أقوال علماء الإسلام في إثبات كروية الأرض ..
من المعلوم أن الله تعالى في قرآنه تحدث عن بسط الأرض ومدها ودحوها ..
وتحدث كذلك عن تكوير الليل والنهار ..
وكل ذلك لا يكون إلا مع كروية الأرض حيث أن الكرة وكما هو معروف :
هي المجسم الوحيد الذي مهما انطلقت من على سطحه في أي اتجاه :
وجدته مبسوطا ًوممدودا ًبلا نهاية ودون أن تقابل حدا ًينكسر السطح عنده !
وقد فهم علماء الإسلام ذلك منذ القديم ومنذ القرون الخالية ..
----------
وإليكم هذا الرد على أحد الملاحدة الذين تلبسوا بلباس العلمنة والتقدم :
ولباس نقد الدين (المتخلف) في نظره فقال :
القرءان صنم من الورق ...
ويوجد مليار مسلم متخلف يعبدون هذا الصنم .. ويقرؤن هذة الايات التي تجعل الارض مسطحة وليست كروية ولا يفهمون شيئ ولا يعقلون شيئ ولا يشعرون بشيئ كل هذة الايات تجعل الارض مسطحه وهم بعقول مثل البيضة لا يدخلها شيئ ولا يخرج منها شيئ وانا اتحدا اي مسلم يدلل بأية واحدة من القرءان على ان الارض كروية بينما كل هذة الايات تقول على ان الارض مسطحة.
وهذا رأي ابن باز في القرن العشرين حيث :
فأنقل هنا جوابي عليه - والذي نقلت استشهاداته بدوري من منتدى التوحيد -
فقلت له :
------
الزميل المخالف ...
أول قواعد النقل عند الاستشهاد بشيء (حسب الأسلوب المنهجي والعلمي الصحيح) : هو أن تذكر لنا مصادر كلامك !!!
ولكنك للأسف الشديد :
تناقلت الكلام - وما فيه من حكم على المسلمين بتخلفهم وعلمائهم بالجهل - من غير أن تذكر لنا بالفعل :
ولا مصدرًا واحدًا موثقا لكلامك !!!!!!!..
وعليه :
فأحب أن أخبرك أن علماء الإسلام قديما وحديثا :
هم من أوائل القائلين بكروية الأرض !!!!!..
وقد استخدموا في ذلك النصوص القرآنية مع المشاهدات الحسية !!!.. - وكما سأنقل لك بعد قليل مع المصادر - ..
ولكن قبل أن أنقل لك كلامهم : فأحب أن أخبرك عن أن الكلام المنسوب للشيخ ابن باز رحمه الله تعالى مكذوب عليه !!.. وهذه ليست عادة جديدة على الشيوعيين والاشتراكيين والشيعة الروافض والنصارى والقوميين في سعيهم الحثيث لتشويه صورة أحد رموز الأمة في وقته وهو الشيخ رحمه الله !!!..
فتارة اتهموه بأنه يجوز للمسلم لبس الصليب ..
وتجد هنا نفيه لذلك الزعم المفترى :
وأما عن اتهامه بالقول بكروية الأرض وتكفيره لمن قال بأن الشمس لا تجري - حيث في هذه المسألة تمسك الشيخ بظاهر القرآن من جريان الشمس والقمر كل في فلك يسبحون وهو ما أثبته العلم بالفعل - فأنقل لك الكلام التالي من مجموع فتاويه حيث قال رحمه الله :
" … أما ما نشرته عني مجلة " السياسة " نقلاً عن البيان الذي كتبه كتاب وأدباء التجمع التقدمي في مصر من : إنكاري هبوط الإنسان على سطح القمر وتكفير من قال بذلك ! أو قال إن الأرض كروية ، أو تدور : فهو كذب بحت !! لا أساس له من الصحة ، وقد يكون الناقل لم يتعمد الكذب ولكن لم يتثبت في النقل .
ومقالي مطبوع ومنشور وقد أوضحت فيه الرد على من هبوط الإنسان على سطح القمر ، أو كفَّر مَن صدَّق بذلك ، وبيَّنتُ أن الواجب على من لا علم لديه التوقف وعدم التصديق بذلك ، وبيَّنتُ أن الواجب على من علم لديه التوقف وعدم التصديق والتكذيب حتى يحصل له من المعلومات ما يقتضي ذلك .
