ أصلا ًولا غيره ! بل هو رأيٌ
بناه على ما سبق مِن أباطيل عن (أبي هريرة) : زد
على ذلك كراهة (محمد رشيد رضا) للغيبيات والعجائب
في القرآن نفسه !!.. فما بالنا بما رواه (أبو هريرة)
في الصحيح ؟!!..
ففي تفسير المنار (ج 11ص 155) لـ(محمد رشيد رضا)
يعيب على القرآن الكريم : حكى مُعجزات تأييد الله تعالى
لـ (موسى) و(عيسى) عليهما السلام !!..
وفي (ج 1 ص 345) :
يستنكر أن يكون مسخ الله تعالى لأصحاب السبت : قردة ً
على الحقيقة !!!..
وفي (ج 5 ص 121 : 122) :
قال بجواز التيمم للمسافر : حتى وإن كان واجدا ًللماء !..
حتى ولو بغير ضرر !!..
وفي (ج 3 ص 96) :
يذهب إلى أن (الميكروبات) يصح أن تكون مِن (الجن) !
وفي (ج 4 ص 323: 325) :
يُشكك في أن (آدم) عليه السلام : هو أبو البشر !..
وبالمقابل وفي (ج 4 ص 327)
لم يُـنكر على (الدارونية) قولهم بأن أصل الإنسان قرد !
وفي (ج 1 ص 267 : 275) :
يؤيد القول بأن (الملائكة) : هي عبارة عن (قوى طبيعية) :
أودعها الله في مخلوقاته !!.. ويقصد بكلامه هنا أنه :
لا حقيقة لـ (الملائكة) : كمخلوقات لها كيان خاص :
تكتب وتصعد وتنزل وتحارب مع المؤمنين ........ إلخ !
وفي مجلة (المنار/ المجلد 28/ الجزء 10 ص 756) :
يُشكك في رفع الله عز وجل لـ (عيسى) عليه السلام إلى
السماء : بالروح والجسد معا ً!!..
هذا غير مقالات أخرى عديدة في مجلة (المنار) : يطعن
فيها في كل معجزات النبي التي خارج القرآن !!.. بل :
ويستنكر حتى معجزة انشقاق القمر الواردة في القرآن !
---
فبمثل هذا : يحتج (أبو رية) ؟!!!..
---------
6...
وأما ما أختم به تلك الافتراءات على (عمر) في أنه كان
يعرف كذب (أبي هريرة) ويمنعه مِن الحديث : فهو
أن (عمر) رضي الله عنه : ما كان ليترك كاذبا ًعلى النبي
ليعيش أصلا ًبين المسلمين ! فضلا ًعن بين الصحابة !
بل وأضعف الإيمان إن لم يُعاقبه بالموت : فبالحبس !
ولكن : كل ذلك لم يحدث !!!!!!....
بل ولاه (عمر) إمارة البحرين : كما جاء في (فتوح
البلدان صـ 92- 93) لـ (البلاذري) : أن عمر أرسله
على القضاء والصلاة .. ومِما ذ ُكر في ذلك أيضا ً:
ما رواه (ابن كثير) رحمه الله في (البداية والنهاية
8/487) : عن (محمد بن سيرين) أن (عمر) استعمل
(أبا هريرة) على البحرين .. فقدِمَ (أبو هريرة) بعشرة
آلاف (وكان عمر يشك في كل صحابي أو تابعي يزيد
ماله وهو أمير : حتى إن كان ليشك في ابنه نفسه عبد
الله : مِن أن يستغل خلافة أبيه فيزيد ماله!!) فقال له
عمر : " استأثرت بهذه الأموال يا عدو الله وعدو
كتابه ؟!.. فقلت (أي أبو هريرة) : لست بعدو الله
وعدو كتابه ! ولكني : عدو مَن عاداهما !!.. قال :
فمِن أين هي لك ؟!.. قلت : خيل نتجت : وغلة ورقيق
لي : وأ ُعطية تتابعت عليّ .. فنظروا (أي تثبتوا مِما
قال) : فوجدوه كما قال .. فلما كان بعد ذلك : دعاه
(عمر) ليستعمله : فأبى (أي رفض أبو هريرة) ...
فقال : تكره العمل : وقد طلب العمل : مَن كان خيرا ً
مِنك : (يوسف) عليه السلام ؟!.. فقال :
(يوسف) : نبي بن نبي بن نبي .. وأنا (أبو هريرة
بن أمية) .. وأخشى ثلاثا ًواثنين .. قال : فهلا
قلت خمسا ً؟!!.. قال : أخشى أن أقول بغير عِلم ..
وأقضي بغير حِلم (وهذان هما الاثنان) .. أو يُضرب
ظهري .. ويُنزع مالي .. ويُشتم عِرضي (وهؤلاء
هم الثلاثة) " ...
---------
وأترك للأخ (محمد البارودي) الحكم بنفسه على
كل ذلك !!!..
وما قيل في (عمر) : يُقال في (أبي بكر) و(عثمان)
----------
7...
وأما ما ذكره (أبو رية) مِن أن (عليا ً) :
" كان سيئ الرأي فيه (أي في أبي هريرة) وقال عنه :
ألا إنه أكذب الناس ! أو قال " أكذب الأحياء على رسول
الله : لأبو هريرة " ...
فالخبر : هو مِن مكذوبات (ابن أبي حديد) في كتابه
(شرح نهج البلاغة) : نقله كغيره عن (الإسكافي) بغير
سند كما تقدم .. وحُكمه مِن الانقطاع والتدليس هو
كسابقه ....
وأما ما نقله (أبو رية) مِن أن (أبا هريرة) كان يقول
عن النبي : " حدثني خليلي " : فسمعه (عليٌ) فقال
له : " متى كان النبيُ خليلك يا أبا هريرة " ؟!!!....
فالخبر : مِن مكذوبات (النظام) الشيعي على (عليّ) :
وهو بغير سندٍ أيضا ً!....
-------------
8...
