التسميات

الاثنين، 28 يناير 2013

التصميم الذكي ... Intelligent design

2- التعقيد الغير قابل للاختزال Irreducible Complexity


بسم الله الرحمن الرحيم .. يقول الله عز وجل في القرآن الكريم :
"ولقد ذرأنا لجهنم : كثيرا ًمن الجن والإنس لهم قلوب ٌ: لا يفقهون بها !!..


ولهم أعين ٌ: لا يُبصرون بها !!.. ولهم آذان ٌ: لا يسمعون بها !!..

أولئك كالأنعام : بل هم أضل !!.. أولئك هم الغافلون " .. 
الأعراف 179 ...

أقول :


لم يكن يتخيل أي عاقل في يوم ٍما : أنه سيوضح الواضحات : ويبرهن البديهيات :

ليُـثبت وجود الخالق عز وجل ....!!

ولنبدأ على بركة الله ...

وبالتبسيط الذي عهدناه ...
-------

1... 

هل تذكرون إخواني مثال الساعة التي فتحناها واطلعنا على وظيفتها وما فيها في المشاركة السابقة ؟؟..

أقول ...
إذا رجعنا إلى شكل التروس بداخل الساعة وتراكبها وتكاملها مع بعضها البعض :
فإننا سندرك - وبكل سهولة - معنى قولنا : ( التعقيد الغير قابل للاختزال ) ..
وهو الذي يعني ذلك التعقيد والتركيب الذي لو أزلنا منه أي جزء : توقف الكل عن العمل !!..
ودعونا ننظر مثلا ًلدائرة التروس البسيطة التالية :

والسؤال :
هل ترون أيا ًمن هذه التروس يمكن اختزاله - بمعنى الاستغناء عنه - :وتظل وتستمر نفس الحركة في الدوران ؟!!!..

فلينظر كل ٌمنا إليها جيدا ً: ويتخيل مثلا ًالاستغناء عن الترس الخارجي الأحمر الكبير ..
أو الأزرق ؟؟.. أو البنفسجي أو الأخضر أو الزيتي ؟؟؟..

نعم .. ففي كل الحالات سوف يتوقف التعقيد كله عن العمل إذا غاب أحد أجزائه !!!..
وهذا هو ما يجده الناظر في مكونات الساعة من الداخل !!..
وهذا بالضبط هو المقصود بتعبير :
(( التعقيد الغير قابل للاختزال Irreducible Complexity ))
-------
2...
ولعل أول مَن أبرز هذا المصطلح (( التعقيد الغير قابل للاختزال )) :
هو عالم البيوكيميائي الشهير مايكل بيهيMichael J. Behe
وذلك في ثنايا حديثه عن مظاهر ( التصميم الذكي ) الداحضة لخرافة وخبالات التطور في كتابه الشهير :الصندوق الأسود لداروين Darwin's Black Box

ومن المعلوم أنه يقوم بتعريف ( التعقيد الغير قابل للاختزال ) بقوله أنه :
نظام فريد : مكون من العديد من الأجزاء المتفاعلة المترابطة مع بعضها بشكلٍ جيد :
والتي تساهم في الوظيفة الأساسية للنظام .. بحيث إن إزالة أي جزء من هذه الأجزاء :
سيؤدي إلى توقف النظام عن العمل " ..

والهدف أو الغاية من مثل هذا التعريف :
هو بيان (( تهافت )) عقول الملاحدة وعبيد الصدفة :
عندما نريد أن نتخيل ظهور الأعضاء والأجهزة المعقدة في الكائنات الحية :بتدرج أو على مراحل أو على غير ذات ترتيب ( لأنهم يؤمنون بالعشوائية ) !!..

