مناظرة مع الملحد هشام آدم بعنوان : وجود الله ..
الجزء 3 ...
جرت هذه المناظرة في جروب (نقاش فكري) على الفيسبوك ..
وقد انتهت بانسحاب الملحد بأعذار أني أخطأت ولفقت ودلست فيها .. ولله الحمد ..!
---------------
22...
22...
صدقني أنا أيضا أستاذ هشام .. أنا سعيد بهذا النقاش الذي يستعرض كافة الآراء المطروحه في المسألة والحجج التي يمكن ظهورها وكيفية الرد عليها وبيان خطأها عندي أو عندك .. فلا شك أن ذلك يصب في مصلحة القاريء العادي : إفادة وعلما .. وتصحيحا لوضعه ونظره تحت قدميه : أين يقف ؟؟.. وعليه .. فلي عودة إن شاء الله تعالى للرد .. ربما غدا مساء بإذن الله للانشغال .. والله الهادي
***
الأستاذ هشام :
عفوًا من الإدارة وعفوًا منك عزيزي أبو حب .... ما رأيك أن نعتبر هذه النقطة منتهية ونتجاوزها إلى النقطة التالية ... فكما تفضلتَ فإن الحوار طال كثيرًا ومازالت أمامنا خمس نقاط أخرى. أكرر اعتذاري عن هذا القفز
***
لا مانع عندي أستاذ هشام .. ولكن بعد أن أكتب مداخلة واحدة - واحدة فقط - أعلق فيها على ما جاء في مداخلاتك الأخيرة سريعا كرأي مقابل رأي - إن كنت تعتبره كذلك وترحب به - وأشيد من جديد بأسلوبك المهذب في الحوار حتى الآن .. وطالما هي مداخلة واحدة : فقد أكتبها قبل مساء غد بإذن الله - ربما الليلة أو صباحا - ولكن ليس الآن لانشغالي .. وبعدها يمكنك اختيار ما تريد أنت النقاش فيه .. بالتوفيق
---------------
23...
23...
الأستاذ هشام .. هذه المداخلة هي أشبه بتعليقات (شخصية) من طرفي على ما صدر منك حتى الآن .. فهي أشبه بالتقييم (الشخصي) الذي قد أصيب فيه أو أخطيء ولكني اترك الحكم للقاريء .. ولأنها موجزة : فلن أتطرق فيها لكثير التفاصيل والترجمة .. >>> لقد ذكرت لك الدليل الأول وهو (استحالة تسلسل الحوادث) : فقلبته أنت للحديث عن علاقة السبب والمسبب وهل هي (تجريبية) أم (اقتضاء عقلي) ! وعلى العموم : علاقة السبب بالمسبب هي من البديهيات المشاهدة بالتجربة ويقتضيها العقل الواعي للإنسان .. ويكفيني هنا انك أقررت بأزلية المادة وخصائصها وقوانينها بديلا عن الله ولكن : هل استطعت بالفعل التدليل على أزلية المادة يا أستاذ هشام ؟؟.. >>> لقد ذكرت لنا ظهور الجزيئات الدائم في الفضاء الكوانتي .. وربطت ذلك بمبدأ عدم التأكد لهايزنبرج : ومنه بنيت عقيدتك في عدم وجود (عدم) ولكن هو وجود أزلي للمادة في الفضاء .. أقول : وقد نسيت أنت هنا أنك بنيت هذا الحكم على ملاحظتك للفراغ الكمومي أو الفضاء الكمومي : والذي لم يظهر أصلا - ويا للعجب - إلا مع الانفجار الكبير !!!.. وراجع كلام العلماء في ذلك - حتى الملاحدة منهم - !!؟؟.. وإن أعجب : فأعجب للتبريرات اللا منطقية واللا علمية التي يتهرب بها الملاحدة من الاعتراف بذلك : ولكي يحفظوا على أنفسهم إنكار وجود الخالق !!.. حيث حاول بعضهم تفسير الظهور المُحدد والمفاجيء للمادة في اللازمان - لأن زمان كوننا لم يوجد ساعتها بعد - حاول تفسير ذلك بأنه ذبذبة كمومية حدثت في لحظة اللازمان !!.. مثل هذا الاقتباس مثلا : In the early 1970's Y. Zel'dovitch and A. Starobinski of the USSR along with Edward Tryon at Hunter College proposed that the universe emerged from a fluctuation in the vacuum. This vacuum fluctuation 'ran away' with itself, creating all the known particles out of empty space at the 'instant' of no-time !!!.. وعندما سُئل أحدهم : كيف تحدث ((ذبذبة)) كمومية في ((غير زمن)) ؟؟.. إذ أن أول مفاهيم الذبذبة هي تعلقها بوقت !!.. فكانت الإجابة الغريبة : The word 'fluctuation' simply means a change of some sort. We are most familiar with changes in time, but changes in space are also possible, although they are static in time !!.. >>> وقد سألتك يا أستاذ هشام فقلت لك : "" دعنا نعود لهذه النقطة البدائية للكون .. تلك النقطة التي كان كل شيء نعرفه اليوم فيها مضغوطا !!!.. من المكان إلى الزمان إلى الطاقة والقوى الأساسية الأربعة .. السؤال الذي أعيده عليك مرة أخرى الآن أستاذ هشام هو : ((((مَن)))) الذي بذل شغلا خرافيا بصورة لا يتخيلها أحد : لكي يضغط كل هذه الأشياء مع بعضها البعض ؟!!!!!!.. "" أقول : وسؤالي هنا كان في مقابل ادعاءك تارة بأزلية ((القوانين)) للمادة التي لم تظهر بعد !!!!.. ثم عدلت عنها في تارة أخرى لادعاء أزلية ((الخصائص)) للمواد التي أيضا لم تظهر بعد !!.. وعليه : فمفهوم كلامي كان : إذا كانت المواد (جمع مادة) لم تتمايز بعد : في حين قوانينها - والمعتمدة على ثوابت لم تظهر بعد - وخصائصها : كانت موجودة ((قبل)) الانفجار الكبير : فمَن ذلك الجبار الذي ضغط تلك (المواد) الأزلية ((وجودا وقوانينا وخصائصا)) في هذه النقطة الصغيرة الرهيبة : ثم قام بفصلها مرة أخرى ؟!!!.. وذلك لأن العلم يعرف ما يتطلبه ذلك من بذل شغل رهيب (لاحظ أني سألت عن مَن الذي بذل شغل : ولم أقل مَن الذي وضع نظام فالأول قدرة : والثاني حكمة) ؟!!.. فانتقلت أنت عن ذلك السؤال المحدد لتجيب بسؤال غريب وهو : "" حسنًا .. هل ضغط القوى الأساسية هو نظام أم فوضى؟ إذا قلتَ إنه نظام لتدلل به على أنَّ "فاعله" عاقل وذكي فإنَّ ذلك يعني أنَّ فك هذا الضغط فوضى، وبناءً على ذلك تتهاوى حجتك القائمة على الدقة المتناهية في الكون والقوانين، لأنَّ الدقة كانت متوفرة في الضفط المُنظم المقصود، وإذا قلتَ إنها فوضى فما الغريب إذن أن تنتج هذه الفوضى بمحض الصدفة دون "فاعل" عاقل وذكي؟ "" .. أقول : وحتى سؤالك بهذه الصورة مغالطة لا تلزمني لأني لم أقل بها أصلا ً!!!.. فأولا ً: أنا لا أقول بأزلية المادة : بل أقول أن الله تعالى هو الذي خلق المادة وزمانها وقوانينها من العدم !!!.. وإنما عندما أفترض عكس ذلك : فأنا أجاريك فقط في طرحك إمعانا لإقامة الحجة عليك حتى بفرض صحته !!.. ثانيا ً: سألتك عن مَن بذل (الشغل) فلم تستطع الرد : فنقلته أنت إلى سؤال عن (نظام أم فوضى ؟!) .. ومع ذلك ثالثا ً: أنت تسأل ثم تفترض إجابتين من عندك كلتاهما خطأ !!.. فأنت تقول مثلا ًإن كان الضغط الرهيب في نقطة بداية الكون كان بنظام : فإن فك هذا الضغط فوضى !!!.. أقول : ومَن أين أتيت بأن الفك الذي حدث هو فوضى ؟!!.. هل قلت أنا ذلك ؟؟!!.. لا .. هل التدقيق الرهيب في الكون باعتراف الملاحدة أنفسهم يقول ذلك ؟؟!!.. هل عندما أضغط ملفا على الكمبيوتر بنظام : هل يعني فك الضغط أنه سينفك بفوضى ؟!!.. لا .. إذا : أنت في الكثير من ردودك أستاذ هشام تجيب عن أشياء أنا لم أسأل عنها أصلا ولم يفترضها أحد إلا انت !!.. فهي أشبه بمغالطة رجل القش Straw man !!.. ولعل من أدل الدلائل على ذلك من جديد هو تهربك من أسئلتي عن تفسير كيفية النظام الرهيب في الخلية والغائية وتصحيح الأخطاء وظهور الشيفرة الوراثية : وذلك من ذرات وجزيئات : لا تعقل ولا تعي ولا حرية اختيار لها : إلى ((انتقاءك)) لصفة (الوعي) فقط : لتربط بها ردك !!.. في حين أني قلت - وبكل وضوح - : "" كيف يمكن للبروتينات وللجزيئات التي تتكون من ذرات مادية : لا عقل لها ولا وعي ولا حرية إرادة - لأن الإنسان يُخضعها بسهولة لتجاربه ولقوانينه في معمله - "" أقول : فربطي هنا للوعي بكل من (العقل) و(حرية الاختيار) : يدحضان كل محاولاتك لتفسير هذا النظام والإبداع والتصميم المذهل وتصحيح الأخطاء !!.. لأن كل هذه الإعجازات لا سبيل لتفسيرها إلا بشيئين : الأول : أن يكون هناك خالق هادي لها .. الثاني : أن تكون هي نفسها تعقل ولها حرية تفكير وإرادة (وليس مجرد وعي) !!!.. أما التفسير الأول : فأنت ترفضه كونك ملحدا تنكر الخالق إلى الآن !!.. وأما الثاني : فيدحضه أن الجسيمات والذرات لا حرية اختيار لها بالفعل والدليل : إخضاع الإنسان لها بكل آلية لتجاربه في معامل الفيزياء والكيمياء !!!.. حيث التجربة الواحدة إذا كررتها لآلاف المرات على الجسيم أو الذرة بنفس الظروف : تعطيك نفس النتائج ولا تتغير ! وهذا لا يدل على عقل وحرية اختيار قابلين للتفكير والإبداع حتى تنسب لهذه الجمادات هذه