وأما ما ذكره (أبو رية) مِن موقف (عائشة) رضي الله
عنها مِن (أبي هريرة) : وأنها قامت بتكذيب الكثير مِن
آحاديثه وأنها لما واجهته في إحدى المرات بذلك قال لها :
" ما كانت تشغلني عنه المرآة ولا المكحلة ولا المدهن "
فقال (أبو رية) (واسمعوا للكلام الآتي مِن خياله المريض)
" ولقد كان لأم المؤمنين أن ترد عليه قلة أدبه : فتجبهه
بقولها : إنما أنت الذي شغلك بطنك .. وألهاك نهمك عن
رسول الله : حتى كنت تعدو وراء الناس في الطرقات :
تلتمس منهم أن يُطعموك مِن جوعك : فينفرون منك :
ويهربون : ثم ينتهي بك الأمر إلى أن تـُصرع مغشيا ًعليك
مِن الجوع : أمام حجرتي : فيحسب الناس أنك مجنون :
فيطأون عنقك بأرجلهم " .................
أقول :
الذي يقرأ هذا الكلام (والحُرقة) مِن (أبي رية) لصالح
أم المؤمنين (عائشة) رضي الله عنها وأرضاها :
ليستعجب مِما كتبه في الثناء على كتاب : (أحاديث أم
المؤمنين عائشة) للشيعي الرافضي (مرتضى العسكري) !
---
ولكن : دعنا مِن ذلك أيضا ً..........
---
فالذي لا يعلمه العوام : أن الصحابة : كانوا يتناقلون
آحاديث النبي فيما بينهم : لأنه ليس كلهم قد سمع كلام
النبي كله أو بنفس النسبة (ومِنه حديث تبادل عمر وجاره
الأنصاري سماع النبي ليُخبر أحدهما الآخر بما سمع :
والحديث في البخاري) .. فكان مِنهم مثلا ً: ما ينسخ
حديثه حديث الآخر .. فالأول متأخر : والثاني متقدم ..
كنهي النبي مثلا ًعن زيارة القبور : ثم السماح به ..
وذلك مخافة الشرك على الناس في أول الإسلام ..
ومثل النهي عن إبقاء لحوم الذبائح فوق ثلاثة أيام :
(لضمان توزيعه واستهلاكه على الأهل والفقراء) :
ثم سمح فيه بعد ذلك .... وهكذا ....
وكان مِنهم مَن تتعدد روايتهم للشيء الواحد : فيفيد ذلك
جوازه بأكثر مِن صورة .. كمن روى عن النبي مثلا ً
الوضوء مرة مرة .. ومَن رواه مرتين مرتين .. ومَن
رواه ثلاثا ًثلاثا ًولا يزد على ذلك .. فجاز كل ذلك ..
وكان بعضهم يسمع آحاديثا ًفي مواضع ومواقف معينة :
فيحفظ نص الحديث : ولكنه لم يعلم بالضبط أبعاد الواقعة
التي حدث فيها !.... ومِن ذلك مثلا ً: قول (أبو هريرة)
رضي الله عنه عن النبي :
" ولد الزنا : شر الثلاثة " ..
والحديث رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني ..
ويعني (بشر الثلاثة) أي أنه : أشر مِن أبيه وأمه !
فصححت له أمنا (عائشة) رضي الله عنها الحديث
فقالت (وانظروا للأدب الحقيقي بين الصحابة) :
" يرحم الله أبا هريرة .. أساء سمعا ً(أي في غير
موضعه) : فأساء إجابة .. لم يكن الحديث على هذا :
إنما كان رجل مِن المنافقين : يؤذي رسول الله :
فقال : مَن يعذرني (أي يكفيني) مِن فلان ؟.. قيل :
يا رسول الله : إنه مع ما به : ولد زنا .. فقال
رسول الله : هو شر الثلاثة (أي أشر مِن أبيه
وأمه : لأن النفاق يفوق الكفر سوءا ًوجُبنا ً) "
والحديث رواه الحاكم والطحاوي وصححه الألباني ..
----
فذكر (أبو رية) : الكثير مِن مثل هذه الأحاديث :
يقتطعها اقتطاعا ًمِن الكتب تارة : مِن غير أن
ينقل تعليقات العلماء عليها .. وتارة ًأخرى ينقلها
مِن الكتب الباطلة التي تتلاعب بالأسانيد والأشخاص !
مثال :
ما ذكره (أبو رية) عن (أبي هريرة) قوله عن النبي :
" متى استيقظ أحدكم مِن نومه : فليغسل يده قبل أن
يضعها في الإناء : فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده "
(أي لا يدري أحدكم : فربما حك دبره أو قبله أو
زوجته أثناء نومه وهو لا يشعر أو نسي) ... يقول
(أبو رية) :
" فلم تأخذ به عائشة وقالت : كيف نصنع بالمهراس "
(والمهراس : هو صخر ضخم منقور لا يحمله الرجال
ولا يحركونه : يملؤنه ماء ويتطهرون) ...
والصواب : أن (عائشة) رضي الله عنها : لم تتكلم في
هذا الحديث أصلا ًبحرف !!.. وإنما يُروى عن رجل ٍ
يُقال له : (قين الأشجعي) .... والحديث في مسند
الإمام (أحمد 2/382) ...
----
بل الحادث أن موافقات السيدة (عائشة) لـ (أبي هريرة)
كانت تعلنها : ولا تخفيها !!!.. وهو ما لم يُشر له (أبو
رية) مِن قريب ٍولا بعيد : كعادة كل أهل الأهواء في
طعوناتهم : أنهم لا يلتزمون حيادية النقل !!!!...
فينقل مِن الكتب ما وافق مراده وهواه وطعنه : ويترك
كل ما هو دون ذلك !!!!...
