التسميات

الخميس، 7 مارس 2013


مناظرة مع الملحد هشام آدم بعنوان : وجود الله .. 
الجزء 4 ... 
جرت هذه المناظرة في جروب (نقاش فكري) على الفيسبوك ..
وقد انتهت بانسحاب الملحد بأعذار أني أخطأت ولفقت ودلست فيها .. ولله الحمد ..!
---------------

*** 
الأستاذ هشام : 
عفوًا ,, فقط استوقفتني جملتك هذه: "أقول : الطفرات هي أخطاء في نسخ الحمض الوراثي أثناء التضاعف !!.. وكونها أخطاء : فهو لا ينتج عنها شيئا مفيدا بالمرة - وهذا من المفترض أن يُعلم بداهة !!" وأنا أتعجب من الحديث عن أخطاء في كلام من المفترض هو عن "مصمم ذكي" !!!! وما هذا الخلط الغريب في مفهوم الطفرات الجينية؟ كيف لا تحدث عن الطفرات الجينية سمات جديدة جيّدة؟ لقد أوضحتُ لك في بداية كلامي أنَّ هذه الطفرات قد لا تكون مفيدة وقد تكون كذلك أو قد تكون ضارة ,, ونسبة حدوث أي من هذه الثلاثة متساوية تمامًا .... لا تشعرني بالإحباط أرجوك  عمومًا ... لا أنكر أنه بدأ السأم يتسرّب إليّ من هذا الحوار، ربما لطوله، وربما للفترات المتباعدة بين ردودنا ... وعلى أيّ حال فإن انشغال كلينا بأموره الخاصة يزيد الأمر تعقيدًا. أكرر أسفي على هذه القفزة "العشوائية" بعد انتهاء مداخلتي.
***
---------------

34...
شكرا أستاذ هشام على المداخلات القيمة .. والتي - وكما قلت لك من قبل - تفيد في توعية وتثقيف القاريء العادي بأقوال الطرفين التي تنتشر اليوم في النت : ورد كل طرف على الآخر فيها .. وبالتأكيد الخيار سيعود في النهاية إلى كل عاقل في اختيار الحق من الباطل .. أو كما نقول نحن (الحق أبلج واضح .. والباطل لجلج مهزوز) .. إذا .. فما علينا - أنا وأنت - إلا توضيح (ثبات) و(منطقية) و(علمية) كل ما ندافع عنه في عقيدتنا بإذن الله .. وبالطبع لن أستطيع الكتابة الآن للأسف للانشغال .. ولكن أعدك أنك ستجد معلومات جيدة جدا في المداخلات القادمة مني إن شاء الله - فالتطور مجالي الحميم منذ أكثر من عام ونصف :) - سواء معلومات جديدة : أو تصحيح لأخطاء كثيرة لديك إن شاء الله سأوضحها في حينها .. وعلى العموم : أنا لم يداخلني أي سأم من هذه المناظرة أبدا .. بل يعلم الله تعالى مدى سعادتي بها : وأنه لولا مجيئها في وقت انشغال لي بالفعل وظروف خاصة كنت ذكرتها في منتدى التوحيد : لم تكن مداخلاتي تأخرت أبدا عن مداخلاتك .. إذا .. لا داعي للسأم أستاذ هشام بل يمكنك اعتبار الأمر مطارحات فكرية على الأقل : وإذا لم تكن مناظرة .. هذه كانت مداخلة على السريع .. وسأتبعها حين يتيسر قريبا إن شاء الله بمداخلات الردود ..
---------------

35...
من المتعارف عليه أستاذ هشام أن دفع الملامة عن النفس أولى من جلب الإعجاب أو الشكر لها .. ولذلك فقبل البدء بالردود على ما يخص كلامك عن التطور : فأحب أن أدفع عن نفس أوجه الملام التي وجهتها لي أستاذ هشام .. وحتى لا يظن أحد القراء بي سوءا ً.. حسنا .. >> أول ملامة وجهتها لي : كانت بخصوص ديفيد برلنسكي David Berlinski : حيث تؤكد في كلامك أنه (ليس ملحدا) ولكنه : يهودي .. لاهوتي .. لا أدري .. أقول : وأين قلت أنا أستاذ هشام أنه (ملحد) ؟!!!.. بل قلت - ووضعتها بين قوسين - أنه (لاديني) !!.. ومن المعلوم أن أي لا أدري هو بطبيعة الحال لا ديني : والعكس غير صحيح .. إذا : ما الاعتراض ؟!!.. أو : وهل كذبت أنا أو أخطأت ؟؟.. >> وأما للملامة الثانية بالنسبة لوصفي لتوماس نايجل Thomas Nagel بأنه ملحد : ثم تخطئتك لي بقولك : "" وهو حاليًا أستاذ للفلسفة والقانون بجامعة نيويورك وهو يهودي أصلًا وليس ملحدًا "" .. أقول بداية : دعنا نتفق على أن وصف (يهودي) لا يعني بطبيعة الحال أنه يهودي (الديانة) !!.. بل ينصرف وصف يهودي غالبا إلى كونه (من اليهود جنسية ًأو مكانا) ..! وإلا : فأنشتين أيضا كان يهودي : فهل يعني ذلك أن أقول لك أنه كان مؤمنا بإله مشخص كاليهود ؟!!.. هذا أولا .. وأما ثانيا .. فهو قول توماس نايجل نفسه عن نفسه : I want atheism to be true and am made uneasy by the fact that some of the most intelligent and wellinformed people I know are religious believers. It isn’t just that I don’t believe in God and, naturally, hope that I’m right in my belief. It’s that I hope there is no God! I don’t want there to be a God; I don’t want the universe to be like that المصدر - The Last Word” by Thomas Nagel, Oxford University Press: 1997 ..! >> وأما بالنسبة للملامة الثالثة وهي وصفي لجيري فودور Jerry Fodor بالملحد : ثم تخطئتك لي أيضا بخصوص ذلك وقولك عنه : "" وهو أيضًا يهودي وليس ملحدًا "" .. فكنت أرجو أستاذ هشام (فقط) أن تجري بحثا سريعا على أي محرك بحث على النت مثل جوجل عن عبارة (Jerry Fodor atheism) لكنت وجدت عبارات وعنواين كثيرة تتناول كتاباته الأخيرة في نقد التطور مثل : Being a materialist atheist doesn’t help Jerry Fodor when he is up against Darwinism .. بل وعندما يتم ذكر أسماء اللادينيين والملاحدة الذين يرفضون أبرز الفرضيات العلمية المفروضة على المجتمع العلمي مثل التطور : تجده في المقدمة بكتابه الأخير مع ماسيمو بالميريني : Here are a few more atheists and an agnostic, united by their disquiet over the vast reams of popular beliefs marketed as science today. American materialist atheist Jerry Fodor, has also broken ranks in What Darwin Got Wrong (London: Profile, 2010) .. إذا : ليس كل وصف (يهودي) أستاذ هشام يعني أن صاحبه (مؤمنا) !!!..
---------------

