التسميات

الأحد، 18 نوفمبر 2012

شبهات العلو المطلق لله - وسجود الشمس ودورانها حول الأرض - واستوائه على العرش ونزوله للسماء الدنيا ..

وقد قمت بتجميع هذه المعلومات من عدة ردود لي مع بعض المخالفين ..

------

مقدمة ...
كنت قد كتبت وجمعت هذه الردود منذ سنوات - ولذلك تم فقد روابط بعض الصور الهامة جدا للأسف - ولكني لم أكتب فيها (مقدمة) كما تقرأوها الآن ...
وقد حان وقت كتابتها فأقول :
القرآن الكريم هو كلام الخالق لكل هذا الكون عز وجل ...
ولذلك فهو المهيمن على كل علم ((صحيح)) يصل إليه البشر ...
أي أننا على يقين من أنه لن يتعارض أبدا مع أي اكتشاف علمي يتم التأكد منه 100 بالمائة !
وسبب تنبيهي لذلك : هو أن الكثير من الناس اليوم للأسف :
لا يفرقون بين ما لا زال في طي النظريات والفرضيات المطروحة حول الكون والمجموعة الشمسية وحركة الكواكب إلخ :
وبين ما هي حقائق لا تقبل الجدال !!!..
وأنا كعامل في مجال الجرافيك والثري دي 3D : أعرف تماما كم هي مربكة تلك المشاهد الجرافيكية التي تحاكي الكون والشمس والأرض والقمر وتصورهم مع كل فرضية واجتهاد علمي على أنهم يسلكون بالفعل ما تقوله تلك الفرضية والاجتهادات !!.. في حين الأمر ليس كذلك !!..
المسألة صارت تشبه تماثيل ورسومات سلف الإنسان الأشبه بالقرود !!!..
فكلما زادت حرفيتها وإتقانها : كلما زاد انخداع العوام والجهال بها ...
والآن ...
هل معنى كلامي أن القرآن يقينا لا يقبل فكرة دوران الأرض حول الشمس ؟!!..
أقول :
بل القرآن يحمل معنيين واضحين وكلاهما تستطيع الآيات التعبير عنه :
الأول : أن كل شيء يسبح ويتحرك أو يدور .. سواء الأرض أو القمر أو الشمس أو النجوم إلخ ..
الثاني : أن الكل يسبح ويتحرك : ما عدا الأرض - ولا يمنع ذلك من دورانها حول نفسها -
فلما كان المعنى الأول هو المنتشر .. وهو المقبول وإليه الميل العلمي للقول بدوران الأرض حول الشمس : ودوران الكل حول المجرة مع المجموعة الشمسية :
فقد رأيت أن أبرز لمن لا يعرف : وجه كون المعنى الثاني لا زال مطروحا كذلك ونحن أحق به لو تحقق !
وذلك لأنه - وعلى عكس ما يظن الكثيرون - :
فإن تصور الإنسان ورصده للكون والشمس والقمر والنجوم ومجرته درب التبانة والمجرات إلخ :
هو شيء يتغير من فترة إلى فترة !!!..
فاليوم مثلا - وكما ستقرأون وتشاهدون المقاطع بعد قليل - :
صارت فكرة دوران الكواكب حول الشمس في قطع ناقص في مستوى واحد 2D هي فكرة غير دقيقة !! وتم استبدالها بدوران لولبي حول الشمس في 3D وكما سنرى !!..
وكذلك إلى وقت قريب لم تكن المجرات مرصودة ومعروفة مثلما كان الوضع منذ أكثر من قرن الآن !!
ولا معلومة اتساع السماء - أو اتساع الكون - إلخ إلخ إلخ ! إذن :

مخطيء هو من يظن في لحظة من اللحظات أنه أحاط بكل شيء علما !!..
فإذا أضفنا إلى ذلك كله :
الرغبة الجامحة لدى الملاحدة لتهميش كوكب الأرض في الكون ومعه الإنسان :
فستكتمل صورة مجهوداتهم الحثيثة لنشر ما يريدون من معلومات وترجيحات وحجب الأخرى !!!..

يقول الفيلسوف الإنجليزي الأمريكي والتر ستيس أنه : 
((ليس من الأصوب أن تقول أن الشمس تظل ساكنة وأن الأرض تدور من حولها من أن تقول العكس !!.. غير أن كوبرنيكوس برهن على أنه من ((الأبسط رياضياً)) أن نقول أن الشمس هي المركز ... ومن ثم : فلو أراد شخص في يومنا الراهن أن يكون "شاذاً" ويقول إنه لا يزال يؤمن بأن الشمس تدور حول أرض ساكنة : فلن يكون هناك من يستطيع أن يثبت أنه على خطأ)) !!!..
المصدر : والتر ستيس 1998م كتاب : الدين والعقل الحديث - ترجمة إمام عبد الفتاح إمام - مكتبة مدبولي - القاهرة ..

والآن لننتقل إلى استعراض كلاما قد قاله ستيفن هوكينج الملحد نفسه من قبل في كتابه مختصر لتاريخ الزمن Stephen Hawking, 1996, The Illustrated A Brief History Of Time : ولنرى فيه كيف أنه لم ير مُرجحا لعدم القول بمركزية الأرض للكون : إلا سبب واحد فقط : وليس له علاقة بالعلم ولا الرصد بالمناسبة !!!.. أتعلمون ما هو ؟!!.. نعم .. إنها نفس النظرة الدونية لتهميش الإنسان وكوكبه في الكون !!.. وذلك لأننا إذا اعترفنا بمركزية الأرض للكون : فهذا يعني بالتأكيد أننا لنا الشأن الأساس من خلق هذا الكون !!!..
حيث بعدما سرد هوكينج المشاهدات التجريبية التي استنتج العلماء منها أن المجرات في هذا الكون الفسيح تبتعد عنا مُسرعة من جميع النواحي : يُخبرنا هوكينج كيف أن الفيزيائي والرياضي الروسي ألكسندر فريدمان قد وضع فرضيتين بسيطتين حول الكون - وبغرض شرح النسبية العامة لأينشتين - وتنص الفرضيتان على :
1.. أن مظهر الكون يبدو واحداً من أي اتجاه نظرنا إليه ..!
2.. أن هذا الأمر لا يختص بكوكبنا الأرضي فقط .. بل هو صحيح أيضاً لو كنا في أي موقع آخر في هذا الكون ..!