الإعجازات أستاذ هشام ؟!!.. وأخيرا ً: تجربة يوري وميلر : أنا أشبهها بتجارب الكيميائيين لإنتاج مواد داخل المعمل !!.. فأنت تضع مثلا كربونات الصوديوم مع هيدروكسيد الكالسيوم : فينتج لك هيدروكسيد الصوديوم !!.. فهذا مثال لما تم في التجربة لتكوين أحماض أمينية ! وهنا تتجلى المعضلة أستاذ هشام - إذا لم تنتبه - وهي : أن المشكلة في الخلية الحية ليست في وجود أحماض أمينية - لأنها تظهر عند توافر ظروف ظهورها - ولكن المشكلة هي : في تكوين بروتينات وبوليميرات !!.. فهي التي تحتاج لغائية وعاقل لاستحالتها صدفة - وباعتراف ميلر نفسه ! - وكما أوضحت لك بأرقام الاحتمالات التعجيزية : فلم ترد أستاذ هشام !!!.. >>> وأخيرا قولك متهما لي بعدم فهمي للصدفة : "" وأكرر هنا للمرة الثانية: "الصدفة تعني حدوث أو تكوّن ظاهرة ما عند توافر العوامل والظروف المناسبة والملائمة لتكوّن هذه الظاهرة" علمًا بأنَّ الركن الأساسي في هذه العملية يكون العفوية التامة غير المقصودة (غير الواعية) كمثال تكوّن الطحالب أو حتى الصدأ في الوسط الرطب. هذه هي الصدفة، "" أقول : لا يا أستاذ هشام : هذه تسمى السببية !!!.. وجيد أنك مثلت لها بظهور الطحالب أو الصدأ !!.. لأنه أينما وُجدت أسباب شيء معين : ظهر !!.. ولا دخل للعفوية ولا الصدفة هنا !!.. ويمكنك مراجعة أي معجم للغة العربية عن معنى الصدفة !!.. والآن : يمكننا تجاوز كل ما سبق لنبدأ في الحوار الجديد الذي حددته أنت .. وأعتذر عن إخلافي لوعدي بكتابة مداخلتين بدلا من واحدة .. انتهيت ..
---------------
24...
شكرا لك أستاذ هشام على أدبك وعلى ثناءك على إدارة الحوار - هي للآن مثل حكم مباراة كرة القدم الناجح الذي علامة نجاحه ألا تشعر به في الملعب :) - وبالنسبة لسؤالك : "" فهل أنت خَلقي Creationist أم تصميمي تتبع "نظرية" ما يُسمى بالتصميم الذكي Intelligent Design؟ "" أقول : أنا خلقي أؤمن بالخلق المباشر والمنفصل لكل كائن حي وقتما أراد الله تعالى .. ونظرية التصميم الذكي بالنسبة لي - كمسلم في الأصل - تبرهن وتظهر (((بديهيات))) ولكن : بصورة علمية لمحاججة أهل الإلحاد وإنكار الإله أو حتى إنكار (((تشخيص أو تحديد))) إله معين له علم وحكمة وإرادة وغائية إلخ .. إذا : أنا - كمسلم - آخذ من التصميم الذكي : استدلالاته (العلمية) على (بعض) بديهيات وجود خالق حكيم عليم مريد من وراء خلق الكون والمخلوقات (والحقيقة أن البديهيات الدالة على الخلق كثيرة والتصميم الذكي يتعرض لبعضها لم يزل) .. ولن تجد غالبا دليلا يذكره علماء التصميم الذكي : إلا وفي القرآن الكريم مقابله أو أصله .. مثل آيات قول الله عز وجل مثلا : " إنا كل شيء خلقناه بقدر " وأيضا قوله : " وكل شيء عنده بمقدار " .. وكذلك : " الشمس والقمر بحسبان " .. وأيضا : " والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون " .. وأخيرا وليس آخرا لعدم التطويل قوله عز وجل : " الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى " .. إلى آخر الآيات .. إذا ًأستاذ هشام : أنا أؤمن بالخلق المباشر للكائنات الحية (لا أؤمن بالتطور العادي ولا الموجه) : ومؤمن بأن الله تعالى قد أحكم خلقه ليترك علامات دامغات على وجوده في آياته المشاهدة : وبما يلهث العلماء أنفسهم منذ زمان بعيد - وإلى اليوم - في مجرد تقليده أو محاكاته !!.. انتهيت ..
---------------
25...
أهلا بك أستاذ هشام من جديد .. ولنبدأ هذه الجولة (العلمية) الجديدة على خير إن شاء الله .. أنت تقول : "" من المدهش فعلًا أن يقف شخص مثقف مثلك وعلى اطلاع جيّد بالعلوم مثل هذا الموقف البراجماتي ليأخذ من العلوم ما يتوافق مع إيمانه ويرفض ما يتعارض معه "" أقول : صدقني أستاذ هشام .. العبرة في الأمور (العلمية) (التجريبية) : هي بالدليل وليس بمجرد الكلام !!!.. وفيما يتعلق بنقضي بإذن الله تعالى للتطور وتكذيبي له وفضح الغش المتعمد الذي لا ينتشر إلا به : فلن تجدني أذكر ديني فيه بكلمة واحدة - إلا إذا طلبت أنت رأي الدين في شيء معين وكما فعلت في مداخلتك السابقة - !!!.. أقول : بل ستجد كلامي كله (علميا) (واقعيا) إن شاء الله : وصدقني : لن تجدني أضع النتائج قبل المقدما أو أضع العربة أمام الحصان : ومثلما فعلت أنت للأسف باعتراضاتك على (قدرات) الله تعالى في الدين والإسلام بقولك مثلا : "" فكيف إذن تفسّر تكوّن إنسان حي "عضوي" من تمثال "غير عضوي" مصنوع من الطين اللازب؟ وهل فعلًا تم "خلق" الأنثى البشرية من ضلع الكائن البشري الأول وكأنهما كائنات وحيدة خلية، كيف يُمكنك إثبات ذلك علميًا؟ "" أقول : هنا أنت قد ارتكبت مغالطة جديدة أستاذ هشام وهي : وضع العربة أمام الحصان ! وذلك لأن ما ذكرته أنت فيما اختص الله تعالى به نفسه بالخلق : هو في الحقيقة أقل بكثير أصلا مما نؤمن به من باقي أفعال الله عز وجل !!.. وذلك لأن إيماننا بأن الله تعالى "على كل شيء قدير " : هو يسبق إيماننا بمظاهر هذه القدرة التامة التي يكفينا فيها قوله للشيء " كن فيكون " !!.. فأما عن خلق الإنسان الحي من تمثال من طين أو صلصال إلخ : فأنت هنا لم تذكر نفخ الروح !!.. وهي مما استأثر به الله تعالى لنفسه حيث يقول في سورة الإسراء : " ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " !!.. ولذلك فإن كل العلماء والملاحدة إلى اليوم - وللأبد - سيظلون عاجزين عن خلق حياة : ولو في ذبابة صغيرة !!!.. وكما تحداهم الله عز وجل في سورة الحج : " إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له " !!.. فالحياة أستاذ هشام : هي مما اختص الله تعالى به نفسه .. وهي سر من أسرار الروح التي لم يطلع عليها أحد !!.. ولعلك تتذكر إحدى معجزات سيدنا عيسى عليه السلام وهي أنه كان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه : فيصير طيرا (بإذن الله) !!!.. بل الأعجب والأعجب : هو تحول عصا موسى عليه السلام إلى ثعبان حي : حقيقة ًوليس تخييلا ولا خداعا كما كان يفعل سحرة فرعون !!!.. وهذا ما جعل سحرة فرعون يؤمنون من فورهم بإله موسى عليه السلام لأنهم علموا أنه لا يحول الجماد إلى حياة حقيقة : إلا خالقهم وخالق كل شيء بالفعل !!.. وكذلك خلق حواء من ضلع آدم : فكيف تستغربه والعلماء استنسخوا النعجة دولي من خلية واحدة جسدية !!!.. :) .. وكذلك مسخ أقواما من بني إسرائيل لقردة وخنازير !!.. فالأصل في كل ذلك عند المؤمن هو (تصديقه) بأن الخبر صادر من الله تعالى القادر على كل شيء !!!.. إذا أستاذ هشام : أرجو أن ندخل في صلب دليلي الذي حاججتك به وهو (الإحكام في الخلق) : ولا داعي للتفريع لأشياء : هي من (مترتبات) الإيمان بالله تعالى المطلق القدرة أصلا !!!.. وذلك لأن الذي خلق كل هذا الكون الرهيب : ولأن الذي خلق الحياة ابتداء من لا شيء - وكما في المفهوم الديني الإسلامي - : فهو قادر بالطبع على الأقل من ذلك !!.. ومثلك هنا مثل الذي رأى رجلا قويا وقد رفع صخرة كبيرة وثقيلة جدا إلى الأعلى وبكل سهولة : فأتى له ليسأله متحديا : هل يمكن أن ترفع هاتين الزلطتين الصغيرتين ؟؟؟!!.. ولقد لفت الله تعالى عقولنا إلى هذه الحجج المنطقية في أكثر من موضع من كتابه مثل قوله في سورة غافر مثلا : " لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون " !!.. وقوله في سورة يس : " أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم " !!.. وقوله كذلك في سورة الروم : " وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه " !!!.. إذا ًأستاذ هشام : مغالطة وضع العربة أمام الحصان : لا تجدي مع الهرم الإيماني للمسلم !!!.. لأن الذي يؤمن (بالدليل) بإله قادر على خلق كل شيء ولا يعجزه شيء : فلا يُوجه إليه مثل هذه الأسئلة في (فرعيات) ذلك ؟!!!.. ولكن المنطق يقتضي أن يُناقش في حقيقة وجود الخالق أولا : هل هي متحققة في الله عز وجل وظهور صفاته مثل القدرة الرهيبة والحكمة والعلم والتدبير والإرادة إلخ : أم لا ؟؟.. وذلك لأننا لم نقل لك أن إلهنا بشر مثلا : لكي تسألنا مثل هذه الأسئلة التي تمتنع على البشر !!.. وسوف أكمل الرد في المداخلة القادمة ..
