مشاركة خاصة :
المتلازمات العمياء - أو : صانع المفاتيح المعزول ...!
The Blind Syndromes - or The Isolated Key Maker
الإخوة الكرام ...
لا يسع كل مَن يتفكر في مخلوقات الله تعالى والكائنات الحية صغيرها وكبيرها :
فيرى كل هذا التناسق التام والدقة اللامتناهية في الخلق والتكامل داخل الكائن الواحد وبينه وبين غيره :
إلا أن يعترف بالخالق الحكيم المبدع عز وجل سبحانه ...
وأما الذي اختار الظلمات على النور .. واختار أن يسير في الحياة واضعا ًعلى عينيه غمامة ًبنفسه وبيده :
فهذا مثله مثل الذي نظر لكل هذا الإعجاز في الخلق فقال أن الكون هو :
كصنعة صانع الساعات ولكنه : كصانع الساعات الأعمى (فينسب له الدقة من جهة والعشوائية من جهة)
فهذا أقصى ما استطاعه كبير الملاحدة في العصر الحالي ( القرد ) داوكينز في كتابه :
(صانع الساعات الأعمى) !!!..
حيث أضاف إلى عشوائية التطور - ولكي يجعلها مستساغة للعقول - فكرة ما أسماه بـ (الانتقاء التراكمي)
وذلك كله في محاولة منه حثيثة : لينفي ما تعارفت عليه عقول العقلاء بداهة ًمن أن أي نظام متراكب معقد
ومتكامل (كالساعة مثلا ًبتروسها وتراكيبها الغاية في الدقة) :
يجب له من مصمم صانع عاقل قدير ومُدبر وله غاية !!!..
فيحاول ( القرد ) داوكينز الطعن في تلك البداهة وذلك المنطق الذي :
لا يخالفه إلا مجنون !!.. ولا يوافقه إلا أحد منافقي مدينة قصة الملك العاري !!..
< قصة الملك العاري أو الملك عاريا ً: هو الاسم الذي اشتهرت به رواية هانس كريستيان أندرسون والتي
سماها : ملابس الإمبراطور الجديدة .. وفيها مثال فج ومضحك على كيفية انتشار خداع النفس والنفاق بين
الناس : وفيه يوهم لصان الإمبراطور بنسج لباس ٍفريد له : لا يراه إلا الكفء الحكيم الذي يستحق منصبه !
وفي النهاية أخذا النسيج المُذهب ولم يصنعا له شيئا ًوبقيَ عاريا ًيوهم نفسه ويوهمه مَن حوله أنه يرتدي ذلك
اللباس : حيث خاف الجميع من أن يُقال عليهم غير حكماء أو غير مستحقين لمناصبهم : فمشى عاريا ً >
أقول ...
جاء كتاب ( القرد ) داوكينز ( صانع الساعات الأعمى ) : للرد على هذه البديهية العقلية والمنطقية : والتي
ذكرها الكاتب وليام بالي في إحدى قياسات كتابه (الإلهيات الطبيعية) عام 1802م .. وهو القياس Analogy
الذي أسماه : (قياس صانع الساعات) : والذي أثبت به وجود الله الخالق عز وجل : لأنه لا بد كما قلنا لأي نظام
معقد ومتراكب ومتكامل ومتناسق كالساعة مثلا ً: من مصمم عاقل وصانع !!!!.. فما بالنا بهذا الكون كله وما فيه ؟!..
والآن .......
هل استطاع داوكينز بكتابه المخادع ككل كتبه : دحض هذه البديهية أو حتى إضعافها ؟؟؟؟...
أقول :
لكم أن تتخيلوه في ذلك بمثال رجل ٍمخرف ٍ: يريد إقناعكم بأن 1+1 : لا يمكن أن يساوي 2 أبدا ً!!!!..
فانظروا إلى كمّ الافتراضات والخيالات التي سيضطر إليها فقط ( فقط ) : ليعطي مجرد احتمالا ًمخالفا ًلهذه البديهة !
لن أطيل عليكم ....
ولكني فكرت في هذه المشاركة هنا في هذا الموضوع : أن أ ُعارض هذا ( القرد ) المخبول بمثل فكرته ... ولكني
اخترت هذه المرة فكرة : صانع المفاتيح المعزول : بدلا ًمن صانع الساعات الأعمى !!!!..
فتعالوا معا ًلتحكموا بأنفسكم :
أي الفكرتين أوقع وأكثر منطقية ًوأنسب للعقل الواعي : والذي لم يمسه الإلحاد بعد بالخبل والجنون ؟!!!!...
--------
صانع المفاتيح المعزول ...!
The Isolated Key Maker
قبل البدء في الشرح والدخول في عرض جديد لهدم خرافة التطور الصدفي العشوائي ...
فهل تعرفون كيف يفتح المفتاح قفله ؟؟؟... أيا ًكان مكان هذا القفل في باب أو جراج أو صندوق أو درج إلخ
من أقدم مزلاجات الأبواب التي تم العثور عليها تاريخيا ُ: هو ما تم العثور عليه في ركام أحد قصور مصر القديمة
منذ أربعة ألاف عام تقريبا ً... وأخص هذا النوع بالذكر : لأنه هو الذي استمد منه الأمريكي لينس يال (أو ييل)
Linus Yale فكرة عمل المفاتيح العصرية التي نستخدمها اليوم بكثرة في كل شيء في حياتنا نريد حفظه ..
ومن ذلك الوقت 1865 وصارت ماركة Yale هي من أشهر ماركات المفاتيح والأقفال في العالم وحتى اليوم ..
وقد كان المزلاج المعثور عليه يتكون من مفتاح مسنن (ثلاثة سنون فقط) : والقفل داخل المزلاج يتكون من ثلاثة
ثقوب هو الآخر : كل ثقب يتخلله وتد صغير من الخشب : بحيث يكون جزء منه في جسم المزلاج الثابت (أي
الكالون) والجزء الآخر منه في القفل : والذي عندما يخرج منه فبإمكان المفتاح لف القفل لتحريك لسان المزلاج لفتحه !
بمعنى آخر وكما ترون في الصورة التوضيحية السابقة :
طالما كانت هذه الأوتاد بهذا الوضع في تلك الثقوب (أي نصفها في المزلاج الثابت والآخر في القفل المتحرك) :
فلن يستطيع أي أحد تدوير القفل وفتح الباب لأنه ساعتها عليه أن يقصمها نصفين : نصف في المزلاج ونصف في
القفل !!!.. أما لو تحركت تلك الأوتاد لأعلى لتكون في المزلاج فقط : فساعتها يمكن للمفتاح تدوير هذا الجزء القفل
فيتحرك لسان الباب على حسب اتجاه الغلق أو الفتح ....
ومن هنا قام لينس يال باشتقاق الصورة الحديثة لهذا المفتاح الخشبي : لتكون أصغر حجما ًومن المعدن ...
مع استبدال الوتد الخشبي الصغير في كل ثقب : بجزء زنبركي : يليه جزءان من المعدن : أحدهما يجب رفعه بسن المفتاح
المناسب له : ليقع في المزلاج فقط ويترك مكانه في القفل : ليتمكن المفتاح من الدوران ...
وبتعبير آخر : يجب أن ترتفع كل الأجزاء المعدنية بفعل سنون المفتاح لتصير على خط واحد على حد جسم القفل :
ليستطيع المفتاح تدويره في الاتجاه المراد للغلق أو الفتح .. وذلك كما في الشرح على الصورة التالية :
وهذا فيديو آخر لما يحدث بالفعل عند فتح المفتاح لقفله :
والآن .........
ما علاقة كل ذلك بنقض ونقد الخرافات البلهاء للتطور الصدفي العشوائي ؟؟؟!!!...