ورغم أن الأمثلة على تلك (( البديهيات )) فينا ومن حولنا - حتى في الماكينات - :
هي أكثر من أن تعد ..
مثل صندوق تروس 7 التالي مثلا ًلإحدى سيارات المرسيدس الحديثة :


والذي لو غاب عنه أحد أجزائه الأساسية : فلن يعمل ..!
إلا أني أحب أن أضرب له مثالا ًبالنظام المُحكم التالي - وإن كنت أعتبره من التعقيدات المتخصصة - ..
ألا وهو : عملية الإخصاب في الإنسان - وفي الكائنات الحية عموما ً- ..
حيث نرى في كل عملية منها غرائب وعجائب تمثل لنا :
تكامل ) مكونات كل نظام لتؤدي وظيفة الإخصاب في النهاية ثم الولادة :
بالشكل الذي لا يمكن معه الاستغناء عن أي جزء من أجزاء النظام : أو حتى التفكير في تدرج ظهوره مع الوقت :
أو أن يسبقه جزء آخر من قبله أو من بعده !!!!..

ودعوني أتحدث معكم باختصار عن هذه العملية من هذا النظام المعقد جدا ًفي الإنسان !!!..
>>>
كلنا يعلم أن هناك مصانع غاية في التعقيد في جسم الذكر في الخصيتين : لإيجاد الحيوانات المنوية بالملايين :


والتي ستحمل المعلومات الوراثية وصفات الأب للجنين إذا تم الإخصاب والولادة (الحيوان المنوي هو النطفة) ..


حيث وكما نرى في الترقيم بالأعلى عن مراحل تكون حيوان منوي واحد (يستغرق نضج الحيوانات المنوية تقريبا 72 يوم)
نتعجب من ( كيفية تجهيز كل حيوان منوي بكل ما سيحتاجه في مهمته الطويلة جدا ًالشاقة عليه !!..
وذلك بدءا ًمن الرأس وما يحمله من مادة وراثية ومذيبات سيستخدمها فيما بعد لعمل ثغرة في جدار بويضة الأنثى !!!..
ومرورا ًبالميتوكوندريا التي ستعطيه الطاقة طوال رحلته الطويلة جدا ًوالشاقة عليه للحركة !!!..
وانتهاءً بالذيل الطويل الذي سيوفر له الدفع والتوجيه في كل مساراته إلى أن يصل إلى البويضة في جسد الأنثى !!..
والآن - وبإيجاز شديد لعدم الإطالة - يمكننا القول بأنه :
من دون كيس الصفن الذي يحافظ على درجة الحرارة الملائمة للحيوانات المنوية إلخ : لفشلت العملية !!..
وكذلك الأمر أيضا ًبالنسبة للخصية والبربخ والقناة الدافقة والحويصلة المنوية والإحليل إلخ : لفشلت العملية !!!..
وكذلك دفقات انقباضات عضلات القضيب القاذفة للمني !!!..
ولكننا نرى كل ذلك يتم بكل دقة في جسد الذكر - وبغير إرادة منا ولا علم - :
رغم أن الحيوانات المنوية التي تخرج من الذكر للأنثى :
لا ترجع لجسد الذكر مرة أخرى لتخبره عما وجدت وما ستحتاج هناك - هذا على فرض أن المادة الصماء عاقلة ! -
فسبحان الله العظيم ...!
>>>
وعلى الجانب الآخر .. نجد أيضا ًالعجب العجاب !!!..


فالحيوانات المنوية (وهي النقط الزرقاء في الصورة أعلاه) : وبعد رحلة طويلة وشاقة (بالنسبة لحجمها)
تصل إلى البويضة (النقطة الزرقاء المحاطة بأبيض) في أنبوب فالوب أو قناة فالوب ...
وهنا يجب ملاحظة - وبإيجاز أيضا ً- التعقيد الغير قابل للاختزال التالي ...
خروج البويضة أصلا من المبيض إلى قناة فالوب : يتم عن طريق أهداب كالأصابع تتلقفها لتضعها فيه !
ثم حركة البويضة المخصبة في قناة فالوب في اتجاه الرحم : تتم عن طريق أهداب أخرى كالشعيرات :
وهي تحيط بالجدار الداخلي لقناة فالوب : وتتحرك كالموجات في اتجاه واحد فقط نحو الرحم لدفع البويضة !