---------------
26...
والآن نأتي أستاذ هشام لبعض القضايا التي أثرتها في مداخلتك .. أقول >>> بالنسبة لنظرية التصميم الذكي : أرجو ملاحظة أني لم أقل لك أن (المسلمين) يعتمدونها للتدليل على الله تعالى !!.. بل وجود الله تعالى ظاهر بالبديهيات وأبسط قواعد المنطق ..! وإنما قلت أن فيها (استدلالات) علمية مفيدة : مما يصلح معها مواجهة الملاحدة والمتنكرين للعقل والبداهة لإنكار الحكمة في الخلق وغائيته !!!.. وأما الواقع : فإن نظرية التصميم الذكي ينضم إليها (أو يناصرها ويرفعها) خليط من : الخلقيين : والقائلين بالتطور الموجه : والقائلين بخلق الكائنات الفضائية : وبعض اللادينيين !!!.. فكل أولئك : هم ضد عبثية القول بعشوائية الخلق والتطور الصدفي بلا غاية ولا عناية ولا تدبير مسبق !!!.. وما دمت تحب الاستشهاد بموقع التصميم الذكي intelligentdesign.org : فدعني أنقل لك الكلام الذي تلا مباشرة الكلام الذي اقتبسته أنت حيث قالوا في تكملته : However, the dominant theory of evolution today is neo-Darwinism, which contends that evolution is driven by natural selection acting on random mutations, an unpredictable and purposeless process that "has no discernable direction or goal, including survival of a species." (NABT Statement on Teaching Evolution). It is this specific claim made by neo-Darwinism that intelligent design theory directly challenges. والترجمة التقريبية تقول : " ومع ذلك .. فإن النظرية السائدة للتطور اليوم هي الداروينية الجديدة وهي التي تدعي أن التطور يتم عن طريق الانتقاء الطبيعي والذي يعمل على الطفرات العشوائية .. وتدعي أنه عملية لا يمكن التنبؤ بها وبلا هدف ولا اتجاه ملحوظ : بما في ذلك بقاء الأنواع . (منقول عن بيان NABT لتدريس التطور) .. ومن هذه الادعاءات المحددة التي قدمتها الداروينية الجديدة : جاء تحدي نظرية التصميم الذكي المباشر لها " ..! >>> وأما عن استخدامك لصيغة الإجماع والتعميم أستاذ هشام في قولك بكل ثقة : "" فعلماء الأحياء جميعهم يؤمنون (أو فلنقل "معترفون" حتى لا تختلط علينا الاصطلاحات) بالتطور، وأنَّ الكائنات الحيَّة (بلا استثناء) تطوّرت عبر الزمن من سلف مشترك "" فأقول لك : لا ليس كلهم !!.. فهناك الكثير منهم الذي لا يؤمن بالتطور !!.. ولا الداروينية القديمة ولا الجديدة !!!.. بل هناك من العلماء المتخصصين مَن (يسخر) صراحة ًمن التطور ويبين أخطاؤه مثل (اللاديني) ديفيد برلنسكي David Berlinski صاحب الكتاب الشهير (وهم الشيطان) The Devil's Delusion !!.. وكذلك ((الملحد)) توماس ناجيل Thomas Nagel !!.. وكذلك ((الملحد)) جيري فودور Jerry Fodor !!.. بل وهناك موقع كامل على النت : تم تخصيصه منذ عام 2001م لتسجيل أنواع معينة من المختصين بالبيولوجيا والرياضيات إلخ على توقيع اعتراضهم على التطور الدارويني الصدفي العشوائي (الطفرات والانتخاب الطبيعي) !!!.. وهو موقع dissentfromdarwin.org ..! والذي بلغ عدد المسجلين فيه على ذلك الاعتراض 828 دكتورا متخصصا بالإضافة إلى هيئات علمية كثيرة جدا : ومن كل أنحاء العالم تقريبا !!!.. وقد قمت بإحصاء هذا العدد بنفسي من الموقع وبعدد الموقعين من كل دولة (أكثرهم أمريكان) !!.. حتى أنه بات معروفا للمهتمين بأفول التطور أنه يتراجع في العديد من دول العالم مع انكشاف أكاذيبه وغشه وتدليسه يوما عن يوم !!!.. يتجلى ذلك في ظهور معاهد ومراكز وجمعيات (علمية) متخصصة في علوم (الخلق) في العالم !!!.. مثل (معهد علوم الخلق) - كاليفورنيا - أمريكا !!... و (جمعية أبحاث الخلق) - موسكو - روسيا ..! و (حركة علم الخلق) - إنجلترا !!.. وحتى في كوريا : (وحدة أبحاث الخلق) !!.. ويقول نص التوقيع على الاعتراض : We are skeptical of claims for the ability of random mutation and natural selection to account for the complexity of life. Careful examination of the evidence for Darwinian theory should be encouraged .. وبالطبع كل تلك الاعترافات تتم بصعوبة بالغة أستاذ هشام وتحت ضغط غير عادل وتهديد من جانب (التطوريين) لمنع ظهوره ونشره !!!.. ولعل من أبرز الممارسات التحجيمية لوأد هذه الاعترافات بتهافت التطور هي المضايقات الأكاديمية لأساتذة كليات وجامعات لمجرد رفضهم التطور !!!.. ولعل من أشهر التوثيقات على ذلك هو الفيلم الرائع (المطرودون : غير مسموح بالذكاء) ! Expelled: No intelligence allowed .. إذا َ.. فكلامك (المعمم) أستاذ هشام عن قبول العالم للتطور : فيه نظر !!!.. فلا العالم اليوم بالذي تنطلي عليه أكذوبة تطور أجنة هيجل ولا تدليس إنسان بلتادون ولا غش إنسان نبراسكا ! ولا العالم اليوم بالذي صار تخفى عنه الحقائق العلمية (الحقيقية) من بين ركام الإعلام التطوري والمجلات العلمية الكاذبة ! ولي مداخلة أخيرة التالية للتعليق على باقي كلامك أستاذ هشام ..
---------------
27...
