مناظرة الدكتور السرداب مع الزميلة الملحدة Ahu Dilruba
هذه المناظرة جرت في مجموعة ورينا نفسك على الفيس بوك .
------------------
د.هيثم طلعت
(1)
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
السلام عليكم ورحمة الله
مرحبا بالأحباب
مرحبا بالزميلة المحترمة
في البداية أُعرف بنفسي
الإسم : هيثم طلعت علي سرور
33 سنة
الوظيفة : طبيب بشري
مجال التخصص : الوبائيات والميكروبيولوجي
الإقامة : مصر
باحث في مجال الإلحاد والمذاهب الفكرية
انتظر تعريفِك بنفسك
كبداية للحوار وتعريف برؤيتي القاصرة :
أنا أعتبر أن الإلحاد يقوم على الدعاوى الميتافيزيقية كالدين تماما .. هذه بداية الإلحاد الحقيقية ونهايته .. وكذلك الدين
لكن ثمة فارق جوهري بين الطائفتين ... فالإلحاد لا يملك مستند مُنتهى خبره الحِس بينما يزعم الدين أنه يملك ذلك المستند
فمشكلة الإلحاد الأولى والأخيرة أنه لا يملك دليل مستقل قائم بذاته .. وإنما يستمد قوته باستمرار من خلال نفي أدلة الآخر .. وعندما يقوم بالنفي لا يعتمد أدلة مستقلة خاصة به وإنما أيضا يتطفل على الآخر سواءا كان هذا الآخر نظرية علمية أو سفسطة يونانية أو مضاربة دين بدين آخر أو الخروج بلا أدرية وقتية ..
كل هذه الأمور تُثبت أن الإلحاد مجرد لعبة عقلية تتم على مستوى القشرة الخارجية للمخ وليست بديهية مُركبة في البشر ..
فاللاأدرية الإلحادية ليست موقف مُريح في حياة البشر .. بل هي مرحلة طارئة .. موقف عارض ومرحلي هكذا يمكن تفهمها .. وسرعان ما يستقر الإنسان على ثوابت .. ولو كانت اللاأدرية غاية وجودية لما حدث أي تقدم يُذكر في حياة البشر فلو كان الشك وعدم الفهم والنفي الكُلي حالة مُريحة ومُمتعة ما حصل تقدم في حياة البشر ... فبما أنه يوجد تقدم في حياة البشر إذن البديهة المُركبة في البشر هي الوصول للحقائق والاستقرار عليها إذن النسبية والتذبذب واللاأدرية الإلحادية مُخالفة لما فُطرنا عليها ... فما معنى أن يعيش الإنسان ويموت تحت هذا المُسمى بين الإلحاد واللاأدرية ؟
ولذا يظل الإلحاد كما هو منذ البدء مجرد فلسفة طفيلية في التاريخ البشري وكما يقول المؤرخ الإغريقي بلوتارك: "لقد وجدت في التاريخ مدن بلا حصون، ومدن بلا قصور، ومدن بلا مدارس، ولكن لم توجد أبدا مدن بلا معابد". وكما يؤكد ذلك اللاأدري ول ديورانت في موسوعته العملاقة قصة الحضارة حين يقول " ولا يزال الإعتقاد القديم بأن الدين ظاهرة تعم البشر جميعا اعتقادا سليما "
ول ديورانت كتاب قصة الحضارة م1 ص 99
فلا توجد قرية ولا نجع ولا حارة ولا حضارة ولا أُمة بغير دين هذا الكلام ثابت عبر الزمان والمكان .. ولذا تقول الكاتبة الإنجليزية الشهيرة كارين أرمسترونج - التي تركت الدير والرهبنة وكفرت بالمسيحية - في كتابها الأخير مسعى البشرية الأزلي الله لماذا ...بأن الإنسان ليس homo sapiens sapiens وإنما هو homo religiosus فالإنسان ليس حيوان عاقل وإنما إنسان ديني .
فالإلحاد فلسفة طفيلية وقتية ليس لخطأ أدلته فما أكثر الوثنيات الخاطئة ولكن لعدم وجود أدلة أصلا .
ولذا يمكن تصنيف الإلحاد تحت بند الحقد على الدين أو ترك الدين لا أكثر ... من خلال لعبة عقلية تجري على مستوى الcortex وسفسطة إنكارية سالبة .
النقطة الثانية : إثبات وجود الله ونفي وجوده هو من باب الجدال بالباطل لا أكثر .. وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُواً [الكهف : 56]
المسألة كلها جدال بالباطل لا أكثر .. إذ كيف يقوم الدليل على أصل الدليل وعلى خالق الدليل والذي وهب أذهاننا استيعاب الدليل ..
أنا أعمل في مجال الوبائيات والميكرو .. – مستوى أعلى بقليل من البيولوجيا الجزيئية - في هذا المكان كل شيء يصدح بالخلق المباشر وعجيب الصنعة .. مثلا جميع الطلبات التي يحتاجها الكائن الحي توجد مشفرة في نواة الخلية داخل شريط ال DNA في الكائن الحي بنظام التشفير الرباعي C G T A هذا التشفير لو قُمنا بنسخه على الورق فإنه يملأ 1000 مجلد بواقع 500 صفحة لكل مجلد .
حيث يتواجد داخل نواة كل خلية في الإنسان ثلاثة مليارات نيوكليوتيد أي ثلاثة مليارات حرف بنظام تشفير رباعي C G T A كل هذه القاعدة المعلوماتية العملاقة موجودة في مساحة 1 على 1000 من الملليمتر... وهذا الشريط مُلتف على نفسه 100 ألف لفة .
نظام التشفير الرباعي هذا موجود في أدق الكائنات على وجه الأرض وأكثرها تعقيدا ... وأنا أعمل في مجال الفيرولوجي ونقوم بتسخير كل طاقتنا وأواقاتنا لمواجهة منظومة التشفير التي توجد في أدق كائن على وجه الأرض ...
أيضا نظام التشفير الرباعي C G T A ظهر مع أول الكائنات على وجه الارض – السيانو باكتريا – ويظل نظاما حكريا لكل الكائنات بلا استثناء ... فيروسات بكتريا ثدييات نباتات زواحف اسماك حشرات بريونات .... نظام حكري عجيب للغاية واحد في كل الكائنات يدل على وحدة الخالق .
نعم نظام واحد وطريقة واحدة وخطة واحدة تشمل كل الكائنات على وجه الارض تؤكد بما لا يدع مجالا للشك على وحدة الخالق ووحدة طريق .. إذ لو كانت الأمور صدفوية أو عبثية لظهرت انظمة وخطط وطرق بعدد الكائنات على وجه الارض ..
ثم أصلا ما معنى تشفير ؟
ولماذا يتيح التشفير هذه القاعدة المعلوماتية العملاقة التي يتواجد بها كل ما يحتاجه الكائن الحي – أيا كان نوعه -
ويتحدد من خلالها كل خصائص الكائن ووظائف أعضاؤه وكل ما يحتاج إليه طيلة عمره ؟
نظام تشفير يقوم على ترتيب ملايين القواعد النيتروجينية بتناسق غاية في الدقة. هل يُعقل أن هذا الترتيب صُدفوي أو عشوائي ...
ثم كيف للصدفة أن تُنشيء أنظمة تشفير وتُحدد المطلوب مُستقبلا وبدقة متناهية ؟
فالتشفير عملية في غاية الذكاء والإعداد للمستقبل والضبط بعناية ..!!!!!!
وتشمل عملية التشفير تخزين المعلومات ونقلها وحفظها واستخدامها بعد ذلك عند الحاجة وليس مجرد التشفير!!!