مثال :
ما جاء في صحيحي البخاري ومسلم مِن سماع (عبد
الله بن عمر) رضي الله عنه لحديث (أبي هريرة)
عن النبي :
" مَن تبع جنازة ً: فله قيراط مِن الأجر ...... " إلى
آخر الحديث .. وفيه : أنه لما شك (ابن عمر) في هذه
الرواية مِن (أبي هريرة) : ورجعا فيها إلى أم المؤمنين
(عائشة) رضي الله عنها : أقرت فيها (أبا هريرة) :
" صدق أبو هريرة " والحديث بتفصيله عند أبي
داود والترمذي أيضا ًوصححه الألباني .......
----------
9...
ومِن طرقه في التحامل أيضا ًعلى (أبي هريرة) : هو
ما تعلمه مِن أستاذه الشيعي (عبد الحسين) وذكرت لكم
أمثلة ًله في الرسالة السابقة لو تذكرون !!.. ألا وهو :
ادعاء المآخذ على حديثٍ لـ (أبي هريرة) : برغم أن
الحديث : يكون رواه في الأصل : أكثر مِن صحابي غير
(أبي هريرة) : فلماذا يُذكر (أبا هريرة) بالذات : ويُسدل
الستار عن غيره مِن الصحابة ؟؟!!!..
---
فإذا أخذنا مثالا ً: حديث : " إن تكن الطيرة في شيء :
(أي التشاؤم في شيء) : ففي الفرس والمرأة والدار "
وهو الحديث الذي ساق فيه (أبو رية) : رد (عائشة)
رضي الله عنها على (أبي هريرة) .......
فأقول :
روى البخاري ومسلم عن (ابن عمر) رضي الله عنه :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" الشؤم في المرأة والدار والفرس " .. وجاء في
البخاري ومسلم عنه أيضا ًقول النبي :
" إن كان الشؤم في شيئ : ففي الدار والمرأة والفرس "
وروى أبو داود عن (سعد بن مالك) قول النبي :
" لا هامة ولا عدوى ولا طيرة (أي : لا شيء مِن كل
ذلك يؤثر في الأشياء : إنما بإذن الله) .. وإن تكن الطيرة
في شىء (أي أن أحق الأشياء في الترك إذا وُجد ما يسوء
فيها الاستمرار معها) : ففي الفرس والمرأة والدار "
صححه الألباني ..
فسبحان الله !!.. الحديث الوارد في ذلك المعنى : هو
مِن أكثر مِن صحابي .. فلماذا يُتهم (أبا هريرة) وحده !
كما أن رواية (عائشة) رضي الله عنها قولها :
" كان أهل الجاهلية يقولون : إنما الطيرة في المرأة
والدابة والدار " ..
ليس فيها ما يدل عن امتناع ذلك في الإسلام : بإقرار
رسول الله تعالى له !.. وقد أقر بعض الأشياء مِما كان
قبل الإسلام كصورة الزواج الصحيح مثلا ً(حيث مَن
أسلم هو وزوجته : كان لا يُلزمهم النبي بإعادة زواجهما
مِن جديد في الإسلام : طالما كان على الصورة الصحيحة
ولم يحتو حراما ً) .....
---
وأما بالنسبة للطيرة والتشاؤم : فقد جاء النهي عنه
وعن اعتقاد الضر فيه : في القرآن والسُـنة .. ففي
البخاري ومسلم عن (أنس) رضي الله عنه عن النبي :
" لا عدوى ولا طيرة .. ويُعجبني الفأل .. قالوا :
وما الفأل يا رسول الله ؟.. قال : كلمة ًطيبة " ....
وغيرها الكثير ....
وأما تخصيص الشؤم بالدار والمرأة والفرس : فهو
مِن باب ترك الشيء إذا توالت إصابات الإنسان بالسوء
مِن ورائه .. كبيتٍ مثلا ً: شاهد أكثر مِن حادثٍ أليم ٍللأسرة
فكرهوا الاستمرار فيه .. أو كان بسبب ضيقه : يُسبب
لهم المشاكل تلو المشاكل .. وكالمرأة التي ينال زوجها
مِن ورائها المتاعب : بمغالاة مهر ٍومعيشة مُبذرة تأتي
دوما ًبالمشاكل .. وبتسلط لسان ٍأو كذب ٍمتواصل ..
أو إفشاءٍ لأسرار تسببت في مشاكل .. أو سوء عشرة
قد يدفع إلى حرام ...... إلخ .. وكذا الفرس : كغلو
سعره مع قلة الانتفاع به مِن مرض ٍأو قعودٍ عن
كسب ٍوجهادٍ .. أو تسببه في مشاكل وقتل خطأ .. إلخ
-----------
وترك هذه الأشياء الثلاثة : إذا عم تأثيرها السيء
على إنسان : ليس مِن التشاؤم والتطير المنهي عنه ..
بل : هو مِن الأخذ بالأسباب المأمور بها في الدين ..
والتي يبتعد بها المسلم عن الشر إلى غيره ... وهو
كقول (عمر) رضي الله عنه لـ (أبي عبيدة) في عدم
دخول أرض الشام وقد نزل بها الطاعون :
" نفِـر مِن قدر الله : إلى قدر الله " ......
ومِنه قول النبي صلى الله عليه وسلم :
" لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر : وفِر مِن
المجذوم فرارك مِن الأسد " .. رواه البخاري وأحمد
عن (أبي هريرة) ....
فنفي العدوى هنا : ليس نفيا ًلوقوعها .. ولكن :
نفيا ًلتأثيرها في الأشياء : إلا بإذن الله !.. فقد يعطس
العاطس أمام شخصين فينعدي أحدهما ولا ينعدي الآخر !
وهذا ما يفسره الشق الثاني مِن الحديث : وفر مِن
المجذوم !.. وهو الأخذ بالأسباب على قدر الإمكان ....
---
ولذلك : لما روى (أبو هريرة) رضي الله عنه حديث :
" لا يوردن مُمرض على مُصح " .. قال (أبو سلمة)
كما في صحيح البخاري : فقلنا لــه :
" ألم تـُحدِّث أنه لا عدوى ؟!.. فرطن بالحبشية " !!!..
أي : غضب مِنهم لسوء فهمهم ولسوء ظنهم به ....
---------
10...