وبدون تلك الأهداب أو الأخرى وحركاتها الدقيقة المدروسة واتجاهها : لن تنتقل البويضة وتصل إلى الرحم !!..
ومعها في ذلك أيضا ًانقباضات عضلية - لا إرادية - بسبب الهرمونات لدفعها في نفس الاتجاه !!..
ثم عملية التخصيب نفسها وتلقيح الحيوان المنوي للبويضة : هي عملية في غاية التكامل والتعقيد الكيميائي !
فالبويضة تفرز مواد كيميائية : لتجذب إلى موقعها ما تبقى من ملايين الحيوانات المنوية التي لم تمت في الطريق !
ثم عندما يتم اختراق غشاء البويضة من أول حيوان منوي يكتب الله تعالى له ذلك :
يقوم نظام آخر - وعلى الفور - بحماية البويضة إلكتروكيميائيا أمام أي محاولة اختراق أخرى !!!..
بل والحيوان المنوي نفسه الذي قدر الله تعالى له تخصيب البويضة : يجب أن ينفصل عنه ذيله خارج البويضة !
وإلا لأفسد البويضة !!..
وكل ذلك يتم بأنظمة غاية في التعقيد الكيميائي والفيزيائي والبيولوجي وكما قلنا !!!..
ثم تنتقل البويضة لتستقر أخيرا ًفي جدار الرحم لتنغرس فيه ..


ويصحب كل ذلك إفرازات هرمونية عديدة في جسد المرأة وفي كل مرحلة : وعمليات كثيرة - لا إرادية - !
ثم يظهر الحبل السري .. ويظهر نظام غاية في التعقيد والدقة لتنفس وتغذية الجنين ...! لو اختل : لمات !!..
وكل ذلك في تكامل عجيب ودقة رهيبة في مكونات كل شيء ونسبتها : حتى السوائل من حول الجنين ..!
والذي لو تخيلنا فقط غياب أبسط عنصر من كل هذه الأحداث : فلن يتم الهدف النهائي !!!..
>>>
وحتى عند الولادة : نجد مجموعة أخرى من التعقيد الغير قابل للاختزال !!!..
سواء من الإفرازات أو الهرمونات أو الانقباضات العضلية وتحور وضعية رأس الجنين لأسفل إلخ !!!..
بل وحتى عدم التحام عظام جمجته ليسهل خروج رأسه عند الولادة (وهي أصعب أجزاء الولادة) :
فهو أيضا ًمن الأهمية بمكان بحيث لو لم يكن : لتعسرت الولادة بأكملها أو فشلت !!!..
بل وحتى عظام حوض الأنثى : تختلف عن عظام حوض الذكر لذات الهدف !!!..

وهكذا نرى ونلمس :
عشرات عشرات عشرات العلاقات ( الغير قابلة للاختزال ) من حولنا !!!!..

وما قيل عن النظام المعقد والمتكامل للإخصاب والولادة : يقال عن نظام : الإبصار والسمع والهضم والتنفس والأعصاب والهرمونات وتخثر الدم والإخراج والعظام والمناعة إلخ !

حيث يكفي النظر المتفحص لأي نظام فيهم : ثم تخيل الاستغناء عن جزء ضئيل أو مرحلة صغيرة منه :
حتى تعلم أنه سيفشل ككل !!!..

وقد شبه ذلك أحد الإخوة الأفاضل برسمة التروس التالية أيضا ًلنقل الحركة من المنطقة لحمل الجسم 5 :


وللتشبيه قام بإسقاط هذا المفهوم على الأذن مثلا ًكالتالي : بحيث لا استغناء عن أي جزء منها إلا واختل السمع !


ونفس ما رأيناه هنا : نراه في القلب والكليتين والكبد والطحال والمخ والرئة إلخ ..
وذلك وفق أنظمة حيوية وكيمائية وفيزيائية غاية في التعقيد والدقة والتكامل والغائية ..
---------
3...
وأما بالعودة إلى مايكل بيهي ...
فقد أعطى أكثر من مثال على ما أسماه (( التعقيد الغير قابل للاختزال )) ..