36...
>> وأما الملامة الرابعة بخصوص تخطئتك لاستشهادي بموقع المناهضين للداروينية وقولك : "" ولمن شاء أن يعترض على التطوّر لأسباب دينية تخصّه، فله أن يذهب ويسجّل اسمه في قائمة المناهضين للداروينية. وعلى ذكر هذه القائمة فإنَّني لم أجد أسماء كلٍ من: توماس نايجل وجيري فودور وماسيمو بالماريني، فهل نسوا أن يوقعوا أم ماذا؟ "" أقول : وهل أخبرتك أستاذ هشام بأنه (لزاما) على كل عالم أو دكتور يناهض التطور الدارويني : أن يسجل فيها ؟؟.. بل عدم تسجيل البعض فيها هو دليل على عدم حصر المناهضين للتطور الدارويني وآلياته بهذه القائمة (الطويلة جدا) فقط !!!.. وهذا لا شك مما يفرحني أنا لا أنت ..!! وعلى العموم : تجد مايكل بيهي فيها :) وهناك حركات مماثلة بدأت في الظهور من سنوات - وخصوصا في أمريكا - تدعو لرفع التضييق عن الدكاترة وبروفيسورات الجامعات لتدريس ما يؤمنون بصحته وعلميته : وذلك برفع (جبر) خرافة الداروينية عنهم !!.. وذلك مثل academicfreedompetition .. وإليك نص عريضتهم التي يوقعون عليها ليطالبوا بـ (حرية الرأي في العلم) !!.. حيث يظهر من كلامهم مدى الضغط الرهيب على الطلاب والمعلمين والدكاترة في أمريكا : وإذا ما هم فقط فكروا في نقد التطور الدارويني وآلياته !!!.. تقول العريضة : We, the undersigned American citizens, urge the adoption of policies by our nation's academic institutions to ensure teacher and student academic freedom to discuss the scientific strengths and weaknesses of Darwinian evolution. Teachers should be protected from being fired, harassed, intimidated, or discriminated against for objectively presenting the scientific strengths and weaknesses of Darwinian theory. Students should be protected from being harassed, intimidated, or discriminated against for expressing their views about the scientific strengths and weaknesses of Darwinian theory in an appropriate manner .. >> وأما الملامة الخامسة بتشكيكك في موقع المناهضين للداروينية - ربما محاولة منك للتشكيك في عددهم الكبير - وذلك بقولك : "" كما أنَّ هنالك أسماء لم أجد لها أثرًا على قوقل على الإطلاق، فهل هي أسماء وهمية كما نجد في صناديق اقتراع الانتخابات في الدول العربية؟ "" .. أقول : لا أستاذ هشام .. بل لو أنك أخذت جولة سريعة في الموقع لعرفت نظام التسجيل وشروطه .. والتي تنطبق على دكاترة عادييين في أي مكان في العالم (الشرط الوحيد هو أن يكونوا من الاختصاصات المحددة في صفحة الأسئلة والاستفسارات وصفحة التوقيع للانضمام للقائمة) أو الأكاديميات العلمية .. والشاهد : أنه ليس بالضرورة أن يكونوا أناسا مشهورين تجدهم على الجوجل ولكل منهم صفحة على الويكيبديا !!!!!.. >> وأما الملامة السادسة في قولك : "" قد أتفهم أن يعارض عالم بيولوجيا أو كيمياء حيوية أو عالم أجنة نظرية التطور، ولكن لم أفهم أن أجد لها معارضين ليست لهم علاقة بهذا التخصص كالمهندسين الميكانيكيين والإلكترونيين كأخينا جون كوقديل هذا (John Cogdell Professor of Electrical & Computer Engineering University of Texas) أليس غريبًا؟ "" أقول : لو أنك نظرت بالفعل في صفحة الموقعين على القائمة وتخصصاتهم : لوجدت أنهم حددوا هذه الاختصاصات بكل دقة : حيث ترتبط جميعها بإثبات (احتماليات) التطور والطفرات : كيميائيا ورياضيا وبيولوجيا إلخ من عدمها !!.. تقول صفحة Sign the List في التخصصات المطلوب إرسال شهاداتها : Signers of the Scientific Dissent From Darwinism must either hold a Ph.D. in a scientific field such as biology, chemistry, mathematics, engineering, computer science, or one of the other natural sciences; or they must hold an M.D. and serve as a professor of medicine. Signers must also agree with the following statement .. >> وأما الملامة السابعة في تعليقك على ذكري لوجود (أخطاء) تقع أثناء النسخ أو التضاعف في الحمض النووي بقولك : "" وأنا أتعجب من الحديث عن أخطاء في كلام من المفترض هو عن "مصمم ذكي" !!!! "" أقول : وهل أخبرك أحد أستاذ هشام أن بروتينات وإنزيمات نسخ وتضاعف الحمض النووي للخلايا الحية : لا تتأثر دوما بما حولها من اضطرابات كيميائية يتسبب فيها الكائن الحي لنفسه (مثل تناول أدوية أو مسكرات أو أشياء لها تأثير كيميائي على خلاياه) أو اضطرابات خارجية (مثل التعرض للإشعاع ونحوه) ؟!!.. والكلام بمعنى آخر أبسط وأسهل أستاذ هشام هو : هل عندما أقوم بتصنيع ثلاجة محكمة : وتعمل على ما يرام - كمثال للتصميم الذكي - : هل عندما يصيبها العطب والعطل بسبب خارجي مثل هزة شديدة أو زيادة في التيار الكهربي أو وضع الطعام بصورة خاطئة تسد منافذ التبريد فيها أو عدم تصريف المياه إلخ إلخ : فهل مثل هذه الأخطاء : تطعن في كون الثلاجة أتت من تصميم ذكي و(بفعل فاعل حكيم له غاية) ؟!!!.. وأما العجب أستاذ هشام : فهو أن تلفت لإمكانية وقوع أخطاء - وهذا شيء ممكن ووارد بأسباب خارجية وليست خطأ في الخلق والتصميم - : ولا يلفت نظرك كون هذه الأخطاء يتم الكشف عنها وإزلتها أو تصحيحها ذاتيا !!!!.. مما يعني فهما ووعيا وعقلا وإرادة تعمل على التقييم والتصرف !!!.. وذلك من أبسط مكونات المادة التي لم يثبت كيميائيا ولا فيزيائيا أنه لها إرادة خاصة مثل الذرات والجزيئات !!!.. يتبع إن شاء الله ..
---------------