وما علاقة هذا وذاك بعنوان المشاركة وهو : المتلازمات العمياء ؟؟؟!..
--------
أقول :
لم يعد يخفى عليكم الآن : مقدار التنوع الرهيب الواجب تواجده في نسخة كل مفتاح وقفله الخاص به !
لأنه بدون هذا التنوع الرهيب ما بين النسخ : لاستطاع مفتاح فتح قفل مفتاح آخر !!!!..
ولاحظوا أني أتحدث عن أشهر أنواع الأقفال فقط وليس كلها !!!.. وللاطلاع على نبذة عن الأنواع الأحدث :
وعليه ...
فيتفق كل عاقل على هذا التنوع الرهيب المفترض لكل مفتاح ونسخته .. بحيث يندر أن تجد مفتاحا ًيفتح
قفل مفتاح آخر .. وبدون المفتاح المعين : لا ينفتح القفل ....
حسنا ً........
سنفترض أنا أتينا بأحد صانعي المفاتيح : وأجلسناه في حجرة معزولة على يمين المشهد .....
ثم أحضرنا رجلا ًآخرا ًصانعا ًللأقفال : وأجلسناه في غرفة معزولة أيضا ًولكن على يسار المشهد :
والآن ..............
إذا كان كل منهما يُخرج لنا مفتاحا ًوقفلا ًكل ساعة .. أي بمعدل 24 مفتاح من هذا وقفل من هذا كل يوم ..
فهل يتخيل أحدكم ضآلة احتمال أن يخرجا لنا في ساعة من ساعات الدهر : مفتاحا ًيوافق قفلا ًتماما ًبتمام ؟!!..
هل يمكن ذلك أبدا ًبالصدفة والعشوائية وكل من الصانعين يجلس ليعمل معزولا ًفي حجرته المغلقة ؟!!..
ولكن اصبروا .........!
هذه كانت بداية لإنعاش تفكيركم فقط وشحذه للانتباه لما سيأتي ........
فمقصود هذه المشاركة أو هذا الموضوع عن (المتلازمات العمياء) : أنا لن أتحدث فيه عن استحالة تكون عضو
واحد بالتطور والصدفة أو كائن واحد بالتطور والصدفة ...!
بل سينصب حديثي لتلك التوافقات والتكاملات والمتلازمات العجيبة التي نجدها في أجسادنا ومن حولنا في
كل شيء !!!.. ومما يستحيل ظهورها أصلا ًوتكاملها مع بعضها البعض : من نتاج صدفة عشوائية عمياء لا
تفهم ولا تعي ولا عقل لها ولا تصور مسبق ولا خيال : ولا وجود ولا كينونة لها أصلا ً!!!!!!!!...
بمعنى آخر ........
مثالي هنا عن صانع المفاتيح : لن يتعلق باحتمالية تكون مفتاح واحد مع قفله في إحدى ساعات الدهر .... بل :
<< ومحاكاة ًللواقع الذي نرى فيه مليارات تكامل أنظمة وأعضاء في أصغر حلية حية وصولا ًللإنسان >>
أسأل - وبالله عليكم وتبكيتا ًلكل ملحد أعمى البصر وأعمه البصيرة - :
ما هي نسبة احتمال أن يُخرج لنا كلا الرجلان (( وفي كل ساعة وفي كل مرة )) : مفتاحا ًيتطابق مع قفله ؟!
بمعنى أن يكون لدينا (بالصدفة والعشوائية البحتة) : نسبة توافق 720 مفتاح وقفله من 720 في الشهر !!!..
ونسبة توافق 8760 مفتاح وقفله من 8760 في السنة !!!!... وهكذا باستمرار عمل الصدفة !!!!..
وأما سبب فرضي لكل ذلك الانتظام التام في النسب وبغير خطأ يذكر : فهو شيئان ...
>> الأول :
أننا نرى كل شيء في الطبيعة متكامل ومتلازم بالفعل باستثناء بعض الأخطاء التي لا تعبر عن الأصل !!!..
(مثل بعض الأخطاء الوراثية في المواليد والتي تعتبر شاذة عن التكامل الأصلي .. وبعض اختلالات اتزان وتكامل
الطبيعة بسبب تجاوزات الإنسان عليها وهي أيضا ًلا تـُعتبر الأصل) ...
>> الثاني :
أننا لم نر حتى اللحظة أي حفرية لكائن حي مختلط بغير تكامل !!!.. - أي لم نر مفتاح محشور في قفل ٍبالخطأ -
(أي لم نر مثلا ًسمكة بقدمين وأصابع !!.. ولم نر حيوانا ًثدييا ًجناحاه في طور التخليق أو مكان قدميه إلخ) !!!..
وتعالوا أستعرض معكم مثالا ًلتقريب الفكرة .. وهو لعفريت الملاحدة > السيارة < قبل استكمال الموضوع ..
-------------
فهل ترون إخواني معي : كل هذه الأجزاء للسيارة :
لا ..
ارجعوا النظر بتمعن من جديد ... فأنا لا أريد من أحدكم أن يمر على الصورة جزءا ًمن الثانية والسلام !!..
أعيدوا النظر لأعلى مرة ثانية : وحاولوا - وبالتقريب - حساب : من كم جزء تتكون هذه السيارة ؟؟؟..
هل بالعشرات ؟؟.. أم بالمئات ؟؟.. أم أنه قد يصل الرقم إلى الآلاف ؟؟؟؟...
حسنا ً...
أنا لا يعنيني - ومن جديد - أن كل جزء لوحده : يعتبر صدمة أمام فكرة تكونه بالصدفة والعشوائية ..
وذلك من أصغر مسمار قلاووظ يستحيل دخوله في صامولته لآخرها بالصدفة :
إلى أحد أعقد أجزاء السيارة مثل صندوق تروس لتغيير السرعات وللسير للأمام وللخلف مثلا ً:
أقول :
أنا لن أتحدث في هذا الموضوع عن انهيار خرافة الصدفة والعشوائية البلهاء : أمام تكوين كل جزء على حدة ..
فهذا تعرضت له من قبل : وتعرض له غيري كثيرا ً...
وإنما يصب هذا الموضوع في فضح وتعرية خرافة التطور أمام : المتلازمات العمياء !!!!!..
أي أمام :
علاقات التكامل والتناسق التام بين الأجزاء : سواء داخل النظام الواحد أو العضو أو الجهاز أو بيئة الأرض ككل
كما سنرى في النهاية !!!!..
والكلام بتعبير آخر - ورجوعا ًلمثال السيارة - هو : هل يمكن لأي ملحد تطوري مخبول : أن يفسر لنا كيف
تكاملت أجزاء السيارة : كل في مكانه بالضبط بلا زيادة ولا نقصان : لأداء مهام وغايات محددة مسبقا ًمثل
تدوير السيارة وتوجيه عجلة القيادة ونقل السرعات وفتح الأبواب : والنوافذ والمرايا لرؤية الجانبين والشارع
وأنها من الزجاج الشفاف تارة - كما في النوافذ الأمامية والجانبية للراكبين - ومن الزجاج العاكس تارة أخرى
- وذلك في المرايا الجانبية والمرآة الداخلية للسائق - ؟؟؟ إلخ إلخ إلخ ...
فالسيارة هنا هي كجسم الإنسان مثلا ً- وإن كان تعقيد جسم الإنسان يفوقها بمليارات المرات - والسؤال :
هل يمكن تخيل كل تلك المتلازمات : أنها جاءت من الصدفة والعشوائية العمياء ؟!.. والمعزولة عن بعضها البعض ؟!!..
ناهيكم بالطبع أنه لو جُن أحدهم وقال نعم : لقلنا له : أين أدلة بقايا تجارب الصدفة إلى أن وصلت لهذا الكمال ؟!