حيث قدم أولا ً- ولتبسيط الفكرة وتقريبها من القاريء أو السامع - : نظام ( مصيدة الفئران البسيطة ) !


حيث تتكون من أربعة أجزاء رئيسية : والتي إذا غاب أي ٌمنها : فقدت المصيدة وظيفتها ..! وهي :القاعدة (وهي اللوح الخشبي أو الأرض أو أي شيء سيُثبت عليه مكونات المصيدة وسد باب هروب الفأر) .. الطــُعم الذي سيجذب الفئران (وفيه يوضع طعام الفئران كقطعة من الجُبن إلخ) ..النابض (وهو الذي سيتحرك عند حركة الفأر عليه ووصوله إليه) .. الماسك (وهو الذي سينطبق على الفأر ليمسكه) ..

فكل جزء من الأجزاء الأربعة بالأعلى : له وظيفة محددة .. إذا غابت : فشل النظام ككل ..

وقد حاول الملاحدة والتطوريون الإلتفاف على هذه الحقائق والبديهيات بما يُضحك الثكلى !!!..وكل كلامهم صراحة ًهو للإضحاك وليس فيه من رائحة العلم أو المنطق شيء !!!..

وإليكم محاولتين مضحكتين من محاولاتهم الخرقاء ...
>>>
يقول أحدهم : بل يمكننا الاستغناء عن ( قاعدة ) المصيدة : بوضعها على الأرض مثلا ً...!
ونقول :
العبرة هنا في ذلك المثال هي في ( وظيفة ) قاعدة المصيدة وليس بكونها قاعدة خشبية أو على الأرض !
وإلا :
فإذا صح كلامك بإطلاق - أي عن إمكانية الاستغناء عن قاعدة المصيدة هكذا بالكلية - :
فهل ستعمل المصيدة لو علقناها في سقف الغرفة : بحيث يكون أسفلها مفتوح أو فراغ ؟!!!..
>>>
وأما المهرج الثاني فيقول : أنه قد تنشأ المصيدة الغير قابلة للاختزال بالتدريج ومع الوقت :
إذا كان لكل جزء من أجزائها فائدة على حدة !!!!.. ثم تجتمع هذه الأجزاء فجأة لتكون المصيدة (صدفة) !
وما يقصده هذا المخبول هو :
أن التطور يُفرز لنا القاعدة الخشبية : ثم يجد الانتخاب الطبيعي فائدة لها : مثل تقطيع الخضار عليها مثلا ً!
ويُفرز لنا الماسك : فيستبقيه لما له من فائدة في مسك وتثبيت رابطة العنق بالقميص !!!..
وهكذا ...!

وبالطبع مثل هذا التفكير الساقط والسطحي : هو صورة أخرى من صور الاستخفاف بالعقول !!!..
إذ أن (( التعقيد الغير قابل للاختزال )) : ينظر إلى وظيفة (( الكل )) أو (( المجموع )) وتكامل أجزائه :
بحيث لو غاب منها جزء اختل النظام :ولا علاقة له أصلا ًبفكرة التطور !! بله ظهور كل جزء على حده أو كونه له فائدة ( وحده ) أم لا !!!..
ورغم أن هذا أيضا ًلم يُفلح الملاحدة والتطوريون في إثبات خضوعه للتطور والانتخاب الطبيعي >

وأترككم مع هذا الكذوب التطوري وهو يعرض فكرة الـ co-option :


وأما بحكم تخصص الدكتور مايكل بيهي في البيوكيميائي :
فقد أبرز لنا بعض الأنظمة المعقدة الغير قابلة للاختزال مثل :السوط البكتيري للحركة والتوجيه وكما في بكتريا إشيريشيا كولاي E. coli .. اندفاعات تخثر الدم عند الجروح .. الأهداب .. نظام المناعة التكيفي ..

