التسميات

السبت، 1 سبتمبر 2012

الرد على صاحب كتاب : 
نزوح الغمام وتنزيه الحق عن الأوهام :
الأخ : ربيع بن يحيى بن سعيد الألمعي ..

الأخوة الكرام ...
منذ أكثر من أسبوع راسلني أحد الأخوة الأحباب طالبا ًمني الاطلاع على رسالة الأخ ربيع الباحث .. وأن أعطيه رأيي فيها ..
ورغم انشغالي الشديد : إلا أني اطلعت عليها بصورة متقطعة حتى أنهيتها والحمد لله منذ يومين .. ولكن تبقت المشكلة وهي أني نسيت الكثير من الملاحظات التي كنت أنوي كتابتها !!!..

فمن عادتي مع نقدي لأي موضوع : أن أقرأه أولا ًمرة ًكاملة للاطلاع على نفسية كاتبه وطريقة منهجه وروح الكتاب أو البحث وتمييز بعض النقاط الهامة التي سينصب عليها رأيي : ثم أقرأه مرة أخرى لأكتب وأنقل وأقتبس وأ ُبين وأرد .. وهذا ما تعذر علي الآن للأسف لضيق الوقت الشديد >

ولكن وكما يقال : ما لا يُدرك كله : لا يُترك جله ...

فأحببت أن أضع هذه النقاط لمَن أراد نظرة شرعية سريعة على هذا البحث الذي شذ فيه صاحبه عن المعروف شرعا ًودينا ًوعلما ًومنطقا ً- مع اعترافي بحسن نيته ولا أزكيه على الله - ولكن وكما قالوا : رُب مريد ٍللخير : لا يُدركه ...
ولأننا في هذا العصر الحديث صار يجذب العوام كل تفسير يخالف المألوف ! 
فأقول والله المستعان ..

1...
الكاتب غير متخصص دينيا ًولا شرعيا ً.. بل يبدو أنه من كتبة المنتديات .. ووضح ذلك في ركاكة لغة كتابته كثيرا ً- ولا أدعي العصمة لنفسي لأني مهندس : ولكني أعرف خطأ غيري مثلما أعرف خطأي - .. وذلك كقلبه لحروف كثيرة إلى لهجة بلاده مثلا ً- والصواب أن يكتب البحث بالعربية الفصحى - وأيضا ًكتكراره كثيرا ًلكلمة ((إنشاء الله)) هكذا بدلا ًمن ((إن شاء الله)) !!!.. وهي علامة مميزة على مَن لم يتمرس في الكتابة أو القراءة شرعا ً...!

2...
الأخ ربيع فيه نزعة غرور بالرأي للأسف - والمؤمن مرآة أخيه - .. حيث زعم وأكد صراحة ًولأكثر من مرة في كتابه : أنه قد وصل أخيرا ًللحقيقة النهائية في معرفة ما هي السماوات السبع وما هو العرش !!.. ولم يقل مثلا ًأن هذا اجتهاد مني أدعو للتفكر فيه : أو تصويبه من إخواني إلخ .. بل وظهر ذلك أيضا ًفي اسم بحثه الذي نسب فيه الرأي الأصلي المخالف له بالأوهام !!.. هكذا مرة واحدة فقال : 
((نزوح الغمام وتنزيه الحق عن الأوهام)) ..
وهذه علامة صاحب الحجة الضعيفة في نفسه : فيُقويها بمثل هذه الروح والعبارات لتثبيت نفسه وإيهام القاريء بقوة حجته .. حتى ولو لم تكن كذلك ..

3...
والأخ لو كان قال أنا معتزلي أو حتى مع الفكر المعتزلي مباشرة ً: لكان أراح واستراح : بدلا ًمن كل هذا اللف والدوران في مقدمة طويلة لانتقاص منهج أهل السنة والجماعة أهل الحديث والأثر !!!.. وموضوعه مليء بتأويلات ٍ: ما أنزل الله تعالى بها من سلطان ومن دورانه حول معاني تشبيه وتجسيم لله تعالى والله والمستعان ..
هذا غير خرمه للغة العربية لغة ًوبيانا ً: وعلى رأسها قوله أن الكواكب هي السحاب !!!!..

4...
ورغم قراءته فيما يبدو للكثير من التفاسير والأحاديث والأقوال المتعلقة بالمسألة .. إلا أنه انتهج نهج المعتزلة في قبول ما يريد ورفض (أو عدم ذكر) ما يريد : لا على حسب صحة الأسانيد وظاهر اللغة ولكن : على حسب رأيه وهواه ومستوى عقله في التفكير والإدراك .. ليصب كل ذلك في النهاية في صالح التأويل الذي خرج به عن السماوات والعرش : والذي حدده مسبقا ًقبل كتابة البحث أصلا ً!!..


5...
واضح جدا ًأن الذي دفعه بشدة إلى البحث عن تفاسير جديدة (ومبتدعة) للسماوات السبع والعرش : هو العجز الذي أصابه في بعض حواراته مع الملاحدة !!!..
أقول :
ورغم أننا في منتدى التوحيد مثلا ًنتعرض لأضعاف أضعافه ولكن : لم يفكر أحدنا مثله في الجناية على الدين بمثل ما فعل !!!..
والحاصل :
أنه لما كان مـُعظِما ًللعقل : مغلبا ًله على النص : 
فقد وجدت شبهات الملاحدة مكانا ًفي قلبه : وتأثرت نفسه من عدم قدرته على الرد : ولاسيما وهو الذي لم يعتد على التسليم فيما لا يعرفه بعد !!!..
فنزغته نفسه لذلك على تأليف ما ألف : ثم محاولة التدليل عليه بما كتب من هذا الكتاب أو البحث ...
وأقول له :
وهل تظن أنك بكتابك هذا قد ألقمت الملاحدة حجرا ً؟؟.. وأنهم لن يُحرجوك بعد ذلك في عشرات التناقضات التي وقعت فيها في كتابك : ويضعون لك من النصوص الصحيحة والأفكار المنطقية : ما يناقض ما كتبته ؟؟.. فإما تخرج مما كتبته : أو تتهم النصوص الصحيحة بالضعف : أو تحرفها عن معانيها كما فعلت هنا ؟!!..
وصدقني ..
منذ أيام فقط جاءتني شبهات من ملحد يظن أننا نقول بأن السماوات السبع :
هي طبقات الغلاف الجوي !!!!.. أي نفس ما لجأت أنت إليه :
ظنا ًمنك أن الملحدين بهذا سيفهمون شيئا ً!!..
فكانت أقوى إجابة لي :
هي أننا لا نقول بهذا الكلام البدعي الجديد ..!!!