أين الحفريات لسيارات قديمة : نجد أرضية السيارة من الزجاج الشفاف !!.. ونجد عصا التحكم في سقف السيارة
في الخلف بعيدا ًعن السائق !!!.. ونرى عجلتان من الأربع عجلات فوق السيارة !!.. والاثنتان الباقيتان مكان
المرايتين الجانبيتين !!!!.. إلخ
أعتقد أنكم فهمتم الآن ما أرمي إليه بمعنى مصطلح ووصف : << المتلازمات العمياء >> !!!..
حيث يطلب مجانين الإلحاد والتطور من الصدفة : أن تصنع لهم مفتاحا ًوقفلا ًمتوافقين في كل مرة وفي كل ساعة
على الدوام : رغم انعزال كل صدفة عن الأخرى في العمل والمكان !!!!..
وحقا ً: أصحاب العقول في راحة !!!..
------
فما هي يا ترى بعض أمثلة المتلازمات المشهورة في أجسامنا ومن حولنا ؟!!..
أقول :
هي بالمليارات والله لكل مَن زاد علمه : وزادت خشيته من الله فلا ينكرها أو يجحدها أو ينسبها بكفره للصدفة !
>>
ففي قصة تكون الكون وسرعة توسعه الأولي : متلازمة عمياء لولاها لانهار كل الكون قبل أن يستقر بما فيه !!!..
>>
وفي نواة الخلية الأولى متلازمات عمياء بين الحمض النووي والبروتينات العاملة عليه وتداخل علاقتيهما بعضهما ببعض !
>>
وفي جسم الخلية الأولى نفسه متلازمات عمياء بين نظام الغذاء وكيفية امتصاصه من غشاء الخلية مما حولها وفلترته
وكيفية توزيع ذلك الغذاء داخل الخلية للاستفادة منه !!!..
>>
وفي التكاثر في الخلية الأولى أيضا ًمتلازمات عمياء بين توفير الطاقة اللازمة للانقسام مع التنسيق التام لفصل الحمض
النووي بعد استنساخه وتصحيح الأخطاء !!.. وكل ذلك يعمل في خدمة بعضه البعض في تكامل وتلازم معجزين !!..
>>
وفي خلايا الإنسان نفسه متلازمات عمياء ينتج عنها توزيع دور كل خلية في جسم الإنسان : والشكل الذي ستتخذه
تبعا ًللنسيج الذي ستذهب إليه (نسيج عضلي - عصبي إلخ) .. ونسبة التكاثر المطلوبة : ومراقبة تلك النسبة بجينات
محددة ومعينة للإشراف عليه لأنه في زيادة نسبة تكاثر الخلايا مرض وفي قلتها مرض !!!..
>>
بل : ومن أعجب المتلازمات العمياء هي ظاهرة الموت الخلوي المُبرمج !!!.. وهو إصدار النظام - نظام مَن ؟ لا يعرف
مجانين التطور والملاحدة ! - أقول : هو إصدار النظام لأوامر قتل لخلايا بعينها : لغاية محددة في تكامل وتلازم رهيب !
منها ما يكون قبل الولادة أثناء تكون الجنين .. وذلك مثل موت الأغشية التي بين أصابع الإنسان حتى تتميز أصابعه
بعد أن كانت كتلة لحم متصلة !!.. ومنها ما يكون في طور تحول الحشرات مثل تحول دودة القز إلى فراشة !!!!!!!..
ومنها كما في إناث الثدييات وجسد المرأة في الإنسان : أوامر موت الخلايا المبطنة للرحم إذا لم يتم التخصيب
قبل الدورة الشهرية : لتنزل تلك الخلايا الميتة في دم الطمث !!!.. بل والأعجب تلازما ً: هو وجود جينات
مختصة بمراقبة الخلايا المريضة في بعض أجزاء الجسد : فإذا كانت درجة المرض قليلة يمكن تداركها : تركتها !
وإن تعدت نسبة مرض الخلية نسبة معينة : يقوم هذا الجين بقتلها : وبقتل نفسه معها - ولذلك يُسمى بالجين
المنتحر !!.. وهو الجين P53 - ..
>>
وهكذا الأمر أكثر تعقيدا ًفي كل خلايا الجسم : داخلها وخارجها !!!.. ففي خلايا الجهاز المناعي للإنسان :
متلازمات أغرب من الخيال : كما أن بداخل الخلية متلازمات أغرب من الخيال : يستغرق هذا وذاك أياما ً
للحديث عنها بدون توقف - وما ذكرته ما هو إلا قطرة من بحر هذه العجائب والمتلازمات - .. فالجهاز
المناعي لجسم الإنسان يتيقظ لأي دخول غريب لأي جسم في الإنسان - والحيوانات عموما ً- .. ثم هو يقوم
بحفظ كامل المعلومات عن كل دخيل قام بمحاربته أو التعامل معه حتى يستفيد منها في المستقبل بقدر الإمكان !
هذا كله وكما ترون : على مستوى الخلايا فقط !!!..
وفي مقابل ذلك يمكن الحديث بنفس الإعجاز عن الفيروسات : والتي تكون في كامل البرمجة لمهامها المحددة بكل
دقة عند دخولها جسد الإنسان : فتعرف أين وماذا ستفعل بالضبط !!!.. وهي التي لم تدخله من قبل !!!!!..
>>
وأما على مستوى الأجهزة ككل وتكاملها مع بعضها البعض : فحدث ولا حرج عن تلك المتلازمات العمياء !
فالهرمونات لها في كل أجزاء الجسم تأثير !!.. منها المُثبط ومنها المُحفز إلخ !!!.. ولذلك تتكامل الغدد مع باقي
أجزاء الجسم في تلازم معجز لقيام كل جزء في الجسم ونظام وجهاز بعمله !!!.. ثم الجهاز العصبي ذلك العملاق
الذي تعامى عنه الملحدون والتطوريون : وهو الذي يربط كل أجزاء الجسم وأنظمته وأجهزته وتداخلاتها بعضها
ببعض !!!.. ثم تجد الجهاز التنفسي يصب في الجهاز الهضمي يصب في منح الطاقة للجسم عن طريق الشبكة
الدموية : والتي عن طريقها أيضا ًيأخذ الفضلات من الجسم إلى الخارج !!!.. ثم الجهاز الهرموني والعصبي يتكاملان
مع الاستثارات الجنسية : ومع ما يلي ذلك من توليد للحيوانات المنوية أو دفع البويضات بانتظام شهريا ً!!!..
ومع ما يلي ذلك أيضا ًمن استعدادات الرحم لاستقبال البويضة المخصبة : ثم تكامل الجسد لتغذية الجنين طوال
فترة نموه الطويلة بتكامل وانتظام متناهي الدقة والإعجاز !!!.. إلى مرحلة الولادة وما فيها من متلازمات عمياء
بنظر العميان : كالتغييرات التي تحدث ساعتها في عظام حوض المرأة : وعظام رأس الجنين وعدم التحامها إلا
بعد الولادة !!.. ثم تزامن ذلك مع بدء تمكن الأم من إفراز اللبن !!!.. ثم تأخر ظهور الأسنان في أول شهور
المولود ليعتمد على ذلك اللبن بصورة أساسية !!!.. ثم الحركة التوجيهية العجيبة داخل كل ممرات أعضاء الجسم :
لتؤدي كلها دوما ًالاتجاه الصحيح بلا خلل ولا خطأ وبتكامل معجز !!!!..