كما أني قد أثبتُّ في المقال فيما نقلتُه عن العلاَّمة ابن القيم رحمه الله ما يدل على إثبات كروية الأرض .
أما دورانها فقد أنكرته وبيَّنتُ الأدلة على بطلانه ، ولكني لم أكفِّر من قال به ، وإنما كفَّرتُ من قال إن الشمس ثابتة غير جارية ؛ لأن هذا القول مصادم لصريح القرآن الكريم والسنَّة المطهرة الدالَّين على أن الشمس والقمر يجريان …أ.هـ
" مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز " ( 9 / 228 ) .
وهذا الرابط للاستزادة :
والشاهد :
أن الشيخ رحمه الله عارض القائلين بثبات الشمس وأنها لا تجري : خلافا لإثبات القرآن جريانها في فلك تسبح فيه : وهو نفس ما أثبته العلم بالفعل- انظر الفيديو التالي وعندي له مصادر أجنبية لو أردت - :
وأما إجماع علماء الإسلام على كروية الأرض فقد ثبت عنهم قبل الشيخ ابن باز بقرون لو تعرف !!!!..
فقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية مثلا الإجماع على ذلك في عدة كتب منها الرسالة " العرشية " و " درء تعارض النقل والعقل " ( 6 / 339 ) ، وانظر أيضا " رسالة في الهلال " من " مجموع الفتاوى " ( 25 / 195 ) كما نقل الإجماع أيضا تلميذه ابن كثير في " البداية والنهاية "وكما في " آفاق الهداية " ( 1 / 173 ) ...
وأما إذا أردت عددا من نصوص كلام العلماء في ذلك : فتابع معي ...
1...
جاء في (مجموع الفتاوى ، 6 / 587 فما بعدها) لابن تيمية رحمه الله الكلام التالي :
" سئل : - عن رجلين تنازعا في " كيفية السماء والأرض
" هل هما " جسمان كريان " ؟
فقال أحدهما كريان ;
وأنكر الآخر هذه المقالة وقال : ليس لها أصل وردها
فما الصواب ؟ "
وأرجو ملاحظة القاريء لرد شيخ الإسلام المطول يراه
وقد جمع للسائل معاني (الاستدارة والتدوير والتكوير) لتقريب هذه الفكرة للناس ,
مما يعني أن الذي يأخذ بعلوم القرآن بالفعل : كان يقف على حقائق : لا يقف عليها
ناس عصره في المعتاد!
فيقول شيخ الإسلام في الاستدارة (ويقصد بها مدارات
الأجرام في السماوات) :
" السماوات
مستديرة عند علماء المسلمين وقد حكى إجماع المسلمين على ذلك غير واحد من العلماء أئمة
الإسلام " .
واستدل أيضا على استدارة الأفلاك وهي حقيقة فلكية
(أي مدارات الكواكب والنجوم) بالتالي:
" وقال
تعالى : (( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر و لا الليل سابق النهار و كل في فلك
يسبحون (( .
قال ابن عباس وغيره من السلف : في فلكة مثل فلكة
المغزل ، وهذا صريح بالاستدارة والدوران وأصل ذلك : أن " الفلك في اللغة
" هو الشيء المستدير "
ثم نراه بعد هذا التمهيد ينتقل لربط معنى
الاستدارة بالتكوير والتدوير فيقول:
" وقال
تعالى : (( يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل (( .
قالوا : و " التكوير " التدوير يقال : كورت
العمامة وكورتها : إذا دورتها ويقال : للمستدير كارة وأصله " كورة " تحركت
الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا .
ويقال أيضا : " كرة " وأصله كورة وإنما
حذفت عين الكلمة كما قيل في ثبة وقلة .
والليل والنهار ، وسائر أحوال الزمان تابعة للحركة
; فإن الزمان مقدار الحركة ; والحركة قائمة بالجسم المتحرك فإذا كان الزمان التابع
للحركة التابعة للجسم موصوفا بالاستدارة كان الجسم أولى بالاستدارة
" .
