التسميات

الأربعاء، 26 سبتمبر 2012


متفرقات ...
آدم وحواء والتنوع الجيني ...

الأخوة الكرام ..

منذ فترة كنت أجبت على تساؤلات لأخت في منتدى التوحيد عن آدم وحواء والتنوع الجيني .. حيث قالت :
-----
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

أخواني وأخواتي فى منتدى التوحيد بارك الله فيكم جميعا .......
موضوعي اليوم شوية محتاج جمع بين العلم والدين ....
وتساؤلى اليوم عن التنوع الجيني فى البشر هل هو أساسه كله فقط من أدم عليه السلام وحوا ......... أم أن الله سبحانه وتعالى خلق خلق آخر بعد آدم عليه السلام
وهل الله سبحانه وتعالى أوضح فى القرأن الكريم فيما معناه انه لم يخلق في البشر غير آدم عليه السلام فقط كأساس لذرية بني أدم وهناك تأكيد على ذلك ؟!!! أى ( اتى باقى الخلق من صلبه؟!!! وما الدليل ؟ ).........

أرجو التوضيح بالتفسير وبالقرآن الكريم
وما معنى تلك الآية الكريمة (إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين ) ‫الانعام 133
والأية ( إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد )
--------


فقمت بتقسيم إجابتي عليها إلى أكثر من جزء ..

بين :
أمثلة وراثية علمية على عدم تعارض التنوع الجيني من آدم وحواء ..
وبين :
مثال عملي من حياتنا الواقعية بخصوص مزج الألوان في الطابعات ..
وبين :
نقل تفاسير الآيات التي ذكرتها الأخت ..
فأنقلها هنا للإفادة مع بعض التصرف اليسير والله الموفق ...
-----------
-----------------------


أهلا ًبك أختنا الفاضلة ...

قبل بيان تفاسير العلماء للآيات أختي الكريمة :

أود أولا ًاستعراض إجابة كنت أجبت بها أحد الإخوة على سؤاله التالي المنقول عن أحد التطوريين :

سؤالي لك اذا كان التطور غير صحيح فكيف تفسر وجود ثمان فصائل للدم a- a+ b- b+ o- o+ ab- ab+ , كيف وجدت هذه الفصائل من رجل وامرأه فقط ؟

فأجبته بالآتي :

------------- 

وأما بالنسبة لفصائل الدم وأنواعها الثمانية ...

فسوف أ ُجيب هنا بكل بساطة واختصار : إلا لو أراد المعاند الاستفاضة ..

أقول ...

1...

أول خطأ بالنسبة للشبهات الوراثية التي يثيرها التطوريون والملحدون عن آدم وحواء : هو افتراض أن حواء كانت مماثلة لآدم في كل شيء (أي في الجينات أيضا ً) أقول :
كيف هذا بالله عليكم : وأبسط شيء يتبادر لعقل العاقل هو أنها كانت (امرأة) كاملة النضج والأنوثة وهو (رجل) ؟!!!!..
فهل هذا على الله ببعيد ؟؟.. أن يُخرج حواء من آدم بجينات مختلفة عنه ؟!!..
أوليس لنا في ولادة المسيح من أمه مريم عليهما السلام : خير مثال ؟!!..
حيث أنه من المعلوم التوالد العذري أو البكري لو وقع في الكائنات الحية (وهو أن تلد الأنثى بمفردها بغير ذكر حيث تبدأ بويضتها في التضاعف بمفردها) : أولم تعلموا أنها كان من المفترض ((علميا ً)) ألا تلد إلا أنثى لأنها تحمل كروموسومي الأنوثة فقط XX ؟!!..
فمن أين جاء المسيح عليه السلام بالكروموسوم الذكري Y ؟!!..
إذا ً:
إن خلق حواء من آدم عليه السلام : هو خلق معجز وبجينات جديدة : مثل خلق عيسى من مريم عليهما السلام بجينات مختلفة ..


والشاهد من ذلك بالنسبة لآدم وحواء :

هو أن لكل منهما خريطته الوراثية المخلوقة كرجل وامرأة : والتي تم توزيع الألايل والجينات الوراثية بينهما بحكمة الله عز وجل : لتعطي التنوع الذي نراه في البشرية اليوم !!!..
والكلام لمَن لا يفهم :
أن الله تعالى جعل جيناتهما : تكمل بعضها البعض لإعطاء كافة الاحتمالات التي نراها اليوم في البشر ...


