سبق المسلمين ..
مقدمة ...
إن لمَن أظلم الظلم والجور في الحُكم : أن تأتي لإنسان نظيف البدن والهندام :
ثم تحبسه وتستقوي عليه في وقت ضعفه ومرضه وإلى أن يتسخ بدنه ويختل هندامه : ثم تأتي لتعايره بذلك !
أو أن تأتي لإنسان شجاع فتقيده أو تهدده بقتل نساء بيته وأولاده أو تهدده بالسلاح وهو أعزل : ثم تتهمه بالجبن إن تحرك !
فإذا كان هذا هو من غير الإنصاف بل ومن غير العقل أن يصدر عن عاقل :
فهذا هو صنف ونوع الذين يُـشبعون المسلمين اليوم طعنا وهمزا ولمزا على سوء حالهم وضعفهم بغرض الحط من الإسلام !!..
ومن هنا ...
فكان لزاما علينا أن نذكر لهؤلاء العميان الجهال قبسات من سبق المسلمين وحالهم في الماضي والحاضر !
-----------
جاء في كتاب (الاستذكار) لابن عبد البر- المجلد الأول ..
وفي كتاب (العرب عنصر السيادة في القرون الوسطى) للمؤرخ الإنجليزي السير جون دوانبورت أنه :
أرسل الملك جورج الثاني ملك إنجلترا ابنة أخيه الأميرة دوبانت ورئيس ديوانه على رأس بعثة مكونة من ثماني عشرة فتاة من بنات الأمراء والإشراف إلى إشبيلية لما كان المسلمين يحكمون الاندلس لدراسة نظام الدولة والحكم وآداب السلوك الاسلامي وكل مايؤدي إلى تهذيب المرأة. ولقد أرسل رسالة معها هذا نصها :
" من جورج الثاني ملك إنجلترا والغال والسويد والنرويج إلى الخليفة ملك المسلمين في مملكة الأندلس صاحب العظمة هشام الثالث الجليل المقام, وبعد التعظيم والتوقير فقد سمعنا عن الرقي العظيم الذي تتمتع بفيضه الصافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج هذه الفضائل لتكون بداية حسنة في اقتفاء أثركم لنشر أنوار العلم في بلادنا التي يسودها الجهل من أربعة أركان, ولقد وضعنا ابنة شقيقنا الأميرة دوبانت على رأس بعثة من بنات أشراف الإنجليز تتشرف بلثم أهداب العرش والتماس العطف لتكون مع زميلاتها موضع عناية عظمتكم، وحماية الحاشية الكريمة وحدب من اللواتي سيتوافرون على تعليمهن . ولقد أرفقت مع الأميرة الصغيرة هدية متواضعة لمقامكم الجليل أرجو التكرم بقبولها مع التعظيم والحب الخالص.
من خادمكم المطيع جورج ملك إنجلترا "
وكان جواب الخليفة الأندلسي هشام الثالث :
" بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه سيد المرسلين وبعد : إلى ملك إنجلترا وايكوسيا واسكندنافيا الأجل... أطلعت على التماسكم فوافقت على طلبكم بعد استشارة من يعنيهم الأمر من أرباب الشأن، وعليه نعلمكم أنه سوف ينفق على هذه البعثة من بيت مال المسلمين دلالة على مودتنا لشخصكم الملكي. أما هديتكم فقد تلقيتها بسرور زائد، وبالمقابل أبعث إليكم بغالي الطنافس الأندلسية وهي من صنع أبنائنا هدية لحضرتكم وفيها المغزى الكافي للتدليل على التفاتتنا ومحبتنا والسلام.
خليفة رسول الله في ديار الأندلس هشام الثالث " ...
-------
ويقول بريفولت "Briffault" مؤلف كتاب "بناة الإنسانية" "Making of Humanity":
"إن روجر بيكون درس اللغة العربية والعلم العربي في مدرسة أكسفورد على يد خلفاء معلمي العرب المسلمين في الأندلس، وليس لروجر بيكون ولا لسميه الذي جاء بعده الحق في أن ينسب إليهما الفضل في ابتكار المنهج التجريبي، فلم يكن روجر بيكون إلا رسولا من رسل العلم والمنهج الإسلامي التجريبي إلى أوروبا المسيحية " .. إلى آخر ما قاله في إثبات أولية العرب وتفوقهم وإبداعهم في المنهج التجريبي :
-----------
أقول :
فلعله من أعجب العجب أن ترى أعداء الدين اليوم ومن المسلمين الجهلة بتاريخهم ودينهم على السواء :
مَن يحاول خلع مذمات العالم الكافر قديما وإلصاقها بالإسلام بكل صفاقة !!!..
بدءا من دعاوى علمنة الإسلام وأنه لا يصلح لإدارة البلاد والعباد والتدخل في السياسة والاقتصاد إلخ !
وانتهاء بمحاولة خلع الجهالات العلمية عليه ووصمه بالتهمة الأوروبية قديما لكنيستهم ودينهم المحرف بأنهم يلجأون إلى الحل السحري ((الإله)) : لتفسير أي جهالة معرفية أو علمية لديهم !!.. أو ما أسموه بـ :
(( إله الفجوات المعرفية ))
حيث لم تكن توراتهم ولا إنجيلهم يحثان على العلم والتدبر والبحث في الطبيعة والكون والمخلوقات : مثلما فعل القرآن وأبرزه بصورة لا يمكن إخفائها والتحايل عليها إلا من ((( جاهل ))) بالقرآن نفسه !!!..
وأما حقيقة الوضع في الإسلام : فتهدم كل هذا الكذب بأبسط النصوص قرآنا وسنة !!!!..
ولنأخذ مسألة نزول المطر في القرآن كمثال ....
فنحن كمسلمين نقول بالفعل أن الله تعالى هو الذي يُنزل المطر .. وذلك لأنه عز وجل بيده كل شيء .. وبيده أمر كل شيء .. وهو مسبب الأسباب والقادر الوحيد على إنفاذ تلك الأسباب فتعمل حسب سنته في كونه : أو يوقفها أو يلغيها : ومثلما يفعل في معجزاته لأنبيائه ورسله !!!.. - مثل خلق آدم وعيسى عليهما السلام المعجز .. ومثل جعل النار بردا وسلاما على إبراهيم .. ومثل تحويل عصا موسى الجماد إلى حية حقيقية .. ومثل فلق البحر لموسى ومن معه ليمروا من خلاله .. ومثل شفاء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى لعيسى بإذن الله - .. عليهم جميعا صلوات الله وسلامه .. إلى غير ذلك .. أقول : رغم قولنا هذا بالفعل وهو أن الله تعالى هو الذي يُنزل المطر أو الغيث .. ومجيء آيات كثيرة بذلك المعنى مثل قوله عز وجل :
" وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد " ..
وقوله سبحانه :
" إن الله عنده علم الساعة ويُنزل الغيث " ..
إلا أن الاكتفاء بهذا المعنى وبمثل هذه النصوص (( فقط )) : هو ما يفعله أصحاب الشبهات لصنع شبهة جديدة على العوام والجـُـهال وعلى طريقة اقتطاع : " فويل للمصلين " من القرآن : ليوهموهم بمذمة الصلاة في القرآن والوعيد للمصلين بالعذاب !
والصواب :
أن الله تعالى قد لفت أنظار المسلمين أيضا وسائر البشر لكيفية تصريفه لأسباب كل شيء : ليتفكروا ويتدبروا في سننه : فيتعلمون ويستفيدون : ويتيقنون بالفعل من أن كل شيء هو بحساب وغاية : وليس الأمر صدفة ولا عشوائية كما يزعم ويدعي أرباب الإلحاد !!!.. وبذلك يكتمل الشق الثاني من الصورة لمَن أراد !!..
يقول عز وجل في قرآنه الكريم :
" وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون " ..
ويقول أيضا :
" ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار " ...
وهذه الآية وحدها فيها من الإعجاز ما فيها لو بحثنا في تفاصيلها !!.. ويقول كذلك :
" الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون " ..
ويقول :
" والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور " ..
فمثل هذه الآيات المعدودات : قد حوت من المعارف المناخية ما لم تصل إليه البشرية إلا في القرون الماضية فقط !!!..
مثل وصفه لجبال البَرد في السماء .. ومثل وصفه لأنواع السحب والسحاب الركامي إلخ إلخ ..
والسؤال الآن :
هل يُـقال على مثل هذا الدين : وبمثل هذه النصوص الإلهية الحاثة على التفكر في أسباب وسنن الله في كونه :
إله فجوات كما عند اليهود والنصارى ؟؟؟...
ألم يروا إلى ثمرة الإسلام ومنذ قرنه الأول وإلى أن أضاء العالم أجمع بعلومه ومستحدثاته العلمية وفي سائر أمور الحياة :
كيف نشأت جميعا مما وفره القرآن من حث للإنسان على التفكير والإبداع في الحياة والخلافة في الأرض ؟؟..