37...
حسنا أستاذ هشام .. وقبل أن أستعرض معك باقي نقاطك في ردودك : أود أن أشير إلى شيئين .. الأول .. هو أني لا أريدك أن تتأثر سلبا في مناظرتنا معا بأي مؤثر خارجي .. وأما الثاني : فهو أني - وعلى عكسك تماما :) - لا أضيق ذرعا بطول الكتابة أو المداخلات أو المشاركات : ما دامت كلها في أصل الموضوع ولم تتشتت .. وطالما كان الطرف الآخر مهذبا .. بل هذا مدعاة للاهتمام الزائد وبذل الجهد أكثر في استثمار واستغلال مثل هذه الفرص التي قل أن تتكرر .. على العموم لن أطيل عليك .. ولنبدأ .. >>> أنت قلت أستاذ هشام : "" المهم لديَّ هنا يا عزيزي أنني قدمتُ في مداخلتي السابقة شرحًا مبسطًا لفكرة التطوّر والانتخاب الطبيعي على مستوى بكتيري، لأنَّ هذا يمكن ملاحظته ومتابعته في فترة وجيزة بحكم أنَّ دورتها الحياتية قصيرة، ولكن التطوّر نفسه يحدث بذات الكيفية مع الكائنات الأخرى، ولكن تصعب ملاحظته، لأنَّها تتطلب فترات زمنية أطول لملاحظتها عيانيًا، وربما يتطلب الأمر فترات تتجاوز آلاف السنوات، ولهذا فإنَّه يصعب للكثير التصديق بذلك، ولهذا نلجأ في بعض الأحيان للمستحثات والأحفوريات، ولكني لم أعرف رأيكَ في هذا الشرح "" .. أقول : بل أخبرتك برأيي أستاذ هشام .. وأكون سعيدا جدا جدا لو تستطيع نقده !!.. وأعتقد أن (حصر) حديثك على البكتريا والفيروسات إلخ وما يحدث فيهم من (تكيف) وليس (تطور) : هو محاولة لتشتيت النظر بعيدا عن حقيقة غياب (أي) أدلة فعلية على (التطور) الحقيقي الذي تدعيه فرضية التطور !!.. وأما محاولة التبرير بأن سبب حصر الكلام في البكتريا والفيروسات هو بسبب أن أطوال عمرهما قصيرة : فيظهر فيها علامات التطور أكثر من غيرها من الكائنات الحية الأعقد تركيبا والتي تأخذ فترات أطول بكثير قد تصل لآلاف السنين .. أقول : هذا الكلام يوقعك في مأزق أستاذ هشام مرتين !!!.. مرة بالنسبة للبكتريا والفيروسات : لأنها طوال مئات السنين وهي (((ما زالت))) بكتريا وفيروسات !!!!.. بالرغم من أن قصر أطوال عمرها من المفترض أن يصاحبه ((سرعة طفرات وتطور)) أكبر من سائر الكائنات والإنسان مثلا !!!.. ولكن هذا لم يحدث !!.. ولا يحدث !!.. ولن يحدث !!!!!.. فما زالت البكتيريا والفيروسات منذ مئات الملايين من السنين : هي هي !!!.. حسنا .. وما هو المأزق الثاني الذي يوقعك فيه مثل هذا التبرير أستاذ هشام ؟؟.. أقول : هو مأزق أن التطور ((البطيء)) جدا للكائنات الحية الأعقد : يعني أن كل طفرة على مسيرة التطور : كان يتم السكوت عليها وغض النظر عنها من جانب الانتخاب الطبيعي !!!.. ورغم أنها لم يكن لها فائدة لوقت طويل !!!!.. - اللهم إلا إذا كان الانتخاب الطبيعي له وعي هو أيضا وعلم وحكمة وتصميم : ويعرف أن هذه الطفرة أو تلك : لها مستقبل باهر في آلاف أو ملايين السنوات القادمة : فيستبقيها - !!!!.. والشاهد : أنه كيف يدعي المؤمنون بالانتخاب الطبيعي أنه يقصم ظهر الطفرات الغير مفيدة أو غير مرغوب فيها : ثم من جهة أخرى يدعون ((أعمارا بالغة الطول)) لوقوع طفرات التطور : من غي أن تمتد إليها يد الانتخاب الطبيعي لتقصمها ؟!!.. بالمصري كده ممكن أتساءل : هل هي كوسة يعني ؟!!.. واسطة ؟!!.. :) >> هذا بالنسبة لأحد أوجه النقد القوية و(العملية) الموجهة للانتخاب الطبيعي (مع) الطفرات أستاذ هشام .. وهو غير النقد الخاص بكل منهما على حده والذي ذكرته لك من قبل : ولا داعي لتكراره من جديد ... فهذا هو رأيي فيما قلته أنت .. وهو أني أؤكد (ومن جديد) : أنه لا دليل واحد عملي حقيقي على وقوع التطور !!.. لا في الماضي ..! ولا في الحاضر ..! فإن كان لديك : فاعرضه أستاذ هشام لنتحاور فيه سويا ابتغاء الحق إن شاء الله : وبالعلم .. لا بغيره .. وكما وعدتك وحافظت على وعدي إلى الآن - وسوف أرد عليك مثال تطور سحلية الحائط الإيطالية P. sicula ومثال الأفاعي المجلجلة - .. ولكن دعني أعلق على قولك : "" ولهذا نلجأ في بعض الأحيان للمستحثات والأحفوريات "" وذلك في المداخلة القادمة ...
---------------

