مقتطفات من مقال كريس هيدجز حول الملحدين الجدد ..
تقديم ونقل الأخت واسطة العقد - منتدى التوحيد ..
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من المضحكات المبكيات ان تجد الملاحدة يتشدقون بالانسانية و حقوق الانسان و محاربة الاقصاء، بينما الالحاد بجوهره خالٍ من الانسانية و الفضيلة و اي معنى حقيقي للقيم الانسانية، و الالحاد المادي نفسه هو القائم على فكرة التطور الانساني التي تعطي اهلها المتطورين انسانيا الحق في سحق الانواع الغير متطوره من البشر، مثلما فعل النازيون و الشيوعيون الذين خلفوا اطنانًا من الجثث ورائهم، بركاتك يا عم دارون! و على اية حال، فمذهب يعجز عن تعريف الاخلاق و يصفها بالنسبية لا يستحق ان يطلق عليه مذهب انساني، بل هو مذهب حيواني و من امثال هؤلاء لا تستغرب ما ستقرأ من هذه المقتطفات المنقولة - لم اقم بالترجمة -:
كتب الصحفي الامريكي "كريس هيدجز" ، رئيس مكتب نيويورك تايمز في الشرق الاوسط والبلقان لعدة سنوات خلت ، مقالا بعنوان : " الإلحاد الخطير لكريستوفر هيتشنز و سام هاريس"
The Dangerous Atheism of Christopher Hitchens and Sam Harris
تحدث فيه عن خطورة الالحاد الجديد الذي يطرحه الملاحدة الجدد ، ويصفه بأنه نظام اعتقادي إيماني يريد تقديم اوهام وخرافات ليصدقها البشر ، و قارن اعتقادهم باعتقاد الراديكاليين المسيحيين وأثبت التشابه فيما بينهما .. و كذلك تعرض إلى نقد كتاب سام هاريس "نهاية الإيمان" الذي دعا فيه الى ضرب المسلمين بالقنابل النووية استباقا ، حالة امتلاكهم لأسلحة نووية بعيدة المدى .. بالإضافة إلى نقاط في نقد الملاحدة الجدد ..
عنوان المقال :
الإلحاد الخطير لكريستوفر هيتشنز و سام هاريس ..
من تشويه المسلمين إلى الإيمان بأننا نستطيع استخدام العلم من أجل تطورنا الأخلاقي ، الملاحدة الجدد يبشرون بإيمان خطير ..
وإليكم بعض المقتطفات :
" الملاحدة الجدد يطرحون نظاما ايمانيا غير متسامح و شوفيني ومتعصب كالذي يطرحه الاصوليون الدينيون . انهم يقدمون طريقا للخلاص الجماعي وللتطور الاخلاقي للجنس البشري من خلال العلم والعقل . و حلماً طوباويا في مجتمع مثالي و جنس بشري متفوق . هذه الفكرة ، فكرة أننا نتقدم نحو الخلاص البشري ، هي واحدة من اخطر موروثات الايمان المسيحي و عصر التنوير . إن هؤلاء الأشخاص الذين يؤمنون بإمكانية هذه المثالية عادة ، ينادون بإخراس واستئصال البشر الذي يقفون عوائقا للتقدم البشري. ويحوّلون نفعهم الخاص إلى نفع كوني عام . ولا ينظرون إلى فسادهم وقابليتهم للشر . وسرعان ما سيمارسون الشر ، ليس من اجل الشر ولكن من اجل صنع عالم افضل "
" بدأت بقراءة كتاب هاريس عندما نشر ، ولكني سرعان ما وضعته جانبا . فهجومه المتساهل على نوع من الايمان الديني الذي امقته ، و تبسيطه الطفولي وتجاهله للعلاقات العالمية ، بالإضافة الى تشويه المسلمين ، جعلت الكتاب مملا في افضل احواله ، وغالبا احمقا وعنصريا . و تأكيده على ان سبب الحرب في يوغوسلافيا السابقة ، على سبيل المثال ، كان بسبب الدين ، كان تأكيدا سخيفا . لقد كنتُ في يوغوسلافيا السابقة ، و في العاصمة البوسنية سراييفو عندما كانت تحت الحصار ، كرئيس لمكتب نيويروك تايمز في البلقان . عندما وقعت على المعاهد الدينية و قوادها المذبحة التي ادارها القادة العرقيون الوطنيون في زغرب ، و بلجراد و سراييفو . لم تكن للدين اي علاقة بالحرب مطلقا "