انتهيت في المداخلة السابقة أستاذ هشام من التعليق على كلامك الموجه لي عن التصميم الذكي وادعاء إيمان (كل) علماء الأحياء بالتطور .. حيث بينت لك أن التصميم الذكي لم ينتهجها فقط الخلقيون : ولم توضع حكرا عليهم فقط وإنما شاركهم فيها غيرهم مثل القائلين بالتطور الموجه وغيره - لاحظ أن القائلين بالتطور الموجه لا يقدمون أي سيناريو (عملي) على هذا التطور !!.. وإنما يبرهنون فقط أنه لو وقع تطور بالفعل : للزم أن يكون بفعل فاعل حكيم مريد عليم إلخ .. وسوف أعود لهذه الجزئية إذا أثرتها معي عن التطور الموجه - أقول : وأما عن قولك : "" وربما من المفارقات الغريبة كذلك أنَّك كخلقي Creationist تؤمن بنظرية الانفجار الكبير وتدافع عنه، في الوقت الذي لا يعترف فيه الخلقيون أصلًا بهذه النظرية، ونقرأ لهم في موقعهم ما يلي: " Creationism is the theory that man, the earth, and the rest of the universe were originally created rather than randomly exploding from nothingness into chance existence" وترجمة ذلك: "علم الخَلق هو النظرية التى تناقش أن الإنسان والأرض وباقى الكون قد خلقوا فعلياً، ولم يوجدوا بالصدفة نتيجة انفجار من العدم أدى إلى وجود عشوائي"(انتهت الترجمة. المصدر creationism.org) "" وأقول أنا أبو حب الله : وهل توجه هذا الكلام لي : أم لنفسك يا أستاذ هشام ؟!!!.. عجيب !!!.. فأنا أوافق بالفعل على ما جاء فيه أنه لم يُخلق شيء صدفة : ولا انفجار من عدم > أدى إلى وجود عشوائي !!!!.. فأين الخلل هنا إذا سمحت ؟!!.. بل الكلام يؤكد ما حاورتك فيه من قبل ولا يعارضه !!!.. ولا أعرف صراحة أستاذ هشام الهدف من ذكرك لأشياء واقتباسات وآراء : هي في الحقيقة حجة عليك لا لك !!.. وأما بالعودة لمسألة الانفجار الكبير : فقد أخبرتك من قبل أنه يمكن الاستدلال علميا عليها - مع مراعاة عدم حرفية وصف الانفجار ولكن : الظهور المفاجيء - ولكنه يستحيل أن نراها كما حدثت - وهذا اعتراف العلماء أنفسهم - .. وذلك تصديقا لقول الله تعالى في سورة الكهف : " ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا " ..! إذا : فلا داعي - مستقبلا - لأن تلزمني بأي شيء لم ينص عليه ديني أو القرآن والسنة الصحيحة ويحدده .. فاقتباسك عن الخلقيين ورأيهم في ظهور الإنسان والأرض والكون : ظاهر في معناه المصبوب لنفي الصدفة أو العشوائية !!.. وهو بالفعل ما أقوله بل : ويعترف به علماء ملاحدة أنفسهم !!!.. >>> وأما سؤالك لي : "" فهل قام "الخالق" بخلق كل نوع بطريقة مستقلة ومباشرة، أم هنالك تفسير آخر تعزو إليه هذا التنوع؟ "" أقول : وهل أخبرك أحد أن إلهنا (الإسلامي) يا أستاذ هشام : يتعب إذا خلق 46 كائن مثلا ؟؟.. وفي نظري الخلق المباشر والمنفصل للأنواع الرئيسية : هو أكثر معقولية من القول بتطور مستحيل : لم (ولن) يستطع أصحابه إثباته إلى الآن - وإلى الأبد - لأنه - وبكل بساطة - مبني على مستحيلات عقلية !!!.. ومحض افتراضات وافتراءات وخرافات !!!.. - ومعي الأدلة التي أتركها لحينها - >>> وأما عن سؤالك : "" وحبذا لو عرفتُ موقفك من التطور كمفهوم وليس كنظرية "" أقول : عندما ضاق الأوروبيون ذرعا بالتسلط الكنسي والبابوي والكهنوتي على مجريات حياتهم وعلى العلم وقاموا بثورتهم : فقد تبلور من حينها الفكر العلماني في صورته الحديثة منذ عصر النهضة إلى القرن السابع عشر .. ذلك الفكر الذي صاغته الخطط الماسونية بهدف تسويغ عقيدة فصل الدين عن الحياة والعلوم والتي سادت بالفعل من حينها وإلى اليوم فظهرت بذلك أول تربة خصبة في العصر الحديث لغرس بذور الإلحاد وإنكار الخالق عز وجل !!!.. ولكن ...... تبقت معضلة واحدة أمامهم وهي : بماذا سيتم استبدال حقيقة وجود الخالق الصارخة في كل كائن حي ؟!.. تلك الحقيقة التي تنطق بها كل تفصيلة مُحكمة ومعجزة من تفصيلات الحياة ؟!.. فكان ماذا ؟؟.. نعم ....... هذا هو ..! بداية التقعيد العلمي - من المفترض - للتطور : والمستغني عن التدخل الإلهي في الخلق !!!.. ومن هنا أخذ داروين يجمع بذور فكرته من أفكار متهافتة مثل البقاء للأقوى لمالتوس .. والانتخاب الطبيعي ويلس .. والاستخدام وعدم الاستخدام للامارك !!!.. ومن يقرأ كتاب داروين أصل الأنواع يلمس بكل وضوح تعمده الدائم للتهرب من الاعتراف بالتدخل والضبط الإلهي للخلق : واستبداله بأي أفكار أخرى مهما بلغت تفاهتها وعدم معقوليتها باعتراف داروين نفسه !!! - انظر كلامه عن العين وتعقيدها - ! هذه هي خلاصة ((عقيدة)) التطور في نظري .. فهي ((((البديل الإلحادي)))) العلمي - من المفترض - لتفسير ظهور المخلوقات وتنوعها من غير الحاجة للاعتراف بخالق ..! وهي التي لو أعلنوا كذبها وزيفها وخطأها : لم يعد أمامهم إلا الاعتراف بهذا الخالق الذي تهربوا منه !!!.. وذلك سر استماتتهم في الدفاع عنها بكل الطرق - وكل طرقهم معتمدة على الغش والتدليس واستغلال ما لم يتم تفسيره بعد في خلع التفسيرات التطورية عليه قبل أن تظهر فائدته وإعجازه الخلقي ! - .. والآن أستاذ هشام : أنتظر منك أن تنتقي أي خيط للحوار عن الإحكام الفائق في المخلوقات أو في الخلق لنتناقش فيه .. يمكنك اختيار ما شئت : تطور - تطور موجه - مستحاثات - طفرات - جينات - تصميم ذكي - الأعضاء الضامرة - شجرة التطور - تطور الإنسان .. أو غير ذلك مما تقرره :) انتهيت
---------------
28...
أولا : قد أرسلت لك الإيميل الذي طلبته أستاذ هشام .. ثانيا : أنا سعيد لشعورك بالتشويق في هذا الجزء من حوارنا (العلمي) الخاص بالتطور .. حيث أحب أن نتبادل فيه المعرفة إن شاء الله ليكمل بعضنا البعض .. ولنبدأ على بركة الله >>> أنت قلت أستاذ هشام : "" في علم الفلسفة يتم تصنيف اللاأدريين على أنهم: إمَّا ماديون غير متسقون، أو مثاليون غير متسقون، ولكن حالتك هذه فريدة من نوعها، فأنتَ خلقي وتصميمي في الوقت ذاته، تأخذ من العلوم ما يتماشى مع إيمانك، وترفض، وبشدَّة، ما يتنافى معها، بصرف النظر عن موقف العلم منها "" أقول : قد أخبرتك من قبل أستاذ هشام أنك في مجال العلم (التجريبي) : لن تجدني أذكر أي شيء من ديني : إلا إذا طلبت أنت !!.. وعليه : فالساحة مفتوحة بيني وبينك لعرض الأدلة والحجج (العلمية) : وليس مجرد (الفرضيات التي لم ولن تثبت) :) .. >>> وأما قولك : "" وإلا فإنَّه لا يُمكن للتصميمي أن يكون لاأدريًا وهو يتحدَّث عن مُصمم ذكي"" .. أقول : بل الكثير من اللاأدريين تنحصر معضلتهم في ((تحديد)) مَن هو ذلك ((المصمم الذكي)) ؟؟.. هل هو إله مشخص ؟؟.. ولو كان : هل هو إله المسلمين أم النصارى أم اليهود أم الهندوس أم البوذيين إلخ ؟؟.. هل هو كائنات فضائية هي التي خلقتنا ؟؟.. ولو كانت : فمَن الذي خلقها بدورها ؟؟.. إلى آخر هذه الحلقة المفرغة .. إذا ً: لا مشكلة في أن تجد مؤمنا بالتصميم الذكي : وهو لا أدري .. ولكن إيمانه بالتصميم الذكي : يجعله يدري أنه لا سبيل للإيمان بالتطور الصدفي العشوائي بالانتخاب الطبيعي أو الطفرات إلخ .. >>> وأما تعليقك على موقع الرافضين للداروينية : وأن صيغة (اعتراضهم) هي تشكيكية وليست يقينية .. أقول : وهذا ما يفرضه عليهم المجتمع العلمي في الخارج .. وقد ذكرت لك أمثلة عما يواجهه الأساتذة والدكاترة الذين يرفضون التطور العشوائي في الخارج من الطرد من العمل أو المضايقات الأخرى .. وأما قولك : "" (1) أنهم لا يرفضون التطوّر، وإنما يتشككون حول آليتها فقط "" أقول : التشكيك في الشيء = عدم اليقين منه !!!.. فنحن في الإسلام مثلا يمكن أن تقع للمسلم شبهات .. ولكنه الذي يتشكك في وجود الله تعالى فهذا كفر والعياذ بالله يحتاج إلى حوار وعلاج .. فالأول مع وسوسته أو شبهاته : مسلم .. وأما الآخر الذي تشكك في وجود الله : فكافر !!.. لأن الإيمان مبني على اليقين وليس الشك .. إذا ً: تشكيك العلماء هنا هو بمعنى رفض اليقين الذي ((تدعيه)) الأوساط العلمية في الخارج وتنشره ((بكل ثقة)) على أنه أمر مسلم به لخداع العوام والبسطاء : وهو ليس كذلك بتاتا ً!!!!.. وأما عن قولك : "" (2) أنهم لا ينكرون وجود طفرات عشوائية والانتخاب