ثم بعدما استطرد هوكينج في شرح كيف أن الأدلة قد تضافرت على تأييد الفرضية الأولى مما يميل بنا لقبولها علميا : يقول محاولا التشغيب على ما يستلزمه ذلك من القبول العلمي لفكرة مركزية الأرض :
((وللوهلة الأولى : فإن هذه الأدلة والتي تبين أن الكون يبدو متشابها بغض النظر عن الاتجاه الذي ننظر منه : قد توحي بأن هناك شيئاً خاصاً حول مكاننا من هذا الكون !!.. والذي نعنيه بالذات : أننا إذا كنا نشاهد جميع المجرات الأخرى وهي تتجه مبتعدة عنا من جميع الاتجاهات : فلابد إذا أن نكون في مركز هذا الكون)) !!!.. 
لكنه يستطرد قائلاً أن هناك بديلاً آخرا لهذا الاستنتاج : ألا وهو أن الأمر سيبدو كذلك أيضاً لو كنا في أي موقع آخر في هذا الكون !!.. ومشيراً بذلك إلى فرضية فريدمان الثانية والتي ذكرناها آنفاً ..! ولكن :
هل هناك من دليل (علمي) أو (تجريبي) الآن على صحة الفرضية الثانية عن الأولى ؟!!.. يجيب هوكنج قائلاً : 
((إننا لا نملك دليلاً علميا يؤيد أو يناقض هذه الفرضية !!.. ولكننا نؤمن بها : بدافع التواضع)) !!!..
أي : بدافع عدم القول بمركزية الأرض والإنسان في الكون !!!!.. لأن ذلك يصب حتما في ترجيح خالق للإنسان !!!..


ولنبدأ على بركة الله ..
مع وعد بإعادة تحميل الصور المفقودة فور التحصل عليها إن شاء الله تعالى ..
------------------------

1...
شبهة العلو المطلق لله تعالى فوق العرش والسبع سماوات ..
ومعها شبهة سجود الشمس تحت العرش ...

أولا ً: 
الأصل في الإيمان هو الاستدلال بالحواس على الآيات التي يمكن رصدها ..
والاستدلال بالعقل والتفكير على الغيب المترتب على الإيمان بالله تعالى :
فنصدقه ولا نكذبه طالما وصل إلينا بطريق الوحي المعتبر : القرآن .. والسنة الصحيحة ..
حيث لا حديث يقيني عن الغيبيات إلا بدليل ..
وذلك بعكس الحديث على الحسيات ...
< ملحوظة : الغيب : هو كل ما غاب عنك رصده أو معرفته أو الشعور به >
ومن هنا :
فيكفي لمَن أراد أن يختصر الجواب حول أي شبهة فيها شق (غيبي) مثل سجود الشمس تحت العرش مثلا : أو رجم الشياطين بالشهب إلخ :
أن يقول أن أحد شقي المسألة مجهول !!.. ولا يمكن رصده ماديا (مثل العرش والشياطين) !
وعليه فنحن نسلم ونصدق ما جاء به الوحي فيهم : تبعا لإيماننا بصدق المُخبر نفسه ووحي الله !

ثانيا ً:
الإنسان مهما ظن نفسه وقد تقدم في محراب العلم : 
فيكتشف تباعا ًأنه ما زال يحبو حقيقة ًفي التعرف على الكون من حوله بل :
والتعرف على إعجازات الله تعالى في جسده هو نفسه وغيره من الكائنات !!!..

ثالثا ً:
مُخطيءٌ مَن أراد هدم الإسلام أو الارتداد عنه بالتحجج ببعض النصوص التي لم يفهمها :
أو التي تتعلق بحقائق كونية : يظن أنها تعارض العلم !!!..
فالواجب عليه - فضلا ًعن سؤال العلماء المختصين الأمناء الصادقين - :
أن يعرف أن الدين : تهدمه العقيدة أولا ً.. فهذه هي قاعدة الهرم إذا أردت أن تهدم ..
وتماما ًكما نفعل نحن مع النصارى مثلا ً...
فنحن نهدم عقيدتهم أولا ًفي التثليث والبنوة إلخ : ثم يأتي بعد ذلك أي شيء قد يترتب عليها ..

رابعا ً:
كما أن ذات الله تعالى : " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " كما أخبر عن نفسه في قرآنه :
فكذلك صفاته عز وجل ..
فمذهب الحق مذهب أهل السنة والجماعة بفهم السلف الصالح هو :
أننا نثبت كل ما وصف الله تعالى به نفسه من صفات ولكن :
مع الاعتراف بعجزنا عن تصور كيفياتها " ليس كمثله شيء " ..
فله سمع وبصر وعلم وقدرة وعين ويد وأصابع واستواء ومجيء ونزول إلخ :
ولكن بكيفيات لا نعلمها وما كان لنا أصلا ًأن نحيط بها علما ً- ومَن نحن ومَن هو سبحانه ؟! -
وهذا من كمال العقل ووقوفه عند حده وكذلك من التسليم الإيماني وعدم الخوض فيما لا نعلم !
وإلا :
فمهما حاول أي أحد تمثيل تلك الصفات أو تشبيهها أو تصويرها في كيفيات من خياله إلخ :
< والتي تكون كلها نتيجة قياسها بأحوال وصفات البشر والمخلوقين ! >
فهل يستطيع عاقل أن يجزم بأنه صدق في تلك الخيالات والافتراضات والتصورات ؟!!
هل رأى الله عز وجل دونا ًعن بقية الخلق ؟؟!!..
وكذلك أيضا ً- وعلى النقيض - :
فنحن لا ننفي هذه الصفات ونقول أن السمع ليس سمع !! والبصر ليس بصر !! إلخ
ثم نؤولها بتأويلات ما أنزل الله بها من سلطان كتأويل السمع والبصر بالعلم مثلا ً!!
فهنا :
قد افترينا أيضا ًعلى الله الكذب : ووصفناه وكأنه لا يعلم ماذا يقول ولا بماذا يصف نفسه !!
ومن هنا يتبين لنا أن الأسلم هو منهج أهل السنة والجماعة والسلف الصالح :
وهو التسليم بغير تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تأويل ولا نفي ولا تعطيل ..

خامسا :
فأما بالنسبة للحديث الصحيح عن سجود الشمس تحت العرش عن أبي ذر رضي الله عنه ...
 وأنها تسجد لتعود لتشرق من المشرق : إلى أن يأتي يوم : لا يؤذن لها ولكن تطلع من المغرب :
فقد ذهب البعض في تفسيرهم بأن ذلك مقصود به طلوع الشمس من مغربها قرب قيام الساعة !
وهي إحدى العلامات الكبرى كما نعرف ...