6...
والآن .. سأبدأ على بركة الله - وحسب ذاكرتي واستدعائي للاقتباسات من الكتاب - في استعراض أهم النقاط التي تهدم فكرته بالتناقض مع بعضها البعض تارة : ومع ثوابت بديهية وشرعية من الدين ولغوية تارة أخرى .. واعذروني على عدم الإلتزام بترتيب نقاط النقد بنفس ترتيب كتابه ..
والله المستعان ..

7...
فكرة الأخ ربيع لمَن لا يعرفتقوم على أن :
>>
عرش الله على الماء يعني : على ماء بداخل الكرة الأرضية !!!!!!!!!!!!!!!..
>>
وبذلك تكون الأرض : على الماء ..!!!!
وتكون السماوات (التي هي عنده طبقات الغلاف الجوي) : تكون هي أيضا ًعلى الماء !!!..
>>
وبذلك يكون معنى العرش هو : 
البناء المتكون من الكرة الأرضية وطبقات الغلاف الجوي : فيكون كل ذلك على الماء الذي هو :
ماء شديد الحرارة جدا ًداخل الكرة الأرضية !!!!..

فهذه هي فكرة الأخ ربيع التي دندن حولها وساق عليها الأدلة من الشرق والغرب ..
فتعالوا نرى هل فيها تناقض واضطراب (شأن كل باطل) أم لا ؟؟..

8...
أولا ً: لم أسمع عن حالة فيزيائية للماء : تكون فيها درجة حرارته هائلة جدا ًمثلما يصف الأخ ربيع : ثم لا يكون الغاز بخارا ً!!!.. وإنما صلبا ًكما يقول الأخ !!!..
فهل يعرف أحدكم أن الماء مثلا ًفي درجات الحرارة الهائلة - وبدلا ًمن أن يكون بخارا ً- يعود لحالته السائلة !! فضلا ًعن أن يكون صلبا ًفي باطن الأرض ؟!!!..
يقول الأخ ربيع :

ولكن كيف يكون الماء هو نواة كوكبنا أو كيف يحمل الماء كل هذا الحمل الكبير جدا ؟..
تخيل معي أخي إذا اجتمعت كميات هائلة من المياه في الفضاء هل تتوقع أن تبقى سحابة وتتفرق بعده أم أنها تتبلور مكونة كوكبا مائيا رويدا رويدا؟
ثم فكر معي في خصائص هذا الكوكب المائي تخيل ضغط الماء تحت خمسين كيلو متر فقط من سطحه ،
انه ضغط هائل جدا بكل تأكيد يجعل المتر المكعب من الماء أثقل من مثيله من الحديد.
وتخيله في باطن كوكب الأرض الآن نعم انه سيكون ثقيل وملتهب جدا كالحديد المنصهر

أقول : الذي أعلمه - وعلى حد علمي المتواضع كمهندس - : أن ماء ًبهذه الصفات من الضغط المكاني الرهيب ودرجة الحرارة : فليس أمامه أصلا ًإلا الانفجار !!!.. ولا تعد قشرة الأرض الرقيقة جدا ًعائقا ًبالنسبة له في هذه الحالة !!!..

9...
وثانيا ً: وبالنسبة للسماوات السبع : والتي يفترض الأخ ربيع أننا لا بد أن نراها لأن الله تحدث عنها في القرآن مثل :
ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا ً" ... وغيرها .. أقول :
وهل كل تعبير من الله للبشر أو الإنسان أو حتى النبي محمد بـ : 
ألم تروا " أو " ألم تر " أو " ألم ير " :
هل يعني ذلك أنها أشياء نراها أو رآها النبي بالفعل ؟!!!..
أم أنها تحمل معنى مُكمل للإيمان بالله عز وجل : ألا وهو : تصديقه فيما أخبر :
سواء رأيناه بأعيينا وعاصرناه : أو لم نره بعد : أو لم نعاصره ؟!!!..

والسؤال : 
هل رأى النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثلا ًحادثة الفيل ؟.. 
ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ؟.. ألم يجعل كيدهم في تضليل ؟!.. وأرسل عليهم طيرا ًأبابيل ؟!!.. ترميهم بحجارة ٍمن سجيل ؟!.. فجعلهم كعصف ٍمأكول " ؟!!.. 

أم أن النبي أو أحد صحابته مثلا ًأو أحد المسلمين من بعده قالوا : لا يا رب .. لم نر الفيل ولم نر الطير الأبابيل ؟!!....
وليس الأمر يتعلق بحادثة الفيل فقط - وهي قريبة الزمن من النبي - .. بل نفس الأمر يتكرر مع ما هو أبعد منها وأعمق في الزمن ..! مثل قوم عاد مثلا ً!!.. ألم تقرأ قول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم :
ألم تر كيف فعل ربك بعاد ؟!!.. إرم ذات العماد " ؟!!..
فهل رأى النبي ذلك حقا ً؟!!!..