الطبيعي "" أقول : وأنا كذلك لا أشكك في وجود طفرات ((((عشوائية)))) ولا انتخاب طبيعي ((((عادي)))) لأفراد الجنس (((الواحد))) حسب ظروفهم المحيطة بهم .. ولكن التشكيك ((بل الرفض التام)) هو ادعاء أن الطفرات العشوائية أو الانتخاب الطبيعي : قادران على ((((خلق)))) عضو واحد زائد أو جديد بالكلية عن الكائن الحي !!!!.. وهذا ما سأثبته بإذن الله تعالى أستاذ هشام : بـ (الدليل) و (العلم) : وليس ببراجماتية الدين : تلك التهمة (الجاهزة) التي يلقيها الملحد في وجه الخلقي المعارض للتطور : سواء قبل الحوار - كما فعلت أنت - أو في أثنائه - وكما فعلت أنت أيضا :) - أو بعد فشل الرد عليه - وكما سيحدث إن شاء الله - :) .. >>> وقبل البدء في الدخول في التفاصيل العلمية أستاذ هشام لنقد ما تفضلت بقوله عن التطور وآلياته .. فلي تعليق أخير على قولك : "" وعمومًا وقبل أن أدخل مباشرةً في الموضوع أحب أن أشير إلى أعجوبة من أعاجيب نقاشي "العلمي" معك، وهي أنك تنزع دائمًا إلى طرح أسئلة ليست علمية أصلًا، مثل: "من أو ما الذي ضغط القوى الأساسية؟" وكذلك: "من الذي هدى أو ألهم الخلية أن تفعل ذلك؟" وأنتَ أعلم مني يا عزيزي بأنًّ العلم لا يناقش هذه الأسئلة ولا يأخذها في حسبانه، بل هو يبحث دائمًا حول: "كيف حدث ذلك؟" أو "لماذا حدث ذلك؟ "" أقول : تساؤلك في محله أستاذ هشام في التفريق بين "مَن الذي ضغط أو ألهم" وبين "كيف أو لماذا حدث ذلك" ! والسبب بسيط وهو أنه عندك - كملحد - : يستوي أن يظهر الكون في لحظة معينة من الوجود - لا غيرها - بغير سبب !!.. ويستوي أن تظهر عندك علامات التسيير والنظام في ذرات وجزيئات لا تعقل بمسبب عاقل أو بغير سبب !!!.. حيث تخيل أن المادة التي لا عقل ولا حرية اختيار لها : (((قررت))) أن تظهر للوجود في لحظة معينة - وذلك منذ 15 مليار سنة مثلا هي عمر الكون - : وليس قبلها وليس بعدها ..! فأي عاقل يقول : إما أن المادة بالفعل وكما قلت (((قررت))) !!!.. وإما أن هناك مَن دفعها للظهور والميلاد في هذه اللحظة ((الفريدة)) من الوجود تحديدا !!!!.. وحتى لو كانت ذبذبة كمومية في الوجود (ولا أعرف صراحة كيف تكون ذبذبة في اللافضاء) ولكن حتى مع هذا الفرض : فمَن الذي ذبذبها أو دفعها للتذبذب ؟!!.. ومهما يضع الملحد من تبريرات و(مسببات) : فسيظل كل سبب منها يحتاج إلى مسبب بداهة !!!.. وليس له من خروج إلا بالاعتراف بخالق أزلي : وليس المادة نفسها التي يُذبذبها ((شيء ما)) !.. وعلى العموم .. لا تشغل بالك بمثل هذه الأمور كثيراى أستاذ هشام .. فلا أنت نجحت في تفسير منطقي لأزلية المادة : ولا نجحت في تفسير منطقي للإعجاز في تصرفات الذرات والجزيئات في بروتينات الخلية الحية والحمض النووي .. وربما تعرضت لتلك الإعجازات قريبا معك .. والآن .. أنتقل للمداخلة الثانية ..
---------------
29...
أما قولك أستاذ هشام : "" التطوّر ببساطة شديدة هو: "اكتساب الكائن لصفة جديدة لم تكن موجودة في سلفه تساعده على البقاء" وهي على هذا النحو لا تعني التعقيد بالضرورة "" أقول : هذا الكلام ليس علميا بالمرة !!!.. لأنك هنا لم تحدد هذه الصفات وكيفية ظهورها بـ (غائية) مسبقة !!.. مثل جناح الطيور مثلا !!!!.. فجناح الطيور التي تطير - وفضلا عن أجسامها - هو فريد في تكوينه بطريقة تطابق وظيفة الطيران !!.. ولا يتخيل كائنا من كان أنه ظهر بالتدريج ((العشوائي)) : اللهم إلا الذي لا يعرف شيئا عن تكوين الأجنحة والريش في الطيور البتة !!!.. بدءا من التكوين الفريد لعظامها لتكتسب قوة وصلابة ولكن مع خفة !!!.. أو مع تكامل نظام التغذية الدموية للريش والجناحين لمدهما بالطاقة !!!.. أو مرونة العضلات التي لا تحترق مع كثرة الرفرفة !!.. وانتهاء بالتصميم الديناميكي الهوائي المبدع للريش وتفرعاته إلخ إلخ إلخ .. والشاهد : أنه من العبث القول بأن التطور لا يعني التعقيد بالضرورة !!!.. بل هذا تهرب وعجز تفسير التعقيد في الكائنات الحية !!!.. ومن العبث أيضا القول بأن التطور هو ظهور صفة جديدة - هكذا بكل بساطة وسطحية - : وذلك لأن العضو الواحد ((الجديد)) لكي يظهر في الكائن الحي : يجب أن يظهر كاملا مرة واحدة وبمستلزماته من جهاز عظمي ودوري وعضلات وأعصاب وهدف جديد في البيئة : وإلا لو ظهر على مراحل (جدلا) عن طريق الطفرات : فهو في كل مرحلة هو بلا الفائدة : ولأنه لم يكتمل بعد !!.. ولكان بهذا قد تخلص منه الانتخاب الطبيعي (نفسه) عندكم : لأنه يتخلص من كل ما هو ضار وغير نافع مما يظهر على الكائنات الحية من طفرات !!!!.. إذا ً: القول بالتطور بالطفرات المتدرجة : ينسفه مفهوم الانتخاب الطبيعي المزعوم نفسه !!!.. اللهم إلا تحليتم بـ (الانتقائية) وقلتم أن الانتخاب الطبيعي : تارة يتخلص من الطفرات الغير مفيدة (وإلا لكنا رأينا اليوم ملايين المخلوقات المشوهة بعدد الطفرات التي تفترضونها بعشوائيتكم) : في حين تارة أخرى يترك بعض الطفرات والتي - ويا للمصادفة المبهرة :) - تكون هي المفيدة على المدى البعيد الذي لا يعرفه أحد ولا يعرف له غاية مسبقة بعد (مثل ظهور جناح للطيران) !!!!.. >>> وأما عن قولك أستاذ هشام : "" والانتخاب الطبيعي ملازم تمامًا لعملية التطوّر؛ فالكائنات التي تملك صفات تؤهلها للبقاء تبقى (هذا هو الانتخاب الطبيعي بكل بساطة) والنظرية أدهشت العلماء حقًا لفرط بساطتها "" أقول : بل هي أدهشت العلماء العقلاء : من فرط سذاجتها !!!.. وذلك لأنها خلعت على الطبيعة التي لا تعقل : صفات الانتقاء !!!!.. وذلك محال باتفاق العقلاء : إلا أن يكون التطور هو (أيدلوجية) يتشبث المؤمن بها فقط حتى لا (يضطر) للاعتراف بوجود خالق !!!.. وهذا ما سأنقله بعد قليل بالفعل من اعترافات وتصريحات !!.. ولكن قبل ذلك : تعالى نستعرض معا هلهلة فرضية الانتخاب الطبيعي .. أقول : سنأخذ مثالا على هذا وهو : التصميمات البديعة من أشكال وألوان في أجنحة الفراشات .. والسؤال هو : كيف ولماذا ومَن ؟؟؟ (كيف) ظهرت نتيجة العشوائية ؟!!.. و(لماذا) ظهرت أصلا ًبجمالها الخلاب الذي لا تدركه طبيعة صماء فضلا عن أن تكون قد صممته !!.. و(مَن) الذي اختار أن يكون هناك فراشات بأجنحة خلابة الأشكال والألوان : أو أن تكون بغير زخرفة أصلا : أو بأشكال قبيحة !!.. مَن ذلك الذي (استشعر) الجمال وقرر واختار واستبعد أو أبقى ؟!!!.. هل هو الانتخاب (الطبيعي) ؟؟.. ذلك الكيان الهلامي الذي لا وجود مادي له في الحقيقة ؟!!.. إذا ً.. الانتخاب (أو الانتقاء) الطبيعي له معضلتين وهما : أنه لا يستطيع تفسير ((كيفية)) ظهور التركيبات والأعضاء والصفات الأساسية ((الجديدة)) في الكائنات الحية مع الزمن - ومن هنا جاء الاعتماد على الطفرات في الداروينية الجديدة - والمعضلة الثانية هي أنه لا يستطيع أن يفسر لنا الانتقائية في الاستبعاد او الإبقاء : والتي تتطلب (عقلا واعيا مختارا له وعي وحرية اختيار وإرادة) !!.. وهذا مزلق من المزالق التي (ابتدعها) داروين في كتابه أصل الأنواع وسخر منها العقلاء !!!.. ذلك أنه استخدم في وصفه للانتخاب الطبيعي : نفس صفات ما يحدث من الانتخاب الصناعي (أي بفعل الإنسان) عند التهجين !!.. حيث ينظر المزارع مثلا لصفات الأبقار أو الأرانب أو الداجن عموما : ليمايز بين صفات الأنواع .. ثم يقيم .. ثم يقرر التخليط والتهجين بين أفضلها أو ما يعطيه النتائج التي يرد (داخل النوع الواحد وليس خارجه) : ثم يقوم بالتهجين ..! فأتى داروين وبعد أن تحدث عن كل هذه الآليات في كتابه : فخلعها على الانتخاب الطبيعي بكل سذاجة وسطحية !!!.. ينتقد ذلك العالم التطوري ستيفن جولد نفسه Stephen Gould : معتبرا إياها خللا في آلية الانتخاب الطبيعي ((المفترض)) فيقول تعليقا عليها في كتاب داروين : The principle of natural selection depends upon the validity of an analogy with artificial selection المصدر - Stephen Gould - Ever Since Darwin p 41 .. وأما عن حقيقة نظرة العلماء والعقلاء لـ (عقيدة) التطور المتهالكة أمام هذه الآليات التي لا تثبت وتفسير تمسكهم بالتطور رغم ذلك : فأوضحه في مداخلتي القادمة ...