فالبويضة تتناقلها بطنية قناة فالوب فتتقاذفها في اتجاه الرحم لا غيره !!!.. والطعام تأخذه عضلات البلعوم
الفمي لأسفل لا أعلى !!!.. والفضلات تسير في الأمعاء الغليظة الطويلة في اتجاه واحد لا غيره !!!.. وحتى في
قناة الأذن !!!.. وغيرها وغيرها وغيرها وغيرها ..... ألااااااااااااااااااااااااااف ما أود ذكره ولكن أخشى عليكم
الملل !!!!..
وسبحان الخالق الوهاب !!!!..
>>
وانظروا لتكامل العظام مع مفاصلها مع أربطتها مع ما يقوم بتليينها حتى لا تتيبس أو تصاب بالخشونة !!!..
ثم انظروا لاختلاط العظم مع اللحم والعضلات والأغشية الرقيقة بينهم !!..
ثم انظروا لتخلل كل ذلك بالشرايين والأوردة لتوصيل الغذاء لكل جزء في الجسم !!!!..
ثم انظروا لتخلل الأعصاب وتفرعاتها لكل ذلك :
فلا نرى العظام تعرقلت مع الأعصاب تعرقلوا مع العضلات !!!..
ولكن الكل يتلازم ويتكامل في انسيابية العليم الخبير خالق الخلق سبحانه ومدبره !!!!!!!!!...
وأما الأعجب والأعجب : هو أن أكثر عمليات الجسم المنظمة والمعقدة : لا يتحكم فيها الكائن نفسه !!
وإلا لو أوكلها الله إليه وتركها له : لما استطاع تدبيرها بكل ذلك التكامل والتداخل والتلازم والدقة فيموت !
وهنا فائدة الجهاز العصبي اللا إرادي !!!..
فهو الذي يدير كل ما لا يملك الإنسان التحكم فيه من جسده !!!!..
هو الذي يدير القلب وصماماته واتجاه فتحها وغلقها في البطينين والأذينين !!.. وهو الذي يتحكم في عمليات
الهضم من ميكانيكيات البلع والتنفس وحتى إخراج الفضلات بولا ًوبرازا ًبعد الاستفادة مما في الطعام والشراب
من طاقة وتوزيعها على الجسم أو تخزينها !!... إلى عمل الجهاز المناعي والغدد الليمفاوية ونظام تخثر الدم لمنع
النزيف في الجروح الصغيرة !!!.. إلى تنظيم الجلد للعرق حسب درجة الحرارة ولضبط نسبة الماء المثلى بالجسم !
إلخ إلخ إلخ إلخ وسبحان الله العظيم !!!..
--------
وهنا ....
لا يسعني - ولضيق الوقت والمقام ولعدم التطويل - : إلا انتقاء بعض الأمثلة التي سأختم بها معكم ..
وهي كالتالي - وقد اخترتها متنوعة لتفي بالغرض - :
1)) المتلازمات العمياء في البلعوم ...
2)) المتلازمات العمياء في عملية التكاثر ...
3)) المتلازمات العمياء في الطفيليات ...
4)) المتلازمات العمياء في الأنظمة البيئية على كوكب الأرض ...
وسأحاول - بقدر الإمكان واعذروني - أن أختصر قدر الاستطاعة ...
والله المستعان ....
-------------
1)) المتلازمات العمياء في البلعوم ...
بداية ً- وحتى أطمئنكم - فأنا لن أتعرض بالتفصيل للتعقيد المعجز في البلعوم وكأنا في درس أحياء !!..
فلن نتحدث عن الصورة التالية مثلا ً: وإن كان حريٌ بكم تدبرها والرجوع إليها لمزيد التفصيل !!..
ولكن يهمني الآن فقط أن تعلموا أن البلعوم : له فتحة علوية يستقبل منها الهواء الداخل من الأنف ..
وله فتحة تليها يستقبل منها الطعام والشراب الداخل من الفم !!!.. ثم نهايته وهي التي تفتح بفتحتين :
إحداهما على الحنجرة لتمرير الهواء منها للقصبة الهوائية للتنفس ولإخراج الأصوات والحروف !!..
والفتحة الثانية على المريء لتمرير الطعام والشراب منه إلى المعدة ....
والذي يهمني هنا هو عدة ملاحظات هامة ... وخصوصا ًفي تنظيم البلعوم بصورة لا إرادية من الإنسان
للتنفس والبلع وتمريرهما في الحنجرة والمريء على الترتيب !!!..
>>
أما أول ملحوظة : فهو تبطين الجزء من البلعوم التالي للأنف : بنسيج مخاطي عمادي مهدب : يشابه ما
في داخل الأنف بالفعل !!.. وذلك لاستمرار تنقية الهواء الداخل وباقي وظائف تلك الأنسجة الدقيقة !!!..
>>
وفي المقابل : وفي جزء البلعوم التالي للفم وإلى نهايته : فيُبطنه نسيج حرشفي مطبق ليساعد على نقل
الطعام والسوائل أكثر وتوجيهها !!!!..
>>
أيضا ًهناك ثلاث عضلات عاصرة تقع في بداية الجزء الفمي من البلعوم : تساعد على بلع الطعام وتوجيهه
في اتجاه واحد فقط إلى الأسفل !!!..
فهل كل تلك التكاملات هي من المتلازمات الصدفية العشوائية العمياء يا عباد الله ؟!!!..
< وأما الغريب - وإذا كنتم لاحظتم في كل ما سبق - : هو أن كل متلازمة عمياء من التي ذكرتها لكم :
لا يستطيع الكائن الحي صاحبها العيش بدونها إلا ويموت أو لا يولد حي أصلا ً!!!!..
ألم تلاحظوا معي ذلك ؟!!..
بمعنى : أنها تنفي فكرة الوصول إليها عن طريق الصدف والعشوائية والتطور التافه الذي يدعونه لأن ذلك
التطور يلزم أن الكائنات التي تحمل كل الاحتمالات : تعيش حتى تتزاوج وتورث تلك الاحتمالات لأبنائها !
ونواصل لأختم معكم هذا العرض الموجز للمتلازمات العمياء في البلعوم > :
>>
وحتى لا يُصاب الإنسان بالاختناق نتيجة نزول طعام أو شراب في مجرى تنفسه : فنجد ما يسمى بالحنك
الرخو (السفلي منه : لسان المزمار) : يقوم بعمل صمام أمان معجز ودقيق ولا إرادي أيضا ً!!!!!..
حيث في أثناء الكلام أو التنفس : ولحاجة المتكلم أو المتنفس لمرور الهواء : يكون لسان المزمار مفتوحا ًعلى
الحنجرة ........ < لسان المزمار ليس هو اللهاة التي تتدلى من أعلى سقف الفم ويُرجى النظر في الصور > ...
وأما في أثناء الأكل أو الشرب : فإن لسان المزمار يقوم من تلقاء نفسه بغلق طريق الحنجرة المؤدي للقصبة
الهوائية والرئتين : ليمر الطعام والشراب في طريق المريء فقط : ومنه إلى المعدة ....
ولذلك : وعندما يقوم أحدنا بالتكلم وهو يأكل ويبلع : فهو عرضة لعدم قيام لسان المزمار بوظيفته مائة
بالمائة : فلا يستطيع غلق طريق الحنجرة تماما ًلأن صاحبه يتكلم ويحتاج لهواء لظهور الصوت والكلام !!..
وهنا قد يحدث اختناق أو ما ترونه في الأفلام ............... :)
---------
2)) المتلازمات العمياء في عملية التكاثر ...
وهو مجموعة متلازمات : لم نكن لنظلمها لو أفردنا لها موضوعا ًمستقلا ً: رغم ما سيتم حذفه من الرقابة :)
ولكني سأحاول التزام جانب الحياء قدر المستطاع رغم أنه لا حياء في العلم كما يقولون - ولي عليها تحفظ -
أقول .....