وأما الآن ...
ولخوفي مِن تطويل هذه الرسالة أكثر مِن اللازم
عليكم .. فسوف أنتقي وأختصر بعض النقاط المتبقية :
مُعتمدا ًعلى ما سبق مِن التوضيحات .. ومُعتمدا ًعلى
قدرتكم على قياس ردود الافتراءات المتشابهة على
بعضها البعض ... فأصل كل الافتراءات معروف كما
قلت لكم .....
----
نقل (أبو رية) تكذيب (ابن عمر) لحديث (أبي هريرة)
عن النبي :
" إن الوتر (أي صلاة الوتر في أي وقتٍ مِن بعد
العشاء إلى الفجر) : ليس بحتم (أي ليس بواجب كالصلاة
المفروضة) : فخذوا مِنه ودعوا " ..
فأكتفي في الرد عليه ببيان أن : (ابن عمر نفسه) :
هو أحد رواة الحديث !!!!...
فقد روى (عليٌ) رضي الله عنه في سنن الترمذي (453)
وصححه الألباني :
" الوتر ليس بحتم كصلاتكم المكتوبة .. ولكن : سَـنهُ
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : إن الله وتر :
يُحب الوتر : فأوتروا يا أهل القرآن " ..
قال الترمذي : وفي الباب عن (ابن عمر) و(ابن مسعود)
و(ابن عباس) !!!!....
وعن (علي) أيضا ًفي سنن ابن ماجة (1169) وصححه
الألباني : " إن الوتر : ليس بحتم " .....
وأما الضعيف والافتراء على (أبي هريرة) حقا ً: فهو
ما عاكس ذلك !!!.. وهو حديث :
" مَن لم يوتر : فلا صلاة له " .. رواه الطبراني في
الأوسط .. وقال عنه الألباني : (موضوع) !.. وهو
برقم (5845) في ضعيف الجامع الصغير ....
----------
11...
وأما ما نقله (أبو رية) مِن تعليق بعض الصحابة على
حديث (أبي هريرة) :
" مَن غسل ميتا ًفليغتسل .. ومَن حمله : فليتوضأ "
فالحديث : ليس على سبيل الوجوب .. وإنما
للاستحسان لِمَن أراد .. وقد رُوي أيضا ًعن (المغيرة) !
صحيح الجامع الصغير للألباني (2/6404) ..
أي أنه : ليس اختراعا ًمِن عند (أبي هريرة) تفرد به !
فالصواب : كما قال (ابن عمر) رضي الله عنه ونقله
الألباني في كتاب (أحكام الجنائز صـ 32) :
" كنا نغسل الميت : فمِنا مَن يغتسل ومِنا مَن لا يغتسل "
---------
12...
وأما ما ذكره (أبو ريه) مِن أن أحاديثه : رُويت يوما ً
على (الزبير) فأخذ يقول : صدق .. كذب .. صدق
كذب ...... :
فهو تدليسٌ آخر مِن (أبي رية) : حيث تعمد عدم إيراد
النص بأكمله مِن كتاب (البداية والنهاية) لابن كثير
رحمه الله (8/109) .. عن (عروة بن الزبير) قال :
" قال لي أبي الزبير: أدنني (أي قربني) مِن هذا اليماني
(يعني أبا هريرة) فإنه يُـكثر الحديث عن رسول الله ..
فأدنيته منه .. فجعل أبو هريرة يُحدث .. وجعل الزبير
يقول : صدق .. كذب .. صدق .. كذب .. قال : قلت :
يا أبتِ !.. ما قولك : صدق .. كذب ؟!.. قال : يا بني !..
أما أن يكون قد سمع هذه الأحاديث مِن رسول الله :
فلا أشك فيه (وهذا اعترافٌ مِن كسائر الصحابة بشيئين :
الأول : صدق أبي هريرة .. الثاني : أنه كان أكثرهم
سماعا ًللنبي كما اعترف بذلك غير واحد مِن الصحابة
كعبد الله بن عمر كما سيأتي) .. ولكن : مِنها ما يضعه
على مواضعه : ومِنها ما وضعه على غير مواضعه "
---
وهذا اعترافٌ يدين (أبا رية) ويتعارض مع ما يرمي
إليه : فكان مِن أمانته المعهودة هو وأمثاله في النقل :
أن اقتصر على ما يُريد !!!!!!....
وأما قول (الزبير) : أن مِن آحاديث (أبي هريرة) :
ما وضعه على مواضعه .. ومِنها : ما وضعه على
غير مواضعه .. فالذي يقصد بغير مواضعه : هو كما
أوضحت لكم مِن قبل في شأن : الحديث المتأخر الناسخ
لآخر مُتقدم عنه .. وكالحديث في موقف معين كحديث
(ابن الزنا شر الثلاثة) ولم يكن يعرف موقفه .. وهكذا
----------
13...
وأما ما نقله (أبو رية) في تعليقه على حديث (أبي هريرة)
عن النبي :
" إذا صلى أحدكم الركعتين قبل الصبح : فليضطجع على
يمينه (أي قبل أن يُصلي الفجر) " .. فقد اقتطعه أيضا ً
بأمانته المعهودة هو وأمثاله !.. وإليكم تتمة الحديث كما
في سنن (أبي داود) (1261) وصححه الألباني :
" فقال له مروان بن الحكم : أما يُجزىء (أي يكفي) أحدنا
ممشاه إلى المسجد (أي في الوقت) : حتى يضطجع على
يمينه ؟!.. قال عُبيد الله في حديثه قال : لا .. قال : فبلغ
ذلك ابن عمر فقال : أكثر أبو هريرة على نفسه (وكان
ابن عمر يبغي التأكد مِن كل خبر ٍجديدٍ يسمعه مِن أبي
هريرة) .. قال : فقيل لابن عمر : هل تــُـنكر شيئا ًمِما
يقول ؟.. قال : لا .. ولكنه اجترأ (أي على سؤال النبي
والقرب منه وملازمته) وجبُـنا (حيث كان بعض الصحابة
يُجل النبي حتى عن القرب مِنه وسؤاله .. ولذلك : كانوا
يفرحون عندما يأتي أعرابيٌ يسأل رسول الله في شيء)
قال : فبلغ ذلك أبا هريرة (أي مقولة ابن عمر) قال :
فما ذنبي إن كنت حفظت ونسوا " ؟!!!....
