(تعقيب مفيد) : ردود ومسائل في القدر والإيمان ..
رأيت من الفائدة هنا ان أذكر تساؤلات أخت فاضلة عن القدر والإيمان :
وإجاباتي عليها .. والله المستعان ..
1- مسألة القدر هذه حيرتني كثيرا، و أنا يا شيخي ألفاضل أجد مقولة الجبرية لها وقع كبير برأسي و إن كنت إتعوذ من إلزاماتها، فان كنت بمواهبي و مساؤي و مولدي و ظروفي ثم توفيق الله لي محكومة، و إن كنت لا أرمي لكن الله يرمي، و إن كان التوفيق من الله و الهبة منه، فكيف لا أكون محكومة بالجبر؟ و أين يقع الحد الفاصل بين حريتي كمكلفة و بين أفضال وتوفيق الله لي ثم اختياره لكل ما حولي بما فيه شخوص الناس المؤثرين بحياتي، أقول أحيانا، لعل لكل منا امتحان خاص اعده الله له، لكن حتى هذا لا يكفي، و النصوص التي تؤكد نسبة الفضل الأول بالهداية لله، إن كان الأساس من الله فأنا كإنسان مسلم إن يقع مني الفعل الذي استوجب الجنة؟ أين*
و الكافر إن افتقد هداية الله و منته، كيف يستوجب النار؟
أقول :
الجبر : هو أن تقومي باختيار أجبرتي عليه .. مثال :
أنت تسيرين في الشارع : فتجدين ورقة بمائة دولار على الأرض ...
فهل يُجبرك أحد الآن على أخذها أو تركها ؟!!!..
فالموقف نفسه : من تقدير الله تعالى لإظهار ما يعرفه منك ِ...
وأما الاختيار : فهو بيدك أنت ( ولن يخرج عما يعرفه الله منك ِ) ..!
فلو قلتي : لا .. يمكن أن أفترض أن الله جبرني على أخذها : بموقف وضعني فيه وهو مرض أمي أو ابنتي مثلا ًأو زوجتي : وحاجتي الملحة لمال الآن : وإلا فقد تموت ...
وأقول :
هذا أيضا ًامتحان من تقدير الله تعالى .. وليس جبرا ًفي شيء ..
فليس كل مَن وضع في هذا الموقف سرق أو نهب إلخ أو خان الأمانة .. ورُب حافظ للأمانة كانت عاقبته الحسنى بما لا يحتسب .. ولكن هذا أيضا ًمن أقدار الله .. فقد يؤدي الأمانة وتموت زوجته أو ابنته أو أمه : وهنا : هذا امتحان آخر : فهل لم يكن يعلم أن لكل واحد منا أجل مضروب من قبل أن يولد ؟!!.. ولو لم يمت بهذه لمات بغيرها ؟؟...
فهذا امتحان بموت القريب والحبيب : مثله مثل أي واحد غيره ..
أيضا ًممكن أن يأخذ المائة دولار : ويعد ذلك ضرورة على أن يتحمل تبعاتها على نفسه .. سواء في الدنيا أو الآخرة إن لم يتب أو يعتذر من صاحبها أو يزكي عنه إلخ ..
والخلاصة والشاهد :
أن أقدار الله تعالى جد متشابكة إلى درجة لا تتخيليها وخصوصا ًفي بدء التفكير فيها ..
فما يمر عليك ِبصورة عادية : قد يكون بالنسبة لغيرك ابتلاء ..
وما يمر عليك بصورة ابتلاء : قد يكون لدى غيرك هو شيء عادي .. إلخ
وأما الشيء الوحيد الثابت فيها : فهو أنك مختارة ٌفيها ..!! هذه ثقي فيها ثقتك بعدل الله تعالى ...
فالله تعالى يُظهر ما يعلم : وليس يختار الأصلح لكل أحد وإلا : ما دخل النار أحد ونجا منها حتى مستحقوها !!!..
ولو أراد الله تعالى ذلك : لفعله من البدء .. ولكنه يعاكس مشيئته في الخلق المختار !!!..