وأما أنا فأقول - واستنادا ًلقولي بدوران الشمس حول الأرض كما سيأتي بعد قليل - :
وماذا لو قلنا أن سجود الشمس تحت العرش : يكون في الاتجاه المقابل لمكة من النصف الآخر من الأرض : حتى تكون في خط عمودي واحد تحت الكعبة مباشرة ًوتحت البيت المعمور أيضا ًالذي في السماء السابعة في آن واحد ؟!!!..
وذلك كما جاء في بعض الروايات عن عمودية البيت المعمور على الكعبة ..
وعلى هذا يتخصص سجود الشمس تحت العرش - وهي تحته دوما - : بوجودها على خط واحد :
تحته وتحت الكعبة معا وكأنها قد جمعت القبلتين .. وذلك كما في الصورة التوضيحية التالية :

 



وذلك لأن غروب الشمس وقتما تحدث النبي في المدينة : هو نفسه تقريبا ًفي مكة :





وأما صفة سجودها : فعلمها عند الله .. ولا يستوجب مثلا ًأن نرى الشمس راكعة ًأو ساجدة !!.. 

بل ولا يلزمها حتى أن تتوقف لتؤدي الصلاة كالإنسان !!.. يقول عز وجل في سورة الرحمن :
والنجم والشجر يسجدان " !!..
فعبادات المخلوقات الأخرى سوانا لا يعلم كيفيتها إلا الله ومَن شاء أن يُطلعه عليها من عباده :
وإن من شيء ٍإلا يسبح بحمده ولكن : لا تفقهون تسبيحهم : إنه كان حليماً غفوراً " !!..
ألم تر أن الله يُسبح له مَن في السموات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون " ؟!!... 

سادسا ً:
ولا يسعني هنا وقبل ترك هذه النقطة إلى غيرها : إلا أن أذكر كلاما ًقيما ًلشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في بيان تلك المقابلة بين عليين وسجين : وكيف أن العلو المطلق لله تعالى : لا يقدح فيه كون سماواته وكرسيه وعرشه كرويين إذا جاء في مجموع فتاواه الجزء 25 صـ 196- 197 :ملحوظة : يجوز في اللغة وصف الاستدارة للشيء الكروي كما سيتضح من التفاصيل التالية >


وقد يظن بعض الناس أن ما جاءت به الآثار النبوية من أن العرش سقف الجنة وأن الله على عرشه مع ما دلت عليه من أن الافلاك مستديرة متناقض أو مقتض أن يكون الله تحت بعض خلقه كما احتج بعض الجهمية على انكار أن يكون الله فوق العرش باستدارة الأفلاك وأن ذلك مستلزم كون الرب أسفل وهذا من غلطهم فى تصور الأمر ومن علم أن الأفلاك مستديرة وأن المحيط الذى هو السقف هو أعلى عليين وأن المركز الذي هو باطن ذلك وجوفه وهو قعر الأرض هو سجين وأسفل سافلين علم من مقابلة الله بين أعلى عليين وبين سجين مع أن المقابلة إنما تكون فى الظاهر بين العلو والسفل أو بين السعة والضيق وذلك لأن العلو مستلزم للسعة والضيق مستلزم للسفول وعلم أن السماء فوق الأرض مطلقا لا يتصور أن تكون تحتها قط وإن كانت مستديرة محيطة وكذلك كلما علا كان أرفع وأشمل وعلم أن الجهة قسمان قسم ذاتى وهو العلو والسفول فقط وقسم إضافى وهو ما ينسب إلى الحيوان بحسب حركته فما أمامه يقال له أمام وما خلفه يقال له خلف وما عن يمينه يقال له اليمين وما عن يسرته يقال له اليسار وما فوق رأسه يقال له فوق وما تحت قدميه يقال له تحت وذلك أمر اضافي أرأيت لو أن رجلا علق رجليه الى السماء ورأسه إلى الأرض (والرسمة التوضيحية القادمة من عندي أبو حب الله) :




أليست السماء فوقه وإن قابلها برجليه وكذلك النملة أو غيرها لو مشى تحت السقف مقابلا له برجليه وظهره إلى الأرض لكان العلو محاذيا لرجليه وإن كان فوقه وأسفل سافلين ينتهى إلى جوف الأرض والكواكب التى فى السماء وإن كان بعضها محاذيا لرؤوسنا وبعضها فى النصف الآخر من الفلك فليس شىء منها تحت شىء بل كلها فوقنا في السماء ولما كان الانسان إذا تصور هذا يسبق إلى وهمه السفل الإضافى كما احتج به الجهمى الذى أنكر علو الله على عرشه وخيل على من لا يدرى أن من قال أن الله فوق العرش فقد جعله تحت نصف المخلوقات أو جعله فلكا آخر تعالى الله عما يقول الجاهل فمن ظن أنه لازم لأهل الإسلام من الأمور التى لا تليق بالله ولا هي لازمة ...... "

-------------

2...
شبهة دوران الأرض حول الشمس ...

ورغم أن القرآن ليس فيه نص قطعي ينفي دوران الأرض حول الشمس :
إلا أني - وكما أشرت في البداية منذ قليل - أسأل :
ومَن قال أصلا ًبأن البشر والعلماء قد أحاطوا بكل ما يرونه ويرصدونه من الكون علما ً؟!!!..
حيث المشاهد أنه مع تطور أجهزة الرصد : تتغير نظراتهم وقياساتهم وفرضياتهم كل فترة ؟!!..
ولأعطي هنا فقط مثالا ًواحدا ًللتقريب ... إذ :


هل تعرفون شكل مجرتنا درب التبانة ؟؟..

أظننا نعرف الصورة التالية جيدا ً:





ولكن ينسى البعض للأسف : 

أننا أصلا ًنقع فيها وفي أحد أذرعها كما يقول العلماء : وبنسبة ضآلة لا نتخيلها !!
نحن الدائرة الصفراء في يسار الصورة التالية وبعد التكبير بالطبع > :



وأما الغريب حقا ً: فهو كيفية تصورنا لمجرتنا هذه : رغم أننا أصلا ًبداخلها ولسنا بخارجها حتى نصورها !!!.. بل : وإليكم صورتها في صفحة السماء والكون التي تظهر لنا كالتالي - وبعد فرد التكوير : بلصق أكثر من صورة مرصودة للسماء - :





وأن صورة قطاعية لمركز المجرة تظهر كالتالي :





ولمزيد من الصور والتفاصيل : إليكم رابط مجرة درب التبانة من الويكيبديا :



والشاهد : رغم أني أعرف أن رسم مجرتنا من الخارج ببعض الحسابات لمسافات النجوم المرصودة وأماكنها ممكن : إلا أني نفسي وعند مطالعتي للعديد من المواضيع الفلكية : أنتبه لتغيرات وتحديثات دائمة متتابعة لأرقام المرصودات ومواضعها (مثل تحديدهم لمركز مجرة درب التبانة وما فيه من ثقب أسود من المفترض : واختلافهم في تحديد وزنه بالكتلة الشمسية إلخ) ..