---------------
30...
لا شك أن فرضية التطور كما أظهرها وقعد لها داروين ومنذ أول ظهورها : وقد عرف العقلاء أنها ما هي إلا (محاولة عقيمة لاستبدال الخالق عز وجل وتبرير الإلحاد) !.. وذلك لتهافت فرضياتها والأسس التي أقامها داروين عليها : والتي اعترف هو في كتابه - في عشرات المواضع لمَن قرأ الكتاب بالفعل - بمعضلاتها التي لم يعرف داروين حلا لها في وقته : فأوكلها للمستقبل كمحاولة للهروب ولكن : الرياح أتت التطوريين بما لا تشتهيه الأنفس !!.. فلم تثبت - وإلى اليوم - أية فرضية للتطور ولم يرى البشر مثالا واحدا لتطور كائن من كائن أو حتى ظهور عضو جديد ولا حتى شاهدوا أيا من الطفرات (المعجزة) التي يتخيلها التطوريون !!.. بل وكلما زاد العلم في اكتشاف التعقيد والغائية في كل كائن حي على حدة : تهدمت فكرة التطور والتسلسل العشوائي والصدفي من الأساس !!.. فقد اعتمد داروين في تفسيره أولا على خرافة انتقال الصفات المكتسبة وتوريثها إلى النسل !!.. وأما الانتخاب الطبيعي : فرغم صحة فكرته في تأثر الكائن الحي بالفعل بالبيئة من حوله من غذاء وافتراس وتغير مناخ إلخ .. إلا أن ذلك كله لا علاقة له البتة في ظهور (عضو جديد واحد ليس من جسد الكائن الحي) : لا بتفسير كيف : ولا لماذا : ولا مَن الذي انتقى واختار واستبعد وأبقى !!.. وكذلك الطفرات - وكما سنرى في المداخلة البعد القادمة - فهي أفشل من أن يُنسب إليها إظهار عضو (جديد) في الكائن الحي !!.. بل هي في معظمها ضارة في الأصل .. بالضبط كمَن يمسك بجهاز تلفاز ثم يهزه عشوائيا : فهل أي تغيير بداخل الجهاز من جراء هذا الهز : سيكون مفيدا ؟!!.. هذا الكلام لا يقوله إلا غشاش لنفسه وللعلم .. ولا يصدقه إلا مَن لا يعرف مدى التعقيد والدقة والنظام الذي عليه الخلية الحية والحمض النووي الوراثي وجيناته وشيفراته ..!! أيضا مشكلة ((انعدام)) العثور على الحفريات للكائنات الوسطية - المفترضة - في التطور : والتي لم يتم حلها إلى اليوم ! ورغم وصول اكتشاف حفريات لكائنات حية لأكثر من 450 مليون سنة مضت - أي بدائيات بدائيات الحياة والخلية الأولى - !!.. وهذا هو السبب الحقيقي للجوء علماء التطور والمؤمنون به إلى (((عشرااااااااات))) الاكاذيب والغش والخداع والتدليس في ((اختراع)) حلقات وسطية : لبشر أو أسماك أو طيور إلخ : ثم يفضحهم العلم في كل مرة ولكن : لا يتعظ أحد من المخدوعين بهم !!.. وذلك لانها (أيدلوجية) كفر وإلحاد : وليست علما له شواهد وأدلة حقيقية !!.. - وقد اعترف فرانسيز داروين Francis Darwin - ابن داروين - بالتردي الديني الذي وصل إليه داروين في النهاية بسبب نظريته وذلك في نشره لمذكرات أبيه بعد موته ورسائله بخط يده بعنوان The Life and Letters of Charles Darwin .. ومعلوم أن داروين كان متشككا دينيا منذ شبابه وقراءته لمالتوث .. وكذلك سجلت هذه الحقائق المؤرخة الداروينية جيرتريود هيميل فارب Gertrude Himmerfarb عن التردي الديني لداروين وإنكاره الخالق وباعتراف زوجته إيما Emma وذلك في كتاب داروين والثورة الداروينية Darwin and the Darwinian - !!..
---------------
31...