"كانت الحرب متعلقة بشكل اكبر بالانهيار الاقتصادي ليوغوسلافيا اكثر من الدين و من العداوات العرقية القديمة . إن تأكيده (هاريس) على أن الاهالي المسلمين يرحبون و يفرحون بموت ابناءهم كمفجرين انتحاريين ، او (تأكيده) بأن المفجرين الانتحاريين هو النتيجة المنطقية للإيمان بالإسلام ، لا يكتبه الا شخص لم يجلس ابدا في منزل أ ُم حزنى أو أب حزين في غزّة على ابنهم الذي خسروه . لم آخذ هاريس بمأخذ الجدية "
" لا يوجد شيء في طبيعة أو تاريخ الإنسان يدعم فكرة اننا نتطور اخلاقيا كأنواع أو أننا سنتلافى العيوب في الطبيعة البشرية. نحن نتقدم علميا و تكنولوجيا ، ولكننا لا نتقدم اخلاقيا. نحن نستخدم الادوات الجديدة في التقدم العلمي والتقنيّ لنصنع صيغا فعّالة من القتل والقمع والاستغلال الاقتصادي، ولنزيد من التدهور البيئي. هناك جانب جيد وجانب سيء للتقدم البشري. نحن لا نمضي تجاه يوتوبيا رائعة. نحن لا نتقدم الى اي مكان "
" العديد من هؤلاء الملاحدة ، تماما كالاصوليين المسيحيين ، يدعمون المشاريع الامبريالية و الحروب الوقائية للولايات المتحدة كضرورة للحرب على الارهاب والدين اللاعقلاني . لقد قسموا العالم الى اعراق متفوقة و ضعيفة ، فهؤلاء الذين تنوروا بالعقل والمعرفة ، وهؤلاء المحكومون بالمعتقدات الدينية اللاعقلانية والخطيرة . هيتشنز و هاريس يصنفان العالم الاسلامي ، الذي امضيت فيه سبع سنين ، وكنت في اغلبها رئيس مكتب الشرق الاوسط للنيوريورك تايمز، بلغة عرقية و فظـّة ومتعصبة كالتي استخدمها بات روبيرتسون أو جيري فالويل . انهم صورة علمانية من اليمين الديني . لقد اساءوا استخدام داروين والبيولوجيا التطورية ، كما أساء الاصوليون المسيحيون استخدام الكتاب المقدس . بمحاولة النقاش بأننا من الممكن ان نتطور اخلاقيا ، وهو أمرٌ لم يؤكده داروين . انهم معادون للثقافة تماما مثل اليمين المسيحي "
" وطالما ان الملاحدة لا يشكلون خطرا على الدولة الديموقراطية وليست لهم قوة تذكر ، فقد تورطوا في نفس الشوفينية والدعوة الى نفس العنف الطوباوي لراديكاليي اليمين المسيحي . انهم يمررونها تحت غطاءات علمانية ، و لكن هذا لا يـُعذ ّر لهم . انهم يعتقدون ، تماما كاليمين المسيحي ، اننا نتجه كلنا نحو فردوس ، إلى حالة من الكمال الانساني يمكن الوصول لها من خلال العقل و العلم . ويدّعون ، كما الراديكاليين المسيحيين ، بأن بعض الاجناس البشرية ، و ربما اغلب الاجناس البشرية ، قد يكونون عوائقا في طريق الوصول الى هذا العالم الافضل "
" هاريس ، مرددا لصدى شهوة الدم عند هيتشنز ، دعا ، في كتابه "نهاية الايمان" لهجوم استباقي نووي ضد العالم الاسلامي. إنه يدافع عن التعذيب كصيغة منطقية للاستجواب و التحقيق . هو ، مثل كل الطوباويين، اختزل الملايين من البشر والثقافات التي لا يعلم منها شيئا كعوائق اولية لنظرته لعالم افضل .