فإن مَن يقرأ صيغ كلامهم بـ (ربما) و(أظهرت الدراسات الحديثة) و (لا يمكن رؤية الثقب الأسود الآن بالأجهزة العلمية المستخدمة حاليا) إلخ : يعرف كم هو ضئيل علم ذلك الإنسان الذي ما زال يتلمس الكون من حوله فيصيب ويخطيء !!.. وأنه كلما تطورت أجهزة الرصد والقياسات والمحاكاة : تغيرت الأرقام والنظرات والقياسات كما قلت !!.. فعلام العجلة إذا ًعلى كشف أستار الكون بل والحكم عليها وكأننا علمنا كل ما فيه ؟!!!..وانظروا كيف يجتهد الملاحدة واللادينيين أنفسهم في رصد ووضع تفسيرات جديدة لحركات الأجرام :



ما يصح رياضيا ًونظريا ًويتوافق (أيضا) مع مشاهداتنا اليومية وأرصادنا ؟!!!..






ولا تحسبوا أني أوافق 100 % على كلام الشخص أعلاه (فهو لا ديني وأنا أعرفه) ..
وإنما سقته لكم كمثال فقط ...



فصفحة السماء وحركة الكواكب معقدة جدا ًغير ما قد يتخيل البعض !!.. وكلما تقدمت طرق الرصد انفكت شفراتها وأظهرت مكنوناتها ...!

وكما نتخيلها نحن الآن بصورة معينة : فقد وضع لها الأقدمون أيضا ًصورة دوران الشمس حول الأرض (أو مركزية الأرض بين الكواكب) : وظلوا عليها آلافا ًمن السنين وحتى قرون ٍقليلةٍ مضت بدون أن يجدوا ما يفندها بحساباتهم وأدواتهم القياسية !!.. وكلما تقدمت الحسابات وتطورت الأدوات كما قلت : يظهر العجب العجاب !!..

يمكنكم فقط الإمساك بكتاب من 20 أو 30 سنة مضت : واقرأوا معلوماته الكونية والفلكية ..
ثم قارنوها بما عليه العلوم الكونية والفلكية اليوم من اختلاف سرعات وكتل وأوزان متوقعة إلخ !!..


وأجدني مضطرا ًهنا لأنقل لكم النقل المفيد التالي :

وهو من موضوع للأستاذ عبد الله الشهري في منتدى الألوكة باسم : 

رفع اللبس : عن حديث سجود الشمس > ..

حيث قال فيه :

--------------

ثانياً: حقيقة حركة الشمس:

وكذا حقيقة حركة الشمس. فالحديث صريح في أن الشمس هي التي تتحرك وأنها غير ثابتة ولا يقولن مسلم: لكن الحق الذي لا مرية فيه أن الشمس ثابتة لأن هذا غير ثابت بطريق القطع الحسي كما سنرى ولا يوجد إجماع كامل من كل العلماء على ذلك بل يوجد فريق كبير من العلماء المعاصرين على خلاف هذا الرأي كما سيتبين لاحقاً. وأنبه هنا على أني لست بصدد بعث الجدل و استنهاض النقاش حول ثبوت دوران الشمس من عدمها أو دوران الأرض من عدمها وإنما القصد الأهم عندي هو التأكيد على أن هذه النظرية ليست محل اتفاق بين العلماء من جهة الدليل الحسي المشاهد وإن كانت محل اتفاق من جهة الدليل الرياضي الحسابي ولا يلزم من سلامة الدليل الرياضي مطابقته للواقع الفيزيائي على وجه الإطلاق كما هو مقرر عند جمهور فلاسفة العلوم الطبيعية وعلماء الرياضيات وهو ما سنتعرض له لاحقاً. يقول الدكتور عدنان محمد فقيه(في بحث مقدم للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة) : "يجب أن نقرر أولاً أن مسألة دوران الأرض حول الشمس مما اتفق عليه العلماء الكونيين منذ قرون مضت غير أن هذا الاتفاق لا يعود إلى حقيقة مشاهدة أو واقع ملموس بل يرجع إلى دقة الحسابات الناشئة من افتراض أن الأرض تدور حول الشمس وليس العكس. يقول الفيزيائي المعاصر بول ديفس (من كبار علماء الفيزياء الفلكية في القرن الواحد والعشرين) :"واليوم لا يشك عالم في كون الشمس مركز المجموعة الشمسية وأن الأرض هي التي تدور وليس السماء" ، ولكنه يستدرك قائلاً أنه لن نتمكن أبداً من التأكد من صحة هذا التصور مهما بدا دقيقاً "فليس لنا أن نستبعد كلياً أن صورة أكثر دقة قد تُكتشف في المستقبل". والحقيقة أننا لا نحتاج أن ننتظر اكتشاف تصور آخر لحركة النظام الشمسي حتى نتمكن من القول أن النظام الحالي والذي يفترض مركزية الشمس ودوران الأرض حولها هو مجرد افتراض رياضي لا يصور الحقيقة، بل إن العلم يذهب إلى أبعد من ذلك فيقول إن السؤال عمّا إذا كان هذا التصور حقيقاً أو غير ذلك ليس بذي معنى في لغة العلم. فالحركة والتي هي أساس المسألة التي نتحدث عنها - كمية نسبية. فإن قلت أن الأرض تتحرك فلا بد أن تنسبها إلى شيء ما حتى يصبح قولك معقولاً، فلو تصورنا كوناً فارغاً لا حدود له، ولا يوجد به سوى جرم واحد، فلن نستطيع حينئذ أن نقول أن هذا الجرم ساكن أو متحرك، إذ لا بد أن ننسبه إلى مرجع لكي نقول إنه متحرك بسرعة كذا بالنسبة إلى هذا المرجع، أو إنه ساكن بالنسبة له. ومنذ أن ألغت النسبية الخاصة فكرة الأثير والذي كان يمثل الوسط الساكن والمطلق الذي تتحرك فيه الأجرام السماوية أصبح قولنا إن الأرض تدور حول الشمس مجرد افتراض وجدنا أنه يفيدنا من الناحية العملية أكثر من الافتراض المعاكس، بل إنه حتى في زمن كوبرنكسنفسه "فقد دافع مناصروه عنه أمام الكنيسة بأن النموذج الذي قدمه كان مجرد تحسين رياضي مفيد لتحديد أماكن الكواكب في المجموعة الشمسية وليس تمثيلاً حقيقيا لواقع العالم". لكن الإضافة التي جاءت بها النسبية هي أنها جعلت من قضية مركزية الشمس أو مركزية الأرض مسألة اعتبارية بالضرورة، إذ إن كل شيء في هذا الكون يتحرك بالنسبة لكل شيء فيه ولا يوجد سكون مطلق أو حركة مطلقة كما أوضح ذلك الرياضي والفيلسوف الإنجليزي الشهير برتراند رسل. وخلاصة القول كما يعبر عنه الفيلسوف الإنجليزي-الأمريكي والترستيس إنه "ليس من الأصوب أن تقول أن الشمس تظل ساكنة وأن الأرض تدور من حولها من أن تقول العكس. غير أن كوبرنكس برهن على أنه من الأبسط رياضياً أن نقول أن الشمس هي المركز ... ومن ثم فلو أراد شخص في يومنا الراهن أن يكون "شاذاً" ويقول إنه لا يزال يؤمن بأن الشمس تدور حول أرض ساكنة فلن يكون هناك من يستطيع أن يثبت أنه على خطأ". أ.هـ.

