سؤال عن مراحل خلق السماوات والأرض ؟؟
الأخوة الكرام ..
كان هذا سؤال أحد الأخوة عن مراحل خلق السماوات والأرض في القرآن :
وإجابتي عليه .. حيث قال :
فكانت إجابتي كالآتي .. والله المستعان ..
-------
أخي الكريم ...
جوابك على درجات :
>>> الدرجة الأولى :
وهي التسليم بما قال رب العالمين : حتى ولو لم تفهم تفاصيله ..
وهذا دأب المؤمنين منذ بدء الرسالة ونزول الوحي وإلى اليوم .. وذلك لأنهم عرفوا أن الإيمان بالله تعالى هو حجر الأساس في الإسلام .. فإذا صار لأحدهم حجر أساس سليم وقد فرغ منه (مثل أساسات المبنى) : فهو على خير .. سواء أضاف بعد ذلك لبنائه أو تأخر إلخ .. ولأنهم عرفوا أن القرآن الكريم أتى معجزا ًلكل زمان : وفيه من العطايا والآيات الباهرات لكل زمان : فلماذا يريدون حصر بيانه في زمانهم هم دونا ًعن غيرهم مما سيأتي بعد ؟!!!..
وعليه : فما تعرفه أنت اليوم من تفاصيل إعجاز (مثل مراحل الجنين مثلا ً) : لم يكونوا يعرفون تفاصيله هم !!.. ومع ذلك آمنوا به كما جاء في القرآن .. وأوكلوا بيانه للأيام ولمَن سيأتي بعدهم كما قال سبحانه :
" سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم : حتى يتبين لهم أنه الحق " ..
والشاهد من هذه الدرجة الأولى لجوابك : هو التسليم لما لم يتبين لك تفصيله بعد ولا لغيرك : وأن هذا من كمال الإيمان بالله تعالى وتصديقه .. يقول عز وجل في سورة آل عمران :
" هو الذي أنزل عليك الكتاب .. منه آيات محكمات (أي واضحات لا تحتمل أكثر من معنى أو تأويل) : هن أم الكتاب (لأنه عليهن تنبني العقيدة وأصل الدين) .. وأخر متشابهات (أي وآيات تحتمل أكثر من معنى وتأويل اختبارا ًمن الله تعالى للناس والمسلمين) .. فأما الذين في قلوبهم زيغ : فيتبعون ما تشابه منه (أي ويتركون محكمه) : ابتغاء الفتنة (أي بغرض صنع الشبهات والفتنة : كالذي يقول لك أن الله ثلاثة من القرآن بدلالة قوله : إنا أنزلناه !!) وابتغاء تأويله (أي ورغبة ًمنه في تأويل ما لا سبيل له لمعرفته) وما يعلم تأويله : إلا الله (وفي هذا بيان صريح بأنه هناك من القرآن آيات لا ولن يعلم تأويلها إلا الله) : والراسخون في العلم يقولون : آمنا به(أي بما عرفناه من القرآن وما لم نعرفه) : كل ٌمن عند ربنا .. وما يذكر (أي لهذه الحقيقة الهامة عن حدود عقله) : إلا أولو الألباب " !!!..
>>> الدرجة الثانية :
إليك تفسيري لموضوع الخلق :
1-
خلق السماوات والأرض كانا معا في ستة أيام كما جاء في سورة الأعراف :
" إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش " ..
2-
وكانت بداية خلقهما : في نفس الوقت :
يدل على ذلك فصلهما (وهو الفتق) بعد أن كانتا مجتمعتين معا ً(وهو الرتق) يقول تعالى :جوابك على درجات :
>>> الدرجة الأولى :
وهي التسليم بما قال رب العالمين : حتى ولو لم تفهم تفاصيله ..
وهذا دأب المؤمنين منذ بدء الرسالة ونزول الوحي وإلى اليوم .. وذلك لأنهم عرفوا أن الإيمان بالله تعالى هو حجر الأساس في الإسلام .. فإذا صار لأحدهم حجر أساس سليم وقد فرغ منه (مثل أساسات المبنى) : فهو على خير .. سواء أضاف بعد ذلك لبنائه أو تأخر إلخ .. ولأنهم عرفوا أن القرآن الكريم أتى معجزا ًلكل زمان : وفيه من العطايا والآيات الباهرات لكل زمان : فلماذا يريدون حصر بيانه في زمانهم هم دونا ًعن غيرهم مما سيأتي بعد ؟!!!..
وعليه : فما تعرفه أنت اليوم من تفاصيل إعجاز (مثل مراحل الجنين مثلا ً) : لم يكونوا يعرفون تفاصيله هم !!.. ومع ذلك آمنوا به كما جاء في القرآن .. وأوكلوا بيانه للأيام ولمَن سيأتي بعدهم كما قال سبحانه :
" سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم : حتى يتبين لهم أنه الحق " ..
