كيف يشهد أبو هريرة لأبي هريرة ؟!!..
1)) ما هو اسمه ؟!..
2)) كيف يشهد أبو هريرة لأبي هريرة ؟!..
3)) ما هو عدد الأحاديث التي تفرد بها أبو هريرة ؟!..
4)) لماذا الهجوم على أبي هريرة بالذات ؟!!..
الإخوة الكرام ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
يُـحكى أن نحلة ً: وقفت في يوم ٍعلى نخلةٍ .. ثم لما تأهبت
للرحيل قالت : يا أيتها النخلة : استعدي وتماسكي جيدا ً:
لأني سوف أرحل عنكي !!.. فقالت لها النخلة باستغراب :
وهل شعرت بكِ حين حططتي : حتى أشعر بك حين ترحلين ؟!
----
فهكذا هو حال (السفهاء) دوما ًيا إخواني مع (العظماء) !!!..
يذرون في وجوههم الشبهات والأباطيل : وما فعلهم في ذلك :
إلا كمَن يذرو التراب في وجه الشمس : يظن أنه قادرٌ على
إخفائها أو حتى طمس نورها !!!!!!!!!!!!!!!!....
وهيهات !..
------------
1)) ما هو اسمه ؟!..
لقد جرت عادة العرب في رجالهم : أن يهتموا أيما اهتمام ٍ
بالكـُـنية !!.. حتى أنها قد تغلب في كثير ٍمِن الأحيان في شهرتها
وكثرة استخدامها : على اسم الشخص نفسه !!!..
وأما أصحاب الزيغ من المستشرقين والطاعنين في الدين : ففي
حربهم الضروس لمحاولة هدم (السُـنة) كمرحلة أولى لهدم الدين
كله تبعا ًلذلك :
فلم تمر عليهم هذه المعلومة مرور الكرام !!!..
بل رأوا فيها (شبهة ًجديدة) : يُمكن إضافتها لشبهات عديدة :
قد أكالوها للصحابي الجليل (أبي هريرة) رضي الله عنه !!!!...
----
فبعد كل خبل منكري السنة الذي افتروه عقلا ًومنطقا
(مثل نفيهم أن يكون الرسول قد تحدث في الدين
إلى الناس بغير القرآن !.. أو نفيهم أن يتناقل الصحابة والتابعين
والصالحين أحاديث وأخبار النبي وسُـنته فيما بينهم بالسند : حتى
تدوينها في كتب السُـنة) !!!...
تجدهم بعد ذلك كله وحدهم (أي مُنكري السُـنة) : يستحلون
لأنفسهم ((فقط)) : الاستشهاد والاستدلال من الأحاديث وكتب
السير والتاريخ المكذوبة على الرسول وصحابته والتاريخ :
وكأن ما لا يقبلونه على الناس : قد صار مباحا ًلهم فجأة !!..
أقول :
تجدهم بعد كل هذا الخبل : يُثيرون شبهة ًفي عدم معرفة اسم
(أبي هريرة) الحقيقي رضي الله عنه !!!!!!...
وكأنهم يعتقدون بهذا مثلا ً: أنهم سيثبتون بعد ذلك أنه كان
شخصية ًوهمية (كما حاول الروافض من قبل مع عبد الله بن
سبأ اليهودي !) .. أو يُثبتون أنه كان نكرة وسط الصحابة !!..
-----
ولن أتحدث هنا عن عدد الأحاديث التي رواها (أبو هريرة)
رضي الله عنه عن النبي : ونقلها عنه ما يقارب الـ (800)
صحابي وتابعي !!!.. لأن تفصيل ذلك سيأتي بعد قليل ٍبإذن
الله : مما يؤكد عدم تواطؤ هؤلاء الـ (800) صحابي وتابعي
على كذب اختلاق شخصية (وهمية) يقينا ً!!!!...
ناهيك بالطبع عن ترجمة هذا الصحابي الجليل في كل كتب
تراجم الرجال والسير !!!!!...
هذه واحدة ...
-----
وأما الثانية فهي : أن كثيرا ًمن الصحابة بالفعل (ومثلهم مثل
أبي هريرة في ذلك ولا فرق) :
نجد أن منهم مَن اشتهر بكنيته تماما ً: للدرجة التي لو سألت
فيها سواد المسلمين عن اسمه : ما عرفه منهم إلا أقل أقل أقل
القليل !!!!!!!!!!.... وأتحداكم بالآتي : وحاولوا أن تسألوا
أهاليكم وزملاءكم وأصدقائكم عنهم :
(أبو بكر الصديق) (أبو طلحة الأنصاري) (أبو ذر الغفاري)
(أبو أمامة الباهلي) (أبو عبيدة بن الجراح) (أبو أيوب
الأنصاري) (أبو سعيد الخدري) (أبو الدرداء) (أبو قتادة)
(أبو موسى الأشعري) (أبو بكرة) (أبو حُميد) (أبو أ ُسيد)
(أبو سلمة) (أبو خزيمة) ............. والقائمة طويلة !!!...
فأسأل :
كم مِنا يعلم الاسم الحقيقي لـ ((بعض)) هؤلاء الصحب الكرام ؟!
(وفيهم مَن فيهم مِن أكابر الصحابة كما هو واضح) !!!.........
فهل بالله عليكم : قدح في شخص أحدهم : عدم معرفة الناس
والمسلمين له : إلا بكــُنيته ؟!!!!!!!....
هل بالله عليكم : ضره ذلك أو قدح في دينه بشيء ؟!!!.............
اللهم لا !!!!...
-----
وأما إذا كان وجه الشبهة هو كثرة الاختلاف على الاسم الحقيقي
للصحابي المشهور بكنيته : فهذا بسبب طغيان الكنية كما قلنا على
الاسم الحقيقي !.. فما (أبا هريرة) في ذلك ببدعة وسط الصحابة ؟!
بل قد اختــُلف في الاسم الحقيقي لكثير منهم أيضا ً!.. فلماذا تم ترك
الحديث عن كل هؤلاء : وانصب الطعن في (أبي هريرة) وحده ؟!
فهذا (أبو ذر الغفاري) رضي الله عنه :
قد اختــُلف في اسمه كثيرا ً: ولكن الراجح مِن قول العلماء كما هو
معروف ومشهور هو : (جندب بن جنادة) !!!!...
وإليكم الكلام التالي مِن (أ ُسد الغابة 6/99) و(طبقات بن سعد 4/61)
" هذا : وقد اختــُلف في اسم أبي ذر .. فقيل : جندب بن جنادة - وهو
أكثر وأصح ما قيل - وقيل : برير بن عبد الله .. وبرير بن جنادة ..
وبريرة بن عشرقة .. وقيل : جندب بن عبد الله .. وقيل جندب بن سكن ..
والمشهور : جندب بن جنادة بن قيس بن عمرو بن مليل بن صعير بن
حرام بن غفار .. وقيل : جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد الله بن حرام
بن غفار بن قليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن
مدركة الغفاري " !!!!!!!!!!!..
-----
فهكذا أيضا ًكان راوية الإسلام الأول بلا منازع : فما العلة إذا ً؟!!..
حيث اختــُلف في اسم (أبي هريرة) رضي الله عنه : ولكن الراجح
أيضا ًوالمعروف مِن قول العلماء : هو أن اسمه قبل الإسلام كان :
(عبد شمس بن صخر) .. فلما أسلم وجاء إلى النبي : أسماه النبي :
(عبد الرحمن بن صخر الدوسي) نسبة ًلقبيلة دوس المعروفة !!..