2...

مثال ...
بالنسبة لتنوع وتدرج ألوان البشرة في الإنسان ...
فقد وُجد أن المتحكم في هذه الصفة : ثلاثة أزواج من الجينات على الأقل وقد رُمز لها بـ :
(A) ومقابله (a) - و(B) ومقابله (b) - و(C) ومقابله (c) ..


حيث البشرة الشديدة السواد هي : AA BB CC

والبشرة الشديدة البياض هي : aa bb cc
وأما البشرة المتوسطة اللون بينهما فهي : Aa Bb Cc


وعليه .. فلو افترضنا أن آدم وحواء عليهما السلام كانا ذوي بشرة متوسطة اللون ..

فإنه عند تزاوجهما :
فلدينا 64 احتمالا ًللناتج !!!.. يُمثلون 7 درجات ألوان رئيسية !!!..
(ويماثل حالة آدم وحواء في الصورة التالية : الجيل الأول) :



3...

فإذا فهمنا تلك الحكمة المقصودة في توزيع الله تعالى للجينات بين آدم وحواء بما يخلق التنوع في البشر ..
فإذا طبقناه على شبهة الزميل التطوري عن فصائل الدم أقول ..


ترجع فصائل الدم إلى ثلاثة جينات بديلة وهي : A - B - O

وكل ٌمن A - B سائدين على O ..
وبديلة تعني : أن الإنسان الواحد لا يمكن أن يجمع أكثر من اثنين منها في وقت واحد ..


وعليه .. فلو حمل آدم أو حواء عليهما السلام جينات : AO (أي A)

وحمل الآخر : BO (أي B) لأن A و B سائدين على الـ O كما قلنا : 
فإن احتمالات الأبناء ستنتج لنا فصائل الدم الأربعة التالية في أول جيل أبناء :
AB - AO - BOOO


ولكن لا نزال نفتقد الفصيلة A الخالصة (أي AA) وكذلك الفصيلة B الخالصة (أي BB) : وهذه تأتي في الجيل الثاني من تزاوج AB مع كل ٍمن AO (حيث ينتج لنا في الأبناء AA) ومع BO (حيث ينتج لنا في الأبناء BB) !!!..

وبهذا يكون لدينا كل فصائل الدم المعروفة !!!!...

4...

وأما الموجب والسالب لكل فصيلة :
فيقصد بهما الزميل : عامل ريسيس !!!.. حيث لو كان موجودا ًفي فصيلة : تكون موجبة .. ولو لم يوجد : تكون سالبة !!!..
وأما المفاجأة :
فهي أن عامل ريسيس صفة سائدة .. ويتحكم في ظهورها ثلاثة أزواج من الجينات السائدة وهي المرموز لها بـ (CCDD - EE) .. ولهذه الجينات ثلاثة بدائل في المقابل متنجية وهي (ccddee) !!!..
ويمكن مع تطبيق نفس احتمالات لون البشرة كما شرحت في النقطة :
نحصل على الموجب والسالب ...


ولمزيد من المعلومات الوراثية الصفحة التالية :


والجزء الخاص بفصائل الدم ويليها عامل ريسيس من منتصف الصفحة بالضبط ..

والحمد لله رب العالمين ..

يُـتبع إن شاء الله بنقل تفسير الآيات ...

------------
---------------------------


والآن أختي الفاضلة ...

لم يأت في القرآن أو السنة ما يُشير تصريحا ًإلى وجود بشر قبل آدم عليه السلام :
أو كونه تطور منهم أو عنهم ..
وحتى كلمة أطوارا ًالمذكورة في آية سورة نوح عليه السلام :
ما لكم لا ترجون لله وقارا ً: وقد خلقكم أطوارا ً" :


فالأطوار هنا هي المراحل التي يمر بها خلق الإنسان .. سواء خلق آدم من تراب وطين (وكذلك كلنا لأننا منه في الأصل) : أو سواء ما مررنا به نحن من مراحل في التخليق من نطفة إلى علقة إلى مضغة إلخ ..

ويُرجى النظر في الرابط التالي لمزيد من التفصيل :

وأما الالتباس الحادث في كلمات ٍمثل (خلق) و (قوم) في القرآن وتفسيره :

فيُزيله كلام العلماء أنفسهم .. حيث يجب معرفة قصدهم بذلك : وقبل تأويله بما يناسب التطور :
فالقرآن حمال أوجه : لمَن قصر به علمه ..
ولعل أبلغ تفسير في بيان تلك الآيات هو تفسير ابن كثير رحمه الله ...
ولكني سأجعله في النهاية ..