فهل فهمنا الآن هذه النقطة لترسيخ الإيمان ( التصديقي ) في النفوس أم لا ؟!!..
فإذا كان أبا بكر رضي الله عنه :
قد أجاب الكفار عن قول النبي في إسرائه في ليلة واحدة لبيت المقدس : " إن كان قال : فقد صدق " !!.. 
فما عسى المؤمن يقول مع ربه عز وجل في إخباره عن ماضي أو حاضر أو مستقبل لم يشاهده الإنسان ؟!!..
ألم تر كيف يُخبر الله تعالى نبيه عن أشياء لم يحضرها النبي حتى في عصره هو - ولن نقول ماضي أو مستقبل - فيقول له مثلا ً:
ألم تر إلى الذين نافقوا : يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب : لئن أ ُخرجتم : لنخرجن معكم .. ولا نطيع فيكم أحدا ًأبدا ً.. وإن قوتلتم : لننصرنكم !!.. والله يشهد إنهم لكاذبون " ؟!!..

فهذه من إحدى أكبر الأخطاء التي أدت بالأخ ربيع صاحب الكتاب إلى تكليف نفسه وعقله وحواسه : ما لا يستطيع !!..
في حين أن المسلمين (بل أكابر المسلمين كالصحابة) : 
كانوا يتقبلون ما غاب عنهم من أخبار لا يعرفونها بعد : فيمررونها كما هي !!!..
لأن أبسط رد على ذلك هو : أن الغيب الذي نراه غيبا ًاليوم : قد لا يصير غيبا ًغدا ًبل : يصير فيه إعجاز للنبي والقرآن في وصفه لغيب وقع بعد مئات السنين !!!.. 
فلماذا العجلة إذا ًوقلة الصبر أمام إيذاء الملاحدة والنصارى وشبهاتهم ؟!!..

مثال ...
انظر معي للحديث التالي مثلا ًعن الجنين في بطن أمه .. والذي يصف فيه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه النبي بأنه (الصادق المصدوق) !!!..
ولنسأل أنفسنا :
لقد روى ابن مسعود رضي الله عنه قرابة الألف حديث عن النبي : فلم يقل في أحدها عن النبي أنه (الصادق المصدوق) : إلا في هذا !!!.. فلماذا ؟!!.. وهل الأحاديث الأخرى لم يكن ير فيها ابن مسعود أن النبي (صادقا ًمصدوقا ً) وحاشاه ؟!!!..

أقول :
لا .. وتعالوا لنقرأ الحديث .. روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : 
حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : وهو الصادق المصدوق :
إن أحدكم يُجمع في بطن أمه : أربعين يوما .. ثم يكون علقة مثل ذلك .. ثم يكون مضغة مثل ذلك .. ثم يبعث الله إليه ملكا ًبأربع كلمات : فيكتب عمله .. وأجله .. ورزقه .. وشقي أم سعيد .. ثم ينفخ فيه الروح .. فإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار : حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع : فيسبق عليه الكتاب : فيعمل بعمل أهل الجنة : فيدخل الجنة .. وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة : حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع : فيسبق عليه الكتاب : فيعمل بعمل أهل النار : فيدخل النار " !!!..

أقول ..
فهل علمنا الآن لماذا قال ابن مسعود في أول الحديث عن النبي بأنه (الصادق المصدوق) ؟!..
لقد فعل ذلك رضي الله عنه :
ليقطع الطريق بداية ًعلى شك السامع لغرابة ما سيسمعه من غيب عليهم في زمنهم !!..
فكم كنت أود والله لو كان الأخ ربيع صاحب الكتاب قد فهم هذا ووعاه : ثم عمل به !!!..
ولكنه ضيق واسعا ًسامحه الله : فاختزل عرش الله تعالى العظيم في كرة أرضية صغيرة !!!!.. وجعلها وما عليها هي ما استوى الله عليه !!!..
فسبحان الله العظيم عندما تشطح الأفكار ولا يملك الإنسان حدودا ًمنطقية ًولا شرعية ًلعقله !!..
ذكرني ذلك بأحدهم من سنوات : وقد ادعي أن عرش الله هو المجرة !!.. وهذا الأخ ربيع الآن : يجعله الكرة الأرضية وما عليها !
فسبحان ربك رب العزة عما يصفون !!..

10...
وأما الغريب : فهو قوله أن الكرسي : هو المجال المغناطيسي للأرض !!!..
فهو الذي يحفظها من أشياء كثيرة !!..
وساق الصور التالية :




فهل تلاحظون فيها نسبة الأرض وغلافها الجوي : إلى نسبة مجالها المغنطيسي ؟!!..
وهل يبدو لنا مجالها المعناطيسي كترس ؟!!!..
وهل ترون من الصور أعلاه أن الغلاف الجوي للأرض أكبر ؟.. أم مجالها المغناطيسي الذي اعترف هو بأنه يحوي السماوات والأرض (على اعتبار أنه الكرسي) !!..
وأسأل هذه الأسئلة : 
لأن الأخ ربيع استشهد فيما استشهد به بحديث أصبغ بن الفرج : حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : عن أبيه : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : 
ما السماوات السبع في الكرسي : إلا كدراهم سبعة أ ُلقيت في ترس " ..

وبغض النظر عن أن روايات الحديث فيها ضعف وإرسال في السند .. ولكني أقول :
لماذا لم يُكمل الحديث ذي الروايات المتعددة ما بين مرسل وموقوف ؟؟... وفيه :
وقال أبو ذر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما الكرسي في العرش : إلا كحلقة من حديد : ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض " !!..

فأسأل : فهل الكرسي (المجال المغناطيسي) الآن صار أكبر أم أصغر من العرش (الكرة الأرضية والسماوات السبع) ؟!!..