لقد اخترت الحديث عن عملية التكاثر في الكائنات الحية : لأنها من العمليات السهل معرفتها والوقوف
عليها .. فهي ظاهرة لا خفية .. على ما بها من تعقيدات وتكاملات ومتلازمات كثيرة ولكنها :
متلازمات (( عمياء )) في نظر مجانين الإلحاد والتطور !.. رغم وجودها في ذكر وأنثى لم يلتقيا قبل !..
فما هو الذي انتقيته منها للحديث عنه يا ترى ؟!!!..
>>
بداية ً: شكر خاص للأخت طالبة علم وتقوى على ما ذكرته في أحد المواضيع من تفاصيل معجزة على مستوى
خلايا في عمليات التكاثر (الأخت تخصص بيولوجيا جزيئية) .. وقد استأذنتها في نقل ذلك عنها : وكما استأذنتها
من قبل في مشاركة (الريتروفايروس) لو تذكرون .. وكما استأذنتها في بعض التفاصيل الأخرى التي ستقرأونها
بعد قليل في التوازن البيئي لكوكب الأرض ...
>>
ففي عملية التكاثر تواجهنا أسئلة كثيرة لهؤلاء أصحاب المفتاح المعزول وقفله أو (المتلازمات العمياء) منها :
>>
كيف تكاملت البروتينات المكونة لجينات خاصة لتنصيف الكروموسومات داخل خلايا المبيض والخصية لإنتاج
البويضات والحيوانات المنوية : والتي سيكون عدد صبغياتها النصف تماما ًمن خلايا الجسد العادية ؟!!!..
ولاحظوا : أنا لا أقول كيف علمت الطبيعة أو الصدفة أنها ستحتاج لتقسيم الكروموسومات للنصف للتكاثر !
ولكني أتساءل : كيف تكامل وتلازم عمل جينات وبروتينات كثيرة جدا ًوباختصاصات غريبة جدا ًودقيقة جدا ً:
منها لفك الحمض النووي في مواضع معينة ومنها لإعادة ربطه ومنها للنسخ ومنها للتصحيح إلخ إلخ إلخ ...
كيف تكامل وتلازم كل ذلك على تحقيق هدف واحد وغاية واحدة معلومة وهم المفترض أنهم جميعا ًأبناء صدف
وعشوائيات لا يعرف بعضها بعضا ًولا تتفق في وقت ظهورها وتزامنها معا ًكذلك ؟!!!..
>>
وكيف ومتى وأين تم التخطيط لهذا الإعجاز الهرموني في إيقاظ الاستثارة الجنسية من مقدمات الجماع ؟!!!..
>>
وكيف ومتى وأين تم تصميم الجهاز الذكري ليناسب تماما ًالجهاز الأنثوي في عملية الجماع ؟!!!..
>>
وكيف ومتى وأين تم وضع المستحاثات الكيميائية لضبط كلا الجهازين وإفرازاتيهما في تكامل عجيب : لتمام
عملية الجماع ووصول الحيوان المنوي إلى البويضة ؟!!!..
ولاستعراض ذلك التفصيل : سأعرض عليكم الكلام العلمي التالي بعد تبسيطه :
ولكم أن تتعجبوا أيما تعجب من هذه المتلازمات (العمياء) في نظر القوم !!!..
>>
فعندما يفرز أحد المبيضين بويضة المرأة : فتقوم البويضة بإفراز هرمون شبيه بهرمون البروجيسترون الشهير ...
ووظيفة هذا الهرمون هي أنه يجذب الحيوانات المنوية لمكان البويضة ويدلهم على أي قناة توجد بها البويضة
من قناتي فالوب : اليمين أم الشمال !!!!..
وأما طريقة ذلك فكالتالي (وانظروا للمتلازمات العمياء) :
يقع في نهاية غشاء ذيل الحيوان المنوي مُستقبل خاص يُسمى بـ CatSper : وهو عبارة عن قناة أيونية :
هي التي تجذبه وتوجهه نحو هذا الهرمون الشبيه بالبروجيسترون !!!!.. وله وظائف أخرى في تسريع الحيوان
المنوي وتحفيزه كيميائيا ًكلما اقترب من البويضة - أي كلما زاد تركيز الهرمون - !!!...
والغريب أيضا ًوالممُيز في تلك الحيوانات المنوية - وستجدون مميزات كثيرة بعد قليل - أنه يستجيب
لتحفيذات تلك القناة الايونية التي في ذيله : مباشرة ًولحظيا ًوآنيا ً: بعكس سائر خلايا الجسد التي تتعامل
أولا ًمع الجينات : ثم بضعة تفاعلات ثم التنفيذ !!!!..
وذلك لأن عامل الوقت في عملية تخصيب تلك الحيوانات المنوية للبويضة : هو عامل فاصل في حياة الحيوان
المنوي القصيرة .. وأيضا ًفي حياة البويضة وفرصة تخصيبها ما لم تصل إلى الرحم ...
>>
وهذه الظاهرة - الإنجذاب الكيميائي Chemotaxis - ورغم إعجازها بالصورة التي رأيناها الآن ..
إلا أنها أشد عجبا ًوطلبا ًأثناء التلقيح الخارجي لبعض الحيوانات !!!!.. ( الخارجي أي التقاء الحيوان المنوي
بالبويضة : خارج جسم الأنثى ) !!!.. فكيف يتم ذلك أيضا ً؟!!!!..
>>
مثال لذلك هو حيوان Arbacia punctulata ...
وهو حيوان مائي جسمه قشري كروي قوي تخرج منه زوائد .. يعيش ملتصقا ًبالصخور وقطره 5 سم تقريبا ً..
وفي إناث هذا الحيوان : تقوم بوضع بويضاتها في الماء .. ثم تقوم تلك البويضات بإفراز جزيئات هرمونية :
la resact : وظيفتها كما رأينا منذ قليل : الجذب الكيميائي لمستقبلات ذيول الحيوانات المنوية !!!..
وتكون هذه الجزيئات الهرمونية من البويضة بتركيز عالي جدا ًلأنها ستكون في الماء فتتخفف ( متلازمات
عمياء !) .. وكلما اقترب الحيوان المنوي من دائرة ذلك الإفراز : زاد انجذابه إليه وزادت دقته وسرعته !!!..
>>
وهناك إعدادات غريبة وعجيبة أخرى : ومتلازمات عمياء أخرى كثيرة في عمليات التكاثر هذه ...
نذكر منها أيضا ً:
احتواء السائل المنوي للرجل على مادة البروستو جلاندين "Prostaglandine F2 "PGF2 :
والتي توفر للحيوانات المنوية بيئة قاعدية ملائمة لحركتها : عن طريق تخفيفها لحمضية رحم المرأة !!!!..
كما أن هناك وظيفة غريبة أخرى (من باقي المتلازمات العمياء) وهي أنه يدخل في تفاعل مع الغشاء المخاطي
لباطن الرحم : لتأمين تقلص عضلاته الملساء باتجاه معاكس إلى أعلى !!!.. وذلك لتسهل انجذاب وحركة
الحيوانات المنوية باتجاه البويضة في قناة فالوب إلى الأعلى !!!!..
>>
شيء عجيب آخر وهو يتعلق هذه المرة بـ (المتلازمات العمياء) في الجهاز المناعي مع الحيوانات المنوية !!!..
ولفهم إعجاز جديد هنا .. فيجب معرفة أن كل خلية حية من خلايا الجسم : تحمل على غشائها الخارجي بطاقة
تعريف خاصة بها تسمى : " مُعقد التوافق النسيجي الكبير CMH " !!!.. وهي تحمل بيانات انتمائها لكل شخص
عن خلايا الآخرين .. وعلى هذا الأساس يقوم عمل الجهاز المناعي في مراقبة كل دخيل والتعرف عليه والتعامل معه !