وأما تفسير الآية الأولى :

إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين " ..
الأنعام 133 ..


1...

فمن تفسير الطبري :

وأما قوله: { إنْ يَشأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشاءُ } فإنه يقول: إن يشأ ربك يا محمد الذي خلق خلقه لغير حاجة منه إليهم وإلى طاعتهم إياه { يُذْهِبْكُمْ } يقول: يهلك خلقه هؤلاء الذين خلقهم من ولد آدم { وَيْسَتخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشَاءُ } يقول: ويأت بخلق غيركم، وأمم سواكم يخلفونكم في الأرض من بعدكم، يعني: من بعد فنائكم وهلاككم. { كمَا أنْشَأكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ } كما أحدثكم وابتدعكم من بعد خلقٍ آخرين كانوا قبلكم. ومعنى «مِنْ» في هذا الموضع: التعقيب، كما يقال في الكلام أعطيتك من دينارك ثوباً، بمعنى: مكان الدينار ثوباً، لا أن الثوب من الدينار بعض، كذلك الذين خوطبوا بقوله: { كمَا أنْشأَكُمْ } لم يرد بإخبارهم هذا الخبر أنهم أنشئوا من أصلاب قوم آخرين، ولكن معنى ذلك ما ذكرنا من أنهم أنشئوا مكان خَلْقٍ خَلْفَ قوم آخرين قد هلكوا قبلهم. والذرية الفُعيلة من قول القائل: ذرأ الله الخلق، بمعنى خلقهم فهو يذرؤهم، ثم ترك الهمزة فقيل: ذرا الله، ثم أخرج الفُعيلة بغير همز على مثال العُلِّية. وقد رُوي عن بعض المتقدمين أنه كان يقرأ: «مِنْ ذَرِيئَةِ قَوْمِ آخَرِينَ» على مثال فَعِيلَة. وعن آخر أنه كان يقرأ: «وَمِنْ ذُرْيَةِ» على مثال عُلْيَة. والقراءة التي عليها القرّاء في الأمصار: { ذُرّيَّة } بضمّ الذال وتشديد الياء على مثال عُلِّية. وقد بيَّنا اشتقاق ذلك فيما مضى قبل بما أغنى عن إعادته ههنا. وأصل الإنشاء: الإحداث، يقال: قد أنشأ فلان يحدّث القوم، بمعنى: ابتدأ وأخذ فيه.

2...

ومن تفسير القرطبي :

قوله تعالى: { وَرَبُّكَ ٱلْغَنِيُّ } أي عن خلقه وعن أعمالهم. { ذُو ٱلرَّحْمَةِ } أي بأوليائه وأهل طاعته. { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } بالإماتة والاستئصال بالعذاب. { وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُمْ مَّا يَشَآءُ } أي خلقاً آخر أَمْثَلَ منكم وأطوع. { كَمَآ أَنشَأَكُمْ مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ } والكاف في موضع نصب، أي يستخلف من بعدكم ما يشاء استخلافاً مثل ما أنشأكم، ونظيره :

إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا ٱلنَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ }
[النساء: 133].
وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ }
[محمد: 38]. 
فالمعنى يبدّل غيركم مكانكم، كما تقول: أعطيتك من دينارك ثوباً.


3...

ومن تفسير ابن كثير :

يقول تعالى: { وَرَبُّكَ } يا محمد { ٱلْغَنِىُّ } أي: عن جميع خلقه من جميع الوجوه، وهم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، { ذُو ٱلرَّحْمَةِ } أي: وهو مع ذلك رحيم بهم، كما قال تعالى:

إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ }[البقرة: 143] 
إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } أي: إذا خالفتم أمره { وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَآءُ } أي: قوماً آخرين، أي: يعملون بطاعته { كَمَآ أَنشَأَكُمْ مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ ءَاخَرِينَ } أي: هو قادر على ذلك، سهل عليه، يسير لديه، كما أذهب القرون الأولى، وأتى بالذي بعدها، كذلك هو قادر على إذهاب هؤلاء والإتيان بآخرين، كما قال تعالى:
إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا ٱلنَّاسُ وَيَأْتِ بِئَـاخَرِينَ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ ذٰلِكَ قَدِيراً }
[النساء: 133] وقال تعالى:
يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِىُّ ٱلْحَمِيدُ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُـمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ }
[فاطر:15-17]. وقال تعالى:
وَٱللَّهُ ٱلْغَنِىُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم }
[محمد: 38] 
وقال محمد بن إسحاق: عن يعقوب بن عتبه قال: سمعت أبان بن عثمان يقول في هذه الآية: { كَمَآ أَنشَأَكُمْ مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ ءَاخَرِينَ } الذرية: الأصل، والذرية: النسل،


-------------

وأما تفسير الآية الثانية :

إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد " فاطر 16 ...