ويقول تعليقا على حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
" فأخبر
النبي صلى الله عليه وسلم أن العرش على السموات مثل القبة وهذا إشارة إلى العلو والإدارة
" .
ويقول أيضا :
" وقد
قال إياس بن معاوية : السماء على الأرض مثل القبة " .
ويقول ختاما :
" والحس
مع العقل يدل على ذلك فإنه مع تأمل دوران الكواكب القريبة من القطب في مدار ضيق حول
القطب الشمالي ثم دوران الكواكب المتوسطة في السماء في مدار واسع وكيف يكون في أول
الليل وفي آخره ؟ يعلم ذلك .
وكذلك من رأى حال الشمس وقت طلوعها واستوائها وغروبها
في الأوقات الثلاثة على بعد واحد وشكل واحد ممن يكون على ظهر الأرض علم أنها تجري
في فلك مستدير وأنه لو كان مربعا لكانت وقت الاستواء أقرب إلى من تحاذيه منها وقت
الطلوع والغروب ودلائل هذا متعددة " .
ومعلوم أنه لا يتم للكواكب ولا للشمس استدارتهم الكاملة حول الأرض: من غير أن تكون الأرض كروية أيضا ً!!..
(وإلا فإن مستوى الأرض يقطع كروية السماء وهذا مُحال ولن تستكمل بذلك الأجرام دورتها حول الأرض مع القول بانبساط الأرض ومدها وفق فهم الزميل القاصر)
2...
ونحن هنا ننتقل بالقاريء للنقل الثاني الأوضح : وهو أيضا ًلشيخ الإسلام ابن تيمية (فتاوى ابن تيمية ج25/ص196 : 198) حيث جاء فيه :
" أحمد بن جعفر بن المنادي من اعيان العلماء المشهورين بمعرفة الآثار والتصانيف الكبار فى فنون العلوم الدينية من الطبقة الثانية من اصحاب احمد لا خلاف بين العلماء ان السماء على مثال الكرة وانها تدور بجميع ما فيها من الكواكب كدورة الكرة " !
ومما جاء في كلامه أيضا:
" قال وكذلك أجمعوا على أن الارض بجميع حركاتها من البر والبحر مثل الكرة قال ويدل عليه ان الشمس والقمر والكواكب لا يوجد طلوعها وغروبها على جميع من في نواحي الارض فى وقت واحد بل على المشرق قبل المغرب قال فكرة الارض مثبتة فى وسط كرة السماء كالنقطة فى الدائرة " !
3...
وإليك بعض نقولات أهل العلم من غير ابن تيمية .. بل ومنهم مَن يسبقه في الزمن أيضا ًلو كنت تعرف ..
حيث نقرأ مثلا من مقدمة كتاب : (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم) : لابن الجوزي رحمه الله يقول :
"لا اختلاف بين العلماء في أن السماء مثال الكرة، وأنها تدور بجميع ما فيها من الكواكب كدور الكرة على قطبين ثابتين غير متحركين، أحدهما في ناحية الشمال، والآخر في ناحية الجنوب.
وكذلك أجمعوا على أن الأرض مثل الكرة " ..
4...
وجاء كذلك في تفسير الرازي (مفاتيح الغيب، الرازي 19/1):
" قال تعالى: " وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل
الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون(الرعد 3)قال الرازي:
" المد هو البسط إلى ما لا يدرك منتهاه، فقوله: " وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ ". يشعر بأنه تعالى جعل حجم الأرض حجماً عظيماً لا يقع البصر على منتهاه، لأن الأرض لو كانت أصغر حجما مما هي الآن عليه لما كمل الانتفاع به... والكرة إذا كانت في غاية الكبر، كان كل قطعة منها تشاهد كالسطح ".
وله كلام نفيس أيضا ًتجده كذلك في تفسيره (مفاتيح الغيب21/142) إذ قال فيه وهو يفسر شبهة مَن أساءوا فهم أن الشمس " تغرب في عين ٍحمئة ":
" ثبت بالدليل أن الأرض كرة وأن السماء محيطة بها، ولا شك أن الشمس في الفلك.. ومعلوم أن جلوس قوم في قرب الشمس غير موجود، وأيضاً الشمس أكبر من الأرض بمرات كثيرة، فكيف يعقل دخولها في عين من عيون الأرض ؟ إذا ثبت هذا فنقول: " .. إلى آخر كلامه رحمه الله .