وإن شئت أن أتوسع مع القارئ في ذكر مآثر المسلمين وعلمائهم في ذلك لفعلت ..
ولكن يكفي لمَن يريد التفاصيل التجول في موقع (ألف وواحد اختراع) على النت .. والذي كان في الأصل معرضا في مدينة مانشيستر في بريطانيا للتعريف بأفضال المسلمين واختراعاتهم التي غيرت وجه العالم إلى اليوم !!.. ثم من بعدها انتقل المعرض إلى الكثير من المدن في العالم ..!
وهذا هو الموقع الرسمي له بالواجهة الإنجليزية :
http://www.1001inventions.com/
وهذه واجهته العربية :
http://www.1001inventions.com/arabic
وأما عن ((بعض)) تفاصيل هذه الاختراعات وكيف أنها شملت تقريبا كل مناحي الحياة : والتي يعيش العالم كله بفضلها اليوم :
فعدوا معي من ذاكرتي الخاصة - وأترك لكم البحث عن التفاصيل للتأكد مما أقول وللاستزادة - :
1..
الكاميرا والتصوير والتشريح الحديث للعين .. وهي أسس نهضة كل علوم التصوير وطب العيون اليوم !!..
2..
أول فكرة طيران عملية .. وعنها تطور وظهر الطيران !!..
3..
أول اختراع كيميائي للصابون والشامبو ! ولدرجة تعيين مسلم مختص بشؤون النظافة والشامبو في بلاط الملكين جورج وويليام الرابع !!..
والإسلام كدين نظافة واستحمام ووضوء وطهارة : حاز قصب السبق بتشريعاته الربانية العملية في ذلك .. فصار يشار إليه بالبنان : في الوقت الذي يتفاخر فيه بعض ملوك وملكات أوروبا بأن لهم كم شهر أو سنة لم يغتسلوا !!!!..
حتى أن الفرق بين الصليبيين والمسلمين في القدس كان يُعرف برائحة نتانة عرق الصليبيين !!.. فلما عادوا إلى بلادهم : نقلوا كل تلك الآداب إليهم : ومعها آداب الفروسية والبطولة والشجاعة الإسلامية والعربية .. ومن أشهر مَن دون مثل هذه الشهادات المؤرخ الألماني توماس شويتز Thomas Schuetz : إذ يذكر أن " المسلمين حازوا آنذاك على دورات مياه وتصريف صحي في البيوت !!.. وعُرفوا بترددهم يوميا على الحمامات العامة : فيما كان الأوروبيون وفي نفس القرن : يجوبون مدنهم بأحذية خشبية عالية من فرط انتشار البراز في شوارعها " ..!
بل ولم يكتف المسلمون انذاك بايصال الماء الى البيوت السكنية في المدن : بل قاموا أيضا بايصاله إلى الحقول الزراعية عن طريق سواقي ومضخات لولبية !!!!..
4..
اختراع أسس الكيمياء الحديثة وصناعة أجهزة التقطير والفلترة والتبخير والتطهير والأكسدة !!..
5..
اكتشاف الدورة الدموية وقبل هارفي بثلاثمائة سنة !!..
6..
أول نظام مستشفيات حديثة ودور رعاية ونقاهة بل : ودور خاصة لإطعام الحيوانات وعلاجها !..
7..
أول من تحدثوا عن الوقاية من التلوث البيئي ومن التجارب الكيميائية والغازات : وابتكروا كمامة القطن !!..
8..
أول تصميم لما يقارب 200 أداة جراحية مما يستعملها الأطباء وإلى اليوم !! أول من اكتشف الخيوط المستخدمة في العمليات الجراحية أيضا والتي تذوب في الجسم بعد العملية !.. والغريب أن ألأوربيين كانوا يستخدمون بتر الأعضاء المريضة غالبا : فلما اطلعوا على التقدم الطبي في الحضارة الإسلامية : صار الأغنياء منهم يرسلون مرضاهم للعلاج في بلاد المسلمين !!..
9..
أول من اخترع المواد العازلة وفي الحروب !!..
10..
أول من اخترع البنج الحديث !!..
11..
أول اختراع لنظام الصمامات الميكانيكية !!..
12..
والساعات الميكانيكية !..
13..
أول مَن اخترع علم الآليات والتسيير الذاتي والذي تقوم عليه كل الصناعات الحديثة اليوم !..
14..
أول من اخترع القفل الرقمي والذي نراه الآن مستخدماً في الحقائب والخزائن !..
15..
أول من اخترع بندول الساعة الذي يتحرك ذاتيا !!..
16..
أول من اخترع الطاحونة الهوائية لطحن الذرة والري ولم تعرفها أوروبا إلا بعد 500 عام !..
17..
أول من اكتشف التلقيح والتطعيم الطبي !..
18..
أول من صنيع قلم حبر الناشف الذي لا يوسخ الأيدي والملابس !..
19..
أول مَن وضع نظام الأرقام والشفرات وعلم الجبر !..
20..
أول من وضع نظام الكسور العشرية : وهي أسس الآلة الحاسبة إلى اليوم !!..
21..
أول من ابتكر نظرية المحددات الرياضية : والتي على ضوئها قام علماء الرياضيات في اليابان بوضع الركائز العلمية لاختراع الكمبيوتر !!.. بل يقول سيكي كاو أحد علماء اليابان : " أن الخوارزمي : هو أول من فكر في اختراع الكمبيوتر في القرن الثالث الهجري " !..
22..
ويقول كبير مؤرخي علم الشفرة : دافيد كان : " إن علم الشفرة : علم عربي إسلامي : ولد بينهم : ونُسب إليهم السبق في اكتشاف طرق حلِّ الشفرة وتدوينها قبل الغرب بمدة طويلة ! وأن ريادة العلماء المسلمين في هذا المجال إنجاز تاريخي غير مسبوق ! " .. وتشهد كتب التراث الإسلامي أن الكندي سبق الإيطالي ألبرتو بسبعة قرون في علم الشفرة !!!.. كما أن الكندي هو أول من عرف استعمال طرق الشفرة مثل : البعثرة والاستبدال أو التعويض .. وأن ابن الدريهم : هو أول من عرض الشفرة باستعمال شبكة أو شاشة : وقبل أن يعرف الغرب هذه الطرق والوسائل بقرنين من الزمان !..
23..
أول من وضع أسس التغذية الحديثة ! وأول من طور أيضا كؤوس الكريستال !!..
24..
أول من اهتم بتنسيق الحدائق للجمال والتمتع بالنظر !..
25..
أول من أسس لعلم وفن النسيج والحياكة والسجاد تحديدا : المسلمون !!.. بينما كانت أرض المنازل في أوروبا من التراب والسطوح البدائية !..
26..
أول من وضع أسس الاقتصاد الحديث : فكلمة "شيك" الانجليزية : أصلها عربي وهي مأخوذة عن كلمة "صك" أي : التعهد بدفع ثمن البضائع عند تسلمها .. وذلك تجنباً لتداول العملة في المناطق الخطرة البعيدة ..! وفي القرن التاسع : كان رجال الأعمال المسلمون يأخذون الكاش : مقابل شيكاتهم في الصين المسحوبة على حساباتهم في بغداد !!..
27..
تحدث ابن حزم عن دوران الأرض وقبل جاليلي بـ 500 عام !!.. بالإضافة إلى أن الفلكيين العرب شرقا وغربا ً: كانوا يحسبون حركة الأفلاك بدقة متناهية وكتبهم ما زالت إلى اليوم مراجع عالمية !..
28..
ومن المناسب هنا ذكر ملاحظة هامة للمؤرخ الألماني توماس شوتز على المخترعات والاكتشافات الإسلامية وتعلقها بالدين يقول : " أن العلوم استخدمت في ذلك الوقت من أجل أن يكون الاسلام : ذي مكانة عالية .. ومن أجل ممارسة العبادات على أحسن وجه " ! ونتابع :
29..
أول كرة أرضية مرسومة عليها بلدان وأقاليم العالم : وهي التي صنعها الإدريسي .. وقدمها للملك روجر في صقلية الإيطالية ..
30..
أول استخدام للبارود في الأغراض العسكرية : ومع إضافة البوتاسيوم له ..
31..
أول من صنع صاروخاً ينفجر في سفن الأعداء عند إصابتها ..
32..
حتى مشروب القهوة : مكتشفه راعي مسلم ! وعنه انتقل إلى أوروبا !..