1...

فمن تفسير الطبري :

يقول تعالـى ذكره: إن يشأ يُهلككم أيها الناس ربكم، لأن أنشأكم من غير ما حاجة به إلـيكم { ويَأْتِ بِخَـلْقٍ جَدِيدٍ } يقول: ويأت بخـلق سواكم يُطيعونه، ويأتـمرون لأمره، وينتهون عما نهاهم عنه، كما:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { إنْ يَشأْ يُذْهِبْكُمْ ويَأْتِ بِخَـلْقٍ جَدِيدٍ }: أي ويأت بغيركم.

وقوله: { وَما ذَلكَ علـى اللّهِ بِعَزِيزٍ } يقول: وما إذهابكم والإتـيان بخـلق سواكم علـى الله بشديد، بل ذلك علـيه يسير سهل، يقول: فـاتقوا الله أيها الناس، وأطيعوه قبل أن يفعل بكم ذلك.

2...

ومن تفسير القرطبي :

قوله تعالى: { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُـمْ } فيه حذف؛ المعنى إن يشأْ أن يذهبكم يذهبكم؛ أي يفنيكم. { وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ } أي أطوع منكم وأزكى. { وَمَا ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ } أي ممتنع عسير متعذر. وقد مضى هذا في «إبراهيم».

< وأقول أنا أبو حب الله : 

وهو هنا يقصد الآية 19 من سورة إبراهيم وقال فيها : >

وقوله: { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ } { وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ } أي: بعظيم ولا ممتنع، بل هو سهل عليه إذا خالفتم أمره أن يذهبكم ويأتي بآخرين على غير صفتكم؛

3...

ومن تفسير ابن كثير :

وقوله تعالى: { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ } أي: لو شاء، لأذهبكم أيها الناس، وأتى بقوم غيركم، وما هذا عليه بصعب ولا ممتنع، ولهذا قال تعالى: { وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ }.

------- 
------------ 


وخلاصة القول كما ذكرت الأخت الفاضلة : طالبة علم وتقوى :

أن مَن يعتقد أن جميع الصفات الممكنة يجب أن تكون في التركيبة الجينية لآدم عليه السلام وحواء : فهذا بالطبع مستحيل إنما جيناتهما الحاملة لكل الإمكانيات هي من تجعل كل التركيبات متاحة مع استمرار نسل جنس الكائن على مر الأجيال " ..

أقول : وهذا هو بيت القصيد !!!!..

فالله تعالى وضع في كل الكائنات الحية أصول جينات كثيرة في أبويها :

وبتكرار التزاوج والتكاثر واختلاط الجينات من الأبوين مع كل جيل : يحدث التجدد والتنوع وإظهار الصفات التي قدرها الله تعالى في الكائنات الحية بحكمته ورحمته سبحانه (يعني مثلا ًلو آدم وحواء كانا أبيضين كما رأينا في المثال بالأعلى : فإنهما يحملان جينات قادرة على إخراج جيل أسمر البشرة أو أسود وجيل يتحمل الشمس أو البرد وأمراضهما إلخ) ..

ولذلك :
يُنصح دوما ًبعدم التزاوج من داخل العائلة الواحدة أو تقليله بقدر الإمكان : حتى نعطي فرصة أكبر لاكتساب صفات جديدة مفيدة : وغلق الباب في وجه تكرار ظهور صفات مَرضية أو غير مرغوب فيها ..

وكذلك من رحمته عز وجل : 
أن التكاثر اللاجنسي غير منتشر في الحيوانات والفقاريات خصوصا ً.. ولا حتى التكاثر العذري أو البكري ((وهو الذي يكون من الأم فقط كما شرت منذ قليل)) .. لأنه لو كان الكل يتكاثر بهذه الصورة أو كان الأغلب هو ذلك : لما حدث أي تنوع جيني مع الوقت وتقليب وتبادل الصفات .. بل كل النسخ تكون مُكررة من الأمفتستمر في الضعف وعدم ظهور صفات مثلا ًلتقوية النسل ومقاومة لللأمراض أو مختلف الظروف البيئية إلخ ..