وقد ظهر الآن فريق من العلماء يعرفون بـ (Neo-geocentric scientists) أو "العلماء الجدد للنموذج الأرضي " و يؤيدون بأدلتهم النموذج الأرضي القائل بثبات الأرض ودوران الشمس. ولذلك لم يجرؤ العلماء على الإجماع بثبوت النموذج الشمسي بطريق الحس والمشاهدة وإن كان لديهم قرائن ليست بأفضل من استحسانهم الرياضي للنموذج. ومع كونه رياضياً فإنهم لم يجعلوا الحساب فيصلاً يقينياً لأن جمهورهم متفقون على أنه لا يلزم من صحة النتيجة الرياضية مطابقتها للحقيقة الفيزيائية الخارجية من كل وجه ، وقد اشتغل الفيزيائي ستيفن هوكنغ ردحاً من الزمن بتفسير ما أسماه الثقوب السوداء بالاعتماد على الرياضيات والمعادلات حتى اغتر هو وكثير من العلماء – فضلاً عن عوام الناس - وكادوا يقطعون بوجود هذه الثقوب لولا أن هذا العالم أعلن قبل عدة أشهر أنه لم يتوصل إلى نتيجة مرضية وأنه لا يوجد ما يمكن الاعتماد عليه للقطع بوجود هذه الظاهرة سوى التخمينات الرياضية. ولنضرب على ذلك مثلاً من فيزياء الكم أو الفيزياء الكمومية والتي اعتبرها العالم الألماني البرت أينشتاين ضرباً من الخرافة لما انطوت عليه من أمور يظن السامع لها أنها تخالف صريح المعقول ، ومع ذلك فالعلماء الملاحدة يؤمنون بأعاجيبها وغراباتها ويستميتون في الدفاع عنها ، أفلا نؤمن نحن بقدرة العزيز الحكيم الخبير العليم الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ؟

النظرية التي أوردها مثالاً هنا تتعلق بالتجربة المشهورة التي افترضها شرودنجر وأسموها فيما بعد بتجربة قطة شرودنجر. وهذه التجربة مثال مشهور على الانفصام بين الصحة الرياضية والواقع الفيزيائي لظاهرة ما ولذلك قال عنها العالم البريطاني ستيفن هوكنج :"كلما سمعت عن قطة شرودنجر مددت يدي نحو المسدس !!" أي يريد أن يقتل نفسه لأن المعادلة تبدو صحيحة رياضياً ولكنها مستحيلة في الواقع فكيف يحصل هذا التناقض المحير؟ 

تجربة شرودنجر هذه مبنية على مبدأ الاحتمالات الرياضية. وبإيجاز وتبسيط شديدين تعتمد هذه التجربة على افتراض وجود قطة داخل حاوية مغلقة بها علبة غاز سام وهناك خطاف يتدلى منه مطرقة معلقة فوق هذه العلبة فلو افترضنا أن نسبة احتمال تحرك هذا الخطاف هي النصف 50% بحيث يرخي المطرقة لضرب علبة السم ومن ثم موت القطة لبقي هناك نسبة أخرى كذلك هي 50%تضمن سلامة القطة من موتها بهذا الغاز السام وبالتالي يكون الاستنتاج الرياضي الصحيح هو وجود الاحتمالين معاً لأنه لا يوجد سبب منطقي لإهمال أحدهما وبالتالي فالقطة حية وميتة في نفس اللحظة !! ولكن الشيء المبهر من حيث الواقع الفيزيائي هو أنه لا يمكن أن يكون هناك إلا احتمالا واحدا من احتمالين : إما حية أو ميتة !! فأي التفسيرين أصوب: الرياضي (العقلي) أم الفيزيائي (الحسي)؟ 

ومما يجدر التنبيه عليه هو أن اختلاف زمان ومكان الملاحظين مؤثر في الحكم على الأعيان المتحركة التي تشغل زماناً ومكاناً مختلفين كذلك. وهو ما يسمى "بالإطار المرجعي" للأشياء أو (frame of reference). ومن الأمثلة البسيطة التي يضربها أصحاب النظرية النسبية للتمثيل عليها هو وجود ملاحظين يشاهدان قطاراً واحداً هذا في الجهة الأولى من سكة القطار والمشاهد الآخر في الجهة المقابلة من سكة القطار. فالأول يقول القطار متجه إلى اليسار أما الآخر فيجزم باتجاه القطار إلى اليمين ، فأثّر اختلاف مكان الملاحظين في الحكم على الجهة. ومثال أجود منه هو ما لو كان على القطار المتحرك راكب وأطلق رصاصة في اتجاه سير القطار مع وجود من يلاحظه من خارج القطار من فوق جبل أو شاهق – أي في إطار مرجعي مختلف. فالراكب الذي أطلق الرصاصة يجزم بأن سرعة الرصاصة ثابتة وأما الملاحظ الذي يشاهد الحدث من خارج القطار فيجزم بأن سرعة الرصاصة تجاوزت سرعتها الطبيعية بسبب إضافة سرعتها إلى سرعة القطار الذي يسير في ذات الاتجاه ، فتصير السرعة سرعة مركبة. ومنشأ الخلاف هنا هو أن أحدهما متحد مع الحدث في إطاره المرجعي والآخر منفصل عن الحدث في إطار مرجعي مباين ، ولذلك فالثاني يشاهد مالا يشاهده الأول. 