والذي يبين لنا هذه المعضلة والتناقض أكثر : هذا الأثر التالي والذي حسنه الألباني وغيره موقوفا ًعلى ابن مسعود (وموقوف الصحابي إن صح : فهو في أمور الغيب يُعد كالرفع إلى النبي) :
حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني قال : ثنا أسد قال : ثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود قال : 
ما بين السماء الدنيا والتي تليها : مسيرة خمسمائة عام !!.. وبين كل سماء : مسيرة خمسمائة عام !!.. وبين السماء السابعة وبين الكرسي : خمسمائة عام !!.. والعرش فوق السماء !!.. والله تبارك وتعالى فوق العرش !!.. وهو يعلم ما أنتم عليه " !!!..
رواه ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 105 ) .. والبيهقي في " الأسماء والصفات " ( ص 401 ) ..

فبالله عليكم .. وأتوجه بالسؤال للأخ ربيع صاحب الكتاب :
كيف تستقيم هذه المعاني والمرويات مع قولك مثلا ً:


الآن تخيل معي نواة هذا الكوكب ربما تكون أصلب من أصلب الصخور بالآف المرات.
إن ماسيجعلك عزيزي القارئ على قناعة تامة بأن العرش يعني البناء الذي تم فوق هذا الماء من طبقات الأرض السبع والسماوات السبع
هو أن كل الآيات والأحاديث الصحيحه التي تتحدث عن الأمر وحين تقرأها ستصبح واضحة وجلية وليس بها أي غموض
والحمد لله تعالى وحده وسنرى ذلك انشاءالله تعالى في فصل لاحق. والآن نتابع هذه الآيات الكريمه

وهل فعلا ًكل الآيات والأحاديث الصحيحة تؤيد افتراضاتك وتوهماتك أخي ربيع ؟!!..
أم أنك أنت الذي لويت أعناق الكلمات بتأويلاتك الغريبة التي منها : ما يناقض بعضها بعضا ً!!!..
ولنتابع ...

11...
في محاولته لإيجاد ما يثبت به الأخ ربيع أفكاره :
فهو يستدل بحديث سجود الشمس الصحيح الشهير عندما قال النبي للصحابي وهو يرى غروبها :
أتدري أين تذهب ؟!!.. قلت : الله ورسوله أعلم .. قال : فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش " ..
فيقول :
أن هذا يؤكد أن الكرة الأرضية هي العرش !!.. وأنا أقول :
لو كان الأمر كذلك : 
لكانت الشمس هي في حالة سجود على الدوام !!!.. لأنها دوما ًستكون علاقتها مع الأرض : هي مثل تلك العلاقة وقت حديث النبي !!!..
بل (وانظروا لهذا التناقض) :
لو كانت الشمس وهي ((خارج)) الأرض : يُقال عنها : سجدت ((تحت العرش - أي الأرض)) ..
في حين أن الماء الذي ((داخل)) الأرض نفسها - وبحسب نظرة أخينا ربيع - يُقال عنه أنه أيضا ً: 
((تحت العرش - أي الأرض)) !!!..

فكيف بالله عليكم يكون ما داخل الأرض : هو تحتها : وما خارجها أيضا ً: هو تحتها كذلك ؟!!!..

12...
وكم كنت أتمنى أن يقف الأخ ربيع ويتدبر كثيرا ًفي قول الله تعالى عن يوم القيامة : 
ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ : ثمانية " !!!..
حيث هنا مشكلة اتجاهات أخرى تتمثل في وجود العرش فوق الناس في الحشر وهم واقفون على الأرض ؟!!..
بمعنى آخر : 
كيف تكون الأرض هي العرش : ثم يراها الناس يوم القيامة فوقهم محمولة من الملائكة الثمانية : رغم أنهم سيكونون واقفين عليها كما أكد الأخ ربيع ؟!!..
كيف ستكون فوقهم : وفي نفس الوقت هم يقفون عليها ؟!!..
أقول .. أعتقد أنه لذلك لم يقف عند هذه الآية كثيرا ً: كغيرها مما تخطاه ولم يتعمق فيه حتى لا يظهر تناقضه ..

13...
أيضا ًهناك الكثير من الأحاديث الصحيحة التي تعتبر معضلة ًلدى الأخ ربيع .. فلماذا لم يتعرض لها أو حتى يذكرها : رغم أنها تتعلق بصلب موضوعه : وهي صحيحة السند كغيرها مما استشهد به بل : أصح من الكثير الذي استشهد به من روايات التفاسير التي تميل لمعانيه !!..
مثلا ًحديث النبي في البخاري وغيره :
فإذا سألتم الله : فاسألوه الفردوس من الجنة .. فإنه وسط الجنة .. وأعلى الجنة : أراه فوقه عرش الرحمن .. ومنه تفجر أنهار الجنة " !!..
والمعضلة هنا :
هي في القول بأن طبقات الغلاف الجوي (التي هي السماوات السبع بحسب الأخ ربيع) : هي تعلو الأرض أصلا ًأو العرش !!!..

أيضا ً...
لماذا لم يذكر الأخ ربيع أي حديث صحيح أو أثر إلخ : من الذين يبينون أن الكرسي : هو موضع قدمي الرب : يضعه حيث يشاء .. وأن العرش العظيم هو الذي استوى عليه الله .. وهو أعظم مخلوقات الله ..
مثلا ًحديث البخاري :
أنا أول مَن تنشق عنه الأرض : فإذا موسى قائم : آخذ بقائمة من قوائم العرش " !!.. 
فهل كوكب الأرض له قوائم ؟؟!!..

وأيضا ًما رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة : وابن بطة : عن ابن عباس رضي الله عنه في تفسير آية الكرسي قوله : " وسع كرسيه السماوات والأرض " قال : 
موضع القدمين .. ولا يُقدر قدر عرشه " !!!..