والسؤال الآن :
لماذا لا يهاجم الجهاز المناعي للزوجة مثلا ً: الحيوانات المنوية للزوج عندما تدخل جسدها ومن أول مرة ؟!!!..
هنا يحدث شيء عجيب (من توابع المتلازمات العمياء) !!!!.. ألا وهو :
إخفاء الحيوان المنوي لتلك الشفرة المحمولة على بطاقته : أو : منع التعبير عنها جينيا ًحتى لا يتعرف عليها
الجهاز المناعي للمرأة على أنها أجسام دخيلة يجب محاربتها !!!!!..
فمن أين تعلم ذلك ووقع به هذا التكامل العجيب بين جهازين في رجل وامرأة منفصلين ؟!!!..
مَن الذي رتب وخطط وصمم كل هذه المتلازمات والتكاملات والتنسيقات هنا وهناك بكل هذه الدقة ؟!!..
سبحانك اللهم !!!..
>>
واستمرارا ًللعجب من الفعل السابق للحيوانات المنوية : فإن البويضة هي الأخرى : وما أن يتم تلقيحها وتتغير
شفرتها الوراثية وتعبيرها الجيني على بطاقة تعريفها هي الأخرى : حتى تقوم بإخفاء الممانعات التي تجعل الجهاز
المناعي يحارب هذا الكائن الجديد ( وهو الابن الحامل لصفات الأب والأم ) !!!..
فكيف علمت هي الأخرى بتغير محتواها الجيني لآخر جديد ؟!!!.. وكيف تلازم معه هذا الفعل منها للتخفي ؟!
وأين يقع المدبر لكل هذه الأشياء والمتلازمات ( العمياء ) التي كلما ازداد العلم تطورا ًواقترابا ًمن تلك العمليات
المعقدة : ازداد انحناء لعظمة الله عز وجل : أو ازداد تخبطا ًوحيرة إذا كان أصحابه من مجانين الإلحاد والتطور !!!..
جدير بالذكر أنه مع تكون المشيمة للجنين : تحل محل الجندي الحامي له من أي خطر من الجهاز المناعي أو
الليمفاوي للأم !!!.. فسبحان الله العظيم على هذا التوافق والترتيب والتلازم !!!..
>>
ومن الغرائب أيضا ً: وكما تفرز البروتستاتا مع الحيوانات المنوية : الإفرازات التي ستحتاج لها في جسم المرأة
ورحمها : وهي التي لم تزوره من قبل قط !!!.. فإن الرحم في المرأة فترة التبويض وانتظار التخصيب : يقوم بعمل
تغيير كيميائي من الوسط الحمضي المعروف له : إلى الوسط القاعدي المتعادل ليساعد الحيوانات المنوية أكثر
للوصول إلى البويضة !!!!.. وبمجرد تخصيب البويضة بحيوان منوي : تعود الخاصية الحمضية للرحم من جديد !!
< لاحظوا أن كل هذه المتلازمات العمياء : هي بين جسم الرجل العامل في صمت وفي غرفة معزولة مثل صانع
المفاتيح : وبين جسم المرأة العامل الثاني في صمت وفي غرفة معزولة مفصولة عن الأولى هي أيضا ًكصانع الأقفال !
يا لها من متلازمات عمياء بالفعل !!! >
>>
شيء غريب آخر يلي عملية التخصيب وهو :
أنه بعد التخصيب بحيوان منوي واحد من المئات الذين يحاوطون البويضة : والذين استطاعوا الوصول إليها من
وسط الملايين الكثيرة التي لم تستطع الوصول : فإن البويضة تتخذ إجراءً غريبا ًعلى الفور : ولمنع اختراقها من
حيوان منوي آخر (وهي ظاهرة تعدد الحيوانات المنوية في التلقيح polyspermy) وهو أنها تقوم بـ :
عكس شحنتها الكهربائية من السالب المعتاد لها : إلى الموجب لتتنافر بذلك مع شحنة الحيوانات المنوية
الأخرى الموجبة فتبتعد عنها !!!!.. وذلك لأن تلقيح حيوان منوي آخر للبويضة يعمل على وقوع اضطرابات
في المحتوى الجيني للبيضة المخصبة وبالتالي للجنين الناتج إذا عاش .... !
فيا سبحان الله العظيم !!!..
مَن الذي أخبرها هذه المرة أيضا ًوفي هذه (المتلازمة العمياء) هي الأخرى بأن تفعل ذلك : وبأن تتضافر لهذا
الغرض مكوناتها ؟!!!.. وكيف وكيف وكيف وكيف !!!..
الأسئلة والتساؤلات في كل ملليمتر أو نانومتر من خلق الله كثيرة : ولكن : لا مُجيب من المجانين الملاحدة
والتطوريين إلا إذا أخرجوا لنا علامات جنونهم : كلاماً يُكتب ويُقال !!!!..
>>
وأما معلومة أخيرة لتبكيت هؤلاء قبل الانتقال إلى الطفيليات فهي :
أن كائنا ًمائيا ًيعده التطوريون بزعمهم ( بدائيا ً) مثل أحد أنواع قنفد البحر Echinoidea : ففي مجال
تكتيك قلب الشحنات الكهربائية : فهو أسرع وأعقد بكثير مما تفعله البويضة بعد تخصيبها بأول حيوان منوي !
بعبارة أخرى : هذا الحيوان الذي يقبع في أسفل سلم التطور وشجرته : هو أحد الحيوانات الكثيرة جدا ًالتي
تقلب افتراضات التطور رأسا ًعلى عقب كلما تعرف العلماء على تشريحها وإمكانياتها وأسرارها أكثر فأكثر !
---------
3)) المتلازمات العمياء في الطفيليات ...
ولتستعدوا الآن إخواني لواحد من أقوى ( المتلازمات العمياء ) في خرافة التطور الصدفي العشوائي !!..
واحد من أقوى مَن يُمثل صانع المفاتيح المعزول : والذي دوما ًيتوافق مع مثيله في الغرفة المعزولة الأخرى !
رغم أنه لا يرى كلٌ منهما الآخر ! ورغم ذلك يتكامل عملهما تماما ًبتمام : ليس مرة واحدة - مع استحالتها -
ولكن : في كل ساعة من ساعات الحياة !!!..
إنها حياة الطفيليات لمَن لا يعرف ........
والشكر موصول لأخي الحبيب ابن النعمان على موضوعه الرائع عنها في الرابط التالي :
وهذا أيضا ً:
ولن أذكر إلا تبسيطا ًلما ذكره هو هناك بتفصيله بارك الله فيه وجزاه الله خيرا ً...
ولأني على ثقة تماما ًمن أن كل مصري على الأقل : قد درس في المدرسة دورة حياة البلهاريسيا !
فدعونا ننعش الذاكرة ولكن في هذه المرة : لرصد المتلازمات العمياء : كلمة سر التطوريين الجديدة !!
كلمة طفيليات أولا ًتعني : تلك الكائنات الحية التي تتطفل على غيرها وتحتاجه لاستمرار معيشتها وحياتها ...
وفي مثالنا هنا عن دورة حياة طفيل البلهارسيا : نجد أن البلهارسيا لا يمكن لها العيش والتكاثر : إلا باستكمال
دورتها بين جسم الإنسان (أو العائل كما يسمونه) .. وبين المياه العذبة !!!...
وأي تأخر أو اختلال هنا يعني هلاك البلهارسيا لقصر عمر بعض أطوارها كما سنرى بعد لحظات !!!!...
