التسميات

الخميس، 28 فبراير 2013

أشهر الأدلة والبراهين على وجود الله تعالى ...
من كتاب : كواشف زيوف - للشيخ حنبكة الميداني ..
نقل الأخ عبد الغفور - منتدى التوحيد ..


يحاول الملحدون التشكيك في أدلة المؤمنين بالله ، وهي من القوة والكثرة بحالة لا تسمح لعاقل أو ذي فكرٍ منصف بأن يشكك فيها .
وفيما يلي عرض موجز سريع لهذه الأدلة :

البرهان الأول : (دليل السببية).
أثبت العلم وأثبتت الملاحظة أن الكون وحوداثه المستمرة ، أمورٌ لم تكن ثم كانت ، وكل شيءٍ لم يكن شيئاً مذكوراً ثم كان لا بد له حتماً من موجد أوجده ، ولا بد أن يتصف هذا الموجد بالصفات التي تؤهله لعمليات الإيجاد ، ولا بد أن يكون أزلياً غير حادث ، وإلا احتاج هو أيضاً إلى موجد يوجده . 

البرهان الثاني :(دليل الإتقان في الكون).
أثبت العلم وأثبتت الملاحظة المستمرة أن كل ما في هذا الكون أمرٌ متقن ، وإتقانه ليس من ذاته حتماً ، إذن فلا بد له من متقن أتقنه . 

ومئات الألوف من الظواهر الكونية التي تعرض نفسها للبحث ، حتى ينكشف للباحثين جوانب مدهشة من إتقانها ، الأمر الذي يدل على أن متقناً محجوباً عن الأنظار ، يتقن الأشياء بعلمه وحكمته ، ويصرف أحداثها بقدرته . 
وفي هذا المجال يكتب العلماء المنصفون ألوف المقالات المستفيضة المثبتة لهذه الحقيقة .

البرهان الثالث : (دليل العناية).
تثبت الملاحظة المستمرة في أشياء هذا الكون أن العناية إحدى الصفات البارزة فهيا . فما من حاجة لحي من الأحياء في الكون إلا لها ما يسدها ، ويلبي مطالبها على أكمل وضع وأتقنه .

فما من حاجة لدى نبات أو حيوان إلى غذاء إلا لها الغذاء الملائم لها على أحسن وجه وأتقنه .

وما من حاجة لدى ذي حياة إلى كساء يدفع عنه الحر والبرد والضر ، إلا لها ما يحقق مطالبها على أحسن وجه وأتقنه .

وما من نزعة إلى رفاهية وترف واستمتاعٍ بجمال إلا لها في الكون ما يُلبّي رغبتها ، سواءً للسائلين .

وما من داء إلا له دواء ، وما من قوة إلا لها ضد مكافئ ، ما لم يكن للقضاء والقدر في الحكمة العامة مرادٌ ما .

إلى غير ذلك من أمور كثيرة لا تحصى . وكل هذا من العناية ، والعناية لا تكون إلا صفة لذي علم وحكمة ورحمة ، وهذه صفات عليم حكيم رحيم ، وهو الله عز وجل .

والعناية تستلزم الإتقان في الصنع ، فكل مشمولٍ بالعناية مصحوب بالإتقان . ولكن قد يكون الإتقان وحده ظاهرة لا تقترن بالعناية ، حين لا يكون ذو حاجة إلى العناية موجوداً . فالكون المادي كله متقن ، ولو كان في معزل عن مخلوقٍ حيٍّ يحتاج إلى العناية .

البرهان الرابع : (دليل الإمكان في الكون).
يثبت برهان العقل أنه لا يوجد شيء في هذا الكون هو واجب الوجود لذاته ، بل كلُّ ما فيه هو من الأمور الممكنة ، التي لا يرى العقل مانعاً من أن تكون على صورة أخرى غير الصورة التي هو عليها . 