هذا التشفير يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن ربنا وحده الذي أعطى كل شيء خلقه وصورته وهيئته بمنتهى الدقة والكفاءة قبل أن يُخلق ويُصوَّر .. قال تعالى :رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ( طه : 50 )
لكن عملية التشفير تفرض معضلة أكبر ولُغزا أعمق فهذه المعلومات كالكلمات المطبوعة على ورق كالشفرات المضغوطة على اسطوانة cd تحمل أدق تفاصيل الكائن الحي لكنها مجرد شفرات لا أكثر كيف تنتقل هذه الشفرات إلى تشكيل الكائن على هيئته الحقيقية ؟
كيف تتحول المعلومات إلى وجود حقيقي في الكائن الحي ؟
كيف تتحول كلمات نخطها على أوراق نَصِف فيها هيئة إنسان ، مهما بلغت تفاصيلها ودقتها ، إلى إنسان حقيقي (من لحم ودم) !؟
ويبقى التساؤل الأهم مَن الذي وضع الشفرة قَبل فك التشفير ؟
ثم كيف يتم طي هذا الشريط العملاق الذي لو أصبح سُمكه في سمك الشعرة فإن طوله سيتجاوز 100 كيلو متر .. بحيث يقبع في نواة الخلية ولا ننسى أن خمسين خلية كاملة لن تملأ هذه النقطة في نهاية الجُملة .
أيضا هذه المنظومة التشفيرية العملاقة في أبسط كائن وأعقدها أولها وآخرها تعمل بمساعدة إنزيمات والتي هي أيضا بروتينات تتواجد معلوماتها مُشفرة داخل ذلك الحمض النووي إذن هذه خاصية من التعقيد غير قابلة للإختزال ولا للتدرج ولا للصدفة .. إما تكون أو لا تكون .
ولو افترضنا للحظة أن البروتينات تشكلت بنفسها فإن هذا مجرد لغو فارغ لأنها لا قيمة لها من تلقاء ذاتها.
ثم كيف قامت بتشفير نفسها داخل نواة الخلية ثم كيف قامت بفك التشفير الذي يتطلب إنزيمات غاية في التعقيد والتخصصية .
والمعلومات الرقمية على نظام التشفير في شريط الحمض النووي DNA تحمل كل المعلومات الخاصة بالكائن الحي وأي عطب في نيوكليوتيدة واحدة أو تبدل واحدة مكان أخرى يعني خلل وعطب في وظيفة حيوية من وظائف الجسم فمثلا الجين المسئول عن سرطان الثدي يوجد به 8 آلاف نيوكليوتيدة وفي واحدة منها إذا وُجدت G بدلا من T يحدث السرطان بنسبة 85% ... وفحص جين السرطان في معامل الأبحاث المتخصصة معناه فقط فحص هذه القاعدة النيتروجينية G في هذا المكان .
وشركة ميرياد لأبحاث الجينات MYRIAD GENETICS هي التي اكتشفت هذا الحرف G في هذا المكان ولذا فهي تملك براءة اختراع وتقوم حصريا بتحليل BRCA1 مقابل 1400 دولار وتربح من ذلك اموالا طائلة .
ولكن من عظيم رحمة الله أنه حتى في هذه الحالة التادرة التي يتبدل فيها حرف مكان حرف تظل هذه مشكلة كامنة لا يُظهرها إلا نمط حياه غير سوي مثل تعاطي الهرمونات الأُنثوية بكثافة - حبوب منع الحمل- أو ترك الرضاعة الطبيعية أو عدم الإنجـاب .. فهذه القاعدة النيتروجينية كأنها تحشو مسدس عدوك دوما لكن من يضغط على الزناد هو نمط حياتك أنت.
إذن الجسم يحتاج إلى ثلاثة مليارات قاعدة نيتروجينية في كل خلية بترتيب وتناسق غاية في الدقة وهذا الأمر يشمل 100 تريليون خلية.. هل يُعقل أن هذا الترتيب صُدفوي أو عشوائي ... ثم كيف للصدفة أن تُنشيء أنظمة تشفير وتُحدد المطلوب مُستقبلا وبدقة متناهية ؟
لكن سنفترض أننا وضعنا نظام تشفير داخل الكائن وبعد ذلك تركنا ذلك الكائن لصدفوية ترتيب قواعده النيتروجينية صدقيني يا زميلة صدقيني سنحصل على كائن واحد صحيح كل مليارت الأعوام وبصحبته ملء المجموعة الشمسية كائنات غير صحيحة .
هذا في حالة أننا وضعنا التشفير وتركنا الصدفة بعد التشفير فما بالنا بالذي يفترض أن الموضوع من أوله لآخره صدفة ؟؟؟
صدقيني عند هذا الحد يتحول الأمر إلى سفسطة مستحيلة ولعبة سخيفة
لقد اقتضت الحكمة الإلهية أن يُختبر الإنسان فيما هو دون ذكاؤه الفطري بكثير ... هل مسألة الخالق المبدع تحتاج أصلا لفتح حوار ؟ أسأل الله لكِ الهداية والتوفيق
--------------------------
د.هيثم طلعت
(2)
د. هيثم طلعت
مرحبا بالزملاء الأحباب
مرحبا بالزميلة المحترمة
تقولين (و اجمالا انا ملحدة سلبية مادية المادة عندى اصلية ازلية لم يسبقها عدم )
يا إلهي
انتهى الحوار
صدقيني لو كانت هذه مناظرة مع شخص يغلب على ظني أنه عنيد أو عبثي لأنهيت المناظرة فورا من أول سطر
أنتِ تقررين عقيدتك في هذا السطر وتقولين أنك ملحدة مادية مادية مادية ....... المادة عندك أزلية لم يسبقها عدم .... هذه عقيدتك أليس كذلك ؟
إذن أنا أُطالبك فورا بدليل مادي مباشر على أن المادة أزلية لم يسبقها عدم ...
يسوع إله والروح القدس إله والآب إله .. وكل منهم إله كامل .. ويسوع ليس هو الآب والروح القدس ليس هو يسوع .... ومع ذلك الآلهة الثلاثة هم إله واحد ...........
هذا السطر يمثل عقيدة النصارى تماما تماما تماما
ولذا المسيحية هي انتحار متواصل للعقل لأن أصل العقيدة متناقض تناقض كلي 100%
الآن نفس الأمر ينطبق على عقيدتك
( و اجمالا انا ملحدة سلبية مادية المادة عندى اصلية ازلية لم يسبقها عدم )
بما أنك ملحدة مادية .. والمادة عندك أصلية لم يسبقها عدم .. إذن يجب وشرط إجباري وإلزامي ليس للمناظرة ولكن لعقلك أن يكون هناك دليل مادي على أن المادة أزلية لم يسبقها عدم ..
إذا لم تحضري لي فورا دليل فسامحيني ..... المسيحية = الإلحاد = إنتحار متواصل للعقل البشري
كان المفترض هنا أن أتوقف ..
ويمكنك أن تراجعي مناظراتي في منتدى التوحيد .. لكني لا تعنيني المناظرة بشيء وإنما يعنيني شخصك الكريم وطيب أدبك ورقي بحثك فتوسمت أن تكون هذه المناظرة فارقة معك في رؤيتك ... أسأل الله أن يوفقك للخير حيث كان ثم يرضيك به ...
أكمل المناظرة ....
الزميلة المحترمة تقول المادة لم يسبقها عدم .. وهي ملحدة .. ما هو الدليل المادي على هذا الأمر ؟.
سأُعطيكي معلومة فيزيائية أعلم مسبقا أنكِ تعرفينها فأنتِ ربي يزيدك وينعم عليك ِ بالخير باحثة ... يا زميلتي المحترمة
الوجود الفيزيائي .. الشيء يكون موجود فيزيائيا – أي أن وجوده حقيقي – إذا كان مقدار طاقته الكلية مضروبا في فترة وجوده مساوٍ أو أكبر من ثابت بلانك ...