---
والحديث بالطبع : لا يحمل معنى الوجوب أيضا ً..
وإنما قد يكون خاصٌ بالإمام أو مَن كان بيته مُلاصقٌ
أو قريبٌ مِن المسجد كما كانت بيوتات النبي .. وذلك
لأن النبي كان يتأخر كثيرا ًبين آذان وإقامة الفجر :
حتى قبيل طلوع الشمس بقليل : حتى يحضر مَن كان
بيته بعيدا ًعن المسجد في الظلام ليصلي خلف رسول الله ..
وأما مَن ابتعد بيته عن المسجد أصلا ً: وقضى كل وقته
في السير للمسجد : فليس مُخاطبا ًبهذا الحديث .........
----------
14...
وأما ما ذكره (أبو رية) مِن حديث (أبي هريرة) :
" لأن يمتليء جوف أحدكم قيحا ً: خيرٌ مِن أن يمتليء
شِعرا ً" ..
فذكر (أبو رية) أن (عائشة) رضي الله عنها قالت :
" لم يحفظ .. إنما قال رسول الله :
لأن يمتليء جوف أحدكم قيئا ًودما ً: خيرٌ مِن أن يمتليء
شِعرا ًهُجيتُ به " !!!..
---
وأقول : الثابت : هو حديث (أبي هريرة) !.. وهو الذي
رواه غيره مِن الصحابة كلٌ مِن :
(سعد وأبو سعيد الخدري وأبو الدرداء وابن عمر وسلمان)
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!....
وكلهم مذكورون في صحيح سنن الترمذي وابن ماجة
والطبراني ......
ومحمول الحديث : أنه لا يترك المسلم لنفسه الاستكثار
مِن حفظ الشِعر : حتى يطغي على القرآن والسُنة في
قلبه وعقله وحفظه .......
وأما الحديث الذي ذكره (أبو رية) :
" لأن يمتليء جوف أحدكم قيئا ًودما ً: خيرٌ مِن أن يمتليء
شِعرا ًهُجيتُ به " !!!.. فقد ذكره الألباني في سلسلة
الآحاديث الضعيفة والموضوعة وقال عنه : باطلٌ بزيادة
هُـجيت به (1111) !!..
إذ بجانب بطلان سندها : فالمعنى نفسه : ركيك !!!!...
إذ كيف سيحفظ أحد المسلمين : شِعرا ًفي هجاء النبي ؟!
--------
15...
وإلى هنا : فقد غطيت تقريبا ً: ما جاء في رسالة الأخ
(محمد البارودي) : وحتى الجزء الخاص بأقوال
الصحابة في (أبي هريرة) رضي الله عنه .. فأرجو أن
يقيس باقي الأخبار التي ينقلها (أبو رية)على ذلك وهي :
1..
أنه ينقلها مِن كتب ساقطة (كشرح نهج البلاغة للشيعي
لابن أبي حديد) .. أو مِن كتب الشيعة الأخرى ككتاب
(أبي هريرة لعبد الحسين بن شرف الدين الموسوي) ..
2..
أو مِن كتب : أخذت عن كتب : لا تــُمحص السند
بقدر ما تهتم بالرواية : مثل بعض كتب التاريخ والسير
مثل كتاب (تاريخ بغداد للخطيب البغدادي) : والذي حمل
الكثير للأسف مِن الأخبار والآحاديث ( المُرسلة ) أو
(المنقطعة ) ..
3..
أو استقطاعه لفرط أمانته البالغة ! عبارة أو حديثا ً
مِما قبله ومِما بعده .. وقد مارس ذلك كثيرا ًمع (أبي
هريرة) وغيره ..
-----
وأما ما بقي الآن : فهو توضيح بعض الأشياء الأخيرة
اللازمة : حتى تكتمل صورة (أبي هريرة) رضي الله
عنه الحقيقية في الأذهان ....
--------
16...
مِن الغريب أن تـُتخذ صفات (أبي هريرة) التي لا بأس
فيها : طريقا ًإلى الطعن في شخصه !!!...
فقد عايروه بفقره : وكثيرٌ مِن الصحابة كانوا فقراء !
بل : وقد بلغت شدة الجوع بالنبي و(أبي بكر) و(عمر)
يوما ً: أن لم يكن يجدون شيئا ًفي بيوتهم !!!!...
حتى كان يُضيفهم أحد الأنصار : أو يُرسل إليهم
بطعام ٍأو لبن ٍأو نحوه !!!.. فهل ذلك يعيب النبي ومَن
معه في شيء ؟!!!...
---
وعابوا عليه ملازمته للنبي : وعدم انشغاله بإطعام
نفسه !!.. وأقول : وما الضير أن نجد في صحابة
النبي مَن يُحب النبي إلى هذه الدرجة ؟!.. وكان
غيره يخدمونه ويحزنون إذا غاب عنهم أو تذكروا فرق
المنزلة بينه وبينهم في الجنة !!!!...
وما الضير في ملازمته لسماع العلم مِن النبي :
ولم يكن له يومئذ زوجة ولا أولاد ؟!!!!...
---
وعابوا عليه مزاحه .. ولم يذكروا في ذلك ما يشين !
وأقول : وما عيب المزاح إن أضحك الإخوان : ولم
يكن كذبا ًأو ابتذالا ًأو فــُحشا ً!!!.. وقد كان النبي
صلى الله عليه وسلم : يُمازح أصحابه ويُمازحونه !