38...
لعلك تعرف أستاذ هشام أنه ومنذ وضع داروين فرضيته عن التطور في كتابه : وكان يدرك تماما أن واحدة من أهم مستلزمات (الانتخاب الطبيعي) هي وجود ملايين الحفريات والمستحاثات للكائنات الحية منذ القدم : والتي تترجم لنا الظهور (العشوائي) للصفات المحتملة الكثيرة جدا - طالما كانت الصدفة هي التي تخلق - في مقابل ما قام (الانتخاب الطبيعي) باصطفائه مما نراه اليوم من كائنات حية تعيش حالة الاستقرار .. أقول .. كان داروين يدرك ذلك : وذكره أكثر من مرة في كتابه أصل الأنواع ولكن .. ولأنه يعلم أنه ولا حفرية ولا مستحاثة واحدة قد وجدها البشر تترجم ما زعم : فقد أوكل كل ذلك للمستقبل .. وللاكتشافات التي ستستجد .. والآن .. وبعد مضي ما يقارب القرن والنصف .. وبعد اكتشاف أكثر من 250 مليون حفرية ومستحاثة مختلفة تشمل كافة العصور الجيولوجية التي عاصرتها الكائنات الحية منذ أكثر من 500 مليون سنة : فقد باءت توقعات وأحلام وفرضيات ومزاعم داروين - والتطوريين - كلها بالفشل !!.. بل ولا أكذب إذا قلت أنه كثيرا ما كان اكتشاف حفرية واحدة فقط : تزلزل شجرة التطور وتأتي بعاليها أسفلها وأسفلها عاليها : حتى تم استبدال معظمها اليوم بأشكال (وفرضيات) جديدة : ما زالت أيضا تفتقد إلى (السلف المشترك المزعوم) عند كل تفرع !!!!.. وهنا ظهرت معضلة جديدة أخرى حاول التطوريون كثيرا إخفائها عمدا !!.. تارة بعدم الحديث حولها أو حتى الإشارة إليها أو إثارتها !!.. وتارة بافتعال الحفريات لكائنات وسطية (هجين) بين الأنواع !!.. وتارة بإخفاء الحفريات الحقيقية التي تفضح عدم وجود تطور في أقبية المتاحف العلمية والطبيعية والأحيائية !!.. وهذه المعضلة هي : أن حفريات الكائنات الحية منذ ظهورها في السجل الحفري منذ عشرات ومئات الملايين من السنين وإلى اليوم : هي هي كما نعرفها ((ولم تتغير)) !!.. فأنواع الأسماك كما هي - منها ما يعود لأكثر من 450 مليون سنة مثل سمكة الكوالاكينت - !!.. وكذلك العديد من أنواع الزواحف - تماسيح سحالي - والبرمائيات - ضفادع سحالي - والثدييات والطيور !!!.. وبمعنى آخر : فإن أي حيوان لم ينقرض : فهو هو منذ ظهوره في السجل الحفري وإلى اليوم لم يتغير !!.. فأين هو التطور منذ ملايين السنين ؟!!.. وأين هي تلك الطفرات التي ((توقفت)) عن العمل فجأة منذ دهور مديدة : وعندما رضي الانتخاب الطبيعي - فيما يبدو - عن النتائج في كل نوع !!!!.. فهذه معضلة في الحفريات وهي (الظهور المفاجيء) في السجل الحفري بلا مقدمات ولا تتدرجات ولا كائنات وسيطة بين الأنواع : ثم (الثبات) في حفريات كل نوع من ظهوره : وإلى اليوم !!.. وللعلم أستاذ هشام : هذا ليس (كلامي) ولا كلام (الخلقيين) ولا (المؤمنين) كما كررتها أكثر من مرة في مداخلاتك الأخيرة ويعلم الله تعالى أن معظم ما أنقله لك هو من كلام علماء في التطور أنفسهم !!!.. وسأتعرض لذلك في حينه .. ولكني أتركك الآن مع نفس الحقيقة السابقة ولكن على لسان عالم التطور الشهير ستيفن جاي جولد Stephen Jay Gould وهو عالم الحفريات المؤيد للتطور في جامعة هارفارد حيث يقول : " إن تاريخ معظم الحفريات يحتوي على صفتين لا تتماشيان مع التدرج في إيجاد الكائنات الحية : الأولى : هي الاتزان والاستقرار ..! حيث لا تتغير طبيعة الكائنات طوال مدة بقائها على الأرض !!.. فالكائنات الموجودة في سِجِلّ الحفريات تظهر وتختفي كما هي دون حدوث تغيرات عليها !!.. وإن حدثت تغيرات فإنها تكون تغيرات طفيفة وفي الشكل الخارجي : وليست باتجاه أي تطور !!.. الصفة الثانية : وهي الظهور المفاجئ !!.. حيث في أي منطقة : لا تنشأ الأنواع الجديدة تدريجيا منحدرة من كائنات أخرى !!.. وإنما تظهر فجأة : وبتركيب مكتمل تماما " !!.. المصدر - Gould, Stephen J. The Panda's Thumb, 1980, p. 181-182 .. ولعل هذا الكلام منه يقودنا إلى معضلة أخرى ترسم أكبر علامة استفهام للتطوريين وهي : معضلة الظهور المفاجيء لأشكال الكائنات الحية اللافقارية المعقدة في فترة الانفجار الكمبري !!!.. يشرح لنا ذلك ريتشارد موناسترسكي Richard Monastersky : الكاتب في جريدة ساينس نيوز Science News journal فيقول : " قبل نصف بليون سنة ... ظهرت فجأة أشكال الحيوانات شديدة التعقيد التي نراها اليوم !!!.. وترمز تلك اللحظة في بداية العصر الكمبري للأرض - أي قبل نحو 550 مليون سنة - إلى الانفجار التطوري الذي ملأ البحار بأولى الكائنات المعقدة في العالم " !!.. المصدر - Richard Monastersky, “Mysteries of the Orient,” Discover, April 1993, p. 40, (emphasis added .. وحتى الملحد ريتشارد داوكينز نفسه Richard Dawkins لم يستطع التهرب من الاعتراف بتلك المعضلة والعلامة الاستفهام أمام التطور المزعوم حيث يقول في كتابه (صانع الساعات الأعمى) : " على سبيل المثال : تعتبر طبقات الصخور الكامبرية (التي يبلغ عمرها حوالي 600 مليون سنة) : أقدم الطبقات التي وجدنا فيها معظم مجموعات اللافقاريات الأساسية ..! ولقد عثرنا على العديد منها في شكل متقدم من التطور في أول مرة ظهرت فيها ..!! ويبدو الأمر وكأنها زُرعت لتوها هناك : ودون أن تمر بأي تاريخ تطوري !!.. وغني عن القول أن مظهر عملية الزرع المفاجئ هذا : قد أسعد المؤمنين بالخلق " !!.. المصدر - Richard Dawkins, The Blind Watchmaker, London: W. W. Norton 1986, p. 229 .. وهي إحدى المعضلات التي حاول تبريرها بنظرياته العديدة في كتبه ..
---------------