إذن يستحيل يستحيل يستحيل فيزيائيا إثبات وجود شيء قبل 10 أس -46 ثانية من عمر الكون .. هل كان قبل تلك اللحظة عدم محض ؟... هل كان قبل تلك اللحظة virtual particles ؟ سامحيني أنا لا أعرف وكذلك ستيفن هاوكنج وكذلك ليونارد سوسكايند وكذلك وايننبرج وكذلك أمي المسكينة ... وكذلك أنتِ بداهة
عند هذه النقطة تتساوى علومنا جميعا ونتوقف فورا .. إذن ما الذي يدفعك لقول ميتافيزيقي لا دليل مادي عليه وهو أن الكون لم يسبقه عدم ..؟
سامحيني يا زميلتي المحترمة ما الفرق بينك الآن وبين أي ديانة صحيحة أو باطلة ... كلاكما يقول دعاوى ميتافيزيقية مجردة
هل علمتِ الآن صحة تعريفي للإلحاد في أول سطر حين قلت " أنا أعتبر أن الإلحاد يقوم على الدعاوى الميتافيزيقية كالدين تماما .. هذه بداية الإلحاد الحقيقية ونهايته .. وكذلك الدين لكن ثمة فارق جوهري بين الطائفتين ... فالإلحاد لا يملك مستند مُنتهى خبره الحِس بينما يزعم الدين أنه يملك ذلك المستند "
إذن أنتِ أوضحتِ تعريفي لا أكثر .
سأذهب الآن لإفتراض سفسطي
سامحيني عليه
وليسامحني كل الكرام المتابعين
أنا سأفترض أن الكون يسبقه وجود مادي
بل وسأفترض أن هذا الوجود المادي لا أول له
بمعنى آخر – حوادث لا أول لها –
هل تعلمين أن هذا هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية .
فقد انتصر شيخ الاسلام ابن تيمية للقول بأن المخلوقات سلسلة من حوادث لا أول لها أي أن كل مخلوق قبله مخلوق قبله مخلوق وهكذا فكل مخلوق له بداية ونهاية وكل مخلوق مسبوق بمخلوقات أخرى .... وهذه عبارة لا دليل على استحالتها عقلا ولا نصا بل النصوص تؤيدها فالله هو الخالق وهو الخلاق وان خلقه مستمر .... وهناك فرق كبير بين حوادث لا أول لها وهذا لا ينفيه لا العقل ولا النص فالله يخلق منذ الأزل وهو الخلاق ... وبين قول قِدم العالم وأزلية المخلوقات وبداهة أنتِ أكبر من القول بأزلية العالم المشاهد بل حتما له لحظة بدأ فيها .. وهذا هو عين ما انتصر له شيخ الإسلام ... إذن أنتِ في اقصى تجلياتك المعرفية لم تتجاوزي الإسلام بفضل الله .
اكتبي في جوجل حوادث لا اول لها ... واقرئي روائع شيخ الإسلام ابن تيمية في تفسير إسم الجلالة الخالق – الخالق بلا انقطاع - .
سأنتقل لنقطة اكثر داهشية .. يفترض متكلمو المسلمين منذ القرن الثاني الهجري – العاشر الميلادي – أن العدم هو مجرد جواهر غير متحيزة virtual particles .. وغير المتحيز هو ما لم يظهر للوجود .. بتعريفنا المعاصر لم يتخط بعد حاجز بلانك ..
هل لو ظلت العلوم الفيزيائية الكوانتية تبرمج مفرداتها ألف مرة لتعريف العدم هل ستتجاوز هذه العبارة ؟
إذن عندما تقولين (هنا اضع سؤالا اخير كبداية على محاولتك اثبات وجود الاه اتمنى ان اجد اجابة مقنعة منك بالنسبة لى المادة ازلية فلا اراها تفنى بل تتجدد من شكل الى اخرى في تحول ثابت ، فهى ثابة وازلية وانت ترى انه سبقها العدم ،فهل من اثبات على العدم ؟ واقصد بالعدم اللامادة . )
هنا سامحيني لم تكوني تعرفين لا رؤية الآخر الذي هو أنا ولا حتى رؤيتك أنتِ . واستعجلتِ جدا جدا في الحكم على معرفتي وعلى أفكاري ... وأيضا استعجلتِ جدا جدا جدا في الحكم على الإلحاد الآن أنتي المطالبة بل والمجبرة بل والمكرهة – طبعا ليس في المناظرة فأنتِ على العين والرأس لكن مجبرة عقليا - إما على القول بعدم معرفة ما قبل 10 أس -46 من عمر الكون هل هو عدم أم فيرشوال وإما أن تحضري الدليل المادي على مادية ما قبل 10أس-46 ... لا يوجد حل ثالث
لا يوجد أمامك حل ثالث
لا يوجد أمامك حل ثالث
أنت تقولين (واعتقد انه لايمكن اثبات وجود الاه اذن فلما الايمان ؟ )
بل وتقولين (وجود الاه ليس ضرورى لاتفسير الحياة او استمرارها فلما ابحث عنها ؟ )
يا إلهي
هذه الجملة نتيجتها في علم المنطق صفر مربع
ما هذا الكلام يا زميلة ؟
مراتب الأدلة بالتبسيط القاتل كما يلي :
تتراوح الأدلة العلمية في حجيتها على البرهان الرياضي والدليل العقلي والدليل التجريبي وفي الاخير ياتي الدليل الحسي ..
هذا بخصوص الأدلة العلمية
والمعرفة ليس مصدرها دليل علمي فقط
بل المعرفة تعتمد على الهاديات الأربع العقل والنقل والتجربة والوجدان
إذن عندما تقررين مسخ علم المنطق بأكمله ومسخ كل مراتب الأدلة والإبقاء على أضعفها وهو الدليل الحسي هذا يعني أنت تقفين في وجه العلم لا في وجهنا نحن .. إذن مشكلتك مع مقررات العلوم وليست معنا نحن . !!
صدقيني لو حاولتي أن تحاربي العلم بكل سلاح فلن تجدي أفضل من هذه العبارة التي أطلقتيها ...!!
يا زميلتي سأخبرك عن مستر فورد .. – وللذي يريد أن يقرأ عن مستر فورد أكثر يعود لكتاب وهم الإلحاد لدكتور عمرو شريف -
هل معرفة طريقة الإحتراق الداخلي في السيارة تنفي وجود مُسبب للسيارة وغاية من صنعه لها ؟
العلم يستحيل أن يخبرنا شيئا عن فورد أو صاحب تويوتا لكن حتما يخبرنا كل كبيرة وصغيرة في الطريقة والقوانين التي تحكم عملية الإحتراق الداخلي في موتور السيارة ... العلم يستحيل أن يخبرنا شيئا عن عقل فورد أو غايته من صنع السيارة لكن العقل بكل بساطة يستدل على غاية مستر فورد وعلى عقل مستر فورد وهدفه حين قام بصنع السيارة بمجرد رؤية السيارة ... هذه بديهة عقلية لا علاقة لها بكونك ملحد أو مؤمن
ألا يكون استبعاد مستر فورد من المنظومة خطأ منطقي ومنهجي وإن كان علميا لا دليل عليه ..!!؟
يستحيل استبعاد مستر فورد من المنظومة إلا عن طريق سفسطة جدلية عقيمة وهذه هي بداية الالحاد ونهايته
{وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ } ﴿٩٩﴾ سورة الأنعام فالقرآن الكريم يؤكد أن الله يخلق الأشياء بالأسباب ..
أنت تقولين ( اذا كان يجب ان يكون هناك الاه يجب ان يكون الاها للخير بالنظر الى الألام والحروب التى يعيشها البشر . فلاضرورة له اذن .)