5...
وفي (شرح السيوطي لسنن الترمذي) ينقل عن الغزالي قوله :
" قال الغزالي في كتاب تهافت الفلاسفة كقولهم خسوف القمر عبارة عن انمحاء ضوئه بتوسط الأرض بينه وبين الشمس من حيث أنه يقتبس نوره من الشمسوالأرض كرة والسماء محيطة بها من الجوانب فإذا وقع القمر في ظل الأرض انقطع عنه نور الشمس وكقولهم إن كسوف الشمس معناه وقوف جرم القمر بين الناظر وبين الشمس وذلك عند اجتماعهما في العقدتين على دقيقة واحدة وهذا الفن لسنا نخوض في إبطاله إذ لا يتعلق به غرض. قال الغزالي: ومن ظن أن المناظرة في إبطال هذا من الدين فقد جنى على الدين وضعف أمره وأن هذه الأمور يقوم عليها براهين هندسية حسابية لا يبقى معها ريبة " !
فهذا تفهمٌ رائق من الغزالي رحمه الله (وهو سابق لابن تيمية) لمسألة دقيقة مثل الخسوف والكسوف . وأصل النقل من كتابه (تهافت الفلاسفة ص80-81) .
بل وانظر للنقل التالي أيضا ًمن آخر الكلام المقتبس أعلاه:
" في معجم البلدان بتعريف خط الاستواء: وقال غيره: خط الاستواءَ من المشرق إلى المغرب وهو أَطولُ خط في كرة الأَرض كما أَن منطقة البروج أَطولُ خط في الفلك." !
6...
بل وإليك أيها الزميل نقل ابن حزم رحمه الله (وهو ممَن سبق أيضا ًابن تيمية في الزمن): ينقل لنا إجماع القرآن والسنة وأئمة المسلمين على كروية الأرض والسماء !
حيث يقول في كتابه (الفصل في الملل والأهواء والنحل 1/349 فما بعدها):
" قال أبو محمد : وهذا حين نأخذ إن شاء الله تعالى في ذكر بعض ما اعترضوا به وذلك أنهم قالوا إن البراهين قد صحت بأن الأرض كروية والعامة تقول غير ذلك وجوابنا وبالله تعالى التوفيق إن أحداً من أئمة المسلمين المستحقين لاسم الإمامة بالعلم رضي الله عنهم لم ينكروا تكوير الأرض ولا يحفظ لأحد منهم في دفعه كلمةبل البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها قال الله عز وجل : { يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل } " .
وعلى هذا فهم علماء المسلمين من السلف معنى غشيان الليل دليلا ًعلى كروية الأرض أيضا ً!!..
7...
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في (التفسير ج1 ص405) :
" ... أن النهار إذا تغشى وجه العالم من هذا الجانب ، فإن الليل يكون من الجانب الآخر ".ا.هـ.
وهذا لا يكون إلا في حالة كروية الأرض !..
وأما آية " الليل إذا يغشاها" أي تغشى الشمس: فالشمس بالفعل تقع في وسط ظلام الكون الدامس!
وعندما تنسحب طبقة النهار الرقيقة مع دوران كرة الأرض: فكأنها تنسلخ عن الأرض: وكأن الشمس عادت ليتغشاها الليل من جديد أي الظلمة , يقول تعالى:
" وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون " يس - 37 .
8...
ويعلق على تفسير ابن كثير السابق فضيلة الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في (عمدة التفسير ج3 ص39) :
" هذا أحد الدلائل على أن كروية الأرض كانت معروفة عند علماء الإسلام ، قبل أن تخطر ببال الإفرنج ومن يشايعهم . ليخزي الله المستهترين بالطعن في علوم الإسلام وعلمائه . جهلاً منه وتقليدًا ".أ.هـ.
والله الهادي ..
والحمد لله رب العالمين ...