وفي كتب السُـنة مِن ذلك .. ومِنه قول النبي نفسه :
" إني لأمزح : ولا أقول إلا حقا ً" .. رواه الطبراني
عن (ابن عمر) .. والخطابي عن (أنس) .. وصححهما
الألباني .. وعن (أبي هريرة) نفسه قال :
" قالوا : يا رسول الله !.. إنك تداعبنا ؟!.. قال : إني
لا أقول إلا حقا ً" .. رواه أحمد والترمذي والبخاري
في الأدب المفرد وصححه الألباني ...
---
وخاضوا بالكذب والبهتان في علاقته بـ (بني أمية)
ومعاوية ومروان وغير ذلك مِن الأباطيل الشيعية : ولم
يذكروا مثلا ًحديث (عمرو بن سعيد) الذي قال فيه :
" أخبرني جدي قال : كنت جالسا ًمع أبي هريرة في
مسجد النبي بالمدينة : ومعنا مروان (أي ابن الحكم)
قال أبو هريرة : سمعت الصادق المصدوق يقول :
هلاك أمتي : على يد غِلمةٍ مِن قريش !.. فقال
مروان (أي مُستنكرا ً) : غِلمة ٌ؟!.. فقال أبو هريرة :
إن شئت أن أسميهم : وبني فلان وبين فلان " !!..
والحديث رواه البخاري في صحيحه ...
بـل :
وكان مِن حديثه قوله :
" تعوذوا بالله مِن رأس السبعين (وفي رواية الستين :
أي الستين أو السبعين مِن الهجرة) : وإمارة الصبيان "
رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني .......
وبالفعل : قبضه الله تعالى ما بين سنة 58 و59 هـ :
قبل مُبايعة يزيد سنة 60 هـ وما تلاها مِن استشهاد
(الحسين) رضي الله عنه .......
بـل :
وروى (ابن كثير) في (البداية والنهاية 8/483) وما قبلها
كيف كانت مواقفه صلبة مع (مروان بن الحكم) : عندما
تدخل مروان في منع دفن (الحسن) مع النبي صلى الله
عليه وسلم .. فأغلظ له (أبو هريرة) في الكلام !!.. فلما
أراد (مروان) أن يأخذ كثرة رواية (أبي هريرة) للحديث :
سبيلا ًإلى إسكاته : أفحمه (أبو هريرة) بما جعل (مروان)
يتمنى أن لو لم يكن تكلم !!!!... حيث قال له :
" إني أسلمت وهاجرت : اختيارا ًوطوعا ً.. وأحببت
رسول الله صلى الله عليه وسلم حبا ًشديدا ً.. وأنتم أهل
الدار : وموضع الدعوة : أخرجتم الداعي (أي رسول
الله) مِن أرضه !!.. وآذيتموه !.. وتأخر إسلامكم عن
إسلامي : إلأى الوقت المكروه إليكم (أي ما بعد فتح
مكة وانتهاء الهجرة منها) .. فندم مروان على كلامه
واتقاه " !!!!!!!!!!!!!!!.....
بــل :
وأخرج مسلمٌ في صحيحه عن (أبي زرعة) قال :
" دخلت مع أبي هريرة في دار مروان : فرأى فيها
تصاوير فقال (أي أبو هريرة وانظروا لكلمة الحق
في وجه ودار السلطان) : سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول : قال الله عز وجل :
ومَن أظلم مِمَن ذهب يخلق كخلقي ؟!.. فليخلقوا ذرة !
أو ليخلقوا حبة !.. أو ليخلقوا شعيرة " !!!!....
---
وعاب الجاهلون عليه ما رواه البخاري عنه قوله :
" حفظت مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم : وعائين !
فأما أحدهما : فبثثته (أي حدثتكم به) .. وأما الآخر :
فلو بثثته : قــُطع هذا البلعوم " !!!!!!!!!....
فأخذو يطعنون في قولته هذه .. ما بين مُنكر ٍومكذب ٍ
ومُغالي .. والحق : هو أن النبي صلى الله عليه وسلم :
كان أحيانا ًيُحدث أصحابه بما فتح الله تعالى عليه مِن
أمور الغيب .. وهي كثيرة جدا ًما زالت تتناولها كتب
الإعجاز إلى الآن .....
بل : وقد بلغ به مرة ًأنه حدّث صحابته مِن بعد الفجر :
إلى المغرب : عما يقع إلى يوم القيامة !!!.. (وربما
كان ذلك في أحد أيام رمضان والله أعلم) .. فقد روى
مسلم عن (عمرو بن أخطب) الأنصاري قال :
" صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ًالفجر ..
وصعد المنبر : فخطبنا : حتى حضرت الظهر !.. فنزل
فصلى .. ثم صعد المنبر : فخطبنا : حتى حضرت العصر !
ثم نزل فصلى .. ثم صعد المنبر : فخطبنا : حتى غربت
الشمس !!!... فأخبرنا بما هو كائن إلى يوم القيامة :
فأعلمنا : أحفظنا " ..........
وعلى هذا فسر العلماء قول (أبي هريرة) رضي الله عنه !
وقد روى (ابن سعد) في طبقاته تعليق (الحسن البصري)
على حديث (أبي هريرة) هذا : بقوله :
" صدق والله .. لو أخبرنا أن بيت الله يُهدم ويُحرق :
ما صدقه الناس " !!!!... يقصد (الحسن) بذلك ما قد
حدث أيام (الحجاج الثقفي) و(ابن الزبير) مِن أحداث ...
فالجزء الذي احتفظ به (أبو هريرة) لنفسه : هو الجزء
الذي لا يتعلق بتعاليم الدين والشرع والعبادات والمعاملات
والعقيدة ..... إلخ .. ولكن : الذي إذا قاله وسط الناس :
لربما قتلوه لغرابة تصورههم له !!!...
------
17...
وأما الغريب (كل الغرابة) : فهو لو أن عُشر ما ذكره
الحاقدون والمفترون عن (أبي هريرة) : كان صحيحا ً:
لكان العجب كل العجب هو :
كيف يمر خداع (أبي هريرة) أولا ً: على النبي !!!..