39...
ولذلك كله أستاذ هشام رأينا على مدى القرن والنصف الماضيين : عشرات الأكاذيب التطورية التي لولاها ولولا الترويج لها إعلاميا على أنها حقائق معتمدة واقعة بالفعل : ما كان انخدع بها العوام والبسطاء وغير المتخصصين بل : وبعض الشيوخ المسلمين الذين حاولوا التوفيق بينها وبين القرآن والسنة بأي وجه - وسترى أنهم معذورين مع كم الكذب التطوري التالي - !!.. حيث دعني أستعرض معك - ومع كل قاريء - طائفة من هذه الأكاذيب التطورية : وعندي تفصيل أي أكذوبة منها إذا أردت - فقط اطلب :) - 1- أكذوبة رسومات هيجل لتطور الجنين الإنساني : والتي ما زالت موجودة إلى اليوم في أكابر كتب التشريح المعتمدة في كليات الطب : رغم اعتراف هيجل نفسه بذلك الغش والتدليس منذ 1908م (غش لما يقارب الـ 90 سنة) !!!.. ثم يأتي الخداع بافتعال الحلقات الوسطية بين الإنسان وسلفه الأشبه بالقرود مثل : 2- إنسان بلتادون والذي تم بنائه على أثر جمجمة إنسان معاصر عوملت بمحلول ديكرومايت البوتاسيوم للتمويه + فك قرد أورانجتون + أسنان (40 سنة غش) !!... 3- إنسان نبراسكا (بضع سنوات من الغش بواسطة ضرس واحد يتيم لخنزير !) !!.. 4- إنسان جاوا والذي تم بناء خدعته على مرتين .. مرة بواسطة فك سفلي وسن واحد !!.. وفي الثانية عظمة فخذ (30 سنة غش) .. 5- إنسان النياندرتال (والذي ثبت أنه إنسان عادي بعد ما يقارب 104 سنة) !!.. 6- جمجمة القرد Zinjantrophus (غش لمدة عام) ..! 7- متحجرة Ramapithecus (غش لمدة 15 سنة) ..! 8- أردي 9- لوسي (كل منهما غش لبضع سنوات) !!.. 10- سمكة الكوالاكنث (غش استمر لعشرات السنين أنها سمكة منقرضة وأنها التي تحولت زعانفها إلى أيدي وأقدام : ثم تم اصطيادها عام 1938م !!.. ثم تم اصطياد أكثر من 200 سمكة منها في الأعوام التالية لتنهدم كذبة أخرى !) .. 11- مثال الفراشات الفاتحة اللون والغامقة اللون (غش منذ أكثر من 30 عاما وإلى اليوم !!) .. وخير مَن فضح صاحبه Bernard Kettlewell هو عالم الأحياء الجزيئية (Jonathan Wells) في كتابه (Icons of Evolution) حيث بين كيف تلاعب بيرنارد في عرضه للحالة (حيث هذه الفراشات تعيش أصلا تحت أوراق الشجر وليس على الجذوع !!.. وأيضا قد صورها بيرنارد وهي ميتة ثم قام بتثبيتها على الجذوع) !!.. إلخ 12- حفرية الطائر أركيوبتريكس (غش إلى عام 2000م ولكنه ما زال يستخدمه التطوريون إلى اليوم !) وهي حفرية لطائر ادعى التطوريون أنه الديناصور جد الطيور !!.. والذي عاش منذ 150 مليون سنة .. ولكن في عام 2000م تم اكتشاف حفرية طائر عمره 220 مليون سنة !!.. أي يسبق الأركيوبتريكس بـ 75 مليون سنة !!.. هذا غير أن الأركيوبتريكس أصلا طير وليس ديناصور كما أثبتت الأبحاث !!.. 13- الحفرية سيناصوروبتركس 1996م والتي زعم التطوريون أنها لديناصور بريش : ثم ثبت بعدها أن الموجود في الحفرية لا يمت للريش بصلة (غش لبضعة أشهر) !!.. 14- الحفرية أركيورابتور لياونِنجنسز 1999م والتي زعموا أنها أيضا لديناصور بريش عاش منذ 125 مليون سنة !!.. ولكنه لم يمض عام واحد حتى تم اكتشاف الغش المتعمد عن طريق تركيب ولصق عظام وأجزاء 5 عينات لخمس حفريات منفصلة !!.. وتم كشف ذلك عن طريق بمساعدة التصوير المقطعي بالأشعة السينية عن طريق الكمبيوتر !!.. << وبمناسبة هذا الديناصور الزائف : وبمناسبة اعتداد الأستاذ هشام بالناشيونال جيوغرافيك : فلا يسعني أن أذكر هنا فضيحة تواطؤ مجلة الناشيونال جيوغرافيك على نشر أكذوبة هذا الديناصور الطائر المزيف : رغم معرفتها السابقة بهذا الغش !!!!.. وقد ذكر تفاصيل كل ذلك ستورس إل. أولسون Storrs L. Olson : رئيس قسم علم الطيور بالمعهد السِّمِثسوني الأمريكي الشهير .. وأنقل هنا إحدى أقواله من تصريح له لصحيفة يو. إس. إيه توداي USA Today حيث قال : " تكمن المشكلة في أن الناشونال جيوجرافيك عرفت في وقت من الأوقات أن الحفرية مزيفة !!.. لكن هذه المعلومات ظلت في طي الكتمان " !!.. المصدر - Tim Friend, "Dinosaur-bird link smashed in fossil flap," USA Today, 25 January 2000,  emphasis added ..! >> وأستكمل : 15- حفرية جد الحيتان Rodhocetus !!.. والذي قام فيليب (أو فيل) جنكريخ F. Gingerich مكتشفها - وهو مدير متحف الحفريات جامعة ميتشيغان - بتلفيق صور لها بزعانف خلفية كبيرة - لكي يقرب شكلها من الحيتان - وببقايا أقدام مكذوبة : في حين لا تحتوي الحفرية على أي ٍمن ذلك حقيقة !.. وكما فضحه كارل فيرنر Carl Werner في لقائه معه والذي نقله بالتفصيل في كتابه Evolution: The Grand Experiment - Volume 1 by Dr Carl Werner, pg 143 - وتم تسجيلها فيديو !!.. وأكتفي بهذا القدر من الأمثلة لعدم التطويل ..
---------------