وأنا بالطبع لن أ ُطيل وأ ُسهب في التفاصيل ولكني فقط سأبرز لكم : مدى تكامل كل طور من أطوار البلهارسيا
وتوافقه التام بتغير شكل جسمه وصفاته حسب وضعه داخل الإنسان أو في المياه إلخ !!!!.. ليكون السؤال هو :
كيف وأين تم تخطيط هذا التوافق ؟!!!!...
لأنه لو كان طفيل البلهارسيا بداية ظهوره في الماء (أي خارج جسم الإنسان) : فكيف عرف بتفاصيل جسم
الإنسان التشريحية الدقيقة التي تواجه حياته فيها كما سنرى ؟!!!!..
وإن كانت بداية ظهوره - فرضا ً- داخل جسم الإنسان : فكيف استطاع معرفة تفاصيل طريقه للخروج من
الجسد عن طريق المثانة (البول) أو المستقيم (البراز) : فضلا ًعن معرفة ما سينتظره في العالم الخارجي ويجب أن
يتكيف معه تماما ًمن حياته في المياه العذبة وداخل الأصداف والقواقع ؟!!!..
وتعالوا الآن ليعض الشرح البسيط على الصورة التي سأعيدها عليكم ثانيا ًلتسهيل المتابعة :
وأرجو منكم التركيز في تغيير شكل البلهارسيا في كل طور من أطوار حياتها : وبما يتناسب مع مكانها وما عليها
أن تفعله فيه !!!!!.................................. (متلازمات عمياء ! )
>>
ولنبدأ من جسد الإنسان : حيث يكون شكل البلهارسيا في الوريد البابي الكبدي : ديدان ذكر وأنثى !!!..
>>
ينضج الذكر جنسيا ًمن 5 : 8 أسابيع ثم يحتضن أنثاه لضمان التزاوج وإخراج الأنثى للبويضات !!!..
>>
يسبحان معا ًضد تيار الدم ليصلا إلى الأوردة الدقيقة المنتشرة فى :
جدار المثانة (وذلك في حالة بلهارسيا المجارى البولية) لتخرج البويضات المخصبة في النهاية مع البول ..
أو فى جدار المستقيم (وذلك في حالة بلهارسيا المستقيم) لتخرج البويضات المخصبة في النهاية مع البراز ..
>>
عندما تضع الأنثى البيض في كل وعاء دموي حتى يمتليء : تنتقل إلى غيره وهكذا ..
>>
وأرجو أن تلاحظوا في يمين الصورة السابقة : أن لكل بيضة من النوعين المعوي والبولي : شوكة !!!..
تلك الشوكة تكون طرفية فى حالة بلهارسيا المجارى البولية : وتكون جانبية فى حالة البلهارسيا المعوية !
ووظيفتها اختراق جدار الأوعية الدموية بعد انقباض الوعاء الدموي حينما تتركه الأنثى الأم !!!..
(متلازمات عمياء) !
>>
والأغرب : أن كل بويضة يوجد أيضا ًفي قشرتها بعض الإفرازات التى لها القدرة على إذابة الأنسجة !!!..
فتساعد تلك الإفرازات البويضة كذلك على اختراق :
جدار المثانة : فى حالة بلهارسيا المجارى البولية : حتى تصل إلى تجويفها لتمر منه إلى الخارج مع البول !!..
جدار المستقيم : فى حالة بلهارسيا المستقيم : حتى تصل إلى تجويفه لتمر منه إلى الخارج مع البراز !!..
>>
والآن .......
ماذا أعد لنا صانع المفاتيح المعزول : ليتكامل تمام التكامل مع حياة البلهارسيا خارج جسم الإنسان ؟!
>>
بعد أن تخرج البويضات مع بول أو براز الانسان المصاب : حتى تصل إلى مجرى ماء عذب :
تمتص البويضة الماء بالانتشار الغشائى : ثم تنفجر قشرتها لتخرج يرقة كاملة التكوين تسمى الميراسيديوم !
>>
وهنا نلاحظ أعجوبة أخرى لصانع المفاتيح المعزول !!!.. وهي أن تلك اليرقات وكما ترون في الصورة بأعلاه :
تكون مزودة بأهداب رفيعة للسباحة في الماء حتى تصل إلى العائل الوسيط (القوقع) المناسب له لتخترقه !!!..
(متلازمات عمياء) !!!..
>>
وتذكروا معي أن هذه اليرقات الميراسيديوم : هي وليدة تكاثر جنسي بين الديدان الذكر والأنثى في الإنسان ..
لأننا بعد قليل سنرى نوعا ًآخرا ًمن التكاثر ( اللا جنسي ) داخل القوقع !!!!.. والسبب سأذكره بعد قليل ..
>>
إذا لم يجد الميراسيديوم القوقع المناسب له بتتبع إفرازاته الكيميائية في الماء لمدة 30 ساعة تقريبا ً: يموت !!!..
>>
وكما رأينا اختلافا ًفي وضع الشوكة في بيضة كل من البلهارسيا المعوية والبولية : ففي بحثها أيضا ًعن القوقع
أو العائل الوسيط : نجد أن بلهارسيا المجاري البولية تبحث عن قوقع بولينس وشكله كما بالصورة حلزوني قائم ..
في حين تبحث البلهارسيا المعوية أو بلهارسيا المستقيم عن قوقع بيومفلاريا وشكله حلزونى منبسط !!!..
>>
وأما بعد اختراق اليرقات للقوقع كلٌ حسب نوعه كما ذكرنا :
فسرعان ما تفقد اليرقات أهدابها لتتحول إلى كيس جرثومي يُسمى أسبوروسيست !!!!!..
وهذه الأكياس أو الخلايا الجرثومية : هي التي ستتكاثر من جديد ولكن هذه المرة تكاثرا ً: لا جنسيا ًبالإنقسام !!..
أي أن اليرقة الذكر : سينتج عنها كيس جرثومي ذكر : ثم ينقسم إلى ذكور كثيرة بداخل الكيس الجرثومي :
وهكذا اليرقة الأنثى أيضا ً!!.. وأما السبب : فهو تكثير نسب النجاة لكل هذا الجيل في رحلة بحثه عن جسد
إنسان ليخترقه !!!!...
>>
وهذا الجيل الجديد من اليرقات التي تخترق الكيس الجرثومي ثم تخرج من القوقع إلى الماء : تسمى السركاريا !!!..
وفي هذه المرة تملك اليرقات ذيلا ًمشقوقا ًيفوق طوله ضعف طولها : هو الذي تسبح به في الماء حتى تجد جسد
إنسان ٍتخترقه عن طريق رصد حرارة جسمه تحت الماء (متلازمات عمياء) !!.. فمتى اخترقته : تركت ذيلها
خارجه : لتبدأ رحلة غاية في الدقة لتصل إلى مكانها في الكبد ووريده البابي من جديد !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!...
ولا يعوقها عن ذلك اختلاف مكان اختراقها لجسم الإنسان : قدم .. يد .. فم !!!..
(في حالة شرب الماء الملوث بالبلهارسيا تخترق تلك اليرقات أغشية الفم إلى تيار الدم : ومنها إلى مكانها
في الكبد .. أما إذا ابتلعها الإنسان مع الماء قبل اختراقها للفم : فهي تهلك بفعل عصارات المعدة الهاضمة)
>>>>>>>>>>>
فسبحان مَن خلق فأبدع !!!..
وأوحى إلى كل مخلوق اتباع ما خلقه له وعليه : وهداه للتصرف بوفق ذلك بلا شذوذ : إلا الجن والإنس :
وحدهما بأيديهما الشذوذ عن الجادة والفطرة : فيحاسبهما الله تعالى على ذلك ...!
وسبحان مَن خلق الضر والنفع .. وجعل الضر في ماء البرك والمصارف والترع والأنهار ليحذرها الناس ولا
يلوثونها ببولهم وبرازهم ويستهينون بذلك !!!..