وكما كان دأب النبي في تغيير الأسماء القبيحة أو الشركية !!!...
فما الغريب إذا ًعند هؤلاء المعترضين ؟!!!..
وما الشاذ في ذلك الصحابي الجليل الذي لم يجدوا شيئا ً
يعيبونه عليه : فعابوا عليه كنيته بـ (أبي هريرة) !!!!!!!!!!!!!!...
فسبحان الله العظيم !!..
عندما يتصف الصحابي بالغلظة والقوة : ينتقدونه !!!!..
وعندما يتصف بالرحمة والعطف واللين : أيضا ًينتقدونه !!!!.....
-----
فأما سبب كنيته بـ (أبي هريرة) : فهو أنه كان يرعى الغنم
في قومه في اليمن : ومعه هرة (أي قطة) صغيرة : يعطف عليها ..
فيضعها في الليل في الشجر .. ويصحبها في النهار معه !!!!..
فهل مِن اعتراض ؟!!!!!!!!!!!!!!!....
----
(وسوف أذكر لكم قرب نهاية هذه الرسالة : لماذا الهجوم على
أبي هريرة بالذات إن شاء الله) ...
----------
----------------------
2)) كيف يشهد أبو هريرة لأبي هريرة ؟!!..
مِن الرسائل والأسئلة والتعليقات التي جاءتني : هي قول أحد
الإخوة الكرام :
كيف نقبل شهادة (أبي هريرة) على نفسه بحفظ آحاديث
النبي ؟؟؟.. وكذلك شهادة (عبد الله بن عمرو) بأن النبي
أذن له في كتابة آحاديثه ؟؟...
----
حيث يقصد الأخ السائل : ما أوردته لكم مِن آحاديث تدل
على موافقة النبي على نقل الصحابة الآحاديث عنه !
سواءٌ كان النقل شفاهية ً.. أو كتابة ً...
حيث روى البخاري في صحيحه عن (أبي هريرة) قال :
" قلت : يا رسول الله : إني أسمع مِنك حديثا ًكثيرا ً:
أنساه (أي مِن كثرته وتداخله) .. قال : ابسط
رداءك .. فبسطته .. قال : فغرف بيديه : ثم قال :
ضـُمه .. فضممته : فما نسيت شيئا ًبعده " !!..
رواه البخاري .......
---
وأما إقرار النبي للنقل عنه كتابة ً:
فعن (عبد الله بن عمرو) قال :
" كنت أكتب كل شىءٍ أسمعه مِن رسول الله صلى
الله عليه وسلم : أريد حفظه .. فنهتني قريش ٍوقالوا :
أتكتب كل شىءٍ تسمعه : ورسول الله صلى الله عليه
وسلم : بشر : يتكلم في الغضب والرضا ؟!.. فأمسكت
عن الكتابة .. فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه
وسلم : فأومأ بإصبعه إلى فيه (أي أشار إلى فمه) فقال :
اكتب .. فوالذي نفسي بيده : ما يخرج منه إلا حق " !..
رواه أبو داود وصححه الألباني ...
---------
حيث ظن أخي الكريم أن مجرد كون راويي الحديثين
هما (أبو هريرة) و(عبد الله بن عمرو) نفسيهما :
أن ذلك : يقدح في صحة هذا الاستدلال !!!..
فأقول والله المستعان .......
----
إن لكل قول : بينة ٌودليل !...
فإذا غابت تلكم البينة وذاك الدليل عن ذلك القول :
تعرض القائل لشبهة الكذب حينئذٍ ولا ملامة !...
فعندما يشم الناس مِن فمي رائحة الخمر مثلا ً: فتلك
بينة ٌودليلٌ على شربي للخمر : مهما دافعت عن نفسي
ونفيت !.. والعكس بالعكس : أي إذا أمسكني الناس
واتهموني بشرب الخمر : ثم لم يجدوا مِني رائحتها :
فذاك دليل براءةٍ ولا شك !!!...
----
فـ (أبو هريرة) و(عبد الله بن عمرو) رضي الله عنهما
عندما يرويان مثل هذه الآحاديث : فإنما يرويانها وسط
مئات الصحابة الذين لو علِموا أنهما يكذبان :
لردوا عليهما ولفضحوهما في الحال ! ولانتقلت تلك
الردود أو الفضائح إلينا : عبر الآحاديث أيضا ً!!!!...
---
ولكن كان المُشاهد هو : قبول مئات الصحابة والتابعين
لهذه الآحاديث مِن (أبي هريرة) و(عبد الله بن عمرو) :
بالموافقة والتصديق !!!...
وذلك لأنهم قد رأوا مِن الدلالات ما يؤكد قول كل ٍمِنهما !
حيث كان (أبو هريرة) بالفعل (وكما قال في الحديث) :
أكثر الناس حفظا ًلحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم !
بل : وأكثر الناس رواية ًعن النبي كما سنرى بالأرقام
بعد قليل .....
وكان (عبد الله بن عمرو) بالفعل : هو صاحب الآحاديث
المُدونة الموثوقة بين الصحابة والتابعين !..
حتى أن (أبا هريرة) نفسه : ظن أن مَن يليه في كثرة
الحديث عن النبي : هو (عبد الله بن عمرو) !!!..
حيث جاء عن (أبي هريرة) في الحديث الصحيح :
" قال : ليس أحدٌ أكثر حديثا ًعن رسول الله صلى الله
عليه وسلم مِني : إلا عبد الله بن عمرو !.. فإنه كان
يكتب : وكنت لا أكتب " ..
صححه الألباني في سنن الترمذي (3841 و 2668)
---------
وأما كبار الصحابة : فكانوا يعترفون لـ (أبي هريرة)
رضي الله عنه بهذه المنزلة الرفيعة : فكيف لا نقبل نحن
شهادته : إذا كان قد قبلها مَن هم أفضل مِنا ؟!!!!!!..
فعن (عبد الله بن عمر) رضي الله عنهما : أنه قال
لـ (أبي هريرة) رضي الله عنه :
" أنت كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
وأحفظنا (وفي رواية أعلمنا) بحديثه " !!!!...
صحيح سنن الترمذي للألباني (3836) ..
وأما قصة ذلك كما جاء في صحيح مسلم وغيره :
عن (عامر بن سعد بن أبي وقاص) رضي الله عنه أنه :
" كان قاعدا ًعند ابن عمر رضي الله عنهما : إذ طلع
خباب صاحب المقصورة فقال : يا عبد الله بن عمر ألا
تسمع ما يقول أبو هريرة رضي الله عنه !.. يقول إنه :
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : مَن خرج
مع جنازة مِن بيتها وصلى عليها واتبعها حتى تــُدفن :
كان له قيراطان مِن الأجر : كل قيراط مِثل أ ُحد (وهو
الجبل المعروف بالمدينة) .. ومَن صلى عليها (أي ولم
يحضر دفنها) ثم رجع : كان له مِن الأجر مثل أ ُحد !..
فأرسل ابن عمر (أي رسولا ً) إلى عائشة رضي الله عنها :
يسألها عن قول أبي هريرة : ثم يرجع إليه فيخبره بما
قالت .. وأخذ ابن عمر قبضة ًمِن حصى المسجد : يُـقلبها
في يده حتى يرجع .. فقال (أي الرسول) قالت عائشة :
صدق أبو هريرة .. فضرب ابن عمر بالحصى الذي كان في
يده الأرض .. ثم قال : لقد فرطنا في قراريطٍ كثيرة " !