ولم يخبرنا الأخ ربيع أيضا ًعن تأويله لوصف الله تعالى بأنه (يضع كرسيه يوم الحساب) ؟؟
والحديث أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " : وصححه الألباني في ( ظلال الجنة) (582) :
..... عن ابن بريدة عن أبيه قال : لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة : لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : 
حدثني بأعجب شيء رأيته بأرض الحبشة ؟.. قال : مرت امرأة على رأسها مكتل فيه طعام .. فمر بها رجل على فرس : فأصابها فرمى بها .. فجعلت تنظر إليه وهي تعيده في مكتلها وهي تقول : ويل لك من يوم ِيضع الملك كرسيه : فيأخذ للمظلوم من الظالم .. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه فقال : كيف يُقدس الله أمة لا يُؤخذ لضعيفها من شديدها حقه وهو غير متعتع " ؟!!..
والشاهد من الحديث قول المرأة الذي لم ينفيه النبي :
ويل لك من يوم ٍيضع الملك كرسيه " ..

14...
وبالعودة مرة أخرى لقول الأخ ربيع أن طبقات الغلاف الجوي هي السماوات السبع : 
أقول له :
وما الفارق الذي صنعته أنت الآن لصد سؤال الملاحدة لك بأننا لا نرى إلا السماء الدنيا : ولا نرى باقي السماوات السبع ؟!!..
وذلك لأننا الآن أيضا ً(أي البشر) : لا نرى من طبقات الغلاف الجوي ما يمزها عن بعضها البعض ؟!!..
فالمنظر الذي يراه البشر ((بأعينهم العادية)) : واحد في الحالتين !!!..
سواء في حالة لو قلنا أن كل ما نراه هو السماء الدنيا أو الأولى .. وسواء قلنا أنها طبقات الغلاف الجوي !!..

فإذا قلت أن ((العلماء)) استطاعوا تحديد طبقات الغلاف الجوي الآن وتقسيمها : قلت لك :
وما أدراك أن العلماء بعد عشر سنوات أو أكثر أو أقل : سيستطيعون تمييز سماوات أكبر مما رصدوه من الكون اليوم ؟!!..

والشاهد : 
أنه حتى العلماء - وعلى حد علمي - لم يميزوا كلهم طبقات الجو إلى سبعة ولكن اختلفوا !!!..
وذلك لأن طبقات الجو هي غازية أصلا ًولا تحدها حدود ثابتة يراها الناس بأعينهم المجردة ..
فمنهم مَن يقسمها إلى أربعة أو خمسة .. وكما في هذه الصورة من الويكيبديا :


حيث نرى الطبقات الخمسة مرتبة من أسفل إلى أعلى كما في الصورة أعلاه :
التروبوسفير الستراتوسفير الميزوسفير الثيرموسفير الإيكزوسفير 
وبالطبع هناك تداخلات في بعض الطبقات أيضا ً(وهذا يزيد الأمر صعوبة لمَن أراد جعلهم سبع طبقات مُميزة عن بعضها البعض) !!..
فهناك الطبقة المتأينة : أيونوسفير .. وهناك مَن يجعلهم سبعة كالآتي :
التروبوسفير .. الستراتوسفير .. الميزوسفير .. الكيموسفير .. الثيرموسفير .. الأيونوسفير .. الإيكزوسفير

وهناك مَن يضيف إليهم طبقة الأوزون لكي يتم العدد سبعة الخاص به :


وأما العامل المشترك بينهم جميعا ً- وبالإضافة لكل التفنيدات السابقة - :
أننا نرى سماكتهم متغيرة ولا يضبطها ضابط من علاقة تزايدية منتظمة أو غيره !!!..
فلا الأولى مثلا ًضعف الثانية .. ولا الثانية ضعف الثالثة أو العكس !!..
ولا تبعد كل سماء عن التي تليها خمسمائة عام ولا غيره !!!..
معلوم أن مفهوم اليوم والزمن عند الله تعالى نسبي كما في القرآن نقرأ عن يوم بألف سنة وآخر بخمسين ألف سنة >

15...
وبمناسبة الصورة التي من الويكيبديا : ونرى فيها أن الشهب والنيازك تكون في طبقة الثيرموسفير الرابعة من أسفل :


أقول ..
فإحدى شبهات الملاحدة التي حيرت أخينا ربيع أيضا ًواضطرته للخروج بكل ما خرج به : هو سؤالهم له عن رجم الشياطين بالشهب والنيازك .. حيث جاء صراحة ًفي القرآن أن ذلك يكون من النجوم - والتي أسماها القرآن مصابيح - وإليكم ما كتبه الأخ :


طرح أحدهم سؤالا في غاية الدهاء فقال:
إننا نعلم بأن الضوء هو أسرع شيء في الوجود وهو كما نعلم لايصل من أقرب المجرات لنا اللا بعد ملايين السنين


فكيف للجن ان تصعد والى سقف السماء الدنيا ان كانت السماء الدنيا تشمل كل المجرات عن اخرها والكون بكامله
فكيف تقعد الجن مقاعد للسمع على حدود هذه السماء ثم ترجع في اقل من يوم؟
ثم ان سلمنا أنهم بهذه السرعه فكيف للشهب او النيازك ان تلحق الضرر بهم وتؤثر عليهم !
وبمعنى آخر كيف تسبقهم في الفضاء وهم على هذه السرعه الأعلى من سرعة الضوء؟
وقد كتبها الله تعالى عقابا لهم ان قعد احدهم يسترق السمع في السماء الدنيا .
هل يعقل ان الجني اسرع من الضوء.! وتكون الشهب في نفس الوقت اسرع منه؟...
هناك آيتين يجب شرحهما لازالة اللبس في الموضوع وهذه هي الاية الاولى.
قال تعالى) وزينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين(

أقول أولا ً:
ومَن قال أن استراق السمع من الشياطين يكون عند هذه المسافات البعيدة ؟!!..
والذي أراه :
أن الأخ ربيع : ورغم ذكره لمعنى السماء لغة ً:
إلا أنه لم يفرق في أغلب كتابه بين : السماء .. والسماء الدنيا .. والسماوات السبع ..
ولا حتى بالنظر في السياق ومحاولة فهم المُشكل أو المتشابه عليه !!!..
وإلا :
فمن أين جاء الملحد - وصدقه أخونا ربيع - بأن استراق السمع يكون في نهايات السماء الدنيا ؟!!.. وأنه يرجع في يوم إلخ
والذي أراه :
أن النبي صلى الله عليه وسلم : لم يحدد كل هذه التحديدات : ولا القرآن !
بل غاية ما هنالك هو استراق الشياطين السمع للـ (السماء) فقط !!..
والسماء لغة ً: هي كل ما علاك !!!..
فسقف غرفتك بالنسبة لك سماء !!.. وهكذا الغلاف الجوي لنا سماء !!.. إلخ
وكل ما نراه من ذلك هو ما نسميه بالسماء الدنيا ...