ما هذا الكلام يا زميلة ؟؟
الشر أكبر دليل على وجود الله
وهو أكبر دليل على خطأ الإلحاد
الخير والشر موجودان وشاء الله وجودهمـا .... إمتحانا واختبارا
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء : 35]
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ [الملك : 2]
إذن الخير والشر موجودان لأننا في دار امتحان ...
إذن الشر هو أصل المفهوم الديني
الشر ايضا هو قاصمة ظهر الإلحاد لأن الملحد عندما يعترف بوجود الشر فهذا يعني أنه لا وجود للإلحاد لأن الشر أصلا غير مُستوعب وغير مُدرك إذ لو كان الإنسان ابن الطبيعة أو ابن المادة وتجري عليه قوانين الطبيعة الحتمية فلن يدرك وجود الشر ولن يستوعب ماهية الشر ولا معنى كلمة شر فهل تُدرك أكثر الحيوانات تطورا - طبقا للداروينية - معظلة الشر ؟ ... فاستيعاب الشر يعني أننا لسنا أبناء هذا العالم وأننا نبحث عن عالم كلي الخير وفي هذا الحُجة الأولى والأقوى للدين ..
يقول إس . سي . لويس " وقد كانت حُجتي ضد الله أن العالم بدا في منتهى القسوة والظلم .. ولكن كيف حصلت على مفهوم الظلم والعدل هذا ؟
إن المرء لا يصف خطاً بأنه غير مستقيم إلا إذا كانت لديه فكرة ما عن ماهية الخط المستقيم .. فبماذا كُنت أُقارن هذا العالم لما دعوته غير عادل ؟
وإذا كان العرض كله سيئا وتافها من الألف إلى الياء إذا جاز التعبير فلماذا وجدت أنا نفسي في ردة فعل عنيفة هكذا تُجاهه مع أن من المفترض أن أكون جزءا من العرض ؟
إن الإنسان يشعر بالبلل عندما يسقط في الماء لأنه ليس حيوانا مائيا أما السمكة فما كانت لتشعر بالبلل وكان من شأني طبعا أن أتخلى عن مفهومي للعدل بمجمله بقولي إنه ليس شيئا سوى فكرة خاصة من بنات أفكاري ولكن ل فعلت ذلك لانهارت أيضا حجتي ضد الله لأن رُكن تلك الحجة كان القول بأن العالم غير عادل فعلا وليس فقط أنه لم يصدف أن يُرضي ميولي . وهكذا ففي محاولتي إثبات عدم وجود الله تبين لي في ذلك الفعل ذاته حقيقة وجوده . لأن الإنسان بإنكاره وجود العدل في فعل ما يُرغم على التسليم بوجود مفهوم العدالة وبناءا على ذلك يتبين أن الإلحاد ساذج جدا ولو كان الكون كله عديم المعنى لما كان قد تبين لنا إطلاقا أنه عديم المعنى .
فالوضع شبيه تماما بهذا : لو لم يكن في العالم نور ولم تكن في العالم مخلوقات لها أعين لما كُنا نعرف قطعا أن الظُلمة مسيطرة ولكانت الظُلمة كلمة عديمة المعنى .."
C.S. Lewis response
إذن الشر هو أكبر دليل على أننا لسنـا أبناء هذا العالم .. وأن المقدمة الدينية هي الوحيدة التي تملك التفسير والمعنى والقيمة..!!
اعتراف الملحد بوجود الشر هذا يعني أنه ليس ملحد لأن تصور الشر هو تصور غير مادي لأن المادة لا تعرف خطأ القوانين ولا ظلم القوانين ولن تخطيء ... إذن الشر موجود ......... إذن الإلحاد غير موجود ..... ولا يوجد تبرير لوجود الشر إلا في إطار الدين ....... إذن الشر اكبر دليل على صحة الدين ....... انتهى
داخل العالم الإلحادي لا يوجد معنى مادي للشر أو الظلم فالشر أو الظلم هو وضع الشيء في غير محله ومحل الأحداث في عالم الإلحاد هو نفس المحل الذي تحدده القوانين الفيزيائية وبما أنه لا توجد ذرة تخالف تلك القوانين.. إذاً كل حدث في الكون المادي قد وُضع في محله المادي ولذلك المفترض ألا يوجد في المجتمع الإلحادي ولا في الكون المادي ظلم أو شر .
دماغُ الإنسانِ بما فيه من نشاطٍ عصبيٍّ لا يخطئُ ماديا بل يتبعُ كلَّ القوانينِ الفيزيائيةِ الصحيحةِ ولا يتمردْ على سُننِها وإذا قلنا بوجود الشر أو الظلم فهذا دليلٌ قاطعٌ على أن المسئولَ عن الخطإِ وأيضاً المرجع الذي به حكمنا على خطئه ليس تفاعلاتٍ ولا قوانينَ مادية وهنا سنعود إلى ميتافيزيقيا الأخلاق فإن ادعى الملحدُ أن ما يحتكمُ إليه الإنسانُ من قيمٍ وأخلاق "ما هي إلا قوانينٌ وضعيةٌ نتجت عن حالاتٍ نفسيةٍ وعاداتٍ وتقاليد". نجيبُه: لكنك لا تؤمنُ أنها حالةً نفسيةً للروح بل هي حالةٌ ماديةٌ لا يمكنُها أن تُخَطِّئ حالةً ماديةً أخرى,فحتى تناطحُ الذراتِ هو تصرفٌ لا خطأ فيه ما دام موافقًا للقوانين الفيزيائيةِ الصحيحة.
(السلوك المادي السليم للذرة في الدماغ) + (السلوك المادي السليم للذرة في الدماغ) + ..... = سلوك مادي سليم في الدماغ.
فمن أين أتت إذاً تلك المعاني الخاطئة التي يُمثلها ذلك السلوك المادي السليم؟ . ..)
الآن هل توجد دالة تربط بين (سلوكيات المادة في الدماغ) وبين (القيم الأخلاقية) إذا قلنا بوجود الدالة فقد عدنا للميتافيزيقيا من أوسع أبوابها وإن لم يكن ثَم دالة فلن تقنع أحدا بوجود الشر أو الظلم وسينهار المجتمع الإلحادي قبل أن يبدأ ..... بالمناسبة الفقرات الثلاثة الأخيرة للأخ عبد الواحد بمنتدى التوحيد !!
إنها قضية خاسرة .. قضية منتهية .. الإلحاد معضلة كبرى وإشكالاته تضع صاحبها في مأزق مخيف .. إنه أمر لا فكاك منه .. الإلحاد قضية خاسرة إما إنسان متدين أو لاإنسان ملحد .. انتهى
أنت تقولين (اولا لماذا وصفت الأدرية بانها تمنع من التقدم . )
اللاأدرية المطبقة الشمولية الكلية التي هي جوهر كلي في النظر للحياة والقضايا الكلية والوجدان والاستدلال العقلي هذا النوع من اللاأدرية يمتنع معه أي حركة أو أي خطوة للأمام لأننا لا ندري هل هي خطوة للأمام أم الخلف وطبعا زعيم هذه المدرسة هو بورتراغوس إن لم تخني الذاكرة
أما اللاأدرية الوقتية فهذه لا خلاف عليها وعلى صحتها بل يؤكد الجاحظ في كتابه الحيوان أن أصل اليقين لا أدرية سابقة عليه .
أنت تقولين (اما الدليل البيولوجى .. فهو ليس دليلا كافيا فانا ارى انه دليلا ناقص وغير مكتمل فنحن حتى الان كبشر لم نضع خريطة وراثية الا منذ حوالى 20 سنة حسب علمى وهى في بدايتها وليست كل الحقيقة بل جزء صغير منها في هذا المجال . )
كلام صادم جدا
ومثبط جدا
{ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ۖ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا} ﴿٥٦﴾ سورة الكهف
بالله عليكِ ألا تنطبق هذه الآية الآن على طريقة كلامك وأسأل الله ألا تنطبق على شخصك ؟؟
نظام التشفير الرباعي يتم الرد عليه بهذا الاقتضاب .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أي جزئي وأي كلي في المسالة ؟
وما علاقتي أنا بالهيومان جينوم ؟
وما علاقتي أنا بكل الحقيقة ونصف الحقيقة ؟
سامحيني ردك يحتمل إما الجدال بالباطل وإما محاولة استيعاب الأمر
أنا أتحدث عن منظومة التشفير الرباعي ........... هذه حقيقة مطلقة في كل الكائنات .. في أول الكائنات وآخر الكائنات ... في أبسط الكائنات وأعقد الكائنات .... منظومة التشفير الرباعي C G T A
نظام حكري عجيب للغاية واحد في كل الكائنات
نظام واحد وطريقة واحدة وخطة واحدة تشمل كل الكائنات على وجه الارض تؤكد بما لا يدع مجالا للشك على وحدة الخالق ووحدة الطريق . إذ لو كانت الأمور صدفوية أو عبثية لظهرت انظمة وخطط وطرق بعدد الكائنات على وجه الارض .. وستمتليء مجموعتنا الشمسية بكائنات مشوهة إلى أن يظهر كائن سليم كل مليارات المليارات من الاعوام .
.. كيف قام هذا الكائن بتشفير المعلومات داخل جسده ؟
ما أدراه بآلية التشفير الرباعي ؟
ولماذا يشفرها ؟
التشفير يسير عكس القانون الثاني للثرموديناميك .. فطبقا لهذا القانون فإن كل شيء يسير نحو التفكك والهدم والتحلل إلى أن يحدث THERMAL DEATH OF UNIVERSE لكن التشفير عملية واعية تبني وتُعقد إذن هي تسير عكس قانون حتمي من قوانين الطبيعة وهو القانون الثاني للديناميك الحرارية
كيف يتسنى للطبيعة أن تكسر قوانينها ؟
كيف يتسنى للتشفير أن ينشأ ؟
التشفير عملية خلق واعية .........
التشفير عملية خلق واعية .........
التشفير عملية خلق واعية .........
أقسم بالله لا أجد داع للعناد ولا وقت له !!
جدال بالباطل في مسالة جوهرية من مسائل الوجود .
C G T A .. الله في كل مكان وفي كل شيء له آية
أُقسم لكِ أنا ذو العلم القاصر المتواضع أستطيع أن أحدثك إلى نهاية هذا العام الذي لم يبدأ إلا منذ أسبوعين عن عجيب الخلق المباشر في كل شيء حولك .. وأنا مسئول عن هذا الكلام
كل نقطة من جسدك تمتليء بتريليونات التريليونات من الإلكترونات يدور الإلكترون بسرعة 1000 كيلو متر في الثانية في مدارات ثابتة ومنفصلة ولا تتخلف عن بعضها البعض أبدا وبالتالي لا يحدث التصادم إطلاقا هذا يجري في كل جزء من جسدك في كل لحظة .. بدون ضجيج ...... إنها عملية خلق واعٍ لأن الإلكترونات متطابقة تماما ومع ذلك تدور في مدارات مختلفة وتتبع مسارات ثابتة دون إخفاق ولا اصطدام وهذه السرعة 1000 كم في الثانية هي السرعة المثالية التي تتيح للإلكترونات الإلتفاف حول النواة دون السقوط فيها نتيجة لعامل التجاذب مع بروتونات النواة لإختلاف شُحنتهما لكن الذرة تخضع لنظام بديع لا يتخلف ولا يفسد .. فسبحان الخالق الباريء المُصور ..
ماذا عن الهرمونات التي تسير بقدر لا يتخلف مثلا يتطلب الاستمرار في حياة الانسان جرام واحد من هرمون الالدستيرون لكل عشرة مليون انسان ولو اصبحت نسبته اقل من ذلك بقليل تؤدي الي الموت ونفس النتيجة لو زادت النسبة قليلا وهذا ينطبق على عشرات الهرمونات بأجسادنا . هل تتخيلين أن الصدفة تسمح بحساب مليوني دقيق بهذه الدقة المتناهية ؟
* كنت أتخيل أن شعب مصر كله يعيش على 8 جرام ألدوستيرون على طرف ملعقة شاي .. تخيلي هذا الحساب الدقيق للغاية
أيضا يوجد هرمون الأدرينالين بنفس المعدل تقريبا .. سبحان الخالق المبدع الحكيم .... سبحان الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى .. {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ} ﴿٥٠﴾ سورة طه
صدقيني صدقيني صدقيني قضت الحِكمة الإلهية أن يُختبر الإنسان فيما هو دون ذكاؤه الفطري بكثير ....... أرجو من ربي ألا تفشلي في هذا الإختبار الذي أنا أعلم أنه دون ذكائك الفطري بملايين المراحل ... أرجو من ربي ألا تُحرمي نعمة الهداية ومعرفة الخالق من خلقه وعجيب صنعه ... إذا كنتِ باحثة بحق عن الحق
الحمد لله رب العالمين .... انتظر تعليق الزميلة المحترمة
--------------------------
د.هيثم طلعت
(3)
بسم الله
والحمد لله
مرحبا بالأعضاء مجددا
تقول الزميلة (اخلاقي اغلى من هذا العالم كله ولن اسمح لنفسي ان افعل شئ . )
يا إلهي ..
هذه الكلمة ملوثة ميتافيزيقيا إلى أقصى حد ممكن
كيف تكون أخلاقك أغلى من العالم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف تقولين هذا الكلام ؟؟؟؟؟؟؟؟
الإنسان من منظور مادي يا زميلتي نمط ثلاثي الأبعاد حدود الطبيعة هي حدوده وقوانين الطبيعة هي قوانينه .... الإنسان مجرد لطخة بروتوبلازمية ...
إذن فالإنسان ليس هو المركز بل المركز هو الطبيعة المادية وقوانينها وحتمياتها
وقوانين الطبيعة وحتميات المادة لا تعرف الأخلاق التي هي أغنى من العالم ........!!!!
مِن أين لك بهذا المفهوم ..........؟
الأخلاق أصلا غير مادية غير مصلحية غير منفعية ........ لم يتم البرهنة عليها عقليا إلى الآن ......
عندما يتنبى الإنسان الأخلاق فهذا يعني أنه يتمرد على الطبيعة التي نشأ منها
عندما يتبنى الإنسان الأخلاق فهذا يعني أنه يستحيل رفض التكليف الإلهي الذي بداخله ..
حتى أكثر الملحدين مادية يزعمون أنهم على أخلاق وأنا والله أصدقهم ولا اكذبهم .... لأن هذا يؤكد أنهم يستحيل أن يكونوا حيوانات
فالحيوان بريء من الناحية الأخلاقية أما الإنسان فليس كذلك أبدا .. فمنذ اللحظة التي هبط فيها الإنسان من السماء لا يستطيع أن يختار أن يكون حيوان بريء ..
ليس بإمكان الإنسان أن يختار بين أن يكون حيوان أو إنسان إنما اختياره الوحيد أن يكون إنسانا او لا إنسان .
فالأخلاق يكمن بداخلها قيمة التكليف الإلهي ... يكمن بداخلها مفهوم الفطرة ..
عندما يرفض الإنسان بعض رغباته عندما يتمسك بمباديء أخلاقية يعلم أنها تُضعف كفاءته فكل هذا لا يأتي من ناحية عقله أو المادة أو قوانين الطبيعة بداهة .. كل هذا يؤكد على أصالة ظهور الإنسان ..!!
الإنسان لا يسلك في حياته كابن للطبيعة بل كمغترب عنها .. الإنسان متعذر فهمه غير راض ..
لقد دخل الإنسان التاريخ برأس مال أخلاقي مبدئي رهيب فالأخلاق تمثل أكبر ردة عن الإنتخاب الطبيعي المزعوم فالأخلاق تمثل ظهور مبدأ جديد مناقض لمبدأ المصلحة والمنفعة المعروف عند الحيوان .
الآن سؤالي يا زميلة كيف تعلنين أن اخلاقك أكبر من هذا العالم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
" إذا لم يكن إله ولا دين فليس غريبا ولا مجافيـا للواقع أن تعيث في الأرض فسادا ولو على حساب الآباء والأبناء " كما يقول جون لوك
" إذا لم تتخذ لنفسك إلها فلابد أن تُقدم احترامك لهتلر أو ستالين ." كما يقول إليوت في روايته الأرض الخراب
" إذا لم يكن لك دين فلا مانع أن تخونك زوجتك ويسرقك خادمك " كما يقول فلوتير
إما أن تعترفي بمركزية الإنسان أو تقولين بموت الإنسان وولادة الحيوان النيتشوي الدارويني الحقير - اللطخة ثلاثية الأبعاد برتبة حيوان أعلى - الكومة البروتوبلازمية المسماة مجازا إنسان - النمط المادي المجرد المُلقى على درجات سلم التطور والذي نتج عن تطور القرد الأفريقي الجنوبي .
للأسف البالغ لا بديل ثالث
صدقيني يا زميلتي يستحيل أن يكون الإنسان حيوانا كاملا حتى ولو أراد كذلك من كل قلبه .
أما بخصوص أسئلتك التي تفضلتي بطرحها لا علاقة لها بثوابت الدين أو ثوابت الإلحاد والمدارس الكلامية عندنا أشبعت هذه المسائل نقاشا وجدلا منذ عشرة قرون كاملة والإسلام بفضل الله يتسع لأغلب هذه الآراء .... لكن نحن في هذه المناظرة نتحدث عن الثوابت ........
الزميلة المحترمة تقول (انا لااتبنى الجدلية منها لكنى اتبنى الفلسفة المادية )
(انا من مدرسة الفرضية ثم التجربة )
رائع جدا جدا
(و اجمالا انا ملحدة سلبية مادية المادة عندى اصلية ازلية لم يسبقها عدم )
الآن ما هو دليلك المادي او التجريبي على أن المادة أصلية أزلية لم يسبقها عدم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
السؤال مرة أخرى
ما هو دليلك المادي او التجريبي على أن المادة أصلية أزلية لم يسبقها عدم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مرة ثالثة
ما هو دليلك المادي او التجريبي على أن المادة أصلية أزلية لم يسبقها عدم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إذا لم تمتلكي دليل – وهذا ما اعترفتي به ضمنا في مداخلتك الثالثة - فإن هذا يعني أن الأصل الذي يقوم عليه إلحادك هو أصل ميتافيزيقي
أصل ميتافيزيقي لم يتم إثباته علميا ولن يتم كما قلتي ........... إذن أصل الأصول في الإلحاد هو أصل ميتافيزيقي
هل صدقتي الآن حين قلت في أول مداخلة أن أصل الإلحاد هو الميتافيزيقيا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يا زميلة عندما يأتي نصراني ويقول أنا موحد بالله ونكتشف أن أصل الأصول عنده ثلاث آلهة . فإن هذا يعني نهاية النصرانية كدين
وكذلك عندما يأتي ملحد ويقول أنا مادي وعندي المادة أصلية أزلية لم يسبقها عدم ..... وعندما يعترف أنه يستحيل إثبات ذلك ماديا . فإن هذا يعني نهاية الإلحاد
الخلاصة : الإلحاد = انتحار متواصل للعقل البشري .
الزميلة تقول (سيدي 10مرفوعة -43 من الثانية لاتنفي ولاتقول بالعدم أي اللامادة )
وهل أنا قلت غير ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل مداخلتك هذه خاصة بمناظرتنا نحن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أنا قلت بالحرف " الوجود الفيزيائي .. الشيء يكون موجود فيزيائيا – أي أن وجوده حقيقي – إذا كان مقدار طاقته الكلية مضروبا في فترة وجوده مساوٍ أو أكبر من ثابت بلانك ...
إذن يستحيل يستحيل يستحيل فيزيائيا إثبات وجود شيء قبل 10 أس -46 ثانية من عمر الكون .. هل كان قبل تلك اللحظة عدم محض ؟... هل كان قبل تلك اللحظة virtual particles ؟ سامحيني أنا لا أعرف وكذلك ستيفن هاوكنج وكذلك ليونارد سوسكايند وكذلك وايننبرج وكذلك أمي المسكينة ... وكذلك أنتِ بداهة
عند هذه النقطة تتساوى علومنا جميعا ونتوقف فورا .. إذن ما الذي يدفعك لقول ميتافيزيقي لا دليل مادي عليه وهو أن الكون لم يسبقه عدم ..؟ "
المشكلة هي معك أنت يا زميلة وليست معي أنا .......
المشكلة هي طرحك أنت .....
المشكلة هي نظرتك أنت .....
انت تُعلنين أنك مادية والمادة أزلية ............... ما هو الدليل المادي على الأمر بمنتهى البساطة ......... هل عندك جواب أم أنك ميتافيزيقية ............. لا بديل ثالث ....... انتظر قرارك !!
باقي كلامك في هذه النقطة سامحيني " سرد فاضي حاولت أن أتفهم ما علاقته بسؤالي المحوري في هذه المناظرة فلم أجد "
الزميلة تقول في نهاية السرد ( وهل سيكون لنا عقل ينتج لنا رياضيات اخرى اعمق تمككنا من الفهم اكثر وهل سنتخلص من سجن المادة الباريونية ونتحكم في غيرها ونستطيع فهم العالم والانتقال فيه ابعد وفهمه وحتى في عالمه الكون بالنسبة لى نحن في مشكلة وفي اول الطريق الذى لانهاية له )
هذا الكلام قرأته لكارل ساغان في أكثر من كتاب وقرأته لهاوكينج في الجراند ديزين ..
كلام سامحيني أبله تافه يقوم بترحيل المشكلة إلى حيث نكون غير موجودين .........!!
بالله عليكِ هل هذا حل يُقنع حتى طفل صغير .؟
الزميلة تقول (ولكن اذا لاحظت فانا لم اذكر كلمة شر اطلاقا ولاأؤمن بوجود الشر )
نعم أنت لا تؤمنين بوجود شر ومضطرة رغما عنك أن تقولي ذلك حتى يستقيم لكِ الحادك
معاناة والله أن يتبنى إنسان فلسفة يعاند من أجلها العقل والبديهيات
مشكلتك مع نفسك يا زميلة وليست معنا نحن .... لست صادقة حتى مع نفسك لكي يستقيم لك إلحادك ....... ما هذا الإلحاد الذي يفعل بك كل ذلك يا زميلة ؟؟؟؟؟؟؟
هداك الله
هل تعلمين أنه لو لم يكن يوجد شر ....... وكانت الامور حتمية مادية .......... ساعتها ستكون كل دساتير العالم وكل قوانين العالم وكل محاكم العالم لغو فارغ ..........!!!
بالمناسبة أكبر عدد من المحاكمات كان يجري في محاكم الدول الإلحادية .
الزميلة تقول (هل يمكن ان يكون لنا عقل بدون مادة اوان يوجد عقل قبل المادة )
مسألة أسبقية المادة على العقل هي مسألة سفسطية فلسفية قديمة وكان يطرحها الشُكاك والملاحدة وكان الفلاسفة يجيبون ويقولون أنه لو كان العقل فعلا من صور المادة فهذا يعني أن العقل متساوي عند البشر جميعا فأي صورة من صورة المادة لها قياسات محددة وثابتة .....