وفي النهاية :
هذا رابط موضوع لفيلم وثائقي ألماني هام : ومن القناة الثانية RTL باسم (علوم الإسلام الدفينة) !!.. يشرح فيه كيف أننا أضأنا العالم بالإسلام وخيراته : وانتشلناه من ظلمات الجهل العلمي والديني والأخلاقي : وهم قابلونا بأسوأ ما عندهم إلى الآن باحتلالهم وامتصاصهم خيرات البلاد والعباد ونشر الفساد والرذيلة والعملاء والخونة بينهم !
http://doc.aljazeera.net/followup/20...340956459.html
وعنوان الموضوع للبحث عنه في النت إذا تغير الرابط كما يحدث كل فترة :
"علوم الاسلام الدفينة" و أسرار تفوق علماء المسلمين - الجزيرة الوثائقية
وأنقل لكم من نهاية التعليق على الفيلم قولهم :
" السطو على التاريخ أو الهزيمة النفسية ؟!!.. تم نفي العلماء المسلمين من البلاط مع وفاة القيصر المنفتح , وطرد ابن الأثير من صقلية وفشل التقارب بين الحضارات ... ويقول أصحاب الفلم الألماني في خاتمته بأن العلم الاسلامي الذي دام أكثر من 800 سنة والذي كان حصيلة جهد عباقرة العلماء المسلمين لم يضع , بل سرق وطمست أسماء أصحابه ... " إلى آخر كلامهم الذي أرجو تكملة قراءته من الرابط ..
-----------------------
وأما بالنسبة للطاعنين في الحضارة الإسلامية - العلمية - عن طريق الطعن في علماء الإسلام الذين قامت تلكم النهضات العلمية على أكتافهم .. ومحاولة استغلال وصف عدد منهم بالزندقة والإلحاد - الإلحاد بمعنى إنكار الخالق بالكلية مثلما يفعل ملحدو اليوم - فأقول في نقاط وبالله التوفيق :
1...
أولا حضارة الإسلام لم تكن علوما دنيوية فقط مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء والفلك إلخ .. وإنما كان ذلك نتاج ظهور الدين الإسلامي كمنهج كامل وقويم للحياة البشرية ومثمر لكل مَن اتبعه ..
حيث من بركات هذا الدين أن مَن اتبعه يتحصل على ثماره الحسنة في الدنيا والدين معا : وفي الدنيا والآخرة وليس الدنيا فقط ... ولم يأت الإسلام ليأمر بالرهبنة والانقطاع عن الناس والعالم والتقوقع والتحجر في الآراء العلمية .. بل أتى لإحياء العقل والأمر بالتفكر والتدبر في آيات الله عز وجل وكما هو مبثوث في عشرات نصوص القرآن والسنة ..
2...
وعلى هذا .. فالتقدم العلمي في حضارة الإسلام كان لازما من لوازم ظهور ذلك المنهج الرباني المتكامل .. حيث وجد العلماء حرية في كنف الإسلام تحثهم على الاختراع والاكتشاف والنظر والبحث والتجريب وعدم الاستسلام للموروثات والخرافات .. وهكذا وجد علماء العرب : أو العلماء من أصول غير عربية في الإسلام : ما لم يجدوه في غيره من الأمم من عظيم الحفاوة بالعلم والعلماء وتشجيعهم والاهتمام بهم وتقريبهم من الأمراء والملوك والسلاطين وإتحافهم بالعطايا والهبات نظير أعمالهم وكتبهم ومؤلفاتهم ..
3...
والدولة الإسلامية في ذلك : يمكن تشبيهها بأمريكا اليوم مثلا وتقدمها العلمي والبحثي مع فارق التشبيه بالطبع بين الجنة والنار والدعاة إلى الخير والدعاة إلى الشر ..!!
حيث نرى أمريكا وقد فتحت الباب على مصراعيه لاستقطاب كل العلماء والدكاترة في كافة التخصصات من كل أنحاء العالم للعمل تحت لوائها : وعلى اختلاف أطيافهم وأجناسهم وبلدانهم وأديانهم ومعتقداتهم كذلك !!!..
فهل يتم مدح أمريكا بذلك المنهج أم لا ؟!!!.. والجواب :
بالطبع يُمتدح كل من كان ذلك منهجه مع العلوم إذا صحت نيته ...
ونحن نرى ثمار ما يعود على بلدة مثل أمريكا من ذلك في تقويتها وتقدمها وتطورها ...
ومن هنا :
فهذا رد أول : على مَن يحاول الطعن في الحضارة الإسلامية والإسلام ككل : بدعوى أن العلماء المؤثرين فيه علميا كانوا خليطا أمميا أو من توجهات وفرق أخرى غير أهل السنة والجماعة مثل من كان منهم شيعيا أو رافضيا أو معتزليا أو أشعريا إلخ !!!..
فنقول له : وهل انتقص ذلك من مدح الحضارة الإسلامية التي كفلت للكل التقدم العلمي في شيء ؟!!
لماذا لم يلمع هؤلاء في حضاراتهم وأممهم قبل الإسلام ؟!!!..
بل : ولماذا وهذه أوروبا في عصورها الوسطى المظلمة : لم نر فيها لمعانا لعدد من العلماء كما كان يحدث في دولة الإسلام المتاخمة لحدودها والمجاورة لها ؟!!..
أظن أن الإجابة باتت واضحة الآن !!!؟؟..
فالإسلام وحضارته هما الذان قدما كل ما يتمناه عالم من العمل والإنجاز والابتكار والبحث !!..
4...
فإذا جئنا الآن لثانيا : وهو الحديث عن العلماء المقدوح فيهم أنفسهم .. وجدنا أنهم لم يكونوا ملاحدة بالمعنى المعروف اليوم وهو : إنكار وجود إله ورب خالق وصانع بالكلية !!!..
بل منهم مَن وصفه علماء الدين بالزندقة والكفر : لتطرفه في الأفكار الفلسفية الكفرية مثل من توغل في الحديث عن ذات الله تعالى محاولا كشف أسرارها بغير وحي !!!.. ومقلدا في ذلك الفلاسفة القدامى شرقا وغربا من فارس والروم واليونان والهندوس وغيرهم !!.. فضل وأضل والله تعالى يقول في محكم تنزيله :
" ليس كمثله شيء : وهو السميع البصير " !!!..
لأنه إن كان الإنسان عاجزا عن تفسير كنه مخلوق من مخلوقات الله مثل الروح مثلا :
فكيف يتجرأ على فكرة التفكر في ذات الله تعالى نفسه بغير نص ولا وحي ولا هدى من الله ؟!!!..
وهكذا وقع أولئك في فخ الفلسفات والأفكار الوثنية القديمة : وهو الوجه الآخر السيء لحركات الترجمة من حضارات الأمم الأخرى شرقا وغربا مع انتشار الإسلام في قرونه الأولى .. ولاسيما مع نهاية القرنين الثاني وبداية القرن الثالث الهجري .. وخاصة فلسفات وعلوم الأوربيين واليونانيين ..
5...
وهكذا وجدنا علماء قد استحقوا بالفعل وصفهم بالكفر والزندقة في جانب الدين للأسف : ورغم ما قدموا من تقدم في علوم مختلفة !!!.. وذلك مثل الفارابي وابن سينا وغيرهم بنسب متفاوتة ..
ولكن هنا تحذيران وهما :
الأول ...
وصف الزندقة الذي كان يطلقه بعض علماء الإسلام على أمثال هؤلاء : لا يعني الكفر دوما إلا إذا نصوا صراحة على كفرهم .. فليس كل زنديق تعني كافر .. وكما أنه ليس كل كلمة فاسق تعني كافر أيضا .. وذلك معلوم من اللغة والدين .. ولم يكن وصف الإلحاد منتشرا قديما أو مستخدما في وصف مَن أنكر وجود الله .. بل كان جل استخدامه يقتصر تقريبا على وصف مجانبة الحق عموما .. لأن اللحد هو المجانبة .. ومنه الدفن في اللحد وليس في القبر .. وهو حفر شق في جانب القبر يوضع فيه الميت ..
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - وهو أكثر مَن يستشهد الحاقدون بكلامه عن أولئك العلماء - كان يقول وكما في درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 :
" والذي نختاره : أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة " ..
وذلك لأن هناك ضلالات أخف من الكفر .. وليست كل ضلالة تعد كفرا بواحا ..
الثاني ...
الوضع في الاعتبار مدى التهويل الذي يصطنعه اليوم الكفار والملاحدة في المبالغة في تشويه صورة علماء الدين والدنيا من الحضارة الإسلامية لغرض الطعن في الإسلام وإنجازاته الإنسانية ككل !!.. والطعن فيه هو ذاته كمنهج دين وحياة !!!..
ومن ذلك : فإننا كمسلمين لا نحكم مثلا بكفر وزندقة من تلبس ببعض المحرمات مثل الموسيقى والمعازف وشرب الخمر بل وحتى الزنا إلخ !!.. اللهم إلا مَن استحل ذلك مناهضا لأمر الله ونهيه عن عمد وعلم !!.. وقد كان يؤتى بأحد المسلمين للنبي شاربا للخمر في أكثر من مرة : ليعاقبه النبي والصحابة .. فلما شتمه وسبه أحدهم : نهاه النبي عن ذلك قائلا عنه أنه : " يحب الله ورسوله " !!!..
ولا أعني هنا أن أولئك العلماء المذكورين كان منهم بالضرورة مَن يزنون ويشربون الخمر - فأنا أبالغ فقط لنعلم أن الذنوب عامة ليست مسقطة للإسلام والإيمان والله تعالى يحاسب عليها أو يغفر ويرحم - والأصل في علماء الدين والدنيا أنهم أحق الناس بخشية الله مما عرفوه عنه سبحانه ..