(يقول هاريس في كتابه "نهاية الإيمان) :
" ماذا سنفعل لو ان نظاما اسلاميا ، تدمع عيناه لمجرد ذكر الجنة ، امتلك اسلحة نووية طويلة المدى يوما ما ؟ لو اننا رجعنا للتاريخ ، فلن نستطيع التأكد من مواقع هذه الصواريخ المعتدية او حالة تأهبها . و ايضا لن نستطيع الاعتماد على اسلحتنا التقليدية المستهدِفة لتدميرها . في حالة كهذه ، يبدو ان الامر الوحيد الذي سيضمن بقاءنا هو ضربة نووية استباقية من جهتنا. ولا داعي لذكر ان هذه تبدو جريمة لا يمكن تصورها ، اذ انها ستقتل عشرات الملايين من المدنيين الابرياء في يوم واحد ، ولكن يبدو انه التصرف الوحيد المتاح لنا ، معطين للاسلاميين ما يؤمنون به " ..
" هاريس اختزل خمس سكان العالم إلى عدو كبير بدائي. لقد قبل بكل سرور بأن نقتل "عشرات الملايين في يوم واحد". إن تعصبه ، وتعصب كل من ينزع الإنسانية من الآخرين ، يمهد الطريق لمذبحة عشوائية وحشية . الناس الذين سيـُقتلون ، كما قيل لنا ، ليسوا افرادا متميزين. ليست لديهم آمال او تطلعات. انهم فقط يبدون كبشر. ويجب ان يدمروا بسبب ما يمثلوه ، ذلك الذي يتربص تحت سطح هيئتهم البشرية . هذا التجريد من الانسانية ، خصوصا من هؤلاء الذين يعيشون في مجتمع لديه القدرة التكنولوجية ليقوم بمذبحة صناعية هائلة، هو شيء مرعب. الملاحدة الجدد يرون فقط حقيقة واحدة ، حقيقتهم . البشر يجب ان يكونوا مثلهم ، يفكرون مثلهم ، ويتبنون قيمهم ، التي يصرون على انها كونية ، وإلا فسيـُنفون من المجتمع المتمدن. كل القيم الأخرى ، والتي لم يجربوها او يتحققوا منها قط ، مرفوضة كقيم دونية "
" نحن نعيش في عصر من الايمان . لقد تم التأكيد على اننا نتقدم كأنواع تجاه عالم سيكون مثاليا من خلال المنطق والتقنية والعلم ، او القدوم الثاني لعيسى المسيح . وأن الشر من الممكن ازالته. و أن الحرب ا ُعلـِنـَت على قوى غامضة أو ثقافات تقف كعوائق للتقدم . فالدين ، ان كنت علمانيا ، يتلقى الملامة على الابادة الجماعية والظلم والاضطهاد والتخلف والقمع الثقافي والجنسي. والانسانية العلمانية ، ان كنت ولدت مجددا ، مصنفة كأداة للشيطان "
" ... ان الخطر الكبير الذي يعصف بنا ليس قادما من المؤمنين او الملاحدة. انه قادم من هؤلاء الذين من تحت مظهر الدين والعلم والعقل يصورون بأننا قادرون على تحرير انفسنا من حدود الطبيعة البشرية وجعل الانواع البشرية مثالية . هؤلاء الذين يصرون على اننا نتقدم اخلاقيا كأنواع بشرية هم يخادعون انفسهم . لا يوجد شيء في العلم او التاريخ البشري يدعم هذه الفكرة . الافراد البشريون قد يحققون تقدما اخلاقيا ، وكذلك الامر بالنسبة للمجتمعات البشرية ، و لكنهم ايضا يتراجعون اخلاقيا . ان تواريخنا الشخصية والجمعية ليست متوازية "
" هذا الإعتقاد بالتقدم الاخلاقي المحتوم ، سواء جاء بصيغ علمانية او دينية ، هو تفكير خيالي . الصيغة العلمانية لهذه الاسطورة التي تروج للخرافات والخيالات، و ايضا للتوهمات ، ليست باقل من تلك التي يخطب عنها في منابر الكنيسة. الحرب التي تجري في امريكا ليست حربا بين الدين والعلم. انها حرب بين الاصوليين الدينيين و العلمانيين. انها حرب بين مجموعتين مخمورتين بالاعتقاد الطوباوي والخيالي بأن البشرية تستطيع حماية نفسها والتحكم بمصيرها "