وهكذا الأمر بالنسبة لحركة الشمس. فالعلماء المؤيدون للنموذج الأرضي يشترطون التواجد في إطار مرجعي منفصل عن المجموعة الشمسية بأسرها للوقوف على حقيقة حركتها ومن ثم الحكم عليها حساً بالإثبات أو النفي. وهذا الأمر غير متأت وتبقى الحقيقة الكونية الحسية مجهولة. أما الحقيقة الشرعية فظواهر النصوص دالة على حركة الشمس ولكنها في الوقت ذاته لا تنفي حركة الأرض بل مفهوم ظواهر بعض النصوص قد يدل على حركتها وعدم ثباتها. والآيات والأحاديث دالة على ذلك أوضح دلالة ، ولا يمنع أن يكون كل من الشمس والأرض يدوران حول بعضهما بحيث تتكامل سرعة دورانهما حول بعضهما في سرعة مركبة يظنها المشاهد على الأرض سرعة كوكب الأرض ، وهو رأي لنفر من علماء الفلك. ومع ذلك فمفهومات حشد من الأدلة الشرعية لا تمنع دوران الأرض و حركتها بل يمكن أن تدل على ذلك من جهة المفهوم تارة بدلالة الإيماء والتنبيه وتارة بدلالة الاقتضاء واللزوم. وأما حركة الشمس وعدم ثباتها، بغض النظر عن هيئة هذه الحركة ، فهي ثابتة بالقرآن والسنة وإجماع العلماء ، لا يرد ذلك إلا زنديق. والخلاصة هنا بيان أن النموذج الشمسي لا يزيد في أحسن أحواله عن كونه نموذجاً مستحسناً وإطاراً عملياً مفضلاً لتفسير حركة الكواكب في المجموعة الشمسية وخاصة بعض الظواهر التي لم يوفق النموذج الأرضي في تفسيرها كظاهرة الحركة التراجعية أو (retrograde motion) لكوكب المريخ. و منهج الأطر العملية المفترضة أو ما يسمى بـ (framework) من خطوات البحث العلمي التي يخضعها أصحابها للاختبار والتمحيص حتى يغلب على الظن صلاحية ذلك الإطار للتفسير. 

والذي اضطرني لوضع هذه المقدمة أمر واحد: ألا وهو أننا لا نزال نجهل الكثير عن ما نعتقد في أذهاننا أننا قد بلغنا النهاية والغاية في إدراك حقيقته ، مع أن هذه الأشياء هي المقدمات التي يترتب على كمال إدراكها صحة النتيجة العقلية الحاكمة على تلك القضية ، ولكن كثير من الناس لفرط استجابتهم لبادي الرأي من أنفسهم يحكمون بالنتيجة قبل استصلاح المقدمات و اكتمالها ، وقد قال الله تعالى (وكان الإنسان عجولا).

------------------------

انتهى النقل ... 
< وبالمناسبة : روايات حديث غروب الشمس في عين حامية كلها ضعيفة :
وهي غير روايات حديث سجود الشمس تحت العرش الذي تحدثت عنه هنا >

وأقول :

فهل بعد ذلك يوصف عدم البت في هذه الأمور : تخلفا ًأو تشددا ًأو تحجرا ًأو دفاع عن خطأ؟!!..

وهل لدينا مكان بعيد عن الأرض والشمس رصدت منه ما يجري بينهما من علاقة دوران ؟؟؟..
بل :

وهناك رؤى أخرى لمسلمين مثل الهيئة الجاموسية لتصور الكون (نسبة إلى صاحبها سعيد الجاموس) :


وهذا رابط أحد مواضيعها الهامة أيضا ً:


وأيضا ًكتاب :

الأرض مركز المنظومة الشمسية ومركزها مركز الكون ومركز ثقله : لطارق شوقي :


والأمر كما أخبرتكم - وسيظل هكذا مع غياب راصد خارجي - : 
الأمر لا يعدو كونه حسابات هندسية وعلاقات انتظمت هكذا أو هكذا !.. وكلما تقدم الوقت اكتشف البشر ما لم يكن يعلموه !!.. فهل لاجظتم حركة السباحة المغزلية في الفيديوهات التي وضعتها لكم ؟؟؟..

فلماذا إذا ًيُحكر على المسلمين أن يسيروا في درب الغرب دوما ًبغير دليل قاطع ؟

ولماذا يُقبل من الملاحدة واللادينيين نظرياتهم الحديثة في علاقات الشمس والأرض والقمر إلخ :

ولا يُقبل مثل ذلك من المسلمين - بالذات - ؟!!..

ولو افترضنا أن العلم الحديث أثبت غدا ًدوران الشمس حول الأرض :
فلماذا نحرم الإسلام هذه الأسبقية في إثبات ذلك منذ أكثر من 1400 عام !!!..

وفي رابط الكتاب المذكور أعلاه : عن مركزية الأرض للمجموعة الشمسية والكون :
نجد تفاصيل أيضا ًحسابية وزاوية دقيقة : قائمة على مركزية الأرض لا الشمس : 
(لمَن أراد التنزيل : اضغط على أيقونة البي دي إف للتنزيل) :

وأقتبس لكم من آخر الكتاب الصور التالية (والشرح في الكتاب) :


 







وطول ما لم يتوفر ذلك الراصد الخارجي : وصحت الدراسات الحسابية لتحمل هذه الفكرة وغيرها :
فالانحياز لأي منهما دون الآخر مرفوض !!..
وخصوصا ًوأنا من المنادين بعدم تصديق الغرب دوما ًوكل مؤسساته والثقة فيهم ثقة عمياء : فمنهم مدلسين كثر : وعلى المستوى الرسمي الحكومي المدفوع ..!!
والذي جعل الغرب نفسه (الأمريكان) يشككون أصلا ًفي نزول بشر على القمر بعد 40 سنة من الحدث !!!..