وهنا كلمة صغيرة أيضا ًلتنتبهي إليها وهي :
أن الله تعالى قادر أن يتدخل فيُفتن الصالح بضعفه البشري : فيكفر أو يفسق إلخ !!..
وقادر أن يتدخل أيضا ًفيجبر الطالح على اتباع الصلاح والإيمان - ولو بتخويفه - !!..
ولكنه لا يفعل ذلك رأسا ًأختنا الفاضلة إلا :
فيما اختاره العبد لنفسه وناضل له وجاهد فيه .. ولك ان تقرأي قوله تعالى :
" والذين جاهدوا فينا : لنهدينهم سبلنا " : وأن تتخيلي عكسها !!!..
فهذا هداه الله : لما سبقت منه المجاهدة !!.. والآخر أبعده الله : لما جاهد حياته للابتعاد عن الله !!..
فهل ظلم الله تعالى الثاني وحابى الأول ؟؟.. أم يُقال أعطى وساعد كل منهما بما أراده كل منهما لنفسه وجاهد له ؟!!..
وأكرر هنا (جاهد له) :
لأنه لا يكفي في دين الله تعالى التمني !!!..
فالتمني : لا يصحبه عمل : وأما الرجاء : فيصحبه عمل !
فمثل التمني كالغارق الذي على ظهر خشبة في عرض البحر : ويرى جزيرة من بعيد : فيريد الوصول لها ولكن : من غير بذل شيء من عنده !!!..
وأما مثل الرجاء فكالغارق الذي رأى الجزيرة وهو في عرض البحر على ظهر خشبة : فجدف بيديه وفعل ما بوسعه للوصول إليها .. يقول عز وجل للمسلمين ولغيرهم من اليهود والنصارى على حد سواء :
" ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب .. مَن يعمل سوءا يُجز به : ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا " ..
فإذا فهمتي ذلك أختنا الفاضلة :
ستفهمي آيات كثيرة على نفس السياق فيها دفع الله تعالى لكل منا : في الطريق الذي اختاره ويستحق :
" والذين اهتدوا : زادهم هدىً وآتاهم تقواهم " ..
" كلا ًنمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك : وما كان عطاء ربك محظورا " ..
" فأما مَن أعطى واتقى وصدق بالحسنى : فسنيسره لليسرى ..
وأما مَن بخل واستغنى وكذب بالحسنى : فسنيسره للعسرى " ..
وأما مَن بخل واستغنى وكذب بالحسنى : فسنيسره للعسرى " ..
" في قلوبهم مرض : فزادهم الله مرضا " ..
" نسوا الله : فأنساهم أنفسهم " ..
فمثل هذه الآيات وغيرها أختنا الفاضلة : لو فصلتيها عن علم الله الكلي والقدري السابق وعن عدل الله وحكمته : لصارت في ذهنك ظلما ًلأن الله لم يتدخل في تغيير كافر أو ظالم أو متكبر جاحد !!!.. يقول عز وجل :
" ولو علم الله فيهم خيرا : لأسمعهم ..!! ولو أسمعهم : لتولوا وهم معرضون " !!..
" كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم ؟؟!!.. وشهدوا أن الرسول حق !!.. وجاءهم البينات !!.. والله لا يهدي القوم الظالمين " ..
" قل مَن كان في الضلالة : فليمدد له الرحمن مدا " !!!..
وأرجو أن تكوني قد فهمت هنا أصل الإشكال لديك أختنا الكريمة ...