حتى كان (ابن عمر) يترحم عليه فى جنازته ويقول :
" كان يحفظ على المسلمين حديث رسول الله " !......
------
ومع المقارنة بالحاسب الآلي لآحاديث الصحابة في كتب
الآحاديث الستة المُعتمدة (البخاري ومسلم والترمذي
والنسائي وأبي داود وابن ماجة) : نرى أن أكثرهم رواية
عن رسول الله (وهم الذين تعدوا الألف حديث) هم :
1.. (أبو هريرة) : 5374 حديث بالمُكرر ..
2.. (عبد الله بن عمر) : 2630 حديث بالمُكرر ..
3.. (أنس بن مالك) : 2286 حديث بالمُكرر ..
4.. (عائشة) أم المؤمنين : 2210 حديث بالمُكرر ..
5.. (عبد الله بن عباس) : 1660 حديث بالمُكرر ..
6.. (جابر بن عبد الله) : 1540 حديث بالمُكرر ..
7.. (أبو سعيد الخدري – سعد بن مالك) :
1170 حديث بالمُكرر ..
----
وأما سر كثرة رواية (أبي هريرة) عن النبي : برغم
صغر مدة صحبته مقارنة ًبغيره : فتعالوا معا ًنقرأ
الآتي ..............
---
أسلم (أبو هريرة) في اليمن على يد (الطفيل بن عمرو الدوسي)
رضي الله عنهما .. وكان قد تعدى الثلاثين مِن العمر بقليل ..
وما أن أسلم وملأ الإيمان قلبه : حتى أدرك أنه :
قد فاته الكثير والكثير مِن الخير مِن صحبة النبي !..
فهاجر على الفور إلى المدينة .. فقدم على رسول الله
أثناء فتح خيبر في شهر المُحرم عام 7 مِن الهجرة ..
فشهد غزوة خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
ثم قرر أن يُلازم رسول الله حتى آخر حياته !.. ولا ينشغل
عنه بشيء ...
----
فكان مع رسول الله في مسجده .. يدور معه في بيوت
نسائه يخدمه (وبيوت زوجات النبي : كانت غرفا ًمُلاصقة
للمسجد النبوي كم سأ ُريكم صورتها في رسالة قادمة)
حيث اختار (أبو هريرة) أخذ العلم والسُـنن والحديث عن
النبي : بدلا ًمِن قضاء وقته في السعي على الرزق كغيره
مِن أكابر الصحابة !!!..
حتى أن كبار الصحابة أنفسهم : كانوا يسألونه عن آحاديث
النبي التي تفوتهم ! وذلك كـ (عمر وعثمان وطلحة وعلي
والزبير) رضي الله عنهم أجمعين !!.. حيث ما كان يخفى
عليه شيءٌ مِن أحادبث رسول الله منذ لازمه !.... ولا حتى
في غزواته !.. وكانت تكفيه اللقيمات القليلة في ذلك !....
بل : وأصابته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم المباركة
له بقوة الحفظ وعدم النسيان كما قرأنا معا ً!!!!!....
---
وعلى هذا : فقد صاحب (أبو هريرة) النبيَ : أربعة أعوام
إلا قليل (تقريبا ً1460 يوم) !!!... سمع خلالها العديد
والعديد مِن آحاديث النبي !... حتى أنه عندما كان يُسأل
بغرابة مِن التابعين عن سر تلك الكثرة : كان يقول كما
في صحيح البخاري وغيره :
" يقولون : إن أبا هريرة : قد أكثر (أي أكثر من رواية
الحديث عن النبي) والله الموعد (أي والله يحكم عليّ
إن كنت كاذبا ًيوم القيامة) ويقولون : ما بال المهاجرين
والأنصار : لا يتحدثون مثل أحاديثه ؟!.. وسأخبركم عن
ذلك :
إن إخوانى مِن الأنصار : كان يشغلهم عمل أراضيهم ..
وإن إخوانى مِن المهاجرين : كان يشغلهم الصفق (أي
التجارة) بالأسواق .. وكنت ألزم رسول الله عليه الصلاة
والسلام : على ملئ بطنى (أي لا أبغي مِنه إلا أن يُطعمني
مِما يطعم : حرصا ًمِني على ملازمته التامة لأخذ الحديث
عنه) .. فأشهد إذا غابوا !.. وأحفظ إذا نسوا !..
ولقد قال رسول الله يوما ً:
أيكم يبسط ثوبه : فيأخذ مِن حديثى هذا : ثم يجمعه إلى
صدره ؟! فإنه لن ينس شيئا ًسمعه (وفي صيغة الخطاب
هذه مِن رسول الله " أيكم " : إشارة إلى أنه كان هناك
أكثر مِن جالس أمام النبي !!) .. فبسطت بُردة ًعلىّ : حتى
فرغ مِن حديثه .. ثم جمعتها إلى صدرى : فما نسيت بعد
ذلك اليوم شيئا ًحدثنى به !.. ولولا آيتان أنزلهما الله فى
كتابه : ما حدثت شيئا ًأبدا ً(أي مخافة كتمان العلم) :
" إن الذين يكتمون ما أنزلنا مِن البينات والهدى : مِن بعد
ما بيناه للناس في الكتاب : أولئك يلعنهم الله .. ويلعنهم
اللاعنون .. إلا الذين : تابوا .. وأصلحوا .. وبينوا :
فأولئك أتوب عليهم : وأنا التواب الرحيم " ....
----
فهذا الكلام مِن (أبي هريرة) نفسه : قد شهد له الصحابة
الذين عايشوه بالصدق (حيث مات عام 59 هـ) !!.. وذلك
كما رأينا بالأعلى ! كما يشهد له أيضا ً: أخبار عدم ملازمة
الصحابة كلهم للنبي طوال الوقت بالفعل .. وذلك مِثل قول
(عمر) رضي الله عنه في جزء مِن حديث صحيح (وهو حديث
اعتزال النبي لنسائه قرابة الشهر) :
" وكان منزلي بالعوالي (مكان في ضواحي المدينة) في
بني أمية .. وكان لي جارٌ مِن الأنصار : كنا نتناوب النزول
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : فينزل يوما ً: فيأتيني
بخبر الوحي وغيره (أي بالجديد مِن القرآن والسُـنة) ..
وأنزل يوما ً: فآتيه بمثل ذلك " ...
صحيح سنن الترمذي للألباني (3318) ...
-----
وأتساءل مرة ًأخرى يا إخواني : كيف لا نقبل شهادة
(أبي هريرة) : والتي قبلها عنه : أكثر مِن (800) صحابي
وتابعي رووا عنه آحاديثه !!!!!!!..
فمِن الصحابة مثلا ً: (زيد بن ثابت - عبد الله بن عباس –
عبد الله بن عمر - أنس بن مالك – عائشة - أبو أيوب
الأنصاري) وغيرهم الكثير جدا ًرضي الله عنهم أجمعين ..
ومِن التابعين : (مروان بن الحكم - الحسن البصرى –
ابن سيرين - عامر الشعبى - عروة بن الزبير – همام بن
منبه) وغيرهم الكثير جدا ًأيضا ًرحمهم الله ....