وكل أمرٍ ممكن عقلاً فالأصل أنه كان معدوماً ، ولم يوجد في الواقع إلا بمرجح رجّح وجوده ضد الإمكانات الأخرى .

ولا بد أن يكون هذا المرجح لأوائل الممكنات وجوداً واجب الوجود لذاته ، وهذا لا يكون من الكون ، لأن الكون كله وكل ما فيه أمور ممكنة غير واجبة الوجود عقلاً .

البرهان الخامس : (دليل الكمال).
الإنسان أكمل حادث موجود في هذا الكون ، بحسب ما نلاحظ ونشاهد من موجودات .

والإنسان لم يخلق نفسه حتماً ، ولم يخلق أبواه ، وأي شيء دونه لا يستطيع أن يخلقه ، لأنه فاقد لكمالاته ، وفاقد الشيء لا يعطيه .

إذن : فلا بد من موجود هو أكمل من الإنسان ، يملك أن يخلُق في الإنسان صفات العلم والإرادة الحرة ، وسائر الصفات النفسية ، بعد منحة صفة الحياة .
بل لا بد أن يكون هذا الخالق ذروة الكمال كله .


البرهان السادس (ظاهرة العدل).
من الملاحظ في أحداث تاريخ الإنسان ، أن مظاهر الجزاء العادل للأمم من السنن الثابتة في الكون .

والجزاء العادل لا يكون من مادة صماء عمياء لا تعلم من أحداث الناس ونياتهم شيئاً .

إذن : فلا بد من موجود عظيم عليم يرقب أعمال الناس ، ويعلم نياتهم ومقاصدهم ، ويجازيهم بعدله . وهذه الصفات لا بد أن تكون صفات موجودٍ ليس جزءاً من الكون المدروس ، ولا مشبها له ، لأن شيئاً منه لا يصلح لمثل هذه الصفات .

وشواهد مظاهر الجزاء العادل الذي ليس له سبب إنساني ظاهر كثيرة في تاريخ الناس .

البرهان السابع : (ظاهرة الروح).
الروح سر غير مادي من أسرار هذا الكون ، وهذه الروح متى وجدت في المادة صارت المادة حية .

ولا يوجد واحد في الأحياء يعرف روح نفسه ، أو يملك نفخها في المادة ، أو يملك تثبيتها إذا جاء أجل مفارقتها لجسدها . 

إذن : فلا بد من موجودٍ أعلى من المادة ، ومن عالم الأرواح التي لا تملك لأنفسها شيئاً ، وهذا الموجود الأعلى هو الذي ينفخها في المادة فتكون حية ، ويقبضها من المادة ميتة لا حياة فيها .
وهو القاهر فوق عباده .

البرهان الثامن : (دليل الإلزام العقلي بين الوجود والعدم).
وخلاصته :
لا بد أن يكون الوجود هو الأصل ، وإلا لم يوجد شيء البتة ، لأن العدم المطلق الشامل لا يمكن أن يتحول بنفسه إلى الوجود ، ولا يمكن أن يوجد شيئاً غيره .

وبما أن الوجود هو الأصل فيجب أن يكون للموجود الذي هو الأصل الكمال المطلق ، ويجب أن يكون كل وصف فيه واجب الوجود .

لكننا في كون ليس لعناصره صفات الكمال المطلق ،إذن: فالموجود ذو الكمال المطلق غير هذا الكون ، وهو الذي خلق هذا الكون ، وأودع فيه من الأدلة والشواهد ما يدل عليه ، ومنح الفكر للإنسان ليمتحنه في قضية الإيمان بخالقه .

هذه البراهين والأصول يمكن أن تكتب حولها تفصيلات وبحوث مستفيضة تملأ مجلدات .

فموقف الفكر الإيماني موقف من يعرض براهينه وأدلته العقلية والعلمية بقوة ، ويستطيع أن يجادل بها ، ويُقنِع ويُسكت كل منصف طالب معرفة الحق ، غير مغالط ولا مراوغ ولا كذاب .