والآن :
هل من الصعب أن يسترق الشياطين السمع للسماء التي فوقنا ونراها ؟!!..
الإجابة : لا !!.. بل هو عليهم يسير : وخصوصا ًإذا تراكب بعضهم فوق بعض إذا كانوا ضعافا ً..
ولذلك لا حيلة لهم في التسمع إلى الملأ الأعلى (وذلك أعلى من مجرد السماء) !!..
يقول عز وجل :
إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب .. وحفظا من كل شيطان مارد .. لا يسمعون إلى الملإ الأعلى : ويقذفون من كل جانب .. دحورا ً: ولهم عذاب واصب .. إلا مَن خطف الخطفة : فأتبعه شهاب ثاقب " !!!..
بل هم ممنوعون من تخطي السماء الدنيا لقول الله تعالى :
يا معشر الجن والإنس : إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض : فانفذوا .. لا تنفذون إلا بسلطان " !!..

وحتى السماء العادية التي يستمع إليها الجن :
فإنها حُرمت عليهم مع بدء نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم :
وذلك حتى يحفظ الله تعالى قرآنه من تحريف الجن والشياطين وإلقائه إلى أوليائها من السحرة !!..
ولذلك تعجبت الجن في ذلك الوقت وعرفت أن حدثا ًجللا ًقد وقع في العالم .. فجابوا الأرض يلفونها بحثا ًعنه : حتى وجدت فئة ٌمنهم النبي يقرأ قرآنا ً: 
وأنا لمسنا السماء : فوجدناها مُلئت حرسا ًشديدا ًوشهبا ً!.. وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع : فمَن يستمع الآن : يجد له شهابا ًرصدا ً" ..

فمطلق السماء هنا : لا يراد ما ألزم به الملحد الأخ ربيع ...
وكذلك ألفاظ أحاديث النبي الصحيحة : لم تشترط وتذكر ما ذكره الملحد ... من استراق السمع على أطراف السماء الدنيا والمجرات البعيدة !!!..
بل اكتفى فيها النبي بذكر السماء فقط ...!

فعن (عائشة) رضي الله عنها قالت : 
سأل أ ُناسٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان .. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنهم ليسوا بشيء ! قالوا : يا رسول الله ! فإنهم يُحدثون أحيانا ًبالشيء :
يكون حقا ً! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تلك الكلمة مِن الحق : يخطفها الجنيُ : فيُـقرها في أذن وليه قر الدجاجة : فيخلطون فيها أكثر مِن مائة كذبة (أي لحبكها على الناس) " !!!.. 
رواه البخاري ومسلم وغيرهما ....

وفي رواية ابن ماجة والبخاري بنحوها :
إذا قضى الله أمرا ًفي السماء : ضربت الملائكة أجنحتها خضعانا ًلقوله : كأنه سلسلةٍ على صفوان .. فإذا فــُزع عن قلوبهم قالوا : ماذا قال ربكم ؟!.. قالوا : الحق .. وهو العليُ الكبير .. فيسمعها مُسترقو السمع (أي مِن الجن) : بعضهم فوق بعض .. فيسمع الكلمة : فيلقيها إلى مَن تحته : فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها إلى الذي تحته : فيلقيها على لسان الكاهن أو الساحر : فربما لم يدرك حتى يلقيها : فيكذب معها مائة كذبة ! فتصدق تلك الكلمة التي سُمعت مِن السماء " !

ومن هنا ... فلم يجد الأخ ربيع للخروج من هذا المأزق الإلحادي المصطنع :
إلا أن يخرج لنا بالتأويلات الغريبة والعجيبة !!!..

فكما قال أن المقصود من قول الله تعالى عن وجود القمر والشمس في السماوات :
وجعل القمر فيهن نورا ً: وجعل الشمس سراجا ً" .. قال :
أن المقصود هنا الغلاف الجوي الذي بدونه ما كنا رأينا القمر منيرا ًولا الشمس متوهجة :
فهنا يضطر للقول أيضا ًبأن المصابيح التي التي جعلها الله رجوما ًللشياطين :
ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح : وجعلناها رجوما ًللشياطين " !!..
هي (غازات) الغلاف الجوي !!.. فقال :


ولن نجد نهارا ابد وقت النهار .بمعنى اخر ان الغازات في طبقات الغلاف الجوي هي من يتوفر فيها جميع شروط الاية الكريمه
وهي المصابيح التي تجعل نور الشمس نهارا وتجعل القمر ابيضا والنجوم متلالاة براقه
وايضا هذه الغازات هي التي تشعل النيازك وتجعل حرارتها عالية جدا محولة اياها الى شهب مشتعلة وملتهبه.

أقول : وطالما أن الأخ ربيع استحضر معنى أن المصابيح لا ترجم بذاتها الشياطين :
حيث أن الغازات ليست هي التي يُقذف بها الشياطين : وإنما على رأيه : هي التي تشعل النيازك التي تقذف بها الشياطين : أقول :
فكان الأولى أن يقول أن المصابيح هي النجوم والكواكب في السماء من حول الأرض .. والتي نراها منيرة ليلا ً:
وأن رجم الشياطين بها يعني : بالمنطلق منها من شهب ونيازك : يوجهها الله تعالى حيثما شاء بملائكته ويقذف بها مَن أراد من الجن والشياطين !..
وحقيقة ً:
واجهتنا شبهات كثيرة من ملاحدة عن رجم الشياطين : لم يكن من بينها الشبهة التي واجهت الأخ ربيع هذه !!..
فكانت شبهاتهم لها وجه اعتبار منطقي .. ولا أراه صراحة ًفيما قاله الملحد هنا !!!..