يقول عن السوط البكتيري :


تستخدم بعض أنواع البكتيريا ما يشبه السوط .. ويطلق عليه " السوط :
ليساعدها على الحركة في المحيط السائل ..
ويتصل هذا السوط بغشاء الخلية .. ويسمح للبكتريا بالحركة حسب الاتجاه الذي ترغب فيه بسرعة محددة ..
وقد عرف العلماء السوط منذ زمن .. إلا أن بنيته التي لم يكشف عنها إلا قبل عقد تقريباً (أي 10 سنوات) :
كانت مفاجأة كبيرة لهم ..! لقد اكتشفوا أن هذا السوط يتحرك من خلال محرك عضويفي غاية التعقيد :
وليس عن طريق آلية اهتزازية بسيطة كما كان شائعاً ..!
حيث تقوم بنية المحرك الدافع على مبدأ المحرك الكهربائي ..! فهناك جزئين رئيسيين له : ثابت ودوراني !
ويختلف السوط البكتيري عن باقي الأنظمة العضوية بأنه يولد حركة ميكانيكية :
لا تستخدم الخلية فيها الطاقة المختزلة في جزيئات ATP !!.. وإنما لديها مصدر خاص للطاقة :
والتي تستخدمه البكتيريا لتنتج عن الأيوانات المتدفقة عبر ِأغشية الخلية الخارجية ..!
والبنية الداخلية للمحرك معقدة جداً ..! حيث يشترك ما يقارب من 240 بروتين مختلف في بناء السوط ..!
حيث يتوضع كل منها في مكانه المناسب بكل عناية ..!
ويعتقد العلماء أن هذه البروتينات هي التي تحمل إشارات تشغيل المحرك وتوقيفه ..
وتشكل نقاط اتصال تسهل الحركة بمقاييس ذرية ..
كما تقوم بروتينات أخرى مهمتها وصل السوط بغشاء الخلية ..
وكل هذه الخصائص التي يمتاز بها عمل هذا النظام تدل على الطبيعة المعقدة له " ..!
Michael Behe, Darwin's Black Box, New York: Free Press, 1996, pp. 69-73

وهذا مقطع فيديو (تقريبا 5 دقائق) يشرح مدى التعقيد والتكامل الغير قابل للاختزال في السوط البكتيري :


وكذلك هذا أيضا ً(6 دقائق تقريبا ً) :


وعندما حاول بعض مخبولي الإلحاد والتطور التشكيك في نظرية التصميم الذكي :
بأنه لا يمكن تفنيدها تجريبيا : إذا ً: هي ليست بنظرية وإنما أقرب للفلسفة الدينية :
قام الدكتور مايكل بيهي بشرح كيفية تفنيد نظرية التصميم الذكي مستخدمًا الذيل البكتيري كمثال !
وأترككم مع المقطع التالي :
استعنت في هذه المواد والكلمات بمجهودات بعض الإخوة مثل مشرف 12 وmrkira وATmaKA >


وبالعودة إلى نظرية co-option ( الخيالية ) التي (( اخترعها )) الملاحدة والتطوريون :
لحفظ ماء الوجه الذي يندلق منهم كل يوم فتدوسه الأقدام :
فهي تصب في إمكانية ظهور الأنظمة الغير قابلة للاختزال : بالتدريج : إذا كانت أجزاؤها مفيدة على حدة !
حيث تظهر لها وظائف ( وقتية ) في حينها : ثم تختفي بعد ذلك لتنضم في الوظيفة للكل لاحقا !!!..
وهو نظام أشبه بالمساعدة بالسقالات حتى يستقيم البناء : ثم رفعها واستبعادها في النهاية !!!..