فهل كل أولئك الـ 800 : تواطأوا على الكذب معه أو له ؟!
وهل يستمر الكذب لأكثر مِن 46 عاما ًمِن بعد موت النبي ؟!
------------
-------------------
3)) ما هو عدد الأحاديث التي تفرد بها أبو هريرة ؟!..
وأما المفاجأة الكبرى يا إخواني ....................
فهي أن الطاعنين في آحاديث (أبي هريرة) : ويوهمون
الناس أنه قد تفرد بها دونا ًعن باقي الصحابة (وخصوصا ً
أحاديث الشبهات التي تحتاج شرحا ًللعوام كخلق الله آدم على
صورته وكرؤية المؤمنين لله تعالى يوم القيامة والشفاعة .. إلخ) :
فهؤلاء الطاعنين في (أبي هريرة) عن طريق أمثال تلك
الآحاديث جميعا ً: لا يعلمون أن ما تفرد به (أبو هريرة)
رضي الله عنه مِن رواية آحاديث النبي في الكتب الستة :
هو أقل مِن عشرة آحاديث فقط !!!!!!!!!!.....
وأما باقي الآحاديث المروية عنه : فقد شاركه غيره روايتها
أيضا ًمِن الصحابة ًوأمهات المؤمنين !!!!....
صدق أو لا تصدق !...
----
فالآحاديث التي رواها (أبو هريرة) هي : 5374 حديثا ً
بالمُكرر .. وبمقارنتها بالحاسب الآلي في برامج الحديث الشهيرة
(كبرنامج : موسوعة الحديث الشريف وغيره) : يتبين لنا
أن عدد الآحاديث المُكررة فيها هو : 4074 حديث !...
فيكون عدد الأحاديث الفعلية التي رواها (أبو هريرة) في
كتب الحديث الستة هو : 1300 حديثا ًفقط !..
---
ثم بمقارنة تلك الآحاديث مع آحاديث باقي الصحابة :
لوجدنا أن ما تفرد به (أبو هريرة) عن غيره هو : أقل
مِن عشرة آحاديث فقط !!!!..
---
وعلى نفس المنوال : إذا قمنا بإضافة باقي كتب الحديث
التسعة (موطأ مالك – مُسند أحمد – الدارمي) : لوجدنا
أن آحاديث (أبي هريرة) تبلغ : 8960 حديثا ً.. وبعد
حذف المُكرر : يكون العدد الفعلي هو : 1475 حديث !
ومع المقارنة مع روايات نفس الآحاديث لصحابة آخرين :
لوجدنا أن ما تفرد به أبو هريرة في كتب الحديث التسعة
هو فقط : 42 حديثا ً!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!...
إذا ً:
فلماذا كل هذا الهجوم على أبي هريرة وحده ؟؟!!!..
---------------
----------------------
4)) لماذا الهجوم على أبي هريرة بالذات ؟!!..
نخلص مِن كل ما سبق : إلى حقيقة واحدة وهي :
أن الغرض الخفي مِن الطعن في الصحابي الجليل (أبي هريرة) :
هو الطعن في كل السُـنة : لصالح كل أعداء الدين !!.. بدءا ً
مِن المستشرقين مِن اليهود والنصارى !!.. وانتهاءً بالفرق
الإسلامية الضالة التي تصطدم بعشرات الآحاديث النبوية
التي تفضحهم !!!..
---
حيث لما كان الطعن في السُـنة : يستوجب الطعن في الصحابة
الذين نقلوا إلينا هذه السُـنة :
فهنا توقف الطاعنون ليبحثوا عن كبش فداء !!!...
لأن الطعن في (كل) الصحابة : يعني الطعن في القرآن الذي
ما انتقل إلينا إلا : عن طريق هؤلاء الصحابة !!!!...
ولكان ذلك كفيلا ًلفضح مجهودات هؤلاء الطاعنين وحقيقة هدفهم !!..
فكان كبش الفداء المُختار هو (أبو هريرة) رضي الله عنه !..
لأن الطعن فيه وحده : يعني الطعن في أكثر مِن (ألف ونصف)
حديث ٍتقريبا ً: تشمل معظم ثوابت وأ ُسس هذا الدين في
العقائد والتوحيد والأحكام !....
وحيث الطعن فيه وحده : يُعوضهم كذلك عن الطعن في كثير ٍ
مِن الصحابة المشهود لهم بالصلاح والخيرية والرضا عنهم :
وبنص القرآن الكريم في أكثر مِن موضع !.....
-----
وعلى هذا : تم بث العديد مِن الأكاذيب على هذا الصحابي
الجليل : والتي حتى : لم ينظر قائلوها وناقلوها إليها :
بنظر العقل والمنطق !!!...
حيث أختم معكم هذه الرسالة بمثالين عن ذلك ..
الأول :
ما جاء في كتاب : (أبو هريرة : شيخ المضيرة)
لـ (محمود أبو رية) .. مِن افتراء النفاق على (أبي
هريرة) رضي الله عنه بقولهم أنه :
" كان يأكل مع (معاوية) : فإذا حضرت الصلاة : صلى
خلف (علي) رضي الله تعالى عنهما !.. فإذا سأله الناس
عن ذلك قال : مضيرة معاوية : أدسم !.. والصلاة خلف
عليّ : أفضل " !!!....
وكل قاريء للتاريخ (سُني أو شيعي أو حتى مستشرق
كافر) : يسأل : منذ متى اجتمع (علي) و(معاوية) رضي
الله عنهما في مكان واحد مِن بعد الفتنة : ليأكل (أبو
هريرة) مع هذا !!.. ثم يُصلي خلف ذاك !!!...
و(عليٌ) في العراق أو المدينة : و(معاوية) في الشام !
---
وأما المثال الثاني والأخير :
فهو قولهم أن (أبا هريرة) : قد اصطفاه بنو أمية :
ورفعوا قدره وبنو له قصر العقيق ! : لأنه : أحسن
فيهم وفي (معاوية) رواية الآحاديث : وأخذ جانبه
في الفتنة بينه وبين (علي) !!!..
والصواب (تاريخيا َومِن كتب السير الموثوقة) :
أن (أبا هريرة) : كان مِمَن اعتزلوا الفتنة أصلا ًمثل
(سعد بن أبي وقاص) و(محمد بن مسلمة) وغيرهم !
وكيف لا : وهو راو ِحديث القعود في وقت الفتن !!!..
---
كما أنه لم يكن مُعدما ًحتى تستهويه الدنيا كما تستهوي
ذوي القلوب المريضة !.. بل كان ولاه مِن قبل (عمر)
رضي الله عنه على (البحرين) ! وما أدراك ما (عمر) !
وكيف لا وهو راو ِآحاديث المنع عن المسألة ومداهنة
الناس للنيل مِن عطائهم !!!..
---
بل : وانظروا لهذا الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه
عن (أبي زرعة) يقول :
" دخلت مع أبي هريرة : في دار مروان .. فرأى فيها
تصاوير فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : قال الله عز وجل : ومَن أظلم مِمَن ذهب يخلق
خلقا ًكخلقي !.. فليخلقوا ذرة !.. أو ليخلقوا حبة !..
أو ليخلقوا شعيرة " !....
فهل هذا هو الذي أحسن وضع الآحاديث لبني أ ُمية ؟
أم أن هذا هو سلوك :
مَن يصدع بالحق ولو في حضرة السلطان ؟!..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....
1)) ما هو اسمه ؟!..
2)) كيف يشهد أبو هريرة لأبي هريرة ؟!..
3)) ما هو عدد الأحاديث التي تفرد بها أبو هريرة ؟!..
4)) لماذا الهجوم على أبي هريرة بالذات ؟!!..
الإخوة الكرام ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
يُـحكى أن نحلة ً: وقفت في يوم ٍعلى نخلةٍ .. ثم لما تأهبت
للرحيل قالت : يا أيتها النخلة : استعدي وتماسكي جيدا ً:
لأني سوف أرحل عنكي !!.. فقالت لها النخلة باستغراب :
وهل شعرت بكِ حين حططتي : حتى أشعر بك حين ترحلين ؟!
----
فهكذا هو حال (السفهاء) دوما ًيا إخواني مع (العظماء) !!!..
يذرون في وجوههم الشبهات والأباطيل : وما فعلهم في ذلك :
إلا كمَن يذرو التراب في وجه الشمس : يظن أنه قادرٌ على
إخفائها أو حتى طمس نورها !!!!!!!!!!!!!!!!....
وهيهات !..
------------
1)) ما هو اسمه ؟!..
لقد جرت عادة العرب في رجالهم : أن يهتموا أيما اهتمام ٍ
بالكـُـنية !!.. حتى أنها قد تغلب في كثير ٍمِن الأحيان في شهرتها
وكثرة استخدامها : على اسم الشخص نفسه !!!..
وأما أصحاب الزيغ من المستشرقين والطاعنين في الدين : ففي
حربهم الضروس لمحاولة هدم (السُـنة) كمرحلة أولى لهدم الدين
كله تبعا ًلذلك :
فلم تمر عليهم هذه المعلومة مرور الكرام !!!..
بل رأوا فيها (شبهة ًجديدة) : يُمكن إضافتها لشبهات عديدة :
قد أكالوها للصحابي الجليل (أبي هريرة) رضي الله عنه !!!!...
----
فبعد كل خبل منكري السنة الذي افتروه عقلا ًومنطقا
(مثل نفيهم أن يكون الرسول قد تحدث في الدين
إلى الناس بغير القرآن !.. أو نفيهم أن يتناقل الصحابة والتابعين
والصالحين أحاديث وأخبار النبي وسُـنته فيما بينهم بالسند : حتى
تدوينها في كتب السُـنة) !!!...
تجدهم بعد ذلك كله وحدهم (أي مُنكري السُـنة) : يستحلون
لأنفسهم ((فقط)) : الاستشهاد والاستدلال من الأحاديث وكتب
السير والتاريخ المكذوبة على الرسول وصحابته والتاريخ :
وكأن ما لا يقبلونه على الناس : قد صار مباحا ًلهم فجأة !!..
أقول :
تجدهم بعد كل هذا الخبل : يُثيرون شبهة ًفي عدم معرفة اسم
(أبي هريرة) الحقيقي رضي الله عنه !!!!!!...
وكأنهم يعتقدون بهذا مثلا ً: أنهم سيثبتون بعد ذلك أنه كان
شخصية ًوهمية (كما حاول الروافض من قبل مع عبد الله بن
سبأ اليهودي !) .. أو يُثبتون أنه كان نكرة وسط الصحابة !!..
-----
ولن أتحدث هنا عن عدد الأحاديث التي رواها (أبو هريرة)
رضي الله عنه عن النبي : ونقلها عنه ما يقارب الـ (800)
صحابي وتابعي !!!.. لأن تفصيل ذلك سيأتي بعد قليل ٍبإذن
الله : مما يؤكد عدم تواطؤ هؤلاء الـ (800) صحابي وتابعي
على كذب اختلاق شخصية (وهمية) يقينا ً!!!!...
ناهيك بالطبع عن ترجمة هذا الصحابي الجليل في كل كتب
تراجم الرجال والسير !!!!!...
هذه واحدة ...
-----
وأما الثانية فهي : أن كثيرا ًمن الصحابة بالفعل (ومثلهم مثل
أبي هريرة في ذلك ولا فرق) :
نجد أن منهم مَن اشتهر بكنيته تماما ً: للدرجة التي لو سألت
فيها سواد المسلمين عن اسمه : ما عرفه منهم إلا أقل أقل أقل
القليل !!!!!!!!!!.... وأتحداكم بالآتي : وحاولوا أن تسألوا
أهاليكم وزملاءكم وأصدقائكم عنهم :
(أبو بكر الصديق) (أبو طلحة الأنصاري) (أبو ذر الغفاري)
(أبو أمامة الباهلي) (أبو عبيدة بن الجراح) (أبو أيوب
الأنصاري) (أبو سعيد الخدري) (أبو الدرداء) (أبو قتادة)
(أبو موسى الأشعري) (أبو بكرة) (أبو حُميد) (أبو أ ُسيد)
(أبو سلمة) (أبو خزيمة) ............. والقائمة طويلة !!!...
فأسأل :
كم مِنا يعلم الاسم الحقيقي لـ ((بعض)) هؤلاء الصحب الكرام ؟!
(وفيهم مَن فيهم مِن أكابر الصحابة كما هو واضح) !!!.........
فهل بالله عليكم : قدح في شخص أحدهم : عدم معرفة الناس
والمسلمين له : إلا بكــُنيته ؟!!!!!!!....
هل بالله عليكم : ضره ذلك أو قدح في دينه بشيء ؟!!!.............
اللهم لا !!!!...
-----
وأما إذا كان وجه الشبهة هو كثرة الاختلاف على الاسم الحقيقي
للصحابي المشهور بكنيته : فهذا بسبب طغيان الكنية كما قلنا على
الاسم الحقيقي !.. فما (أبا هريرة) في ذلك ببدعة وسط الصحابة ؟!
بل قد اختــُلف في الاسم الحقيقي لكثير منهم أيضا ً!.. فلماذا تم ترك
الحديث عن كل هؤلاء : وانصب الطعن في (أبي هريرة) وحده ؟!
فهذا (أبو ذر الغفاري) رضي الله عنه :
قد اختــُلف في اسمه كثيرا ً: ولكن الراجح مِن قول العلماء كما هو
معروف ومشهور هو : (جندب بن جنادة) !!!!...
وإليكم الكلام التالي مِن (أ ُسد الغابة 6/99) و(طبقات بن سعد 4/61)
" هذا : وقد اختــُلف في اسم أبي ذر .. فقيل : جندب بن جنادة - وهو
أكثر وأصح ما قيل - وقيل : برير بن عبد الله .. وبرير بن جنادة ..
وبريرة بن عشرقة .. وقيل : جندب بن عبد الله .. وقيل جندب بن سكن ..
والمشهور : جندب بن جنادة بن قيس بن عمرو بن مليل بن صعير بن
حرام بن غفار .. وقيل : جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد الله بن حرام
بن غفار بن قليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن
مدركة الغفاري " !!!!!!!!!!!..
-----
فهكذا أيضا ًكان راوية الإسلام الأول بلا منازع : فما العلة إذا ً؟!!..
حيث اختــُلف في اسم (أبي هريرة) رضي الله عنه : ولكن الراجح
أيضا ًوالمعروف مِن قول العلماء : هو أن اسمه قبل الإسلام كان :
(عبد شمس بن صخر) .. فلما أسلم وجاء إلى النبي : أسماه النبي :
(عبد الرحمن بن صخر الدوسي) نسبة ًلقبيلة دوس المعروفة !!..
وكما كان دأب النبي في تغيير الأسماء القبيحة أو الشركية !!!...
فما الغريب إذا ًعند هؤلاء المعترضين ؟!!!..
وما الشاذ في ذلك الصحابي الجليل الذي لم يجدوا شيئا ً
يعيبونه عليه : فعابوا عليه كنيته بـ (أبي هريرة) !!!!!!!!!!!!!!...
فسبحان الله العظيم !!..
عندما يتصف الصحابي بالغلظة والقوة : ينتقدونه !!!!..
وعندما يتصف بالرحمة والعطف واللين : أيضا ًينتقدونه !!!!.....
-----
فأما سبب كنيته بـ (أبي هريرة) : فهو أنه كان يرعى الغنم
في قومه في اليمن : ومعه هرة (أي قطة) صغيرة : يعطف عليها ..
فيضعها في الليل في الشجر .. ويصحبها في النهار معه !!!!..
فهل مِن اعتراض ؟!!!!!!!!!!!!!!!....
----
(وسوف أذكر لكم قرب نهاية هذه الرسالة : لماذا الهجوم على
أبي هريرة بالذات إن شاء الله) ...
----------
----------------------
2)) كيف يشهد أبو هريرة لأبي هريرة ؟!!..
مِن الرسائل والأسئلة والتعليقات التي جاءتني : هي قول أحد
الإخوة الكرام :
كيف نقبل شهادة (أبي هريرة) على نفسه بحفظ آحاديث
النبي ؟؟؟.. وكذلك شهادة (عبد الله بن عمرو) بأن النبي
أذن له في كتابة آحاديثه ؟؟...
----
حيث يقصد الأخ السائل : ما أوردته لكم مِن آحاديث تدل
على موافقة النبي على نقل الصحابة الآحاديث عنه !
سواءٌ كان النقل شفاهية ً.. أو كتابة ً...
حيث روى البخاري في صحيحه عن (أبي هريرة) قال :
" قلت : يا رسول الله : إني أسمع مِنك حديثا ًكثيرا ً:
أنساه (أي مِن كثرته وتداخله) .. قال : ابسط
رداءك .. فبسطته .. قال : فغرف بيديه : ثم قال :
ضـُمه .. فضممته : فما نسيت شيئا ًبعده " !!..
رواه البخاري .......
---
وأما إقرار النبي للنقل عنه كتابة ً:
فعن (عبد الله بن عمرو) قال :
" كنت أكتب كل شىءٍ أسمعه مِن رسول الله صلى
الله عليه وسلم : أريد حفظه .. فنهتني قريش ٍوقالوا :
أتكتب كل شىءٍ تسمعه : ورسول الله صلى الله عليه
وسلم : بشر : يتكلم في الغضب والرضا ؟!.. فأمسكت
عن الكتابة .. فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه
وسلم : فأومأ بإصبعه إلى فيه (أي أشار إلى فمه) فقال :
اكتب .. فوالذي نفسي بيده : ما يخرج منه إلا حق " !..
رواه أبو داود وصححه الألباني ...
---------
حيث ظن أخي الكريم أن مجرد كون راويي الحديثين
هما (أبو هريرة) و(عبد الله بن عمرو) نفسيهما :
أن ذلك : يقدح في صحة هذا الاستدلال !!!..
فأقول والله المستعان .......
----
إن لكل قول : بينة ٌودليل !...
فإذا غابت تلكم البينة وذاك الدليل عن ذلك القول :
تعرض القائل لشبهة الكذب حينئذٍ ولا ملامة !...
فعندما يشم الناس مِن فمي رائحة الخمر مثلا ً: فتلك
بينة ٌودليلٌ على شربي للخمر : مهما دافعت عن نفسي
ونفيت !.. والعكس بالعكس : أي إذا أمسكني الناس
واتهموني بشرب الخمر : ثم لم يجدوا مِني رائحتها :
فذاك دليل براءةٍ ولا شك !!!...
----
فـ (أبو هريرة) و(عبد الله بن عمرو) رضي الله عنهما
عندما يرويان مثل هذه الآحاديث : فإنما يرويانها وسط
مئات الصحابة الذين لو علِموا أنهما يكذبان :
لردوا عليهما ولفضحوهما في الحال ! ولانتقلت تلك
الردود أو الفضائح إلينا : عبر الآحاديث أيضا ً!!!!...
---
ولكن كان المُشاهد هو : قبول مئات الصحابة والتابعين
لهذه الآحاديث مِن (أبي هريرة) و(عبد الله بن عمرو) :
بالموافقة والتصديق !!!...
وذلك لأنهم قد رأوا مِن الدلالات ما يؤكد قول كل ٍمِنهما !
حيث كان (أبو هريرة) بالفعل (وكما قال في الحديث) :
أكثر الناس حفظا ًلحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم !
بل : وأكثر الناس رواية ًعن النبي كما سنرى بالأرقام
بعد قليل .....
وكان (عبد الله بن عمرو) بالفعل : هو صاحب الآحاديث
المُدونة الموثوقة بين الصحابة والتابعين !..
حتى أن (أبا هريرة) نفسه : ظن أن مَن يليه في كثرة
الحديث عن النبي : هو (عبد الله بن عمرو) !!!..
حيث جاء عن (أبي هريرة) في الحديث الصحيح :
" قال : ليس أحدٌ أكثر حديثا ًعن رسول الله صلى الله
عليه وسلم مِني : إلا عبد الله بن عمرو !.. فإنه كان
يكتب : وكنت لا أكتب " ..
صححه الألباني في سنن الترمذي (3841 و 2668)
---------
وأما كبار الصحابة : فكانوا يعترفون لـ (أبي هريرة)
رضي الله عنه بهذه المنزلة الرفيعة : فكيف لا نقبل نحن
شهادته : إذا كان قد قبلها مَن هم أفضل مِنا ؟!!!!!!..
فعن (عبد الله بن عمر) رضي الله عنهما : أنه قال
لـ (أبي هريرة) رضي الله عنه :
" أنت كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
وأحفظنا (وفي رواية أعلمنا) بحديثه " !!!!...
صحيح سنن الترمذي للألباني (3836) ..
وأما قصة ذلك كما جاء في صحيح مسلم وغيره :
عن (عامر بن سعد بن أبي وقاص) رضي الله عنه أنه :
" كان قاعدا ًعند ابن عمر رضي الله عنهما : إذ طلع
خباب صاحب المقصورة فقال : يا عبد الله بن عمر ألا
تسمع ما يقول أبو هريرة رضي الله عنه !.. يقول إنه :
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : مَن خرج
مع جنازة مِن بيتها وصلى عليها واتبعها حتى تــُدفن :
كان له قيراطان مِن الأجر : كل قيراط مِثل أ ُحد (وهو
الجبل المعروف بالمدينة) .. ومَن صلى عليها (أي ولم
يحضر دفنها) ثم رجع : كان له مِن الأجر مثل أ ُحد !..
فأرسل ابن عمر (أي رسولا ً) إلى عائشة رضي الله عنها :
يسألها عن قول أبي هريرة : ثم يرجع إليه فيخبره بما
قالت .. وأخذ ابن عمر قبضة ًمِن حصى المسجد : يُـقلبها
في يده حتى يرجع .. فقال (أي الرسول) قالت عائشة :
صدق أبو هريرة .. فضرب ابن عمر بالحصى الذي كان في
يده الأرض .. ثم قال : لقد فرطنا في قراريطٍ كثيرة " !