وكذلك :
نحن لا نكفر أحدا ببدعة في الفكر .. أو باجتهاد خاطئ أو عن جهل ..
وإنما كل ٌيؤخذ من كلامه ويُرد .. ولا يوجد عالم واحد في دين ولا دنيا وهو معصوم عن الخطأ !!!.. فإذا كان هذا مما هو معروف في علماء الدين أنفسهم : فكيف بنا بعلماء الدنيا الغير متخصصين غالبا في علوم العقيدة والسنة والحديث والتفسير كغيرهم ؟!!..
والشاهد والخلاصة :
أن علماء الدنيا مثلهم مثل سائر المسلمين : فيهم من الحسنات والسيئات .. وإن كانت حتى سيئاتهم هي باجتهاد منهم مثل الذي عمل بالموسيقى مثلا وهو غير عالم بتحريمها .. أو كان يطلق وصف الموسيقى على كل حسن الصوت من غير المعازف .. وللحسن ابن الهيثم رحمه الله الكثير من الكتابات عن الموسيقى بمعنى : تأثير الأصوات الحسنة من إنشاد وحداء على النباتات والحيوانات وتحسين إنتاجهم ونموهم !!!... وقد سبق بذلك عصورا وقرونا من أبحاث اليوم الحديثة !!!..
ومن هنا أنصح كل من واجهه طعن في عالم إسلامي مشهور : أن يبحث في شبكة الإنترنت عن سيرته : ليجد أن الطاعنين قد اقتطعوا أجزاءً من سيرته : وتركوا أجزاءً وهي المتعلقة بتدينه واهتمامه بالدين أو حتى محاولته لربط الفلسفة والعلم بالدين حسب اجتهاده وتصوره .. وذلك مثل الذين اقتطعوا بعض الأجزاء من سيرة الكندي وابن النفيس لتصويرهم على أنهم كافرين بالإسلام !!!.. وكذلك وجب التنبه إلى أن هناك بعض الكتب التي كان يتم نسبتها إلى بعض العلماء وهم لم يكتبوها .. أو تشابهت أسماء كاتبيها بأسماء هؤلاء العلماء .. فالأمر في الماضي منذ أكثر من 12 أو 11 قرن من الزمان في أمور الكتابة والتأليف ونسخ الكتب وانتشارها لم يكن بالسهولة والوضوح وحقوق النشر التي نراها اليوم - وذلك معروف حتى في كتب ومؤلفات الدين واللغة والأشعار - فوجب تأمل ذلك ..!
أيضا :
كان العلماء في الماضي يُحذرون من بعض العلوم والتوغل فيها : خوفا من بعض ما تجره من محرمات .. وليس جهلا منهم بأهميتها أو تنطعا وتزمتا كما يحاول الحاقدون تصويرهم للعوام ..
وسأكتفي هنا بمثالين وهما : علم الكيمياء أو السيمياء وعلم الفلك والنظر في النجوم ..
>>> فأما علم الكيمياء والسيمياء ..
فكان علماء الدين يحذرون من التوغل فيه لارتباطه بالسحر كما هو معلوم .. حيث يعتمد السحرة الكفار في معاملتهم للجن والشياطين على تحضير بعض الكلمات والمواد المعينة ومنها قرابين لهم إلخ ..
أيضا كان ينتشر في الماضي ادعاء تحويل المواد لبعضها من المستحيلات مثل تحويل التراب إلى الذهب ..
وكذلك كان بعض الكيميائيين يستغل بعض التفاعلات الكيميائية وخصائص المواد الغريبة التي لا يعرفها الناس في خداعهم تخويفهم وإرهابهم وادعاء أنه يملك قوة خفية إلخ إلخ .. وذلك مثل أن الصوديوم شديد الاشتعال مع الماء .. ومثل ما يفعله الزئبق الأحمر عند الاحتراق ومثلما نراه في مقطع الفيديو التالي : والذي يدعي فيه فاعلوه أنه حجر من المريخ !!!..
>>> وأما علم الفلك والنظر في النجوم ..
فكان علماء الدين يحذرون من التوغل فيه كذلك لارتباطه غالبا في تلك العصور بالسحر والتنجيم وادعاء معرفة الغيب المطلق .. وأما استخدام علوم الفلك والنظر في النجوم في الحساب والمواقيت إلى غير ذلك : فهذا هو المفيد والمطلوب والذي سار عليه مئات العلماء النجباء من الأمة الإسلامية فبهروا العالم بحساباتهم وأجهزتهم واكتشافاتهم المبكرة ..
-----------
وهنا كلمة أخيرة أعيدها على أسماع كل طاعن في الإسلام والمسلمين ((اليوم)) لائما لهم فأقول له :
لا تلم مريضا في حال ضعفه وتكالب الأعداء عليه !!!..
بل انظر له قبل ذلك في عنفوانه وقوته : وارتقب معنا كذلك قومته قريبا بإذن الله تعالى !!!..
ولا يغرك طول الرقاد بالسنين .. فأعمار الأمم ليست كأعمار البشر !!!..
ومَن رأى غزوة التتار على بلاد الإسلام وما تبعها من دمار دام لسنوات ....
ومَن رأى دمار الشام وفلسطين على يد الصليبيين وما تبعه من آثار لسنوات :
لم يكن ليتخيل لهذه الأمة في هذه الأماكن قومة وأوبة وعودة !!!..
فسبحان مَن لو لم يكن دينه دين الحق : لانتهى منذ زمان من شدة ما يلاقي من تكالب الباطل عليه !!!..
يكفي النظر اليوم لزلزلة العالم اليهودي والكافر والملحد والنصراني والعلماني والليبرالي وغيره :
إذا فقط تراءت في الأفق بشائر دولة إسلامية !!.. دولة واحدة فقط !!..
وما زال رعب الربيع العربي وتبعاته خير مثال !!!..
وما زالت فضائح أمريكا - بل الحرية المزعومة والحروب من أجل الديموقراطية ! - ومعها فرنسا مهد العلمانية :
ما زالت فضائحهم ومعهم سائر العالم الأوروبي وغيره في دعم الانقلاب على الديموقراطية في مصر خير دليل !!..
فقط :
لأن شعبا مسلما أراد أن يتنفس وينتخب مَن يمثله فعلا من أبنائه ودينه وجلدته :
فيحمل همه وأمانته وإعلاء كلمته وإعادة كرامة المواطن المسلوبة فيه وخيرات البلاد المنهوبة فيه :
ويخلع البلد من تبعيتها للكفرة والملاحدة واليهود والنصارى ! ويصنع دواءه وسلاحه وخبزه وتعليمه بنفسه !
فانقلب الكل عليه في وضع مخزي لا يجرؤ بعده أن يتحدث مَن يتحدث عن : لماذا لا تنهضون ؟!!..
وليت الأمر يقتصر على وأد إرادة شعب وانتخاباته - أول انتخابات نزيهة - وإنما كذلك :
قتل واغتيال العديد من علمائه الذين رفضوا الانصياع التام للخارج !!..
وهذه قائمة بعلماء تم قتلهم أو اختفائهم أو تدبيره :
>> طالب الدكتوراه السعودي حميدان التركي (التلفيق بالسجن) ..
>> الدكتور المهندس المصري يحيى المشد (القتل في باريس) ..
>> الدكتورة المصرية سميرة موسى (القتل في أمريكا) ..
>> الدكتور سمير نجيب (القتل في أمريكا) ..
>> الدكتور الفلسطيني نبيل القليني (اختفاء في تشيكوسلوفاكيا) ..
>> الدكتور نبيل أحمد فليفل (القتل في فلسطين) ..
>> الدكتور علي مصطفى مشرفة (القتل بالسم رغم نفي ابنته ذلك في اعتقادها الخاص) ..
>> فاضح اليهود والصهيونية الدكتور جمال حمدان (القتل حرقا في مصر وسرقة مسودة كتبه) ..
>> كاشفة التغلغل الصهيوني في إفريقيا الدكتورة سلوى حبيب (القتل ذبحا في مصر) ..
>> الدكتورة الطبيبة اللبنانية عبير أحمد عياش (القتل في باريس) ..
>> عالم الأقمار الصناعية والصواريخ العقيد سعيد السيد بدير (القتل في مصر) ..
>> الدكتور اللبناني رمال حسن رمال (موت مفاجيء وغامض في باريس) وبعد موت :
>> الدكتور اللبناني حسن كامل صباح (موت في حادث في أمريكا) ..
>> الدكتورة الطبيبة السعودية سامية عبد الرحيم ميمني (القتل في أمريكا) ..
والله تعالى من وراء القصد ..
مقدمة ...
إن لمَن أظلم الظلم والجور في الحُكم : أن تأتي لإنسان نظيف البدن والهندام :
ثم تحبسه وتستقوي عليه في وقت ضعفه ومرضه وإلى أن يتسخ بدنه ويختل هندامه : ثم تأتي لتعايره بذلك !