>>> ولذلك كله يلخص لنا هذه الحقائق والاعتراضات التطوري آرثر كيث arthur keith باعترافه في كتابه المثير الدين والعلم religion and science فيقول : " إن نظرية النشوء والارتقاء : غير ثابتة علمية !!.. ولا سبيل لاثباتها بالبرهان !!.. ونحن لا نؤمن بها إلا : لأن الخيار الوحيد بعد ذلك هو : الايمان بالخلق الخاص المباشر " !!!.. وأفسح للنقولات التالية أيضا - وعندي النصوص الإنجليزية لها لمَن يريد - حيث يقول مايكل روز : " التطور : هو بديل كامل للمسيحية ..! التطور دين ..! هذه حقيقة التطور منذ البداية : وهي حقيقة التطور حتى اليوم " !!.. المصدر - انقاذ الداروينية من الداروينيين . الناشونال بوست مايو 13 – 2000م .. ويقول إتش . اس . ليبسون في كتابه (نظرة فيزيائية إلى التطور) : " في الحقيقة .. وتبعاً لنشر كتاب داروين أصل الأنواع : أصبحت نظرية التطور وبشكل ما : دينا علميا ..! كل العلماء تقريبا قبلوها .. والعديد منهم أصبحوا مستعدين للوي أعناق العينات والملاحظات لتتوافق معها " !!.. وفي نفس المعنى تعترف مجلة العلوم الأمريكية في عدد كانون الثاني (أي يناير) 1965م بقولها وبكل صراحة : " إن جميع علماء التطور : لا يتورعون عن اللجوء إلى أي شيء : لإثبات ما ليس لديهم عليه من دليل " !!.. ويقول بول ليموين – الموسوعة الفرنسية – وهو رئيس المجمع الجيولوجي في فرنسا ورئيس متحف التاريخ الطبيعي في باريس : " نظرية التطور مستحيلة ..! ففي الأساس : وعلى الرغم من المظاهر : لم يعد أحد يؤمن بها ...! إن التطور نوع من الدوجما : حيث وعاظها لم يعودوا يؤمنوا بها !!.. ولكن لكي يبقوا على أتباعهم " !!.. وكمثال حي على هذه الدوجما : يقول لاري مارتن - اختصاصي الطيور القديمة بجامعة كنساس - : " لأصدُقَك القول .. إذا اضطررت إلى تأييد الفكرة القائلة بأن أصل الطيور هو الديناصورات بصفاتها الحالية : فسأشعر بالخجل في كل مرة أضطر فيها للنهوض والتحدث عن هذا الموضوع " !!.. المصدر - بات شيبمان - كتاب (الطيور فعلتها : فهل فعلتها الديناصورات ؟) .. ويقول كينث جاي. سو في كتاب (الصخور الرسوبية والتطور البيولوجي) : " كلنا سمعنا عن أصل الأنواع .. وبالرغم من أن القليل منا وجد وقتا لقراءته .. فإن مطالعة عارضة للنسخة الكلاسيكية : جعلتني أتفهم غضب باول فيرابند !!.. أتفق معه أن الدراوينية تحتوي "كذبات خبيثة" ..! إنها ليست قانونا طبيعيا صيغ على أساس دليل حقيقي !.. بل هي دوجما : تعكس هيمنة الفلسفة الاجتماعية في القرن الماضي " !!.. ويقول السير ويليام داوسون في كتاب (قصة الأرض والبشر) : " هذا المذهب التطوري : هو بحد ذاته من أغرب الظواهر عند البشرية !!.. إنه نظام خالي من أي إثبات !!.. ومدعوم بالتشبيهات الغامضة ورموز الخطابة !!.. الآن لا أحد يدعي أنهم يعتمدون على حقائق مشاهدة واقعيا !!.. لأنه لم يوجد أحد لاحظ انتاج ولا نوع واحد " !!.. ونتيجة لهذه الدوجما الرهيبة : والتي تسببت في الخلط (المتعمد) من علماء التطور للتغير الجيني الطبيعي سواء بالتهجين وغيره وبين التطور الخرافي الذي يتخيلونه : فسموا الأول المعترف به في الأحياء بالفعل والبيولوجيا الجزيئية بالتطور الأصغر MicroEvolution - لكي يوحي بأنه مؤدي حتما للتطور الأكبر - وسموا تطورهم الخرافي التخيلي بالتطور الأكبر MacroEvolution : فادعوا بذلك أن التطور هو أساسي في كل العلوم الأحيائية (العملية) والبيوكيميائية اليوم - والمفروض أنهم يقصدون التطور الأصغر لا الأكبر - أقول : نتيجة لذلك يخبرنا مثلا كولين باتيرسون - مدير الحفريات بالمتحف البريطاني للتاريخ الطبيعي قائلا : " علم الأحياء ما بعد الدارويني : وضعه أناس يعتقدون بالغالب بقدسية داروين " !!.. ويقول كولين باتيرسون أيضا في كتابه عن التطور : " لقد حذر كارل بوبر من أحد الأخطار قائلا : إن أي نظرية : حتى ولو كانت نظرية علمية : قد تكون موضة ثقافية !!.. وبديلة عن الدين !.. ودوجما مترسخة !!.. وهذا ما ينطبق بالفعل على النظرية التطورية " !.. ويقول تي . راسوزاك في كتابه (الحيوان الغير مكتمل) : " ياللسخرية ..! كان الهدف الرئيسي من الداروينية : إزالة آخر أثر للإله العظيم في الأحياء .. ولكن النظرية استبدلته بإله أكبر ألوهية منه : الصدفة المطلقة " !!!.. ويقول إي هاريسون في كتاب (أصل وتطور الكون) : " التطور : هو العنصر الأسطوري الرئيسي في فلسفةٍ : تـوظـف كدين واقعي " !!.. ويقول جي.اي.كيركوت في كتاب (آثار التطور) : " وهكذا تكون المسألة مسألة إيمان عند البيولوجي !!.. مسألة أن النشوء الحيوي : قد حدث .. ثم هو يختار ما يشاء من طرق تناسبه شخصيا لاقتراح كيف حدث هذا النشوء !!.. بينما الدليل على حدوثه فعليا : ليس متوفرا " !!.. وأخيرا يقول اس.جاكي في كتاب (الأكوان والخالق) : " الداروينية عقيدة : ليست فقط عند العلماء الذين قاموا بتوثيق قانون الانتخاب الطبيعي لكل شيء : إنها عقيدة لكثير من الناس الذين لديهم في أفضل أحوالهم فكرة غامضة ومشتبهة لميكانيزم التطور كما قدمها داروين !!.. والتي تعقدت أكثر عند اتباعه و مريديه " !!.. وأؤجل المداخلة القادمة عن الطفرات لما بعد صلاة الجمعة إن شاء الله ..
---------------
32...
أبدأ هذه المداخلة بمقولة شهيرة لعالم البيولوجيا الجزيئية مايكل بيهي إذ يقول : " الدارونية الحديثة فسرت التطور الدقيق microevolution بشكل رائع .. لكن عند الحديث عن التطور الكبير macroevolution فعلى التطوريون أن يصمتوا " !!.. أقول : وهذه العبارة منه تلخص كل شيء لمَن يفهم !!!.. وتلخص حقيقة وجود ((حوض جيني Gene Pool)) يحيط بكل نوع من الكائنات الحية : لا يتخطاه النوع إلى غيره أبدا ومهما فعلنا !!!.. فإذا أخذنا مسألة الطفرات : وجدنا ترجمة عملية للخلط (المتعمد) والمشين من جهة التطوريين بين الحقائق !!.. وذلك في استغلال منهم لجهل العوام والبسطاء بالطفرات وحقيقتها وآلياتها !!.. حيث - وإلى اليوم - ما زال يظن الكثير من العوام والبسطاء أن الطفرات : هي قفزة (سحرية) لإكساب الكائن الحي صفة (زائدة) عن جسده أو عضوا (جديدا) : لم يكن موجودا من قبل !!.. وأن هذه الصفة أو هذا العضو الجديد : يكون مفيدا !!!.. أقول : الطفرات هي أخطاء في نسخ الحمض الوراثي أثناء التضاعف !!.. وكونها أخطاء : فهو لا ينتج عنها شيئا مفيدا بالمرة - وهذا من المفترض أن يُعلم بداهة !! - : وذلك لأن الحمض الوراثي لكل كائن حي : هو غاية في الدقة أصلا والتخصص والنظام !!.. الأمر أشبه بقالب - أو اصطمبة - حروف لكتاب .. فليس مستحيلا أن يقع خطأ في طباعة حرف أو تكراره بسبب زيادة الحبر أو ضعف الماكينة إلخ وذلك في بعض العبارات من الكتاب - كل عبارة تمثل صفة وراثية مثلا - .. ولكن المستحيل - كل المستحيل - هو أن نسمع عن خطأ في ماكينة قالب حروف الكتاب : ينتج عنها ((جملة)) ((جديدة)) ((تماما)) و((لها)) ((معنى)) !!!.. ولذلك نجد العالم رانغانثان يقول : " إن الطفرات : صغيرة وعشوائية وضارة !!.. وهي تتسم بندرة حدوثها - أقول أنا أبو حب الله : لأنه حتى مع وقوع أخطاء في النسخ : فيتم تصحيح معظمها بآلية معجزة داخل الخلية يستحيل أن تكون وليدة العشوائية أو الصدفة أبدا ..! ويواصل رانغانثان قوله : - وفي أفضل الاحتمالات يمكن أن نقول أن الطفرات : غير مؤثرة ..! وتشير هذه السمات الأربع إلى أن الطفرات : لا يمكن أن تؤدي إلى أي تقدم على صعيد التطور !!.. وذلك لأن حدوث تغير عشوائي في كائن حي يتسم بقدر عال من التخصص : فإما أن يكون غير مؤثر : وإما أن يكون ضاراً !!.. ذلك أن التغير العشوائي في ساعة اليد : لا يمكن أن يحسن أداء الساعة !!.. بل أغلب الظن أن هذا التغير سيضرّ بها : أو لن يؤثر فيها على أحسن تقدير ..! والزلزال : لا يُحسن المدينة !!!.. بل يجلب لها الدمار " !!.. المصدر - B. G. Ranganathan, Origins?, Pennsylvania: The Banner Of Truth Trust, 1988 .. أقول .. ورغم أن لدي ((عشرات)) الاعترافات والتصريحات من العلماء المختصين بتهافت تعلق التطور بالطفرات .. إلا أني لن أذكرها إلا إذا طلب مني الأستاذ هشام ذلك حتى لا أطيل في المداخلات .. ولكني سأجعل حديثي أقرب تحديدا بأمثلة - وهو ما أتمناه من الأستاذ هشام في المستقبل : أن يعطينا مثلا عمليا عن التطور بآلياته التي يؤمن بها : وليكن مثال تطور وظهور الأجنحة مثلا ! - أقول : فكل الأمراض التشوهية في الأجنة والمتلازمات الجنسية - مثل متلازمة كلاينفلتر إلخ - هي عبارة عن أمثلة للأخطاء في النسخ أو التضاعف والتي لم يتم تداركها !!!.. وحتى ذبابة الفاكهة التي عكف عليها التطوريون لإحداث مئات الطفرات بها - واختاروها خصيصا لصغر عمر الجيل الواحد منها الذي تظهر عليه نتائج الآباء والأبناء والذي هو أقل من أسبوعين فقط - : فقد باءت محاولاتهم كلها بالفشل الذريع !!!.. يقول عالم الوراثة التطوري غوردون تايلور : " من بين آلاف التجارب الرامية إلى إنتاج ذباب الفاكهة التي تم إجراؤها في جميع أنحاء العالم لأكثر من خمسين سنة : لم يلاحظ أحدٌ أبداً ظهور نوع جديد متميز !!.. أو حتى إنزيم جديد " !!.. المصدر - Gordon R. Taylor, The Great Evolution Mystery, New York: Harper & Row, 1983, p. 48 .. وبطريقة أكثر تفصيلا يقول مايكل بيتمان : " لقد قام مورغان وغولدشميدت ومولر وغيرهم من علماء الوراثة : بتعريض أجيال من ذباب الفاكهة لظروف قاسية من : الحرارة والبرودة والإضاءة والظلام والمعالجة بالمواد الكيماوية والإشعاع ..! فنتج عن ذلك كله جميع أنواع الطفرات .. ولكنها كانت كلها تقريباً : تافهة أو مؤكدة الضرر ..! فهل هذا هو التطور الذي صنعه الإنسان ؟!!.. في الواقع لا .. لأنه لا يوجد غير عدد قليل من الوحوش التي صنعها علماء الوراثة : كان بإمكانه أن يصمد خارج القوارير التي أنتج فيها ..! وفي الواقع : فإن هذه الطافرات إما أن يكون مصيرها الموت : أو العقم : أو العودة إلى طبيعتها الأصلية " !!.. المصدر -Michael Pitman, Adam and Evolution, London: River Publishing, 1984, p. 70 .. أقول : فمسألة الطفرات : ليست بالسطحية ولا البساطة التي يصورها التطوريون لأتباعهم غشا وتدليسا !!!.. فهناك موانع كثيرة جدا تقف في وجه اعتماد الطفرات (العشوائية) كشيء نافع أصلا : فضلا عن أن تكون سببا للتطور !!.. وكلما تطور العلم البيولوجي والتجريبي : اكتشف معضلات كثيرة كل يوم تدفن خرافات التطور أكثر وأكثر !!.. وسوف أتعرض لهذه المعضلات باختصار : ومعها الحديث عن مثال مقاومة البكتيريا لبعض أنواع المضادات الحيوية في المداخلة الأخيرة التالية إن شاء الله ...