مع العلم بأن رسولنا الكريم قد نهى بكل وضوح عن قضاء الحاجة في موارد الماء والتبول في الماء الراكد !!
وهكذا تمتليء حياة الطفيليات - ومن وجهة نظر الملاحدة والتطوريين - بعشرات المعجزات لصانع المفاتيح
المعزول !!.. وليست البلهارسيا فقط !!..
وأترككم مع صورة طفيل الملاريا وعلاقته بالبعوض وخروجه مع قرصته من لعابه للإنسان : ورحلته لخلايا
الكبد : ثم خلايا الدم الحمراء وهكذا ..........
---------
4)) المتلازمات العمياء في الأنظمة البيئية على كوكب الأرض ...
وهو آخر ما أختم به : في أكبر وأضخم وأغرب مثال على (المتلازمات العمياء) !!!!...
لقد حاول الملاحدة والتطوريون استغلال وحدة الحمض النووي في الخلايا الحية : ليكون دليلا ًلهم على التطور !
ولكنا رددنا عليهم بأن التطور أصلا ًساقط عقلا ًومنطقا ًوعلميا ًولا دليل عليه : ولكن :
هذا التوحد في الحمض النووي (ومعه مكونات الخلايا بوجه عام بما فيها الاختلاف بين الخلايا الحيوانية والنباتية) :
لهو أكبر دليل على أن خالقهم واحد عز وجل ....!
وهو دليل على حكمته البالغة في جعل هذه المساحة المشتركة بينهم في التكوين والخلق : لأنه جعلهم متداخلين
بعضهم البعض في حياتهم : ويتغذى بعضهم على البعض :
ويتكاملون أخيرا ًمع دورات غاية في الاتزان في كوكب الأرض !!!!...
وإلا ...
تخيلوا لو بعض الحيوانات كانت من الحديد فقط ؟؟.. فهل كانت ستتداخل مع باقي الأنظمة الحية والبيئية ؟!
هل يمكننا أكل قطعة حديد ؟؟؟؟؟!!!!!!!!...
وهكذا نرى تكاملا ًوتلازما ً(أعمى) في العديد من الأنظمة الحية والبيئية على كوكب الأرض بكل دقة وتناغم
وتناسق !!!!!!.. فمَن هو الذي خطط لكل ذلك : وعلى هذا المقياس الضخم والكبير : والخارج أصلا ًعن حسابات
خرافة التطور وفرضياتها المزعومة ؟؟؟..
هل هو ذلك الصانع المعزول للمفاتيح وتوافقاته التامة في كل ساعة مع صانع الأقفال المعزول مثله ؟!!!..
أم هو الخالق الحكيم العليم القدير المُقدر يا عباد الله ؟؟؟...
وحتى لا أطيل عليكم - وقد أطلت بالفعل - : فسوف أكتفي بالإشارة البسيطة والشرح القليل :
لبعض دورات أهم العناصر في كوكب الأرض والكائنات الحية ...
مع جزيل الشكر للأخت طالبة علم وتقوى مرة أخرى : رغم أني لم أستطع تقديم كل ما راسلتني به
من معلومات علمية دقيقة في هذا الشأن .. لصعوبتها على العامة من جهة - وأنا أتعمد في مواضيعي
التبسيط على قدر المستطاع - ولانشغالي عن ترجمة الصور التوضيحية التي أرسلتها لي كما وعدتكم
لضيق الوقت : ولكني استعضت عنها ببعض الرسوم التوضيحية العربية ....
>>
ففي الصورة التالية كمثال : نرى دورة النتروجين في بيئة الأرض والكائنات الحية : ونلمس مدى
التكامل والتناسق التام في حفظ نسبة هذا العنصر الهام في كوكب الأرض !!!!...
ولنبدأ من الجو ....
حيث يتحول النيتروجين الذي في الهواء : إلى حمض نيتريك : بفعل العواصف الرعدية ...
ثم يتساقط هذا الحمض على الأرض في صورة نيترات ومركبات أمونيوم في التربة ..
مع العلم بأن هناك نباتات لديها القدرة أيضا ًعلى امتصاص النيتروجين مباشرة من الجو مثل :
البازلاء والفاصوليا والبرسيم ...
وهنا :
يقوم النبات بتحويل النيتروجين إلى بروتين : سواء الذي حصل عليه من الجو أو من التربة ..
ثم تتغذى الحيوانات على النباتات كالخراف والغزال مثلا ً.. ثم يتغذى عليها حيونات أخرى
مثل الذئب والأسد مثلا ً: بالإضافة إلى الإنسان .. وكلهم يستفيد من هذه البروتينات ...
ثم يموت الجميع :
النبات .. والحيوان .. والإنسان ...
فتقوم البكتريا بتحليل أجسادهم : لإخراج جزء منها في أماكنهم في التربة في شكل نيترات
ومركبات أمونيوم !!!.. وإخراج جزء نيتروجين في الهواء من جديد ليتم غلق الدورة المتزنة !
ولا تعليق إلا : شكرا ًلصانع المفاتيح المعزول !!!!..
>>
وفي الصورة التالية أيضا ً: نرى دورة الكربون الهامة لكل الكائنات الحية !!!...
فكما يوجد الكربون في الهواء : فهو يوجد في الماء أيضا ًوفي أجسام الكائنات الحية ...
حيث تقوم الكائنات الحية في تنفسها كالإنسان بامتصاص الأكسجين : ثم إخراج ثاني أكسيد الكربون ...
فتمتصه النباتات لتستخدمه في عملية البناء الضوئي : ولتخرج للكائنات الحية الأكسجين من جديد !
وكذلك تمتص النباتات الكربون من التربة من بقايا تحلل الكائنات الحية وغيرها ....
ثم يأكل الحيوانات النباتات : ويتغذى الإنسان على الإثنين ...
ثم عند موت الجميع : يتحللون بالبكتريا منتجين الكربون في التربة من جديد : ومنه ما يتبخر في الجو ...
ويتبخر كذلك من مياه المحيطات والبحار والأنهار وغيرها ...
ولتعود بذلك الدورة من جديد !!!...
مع العلم بأن الكربون المتحلل في باطن الأرض أو باطن المحيطات إلخ : هو ما يصير نفطا ًبعد ذلك !
فيستخدمه الإنسان في العصر الحديث كوقود : كما استخدمه من قبل كفحم !!!!...
فسبحان مسبب الأسباب !!!...
>>
وفي تلك الصورة الأخيرة التي أختم بها معكم : نرى دورة حياة الفوسفور ....
وفيها نرى كيف يتواجد الفوسفور في النباتات : والتي يتغذى عليها الحيوان : وعليهما يتغذى الإنسان ..
ثم بموت الجميع وبتحللهم يعود الفوسفور إلى التربة ببكتريا التحلل ... وينضم إليه في التربة أيضا ًفوسفور
الرواسب البحرية المدفوعة فوق الأرض ...
ومن ذلك الفوسفور في التربة ما يعود إلى الرواسب البحرية من جديد .. ومنها ما يمتصه النباتات كغذاء :
لتعود الدورة منغلقة بانتظام كغيره من المواد من جديد !!!!!...
وهذه ثلاث صور لثلاث عناصر فقط من أهم ما يُعتمد عليه في السلاسل الغذائية (نيتروجين - كربون - فوسفور)
فسبحان العاطي الوهاب ...
والذي كل شيء عنده بمقدار وحساب ...
وإلى المشاركة القادمة بإذن الله تعالى لنقد ونقض نقطة ًخطيرة ًفي أثرها : من فكر هارون يحيى للأسف ...
وذلك حتى يكون المسلمين منها على حذر إذا قابلوها في أحد كتاباته أو أفلامه ...
والله المستعان لا رب سواه ...