ولما كان أشهر مثال عضوي على التعقيد الغير قابل للاختزال - بحكم تخصص الدكتور مايكل بيهي كما قلت - :
هو السوط البكتيري ...
فقد بحثوا ومحصوا ومهدوا للكذب من جديد - كعادتهم دوما ً- فخرجوا علينا قائلين :
أنهم توصلوا لـ ( احتمالية ) تطور هذا السوط !!.. (ولاحظوا أن كل كلامهم قديما وحديثا هو احتمالات)

حيث وجدوا تشابها ًكبيرا ًبين قاعدته وبين قاعدة الـ Type III secretion system :
والذي تستخدمه البكتيريا في حقن سمومها في الخلايا التي تغزوها ..!

ثم يقتبس لنا المعترض المتعالم : الفقرة الصغيرة التالية من الويكيبدياالموالية للإلحاد والتطور :
The needle's base has ten elements in common with the flagellum, but it is missing forty of the proteins that make a flagellum work.[66] Thus, this system negates the claim that taking away any of the flagellum's parts would render it useless. On this basis, Kenneth Miller notes that, "The parts of this supposedly irreducibly complex system actually have functions of their own."

والجواب من عدة نقاط :
>>>
تشابه القاعدة لأجزاء في نفس البكتيريا - وقواعد أجزاء البكتيريا ترتبط كلها بالغشاء الخارجي - :
لا يدل يقينا ًعلى أي من هذه الهراءات بخصوص التطور المزعوم !!!!..
وذلك لأن تشابه قاعدة السوط : وقاعدة الحقن : هو شيء بديهي جدا ً:
طالما الاثنان يحتاجان للتثبيت أصلا ًفي الغشاء الخارجي للبكتيريا !!!..
ولا يعني ذلك بأي حال من الأحوال تشابه السوط مع الحقن !!!!..
ولا إمكانية تطور أحدهما من الآخر ! (لأنهم يفترضون أن قاعدة الحقن ظهرت أولا ً: ثم تطور عنها السوط)
>>>
ومثال لتقريب هذه الفكرة : هو في ماكينات أي ورشة ميكانيكية كما هو معلوم ...
حيث نجد بها العديد من الأجهزة المختلفة الاستعمالات : كالمخرطة والقاشطة إلخ ..
وكلهم يرتكزون على قواعد متشابهة : لتثبيت كل ماكينة على أرضية الورشة وامتصاص هزاتها !!..
فهل يعني ذلك التشابه أن تلك الماكينات لها علاقة تماثلية ببعضها البعض ؟؟..
أو حتى تطورت من بعضها البعض ؟!!..
فتكون ماكينة مثل هذه مثلا ً:


تطورت عن هذه :

>>>
ولتطبيق هذا الكلام على ما نقله المعترض من الويكيبديا أعلاه ..
فبالبحث عن الأصل الذي تم ذكر هذا الكلام العلمي فيه : نجد في آخره كلاما ًمهما ً:
تم حذفه عمدا ً) في الويكيبديا : وكدليل آخر على عدم المصداقية وغياب النزاهة بخصوص التطور !
وسوف أنقل الفقرة بأكملها : على أن أقوم بتلوين الجزء الهام المحذوف باللون الأحمر :

Critics of the notion of “Irreducible complexity” have responded with reference to the concept of co-option. According to this hypothesis, apparently irreducibly complex systems can evolve from simpler precursors which serve other unrelated functions. One such argument that Kenneth Miller has advanced is that the basal body of the flagella is similar in a number of respects to the Type III secretion system, a needle-like structure that pathogenic germs use to inject toxins into living eukaryotic cells. The needle’s base has ten elements in common with the flagellum, but it is missing forty of the proteins that make a flagellum work. Hence, Kenneth Miller concludes that, “The parts of this supposedly irreducibly complex system actually have functions of their own.”
Critics of Miller’s co-optive idea as it relates to the flagellar motor point out that analysis of the gene sequences of the two systems suggest that the flagellar motor arose first and then the pump came later. In other words, if anything, the pump evolved from the motor, not the motor from the pump.

والمعنى المستفاد من الفقرة الأخيرة التي لونتها بالأحمر هو :
أن حتى الفرضية المزعومة عن تطور محرك السوط ( الأعقد من مضخة هذه الحاقنة (الأبسط فهي خطأ !!!
حيث أثبتوا بالجينات أن محرك السوط ( الأعقد في التركيب والوظيفة ) :
سابق في الظهور أصلا ًعلى مضخة الحاقنة الأبسط في التركيب والوظيفة ) " !!!!!..