40...
وعلى الهامش أود الرد على محاولة إظهار اعتمادي على أقوال علماء (غير محايدين) أو (مخادعين) ! أقول : العجيب أستاذ هشام هو أني أحاول دوما أن أحتج عليك بأقوال : هي من ((اعترافات)) علماء تطوريين أنفسهم !! فلماذا التشكيك في كلامي إذا سمحت ؟! بل وحتى لو فرضنا أنهم ((كلهم)) كانوا متدينيين أو خلقيين : فلماذا لا تنظر إلى كلامهم ((العلمي)) وتقيمه : وبغض النظر عن عقيدتهم ودينهم ؟!.. ولله دره القائل : " لا تنظر إلى مَن قال .. وانظر إلى ما قال " ! ومن هنا .. فإليك باقة من اعترافات ((التطوريين)) أنفسهم في شتى معضلات التطور ! 1- فهذا التطوري ديريك آجر Derek V. Ager يعترف قائلا : " تتمثل نقطة الخلاف في أننا إذا فحصنا سجل المتحجرات بالتفصيل : سواء على مستوى الترتيب أو الأنواع : فسنكتشف -مراراً وتكراراً- عدم وجود تطور تدريجي ! بل انفجار فجائي لمجموعة واحدة على حساب الأخرى " ! 2- وهذا التطوري باتيرسون Patterson وهو أحد مسئولي المتحف البريطاني للتاريخ الطبيعي في لندن يقول : " لم يحدث أبدا ًأن وُجِد كائن حي بعملية الانتقاء الطبيعي ! ولم يقترب أي أحد حتى من تحقيق هذا الشيئ " ! 3- وهذا التطوري عالم المتحجرات مارك سيزارنكي Mark Czarnecki يعترف : " إن المشكلة الأساسية في إثبات النظرية تكمن في سجل المتحجرات - أي آثار الأنواع المنقرضة المحفوظة في التكوينات الجغرافية للأرض - ! فلم يكشف هذا السجل قط أية آثار للأشكال المتوسطة التي افترضها دارون ! وعوضاً عن ذلك : تظهر الأجناس وتختفي فجأة ! ويدعم هذا الشذوذ حجة دعاة الخلق القائلة بأن الأنواع قد خلقها الله " ! 4- وهذا أحد محرري مجلة علوم الأرض الداعمة للتطور وهو ريتشارد موناسترسكي Richard Monastersky يقول : " قبل نصف بليون سنة : ظهرت -فجأة- أشكال الحيوانات التي نراها اليوم ! والتي تتسم بقدر لافت للنظر من التعقيد ! وتعد هذه اللحظة عند بداية العصر الكامبري للأرض بالضبط - أي قبل حوالي 550 مليون سنة - علامة على الانفجار التطوري الذي ملأ البحور بأول كائنات معقدة في العالم ! وكانت شعب الحيوانات الكبيرة التي نراها اليوم : موجودة بالفعل في أوائل العصر الكامبري !!.. وكانت تتميز عن بعضها البعض بنفس القدر الذي تتميز به عن بعضها البعض اليوم " ! 5- ويعترف التطوري دوغلاس فوتويما Douglas J. Futuyma فيقول : " إما أن تكون الكائنات الحية قد ظهرت على وجه الأرض وهي كاملة التطور : وإما أنها لم تظهر ! وإذا لم تكن قد ظهرت في شكل كامل التطور : فلابد أنها قد تطورت من أنواع كانت موجودة من قبل عن طريق عملية تحور ما ! وإذا كانت قد ظهرت في شكل كامل التطور : فلا بد أنها قد خلقت بالفعل بواسطة قوة قادرة على كل شيء " ! 6- ويعترف عالم المتحجرات السويسري التطوري ستيفن بنغستون Stefan Bengston بعدم وجود حلقات انتقالية أثناء وصفه للعصر الكامبري قائلاً : " إن هذا الوضع الذي أربك دارون وأخجله : ما زال يبهرنا " ! 7- وفي ذلك يقول عالم المتحجرات التطوري جيرالد تود Gerald T. Todd : " لقد ظهرت الأقسام الثلاثة الفرعية للأسماك العظمية في سجل المتحجرات لأول مرة في نفس الوقت تقريباً ..! وتختلف هذه الأسماك فعلياً اختلافاً واسعاً عن بعضها البعض من الناحية الشكلية ..! كما أنها مصفحة بقوة ..! فكيف ظهرت هذه الأسماك ؟!.. وما الذي سمح لها بهذا الكم الواسع من الاختلاف ؟! وكيف أصبحت جميعها مصفحة بقوة ؟! ولماذا لا يوجد أي أثر لأشكال متوسطة بدائية " ؟! 8- ويعترف التطوري الشهير روبرت كارول R. L. Carroll. فيقول : " ليست لدينا متحجرات متوسطة بين الأسماك الرايبدستية (والتي يحبذ كارول اعتبارها أسلافاً للحيوانات التي تدبّ على أربعة أقدام) وبين البرمائيات الأولى " ! " الزواحف الأولى : كانت مختلفة جداً عن البرمائيات !!.. وأنه لم يتم العثور على أسلافها بعد " ! 9- ويقول عالما المتحجرات التطوريان : كولبرت Edwin H. Colbert ومورالز M. Morales : " لا يوجد أي دليل على وجود أية برمائيات تعود إلى العصور القديمة : وتجمع بين الصفات المتوقع وجودها في سَلَف واحد مشترك ! إذ إن أقدم الأنواع المعروفة من الضفادع والسمندرات والسِسيليات : تشبه بدرجة كبيرة أسلافها الحية " ! 10- ويقول أنكين قورور Engin Korur أحد دعاة التطور الأتراك : "إن الخاصية المشتركة في العيون والأجنحة : هي أنهما لا تؤديان وظائفهما إلا إذا اكتمل نموهما ! وبعبارة أخرى : لا يمكن لعين نصف نامية أن ترى ! ولا يمكن لطائر أجنحته نصف مكتملة أن يطير ..!! وفيما يتعلق بالكيفية التي تكونت بها هذه الأعضاء : فإن الأمر ما زال يمثل أحد أسرار الطبيعة التي تحتاج إلى توضيح " ! 11- ويعترف التطوري ألان فيدوتشيا من جامعة كارولينا الشمالية قائلا : " حسناً .. لقد درست جماجم الطيور لمدة خمس وعشرين سنة .. وأنا لا أرى أي وجه تشابه بينها وبين جماجم الديناصورات ! إن نظرية تطور الطيور من كائنات ذات أربع أرجل : هي في رأيي وصمة عار على جبين علم البالانتولوجيا في القرن العشرين " ! 12- ويقول التطوري هـ. بروس H. Brush أستاذ الفسيولوجيا والبيولوجيا العصبية من جامعة كنكتكت : " كل مقوم - بدءاً من بنية الجينات وتنظيمها حتى النمو والتشكل وتنظيم النسيج - مختلف في ريش الطيور وقشور الزواحف " ! " ولا يوجد دليل من المتحجرات على أن ريش الطيور قد تطور من قشور الزواحف ! بل على العكس : يظهر الريش فجأة في سجل المتحجرات : وبوصفه صفة فريدة -بشكل لا يمكن إنكاره- تتميز بها الطيور ..!! وبالإضافة إلى ذلك : لم يكتشف حتى الآن في الزواحف أي تركيب للبشرة : يوفّر أصلاً لريش الطيور " !
---------------

41...
أستاذ هشام .. وعلى الرغم من سعادتي باستحفازك على الكتابة من جديد :) وبصدر رحب على ما يبدو :) وهذه بشارة خير على استكمال الحوار الهاديء المفيد مرة أخرى .. إلا أني لم أقل (((انتهيت))) كما اتفقنا !!!!.. وكل ما هنالك أنني لم أكتب بعد بقية ردودي على مداخلاتك السابقة .. فإذ بي أصحو اليوم لأجد 6 آخرين .. على العموم .. لا مشكلة لدي إطلاقا في الرد على كل ما تراه أدلة على التطور .. ولا مشكلة عندي في الإجابة على تساؤلاتك بالمرة - فأغلبها إن لم يكن كلها قد أجبت عليه من قبل بالفعل :) - ولكن مشكلتي الوحيدة هي في الوقت كما أخبرتك من قبل والإخوة المشرفين على المناظرة - على العموم .. أرجو - ومن جديد - الإلتزام باتفاقنا على عدم وضع مداخلات جديدة إلا بعد انتهاء الطرف الآخر من مداخلاته بكتابة ((انتهيت)) وشكرا مقدما ...

***
إدارة المناظرة :
ارجو من الاستاذ هشام عدم الاستمرار هكذا ,, متجاوزا ما اتفق عليه من شروط ,, وهي ان يكتب المناظر مداخلته كاملة ,,ثم يختمها بكلمة ( انتهيت ) ,,,اظن ان الاستاذ هشام لم يلاحظ تنبيهنا السابق له !!!!!!!!!!!!