حتى كان (ابن عمر) يترحم عليه فى جنازته ويقول :
" كان يحفظ على المسلمين حديث رسول الله " !......
------
ومع المقارنة بالحاسب الآلي لآحاديث الصحابة في كتب
الآحاديث الستة المُعتمدة (البخاري ومسلم والترمذي
والنسائي وأبي داود وابن ماجة) : نرى أن أكثرهم رواية
عن رسول الله (وهم الذين تعدوا الألف حديث) هم :
1.. (أبو هريرة) : 5374 حديث بالمُكرر ..
2.. (عبد الله بن عمر) : 2630 حديث بالمُكرر ..
3.. (أنس بن مالك) : 2286 حديث بالمُكرر ..
4.. (عائشة) أم المؤمنين : 2210 حديث بالمُكرر ..
5.. (عبد الله بن عباس) : 1660 حديث بالمُكرر ..
6.. (جابر بن عبد الله) : 1540 حديث بالمُكرر ..
7.. (أبو سعيد الخدري – سعد بن مالك) :
1170 حديث بالمُكرر ..
----
وأما سر كثرة رواية (أبي هريرة) عن النبي : برغم
صغر مدة صحبته مقارنة ًبغيره : فتعالوا معا ًنقرأ
الآتي ..............
---
أسلم (أبو هريرة) في اليمن على يد (الطفيل بن عمرو الدوسي)
رضي الله عنهما .. وكان قد تعدى الثلاثين مِن العمر بقليل ..
وما أن أسلم وملأ الإيمان قلبه : حتى أدرك أنه :
قد فاته الكثير والكثير مِن الخير مِن صحبة النبي !..
فهاجر على الفور إلى المدينة .. فقدم على رسول الله
أثناء فتح خيبر في شهر المُحرم عام 7 مِن الهجرة ..
فشهد غزوة خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
ثم قرر أن يُلازم رسول الله حتى آخر حياته !.. ولا ينشغل
عنه بشيء ...
----
فكان مع رسول الله في مسجده .. يدور معه في بيوت
نسائه يخدمه (وبيوت زوجات النبي : كانت غرفا ًمُلاصقة
للمسجد النبوي كم سأ ُريكم صورتها في رسالة قادمة)
حيث اختار (أبو هريرة) أخذ العلم والسُـنن والحديث عن
النبي : بدلا ًمِن قضاء وقته في السعي على الرزق كغيره
مِن أكابر الصحابة !!!..
حتى أن كبار الصحابة أنفسهم : كانوا يسألونه عن آحاديث
النبي التي تفوتهم ! وذلك كـ (عمر وعثمان وطلحة وعلي
والزبير) رضي الله عنهم أجمعين !!.. حيث ما كان يخفى
عليه شيءٌ مِن أحادبث رسول الله منذ لازمه !.... ولا حتى
في غزواته !.. وكانت تكفيه اللقيمات القليلة في ذلك !....
بل : وأصابته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم المباركة
له بقوة الحفظ وعدم النسيان كما قرأنا معا ً!!!!!....
---
وعلى هذا : فقد صاحب (أبو هريرة) النبيَ : أربعة أعوام
إلا قليل (تقريبا ً1460 يوم) !!!... سمع خلالها العديد
والعديد مِن آحاديث النبي !... حتى أنه عندما كان يُسأل
بغرابة مِن التابعين عن سر تلك الكثرة : كان يقول كما
في صحيح البخاري وغيره :
" يقولون : إن أبا هريرة : قد أكثر (أي أكثر من رواية
الحديث عن النبي) والله الموعد (أي والله يحكم عليّ
إن كنت كاذبا ًيوم القيامة) ويقولون : ما بال المهاجرين
والأنصار : لا يتحدثون مثل أحاديثه ؟!.. وسأخبركم عن
ذلك :
إن إخوانى مِن الأنصار : كان يشغلهم عمل أراضيهم ..
وإن إخوانى مِن المهاجرين : كان يشغلهم الصفق (أي
التجارة) بالأسواق .. وكنت ألزم رسول الله عليه الصلاة
والسلام : على ملئ بطنى (أي لا أبغي مِنه إلا أن يُطعمني
مِما يطعم : حرصا ًمِني على ملازمته التامة لأخذ الحديث
عنه) .. فأشهد إذا غابوا !.. وأحفظ إذا نسوا !..
ولقد قال رسول الله يوما ً:
أيكم يبسط ثوبه : فيأخذ مِن حديثى هذا : ثم يجمعه إلى
صدره ؟! فإنه لن ينس شيئا ًسمعه (وفي صيغة الخطاب
هذه مِن رسول الله " أيكم " : إشارة إلى أنه كان هناك
أكثر مِن جالس أمام النبي !!) .. فبسطت بُردة ًعلىّ : حتى
فرغ مِن حديثه .. ثم جمعتها إلى صدرى : فما نسيت بعد
ذلك اليوم شيئا ًحدثنى به !.. ولولا آيتان أنزلهما الله فى
كتابه : ما حدثت شيئا ًأبدا ً(أي مخافة كتمان العلم) :
" إن الذين يكتمون ما أنزلنا مِن البينات والهدى : مِن بعد
ما بيناه للناس في الكتاب : أولئك يلعنهم الله .. ويلعنهم
اللاعنون .. إلا الذين : تابوا .. وأصلحوا .. وبينوا :
فأولئك أتوب عليهم : وأنا التواب الرحيم " ....
----
فهذا الكلام مِن (أبي هريرة) نفسه : قد شهد له الصحابة
الذين عايشوه بالصدق (حيث مات عام 59 هـ) !!.. وذلك
كما رأينا بالأعلى ! كما يشهد له أيضا ً: أخبار عدم ملازمة
الصحابة كلهم للنبي طوال الوقت بالفعل .. وذلك مِثل قول
(عمر) رضي الله عنه في جزء مِن حديث صحيح (وهو حديث
اعتزال النبي لنسائه قرابة الشهر) :
" وكان منزلي بالعوالي (مكان في ضواحي المدينة) في
بني أمية .. وكان لي جارٌ مِن الأنصار : كنا نتناوب النزول
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : فينزل يوما ً: فيأتيني
بخبر الوحي وغيره (أي بالجديد مِن القرآن والسُـنة) ..
وأنزل يوما ً: فآتيه بمثل ذلك " ...
صحيح سنن الترمذي للألباني (3318) ...
-----
وأتساءل مرة ًأخرى يا إخواني : كيف لا نقبل شهادة
(أبي هريرة) : والتي قبلها عنه : أكثر مِن (800) صحابي
وتابعي رووا عنه آحاديثه !!!!!!!..
فمِن الصحابة مثلا ً: (زيد بن ثابت - عبد الله بن عباس –
عبد الله بن عمر - أنس بن مالك – عائشة - أبو أيوب
الأنصاري) وغيرهم الكثير جدا ًرضي الله عنهم أجمعين ..
ومِن التابعين : (مروان بن الحكم - الحسن البصرى –
ابن سيرين - عامر الشعبى - عروة بن الزبير – همام بن
منبه) وغيرهم الكثير جدا ًأيضا ًرحمهم الله ....