ناهيكم بالطبع عن أن أي موضوع يتحدث عن فرضية co-option يمتليء - وكسائر فرضيات التطور المزعوم - :
بكلمات مثل ( يُمكن ) و ( بافتراض ) و ( ربما ) وباقي هذه العائلة المعروفة لدى كل حالمي اليقظة الملاحدة والتطوريين !
----------
4...
وأخيرا ً...
أقتبس لكم المثال التالي من أحد مواضيع الأخ مسعود :
وفيه معضلة أخيرة غائبة عن كل متهوك نافي للتعقيد الغير قابل للاختزال وهي :
معضلة الاحتمالات : واستحالة استبقاء النتائج الصحيحة واستبعاد النتائج الخاطئة من المادة الصماء :
وذلك في كل مرحلة - من المفترض - في تطور الأنظمة المعقدة الغير قابلة للاختزال !!..

حيث أول ما يغيب عن هؤلاء السكارى عند حديثهم السطحي عن مثل هذه المعضلات الحقيقية :
هو أننا نتحدث عن نظام معقد : له غاية كلية ( نهائية ) ( معلومة ) : يسعى إليها من أول تكوينه !
وإلا ...هل تتذكرون صورة التروس ناقلة الحركة لرفع الجسم 5 ؟؟..


هل يمكن تخيل أن تمر مراحل ظهورها : بالمرحلتين اللتين على يمين الرسمة التالية (الغير هادفتين) ؟


بالطبع لا ...!
وتزيد صورة الاستحالة وكما قلت : بغياب إمكانية استبقاء الصحيح واستبعاد الخاطيء !!..

وقد ضرب الأخ مسعود لذلك مثالا ًوهو الكتابة العشوائية و( بالصدفة ) لجملة واحدة لها معنى وهي :
البعرة.تدل.على.البعير.والأثر.يدل.على.المسير

وهي الجملة الشهيرة على لسان أحد الأعراب في استدلاله بها على وجود الخالق عز وجل ..
يقول الأخ مسعود -مع بعض التصرف مني - :

بالنسبة لأول كلمة من الجملة : وهي كلمة : البعير :
فإن احتمال ظهور الحرف :
أ فقط من حروف الهجاء الثمانية والعشرين ومن أول ضربة بطريقة عشوائية :
هو واحد من أصل ثمانية وعشرين حرف !!..
وعلي هذا سيكون الاحتمال هو 1/28 = 0.036 ومعني هذا الرقم أن احتمال الضرب علي الحرف أ هو :
3.6% وهو احتمال ضعيف لكنة ليس مستحيلاً ..
فماذا سيكون احتمال الضغط علي باقي الأحرف تباعاً بعد الضغط علي الحرف أ مباشرة وبالتسلسل ؟
ل : أ × ل = 1/28 × 1/28 = 0.001
وهذا احتمال أضعف نسبة حصوله 0.1 %
ب : أ × ل × ب = 1/28×1/28×1/28 = 0.0005
وهذا احتمال أضعف نسبة حصوله 0.005 %
ع : أ × ل × ب ×ع = 1/28×1/28×1/28×1/28 = 0.00001
وهذا احتمال أضعف نسبة حصوله 0.0001 %
ر : أ × ل × ب ×ع × ر = 1/28×1/28×1/28×1/28×1/28 = 0.00000006
وهذا احتمال أضعف نسبة حصوله 0.000006 %
ة : أ × ل × ب ×ع × ر × ة = 1/28×1/28×1/28×1/28×1/28×1/28 = 0.000000002
وهذا احتمال أضعف نسبة حصوله هي 0.0000002 %

ويجب ملاحظة هنا أننا كنا نتحدث عن احتمال كتابة كلمة واحدة فقط وهي (البعرة) بصورة عشوائية !!!..
فماذا سيصبح هذا الاحتمال يا تري لو أكملنا الثمانية كلمات المؤلفة للجملة حتى نصل للحرف ر في كلمة (المسير) ؟
هنا سيدخل الفراغ أيضا ًبين الكلمات في الجملة إلي احتمال الوصول إلي الكتابة الصحيحة !!..