" هؤلاء الملاحدة الجدد مثل كل الاصوليين الدينيين ، فشلوا في فهم الواقع المظلم للبشرية، و على قدرتنا لعمل الشر وعلى فهم كوننا الطبيعي الاخلاقي الذي نعيش فيه. لا يوجد شيء في الطبيعة البشرية او التاريخ البشري يدعم فكرة اننا نتقدم اخلاقيا كأنواع بشرية أو اننا سنتخطى عيوب الطبيعة البشرية . نحن نتقدم تقنيا و علميا ، ولكن ليس اخلاقيا. نحن نستخدم أحدث ادوات التقدم التكنولوجي والعلمي لنصنع صيغا فعالة من القتل والقمع والاستغلال الاقتصادي ولنـُسارع من التدهور البيئي بالإضافة إلى تنمية الحياة والحفاظ عليها . هناك جانب جيد وسيء في التقدم البشري. نحن لا نتقدم نحو يوتوبيا رائعة. نحن لا نتقدم نحو اي شيء "
" الملاحدة الجدد اساءوا استخدام داروين والبيولوجيا التطورية بشكل فاضح كما اساء الاصوليون المسيحيون استخدام الكتاب المقدس. الداروينية ، والتي اجلّت سيطرتنا النهائية و الكاملة لطبيعتنا البشرية، لم تفترض ابدا أن البشر يمكن ان يتفوقوا على طبيعتهم و يصنعوا فردوسا بشريا. انها تناقش بالعكس من ذلك. ان وهم التقدم البشري، بإسم البيولوجيا التطورية ، هو في الواقع ضد الداروينية. وعلى هذا فالملاحدة الجدد ليسوا صادقين إما بشأن العلم أو بشأن داروين. لقد استغلوا العلم ليحلوه محل الدين لكي يقدم المعنى و الامل. لقد تم استخدامه لإزالة اصوات الفطرة الدينية. وطالما ان المعرفة العلمية متراكمة، وإن كانت طبيعية اخلاقيا، فهي تعطي الوهم بأن التاريخ البشري والتقدم البشري هو ايضا تراكمي. و بعدة طرق فإن العلم قد استـُبدِل ببساطة بدل الايمان الذي وضعه أسلافنا المتأخرون في الإله "
" لكن الاسوأ من ذلك ، هو أن الملاحدة الجدد يتجاهلون حكمة الخطيئة الاصلية، كما في دراسات في السلوك المعرفي، والتي توضح أن الطبيعة البشرية في الغالب غير عقلانية و مليئة بالعيوب. نحن كلنا محكومون، حتى في اعظم لحظات اشراقاتنا، بقوى غير واعية. هذا الفهم، سواء الذي حققه اوغستين او فرويد، كان اقوى الادلة الفاضحة على اوهام القدرة البشرية على الكمال و الرؤى الطوباوية. لكن الملاحدة الجدد، مثل كل المؤمنين بالخرافات، يرفضون الاصغاء لذلك. لقد بشّروا بالحلم الفاتن والمغري بالتقدم الاخلاقي والمادي الذي لا مفر منه. هذه الرؤيا ليست مبنية على العلم، او التاريخ او العقل. انه فعل ايماني. انها صيغة من المذهبية والدين. انها ليست اكثر علمية من الخيمياء "
" هؤلاء الملاحدة الجدد والراديكاليين المسيحيين بنوا أنظمة ايمانية قذرة تخدم انفسهم وقوتهم . انهم يحثونا تجاه عالم مبني على اللاواقع، إلى عالم حيث القوة والعنف، حيث التمجيد الذاتي والوطنية العمياء ليستا بموضع تساؤل. انهم يرغبون بأن نكون خائفين من اي شيء لا نفهمه ولا نعرفه. انهم يستخدمون هذا الخوف ليبرروا العنف والحرب. انهم يطلبون منا ان نجثوا امام رموز صغيرة تبدو وتتصرف مثلهم، مخبرينا بأنـّا يوما ما، إذا ما وثقنا أكثر بالاله او العقل، فإننا سنحصل على كل ما نرغب به "
المقال الأصلي: