التسميات

الأحد، 23 سبتمبر 2012

2... الرد على بعض الشبهات على الطوفان ..


بعد كتابة المشاركة السابقة :
نقل أحد الزملاء اللادينيين ( سأرمز له بالرمز س ) الشبهات التالية :



1- كيف صنع نبى الله أكبر سفينة فى التاريخ فى تلك العصور الحجرية الأولى قبل عصر إكتشاف الحديد وإستخدامه.
2-هل كان يمكنه جمع كل حيوانات الأرض وتدبير غذائها ووضعها فى السفينة .
3- يذكر القرآن أن النبى نوح لبث فى قومه قبل الطوفان 950 عاما . اليس فى ذلك مخالفة للحقائق العلمية التى تؤكد أن عمر الإنسان لم يكن فى يوم من الأيام بهذا المقدار؟
4-كيف يمكن أن تغرق الأرض بما يفوق كمية المياه على سطح الارض
ولتوضيح تلك النقطة . أنت تعلم ان الماء لكى يرتفع مترا واحدا عن سطح الإرض يجب أن ينبسط أولا بمقدار هذا المتر فى كل بحار الأرض ومحيطاتها ولكى تطول المياه قمم الجبال يجب أن تنبسط المياه فى كل بحار الأرض ومحيطاتها بنفس الإرتفاع . وهذا من المستحيلات علميا فلا وجود لماء على سطح الإرض يكفى لذلك . 
5-كما أن القرآن يقول " وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودى "
فكيف تبلع الأرض مثل هذا القدر من الماء وهى التى لا تبلع مياه البحار والمحيطات ؟ وأين يذهب هذا الماء لو إبتلعته الإرض ؟

فكانت الإجابة المطولة كالآتي :
------- 

الزميل س ..
أسعد في هذه المشاركة بتقديم مُلخص لإعجازات القرآن في موضوع الطوفان وسفينة نوح عليه السلام :
وذلك في صورة مُركزة : وفي نقاط (واضحة) مع إضافة الكثير من المعلومات غير ما ورد بالأعلى أيضا ً:
حيث يبدو أن البعض قد يتشتت في وسط الكلام ..
أو وربما قعدت به قدرته على الاستنباط : عن مرادات السياق ..

فأقول وبالله التوفيق ..
(والمعلومات من أكثر من مصدر موثوق من النت : فما لي إلا التجميع والترتيب) ..

1...
ذِكر القرآن لقصة الطوفان : هي إشارة موثوقة لحدوث الطوفان بالفعل !!..
لأن العلماء الغير مسلمين أنفسهم : تعودوا أن ما يذكره القرآن الكريم : يكون هو الحق والفيصل !
(كما ذكر لقب فرعون ولم يجعله ملك .. وكما ذكر جبل الجودي هنا ولم يجعله أرارات فخالف بذلك اليهود إلخ) ..
وقد وردت قصة الطوفان في أمم كثيرة في مشارق الأرض ومغاربها (مع تحريف كل أمة لها بالطبع) ..
والسبب : وسطية موقع البلاد التي ضربها الطوفان بين الأمم والحضارات القديمة ..
وهذا اسم بطل القصة كما ورد في تلك الحضارات :

>> فهو في مخطوطات اليهود نوح .. ولا يُصرح العهد القديم ولا التوراة الحالية بأنه كانت له رسالة من الله !
(ولكن جاء في التلمود وميدراش وتنحومة نوح : أنه كان يعظ قومه) ..
>> وهو عند البابليين أتنابشتم Utnapishtim : وذلك كما في ملحمة جلجامش ..
>> وهو عند الهندوس مانو ..
>> وهو عند الصينيين فوهي ..
>> وهو عند اليونانيين بروميثيوس Prometheus ..
>> وهو عند قبائل الأزتك بالمكسيك : تابي TAPI ..

2...
تفرد القرآن الكريم بأن الله تعالى سيترك السفينة آية للعالمين !!..
وهذا تحدي غيبي واضح لا يحتاج لتأويل !!..
يقول عز وجل :
وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا : آيَةً !!.. فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ " القمر 15 ..
فأَنْجَيْناهُ وأَصْحَابَ السّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَآ : آيَةً لّلْعَالَمِينَ " العنكبوت 15 ..

في حين لا يرد ذلك في التوراة الحالية (العهد القديم لدى النصارى أيضا ً) ..
ولا حتى بالإشارة ..!
وأما ما يمكن فقط أن ( يقترب ) من النص القرآني من كتب اليهود الأخرى :
هو ما جاء في سفر أخنوخ 67 من الكتب المخفية الأبوكريفا : حيث يقول الرب :
سأضع يدي على السفينة وأحفظها " ..
والحِفظ لا يُعطي معنى جعلها (آية) وقول الله تعالى بعدها : " فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ " ؟!

3...
أما بالنسبة لتحديد مكان رسو واستقرار السفينة ..
فقد كان للقرآن الكريم (كالعادة) : اليد الطولى والنهائية للفصل في ذلك !!..
فبقدر ما أجمعت كتب اليهود والنصارى الحالية على أن الاستقرار يكون في جبال أرارت :
بقدر ما أصابتهم الدهشة أن يأتي اكتشاف السفينة على جبل الجودي !!..
وهو بالضبط نفس ما أخبر به القرآن ..!
واكتشف العلماء ذِكره في التوراة الأرامية القديمة (الترجوم) باسم (كادو) .. أو الجودي ..
(الستة نصوص الأساسية للتوراة : اليشيتا : الفولجانا : السبعينية : السامرية : الترجوم : القياسية العبرية)

فقد جاء في سفر التكوين 8 : 4 من العهد القديم الذي بين أيدي اليهود والنصارى :
وتعاظمت المياه كثيرا جدا على الأرض : فتغطت جميع الجبال الشامخة التي تحت كل السماء ..
واستقر الفلك في الشهر السابع في اليوم السابع عشر من الشهر : على جبال أراراط " ..!!
ونلاحظ هنا كلمة (جبال) !!.. إذ أرارات بالفعل أكثر من جبل !!.. 
فكيف ترسو السفينة عليهم ؟!.. في حين جاء في القرآن صراحة ً:
وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ " هود 44 ..!

فيلم "رون وايات" الوثائقي يحدد موقع السفينة بالجودي كما هو مكتوب في هذه اللقطة ..

اسم الفيلم الوثائقي كما يظهر في بداية الشريط ..
وأما جبل أرارات :
فقد اكتشفت بعثة فريق علمي روسي (حسب ما روت وكالة انترفاكس الروسية في إبريل 2005 م) :
أنه جبل بركاني !!.. أي : يستحيل أن يكون به بقايا سفينة خشبية أو غيرها : لتعرضها حتمًا لصهارة البركان :
والذي كانت آخر ثوراته عام 1840 م !!..
وهي بعثة مركز كوزموبويسك للأبحاث العلمية "Cosmopoisk scientific research center"
ومما ذكرته هذه البعثة أيضا ًأن ما ظنه الناس أخشاب متحجرة من السفينة في جبل أرارات كما ادعى الإنجيليون للانتصار
للعهد القديم زورا ًوكذبا ً: لم يكن سوى نباتات متحجرة بفعل النشاط البركاني سالف الذكر !!..
ومن ذلك أيضا ًمحاولتهم للتدليس بوضع بعض الأخشاب في جبل أرارت : ثم تم كشف 
ذلك التلاعب فيما بعد :

4...
التعبير القرآني كان دقيقا ًفي وصف (استواء) السفينة على الجودي !!..
بخلاف العهد القديم الذي وصفها بـ (الاستقرار) .. حيث الاستقرار : لا يعني بالضرورة الاستواء !!..
فيمكن للسفينة أن تستقر على الجبل ولكن : مع ميول بها ..
أما الاستواء : فيعني بجانب الاستقرار : اتزان : وهذا الأوقع لرعاية الله تعالى لمَن في السفينة : فقد وصلت
بعناية الله تعالى إلى هذه النقطة : في تمام الاستواء والاتزان : لينزلوا منها بسهولة ويسر ..
وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُر : تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا : جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (أي جزاءً لصبر نوح الذي كذبه قومه) "
القمر 14 ..

وقد دل على تمام ذلك الاستواء : أن الأرض التي كانت فيها السفينة : كانت أرضا ًمستوية لفلاح تركي يُدعى :
رشيد سرحان .. فلما وقع بجنوب تركيا زلزال عام 1948م : جعل جزءا ًمن الأرض المستوية التي كان يزرعها
ذلك الفلاح التركي : يرتفع فجأة : فظهر شكل السفينة أو طابع السفينة الكبيرة !!!..
وصدق الله العظيم !!..

الفلاح التركي رشيد سرحان مكتشف السفينة ..

صورة لموقع السفينة فوق جبل الجودي وعليها فريق البحث وصغر حجمهم على السفينة ..

5...
وهناك إعجاز آخر لإشارة القرآن لأن وجود نوح ومَن معه : كان بداخل السفينة :
وليس على سطحها كما قد يتخيل البعض !
وهذا متوافق مع وصف الطوفان العظيم الذي حل بالناس في هذا الوقت بالموج الذي كالجبال !!..
يُشير الله تعالى إلى ذلك بقوله :
فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ : زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ " المؤمنون 27 ..
حيث تعبير : اسلك فيها : يدل على الإدخال وليس الركوب بأعلى سطح السفينة ..

وللمقارنة بين القرآن وواقعيته : وبين عجائب ما ذكره وتناقله اليهود : فقد جاء في كتاب :
قصص اليهود للكاتب لويس جنـزبرج - المجلس الأعلى للثقافة ص158 : أن سفريّ "باروك" و"زوهار" :
ذكرا أن نوحًا لما أراد أن يأخذ من كل شيء زوجين هكذا بالعموم : فقد سمح للكذب بالدخول : على شرط
أن يصطحب معه سوء الطالع !!.. وكذلك لم يستطع نوح أخذ حيوان الريم معه لضخامة حجمه : فربطه نوح
إلى الفلك : ليجرى هذا الحيوان خلف الفلك !!.. كما لم يتمكن من أن يجد مكانًا للملك العظيم أوج : والذي
كان ملكًا لمنطقة باشان : فجعله يجلس آمنًا على قمة الفلك !! >

6...
وأما بالنسبة لحجم السفينة وشكلها :
فجاء القرآن معجزا ًكالعادة ..
فقد ورد ذكر السفينة في القرآن ثماني مرات بوصف : الفلك ..
وهو نفس ما جاء في العهد القديم والتوراة ..

والفَلْكة لغةً (وكما في لسان العرب) هي : المكان المستدير المرتفع من الأرض .. والفَلَََك هو المدار الواسع ..
وأما الفُلك قياسًا : فاصطـُلح للسفينة الكبيرة ..
وهو ما تحقق إذ تبين أن طول سفينة نوح المكتشفة هو : 550 قدمًا !!..
أي أكبر من أكبر سفينة خشبية عرفها الناس إلى اليوم : وهي السفينة الأمريكية وايومنج 330 قدمًا فقط !
وهي من سفن القرن التاسع عشر !!!..

ولكن أخطأت التوراة بذكر طول وعرض هذا الفلك !!!..
إذ نجد فيها أن الطول كان : ستة أضعاف العرض !!.. فهي إذًا : مستطيلة جدًّا !!.. وهم يرسمونها كذلك !

صورة فلك نوح كما كان يرسمها اليهود والنصارى في كتبهم ويتخيلونها ..

ولذلك يسمونها بالإنجليزية Noah’s ark : أي تابوت نوح .. والتابوت : هو صندوق مستطيل !!..
ولو واجهت مثل هذه السفينة أمواجًا عاتية لانفلقت !!.. لأن المقدمة مستوية .. هذا ما يؤكده علماء هندسة
السفن والديناميكا المائية hydrodynamics. و هذا أيضاً ما ذكره الفيلم الوثائقي الأمريكي المذكور !

وأما القرآن الكريم ..
فتميز عن العهد القديم بأنه في حين ذكر الفلك كما قلنا ثماني مرات للدلالة على عظيم حجمه : فقد ذكر
وصف السفينة له مرة ًواحدة : ليُدلل على الشكل المدبب المعروف للسفن !!!..
فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ : وَجَعَلْنَاهَا : آَيَةً لِلْعَالَمِينَ " العنكبوت 15 ..
حيث يؤخذ اسم السفينة أصلا ًمن كلمة السَفْن : أي القشر في المعاجم أي أنها : تقشر وجه الماء لمقدمتها المدببة ..

>وهكذا نرى إعجاز القرآن في ذكر : بقاء نوح ومَن معه في : داخل السفينة ..
وإعجاز القرآن في الإشارة إلى ضخامة السفينة 
> مع تحديده لشكلها وليس كما جاء في تحريفات أهل الكتاب ..

7...
البناء المُعجز للسفينة والنسب الهندسية المدهشة التي فيها !!..
جاء في سفر إخنوخ : وهو أحد أسفار أهل الكتاب المخفية (الأبوكريفا) :
أن الذي صنع السفينة لنوح عليه السلام : هم الملائكة !!!..
وأما القرآن : فقد كان أعم من ذلك التحديد المشكوك فيه : وإن أبقى على التدخل الإلهي أيضا ًفي وحيه
لنوح بتفاصيل هذا البناء المدهش !!.. حيث يقول الله عز وجل :
وَاصْنَعِ الْفُلْكَ : بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا " هود 37 ..!

فبعد أن تم الكشف على تركيب وشكل السفينة : وجد العلماء أنها تحتوي على الثوابت الرياضية الدقيقة
كالـ (باي) والـ (الفاي) في هندسة بنائها !!!..
وأشار الفيلم الوثائقي إلى أنها نفس النسب الموجودة في توزّع حبيبات الزهور !!.. ودرجات انحناء قرون الغزال
والأيائل !!.. وفي انحناء أمواج البحار !!..

صورة توضح استخدام الباي والفاي في صنع السفينة ..

وذكر كذلك الفيلم الوثائقي سالف الذكر : أن هذه السفينة كان لها في أسفلها تجويف يسمى " شق القمر " ..

رسم كروكي يوضح عدم استقرار السفينة فوق الموج لو لم يكن بأسفلها تجويف شق القمر ..

وفائدته أنه يعمل أولا ًعلى التهوية : مع حركة الماء أسفل وأعلى .. كما أنه يعمل على امتصاص قمم الأمواج الحادة :
فلا تميد السفينة ميدا ًحادا ًفتغرق !!.. و هو المنطقي والمتوقع من الوحي المعجز من الله تعالى لنوح عليه السلام لكمال
شكل تلك السفينة الضخمة التي ستواجه أمواجا ًكالجبال بغير :هيكل معدني شراع محرّك : بل والقبطان البشري !!..

8...
أما بالنسبة لمراسي سفينة نوح عليه السلام : فهي رسمت للباحثين خط سير السفينة الأخير فوق الجبال قبل استوائها
على الجودي !!.. يقول تعالى :
بِسْمِ اللَّهِ : مَجْرَاهَا .. وَمُرْسَاهَا " هود 41 ..

فقد ذكر الفيلم الوثائقي الحديث على لسان الباحث الأمريكي ديفيد فاسولد DAVID FASOLD : أنهم وجدوا
عددا ًكبيرا ًمن الصخور المستطيلة الضخمة : والمنحوتة بشريا ًذات التجويف من أعلى (وهو شكل مراسي السفن القديمة)
والتي يصل وزن أحدها لأربعة أطنان : وجدوها منتشرة في خط سير واحد في بعض القرى المجاورة لموقع الجودي !!..

صورة تبين إحدى مراسي السفينة ..

والغريب أن هذه القرى تقع على ارتفاع 6000 مترًا من سطح البحر !!.. فما الذي جاء بها إلى هذا المكان ؟!!..
وسبحان الله العظيم !!!..

9...
ولا يقف إعجاز القرآن عند ذكر المراسي فقط (وهو ما لم يذكره ولو بالإشارة أي مصدر ثاني غير القرآن) ..
بل نقف مندهشين أمام ذكر القرآن أيضا ًللـ (دُسر) !!.. وهي المسامير (البرشام) المعدنية الضخمة rivets !!!..
وبالطبع طرأ عليها تغيرات مع الزمن مع تداخل مادة السيليكا معها من محيط السفينة الرملي ..

وكانت بعثة الباحث الأمريكي رون وايات RON WYATT هي أول الملتفتين لذلك في أواخر سبعينات
القرن العشرين : حين استخدموا لأول مرة جهاز كاشف المعادن Metal detector والذي يشبه كاشف
الألغام .. حيث وجدوا ترسبات معدنية داخل الجدران .. ثم عاودوا الكرة عام 1984م : وبأخذ عينات من تلك
الترسبات وتحليلها في معامل مختصة : تبين أنها خليط معدني من صنع الإنسان !!..
فسبحان مَن سبق كل هذا بإشارته إلى (الدسار) وهو المسمار في بناء تلك السفينة كما في الآية :
وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ : أَلْوَاحٍ .. وَدُسُرٍ " القمر 13 ..

صورة توضح استخدام كاشف المعادن للكشف عن الدسر ..

طريقة أخرى حديثة للكشف عن المعادن : تعطي شكل السفينة ..

صورة حفرية لدسار معدني في تكوين السفينة ..

الدسر المعدنية وقد تحولت إلى متحجرات وحفريات ..

10...
وكما ذكرنا إشارة القرآن البليغة للدُسر : فقد جاء في نفس الآية أيضا ً: ذكر الألواح الخشبية :
وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ : أَلْوَاحٍ .. وَدُسُرٍ " القمر 13 ..
والألواح الخشبية الضخمة : تختلف عن مجرد (جذوع الأشجار) !!.. إذ أنها تعتبر من نحت الإنسان ..
وبذلك يتميز القرآن أيضا ًفي وصف دقيق لهيئة السفينة وحسن تكوينها وتشكيلها من الألواح :
وليست مجرد جذوع أشجار ضخمة كما كان منتشرا ًفي ذلك الماضي البعيد ..!
وقد تحجرت الألواح الخشبية هي الأخرى وآثارها بإحلال السليكا الرملية فيها selicificatoin

آثار الألواح الخشبية في طابع السفينة بالجودي ..

لوح خشبي متحجر من ألواح السفينة ويلاحظ أنه مسطح غير أسطواني مثل جذوع الأشجار ..

وهذا لوح خشبي آخر متحجر من ألواح السفينة ..

11...
وهنا شبهتان تتعلقان بالدُسر .. وهما :
الأولى : أنه جاء في بعض التفاسير أن الدُسر : هي الحبال ..
الثانية : ادعاء البعض أنه لم يكن هناك استخدام وتطويع للمعادن في ذلك الزمن ..

أما الشبهة الأولى ..
فقد أخطأ المفسرون الذين اختاروا معنى الحبال للدُسر .. حيث الدَسْر يأتي بمعنى الدفع بقوة ومنه التثبيت ..
فلما لم يكن لهم علم ٌبحال السفينة : فقد خالفوا مَن قال بأن الدُسر هي المسامير ..
وعند الرجوع للمعاجم اللغوية الكبيرة المعتمدة كلسان العرب وتاج العروس مثلا ً:
نجد أن الدسار : هو المسمار المعدني .. كقول القائل : دسرته بالرمح دسراً : ولم يقل طعنته : كأنه قد مسمره
بالرمح !!..
وأما وقد تبين لنا الآن هذا المعنى (أي الدُسر هي المسامير) : فيتبين لنا خطأ مَن قال اجتهادا ًأنها الأحبال :
وصواب مَن قال أنها المسامير .. (والمسامير بالطبع أوقع وأكثر منطقا ًللحفاظ على سفينة في وسط هذا الطوفان
العظيم) !!..

وأما الشبهة الثانية :
فقد اكتشف أخيرًا أن الإنسان استخدم بل وصهر خامات المعادن : منذ مائة ألف عام على الأقل !!..
وذلك كما في مجلة العلوم الأمريكية عدد سبتمبر 2005م ص 49 ..
وكتاب : "من مرحلة لوسي إلى مرحلة اللغة " تأليف دونالد جوهانسون بليك إدغار .. ترجمة إياد ملحم :
منشورات المجمع الثقافي بأبي ظبي ص 175 ..
------

والآن ...
إلى أي مدى جاء القرآن معجز من كلام الله عز وجل يا زميل س ؟!!..
وللعلم :
لدي الكثير من التفاصيل والمراجع والمواقع على النت :
والتي لم أذكرها لعدم الإطالة أكثر من ذلك .. ولكني أقول :
وبجانب كل ما ذكرته بالأعلى : فسأختم لك بالتالي :

1...
أنت قلت :


1- كيف صنع نبى الله أكبر سفينة فى التاريخ فى تلك العصور الحجرية الأولى قبل عصر إكتشاف الحديد وإستخدامه.

وجوابه جاء بالأعلى ...

2...
وأنت قلت أيضا ً:


2-هل كان يمكنه جمع كل حيوانات الأرض وتدبير غذائها ووضعها فى السفينة .

أقول :
ولم يأت في القرآن ما تقول : فتنبه !!..
لقد ذكر لنا القرآن أن نوحا ًعليه السلام : أ ُرسل إلى قومه فقط ..
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىَ قَوْمِهِ : إِنّي لَكُمْ نَذِيرٌ مّبِينٌ. أَن لاّ تَعْبُدُوَاْ إِلاّ اللّهَ : إِنّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ " !!..
وهذا من أهم فوارق القصة القرآنية عن غيرها : ولقد أشار إلى ذلك الدكتور الفرنسي موريس بوكاي في كتابه الماتع :
(التوراة والإنجيل والقرآن والعلم الحديث) ..
وعليه : فلم يكن نوحا ًعليه السلام مُطالبا ًبأن يحمل معه من كل حيوانات الأرض !!!.. فهذا الفكر هو من موروث
اليهود والنصارى وما تفرع عنهم من أساطير بعد ذلك في سائر الأمم ..!
ومعلومة : قد وجدت البعثات المتتابعة على موقع السفينة : فضلات حيوانات متحجرة أيضا ً!!!..

وأما بالنظر في المناطق محل كارثة الطوفان :
فنجدها أقوى ما تكون في المنطقة بين شمال إيران وشرق تركيا تقريبا ً:


وهي منطقة تتوسط العالم القديم بل : كان يقال قديما ًبأن مَن يتحكم فيها يتحكم في العالم !!..
وهذا يُفسر لنا انتقال قصة نوح عليه السلام في أمم الأرض شرقا ًوغربا ًمع التحريف في الكثير من تفاصيلها بالطبع !!..
وأما حدث الطوفان نفسه الذي اجتاح تلك المنطقة :
فقد وصلت آثاره تقريبا ًلكل سواحل الأرض !!!.. وعليه ساعد ذلك في تأصيل القصة لدى أمم الأرض كما
قلت : ومع ما وصلهم من أخبار بعد ذلك عن نوح وقومه ومَن نجا معه عليه السلام ..

إذا ً: الطوفان لم يكن بكامل شدته في كل الأرض .. وإنما تمركز في المنطقة التي ذكرت ..
وهذا مُشاهد في الكثير من الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين وغيرها : فقد تصل آثارها لمئات أو آلاف الأميال !
يمكن الاستزادة من المشاركة 12 لي على الرابط التالي :

وبإعادة النظر في تلك المنطقة التي تأثرت بالطوفان أكثر من غيرها :


نرى آثار الطوفان تظهر جلية فى أربع مدن بالذات وهم : أور ـ أريش ـ شورباك ـ كيش !!..
حيث يُعتقد أنه ضربهم طوفان من 3000 : 4500 عام قبل الميلاد ..

فمدينة أور :
وهي أقدمهم (وتعرف اليوم بتل المكيار) : والتي يعود تاريخها إلى عام 7000 قبل الميلاد :
فقد تعاقب عليها الكثير من الحضارات : وبالحفر في طبقاتها : وجدوا مدينة ًكاملة ًمدفونة ًتحت الطمي !
ولا يُفسَر ذلك إلا بطوفان رهيب أتى على المدينة بأكملها !!.. وهذا ما اكتشفه عالم الآثار (سير ليونارد وولي)
في حملة تنقيبه التابعة للمتحف البريطاني وجامعة بنسلفانيا عام 1928م في المنطقة الصحراوية بين بغداد والخليج
العربي !!.. حيث فصل طمي الطوفان بين حضارتين : بين مدينة أور السومرية : ومدينة العبيد الأشورية ..

ومدينة كيش :
وهي إحدى مدن بلاد الرافدين وهي مدينة كيش السومرية المعروفة اليوم بـ (تل الأحيمر) .. حيث تم الكشف
أيضا ًعن آثار للطوفان : تم وصفه في الحضارة السومرية القديمة ..


ومدينة شورباك :
وهي المدينة الجنوبية في بلاد الرافدين والمعروفة اليوم بـ (تل الفرح) .. وتحمل أيضاً دليلاً واضحاً على الطوفان
من خلال الأبحاث الأثرية التي قام بها أريش سكمرت من جامعة بنسلفاينا في هذه المدينة من عام 1920ـ1930م
حيث كشفت التنقيبات الأثرية عن ثلاث طبقات من المساكن التي امتدت في عصر ما قبل التاريخ إلى الأسرة
الحاكمة الثالثة كمدينة أور (2112ـ 2004) قبل الميلاد .. وبها دلالات على حضارة قائمة في نهاية الألف الرابع
قبل الميلاد ..

ومدينة أريش :
حيث حملت هي الأخرى آثارا ًللطوفان في مناطقها الأثرية ..

3...
وأنت قلت زميلي :


3- يذكر القرآن أن النبى نوح لبث فى قومه قبل الطوفان 950 عاما . اليس فى ذلك مخالفة للحقائق العلمية التى تؤكد أن عمر الإنسان لم يكن فى يوم من الأيام بهذا المقدار؟

وأسأل :
هل عندك علم (أكيد) بعمر البشر الأوائل ؟!!.. بل :
هل عندك (كـ لا ديني) : علم أكيد : بحفريات أول إنسان أين هو ؟!!..
وماذا كان عمره ؟!!..
فإذا لم يكن لديك فلا تفترض وتتخيل وانتظر إنا منتظرون !!!..
وما أسهل ما رد به الأخ متروي عليك فقال : أن الأمر لو كان معجزة ًمن الله لنوح عليه السلام :
أن وهبه من طول العمر ما يتيح له مثلا ًالدعوة إلى الله في وسط هذه المساحة الشاسعة من قومه ؟!!..
فماذا في هذا ؟!!..

بل أزيدك : جاء في أصح الأحاديث أيضا ًأن عمر آدم عليه السلام : كان ألفا ًمن الأعوام : ثم انتـُقص منه
سبعون عاما ًكتبها الله لداود عليه السلام ؟!!!..
فهل لديك اعتراض ؟!!!..
بل : وجاء أن طول آدم عليه السلام : كان ستين ذراعا ًفي السماء !!.. وأن الخلق ما زال ينقص
إلى اليوم !!!..

4...
وأنت قلت أيضا ً:


4-كيف يمكن أن تغرق الأرض بما يفوق كمية المياه على سطح الارض
ولتوضيح تلك النقطة . أنت تعلم ان الماء لكى يرتفع مترا واحدا عن سطح الإرض يجب أن ينبسط أولا بمقدار هذا المتر فى كل بحار الأرض ومحيطاتها ولكى تطول المياه قمم الجبال يجب أن تنبسط المياه فى كل بحار الأرض ومحيطاتها بنفس الإرتفاع . وهذا من المستحيلات علميا فلا وجود لماء على سطح الإرض يكفى لذلك .

أولا ً:
لم يقل القرآن أن الطوفان عمّ كل الأرض !!.. هذا في كتب اليهود والنصارى : فتنبه مُجددا ً!!..
وإنما أصل الكارثة : هو الذي كان في منطقة قوم نوح عليه السلام ..
ومعلوم أن أي ارتفاع في سطح الماء (وخصوصا ًبالقدر الهائل الذي وصفه الله عز وجل) :
يؤثر على سواحل العالم كله الأقرب فالأقرب ..
فماذا لو كانت أحداثه عالميه مثل كثرة المطر وانفجار الأرض بالماء الساخنة ؟!!..

وقد رأينا تسونامي قبل ذلك ..
وأ ُحيلك هنا إلى السيناريوهات المذكورة في مشاركتي الأولى عن احتمالات حدوث ذلك ..
فإذا كان لها احتمالات واقعية مقبولة : فهي عندنا أوقع وأوقع بما قاله الله عز وجل من فتح السماء
والأرض بالماء !!!..

وقد جاء في تفسير قوله تعالى " حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ " عن ابن عباس وعكرمة والزهري
وابن عيينة أن التنور هو : سطح الارض !!!..
ونحن نعلم الآن أن باطن الأرض : يموج بالحمم البركانية كالتنور تمامًا !!..
كما أن مصطلح الفوارات Geyzers جيولوجيًّا هو : عيون الماء الساخنة التي تفور في الهواء !..
وما زال العلم يُثبت لنا في كل يوم صدق القرآن ودقة ألفاظه !!!..
وهو ما تناقلته كتب اليهود المخفية من مرور كل قطرة ماء على جهنم !!.. كما تحدثت الكثير من
حضارات العالم القديمة عن دمار ٍحل بالأرض نتيجة زلزلة ونيران وحرارة : أعقبها سقيع !!!..

والخلاصة : أنك لديك زميلي سفينة ًيالفعل : فوق جبل يعلو مستوى سطح البحر بـ 2000 متر
اليوم ؟!!!.. فما هو وجه اعتراضك ومحله من الإعراب يا ترى ؟!!..
فهل حملها الناس حملا ًمثلا ًلوضعها في ذلك المكان ؟!!..
أم أن سفن الماضي كانت تبحر في الجبال ؟!!..
أم أن السفينة قد مشت على قدميها لهناك في اعتقادك ؟!!.. (هذا غير المراسي الأخرى في القرى
القريبة من موقع السفينة كما أشرت على ارتفاع يصل لـ 6000 متر) !!..

5...


5-كما أن القرآن يقول " وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودى "
فكيف تبلع الأرض مثل هذا القدر من الماء وهى التى لا تبلع مياه البحار والمحيطات ؟ وأين يذهب هذا الماء لو إبتلعته الإرض ؟

هذا سببه فهمك الخاطيء لعالمية الطوفان الذي كان بنفس قوته في الأرض بأكملها وإلا :
فأين ذهب ماء تسونامي بعد أن أغرق مئات الجزر الإندونيسية ودمرها ؟!!..
هل شربه القوم بعد ذلك مثلا ًليتخلصوا منه ؟!!..

وأخيرا ً:
سبحان مَن جمع في كلمات ٍقليلات ٍمتفرقات من قصة الطوفان ونوح عليه السلام :
ما يجد المرء أخباره متفرقات في عشرات الأمم واللغات وأماكن وأزمنة مختلفة : لا يُتخيل اجتماع واحد على
الألف منها حتى للنبي صلى الله عليه وسلم في زمنه (ومعظم الكتابات احجار وقراطيس ومخطوطات
كبيرة الحجم كما تم العثور عليها اليوم) : بل وهو الذي لم يعرفه قومه يوما ًقارئا ً!!!..
بل ولو افترضنا (جدلا ًفقط) أن كل ذلك تيسر للنبي :
فما هي الآلية التي كان يقوم بها بتمحيص مئات المعلومات المغلوطة لاستبقاء الصحيح فقط : بل :
بل وإضافة من التفاصيل ما لم تحمله أي حضارة أو كتابة من الأمم السابقة ولا حتى اليهود والنصارى ؟!..
(جاء في كتب اليهود والنصارى ان علامة رضا الرب بعد انتهاء الطوفان وخروج نوح وزوجته وأولاده :
قوس قزح !!.. وكأن قوس قزح والشمس لم يكونا موجودان من قبل !!.. هذا غير اختلافات كثيرة جدا ً
في قصص كل الأمم مع القرآن : أعرضت عن ذكرها لعدم الإطالة كما قلت) ..

والحمد لله رب العالمين الذي برحمته يزيدنا يقينا ًكل يوم !!..