ثانيا ً: على عشرات ومئات الصحابة : لمدة 47
عام تقريبا ًمِن بعد موت النبي !!!.. يُفتي بينهم
(أبو هريرة) كما سترون بعد قليل : ويُحدث كل
هذه الآحاديث عن النبي : وينقلها عنه مِن الصحابة
والتابعين : ما يُقارب الـ 800 شخص !!!!!!.....
ناهيك عن عشرات أئمة المسلمين وعلمائهم : ما قبل
الأئمة الأربعة وما بعدهم !.. فهل خدع كل أولئك ؟!
بـل :
ومِن أكبر الغش والتدليس : هو أن يقتطع (أبو رية)
نصوصا ًمِن كتب علماء أهل السُـنة كـ (ابن كثير)
و(الذهبي) وغيرهم : ليُدين بها (أبا هريرة) : في
حين أنهم لو فهموا ما فهمه (أبو رية) مِن كتبهم حقا ً:
ما كانوا قالوا ما قالوا في ثنائهم على هذا الصحابي
الجليل كما سنرى الآن !!!!....
حيث أختم معكم هذه الرسالة : بباقة مِن أقوال أهل
العلم في (أبي هريرة) ..........
--------
18...
فأما أعلم خلق الله بالله : رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
" قلت يا رسول الله : مَن أسعد الناس بشفاعتك يوم
القيامة ؟.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث
أحد : أول منك (وهو بعض تفسير مقولة ابن عمر :
جرأ وجبُـنا) .. لِما رأيت مِن حرصك على الحديث ..
أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة : مَن قال لا إله إلا
الله : خالصا ًمِن قلبه أو نفسه " .. رواه البخاري ..
فهذا ثناءٌ مِن النبي على (أبي هريرة) :
يخالف ما ذهب إليه الحاقدون مِن اشمئزاز النبي
مِنه !!.. أو قولهم : أنه أرسله إلى البحرين لكي
يتخلص مِنه !!!.. بل والأعجب : قولهم أن حديث
النبي الذي رواه (أبو هريرة) عنه :
" زر غبا ً(أي الزيارة المتباعدة) : تزدد حُبا ً"
كان النبي يوجهه لـ (أبي هريرة) !!!..
فالغريب (كالعادة) : أن الحديث رواه مِن الصحابة
غير (أبي هريرة) : (أبو ذر) و(حبيب بن مسلمة
الفهري) و(ابن عمرو) و(عائشة) !!!!....
----
وقد اشتكى (أبو هريرة) يوما ًكثرة حديث رسول
الله الذي يسمعه : وتفلته مِنه .. فدعا له النبي
بالحِفظ : فكان .. والحديث في البخاري .......
----
وعن (ابن عمر) رضي الله عنه :
" أنه قال لأبي هريرة : يا أبا هريرة .. أنت كنت ألزمنا
لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظنا لحديثه " ..
صححه الألباني في سنن الترمذي (3836) ..
----
كما نقل (ابن حجر) في (فتح الباري 7/106) عن
(ابن كثير) في تاريخه : عن (أبي عامر) قال :
" كنت عند طلحة بن عبيد الله .. إذ دخل رجلٌ فقال :
يا أبا محمد .. والله ما ندري : هذا اليماني أعلم برسول
الله منكم (أي لكثرة حديثه عن النبي) ؟!!.. أم يقول
على رسول الله ما لم يسمع ؟.. أو ما لم يقل ؟!!..
فقال طلحة : والله ما نشك أنه قد سمع مِن رسول
الله ما لم نسمع .. وعلِمَ ما لم نعلم .. إنا كنا قوما ً
أغنياء : لنا بيوتات وأهلون .. وكنا نأتي رسول الله
طرفي النهار .. ثم نرجع .. وكان هو مسكينا ًلا مال
له ولا أهل .. وإنما كانت يده مع رسول الله : وكان
يدور معه حيث دار " ..
----
بل وكان (أبو هريرة) رضي الله عنه : يُفتي في
وسط الصحابة كل هذ ه السنوات الطوال !!!...
---
فعندما ذكر (ابن القيم) رحمه الله في كتابه (إعلام
الموقعين 1/18) الذين كانوا يُفتون مِن الصحابة :
وقسمهم إلى (مُـكثر) و(متوسط) و(مُـقل) .. فجعل
(أبا هريرة) في المتوسطين مع (أبي بكر وأبي
موسى الأشعري ومعاذ بن جبل وجابر بن عبد الله)
وغيرهم !!!... فعن (معاوية بن عياش) الأنصاري :
" أنه كان جالسا ًمع ابن الزبير .. فجاء محمد بن
إياس بن البكير .. فسأل عن رجل : طلق ثلاثا ًقبل
الدخول .. فبعثه إلى أبي هريرة وابن عباس : وكانا
عند عائشة .. فذهب فسألهما .. فقال ابن عباس
لأبي هريرة : أفتهِ يا أبا هريرة .. فقد جاءتك
مُعضلة .. فقال : الواحدة تبينها .. والثلاث تحرمها
وقال ابن عباس مثله " رواه مالك في كتاب الطلاق
(باب : طلاق البكر حديث رقم 39) ...
ولذلك : ذكر (ابن سعد) في الطبقات أنه كان مِمَن
يُفتون في المدينة !!.. وعده (ابن حزم) مِن فقهاء
الصحابة .. وكذا الحافظ (ابن حجر) في كتابه (الإصابة)
وجمع (تقي الدين السُبكي) جزءا ًكاملا ًفي فتاوى
(أبي هريرة) !.. وقال عنه الإمام (الذهبي) في كتاب
(تذكرة الحفاظ) :
" أبو هريرة الدوسي اليماني : الحافظ الفقيه .. صَاحَبَ
رسول الله صلى الله عليه وسلم .. كان مِن أوعية العلم ..
ومِن كبار أئمة الفتوى : مع الجلالة والعبادة والتواضع "
(انظر تحفة الأحوذي 1/32) ...
------
ولعلكم تعجبون مِن وصفه بالجلال والعبادة والتواضع !