أو أن تأتي لإنسان شجاع فتقيده أو تهدده بقتل نساء بيته وأولاده أو تهدده بالسلاح وهو أعزل : ثم تتهمه بالجبن إن تحرك !
فإذا كان هذا هو من غير الإنصاف بل ومن غير العقل أن يصدر عن عاقل :
فهذا هو صنف ونوع الذين يُـشبعون المسلمين اليوم طعنا وهمزا ولمزا على سوء حالهم وضعفهم بغرض الحط من الإسلام !!..
ومن هنا ...
فكان لزاما علينا أن نذكر لهؤلاء العميان الجهال قبسات من سبق المسلمين وحالهم في الماضي والحاضر !
-----------
جاء في كتاب (الاستذكار) لابن عبد البر- المجلد الأول ..
وفي كتاب (العرب عنصر السيادة في القرون الوسطى) للمؤرخ الإنجليزي السير جون دوانبورت أنه :
أرسل الملك جورج الثاني ملك إنجلترا ابنة أخيه الأميرة دوبانت ورئيس ديوانه على رأس بعثة مكونة من ثماني عشرة فتاة من بنات الأمراء والإشراف إلى إشبيلية لما كان المسلمين يحكمون الاندلس لدراسة نظام الدولة والحكم وآداب السلوك الاسلامي وكل مايؤدي إلى تهذيب المرأة. ولقد أرسل رسالة معها هذا نصها :
" من جورج الثاني ملك إنجلترا والغال والسويد والنرويج إلى الخليفة ملك المسلمين في مملكة الأندلس صاحب العظمة هشام الثالث الجليل المقام, وبعد التعظيم والتوقير فقد سمعنا عن الرقي العظيم الذي تتمتع بفيضه الصافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج هذه الفضائل لتكون بداية حسنة في اقتفاء أثركم لنشر أنوار العلم في بلادنا التي يسودها الجهل من أربعة أركان, ولقد وضعنا ابنة شقيقنا الأميرة دوبانت على رأس بعثة من بنات أشراف الإنجليز تتشرف بلثم أهداب العرش والتماس العطف لتكون مع زميلاتها موضع عناية عظمتكم، وحماية الحاشية الكريمة وحدب من اللواتي سيتوافرون على تعليمهن . ولقد أرفقت مع الأميرة الصغيرة هدية متواضعة لمقامكم الجليل أرجو التكرم بقبولها مع التعظيم والحب الخالص.
من خادمكم المطيع جورج ملك إنجلترا "
وكان جواب الخليفة الأندلسي هشام الثالث :
" بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه سيد المرسلين وبعد : إلى ملك إنجلترا وايكوسيا واسكندنافيا الأجل... أطلعت على التماسكم فوافقت على طلبكم بعد استشارة من يعنيهم الأمر من أرباب الشأن، وعليه نعلمكم أنه سوف ينفق على هذه البعثة من بيت مال المسلمين دلالة على مودتنا لشخصكم الملكي. أما هديتكم فقد تلقيتها بسرور زائد، وبالمقابل أبعث إليكم بغالي الطنافس الأندلسية وهي من صنع أبنائنا هدية لحضرتكم وفيها المغزى الكافي للتدليل على التفاتتنا ومحبتنا والسلام.
خليفة رسول الله في ديار الأندلس هشام الثالث " ...
-------
ويقول بريفولت "Briffault" مؤلف كتاب "بناة الإنسانية" "Making of Humanity":
"إن روجر بيكون درس اللغة العربية والعلم العربي في مدرسة أكسفورد على يد خلفاء معلمي العرب المسلمين في الأندلس، وليس لروجر بيكون ولا لسميه الذي جاء بعده الحق في أن ينسب إليهما الفضل في ابتكار المنهج التجريبي، فلم يكن روجر بيكون إلا رسولا من رسل العلم والمنهج الإسلامي التجريبي إلى أوروبا المسيحية " .. إلى آخر ما قاله في إثبات أولية العرب وتفوقهم وإبداعهم في المنهج التجريبي :
It was under their successors at Oxford School (that is, successors to the Muslims of Spain) that Roger Bacon learned Arabic and Arabic Sciences. Neither Roger Bacon nor later namesake has any title to be credited with having introduced the experimental method. Roger Bacon was no more than one of apostles of Muslim Science and Method to Christian Europe; and he never wearied of declaring that knowledge of Arabic and Arabic Sciences was for his contemporaries the only way to true knowledge. Discussion as to who was the originator of the experimental method....are part of the colossal misinterpretation of the origins of European civilization. The experimental method of Arabs was by Bacon's time widespread and eagerly cultivated throughout Europe
-----------
أقول :
فلعله من أعجب العجب أن ترى أعداء الدين اليوم ومن المسلمين الجهلة بتاريخهم ودينهم على السواء :
مَن يحاول خلع مذمات العالم الكافر قديما وإلصاقها بالإسلام بكل صفاقة !!!..
بدءا من دعاوى علمنة الإسلام وأنه لا يصلح لإدارة البلاد والعباد والتدخل في السياسة والاقتصاد إلخ !
وانتهاء بمحاولة خلع الجهالات العلمية عليه ووصمه بالتهمة الأوروبية قديما لكنيستهم ودينهم المحرف بأنهم يلجأون إلى الحل السحري ((الإله)) : لتفسير أي جهالة معرفية أو علمية لديهم !!.. أو ما أسموه بـ :
(( إله الفجوات المعرفية ))
حيث لم تكن توراتهم ولا إنجيلهم يحثان على العلم والتدبر والبحث في الطبيعة والكون والمخلوقات : مثلما فعل القرآن وأبرزه بصورة لا يمكن إخفائها والتحايل عليها إلا من ((( جاهل ))) بالقرآن نفسه !!!..
وأما حقيقة الوضع في الإسلام : فتهدم كل هذا الكذب بأبسط النصوص قرآنا وسنة !!!!..
ولنأخذ مسألة نزول المطر في القرآن كمثال ....
فنحن كمسلمين نقول بالفعل أن الله تعالى هو الذي يُنزل المطر .. وذلك لأنه عز وجل بيده كل شيء .. وبيده أمر كل شيء .. وهو مسبب الأسباب والقادر الوحيد على إنفاذ تلك الأسباب فتعمل حسب سنته في كونه : أو يوقفها أو يلغيها : ومثلما يفعل في معجزاته لأنبيائه ورسله !!!.. - مثل خلق آدم وعيسى عليهما السلام المعجز .. ومثل جعل النار بردا وسلاما على إبراهيم .. ومثل تحويل عصا موسى الجماد إلى حية حقيقية .. ومثل فلق البحر لموسى ومن معه ليمروا من خلاله .. ومثل شفاء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى لعيسى بإذن الله - .. عليهم جميعا صلوات الله وسلامه .. إلى غير ذلك .. أقول : رغم قولنا هذا بالفعل وهو أن الله تعالى هو الذي يُنزل المطر أو الغيث .. ومجيء آيات كثيرة بذلك المعنى مثل قوله عز وجل :
" وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد " ..
وقوله سبحانه :
" إن الله عنده علم الساعة ويُنزل الغيث " ..
إلا أن الاكتفاء بهذا المعنى وبمثل هذه النصوص (( فقط )) : هو ما يفعله أصحاب الشبهات لصنع شبهة جديدة على العوام والجـُـهال وعلى طريقة اقتطاع : " فويل للمصلين " من القرآن : ليوهموهم بمذمة الصلاة في القرآن والوعيد للمصلين بالعذاب !
والصواب :
أن الله تعالى قد لفت أنظار المسلمين أيضا وسائر البشر لكيفية تصريفه لأسباب كل شيء : ليتفكروا ويتدبروا في سننه : فيتعلمون ويستفيدون : ويتيقنون بالفعل من أن كل شيء هو بحساب وغاية : وليس الأمر صدفة ولا عشوائية كما يزعم ويدعي أرباب الإلحاد !!!.. وبذلك يكتمل الشق الثاني من الصورة لمَن أراد !!..
يقول عز وجل في قرآنه الكريم :
" وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون " ..
ويقول أيضا :
" ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار " ...
وهذه الآية وحدها فيها من الإعجاز ما فيها لو بحثنا في تفاصيلها !!.. ويقول كذلك :
" الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون " ..
ويقول :
" والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور " ..
فمثل هذه الآيات المعدودات : قد حوت من المعارف المناخية ما لم تصل إليه البشرية إلا في القرون الماضية فقط !!!..
مثل وصفه لجبال البَرد في السماء .. ومثل وصفه لأنواع السحب والسحاب الركامي إلخ إلخ ..
والسؤال الآن :
هل يُـقال على مثل هذا الدين : وبمثل هذه النصوص الإلهية الحاثة على التفكر في أسباب وسنن الله في كونه :
إله فجوات كما عند اليهود والنصارى ؟؟؟...