وإليكم صورة مبسطة للتبادل الجيني الوراثي بين الكروموسومات من الأب والأم عند الانقسام لتخرج لنا كروموسومات بنفس أماكن الجينات ولكن بتركيب مختلف(يعني مكان جين لون العين : هو نفسه على الكروموسوم لم يتغير مكانه ولكن اختلف تركيبه فتختلف الألوان الناتجة : وكذلك لون البشرة وفصائل الدم كما شرحنا إلخ) :


وهذه الصورة أيضا ًوالشكر للأخت طالبة علم وتقوى :



والكلام بصيغة أخرى : وبأسلوب مبسط لكل مَن يصعُب عليه فهم تفاصيل الجينات إلخ إلخ :

فإن الملحد الغير فاهم في العلوم الجينية - وكلهم كذلك  - يعترض على المسلم فيقول :

كيف تنتج لنا ماكينة الطباعة الواحدة كل الألوان المعروفة ؟!!!.. فهل يوضع فيها عبوات لكل الألوان المعروفة ؟!!!..

مستحيل !!!.. لأن هذا يعني أن في الطابعة الواحدة يكون هناك 16 ألف أو 32 ألف عبوة لون على الأقل !!!!..
رغم أن الطابعة نراها صغيرة الحجم : ولا مكان فيها أصلا ًلكل هذه العبوات !!!!..


ونحن نقول له :

يا هذا : لسنا في حاجة لوجود 16 ألف أو 32 ألف عبوة لون في الطابعة الواحدة الصغيرة !!!..
لأن الطابعة - وبكل بساطة - وعن طريق ثلاثة ألوان فقط (RGB) * أو أربعة (CMYK) ** :
يمكنها إنتاج أي درجة لون من هؤلاء الـ 16 ألف أو 32 ألف لون أو حتى مليون درجة لون 
عن طريق التحكم فقط في عملية المزج أو الخلط بين النسب المختلفة للثلاثة أو الأربعة ألوان !!!..


وهذه هي الحقيقة : للرد على هذه الشبهة المتهافتة للملحدين !!!..

فهم يتصورون - من كثرة تنوع الصفات البشرية - : 
أنه على آدم وحواء أن يحملان كل هذه الملايين أو المليارات من الصفات بداخل جيناتيهما 
ثم يبتسمون لك بابتسامة جهلاء بلهاء وهم يقولون لك : وهذا بالطبع مستحيل !!!..


حينها : نذكر لهم مثال الطابعة الألوان هذا : وتأكد أنهم بعدها : لن يتحدثوا في هذه النقطة مرة ثانية معك !

----------- 

* - نظام الألوان RGB :

هو اختصار للألوان الثلاثة { Red Green Blue } أي :
الأحمر الأخضر الأزرق } : كثلاثة ألوان رئيسية في تشكيل كافة الألوان الأخرى 
وذلك عن طريق مزج هذه الألوان الثلاثة بنسب مختلفة : عن طريق (إضافتها) على خلفية سوداء : 
وكما تشاهدون في يسار الصورة القادمة (ولاحظوا تكون اللون الأبيض أيضا ًفي المنتصف) :




** - وأما نظام الألوان CMYK :

فهو اختصار للألوان الأربعة { Cyan Magenta Yellow Black } أي :
الأزرق السماوي ( سيان ) - والأحمر الأرجوانيّ ( ماجينتا ) - الأصفر الأسود } :
حيث يتم مزج هذه الألوان أيضا ًبنسب مختلفة : للحصول على باقي الألوان المعروفة .. 
وذلك عن طريق (طرحها) من خلفية بيضاء .. وذلك كما في منتصف الصورة السابقة ..


وأخيرا ً- ومعلومة جانبية لمَن يهمه الأمر - :

يُستخدم نظام الألوان RGB في الطابعات المكتبية والمنزلية البسيطة كما في نوع الإنك جيت Ink Jet :
كذلك غالبا ًفي شاشات العرض المختلفة ...
وأما نظام الألوان CMYK : فيستخدم في حال الطباعات المحترفة في الأوراق والبوسترات والمطابع الكبرى إلخ


والله الموفق ...