فهل كل أولئك الـ 800 : تواطأوا على الكذب معه أو له ؟!
وهل يستمر الكذب لأكثر مِن 46 عاما ًمِن بعد موت النبي ؟!
------------
-------------------
3)) ما هو عدد الأحاديث التي تفرد بها أبو هريرة ؟!..
وأما المفاجأة الكبرى يا إخواني ....................
فهي أن الطاعنين في آحاديث (أبي هريرة) : ويوهمون
الناس أنه قد تفرد بها دونا ًعن باقي الصحابة (وخصوصا ً
أحاديث الشبهات التي تحتاج شرحا ًللعوام كخلق الله آدم على
صورته وكرؤية المؤمنين لله تعالى يوم القيامة والشفاعة .. إلخ) :
فهؤلاء الطاعنين في (أبي هريرة) عن طريق أمثال تلك
الآحاديث جميعا ً: لا يعلمون أن ما تفرد به (أبو هريرة)
رضي الله عنه مِن رواية آحاديث النبي في الكتب الستة :
هو أقل مِن عشرة آحاديث فقط !!!!!!!!!!.....
وأما باقي الآحاديث المروية عنه : فقد شاركه غيره روايتها
أيضا ًمِن الصحابة ًوأمهات المؤمنين !!!!....
صدق أو لا تصدق !...
----
فالآحاديث التي رواها (أبو هريرة) هي : 5374 حديثا ً
بالمُكرر .. وبمقارنتها بالحاسب الآلي في برامج الحديث الشهيرة
(كبرنامج : موسوعة الحديث الشريف وغيره) : يتبين لنا
أن عدد الآحاديث المُكررة فيها هو : 4074 حديث !...
فيكون عدد الأحاديث الفعلية التي رواها (أبو هريرة) في
كتب الحديث الستة هو : 1300 حديثا ًفقط !..
---
ثم بمقارنة تلك الآحاديث مع آحاديث باقي الصحابة :
لوجدنا أن ما تفرد به (أبو هريرة) عن غيره هو : أقل
مِن عشرة آحاديث فقط !!!!..
---
وعلى نفس المنوال : إذا قمنا بإضافة باقي كتب الحديث
التسعة (موطأ مالك – مُسند أحمد – الدارمي) : لوجدنا
أن آحاديث (أبي هريرة) تبلغ : 8960 حديثا ً.. وبعد
حذف المُكرر : يكون العدد الفعلي هو : 1475 حديث !
ومع المقارنة مع روايات نفس الآحاديث لصحابة آخرين :
لوجدنا أن ما تفرد به أبو هريرة في كتب الحديث التسعة
هو فقط : 42 حديثا ً!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!...
إذا ً:
فلماذا كل هذا الهجوم على أبي هريرة وحده ؟؟!!!..
---------------
----------------------
4)) لماذا الهجوم على أبي هريرة بالذات ؟!!..
نخلص مِن كل ما سبق : إلى حقيقة واحدة وهي :
أن الغرض الخفي مِن الطعن في الصحابي الجليل (أبي هريرة) :
هو الطعن في كل السُـنة : لصالح كل أعداء الدين !!.. بدءا ً
مِن المستشرقين مِن اليهود والنصارى !!.. وانتهاءً بالفرق
الإسلامية الضالة التي تصطدم بعشرات الآحاديث النبوية
التي تفضحهم !!!..
---
حيث لما كان الطعن في السُـنة : يستوجب الطعن في الصحابة
الذين نقلوا إلينا هذه السُـنة :
فهنا توقف الطاعنون ليبحثوا عن كبش فداء !!!...
لأن الطعن في (كل) الصحابة : يعني الطعن في القرآن الذي
ما انتقل إلينا إلا : عن طريق هؤلاء الصحابة !!!!...
ولكان ذلك كفيلا ًلفضح مجهودات هؤلاء الطاعنين وحقيقة هدفهم !!..
فكان كبش الفداء المُختار هو (أبو هريرة) رضي الله عنه !..
لأن الطعن فيه وحده : يعني الطعن في أكثر مِن (ألف ونصف)
حديث ٍتقريبا ً: تشمل معظم ثوابت وأ ُسس هذا الدين في
العقائد والتوحيد والأحكام !....
وحيث الطعن فيه وحده : يُعوضهم كذلك عن الطعن في كثير ٍ
مِن الصحابة المشهود لهم بالصلاح والخيرية والرضا عنهم :
وبنص القرآن الكريم في أكثر مِن موضع !.....
-----
وعلى هذا : تم بث العديد مِن الأكاذيب على هذا الصحابي
الجليل : والتي حتى : لم ينظر قائلوها وناقلوها إليها :
بنظر العقل والمنطق !!!...
حيث أختم معكم هذه الرسالة بمثالين عن ذلك ..
الأول :
ما جاء في كتاب : (أبو هريرة : شيخ المضيرة)
لـ (محمود أبو رية) .. مِن افتراء النفاق على (أبي
هريرة) رضي الله عنه بقولهم أنه :
" كان يأكل مع (معاوية) : فإذا حضرت الصلاة : صلى
خلف (علي) رضي الله تعالى عنهما !.. فإذا سأله الناس
عن ذلك قال : مضيرة معاوية : أدسم !.. والصلاة خلف
عليّ : أفضل " !!!....
وكل قاريء للتاريخ (سُني أو شيعي أو حتى مستشرق
كافر) : يسأل : منذ متى اجتمع (علي) و(معاوية) رضي
الله عنهما في مكان واحد مِن بعد الفتنة : ليأكل (أبو
هريرة) مع هذا !!.. ثم يُصلي خلف ذاك !!!...
و(عليٌ) في العراق أو المدينة : و(معاوية) في الشام !
---
وأما المثال الثاني والأخير :
فهو قولهم أن (أبا هريرة) : قد اصطفاه بنو أمية :
ورفعوا قدره وبنو له قصر العقيق ! : لأنه : أحسن
فيهم وفي (معاوية) رواية الآحاديث : وأخذ جانبه
في الفتنة بينه وبين (علي) !!!..
والصواب (تاريخيا َومِن كتب السير الموثوقة) :
أن (أبا هريرة) : كان مِمَن اعتزلوا الفتنة أصلا ًمثل
(سعد بن أبي وقاص) و(محمد بن مسلمة) وغيرهم !
وكيف لا : وهو راو ِحديث القعود في وقت الفتن !!!..
---
كما أنه لم يكن مُعدما ًحتى تستهويه الدنيا كما تستهوي
ذوي القلوب المريضة !.. بل كان ولاه مِن قبل (عمر)
رضي الله عنه على (البحرين) ! وما أدراك ما (عمر) !
وكيف لا وهو راو ِآحاديث المنع عن المسألة ومداهنة
الناس للنيل مِن عطائهم !!!..
---
بل : وانظروا لهذا الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه
عن (أبي زرعة) يقول :
" دخلت مع أبي هريرة : في دار مروان .. فرأى فيها
تصاوير فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : قال الله عز وجل : ومَن أظلم مِمَن ذهب يخلق
خلقا ًكخلقي !.. فليخلقوا ذرة !.. أو ليخلقوا حبة !..
أو ليخلقوا شعيرة " !....
فهل هذا هو الذي أحسن وضع الآحاديث لبني أ ُمية ؟
أم أن هذا هو سلوك :
مَن يصدع بالحق ولو في حضرة السلطان ؟!..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....