ألم يروا إلى ثمرة الإسلام ومنذ قرنه الأول وإلى أن أضاء العالم أجمع بعلومه ومستحدثاته العلمية وفي سائر أمور الحياة :
كيف نشأت جميعا مما وفره القرآن من حث للإنسان على التفكير والإبداع في الحياة والخلافة في الأرض ؟؟..
وإن شئت أن أتوسع مع القارئ في ذكر مآثر المسلمين وعلمائهم في ذلك لفعلت ..
ولكن يكفي لمَن يريد التفاصيل التجول في موقع (ألف وواحد اختراع) على النت .. والذي كان في الأصل معرضا في مدينة مانشيستر في بريطانيا للتعريف بأفضال المسلمين واختراعاتهم التي غيرت وجه العالم إلى اليوم !!.. ثم من بعدها انتقل المعرض إلى الكثير من المدن في العالم ..!
وهذا هو الموقع الرسمي له بالواجهة الإنجليزية :
http://www.1001inventions.com/
وهذه واجهته العربية :
http://www.1001inventions.com/arabic
وأما عن ((بعض)) تفاصيل هذه الاختراعات وكيف أنها شملت تقريبا كل مناحي الحياة : والتي يعيش العالم كله بفضلها اليوم :
فعدوا معي من ذاكرتي الخاصة - وأترك لكم البحث عن التفاصيل للتأكد مما أقول وللاستزادة - :
1..
الكاميرا والتصوير والتشريح الحديث للعين .. وهي أسس نهضة كل علوم التصوير وطب العيون اليوم !!..
2..
أول فكرة طيران عملية .. وعنها تطور وظهر الطيران !!..
3..
أول اختراع كيميائي للصابون والشامبو ! ولدرجة تعيين مسلم مختص بشؤون النظافة والشامبو في بلاط الملكين جورج وويليام الرابع !!..
والإسلام كدين نظافة واستحمام ووضوء وطهارة : حاز قصب السبق بتشريعاته الربانية العملية في ذلك .. فصار يشار إليه بالبنان : في الوقت الذي يتفاخر فيه بعض ملوك وملكات أوروبا بأن لهم كم شهر أو سنة لم يغتسلوا !!!!..
حتى أن الفرق بين الصليبيين والمسلمين في القدس كان يُعرف برائحة نتانة عرق الصليبيين !!.. فلما عادوا إلى بلادهم : نقلوا كل تلك الآداب إليهم : ومعها آداب الفروسية والبطولة والشجاعة الإسلامية والعربية .. ومن أشهر مَن دون مثل هذه الشهادات المؤرخ الألماني توماس شويتز Thomas Schuetz : إذ يذكر أن " المسلمين حازوا آنذاك على دورات مياه وتصريف صحي في البيوت !!.. وعُرفوا بترددهم يوميا على الحمامات العامة : فيما كان الأوروبيون وفي نفس القرن : يجوبون مدنهم بأحذية خشبية عالية من فرط انتشار البراز في شوارعها " ..!
بل ولم يكتف المسلمون انذاك بايصال الماء الى البيوت السكنية في المدن : بل قاموا أيضا بايصاله إلى الحقول الزراعية عن طريق سواقي ومضخات لولبية !!!!..
4..
اختراع أسس الكيمياء الحديثة وصناعة أجهزة التقطير والفلترة والتبخير والتطهير والأكسدة !!..
5..
اكتشاف الدورة الدموية وقبل هارفي بثلاثمائة سنة !!..
6..
أول نظام مستشفيات حديثة ودور رعاية ونقاهة بل : ودور خاصة لإطعام الحيوانات وعلاجها !..
7..
أول من تحدثوا عن الوقاية من التلوث البيئي ومن التجارب الكيميائية والغازات : وابتكروا كمامة القطن !!..
8..
أول تصميم لما يقارب 200 أداة جراحية مما يستعملها الأطباء وإلى اليوم !! أول من اكتشف الخيوط المستخدمة في العمليات الجراحية أيضا والتي تذوب في الجسم بعد العملية !.. والغريب أن ألأوربيين كانوا يستخدمون بتر الأعضاء المريضة غالبا : فلما اطلعوا على التقدم الطبي في الحضارة الإسلامية : صار الأغنياء منهم يرسلون مرضاهم للعلاج في بلاد المسلمين !!..
9..
أول من اخترع المواد العازلة وفي الحروب !!..
10..
أول من اخترع البنج الحديث !!..
11..
أول اختراع لنظام الصمامات الميكانيكية !!..
12..
والساعات الميكانيكية !..
13..
أول مَن اخترع علم الآليات والتسيير الذاتي والذي تقوم عليه كل الصناعات الحديثة اليوم !..
14..
أول من اخترع القفل الرقمي والذي نراه الآن مستخدماً في الحقائب والخزائن !..
15..
أول من اخترع بندول الساعة الذي يتحرك ذاتيا !!..
16..
أول من اخترع الطاحونة الهوائية لطحن الذرة والري ولم تعرفها أوروبا إلا بعد 500 عام !..
17..
أول من اكتشف التلقيح والتطعيم الطبي !..
18..
أول من صنيع قلم حبر الناشف الذي لا يوسخ الأيدي والملابس !..
19..
أول مَن وضع نظام الأرقام والشفرات وعلم الجبر !..
20..
أول من وضع نظام الكسور العشرية : وهي أسس الآلة الحاسبة إلى اليوم !!..
21..
أول من ابتكر نظرية المحددات الرياضية : والتي على ضوئها قام علماء الرياضيات في اليابان بوضع الركائز العلمية لاختراع الكمبيوتر !!.. بل يقول سيكي كاو أحد علماء اليابان : " أن الخوارزمي : هو أول من فكر في اختراع الكمبيوتر في القرن الثالث الهجري " !..
22..
ويقول كبير مؤرخي علم الشفرة : دافيد كان : " إن علم الشفرة : علم عربي إسلامي : ولد بينهم : ونُسب إليهم السبق في اكتشاف طرق حلِّ الشفرة وتدوينها قبل الغرب بمدة طويلة ! وأن ريادة العلماء المسلمين في هذا المجال إنجاز تاريخي غير مسبوق ! " .. وتشهد كتب التراث الإسلامي أن الكندي سبق الإيطالي ألبرتو بسبعة قرون في علم الشفرة !!!.. كما أن الكندي هو أول من عرف استعمال طرق الشفرة مثل : البعثرة والاستبدال أو التعويض .. وأن ابن الدريهم : هو أول من عرض الشفرة باستعمال شبكة أو شاشة : وقبل أن يعرف الغرب هذه الطرق والوسائل بقرنين من الزمان !..
23..
أول من وضع أسس التغذية الحديثة ! وأول من طور أيضا كؤوس الكريستال !!..
24..
أول من اهتم بتنسيق الحدائق للجمال والتمتع بالنظر !..
25..
أول من أسس لعلم وفن النسيج والحياكة والسجاد تحديدا : المسلمون !!.. بينما كانت أرض المنازل في أوروبا من التراب والسطوح البدائية !..
26..
أول من وضع أسس الاقتصاد الحديث : فكلمة "شيك" الانجليزية : أصلها عربي وهي مأخوذة عن كلمة "صك" أي : التعهد بدفع ثمن البضائع عند تسلمها .. وذلك تجنباً لتداول العملة في المناطق الخطرة البعيدة ..! وفي القرن التاسع : كان رجال الأعمال المسلمون يأخذون الكاش : مقابل شيكاتهم في الصين المسحوبة على حساباتهم في بغداد !!..
27..
تحدث ابن حزم عن دوران الأرض وقبل جاليلي بـ 500 عام !!.. بالإضافة إلى أن الفلكيين العرب شرقا وغربا ً: كانوا يحسبون حركة الأفلاك بدقة متناهية وكتبهم ما زالت إلى اليوم مراجع عالمية !..
28..
ومن المناسب هنا ذكر ملاحظة هامة للمؤرخ الألماني توماس شوتز على المخترعات والاكتشافات الإسلامية وتعلقها بالدين يقول : " أن العلوم استخدمت في ذلك الوقت من أجل أن يكون الاسلام : ذي مكانة عالية .. ومن أجل ممارسة العبادات على أحسن وجه " ! ونتابع :
29..
أول كرة أرضية مرسومة عليها بلدان وأقاليم العالم : وهي التي صنعها الإدريسي .. وقدمها للملك روجر في صقلية الإيطالية ..
30..
أول استخدام للبارود في الأغراض العسكرية : ومع إضافة البوتاسيوم له ..
31..
أول من صنع صاروخاً ينفجر في سفن الأعداء عند إصابتها ..
32..
حتى مشروب القهوة : مكتشفه راعي مسلم ! وعنه انتقل إلى أوروبا !..