وكيف لا تعجبون : و(أبو رية) وأمثاله : يطمسون
كل منقبةٍ للصحابة (ولا سيما أبي هريرة) !!!!!....
يطمسون تواضعه في خلافة (معاوية) حين ولاه على
المدينة : فكان يأتي بحِمل الحطب لأهله على ظهره !
وكان يقوم ثلث الليل .. ثم يوقظ زوجته للثلث الثاني ..
ثم ابنته للثالث ........... إلى آخر هذه المناقب التي
تقرأونها في (سير أعلام النبلاء) مثلا ًللذهبي وغيره ..
-----
كما أن مناقبه مع أمه : أن كان بارا ًبها مِن قبل الإسلام
ومِن بعده أشد .. وكيف لا وهو الذي طلب مِن النبي أن
يدعو لها أن تسلم : فأسلمت (والحديث في صحيح مسلم)
ثم دعا لهما النبي بقوله :
" اللهم حبب عبيدك هذا (أي أبي هريرة) وأمه : إلى
عبادك المؤمنين .. وحبب إليهم المؤمنين " ....
وقد بلغ مِن بره بها على كبر سنها : أنه لم يحج حتى
ماتت لملازمته لها !!.. ومِن مظاهر رحمته بها : ما
أخرجه (ابن سعد) في طبقاته أن النبي" أعطى أبا هريرة
تمرتين .. فأكل تمرة ً: وأبقى الثانية في حجره لأمه !!..
فسأله النبي فأجابه .. فقال له : كلها .. فإنا سنعطيك لها
(أي لأمه) تمرتين " ....
وأخرج البخاري في الأدب المفرد وحسنه الألباني :
عن (أبي مُرة) مولى (أم هانيء) :
" أنه ركب مع أبي هريرة إلى أرضه بالعقيق .. فإذا
دخل أرضه صاح : عليك السلام ورحمة الله وبركاته
يا أماه .. فتقول : و عليك السلام ورحمة الله وبركاته
فيقول : رحمك الله كما ربيتيني صغيرا ً.. فتقول :
يا بني .. وأنت : فجزاك الله خيرا ً.. ورضي عنك كما
بررتني كبيرا ً" .....
------
وأما أهل بيت النبي : فكانوا يُحبونه لحب النبي له ..
ولأنه كان أهلا ًلأن يُحب لصلاحه وبساطته ...
وقد روى الإمام مسلم لـ (أبي هريرة) : حديث الراية
يوم خيبر في فضائل (علي) رضي الله عنه !!!..
وروى البخاري ومسلم عن (أبي هريرة) قول النبي
" اللهم إني أ ُحبهما : فأحبهما " !!!....
وروى أحمد وابن ماجة عنه أيضا ًعن النبي :
" مَن أحب الحسن و الحسين : فقد أحبني .. ومَن
أبغضهما : فقد أبغضني " حسنه الألباني ....
بل : وفي كتب الشيعة : قد أورد شيخهم (أبو الحسن
الأربلي) في كتابه (كشف الغمة) عن (سعيد بن مرجانة) :
أن الإمام الشيعي الرابع عندهم (وهو علي بن الحسين)
سمع حديث فضيلة (عتق العبد) الذي يرويه (أبو
هريرة) عن النبي : فأعتق عبدا ً!!!!.... ناهيك عن
أن أكثر التابعين رواية ًعن (أبي هريرة) : هو (سعيد
بن المسيب) : والذي يشهد له الشيعة بأنه :
ربيب الأئمة وأعلم الناس بما قبله مِن الآثار !!!...
وغير ذلك الكثير .......................
--------
وفي النهاية : أخشى أن أكون مُقصرا ًفي معلومات هذه
الرسالة في حق هذا الصحابي الجليل .. ولكني اعتمدت
على معلوماتٍ أخرى قد ذكرتها لكم في رسائل سابقة :
لا داعي لتكرارها الآن فتطول الرسالة .. مِثل بيان أن
عدد الآحاديث التي انفرد بروايتها (أبو هريرة) هي
أقل مِن العشرة آحاديث فقط في كتب الحديث الستة !..
ومِن الأربعين في كتب الحديث التسعة !!!!!!.........
---
وأختم بما قاله الحاكم رحمه الله في مستدركه :
(كتاب معرفة الصحابة : ذكر أبو هريرة الدوسي)
فقال (بتصرف واختصار) :
" إنما يتكلم في أبي هريرة : لدفع أخباره وآحاديثه :
مَن قد أعمى الله قلوبهم : فلا يفهمون معاني الأخبار :
1...
إما مُعطل جهمي : يسمع الآحاديث التي يرويها
وتخالف مذهبه الذي هو كفر : فيشتمون أبا هريرة
وينتقصونه تمويها ًعلى الرعاع والسفل ..
2...
وإما خارجي : يرى السيف على أمة (محمد) صلى
الله عليه وسلم : ولا يرى طاعة خليفة ولا إمام ..
فإذا سمع ما يُخالف مذهبه مِن آحاديث أبي هريرة
عن النبي : طعن في أبي هريرة !!!...
(وذلك أن أبا هريرة : قد اشتملت أحاديثه لكثرتها
كل مناحي الدين تقريبا ً: وهذا هو سبب اختياره
خصيصا ًللطعن فيه دونا ًعن سائر الصحابة)
3...
وإما قدري : اعتزل الإسلام وأهله .. وكفر أهل
الإسلام الذين يقولون بتقدير الله تعالى للأشياء مِن
قبل وقوعها .. فيصطدم بآحاديث أبي هريرة عن
النبي بإثبات القدر : فيطعن في أبي هريرة !!!..
4...
وإما جاهل : يتعاطى الفقه ويطلبه : مِن غير مظانه !
إذا سمع آحاديث أبي هريرة عن النبي : تخالف مذهبه
الذي يُقلد أو يهوى ويُحب : يطعن في أبي هريرة !
وربما احتج بآحاديث أبي هريرة في موضع آخر : إذا
وافقت مذهبه " !!!!!!!....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....