***
لا اعتراض عندي أخي أبو ذر .. وإنما كل ما أرجوه منكم ومن الأخ هشام فقط قبول عذري في التأخر في الكتابة .. فكم يعلم الله مدى انشغالي - أعمل على قضية رسمية شخصية الآن وأقوم باستكمال أوراق شهود ونحوه بالإضافة لوقت العمل الذي يستمر لـ 10 ساعات على ما ذكرت من قبل .. فأرجو التماس العذر - هدانا الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى .. وسأحاول ألا أدخر مداخلاتي لأنزلها مرة واحدة .. بل كلما انتهيت من مداخلة أو مداخلتين سأضعهم بإذن الله تعالى حتى لا يشعر المتابع بأي انقطاع أو فتور .. والله المستعان ..
---------------

42...
بالطبع - ولكثرة عدد المداخلات التي صارت بين يدي من الأستاذ هشام - ولتعذر فرد كل المداخلات على الفيسبوك لتعقب كل ما فيها بعكس المنتديات .. فسأقوم بالرد على أبرز النقاط التي قرأتها في ردود الأستاذ هشام وربما بغير ترتيب .. فليعذرني >>> أما بالنسبة لمسألة نسبة بعض العلماء لليهودية والإلحاد أو اللادينية أو اللاأدرية : فقد بينت لك أستاذ هشام أنه ربما كان اليهود هم ((الوحيدون)) الذين يجمعون بجانب الوصف الديني لكلمة (يهود) : وصفا يتعلق بالجنس والمولد والمكان والأصل واللغة !!.. ولا شك أنك تعرف - ربما أكثر مني - سر هذا التميز والفرادة لهم من بين الأمم .. والدراسات والقصص العالمية التي سطرت ذلك كثيرة ومعروفة .. وعلى العموم .. فقد عرضت ما عندي .. وقد عرضت ما عندك .. ونترك الحكم للقاريء .. >>> وأما بالعودة لنقطة ((وعي)) الخلايا الحية أقول : كل شيء في الكون له وعي : لأنه مخلوق لله تعالى بالفعل : منفعلا بأمره وهدايته له .. ولا يحيد عما خطه الله تعالى له في نظام حياته إلا الإنسان :) - يقول عز وجل في سورة الإسراء : " تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم " .. أقول .. ولكن : لماذا تصر دوما أستاذ هشام أن تخلط بين (الوعي الذاتي) للخلية أو الجزيء أو الذرة إلخ : وبين مفاهيم (العقل) و(حرية الاختيار) و(الإبداع) و(الاختراع) و(الابتكار) و(الذكاء) ؟؟؟؟.. بمعنى آخر .. هل كل واعي : هو عندك يكون له حرية إرادة وقدرة على التصميم والابتكار ؟؟.. إن قلت نعم : قلت لك هذه هي المواد والذرات والجزيئات بمفردها : لا نرى لها ما تنسبه إليها من حرية إرادة أستاذ هشام !!.. بل تلتزم بالتجارب العلمية وسلوكياتها الفيزيائية والكيميائية بغير رفض !!!.. وإن قلت لا : لقلت لك إذا : أنت توافق معي على (ضرورة) وجود هادي لكل هذه الأشياء بما فيها الخلايا الحية ذاتها : هو الذي ألهمها وظائفها في الحياة وكيف تسلك وكيف تتفاعل وتقرأ الشيفرات الوراثية وتنسخ وتصحح إلخ إلخ .. ورغم أني أعلم أن هذا الكلام قد أخبرتك به مسبقا : ولكن دعني أسوقه لك بأدلة منطقية وأمثلة بسيطة : ربما حظت هذه المرة منك بقراءة متأنية وتحكيم رأيك فيها بحيادية .. سوف أقوم أستاذ هشام بتشبيه الخلية الحية بأحد أفراد عرض رياضي في مدرسة : مطلوب منه أن يصطف مع زملائه الكثيرين في أرض الملعب ليكونوا معا عبارة : " مرحبا بكم في حفلنا اليوم " .. والسؤال الآن ...هذا الفرد (أو الخلية الحية) : له وعي بذاته .. وكذلك له وعي بمن بجواره مثله من الخلايا الحية الملاصقة له (أو الأفراد في هذا المثال) ولكن : بأي آلية وبأي تصور يمكنهم أن ينتظموا جميعا في تجمعات على شكل العبارة المطلوبة على أرض الملعب : مع العلم بأنه : لم يتم تدريبهم من قبل !!.. ولا يعرفوا الجملة - ذات المعنى - المطلوب منهم تكوينها سلفا !!!.. ولا ترابط (خارجي) بينهم !!!.. ولا مدرب يراهم كلهم من بعيد ويقوم بتوجيههم ووضعهم في أماكنهم الصحيحة (المطلوبة) للغرض (المطلوب) !!!.. فإذا استوعبت معضلات هذا المثال أستاذ هشام : فستجد أنها لا تساوي شيئا إذا ما قارناها بالتعقيد والتراكب الرهيب والتعاون (الخارجي) - من المفترض - بين الخلايا الحية في جسم الكائن الحي الواحد : لتسييره وإعطائه الكيان (الواحد) المميز له والذي له (معنى) !!!.. فلديك خلايا لحم وشعر وعضلات وليمف وعظام وغضاريف وكبد ومعدة وكليتين ورئتين ومخ - وأطراف وجسد لهم حدود خارجية مرسومة - ثم أوعية دموية وشبكة غاية في الدقة من المفترض أن تصل إلى كل ذلك وتغذيه !!.. ومثلها شبكة أعصاب تصل أيضا لكل ذلك لتتحكم فيه بنظامين : إرادي ولا إرادي إلخ إلخ إلخ !!!.. والسؤال الآن أستاذ هشام : أين هو (الوعي الذاتي) للخلايا بجانب كل هذه المعضلات التي تتطلب (وعيا كليا) ينظم كل ذلك وينظمه ويصممه ويربط بينه ؟؟.. أقول : بل حتى نحن كبشر أستاذ هشام - ورغم أن لنا وعيا وحرية وتصرف وتفكير مستقل - : إلا أننا وعلى المقياس الأكبر : نحتاج لنظام يجمعنا ويسيرنا في المدن !!!.. فكيف بجسم الكائن الحي المذهل ؟!!.. بل وكيف بداخل الخلية الحية الواحدة المعجز : من نواة لبروتينات وإنزيمات وميتوكندريا مصانع الطاقة والحمض النووي الوراثي إلخ إلخ إلخ ؟!!.. أوتعرف أستاذ هشام ...... دعني أفترض معك أن خلايا الجسم (المتفرقة بالمليارات) : قد وجدت طريقة ((ما)) للتواصل فيما بينها كالبشر تماما !!!.. وأنها استطاعت تكوين (وعي كلي) ينظم وينسق فيما بينها لينتج كيانا (واحدا) اسمه الإنسان مثلا له إرادة (واحدة) : وتكفيه الخلايا بطريقة (لا إرادية) وظائف جسده الحيوية الأخرى - عجيب ! - أقول : دعني أفترض معك أن الخلايا قد توصلت بطريقة ((ما)) إلى كل ذلك .. فهل لك أن تجيبني عن المثالين التاليين في المداخلة التالية أيضا : ولنغلق معا باب الحديث عن (وعي) الخلايا !!
---------------