16...
وعلى العموم ...
فهذه ليست أولى غرائب الأخ ربيع اللغوية .. وهي أن يقول عن المصابيح أنها غازات الغلاف الجوي !!..

فلكي تستقيم معه باقي المعاني أيضا ًمن أن السماوات السبع هي طبقات الغلاف الجوي : وأن الغلاف الجوي يقع بالفعل فيه :
نور القمر - سراج الشمس - المصابيح - الكواكب ..
ففي تعرضه لهذه الأخيرة (أي الكواكب) في تأويله الشاذ لقول الله تعالى :
إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب " !!!..

فقال أنها : السحب !!!!!!!!..

ولا أعرف لماذا لم ينقل نقولات المعاجم والقواميس في ذلك : وكما فعل مثلا ًمع كلمة (العرش) ليثبت أنها البناء ؟!!!..
لقد ( نوه ) فقط على أن هناك معاني للكوكب أخرى غير أن يكون جسما ًسماويا ًمضيئا ً..
ولكن لم يخبرنا ما هي .. 
وإنما اختار فقط المعنى الذي هو نقطة بيضاء قد تحدث في العين :
فتحولت بتأويله (وبقدرة قادر) : إلى إمكانية أن تكون السحاب !!!..
وإليكم المعاني المختلفة للكوكب من المعجم الرائد (انتبهوا للمعنى رقم 15) :

1 - نجم . 2 - سيف . 3 - ماء . 4 - شدة الحر . 5 - بريق الحديد وتلألؤه . 6 - ما طال من النبات . 7 - جبل . 8 - معظم الشيء . 9 - سيد القوم وفارسهم . 10 - رجل بسلاحه . 11 - غلام مراهق . 12 - فرقة من الجيش . 13 - مسمار . 14 - زهر الروضة . 15 - نقطة بيضاء تحدث في العين . 16 - المحبس . 17 - من البئر : عينها التي ينبع الماء منها . 18 - « ذهبوا تحت كل كوكب »: أي تفرقوا وتشتتوا . 19 - « يوم ذو كواكب »: أي ذو شدائد ومصائب

فبنى الأخ ربيع تأويله وافتراضه - الغير مسبوق قبلا ًولا بعدا ً- على ملاحظته الخاصة وانطلاقا ًمن المعنى رقم 15 مما سبق فقال :
ولاحظوا ما سألونه لكم باللون الأحمر لزيادة التنبيه :


ان الكواكب الحاظرة في سمائنا وهي بذاتها زينه داخل الغلاف الجوي هي والله تعالى أعلم السحب التي تزدان بها السماء صباح مساء
وقد ينكر احدهم مثل هذا القول وردي بسيط..على ماذا كان يطلق العرب كلمة كوكب ؟
لنثق أن كلمة أو مسمى كوكب لم يكن حكرا عند العرب على الكواكب المعروفة اليوم
لقد كان العرب يسمون حتى تلك النقطة البيضاء التي تأتي في بؤبؤة العين احيانا اسم كوكب.
ويبدوا لي مما قرأت أنها تطلق على القطعة البيضاء الصغيره على أي صفحة كبيرة معتمة او بالاصح اقل بياضا منها ..

17...
نقطة أخرى لاحظتها على الأخ ربيع ..
ولا أعرف إن كان تعمدها أم يجهلها ..
فمعلوم لكل مطلع على علوم التفسير : أن الكثير من العلماء كان يذكر في الآية الواحدة : كل ما يصله من أقوال فيها : ما يتقبله العقل وما لا ينقبله - حيث هو بالنسبة له غيب يخاف أن ينكره فيكون صوابا ً- .. أيضا ًلم يكونوا يهتمون بالتأكد من صحة أسانيد كل ما ينقلونه إلا بظاهرها من الصحة بالنسبة لهم .. فوضعوها وهم يعلمون أن هناك غيرهم منعلماء الحديث وطلبته مَن يستطيعون تعقب هذه المرويات بالتصحيح والتضعيف .. 
فهم يمارسون مهمة الجمع لغيرهم كشاهد من عصرهم وما وصلهم من مرويات في التفسير عن الصحابة أو التابعين إلخ .. 
ولم تكن مهمتهم غربلة كل ما ينقلونه من ناحية السند لبيان صحيحه من ضعيفه !!..
ومن هنا :
فلا حجة لملحد ولا نصراني ولا غيره في الاحتجاج علينا بما جاء في كتب التفسير من مرويات :
إلا بما صح سنده فقط ..
فلا قصة غرانيق ولا قصة حياة الخِضر إلى اليوم ولا قصة السبع أراضين في كل أرض نبي اسمه إبراهيم إلخ ..

وأما الأخ ربيع : فللأسف تعمد أن تكون هذه النقطة في منهج التفاسير غامضة ..
وحتى يستفيد منها عندما يريد أن يُدلل على أخطاء أهل العلم وعدم فهمهم لكل شيء في الدين بالضرورة إلخ ..!
فأخذ بالعام الخاص !!..
وبغير المتعمد : العمد !!..
وبما لم يقصده العلماء : وكأنهم قصدوه !!!..

لن أتحدث عن ذلك من كتاب الأخ ربيع ..
ولكن سأتعرض لشيء موازي وهو : تهويله لخطأ موهوم للعلماء من مرويات التفسير ..
وأعني هنا ما قاله عند حديثه عن تفسير آية :
وإذا النجوم انكدرت " ..