وفي النهاية :
هذا رابط موضوع لفيلم وثائقي ألماني هام : ومن القناة الثانية RTL باسم (علوم الإسلام الدفينة) !!.. يشرح فيه كيف أننا أضأنا العالم بالإسلام وخيراته : وانتشلناه من ظلمات الجهل العلمي والديني والأخلاقي : وهم قابلونا بأسوأ ما عندهم إلى الآن باحتلالهم وامتصاصهم خيرات البلاد والعباد ونشر الفساد والرذيلة والعملاء والخونة بينهم !
http://doc.aljazeera.net/followup/20...340956459.html
وعنوان الموضوع للبحث عنه في النت إذا تغير الرابط كما يحدث كل فترة :
"علوم الاسلام الدفينة" و أسرار تفوق علماء المسلمين - الجزيرة الوثائقية
وأنقل لكم من نهاية التعليق على الفيلم قولهم :
" السطو على التاريخ أو الهزيمة النفسية ؟!!.. تم نفي العلماء المسلمين من البلاط مع وفاة القيصر المنفتح , وطرد ابن الأثير من صقلية وفشل التقارب بين الحضارات ... ويقول أصحاب الفلم الألماني في خاتمته بأن العلم الاسلامي الذي دام أكثر من 800 سنة والذي كان حصيلة جهد عباقرة العلماء المسلمين لم يضع , بل سرق وطمست أسماء أصحابه ... " إلى آخر كلامهم الذي أرجو تكملة قراءته من الرابط ..
-----------------------
وأما بالنسبة للطاعنين في الحضارة الإسلامية - العلمية - عن طريق الطعن في علماء الإسلام الذين قامت تلكم النهضات العلمية على أكتافهم .. ومحاولة استغلال وصف عدد منهم بالزندقة والإلحاد - الإلحاد بمعنى إنكار الخالق بالكلية مثلما يفعل ملحدو اليوم - فأقول في نقاط وبالله التوفيق :
1...
أولا حضارة الإسلام لم تكن علوما دنيوية فقط مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء والفلك إلخ .. وإنما كان ذلك نتاج ظهور الدين الإسلامي كمنهج كامل وقويم للحياة البشرية ومثمر لكل مَن اتبعه ..
حيث من بركات هذا الدين أن مَن اتبعه يتحصل على ثماره الحسنة في الدنيا والدين معا : وفي الدنيا والآخرة وليس الدنيا فقط ... ولم يأت الإسلام ليأمر بالرهبنة والانقطاع عن الناس والعالم والتقوقع والتحجر في الآراء العلمية .. بل أتى لإحياء العقل والأمر بالتفكر والتدبر في آيات الله عز وجل وكما هو مبثوث في عشرات نصوص القرآن والسنة ..
2...
وعلى هذا .. فالتقدم العلمي في حضارة الإسلام كان لازما من لوازم ظهور ذلك المنهج الرباني المتكامل .. حيث وجد العلماء حرية في كنف الإسلام تحثهم على الاختراع والاكتشاف والنظر والبحث والتجريب وعدم الاستسلام للموروثات والخرافات .. وهكذا وجد علماء العرب : أو العلماء من أصول غير عربية في الإسلام : ما لم يجدوه في غيره من الأمم من عظيم الحفاوة بالعلم والعلماء وتشجيعهم والاهتمام بهم وتقريبهم من الأمراء والملوك والسلاطين وإتحافهم بالعطايا والهبات نظير أعمالهم وكتبهم ومؤلفاتهم ..
3...
والدولة الإسلامية في ذلك : يمكن تشبيهها بأمريكا اليوم مثلا وتقدمها العلمي والبحثي مع فارق التشبيه بالطبع بين الجنة والنار والدعاة إلى الخير والدعاة إلى الشر ..!!
حيث نرى أمريكا وقد فتحت الباب على مصراعيه لاستقطاب كل العلماء والدكاترة في كافة التخصصات من كل أنحاء العالم للعمل تحت لوائها : وعلى اختلاف أطيافهم وأجناسهم وبلدانهم وأديانهم ومعتقداتهم كذلك !!!..
فهل يتم مدح أمريكا بذلك المنهج أم لا ؟!!!.. والجواب :
بالطبع يُمتدح كل من كان ذلك منهجه مع العلوم إذا صحت نيته ...
ونحن نرى ثمار ما يعود على بلدة مثل أمريكا من ذلك في تقويتها وتقدمها وتطورها ...
ومن هنا :
فهذا رد أول : على مَن يحاول الطعن في الحضارة الإسلامية والإسلام ككل : بدعوى أن العلماء المؤثرين فيه علميا كانوا خليطا أمميا أو من توجهات وفرق أخرى غير أهل السنة والجماعة مثل من كان منهم شيعيا أو رافضيا أو معتزليا أو أشعريا إلخ !!!..
فنقول له : وهل انتقص ذلك من مدح الحضارة الإسلامية التي كفلت للكل التقدم العلمي في شيء ؟!!
لماذا لم يلمع هؤلاء في حضاراتهم وأممهم قبل الإسلام ؟!!!..
بل : ولماذا وهذه أوروبا في عصورها الوسطى المظلمة : لم نر فيها لمعانا لعدد من العلماء كما كان يحدث في دولة الإسلام المتاخمة لحدودها والمجاورة لها ؟!!..
أظن أن الإجابة باتت واضحة الآن !!!؟؟..
فالإسلام وحضارته هما الذان قدما كل ما يتمناه عالم من العمل والإنجاز والابتكار والبحث !!..
4...
فإذا جئنا الآن لثانيا : وهو الحديث عن العلماء المقدوح فيهم أنفسهم .. وجدنا أنهم لم يكونوا ملاحدة بالمعنى المعروف اليوم وهو : إنكار وجود إله ورب خالق وصانع بالكلية !!!..
بل منهم مَن وصفه علماء الدين بالزندقة والكفر : لتطرفه في الأفكار الفلسفية الكفرية مثل من توغل في الحديث عن ذات الله تعالى محاولا كشف أسرارها بغير وحي !!!.. ومقلدا في ذلك الفلاسفة القدامى شرقا وغربا من فارس والروم واليونان والهندوس وغيرهم !!.. فضل وأضل والله تعالى يقول في محكم تنزيله :
" ليس كمثله شيء : وهو السميع البصير " !!!..
لأنه إن كان الإنسان عاجزا عن تفسير كنه مخلوق من مخلوقات الله مثل الروح مثلا :
فكيف يتجرأ على فكرة التفكر في ذات الله تعالى نفسه بغير نص ولا وحي ولا هدى من الله ؟!!!..
وهكذا وقع أولئك في فخ الفلسفات والأفكار الوثنية القديمة : وهو الوجه الآخر السيء لحركات الترجمة من حضارات الأمم الأخرى شرقا وغربا مع انتشار الإسلام في قرونه الأولى .. ولاسيما مع نهاية القرنين الثاني وبداية القرن الثالث الهجري .. وخاصة فلسفات وعلوم الأوربيين واليونانيين ..
5...
وهكذا وجدنا علماء قد استحقوا بالفعل وصفهم بالكفر والزندقة في جانب الدين للأسف : ورغم ما قدموا من تقدم في علوم مختلفة !!!.. وذلك مثل الفارابي وابن سينا وغيرهم بنسب متفاوتة ..
ولكن هنا تحذيران وهما :
الأول ...
وصف الزندقة الذي كان يطلقه بعض علماء الإسلام على أمثال هؤلاء : لا يعني الكفر دوما إلا إذا نصوا صراحة على كفرهم .. فليس كل زنديق تعني كافر .. وكما أنه ليس كل كلمة فاسق تعني كافر أيضا .. وذلك معلوم من اللغة والدين .. ولم يكن وصف الإلحاد منتشرا قديما أو مستخدما في وصف مَن أنكر وجود الله .. بل كان جل استخدامه يقتصر تقريبا على وصف مجانبة الحق عموما .. لأن اللحد هو المجانبة .. ومنه الدفن في اللحد وليس في القبر .. وهو حفر شق في جانب القبر يوضع فيه الميت ..
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - وهو أكثر مَن يستشهد الحاقدون بكلامه عن أولئك العلماء - كان يقول وكما في درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 :
" والذي نختاره : أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة " ..
وذلك لأن هناك ضلالات أخف من الكفر .. وليست كل ضلالة تعد كفرا بواحا ..
الثاني ...
الوضع في الاعتبار مدى التهويل الذي يصطنعه اليوم الكفار والملاحدة في المبالغة في تشويه صورة علماء الدين والدنيا من الحضارة الإسلامية لغرض الطعن في الإسلام وإنجازاته الإنسانية ككل !!.. والطعن فيه هو ذاته كمنهج دين وحياة !!!..
ومن ذلك : فإننا كمسلمين لا نحكم مثلا بكفر وزندقة من تلبس ببعض المحرمات مثل الموسيقى والمعازف وشرب الخمر بل وحتى الزنا إلخ !!.. اللهم إلا مَن استحل ذلك مناهضا لأمر الله ونهيه عن عمد وعلم !!.. وقد كان يؤتى بأحد المسلمين للنبي شاربا للخمر في أكثر من مرة : ليعاقبه النبي والصحابة .. فلما شتمه وسبه أحدهم : نهاه النبي عن ذلك قائلا عنه أنه : " يحب الله ورسوله " !!!..