والشاهد من هذه الدرجة الأولى لجوابك : هو التسليم لما لم يتبين لك تفصيله بعد ولا لغيرك : وأن هذا من كمال الإيمان بالله تعالى وتصديقه .. يقول عز وجل في سورة آل عمران :
" هو الذي أنزل عليك الكتاب .. منه آيات محكمات (أي واضحات لا تحتمل أكثر من معنى أو تأويل) : هن أم الكتاب (لأنه عليهن تنبني العقيدة وأصل الدين) .. وأخر متشابهات (أي وآيات تحتمل أكثر من معنى وتأويل اختبارا ًمن الله تعالى للناس والمسلمين) .. فأما الذين في قلوبهم زيغ : فيتبعون ما تشابه منه (أي ويتركون محكمه) : ابتغاء الفتنة (أي بغرض صنع الشبهات والفتنة : كالذي يقول لك أن الله ثلاثة من القرآن بدلالة قوله : إنا أنزلناه !!) وابتغاء تأويله (أي ورغبة ًمنه في تأويل ما لا سبيل له لمعرفته) وما يعلم تأويله : إلا الله (وفي هذا بيان صريح بأنه هناك من القرآن آيات لا ولن يعلم تأويلها إلا الله) : والراسخون في العلم يقولون : آمنا به(أي بما عرفناه من القرآن وما لم نعرفه) : كل ٌمن عند ربنا .. وما يذكر (أي لهذه الحقيقة الهامة عن حدود عقله) : إلا أولو الألباب " !!!..
>>> الدرجة الثانية :
إليك تفسيري لموضوع الخلق :
1-
خلق السماوات والأرض كانا معا في ستة أيام كما جاء في سورة الأعراف :
" إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش " ..
2-
وكانت بداية خلقهما : في نفس الوقت :
" أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ًففتقناهما " ؟!!..
وكل منهما استغرقت ستة أيام بالتوازي .. ويجمع وصفهما معا ًآيات سورة فصلت التالية :
" قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادًا ذلك رب العالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين * ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين * فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظًا ذلك تقدير العزيز العليم " ..
حيث يمكننا تفصيل كل واحدة منهما على حدة كالآتي :
3-
بالنسبة للأرض :
>> " قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين " ..
>> " وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين " ..
فهذه الأربعة أيام : تشمل اليومين الأولين ...
وتقدير الأقوات في الأرض : هو بتهيأتها لبذرة الحياة : من بكتريا وطحالب ونباتات ونحوه ..
" قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادًا ذلك رب العالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين * ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين * فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظًا ذلك تقدير العزيز العليم " ..
حيث يمكننا تفصيل كل واحدة منهما على حدة كالآتي :
3-
بالنسبة للأرض :
>> " قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين " ..
>> " وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين " ..
فهذه الأربعة أيام : تشمل اليومين الأولين ...
وتقدير الأقوات في الأرض : هو بتهيأتها لبذرة الحياة : من بكتريا وطحالب ونباتات ونحوه ..
فإذا قيل أن ذلك يحتاج لشمس ولغلاف جوي ؟؟..
نقول : هنا دور السماء المفصولة عن الأرض باديء الأمر - الفتق - حيث كانت الاثنتين ملتهبتين (أي السماء والأرض على الغالب) : فعلى هذا يمكن القول بأنه من تلك السماء المفصولة عن الأرض : تمايز الغلاف الجوي .. ومن فوقه صار دخان كوني فيه من التفاعلات والطاقة ما يشبه تفاعلات وطاقة الشمس : وبما يفي تقدير أقوات الأرض كما قلنا .... ونقرأ عن ذلك وعن دحو الأرض وإخراج ماءها ومرعاها بعد تهيئة السماء في الآيات التاليات ..
>> حيث يقول عز وجل في سورة النازعات :
" أأنتم أشد خلقا ًأم السماء بناها * رفع سمكها فسواها * وأغطش ليلها وأخرج ضحاها *
>> والأرض بعد ذلك دحاها * أخرج منها ماءها ومرعاها " ..
4-
>> وعلى هذا لا يتبقى للأرض إلا خلق الكائنات الحية وبث الدواب فيها في اليومين الباقيين ..
وبهذا يتم للأرض الستة أيام لخلقها الخاص بها ...
5-
بالنسبة لخلق السماء والتي قضاها الله تعالى سبع سماوات :
>> ففي الأربعة أيام الأولى : خلق الله تعالى السماء ومنها الغلاف الجوي المذكور في الآية التالية :
" أأنتم أشد خلقا ًأم السماء بناها * رفع سمكها فسواها * وأغطش ليلها وأخرج ضحاها " ..
فمع تفاعلات وطاقة سماء ما بعد الغلاف الجوي - وقبل تمايزها لسبع سماوات - : تمايز النهار عن الليل .. لأنه بغير غلاف جوي للأرض : فلن يكون نهار وإنما ظلام ٌدامس كما في باقي الكون !!..
ويشير الله تعالى إلى ذلك قائلا :
" وجعلنا الليل والنهار آيتين .. فمحونا آيه الليل .. وجعلنا آيه النهار مبصرة : لتبتغوا فضلا من ربكم .. ولتعلموا عدد السنين والحساب : وكل شيء فصلناه تفصيلا ً" ...
>> وفي اليومين الباقيين : تم قضاء باقي دخان السماء إلى سبع سماوات : وأوحى الله تعالى في كل سماء أمرها الذي ستصير إليه بمرور الزمن من التشكل والاتساع إلخ .. حيث يقول تعالى في سورة فصلت وبعد الفروغ من أربعة أيام الأرض :
" ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين * فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظًا ذلك تقدير العزيز العليم " ..
هذا ما لدي الآن أخي الكريم ...
والله تعالى أعلى وأعلم ...