---------------
33...
1- معضلة التصحيح الذكي DNA repair لأخطاء النسخ والتضاعف في الحمض الوراثي !!!.. 2- والمعضلة الثانية - وهي متعلقة بالمعضلة الأولى - وهي أشد تعقيدا لأنها أثبتت أن الكفاءة التفارقية في عمل نظام التصحيح القرائي للشريط الوراثي Proofreading : تزيد أصلا في المناطق المهمة من الشريط الوراثي (أي الحاملة للصفات الوراثية) : وتقل في القطع الغير حاملة للصفات الوراثية (كالإنترونات) !!!.. وكلما زادت احتمالية التطفر : زادت قدرتها على التصحيح !! المصدر - Freeman & Herron 2001 وبذلك يظهر تهافت أكاذيب التطوريين على الطفرات من الأساس !!.. 3- وفي نفس سياق المعضلة السابقة نجد أن معظم جينات الصفات على الحمض النووي : تقع في مناطق معينة على سلاسل الـ DNA الطويلة تسمى جزر isochores .. وهذه الجزر تتكون أساسا من العلاقة G-C من قواعد الحمض النووي الأربعة (وهي تتكون من ثلاث روابط هيدروجينية مقابل رابطتين فقط في العلاقة A-T) ولذلك فقد وجد العلماء أن هذه الروابط الـ G-C : هي الأكثر تماسكا ًفي الحمض النووي (وعلى أساسها يتم قياس درجة تحمله للتفكك الحراري) !.. وبمعنى آخر .. فإن نسبة GC ratio of genomes : تقف عائقا أمام تخيل الباب مفتوحا أمام الطفرات لتحدث بسهولة في منطقة جينات صفات الكائن الحي وتضر بها !!!.. وهنا نأتي لسؤال هام وهو : وماذا عن المثال اليتيم الذي يكرره التطوريون والملاحدة دوما للتمثيل على الطفرات المفيدة وهو مقاومة بعض أنواع البكتريا للمضادات الحيوية ؟؟.. أقول .. قبل أن أعرض المعلومات المذهلة التالية والتي يتم إخفاءها (عمدا للأسف) من جهة التطوريين والملاحدة (الأكابر) : فأحب أن أشرح ببساطة فكرة ظهور مقاومة بعض أنواع البكتيريا لبعض المضادات الحيوية .. أقول : الفكرة هنا هي في وجود آليات بالفعل داخل البكتيريا لمقاومة التأثر بالمضادات الحيوية !!.. وكل ما يتم هو ربما استبدال نيكلوتيدة واحدة فقط فينتج عنها الإنهاء على ريبوسوم الخلية البكتيرية والذي يتمسك به المضاد الحيوي (مثل الستربتومايسين Streptomycin مثلا) أي أننا ما زلنا داخل (نفس) الحمض النووي ولم يزد عليه شيئا كما يدعي التطوريون والملاحدة !!.. وفي ذلك السياق نجد مجلة المعرفة الأمريكية Scientific American وفي عدد آذار (مارس) 1998م : تعترف (ورغم أنها من المجلات المروجة للتطور) فتقول : " كثير من البكتيريا كانت لديها معلومات وراثية للمقاومة : قبل استخدام المضادات الحيوية التجارية !!.. ولا يعرف العلماء سبب وجود هذه المعلومات الوراثية !!.. كما لا يعرفون لماذا تم الحفاظ عليها وإبقاؤها " !!.. المصدر - Stuart B. Levy, "The Challange of Antibiotic Resistance", Scientific American, March 1998, p. 35 .. أقول : ولعل ذلك يفسر لنا العدد الكبير من المعلومات التي ما زال يجهل العلماء ترجمتها على الشريط الوراثي وتظهر فائدتها كل يوم وهم الذين كانوا يصفونها بـ (الجانك جين) !!.. وهذه مجلة Medical Tribune المرموقة علميا تقول أيضا وبكل وضوح في عددها 29 كانون الأول (ديسمبر) 1988م : " في دراسة أُجريت عام 1986 : تم العثور على جثث بعض البحّارة الذين أصابهم المرض وماتوا أثناء رحلة قطبية استكشافية عام 1845 : محفوظة في حالة تجمد .. كما عُثر في أجسامهم على نوع من البكتيريا : كان منتشراً في القرن التاسع عشر .. وعندما أُجريت على هذه البكتيريا فحوص معملية : وُجِد أنها تحمل خواص مقاومة ضد كثير من المضادات الحيوية التي لم يتم إنتاجها إلا في القرن العشرين " !!.. المصدر - Medical Tribune, December 29, 1988, pp. 1, 23 .. أقول : وهذا الاعتراف - ومثل سابقه - يهدم أكذوبة أن هذه المقاومة (لم تظهر) إلا (بعد) اختراع تلك المضادات الحيوية في القرن العشرين !!!.. بل كانت موجودة من قبلها ولا تطور ولا يحزنون !!!.. والأمر مشابه كذلك في الحشرات ومقاومتها للـ DDT وغيره .. حيث يقول عالِم الأحياء فرانسيسكو أيالا (وهو أيضا من دعاة التطور) : " يبدو أن التنوعات الوراثية المطلوبة لاكتساب المناعة ضد أكثر أنواع المبيدات الحشرية : كانت موجودة لدى جميع الحشرات التي تعرضت للمركبات الكيميائية التي صنعها الإنسان ضد الحشرات " !!.. المصدر - Francisco J. Ayala, "The Mechanisms of Evolution", Scientific American, Vol 239, September 1978, p. 64 .. وبالعودة لتفصيل ما يحدث عند ظهور مقاومة البكتيريا : فيشرح لنا الأستاذ لي سبتنر إحدى آليات مقاومة البكتيريا في مقالة له نشرت في سنة 2001 م فيقول : " لقد وُهبت بعض الكائنات المجهرية جينات : تقاوم هذه المضادات الحيوية !!.. ويمكن أن تتجسد هذه المقاومة في حل جزيء المضاد الحيوي : أو طرده من الخلية !! وبإمكان الكائنات المالكة لهذه الجينات أن تنقلها إلى بكتيريا أخرى : وتجعلها مقاوِمة أيضا !!.. وعلى الرغم من أن آليات المقاومة تتخصص في مقاومة مضاد حيوي بعينه : فإن معظم البكتيريا المسببة للأمراض قد نجحت في تجميع مجموعات متعددة من الجينات : مما أكسبها مقاومة ضد تشكيلة متنوعة من المضادات الحيوية " !!.. المصدر Dr. Lee Spetner, “Lee Spetner/Edward Max Dialogue: Continuing an exchange with Dr. Edward E. Max,” 2001 .. والخلاصة التي خرج بها العلماء المتخصصون أستاذ هشام هي أن مقاومة البكتيريا تعتمد على آليتين : لا علاقة لهما بمفاهيم التطور وطفراته لا من قريب ولا من بعيد وهما : 1- نقل جينات المقاومة الموجودة فعليا في البكتيريا .. 2- بناء مقاومة نتيجة لفقدان بيانات وراثية بسبب الطفرة .. انتهيت ..