وإليكم خمس روابط لحلقة قناة فوكس الشهيرة : والتي أظهرت الغش والخداع إعلاميا ًبصورة أكبر من ذي قبل لأول مرة على الشاشات الأمريكية نفسها :

ولمَن أراد رابطا ًقصيرا ًمختصرا ً:

ولا زلت أكرر : أنا لا يعنيني الوصول للحقيقة هنا بنسبة 100 % :
فقد يكونوا نجحوا في إرسال آلات وأجهزة إلخ من عدمه : ولكن يعنيني الكذب المتعمد الذي لا يمكن إنكاره في تصويرهم لرحلات أبوللو الكثيرة في الأرض على أنها فوق القمر !!.. كما يهمني فضيحتهم في قطع الأخشاب الأرضية المتحجرة والتي أعطتها ناسا لبعض الحكومات والمتاحف على أنها من صخور القمر !!!.. 

فهذا خبر الصخرة المزيفة التي قـُدمت لرئيس الوزراء الهولندي حينها على أنها من القمر (ديلي تلغراف) :


والصورة التالية هي صورتها بالمتحف الوطني الهولندي : والذي كان يفتخر بأنها من ممتلكاته الثمينة !


وتلك القطعة كان مؤمنا ًعليها بـ (( 500 ألف )) دولار أمريكي : في حين أنها لا تساوي أكثر
من 78 دولارا ً!!!.. وفي الصورة التالية ترى خبر الفضيحة من موقع سي بي سي نيوز :





وأهديكم على الجانب : هذه الفيديوهات باللغة العربية :

وأعتذر عن الموسيقى ( يمكن خفض الصوت لأنها مصحوبة بالكتابة العربية ) :


ثبات الأرض وجريان الشمس - النظريات :

ثبات الأرض وجريان الشمس - تجربة مايكلسون ومورلي :

ثبات الأرض وجريان الشمس - غسيل الدماغ :

ثبات الأرض وجريان الشمس - الطاعة المبصرة لخلق الكون :

ثبات الأرض وجريان الشمس - تزوير التاريخ :

ثبات الأرض وجريان الشمس - أعداء الإسلام والعلم :

ولمَن يستغرب أن تجري الشمس بسرعة كبيرة : نظرا ًلكتلتها الهائلة 
ومسألة كتلتها ومسافتها عن الأرض هذه : لها قصة أخرى >
فأقول لكل مَن يتعجب ويجعل من ذلك حُجة على عدم قبول دوران الشمس حول الأرض : 
اقرأ ما يقوله علماء الفلك والكون اليوم عن السرعات النسبية الجبارة : مع الكتل العملاقة !!..

فالأرض حسب نظرية دورانها حول الشمس تكون سرعتها 29.5 كم/ثانية !
وسرعة جري الشمس في المجرة 240 كم/ثانية !!!..
والمجموعة الشمسية بكل ما فيها : تجري في المجرة بسرعة 19.2 كم/ثانية !!!..
وأما سرعة دوران المجرة حول نفسها فهي 192 كم/ثانية !!..
وأما سرعة تباعد المجرة عن بعض المجرات 960 كم/ثانية !!!!!..
إلى أن تصل مع مجرات أخرى إلى 64000 ألف كم/ثانية !!!!!!!!!!!!!!!!!!..
وبالطبع الأرقام الفلكية تتغير كل بضع سنوات مع تطور أجهزة القياس والرصد والنظريات ..!


والذي بات وشيكا ًكما أراه اليوم هو :
أن هناك نظرية أخرى قوية قادمة في الطريق : فاستعدوا ..

حيث بات يتسارع سقوط أقنعة ناسا ومَن وراءها والغش الصهيو أمريكي للعالم ...

وباتت تتزايد الأسئلة العلمية والواقعية أمام فكرة دوران الأرض حول الشمس :
ولعل من أشهر مَن طرحها : هو الطيار الكابتن نادر جنيد من دمشق سوريا ..
والرجل للعلم : 
ليس مجرد طيار .. بل له دراسات واهتمامات فلكية وفيزيائية في أكثر من مكان في العالم ..
ولكنه يقول بأن الأرض لا تدور حول نفسها - وربما من هنا قابلك مَن قابلك بهذا القول - :
ولكن سبب هذا القول من الكابتن نادر : هو اعتقاده أن أمريكا هبطت فعلا ًعلى القمر ...
على العموم ...
سنترك التفاصيل لتكشف عنها الأيام تباعا ً...
ولكن رجاءً من كل من ينادي بالتحرر الفكري ومعاداة السائد ورفض كل مفروض كما يقول :
أن يحترم عقولنا وفرضياتنا وإن خالفناه : وتماما ًكما يريد منا المثل !!!..

وهذا رابط فيديوهات الكابتن نادر جنيد :


وبتمرير الماوس لأسفل في قائمة مقاطع الفيديو تجد العديد من مقابلاته ...

وأخيرا ً...
إليكم هذه المفاجآت حتى لا تعول كثيرا ًعلى (البعد الرهيب المفترض بملايين السنين الضوئية بيننا وبين النجوم والمجرات) ..

رابط موضوع الدكتور السرداب :
سلسلة خرافة عمر الكون وحجمه (كيف مكر الله بالملاحدة) .. الجزء الأول :



سلسلة خرافة عمر الكون وحجمه (وهم جسيمات الضوء) .. الجزء الثاني :


أي باختصار : 
يمكن بين ليلة وضحاها أن نجد الإعلام وقد امتلأ بخبر اكتشاف ثابت (س مثلا ً) :
يتم ضربه في مسافات الكون وعمره ليعطينا الحقيقة التي انخدع بها العلماء زمنا ً!!!..
فلماذا العجلة إذا ًكما قلت : والإنسان بجوار علم الله ما أجهله :
وما أوتيتم من العلم : إلا قليلا ً" ؟!!..
والله المستعان ..!
-----------------

3...
شبهة عدم فهم استواء الله على العرش ونزوله إلى السماء الدنيا إلخ ..

ولن أجد هنا أفضل من هذه الفتوى الماتعة لابن العثيمين رحمه الله تعالى وجزاه الله عنا خير جزاء : 

وتحت عنوان استواء الله على عرشه يقول :
--------

الاستواء في اللغة : يطلق على معان تدور على الكمال والانتهاء .. وقد ورد في القرآن على ثلاثة وجوه :
1. مطلق كقوله تعالى: " ولما بلغ أشده واستوى " . أي كمل.
2. ومقيد بـ" إلى " كقوله تعالى: " ثم استوى إلى السماء " أي قصد بإرادة تامة.
3. ومقيد بـ " على " كقوله تعالى: " لتستووا على ظهوره " ومعناه حينئذ العلو والاستقرار.