43...
>>> أما المثال الأول أستاذ هشام : فسنأخذه من داخل جسم الإنسان .. حيث سأسألك سؤالين : السؤال الأول وهو : بأي آلية وبأي منطق يظهر نظام (قتل الخلايا) لتكوين الفراغات بين لحم الأصابع أثناء تكون الجنين !!.. ومثله قتل الخلايا المريضة ذاتيا !!!.. حيث يقوم الجين المنتحر - الجين P53 - بهذه الوظيفة للقضاء على الخلية وعلى نفسه معها حتى لا تؤذي غيرها !!!.. وأما السؤال الثاني - ولا زلنا في المثال الأول داخل جسم الإنسان - فهو بخصوص التكامل المعجز بين متطلبات التزاوج بين الرجل والمرأة !!!.. والتكامل الرهيب بين مواصفات الحيوانات المنوية المتكونة في خصية الرجل : وبين الرحلة الطويلة والمتنوعة التي تنتظرها في جسد المرأة !!!.. فنجد أن تفاصيل كل شيء قد تمت دراستها وعمل حسابها : رغم أن الحيوانات المنوية (((لا ترجع))) إلى خصية جسد الرجل مرة أخرى لتخبره بما حدث ؟؟؟.. وقد وضعت كلمة (((لا ترجع))) بين أقواس أستاذ هشام : للتنبيه على أنه حتى ولو افترضنا - جدلا فقط وتنزلا معك في الحجة - أن الخلايا لها وعي : تستغله في التصميم المعجز الذي نراه في كل شيء من حولنا : فالسؤال الآن هو : كيف عرفت الحيوانات المنوية في خصية الرجل كل التفصيلات ((الدقيقة)) التي ستقابلها في جسد المرأة وحتى تصل إلى البويضة ليلقحها حيوان منوي واحد ؟؟!!.. وما قيل عن الحيوان المنوي : يقال كذلك عن البويضة ولكن بصورة أخرى وهي : التدابير التي تم وضعها في البويضة لجذب الحيوانات المنوية إليها - وهي التي لا تعرفها أصلا ! - ولتحمي نفسها كذلك عند اختراق أول حيوان منوي لها : فتقوم بعكس شحنتها لتغلق أبوابها أمام أي اختراق لأي حيوان منوي آخر !!!.. < ملحوظة : يقع في نهاية غشاء ذيل الحيوان المنوي مستقبل خاص يسمى بـ CatSper : وهو عبارة عن قناة أيونية : هي التي تجذبه وتوجهه نحو هرمون شبيه بالبروجيسترون تفرزه البويضة > ... >>> وأما عن المثال الثاني أستاذ هشام للقضاء على قصة (وعي الخلايا) ومحاولة تعليق كل مظاهر التصميم الذكي بها : فهو مثال ننتقل فيه إلى خارج الإنسان .. حيث أعرض عليك فيه سؤالين وهما : السؤال الأول : قد رأينا مثالا لمدى تعقيد عملية التلقيح في الإنسان - ولم أتعرض للتعقيد والتكامل في الجماع وهرموناته وأعصابه وعضلاته والحمل وتغذية الجنين والولادة وانقباضاتها واتساع حوض الأم وعدم التحام عظام رأس الجنين وانتهاء بالرضاعة وظهور اللبن !! صدفة أو وعي !! - أقول : لما رأينا مدى التعقيد في هذا التلقيح في الإنسان : فقد يظن ظان أنه قد تطور هو الآخر (بالتدريج) من كائنات أبسط في الماضي !!.. أقول : بل هو أشد تعقيدا عند بعض هذه الكائنات الأبسط !!!.. ولنأخذ مثلا مسألة الانجذاب الكيميائي Chemotaxis للحيوانات المنوية للبويضة .. حيث سنستعرضه هذه المرة في كائن بسيط مثل حيوان Arbacia punctulata .. وهو حيوان مائي صغير الحجم - قطره 5 سم تقريبا - جسمه قشري كروي قوي : وتخرج منه زوائد .. وهو يعيش ملتصقا ًبالصخور .. وفي إناث هذا الحيوان - وراقب معي مقدار الوعي المطلوب هنا - : تقوم بوضع بويضاتها في الماء (أي التلقيح سيكون خارجي هذه المرة !!) ثم تقوم تلك البويضات بإفراز جزيئات هرمونية للجذب الكيميائي لمستقبلات ذيول الحيوانات المنوية !!!.. ولكن هذه المرة - وبوعي ! - تكون هذه الجزيئات الهرمونية من البويضة بتركيز عالي جدا ً: لأنها ستكون في الماء فتخففها !!!.. فمن أين عرفت هذه الخلايا بتخفيف الماء لها وهو خارج عنها !!!.. وبذلك كلما اقترب الحيوان المنوي من دائرة ذلك الإفراز : زاد انجذابه إليه وزادت دقته وسرعته !!!.. وهنا أنتقل للسؤال ثاني من المثال الثاني وهو : الطفيليات !!!!!.. تلك الهامة الشامخة التي تقصم كل تبريرات التطور بدءا من ادعاء (وعي) وتخطيط (ذاتيين) للخلايا الحية : وانتهاء بالطفرات والانتخاب الطبيعي إلخ إلخ !!.. وبداية أقول : كلمة طفيليات تعني : تلك الكائنات الحية التي تتطفل على غيرها وتحتاجه لاستمرار معيشتها وحياتها ... حيث نرى في دورة حياة طفيل البلهارسيا مثلا : أن البلهارسيا لا يمكن لها العيش والتكاثر : إلا باستكمال دورتها بين جسم الإنسان (أو العائل كما يسمونه) .. وبين المياه العذبة !!!... وأي تأخر أو اختلال هنا يعني هلاك البلهارسيا لقصر عمر بعض أطوارها كما سنرى بعد لحظات !!!!... وأنا بالطبع لن أ ُطيل وأ ُسهب في التفاصيل ولكني سأبرز فقط وباختصار : مدى تكامل كل طور من أطوار البلهارسيا وتوافقه التام بتغير شكل جسمه وصفاته حسب وضعه داخل الإنسان أو في المياه إلخ !!!!.. ليكون السؤال هو : كيف وأين ومتى تم تخطيط هذا التوافق والتكامل العجيب ؟!!!!... وذلك لأنه لو كان أول ظهور طفيل البلهارسيا هو في الماء (أي خارج جسم الإنسان) : فكيف عرف بتفاصيل جسم الإنسان التشريحية الدقيقة التي ستواجه حياته فيما بعد وسيتنقل بينها في أطواره وتغيرات جسمه ؟!!!!.. ومن الجهة الأخرى : لو كانت بداية ظهوره - فرضا ً- هي داخل جسم الإنسان : فكيف استطاع معرفة تفاصيل طريقة الخروج من جسم الإنسان عن طريق الاختراق إلى المثانة (البول) أو المستقيم (البراز) : فضلا ًعن معرفة ما سينتظره في العالم الخارجي مما يجب عليه أن يتكيف معه تماما ًفي حياته في المياه العذبة : وداخل أصداف وقواقع معينة ؟!!!.. هذه معضلات لا أرى لها حلا في (الوعي الذاتي) للخلايا أستاذ هشام !!!.. ودعني أنتقل معك لباقي أمثلتك ..