طبعا كما تلاحظين هذا سؤال فلسفي وأيضا إجابة فلسفية
أيضا علميا العقل والوعي كلاهما لا مادي وهذا كلام ليونارد ميلدنوف – رفيق هاوكنج في كتابه الأخير – سمعت هذا الكلام بأذني في أحد مقابلاته فالوعي ليس موجات .. ليس فوتونات .. ليست جسيمات يمكن أن تَصدر عن المادة .. أو يُصدر مادة
ثالثا لو افترضنا أن المادة تسبق الوعي فهذا يخالف القانون الثاني للثرموديناميك الذي يقول بتفكك المادة وتبردها لا تعقيدها وتحيزها في وعي
الزميلة تقول (للتوضيح المادة تنتج فينا تفاعلات مختلفة وانا عن نفسي احب ان انسجم مع اجملها )
يا إلهي ما هذا الكلام يا زميلة ؟؟
مَن أنتِ أصلا ؟؟؟؟؟؟؟
هل أنتِ شيء آخر غير المادة وتفاعلاتها ؟؟
الله أكبر
هل لكِ أصل آخر غير المادة ومفرداتها ؟؟؟؟
كيف تقررين أن تختاري بين الحالات المزاجية المختلفة .؟؟؟؟؟
من أنت أصلا سوى تلك التفاعلات والامتزاجات ؟؟؟؟
هل لكِ كيان آخر مستقل ....... من خلاله تقررين الإختيار بين الحالات المزاجية المختلفة لجسدك المادي ؟؟
هل لكِ كينونة اُخرى تحدد الأنسب لكِ بل وتختار من خلال المعطيات التي يتيحها جسدك معطى معين تستقر عليه وتُحفز جسدك للسير في ذلك الإتجاه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
صدقيني لا يوجد ملحد ولن يوجد ............. كل شيء فيه آية
لا إله إلا الله محمد رسول الله
صدقيني يا زميلة لا قيمة إطلاقا لجسدك المادي ولا لتفاعلاته ولا لذراته بل هو مُسخر تماما لكِ ....... أنتِ شيء والجسد المادي شيء آخر تماما ............................!!!
إذا ارتكب إنسان جريمة وأصر أنه فعلها بدون قصد .. هنا يسعى كل محامي لإثبات عدم القصد مع أنه بالمنظور المادي والعقلي الجريمة وقعت وانتهت على أرض الواقع والمجرم أيضا معترف أنه ارتكبها لكن يتدخل القانون لمعرفة القصد والنية ومعرفة حالة النفس أثناء ارتكاب الجريمة هل بقصد ام لا .. وهنا نضع النفس في مركز أعلى من الحقائق أعلى من الواقعة المادية المجردة فنحن في الحقيقة لا نحكم على ما حدث في العالم لكن نحكم على ما حدث داخل النفس .. فالحكم والعقاب والقانون كلها تضع النية والنفس في مركز أعلى من الحقائق المادية المجردة .......!!
الزميلة تقول (النسبة لدليك المحترم الدليل البيولوجى فقلت لك هو دليل اسميته انا بالمؤقت_ واعنى بها بكلمة مؤت شئ اخر_ فانا احتاج لكى اقبله ان افهم ايهما اسبق العقل ام المادة ثم بما ان الرياضيات هذه التى دلتنا على التشفيرالرباعى )
دليل مؤقت .............. تُرحلين القضية إلى حيث تكونين غير موجودة .......... ممممممممممم رائع
انا كافرة وملحدة لأنه ربما بعد ألف عام نكتشف أن التشفير الرباعي ليس دليل على الخلق المباشر ..........
تجعلين من المستقبل الغير معلوم سببا لكفرك المعلوم ............ هل هناك منطق أو علم أو عقل أو مادة يستوعب لهوك هذا .......؟
أنت تعاندين القضية الوجودية الأولى .. والقضية الأعظم في الوجود .. بحجة الغير موجود .....!!
يا إلهي
ثم ما دخلي أنا بالرياضيات والعقل والوعي – ومع ذلك أجبتك عن العقل والوعي – ما دخلي أنا بهذه الأمور في قضية يقينية أعلى ثبوتا عندي من وجودك الان
لان احتمال أن تكون الزميلة مجرد قفزات متتابعة لجرو صغير على لوحة مفاتيح لن يتجاوز هذا الاحتمال 4000 بتِ – عدد حروف مداخلاتك تقريبا – بينما التشفير الرباعي يحتاج إلى 3 مليار بِت – نيوكليوتيدة -
هل صدقتي الآن أن وجودك عندي لا يتجاوز واحد على مائة مليون من وجود التشفير الرباعي المعجز ...........؟
ثم تأتي وتقولين رياضيات ووعي ومصطنع ومكتشف وأفكار .... ما هذا الكلام يا زميلة .... !!!
ثم إن هذه القضية ليست تجريدا حتى نحسبها بالرياضيات ... أو نربط وجودها بوجود الرياضيات .
أنا أتحدث عن منظومة التشفير الرباعي ........... هذه حقيقة مطلقة في كل الكائنات .. في أول الكائنات وآخر الكائنات ... في أبسط الكائنات وأعقد الكائنات .... منظومة التشفير الرباعي C G T A
نظام واحد وطريقة واحدة وخطة واحدة تشمل كل الكائنات على وجه الارض تؤكد بما لا يدع مجالا للشك على وحدة الخالق ووحدة الطريق . . كيف قام الكائن بتشفير المعلومات داخل جسده ؟
ما أدراه بآلية التشفير الرباعي ؟
ولماذا يشفرها ؟
كيف يتسنى للتشفير أن ينشأ ؟
التشفير عملية خلق واعية .........
أقسم بالله لا أجد داع للعناد ولا وقت له !!
سأُحدثك عن جزئية أوكسيد النيتروجين NO هذه الجزيئة التي لا عقل لها ولا تطور فيها لأنها اتحاد ذرتين لا أكثر هذه الجزيئة تسير 100 ألف كيلو متر – مجموع الشعيرات الدموية في الشخص البالغ – لتحدد ضغط الدم ... تخيلي ان إشارة هذه الذرة جاءت خاطئة أو في غير موعدها .. هذا يعني موت فوري للانسان .. بل وذرة أوكسيد النيتروجين تتحل بعد عشر ثواني فقط من القيام بمهمتها ثم تأتي غيرها وهكذا .. تخيلي مهمة في غاية الخطورة تُوكل لذرة بلا عقل ولا حياة ولا يملك أوكسيد النيروجين أية بوصلة في طريقه بين الشعيرات والشرايين ولا يضل طريقه أبدا .. وهو ذرة بهماء لا تملك من سُبل التعقل البيولوجي شيئا ..!!
بالمناسبة المليارت من هذه الذرة لن تملأ هذه النقطة في نهاية الجملة . ومع ذلك لو ظهرت فجأة ذرتين مكان ذرة واحدة لصار ضغطك الآن 240/160 ...... هل يوجد احتمال واحد على مليار من الصدفوية هنا ؟
تخيلي طبقا لوظيفة اوكسيد النيتروجين فإننا لو حسبنا الأمر بالممصادفة فإنه سيحيا إنسان فقط لكل 300 مليار نسمة
وهذا الإنسان الوحيد سيدخل في احتمالات الوفاة المباشرة كل 10 ثواني – لأن اوكسيد النيروجين ينحل كل 10 ثواني - وسيكون الاحتمال أن يبقى على قيد الحياة لعشرين ثانية فقط هو واحد على 300 مليار .
صدقني الكفر بالخالق المُنعم المبدع العظيم هو أغبى شيء في هذا الوجود .. وهو أحقر قرار يمكن أن يتخذه أحد تجاه صاحب كل الفضل والخير والمنن والنعم عليه .....