أقول ...
مرة أخرى نرى تأثير الشبهات ورأي (الآخرين) على الأخ ربيع !!.. يقول :


حين قال المفسرين القدماء ان الانكدار هو الانقضاض ويعني ان النجوم ستنقض علينا
وتسقط على ارضنا وهذا الذي دعا بعض الملحدين الى التهكم من مشاهد يوم القيامه
فقال بعضهم هل يمكن ان تقع الارض على حبة رمل ساخرا.
وبصراحه لو قلت لعالم فلكي لا يعرف الاسلام مثل هذا القول لكان مدعاة لعدم دخوله في الاسلام
فسيقول في نفسه كيف عساني ان اصدق ان نهاية كوكب او نجمة مثل الشمس سيكون سببا في نهاية ملايير المجرات تلك ؟؟.

حيث نسى أننا عندما نقرأ وصفا ًكونيا ًفي القرآن : فهو مكتوب بالصيغة التي تتناسب مع مشاهدة البشر لها : لا حقيقة ما يحدث على التمام !!..
مثل قول الله تعالى مثلا ًعن الشمس عندما رآها ذو القرنين : 
أنها غربت في عين حمئة !!!..
فهل هي فعلا ًقد نزلت في عين ٍحمئة من الأرض ؟!!!..
أم أن الله تعالى قد ذكر ما ظهر للرائي ساعتها :
وتماما ًمثلما نرى الشمس تغيب مثلا ًفي البحر على مرمى البصر عند خط الأفق ؟؟..

فهكذا أيضا ًمشاهد اضطراب النجوم وتساقطها : فلم يقل أحد أنها ستسقط على الأرض بمعنى وقوعها على ذات الأرض !!!.. ولكن : باعتبار ما سيشاهد ساعتها من اضطراب حركتها الكونية ..
وهذا أيضا ًعلى فرض أن ذلك كان القول الشهير أو الوحيد في الآية !!..
ولكن :
لماذا لم يختار الأخ ربيع الأقوال الأخرى في تفسير الآية أو موافقة لمعنى الكلمة ؟!!..
وهنا ..
أنقل من تفسير الطبري النقل التالي :


وقوله: { وَإذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ } يقول: وإذا النجوم تناثرت من السماء فتساقطت، وأصل الانكدار: الانصباب، كما قال العجاج:
أبصرَ خِربان فضاءٍ فانكدر
يعني بقوله: انكدر: انصبّ. ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن الربيع بن خيثم { وَإذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ } قال: تناثرت.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن الربيع بن خيثم، مثله.
حدثني محمد بن عمارة، قال: ثنا عبيد الله، قال: أخبرنا إسرائيل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد { وَإذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ } قال: تناثرت.
حدثني محمد بن موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: ثنا محمد بن بشر، قال: ثنا إسماعيل، عن أبي صالح، في قوله { وَإذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ } قال: انتثرت.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { وَإذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ } قال: تساقطت وتهافتت.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: { وَإذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ } قال: رمي بها من السماء إلى الأرض.
وقال آخرون: انكدرت: تغيرت. ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس { وَإذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ } يقول: تغيرت.

ثم : وما المشكلة أصلا ًفي أن تكون القيامة هي للكون كله بمجراته ونجومه وكواكبه ؟!!..
أليس الكون كون الله والسماوات سماواته ؟!!..
أليس العلماء كما توقعوا الانفجار الكبير (التي تملص منها الأخ ربيع) :
توقعوا أيضا ًالانسحاق الكبير أو الانكماش الكبير المتسارع للكون ؟!!!..
أي أن الأمر نفسه مقبول علميا ًعلى مستوى كل الكون المرصود ؟!!..
وعلى هذا لم نقول بدعا ًمن الكلام عندما نذكر معاني اضطراب النجوم !!!..

----------
---------------------- 

وأخيرا ً...
هذا ما يحضرني الآن - والباب مفتوح لإخواني في الإضافة بمتناقضات عقلية وشرعية وعلمية - ..
وقد رأيت أن أكتب تفنيدا ًلكتاب الأخ ربيع على عجالة ..
لعله يتدبر فيما كتبته له أو يوصله له أحد الأخوة جزاهم الله خيرا ً...

وكم من محب ٍللجهاد ألقى بنفسه وسط المعركة وهو لا يعرف كيف يمسك بالسلاح :
فأصاب إخوانه قبل أن يُصيب أعدائه !!!..

وكلمة أخيرة للأخ ربيع أقول له فيها بكل أسف :

لقد ضيقت واسعا ًوالله بكتابك هذا وليس العكس ...!

ولقد انتقصت عظيما ًبكتابك هذا وليس العكس ...!

وأقصد بالعظيم هنا عرش الرحمن عز وجل ..!! 
فهو سبحانه الذي وصفه بالعظيم في كل مرة ٍيقرن نفسه به !!!!..

الله : لا إله إلا هو : رب العرش العظيم " !!.. 

فكيف بالله عليك يا أخ ربيع يصير العرش عظيما ًوقد رأى الناس ما هو أعظم منه خلقا ًمن مجرات أخرى وباقي كون الرحمن عز وجل ؟!!!..
فالهدهد لما وصف عرش بلقيس بالعظيم فقال :
ولها عرش ٌعظيم " ..
فأولا ً: هو قاس على ما رأى من عروش غيرها : فتبين له عظمة عرشها ...
ولكنه مع هذا لم يُعرف عرشها بـ (ال) كما ينصرف التعريف للعرش بـ (ال) دوما ًلعرش الله :

فإن تولوا فقل : حسبي الله : لا إله إلا هو : عليه توكلت : وهو رب العرش العظيم " !!..

فاللهم اجعل عملي هذا خالصا ًلوجهك ..
وانفع به ..
وانفعني به يوم المعاد ..

فما كان من خطأ فمن نفسي والهوى والشيطان ..
وما كان من توفيق وصواب : فبتوفيق الله ..
والحمد لله رب العالمين ..