وعلي هذا سيكون عدد الاحتمالات هو الحروف 28 مضافاَ لها الفراغ وبمجموع كلي 29 ..
ولكتابة الجملة بصورة صحيحة فسيكون لدينا مجموع 43 ما بين حرف وفراغ في متن الجملة !!..


وهذا معناه أن الاحتمال هو حاصل ضرب 1/29 في نفسها 43 مرة والنتيجة =0.000000000000000000000000000000000000000000000000 000000000000001 

ونسبة حصولة هي :0.000000000000000000000000000000000000000000000000 0000000000001 

وهذا احتمال = الاستحالة بعينها !!!!..
ولكن هنا معضلة أخرى قل أن ينتبه إليها أحد للأسف وهي :
أن هذا الاحتمال هو احتمال ( مادي ) ( رياضي ) بحت !!!..
والسؤال :
مَن هو هذا ( العاقل ) الذي بعد كل حرف وكلمة : سيستبقي النتائج الصحيحة التي لها معنى : ويستقصي ويستبعد النتائج الخطأ التي ليس لها معنى ؟!!!...

فهذه هي المعضلة الرياضية للخائضين الحالمين بإسقاط صورة التعقيد الغير قابل للاختزال !!..
حيث بنفس الطريقة نسألهم :
ومَن هو ذلك ( العاقل ) الذي سيرصد أهمية عدم أهمية كل جزء من النظام مع الزمن ثم ضمه للمجموع ؟!
وذلك في ظل غاية نهائية معروفة ومعلومة كالإخصاب أو السمع أو البصر أو التخثر أو السوط البكتيري إلخ ؟

وصدق الله العظيم فيما قاله من آيات شاهدات على عظمة خلقه وتناسب هذه المشاركة والتي قبلها حيث قال سبحانه :
إنا كل شيء ٍ: خلقناه بقدر " !!!!.. القمر 49 ..
والأرض مددناها .. وألقينا فيها رواسي .. وأنبتنا فيها من كل شيء موزون " .. الحِجر 19 ..
الشمس والقمر بحسبان (والحسبان صيغة مبالغة من الحساب الدقيق) " الرحمن 5 ..والسماء رفعها : ووضع الميزان " .. الرحمن 7 ..

إلى هنا وتنتهي هذه المشاركة ..
وأشير لكم بموضوعين في غاية الأهمية - وخصوصا الموضوع الأول - وقد استعنت بهما ولا أزال ..
موضوع الأخ mrkira عن التصميم الذكي هنا :

وهو موضوع مفيد جدا لمَن يتتبعه لآخره ... وبالخلاصات التي وضعها الأخ ..

وأيضا ًموضوع د./ خالد صقر من مركز نماء - والذي نقله لنا د. هشام عزميمشكورا - باسم :التدقيق المتناهي والمبدأ الأنثروبي.. حول موقف فلسفة العلوم من الكون :

وربما جمعت ما تبقى لي عن التصميم الذكي وتبسيطه في مشاركة واحدة أخيرة ولعلها تكون التالية ..
فليس هدفي هو عرض ( كل ) علامات التصميم الذكي ومظاهره ..فهي أكثر من أن تحصى صراحة ..
وأنا كمسلم على الفطرة : أجدني في غاية الإشمئزاز وأنا أوضح الواضحات وأبرهن البديهيات !!..
لأقول على الشيء المخلوق في غاية الحكمة والقدرة والعلم والإبداع : أنه مخلوق من الله !!!..

ولكن يكفيني فقط : إيقاظ العقول النائمة والغافلة واللاهية والساهية والمخدوعة ..
والله الموفق ...