إذا كان إشراك آلهة صغيرة مع الله – الابن والروح القدس في المسيحية والأصنام في الوثنيات الأخرى – هو شتم وسب مباشر لله كما في الحديث القدسي فما بالنا بالذي ينكر الله من الأصل .
إنا لله وإنا إليه راجعون .
الزميلة تقول (احترم كل الناس بدون استثناء وسعيدة لسعادة المؤمن وخاصة ان فكرة ومفهوم الالاه راقت له )
يا سلام
وكأن فكرة الإله شيء من بين الأشياء
الله الذي لا يُعرف وجود شيء بغيره .. هل مسألة وجود الله محل نزاع .؟ هل المُوجِد محل نزاع أم الموجود ؟ هل هناك عاقل يتردد في المُسبِب ؟ هناك عاقل يتردد في المُسبِب ؟ . هذه بداهة عقلية مركوزة في الأذهان فهي أعلى من القانون وعليها تقوم علوم الدنيا ومقاصد الغايات .. فما بالك وقد ثبت التدخل الإلهي والعناية الإلهية في كل شيء بدءا من الذرة وحركتها والإلكترون ومداره والكون وأفلاكه والإنسان وخصائصه والخليه وتكوينها والبروتين وتصنيعه والحياة والوعي بها ..!!
و البشرية كلها عبر الزمان وعبر المكان لم توجد بها قرية ولا نجع بغير إيمان بالله ولا يُعرف تاريخ الانسان الا في إطار الدين والإيمان بوجود الله ولم توضع فلسفات العالم ومحارات عقول العالم إلا من أجل التأسيس للدين ... والمنطق منذ أرسطو إلى يومنا هذا يدور في إطار وجود الله كقضية بديهية .. وجود الله قضية أزلية محسومة .. والفرق بين الإسلام وبقية أديان الارض أن الإسلام يقرر العبودية لله الواحد بينما البقية تقرر إشراك آلهة صغرى في الموضوع وصراع الأنبياء مع أقوامهم لم يكن حول وجود الله وإنما حول عبادة الله ... ثم تتحدثين عن الامر وكأنه فكرة وشيء من بين الاشياء ..... ماذا أقول بالله عليكِ ؟
إذا ظمأنا للماء فهذا أكبر دليل على وجود الماء وكلنا نظمأ للعدل والحق والخير فهذا يعني وجود العادل الحق كلي الخير ..........
صدقيني قلب كل ملحد نابض بوجود الله رغما عنه .. ولذا يقول الملحد زياد الرحباني "امريكا مع السنة وروسيا مع الشيعة، أما الملحدون فلهم الله"!
وفولتير أشهر ملحد عبر كل في أواخر حياته قام ببناء كنيسة بالقرب من قصره نقش على مدخلها " يا رب اذكر عبدك فولتير "وادعى أنها الكنيسة الوحيدة المخصصة لله وحده على هذه الأرض أما الكنائس الأخرى فهي مخصصة للقديسين ...
هل يعقل أن يكون وجود الله مجرد شيء بين الأشياء مجرد فكرة وأكثر حديث حتى منكري وجوده هو الحديث عنه .؟
إنا لله وإنا إليه راجعون
الزميلة تقول ( فكرة الايمان او الالاه فكرة محترمة ولااعتقد ان العلم سيجيب عن شئ )
هذا ببساطة لأن العلم هو وصف الظاهرة بغية تفسيرها لا أكثر
فالعلم يفكر في كيف تهضم المعدة الطعام وطريقة الهضم وخط سير الهضم وأنواع الإنزيمات التي تعمل على الدهون.. ولكن لا يتعامل مع لماذا يأكل الإنسان وما الغاية من أكله ولماذا يمتنع في لحظة ما عن الأكل ..!!
فهو أمور ليست علمية لأن العلم لا يستوعبها وليس لأنها غير مُهمة .. بل نستطيع أن نقول أن الأمور التي لا يستوعبها العلم هي الأصل وهي الأساس وما يستوعبه العلم هو الشيء الظاهري التافه .!
يصف الإمام أبو حامد الغزالي لكل موجود كالكتاب مثلا عللا أربع العلة المادية وهي الأصباغ والورق الذي صُنع منه الكتاب والعلة الظاهرة وهي شكل الكتاب وهيئته والعلة الفاعلة وهي المؤلف وصانع الكتاب والمنسق والعلة الغائية وهي الغرض الذي من أجله تمت كتابتة الكتاب .. والعلة الغائية تقع خارج نطاق العلم ولا يستطيع أن يُخبرنا بها إلا العلة الفاعلة .
ولما كان العلم لا يتعامل مع العلة الغائية تم إسقاطها من الحسبان لكن الحقيقة أن العلة الغائية هي الأصل ..!!
يا زميلة قديما ظهر سوفسطائيون ينكرون العلة الغائية اعتمادا على العلة الظاهرة وقد استهزأ سقراط بهم فقال أثناء محاكمته متهكما فقال :- ( إنني جالس الآن هنا لأن جسمي يتكون من عظام وعضلات والعظام عندما تتحرك والعضلات في استرخائها وتوترها ذلك جعلني قادرا على ثني أطرافي ولذا انا أجلس هنا في هذا الوضع المنحنى .... ) محاورة فيدون 97
فسقراط العلة الغائية لوضعه هذا هي أنه في محاكمة
أما العلة العلمية المادية لوضعه هذا هي شد العضلات والأوتار .......
الإلحاد سفسطة ووهم كبير
الخلاصة يا زميلة
أكثر الأسئلة أهمية وإثارة تقع خارج قدرات العلم ما معنى الخير والشر .. الصواب والخطأ ... النجاح والفشل ... المعنى واللا معنى .... القيمة ... الغاية .. مصدر القوانين .... لماذا الآن وليس قبل ذلك ..... ماذا قبل ذلك ...هذه أسئلة خارج نطاق العلم ليس لعجزالعلم وقِصر أدواته بل لأنها تقع خارج إطار العلم والمادة معا ..!!
الدين جواب لسؤال آخر لا يتعلق بالعلم ... فالعلم هو فقط تحليل للظواهر بغية تفسيرها .. والإنسان لم يتبن العلم إلا عندما علم أن الطبيعة تتبع قوانين ثابتة وإعداد بعناية وعظيم صنع وروعة خلق ولم يفعل العلم أكثر من إطلاق التسميات على هذه القوانين ثم حصد الجوائز نتيجة الكشوف العلمية ... فالنظام المدهش والقابلية للتنبؤ والإنضباط والمصداقية والتي لولاها ما قام العلم ..
من الذي يقف خلف القضية ككل .......!!
الله يقف وراء قصة العلم كلها
والخالق أراد منا أن نفهم الكون فخلق قوانين الكون ممكنة الإستيعاب ..
وقضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يُختبر الإنسان فيما هو دون ذكاؤه الفطري بكثير ....
الآن أفسر لكِ أول سطر قمت بكتابته في هذه المناظرة
الإلحاد والدين يقومان على التأصيلات الميتافيزيقية لكن الفرق أن الدين منتهى خبره الحِس بينما الإلحاد ليس كذلك ...
التفسير : إلحادك يقوم على حجة مادية – أزلية المادة –لا وجود مادي لها .. وبالتالي لا وجود لإلحادك
بينما يقوم الدين على حجة غيبية لها وجود مادي ووجداني وفطري وحسي وعقلي واستدلالي ونقلي
وبفضل الله شملت هذه المناظرة اختصارا هذه الأبواب .
هذه هي بداية القصة ونهايتها .
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ..... وأدعو الزميلة مباشرة للشهادة فهي الإستجابة المُثيرة للقضية الإنسانية الكُبرى والاستجابة الوحيدة للعقل والفطرة والوجدان والحس والنقل .
والحمد لله رب العالمين .