ولا أعني هنا أن أولئك العلماء المذكورين كان منهم بالضرورة مَن يزنون ويشربون الخمر - فأنا أبالغ فقط لنعلم أن الذنوب عامة ليست مسقطة للإسلام والإيمان والله تعالى يحاسب عليها أو يغفر ويرحم - والأصل في علماء الدين والدنيا أنهم أحق الناس بخشية الله مما عرفوه عنه سبحانه ..
وكذلك :
نحن لا نكفر أحدا ببدعة في الفكر .. أو باجتهاد خاطئ أو عن جهل ..
وإنما كل ٌيؤخذ من كلامه ويُرد .. ولا يوجد عالم واحد في دين ولا دنيا وهو معصوم عن الخطأ !!!.. فإذا كان هذا مما هو معروف في علماء الدين أنفسهم : فكيف بنا بعلماء الدنيا الغير متخصصين غالبا في علوم العقيدة والسنة والحديث والتفسير كغيرهم ؟!!..
والشاهد والخلاصة :
أن علماء الدنيا مثلهم مثل سائر المسلمين : فيهم من الحسنات والسيئات .. وإن كانت حتى سيئاتهم هي باجتهاد منهم مثل الذي عمل بالموسيقى مثلا وهو غير عالم بتحريمها .. أو كان يطلق وصف الموسيقى على كل حسن الصوت من غير المعازف .. وللحسن ابن الهيثم رحمه الله الكثير من الكتابات عن الموسيقى بمعنى : تأثير الأصوات الحسنة من إنشاد وحداء على النباتات والحيوانات وتحسين إنتاجهم ونموهم !!!... وقد سبق بذلك عصورا وقرونا من أبحاث اليوم الحديثة !!!..
ومن هنا أنصح كل من واجهه طعن في عالم إسلامي مشهور : أن يبحث في شبكة الإنترنت عن سيرته : ليجد أن الطاعنين قد اقتطعوا أجزاءً من سيرته : وتركوا أجزاءً وهي المتعلقة بتدينه واهتمامه بالدين أو حتى محاولته لربط الفلسفة والعلم بالدين حسب اجتهاده وتصوره .. وذلك مثل الذين اقتطعوا بعض الأجزاء من سيرة الكندي وابن النفيس لتصويرهم على أنهم كافرين بالإسلام !!!.. وكذلك وجب التنبه إلى أن هناك بعض الكتب التي كان يتم نسبتها إلى بعض العلماء وهم لم يكتبوها .. أو تشابهت أسماء كاتبيها بأسماء هؤلاء العلماء .. فالأمر في الماضي منذ أكثر من 12 أو 11 قرن من الزمان في أمور الكتابة والتأليف ونسخ الكتب وانتشارها لم يكن بالسهولة والوضوح وحقوق النشر التي نراها اليوم - وذلك معروف حتى في كتب ومؤلفات الدين واللغة والأشعار - فوجب تأمل ذلك ..!
أيضا :
كان العلماء في الماضي يُحذرون من بعض العلوم والتوغل فيها : خوفا من بعض ما تجره من محرمات .. وليس جهلا منهم بأهميتها أو تنطعا وتزمتا كما يحاول الحاقدون تصويرهم للعوام ..
وسأكتفي هنا بمثالين وهما : علم الكيمياء أو السيمياء وعلم الفلك والنظر في النجوم ..
>>> فأما علم الكيمياء والسيمياء ..
فكان علماء الدين يحذرون من التوغل فيه لارتباطه بالسحر كما هو معلوم .. حيث يعتمد السحرة الكفار في معاملتهم للجن والشياطين على تحضير بعض الكلمات والمواد المعينة ومنها قرابين لهم إلخ ..
أيضا كان ينتشر في الماضي ادعاء تحويل المواد لبعضها من المستحيلات مثل تحويل التراب إلى الذهب ..
وكذلك كان بعض الكيميائيين يستغل بعض التفاعلات الكيميائية وخصائص المواد الغريبة التي لا يعرفها الناس في خداعهم تخويفهم وإرهابهم وادعاء أنه يملك قوة خفية إلخ إلخ .. وذلك مثل أن الصوديوم شديد الاشتعال مع الماء .. ومثل ما يفعله الزئبق الأحمر عند الاحتراق ومثلما نراه في مقطع الفيديو التالي : والذي يدعي فيه فاعلوه أنه حجر من المريخ !!!..
>>> وأما علم الفلك والنظر في النجوم ..
فكان علماء الدين يحذرون من التوغل فيه كذلك لارتباطه غالبا في تلك العصور بالسحر والتنجيم وادعاء معرفة الغيب المطلق .. وأما استخدام علوم الفلك والنظر في النجوم في الحساب والمواقيت إلى غير ذلك : فهذا هو المفيد والمطلوب والذي سار عليه مئات العلماء النجباء من الأمة الإسلامية فبهروا العالم بحساباتهم وأجهزتهم واكتشافاتهم المبكرة ..
-----------
وهنا كلمة أخيرة أعيدها على أسماع كل طاعن في الإسلام والمسلمين ((اليوم)) لائما لهم فأقول له :
لا تلم مريضا في حال ضعفه وتكالب الأعداء عليه !!!..
بل انظر له قبل ذلك في عنفوانه وقوته : وارتقب معنا كذلك قومته قريبا بإذن الله تعالى !!!..
ولا يغرك طول الرقاد بالسنين .. فأعمار الأمم ليست كأعمار البشر !!!..
ومَن رأى غزوة التتار على بلاد الإسلام وما تبعها من دمار دام لسنوات ....
ومَن رأى دمار الشام وفلسطين على يد الصليبيين وما تبعه من آثار لسنوات :
لم يكن ليتخيل لهذه الأمة في هذه الأماكن قومة وأوبة وعودة !!!..
فسبحان مَن لو لم يكن دينه دين الحق : لانتهى منذ زمان من شدة ما يلاقي من تكالب الباطل عليه !!!..
يكفي النظر اليوم لزلزلة العالم اليهودي والكافر والملحد والنصراني والعلماني والليبرالي وغيره :
إذا فقط تراءت في الأفق بشائر دولة إسلامية !!.. دولة واحدة فقط !!..
وما زال رعب الربيع العربي وتبعاته خير مثال !!!..
وما زالت فضائح أمريكا - بل الحرية المزعومة والحروب من أجل الديموقراطية ! - ومعها فرنسا مهد العلمانية :
ما زالت فضائحهم ومعهم سائر العالم الأوروبي وغيره في دعم الانقلاب على الديموقراطية في مصر خير دليل !!..
فقط :
لأن شعبا مسلما أراد أن يتنفس وينتخب مَن يمثله فعلا من أبنائه ودينه وجلدته :
فيحمل همه وأمانته وإعلاء كلمته وإعادة كرامة المواطن المسلوبة فيه وخيرات البلاد المنهوبة فيه :
ويخلع البلد من تبعيتها للكفرة والملاحدة واليهود والنصارى ! ويصنع دواءه وسلاحه وخبزه وتعليمه بنفسه !
فانقلب الكل عليه في وضع مخزي لا يجرؤ بعده أن يتحدث مَن يتحدث عن : لماذا لا تنهضون ؟!!..
وليت الأمر يقتصر على وأد إرادة شعب وانتخاباته - أول انتخابات نزيهة - وإنما كذلك :
قتل واغتيال العديد من علمائه الذين رفضوا الانصياع التام للخارج !!..
وهذه قائمة بعلماء تم قتلهم أو اختفائهم أو تدبيره :
>> طالب الدكتوراه السعودي حميدان التركي (التلفيق بالسجن) ..
>> الدكتور المهندس المصري يحيى المشد (القتل في باريس) ..
>> الدكتورة المصرية سميرة موسى (القتل في أمريكا) ..
>> الدكتور سمير نجيب (القتل في أمريكا) ..
>> الدكتور الفلسطيني نبيل القليني (اختفاء في تشيكوسلوفاكيا) ..
>> الدكتور نبيل أحمد فليفل (القتل في فلسطين) ..
>> الدكتور علي مصطفى مشرفة (القتل بالسم رغم نفي ابنته ذلك في اعتقادها الخاص) ..
>> فاضح اليهود والصهيونية الدكتور جمال حمدان (القتل حرقا في مصر وسرقة مسودة كتبه) ..
>> كاشفة التغلغل الصهيوني في إفريقيا الدكتورة سلوى حبيب (القتل ذبحا في مصر) ..
>> الدكتورة الطبيبة اللبنانية عبير أحمد عياش (القتل في باريس) ..
>> عالم الأقمار الصناعية والصواريخ العقيد سعيد السيد بدير (القتل في مصر) ..
>> الدكتور اللبناني رمال حسن رمال (موت مفاجيء وغامض في باريس) وبعد موت :
>> الدكتور اللبناني حسن كامل صباح (موت في حادث في أمريكا) ..
>> الدكتورة الطبيبة السعودية سامية عبد الرحيم ميمني (القتل في أمريكا) ..
والله تعالى من وراء القصد ..