2- العدل الإلهي، أؤمن كما ذكرت إن الله أعد لكل منا امتحان خاص به، لكن شيخي الفاضل إن قلت إن الملائكة لا تدخل الجنة لأنها غير مكلفة، والمواليد الصغار يدخلون الجنة قبل إن يكلفوا لو ماتوا و فوق هذا يكونون اختبارا لأهلهم، أنا كإنسان مكلف حياته مليئه بالسهوات و الشهوات و أمامه أصعب اختبار وضعه الله لمخلوق فيما نعلم، اختبار يشمل الظاهر و الباطن و لا ننجو منه إلا بفضل الله و إن فعلنا فبمنته لا بأعمالنا ندخل الجنة و نبتعد عن النار، لم لا أكون مثل ذاك الوليد الذي مات و سيدخل الجنة مثل عابد كسر ظهره و هو قائم بمحرابه؟
والجواب مبدئيا ً:
أين في مواضيعي - أو كلامي عموما ً- ذكرت أن (( كل )) مَن مات صغيرا ًسيدخل الجنة ؟!!!..
والحادث :
أني أخبرت أنه وغيره ممَن لم تقم عليهم الحُجة ليتحقق الاختبار والجزاء : فسيُمتحنون يوم القيامة كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وهنا يُرد علم ما لا نعرف إلا ما نعرف وهو عدل الله المطلق وعلمه : بأن هؤلاء يناسبهم مثل هذا الامتحان وليس أنتِ ولا أنا (مثلما يُعطي الأب أو الأم ابنا ًلهم تفاحة والآخر برتقالة فيسألهما سائل : لماذا لم تعدلان : فيقولان : بل عدلنا وأعطينا كل منهما ما يحب : فهذا يحب كذا وذلك كذا : إلى آخر هذه المواقف التي لا حكم عليها من الظاهر ولكن بعلم الفاعل والمفعول فيها : ولله تعالى المثل الأعلى) ..
فإذا سألت ِ:
ولماذا يتساوى بي وهو امتحانه أقصر من امتحاني ؟؟.. قلت :
أولا ًالله أعلم ما كنت أنت فاعلة إذا كنت مكانه ومت وليدة ؟!!.. فلربما كنت أخفقتي في امتحانك يوم القيامة !!!..
وعليه يتضح لك أن من رحمة الله تعالى بك وعلمه بحالك : قد جعل امتحانك في الدنيا تأخذين وتعطين وتسألين وتستفهمين إلخ !!.. حتى يقع منك اليقين والاستسلام الكاملين وتقولين : رضيت عن الله : فارض عني يا الله !!!..
ثم :
ومَن أدراك أنك وهذا الوليد - لو دخل الجنة - أنكما في نفس الدرجة ؟!!!..
والشاهد :
أنك لو ترين الاعتراض في ذلك : فلتعترضي إذا ًعلى امثاله في الدنيا - وهي كثيرة - وليس في الآخرة فقط !!..
فكم من نصراني او كافر ظل عمره هكذا : فلما أسلم ومُحيت سيئاته وتحولت لحسنات : مات أو قتل أو استشهد : فمات على هذه الحال من خلو صحيفته من الذنوب ؟!!!..
وأشباه ذلك كثيرة جدا ًفي الحياة لو تدبرتي وتفكرتي ...فما يصلح في امتحان فلان : لا يصلح لفلان الآخر !!..
وما ترينه امتحانا ًسهلا ًلفلان : قد يكون فيه صعوبة لا تدركينها !!..
بل :
وقد تكون درجته على غير درجتك في الجنة وقربك من الله عز وجل ومنزلتك : فلذلك اختلف امتحانك عنه :
ولو تأملتي ذلك في الجنة : لما رضيتي عن امتحانك في الدنيا بهذه الطريقة بديلا ً!!!..
أليس العدل هو أساس المحاسبة؟ أليس من العدل إلا يساوى الكافر بالمسلم؟ فلم يساوى العابد بمن مات و عمره يومين لا يدرك و لا يمر بالأهوال التي نمر بها و الفتن التي لا نكاد ننجو منها؟
أين في الدين - أو في كلامي - أن العابد يتساوى في درجته بالذي مات وليدا ًودخل الجنة ؟!!..
عندما أفكر بهادين أقيس الغائب على الحاضر و المتسابه بالمحكم، ما عندي فيه حيرة بما هو قاطع عندي من عدل الله و حكمته، لكن احتاج أجوبة غداً هذه، و جواب الجوزي عن أنها من محارات العقول و ابتلاء ليس كافيا،و أنا شعرت لفترة طويلة بالظلم بسبب الوساوس القهري و ما أخبرتك به قبلا و تبت لله عن هذا، لكن شيخي لو نجوت و إنجاني الله، كيف يتساوئ الوليد مع من كانت فتنه بصعوبتة فتني؟
الإجابة مثل السابق ...
وابن الجوزي رحمه الله قد أعياه التفكير في ذلك - على نباهته - في كتابه صيد الخاطر : حتى تعجبت كيف وأنا شاب جامعي صغير فهمت ما فاته هو رحمه الله .. فسبحان مَن له الكمال ...
ومثال آخر لعدم قياس المنازل بوقت فتننا في الدنيا :
>> فهذا شاب يصلي ويعبد الله :
ولكن درجة إيمانه مثلا ً درجة الصالحين في الجنة .. ولكن ربما لو عرضت له الشهادة في سبيل الله تردد أو خاف تباطأ إلخ ..
>> وهذا آخر ليس في إلتزام الأول :
ولكن إيمانه بالله تعالى أكبر ويقينه بالله أعظم : وعلى استعداد للتضحية بنفسه في سبيل الله ..
ومن هنا :
فإذا قسنا أي موقف فعلي عملي عبادي للشابين في أي مرحلة من مراحل حياتهما :
فإذا قسنا أي موقف فعلي عملي عبادي للشابين في أي مرحلة من مراحل حياتهما :
يتفوق الأول ..
ولكن بموقف واحد فقط تنقلب الآية وهو : استشهاد الثاني !!!..
فالاستشهاد نفسه والإقبال عليه لم يأخذ من عمره ربما ساعات أو لحظات :
ولكنه سؤال نفسي ووجداني كبير لمَن يعلم !!!..
ولذلك قال النبي أن الشهيد لا يُفتن في قبره .. وعلل ذلك بقوله :
" كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة " !!..
3- شيخي أنا لم أكن سلفئة، لكن حصل لي موقف من شيخ سلفئ و حسبي الله و نعم الوكيل، و اعتذر عن قول فعلة ذاك المستشيخ السلفي، لكني اشكوه الى الله و ان كانت السلفية حقًا و بغضني اليها فارجو ان يبوء باثمي و اثمه.. من يومها كرهت السلفية، ليش حكما أو بحثا بل مجرد شعور و كره جائر فها انت أناديك بشئخي و انت سلفئ، من يومها ابتعدت عن كل ماهو سلفئ و بدأت أقرى للإساعره الدين جذبوني. بالبداية ثم كرهتهم لأنهم أنصاف،لا متبعون للنص مثل السلفيين و لا للعقل مثل المعتزلة، مذهبهم غير أصيل، ثم تفحصت بقية المذاهب تفحص المبتدئ غير الملم أو المطلع و شعرت بغضب شديد، كيف تشوهون العقيدةهكذا؟ لم علي إن أبحث بكل هذه المذاهب إن أردت إن أعرف ربي؟ ثم إن اخترت مذهبا،،، سأكمل برسالة أخرى
المطلوب من المسلم العادي :
هو أصل العقيدة وأوضحها بالنسبة له :
الله واحد أحد : فرد صمد : ليس كمثله شيء : في السماء : له العلو المطلق على كل شيء : ليس له والدة ولا ولد .... وهكذا ..
وعلى هذا كان الصحابة ولم يكلف النبي أحدا ًبأكثر منها ...
فكانوا مشغولون بالعمل لا الكلام ..
أما لما توسعت بلاد الإسلام : وتداخلت الأمم الوثنية مع المسلمين وافتـُتحت أبواب الفلسفات والأفكار الهدامة التي لا تغني ولا تسمن من جوع إلا بعث التشكيك في النفوس أو محاولة نقض العقيدة بطرق باطنية :
فقد انفصل عن المسلمين فرقة للتصدي ( بالكلام ) لأمثال هؤلاء ..
فوافقوا الشرع في أشياء : وخالفوا الشرع مجاراة ًلهم للأسف في أشياء ..
وهكذا دواليك ..
وتدخل الهوى في بناء العقل هيمنة ًلنفسه على النصوص والمُحكمات ...
فظهر الخوارج والمعتزلة : ثم الأشاعرة للرد عليهم : فواقعوهم في بعض ضلالهم إلخ ..
ومن هنا :
لزم وجود فئة من أهل العلم من أهل السنة والجماعة تتصدى لكل هذا وتبين عواره وأخطائه وضلالاته حتى لا يغتر بها عوام المسلمين وأنصاف طلاب العلم والمتعلمين !!!..
وكان من أعلاهم وأبرزهم وأغزرهم جهدا ًوأعمقهم تأثيرا ًمباركا ً- وإلى اليوم ما شاء الله - هو أحمد بن عبد الحليم الحراني الملقب بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ...
وأما بالنسبة للتأثير السيء للشيخ السلفي عليك : فهو إنسان وبشر : فيه الممدوح والمذموم .. يُخطيء ويُصيب .. وهذا في كل الناس مهما تفاوتوا صعودا ًفي المنازل وهبوطا ً.. فإذا أضفنا لذلك أن هناك بعض (أدعياء) السلفية : علمنا وتأكدنا أن الأشخاص ليسوا بحُجة على الدين او المنهج : إلا ما كان منهم متفشيا ًفي أكثر هذا الدين أو المنهج (دين معظم شيوخه زناة مثل الرافضة وبفضائح جنسية كل فترة : أكيد هو ليس دين الله .. وهكذا) ..
وعليه :
فقد نحتاج أن تقصي لنا مأخذك على هذا الشيخ لنحكم بما نسمع ..
وأما في النهاية : فكل إنسان له عقل ويحمل مسؤولية نفسه وإيمانه وكفره أمام الله : ولن ينفعه أن يقول كفرت بسبب فلان وخصوصا ًوهو يرى أن ذلك الفلان ليس تعميما ً!!..
وأما قولك :
.. لم علي ان ابحث في كل تلك المذاهب بحثًا طويلاً لاعرف ربي؟ و الامر ليس مثل البحث عن دين، وجود الله امر يقيني و معرفة الدين الحق امر يقيني تستطيع ان تنام ليلاً و انت مرتاح انك محق و البراهين فيه تجريبية و عقلية و حتى وجدانية، امر مستطاع اليقين و البت فيه بكل وسائلنا المعرفية، لهذا عندما اقول اي المذاهب الاسلامية الصحيح، الامر ليس اشبه بقولي اي الاديان الصحيح الالحاد ام المسيحية الخ؟
لانها هذه المذاهب كلها ترتكز على اساس من فولاذ، او اغلبها اذا استبعدنا الشطط الواضح، قد تقول ان النص هو الدليل الوحيد و علينا اتباعه و انا معك لكن اي الفرق الاسلامية لم تستند الى النص كركيزه؟ حتى المعتزلة اكثره تطرفًا لديهم استراتيجة تأويل تعتمد على اللغة و المجاز و المنطق استنادًا الى النص نفسه، و السلفية كذلك و هم يستعملون المجاز، و الاشاعره على بغضي لكونهم انصافًا لا استطيع استنثنائهم لاني لست كفؤًا بعد لكي اقول انهم خطأ... و انا على ضعف علمي و عقلي لست مقلدة و لا اريد التقليد في علاقتي بربي، اريد ان اعرفه دون ان اكون مضطرة لان ابحث في ملايين الكتب، و انا شخص براجماتي دنيوي بالدرجة الاولى، احتاج لله رغم اني لست روحانية اوصوفية، فلا احبذ فكرة البحث في ملايين الصفحات لاحتار بنهاية عمري، الجئ كحل وسط بعد ان اقف بمرحلة الحيرة و الرغبة للتعرف على هذا الذي اعبده، و بين طبيعتي بأن اشتغل بما تحته عمل، اقف بمرحلة البحث عن براهين سهلة، استثني كل الفرق التي بادت لان الحق لا يبيد، يبقى الاشاعره و السلفية، اميل للسلفية اولاً لان مذهبهم على الفهم الظاهري و الله لم يضع الغازًا بكتابه، لكني انفر منهم ثم استمع لحجج الاشاعره عن العلم الذي على درجات بعضه للخواص و بعضه للعوام و احتقر هذا الفهم المتعالي و احتكار الله على فئة تظن نفسها افضل من بقية الناس، ثم كي اريح رأسي اقول اني فوضت و توقفت و انا اعرف اني بتفويضي قد اولت النص اساسًا و اتخذت موقفًا منه، اعني اني لم اتوقف عند اول مرحلة من النص، لا، انا افترضت ان له معنى اخر غير الذي اقرأه امامي ثم بالمرحلة الثانية فوضت اي اني وقعت بما هربت منه،،، و انا رغم هذا اقول ان يوم يكشف عن ساق مجاز و يد الله مجاز الخ و انا اعرف اني لستُ كفؤًا بعد للحكم او اتخاذ مذهب و حتى التفويض لا اظن ان المفوضة سيقبلون بجاهلة مثلي لو انهم سمعوا بي لكني لم اعد استطيع الهرب من هذه الافكار
قلنا في الرد السابق أن أصل الإيمان : ليس بالتعقيد الذي تجدينه في كتب الفرق الإسلامية وردهم على بعضهم البعض : بل : وليس المسلم العامي ولا حتى العادي ولا غيره : بمطالب أو مُكلف بالغوص في كل ذلك .. وقد نهى السلف الصالح عن النبي بمخاطبة الناس في الدين إلا على قدر عقولهم .. وفي ذلك تتفاوت قدرات الدعاة والشيوخ في تبسيط مسائل العقيدة الهامة للعوام وغيرهم إذا تطلب موقف ٌما منهم ذلك ...
ومن هنا :
فلن تجدي مبحرا ًفي الفرق بين الفرق الإسلامية في العقيدة مثلا ًودقائقها : إلا الشيوخ والدعاة المتوقع في أي لحظة تصديهم لمثل هذه الشبهات : إما من سؤال من عامي لا يقصد منه فتنة ولا بدعة : وإما من غيره من المفتنين وأتباع البدع ..
ولعل هذا سبب انتشار الشبهات في العقيدة في السنوات الأخيرة بين الشباب والعوام : بسبب اتساع دائرة النت التي جعلت العامي يحتك بالكثير من أهل الضلال فيقع فريسة ًسهلة وسائغة أمام كل مَن هب ودب : فيُحدثه من دينه الإسلام بدقائق في العقيدة لا يعلمها وربما لم يفكر فيها أصلا ًمن قبل ..
والخلاصة :
منهج أهل السنة والجماعة والسلف الصالح :
هو المنهج الحق في الفهم والسلامة في الدنيا والآخرة ..
إذ هو قائم على التصديق بما قاله الله ورسوله عن صفات الله وذاته : وإثباتها لورودها نصا ًصريحا ًفي القرآن أو السنة الصحيحة : (يد - عين - سمع - بصر - وجه- ضحك - ساق إلخ) مع عدم تأويلها ولا تشبيهها ولا تعطيلها ولا تمثيلها ولا نفيها إلخ !!..
فإذا تدبرتي في ذلك :
وجدت ِأن صاحبه هو أسلم مقاما ًامام الله تعالى يوم القيامة !!!..
فالمؤول : سيسأله الله مثلا ً: لما أولت ؟؟؟..
فيقول : لأني نزهتك يا رب أن تكون لك يد !!!..
ومن هنا ندرك خطأه من جهتين : الأولى :
>> أنه نسب لله قول ما لا يصح : حيث ليس لله يد : وهو سبحانه قال له يد !!..
وأما الجهة الثانية من الخطأ :
>> فهي أن ما دفعه لذلك هو قياس الله تعالى بالمخلوقين اولا ً(اليد - العين إلخ) : ومن هنا تولد لديه الدافع على التنزيه : ولو كان يتدبر لعلم خطأه إذ يقول عز وجل في أية محكمة صريحة إليها يُرد كل مشتبه :
" ليس كمثله شيء : وهو السميع البصير " !!!..
وهذا رابط موسوعي رائع للتعريف أكثر بالفرق والمذاهب وحتى الأديان المعاصرة :
http://abohobelah.blogspot.com/2012/09/blog-post_13.html
http://abohobelah.blogspot.com/2012/09/blog-post_13.html
4- مسألة الايمان، صدمت يا شيخي عندما عرفت ان الايمان عند السلفية قول و فعل، اليس الايمان هو التصديق؟؟ اعلم علاقة الباطن بالظاهر و اعلم حجج السلفية القوية بهذه المسألة التي لا يمكنني الا ان اسلم لها، لكن لما يطمئن قلبي بعد.
و اعتذر على الاطالة لكني على الاقل وضعت بعضا مما في رأسي و خففت حمله، و شكرًا لك و ارجو ان لم تجد بوقتك سعة ان تحيلني لغيرك و جزاكم الله خيرًا.
أقول :
ما قولك أنتِ فيما قاله الشيطان لرب العزة عز وجل :
ما قولك أنتِ فيما قاله الشيطان لرب العزة عز وجل :
" فبعزتك وجلالك " ؟؟؟..
وما قولك فيما قاله له أيضا ً:
" خلقتني من نار : وخلقته من طين " ؟!!..
فبماذا تصفين تلك الاعترافات الواضحات من إبليس اللعين :
إيمان : قول وعمل ...؟
إيمان : قول فقط ...؟
كفر : لأنه لم يُصدق عمله قوله واعترافه بخالقه وعزته وجلاله ؟
أنتظر الإجابة لنواصل بإذن الله ...
-------------------------------------------------
لو قلنا الايمان داخل فيه العمل
ليش الله فرق بين العمل و الايمان بالاية؟
كان يكفي يقول و من امن
و العمل الصالح داخل بالايمان ؟
أقول ...
المفترض في كلمة الإيمان : أنها تعني إيمان القلب : وتصديق العمل له وإلا :
فإنه لا يستقيم أن يؤمن القلب بشيء : ثم يخالفه العمل (كأن أؤمن بالله مثلا ً: ثم أعبد الأصنام وأذبح لها وأدعوها إلخ) !!..
إذا ً:
القول بالإيمان وحده لمَن كان قلبه سليما ًوفطرته : يعني القول والعمل معا ً...
اللهم إلا إذا أكرهك شخص على فعل أو قول الكفر كما حدث مع عمار بين ياسر رضي الله عنه ونزلت فيه الآية :
" إلا مَن أ ُكره : وقلبه مطمئن بالإيمان " ..
وإلا إذا لم يكن هناك وقت كافي للعمل وفق الإيمان :
كمَن آمن مثلا ًقبل موته في حادث أو قتل إلخ بدقائق : فهذا آمن ولم يعمل ... ولكن صدق إيمانه عند ربه معروف من عدمه ..
أقول :
عرفنا الآن أن كلمة الإيمان وحدها : تعني ضمنيا ًالقول والعمل : لأنه إذا آمن القلب بشيء وقاله اللسان : فلا يُتصور أن يُخالفه العمل !!..
ولكن :
لما كان الضعف في النفس موجود : والوسوسة لا تنقطع بالتسويف والتخفيف من تكاليف الله إلخ :
حتى يصير البعض يظن أنه مع إيمانه القلبي واللساني : يسعه ألا يُطيع الله تعالى وألا يعمل صالحا ًوألا يتبع رسولا ًإلخ :
فكان على ذلك تكرار هذا الترابط عبر عشرات الآيات في القرآن بين الإيمان والعمل الصالح ...
فهل زال الإشكال الآن أختنا الفاضلة ؟؟؟..