فاستواء الله على عرشه معناه علوه واستقراره عليه : علوا واستقرارا يليق بجلاله وعظمته، وهو من صفاته الفعلية التي دل عليها الكتاب، والسنة والإجماع، 



فمن أدلة الكتاب: 
قوله تعالى: " الرحمن على العرش استوى " .
ومن أدلة السنة: 
ما رواه الخلال في كتاب السنة بإسناد صحيح على شرط البخاري عن قتادة بن النعمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لما فرغ الله من خلقه استوى على عرشه ".

< وأقول أنا أبو حب الله : وذكره أيضا ًابن القيم في كتابه القيم : اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية >

وقال الشيخ عبد القادر الجيلاني: "إنه مذكور في كل كتاب أنزله الله على كل نبي" أهـ.

وقد أجمع أهل السنة على أن الله تعالى: فوق عرشه، ولم يقل أحد منهم : إنه ليس على العرش، ولا يمكن لأحد أن ينقل عنهم ذلك لا نصًّا ولا ظاهراً.


وقال رجل للإمام مالك رحمه الله: يا أبا عبد الله : " الرحمن على العرش استوى " كيف استوى ؟! فأطرق مالك برأسه حتى علاه الرحضاء ( أي العرق ) ثم قال: " الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعاً " ثم أمر به أن يخرج.وقد روي نحو هذا عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك.


فقوله: 
" الاستواء غير مجهول" أي غير مجهول المعنى في اللغة فإن معناه العلو والاستقرار.

وقوله: 
" والكيف غير معقول" معناه أنا لا ندرك كيفية استواء الله على عرشه بعقولنا، وإنما طريق ذلك السمع، ولم يرد السمع بذكر الكيفية فإذا انتفى عنها الدليلان العقلي، والسمعي كانت مجهولة يجب الكف عنها.
وقوله: 
" الإيمان به واجب"، معناه: أن الإيمان باستواء الله على عرشه على الوجه اللائق واجب، لأن الله أخبر به عن نفسه فوجب تصديقه والإيمان به.
وقوله: 
" والسؤال عنه بدعة" معناه أن السؤال عن كيفية الاستواء بدعة، لأنه لم يكن معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.


وهذا الذي ذكره الإمام مالك رحمه الله في الاستواء ميزان عام لجميع الصفات التي أثبتها الله لنفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فإن معناها معلوم لنا، وأما كيفيتها فمجهولة لنا، لأن الله أخبرنا عنها ولم يخبر عن كيفيتها ولأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات فإذا كنا نثبت ذات الله تعالى: من غير تكييف لها، فكذلك يكون إثبات صفاته من غير تكييف.


قال بعض أهل العلم: إذا قال لك الجهمي: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا فكيف ينزل؟ فقل له: إن الله أخبرنا أنه ينزل ولم يخبرنا كيف ينزل.

وقال آخر: إذا قال لك الجهمي في صفة من صفات الله : كيف هي؟فقل له: كيف هو بذاته؟ فإنه لا يمكن أن يكيف ذاته فقل له: إذا كان لا يمكن تكييف ذاته فكذلك لا يمكن تكييف صفاته، لأن الصفات تابعة للموصوف.

فإن قال قائل: إذا كان استواء الله على عرشه بمعنى العلو عليه لزم من ذلك أن يكون أكبر من العرش، أو أصغر، أو مساوياً وهذا يقتضي أن يكون جسماً، والجسم ممتنع على الله.فجوابه أن يقال: لا ريب أن الله أكبر من العرش، وأكبر من كل شيء، ولا يلزم على هذا القول شيء من اللوازم الباطلة التي ينزه الله عنها.وأما قوله: " إن الجسم ممتنع على الله" فجوابه: أن الكلام في الجسم وإطلاقه على الله نفياً أو إثباتاً من البدع التي لم ترد في الكتاب، والسنة، وأقوال السلف وهو من الألفاظ المجملة التي تحتاج إلى تفصيل:فإن أريد بالجسم الشيء المحدث المركب، المفتقر كل جزء منه إلى الآخر، فهذا ممتنع على الرب الحي القيوم.وإن أريد بالجسم ما يقوم بنفسه، ويتصف بما يليق به، فهذا غير ممتنع على الله تعالى: فإن الله قائم بنفسه، متصف بالصفات الكاملة التي تليق به.

لكن لما كان لفظ الجسم يحتمل ما هو حق، وباطل بالنسبة إلى الله صار إطلاق لفظه نفياً، أو إثباتاً ممتنعاً على الله.وهذه اللوازم التي يذكرها أهل البدع ليتوصلوا بها إلى نفي ما أثبته الله لنفسه من صفات الكمال على نوعين:

الأول: لوازم صحيحة لا تنافي ما وجب لله من الكمال، فهذه حق يجب القول بها وبيان أنها غير ممتنعة على الله.
الثاني: لوازم فاسدة تنافي ما وجب لله من الكمال، فهذه باطلة يجب نفيها، وأن يبين أنها غير لازمة لنصوص الكتاب، والسنة، لأن الكتاب حق ومعانيها حق، والحق لا يمكن أن يلزم منه باطل أبداً.

فإن قال قائل: إذا فسرتم استواء الله على عرشه بعلوه عليه، أوهم ذلك أن يكون الله محتاجاً إلى العرش ليقلّه.

فالجواب: 
أن كل من عرف عظمة الله تعالى:، وكمال قدرته، وقوته، وغناه فإنه لن يخطر بباله أن يكون الله محتاجاً إلى العرش ليقله، كيف والعرش وغيره من المخلوقات مفتقر إلى الله، ومضطر إليه لا قوام له إلا به، ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره؟!


فإن قيل: هل يصح تفسير استواء الله على عرشه باستيلائه عليه كما فسره به المعطلة فراراً من هذه اللوازم؟

فالجواب: 
أنه لا يصح وذلك لوجوه منها: 
1- إن هذه اللوازم إن كانت حقًّا فإنها لا تمنع من تفسير الاستواء بمعناه الحقيقي، وإن كانت باطلاً فإنه لا يمكن أن تكون من لوازم نصوص الكتاب والسنة، ومن ظن أنها لازمة لها فهو ضال.
2- أن تفسيره بالاستيلاء يلزم عليه لوازم باطلة لا يمكن دفعها كمخالفة إجماع السلف، وجواز أن يقال: إن الله مستو على الأرض ونحوها مما ينزه الله عنه، وكون الله تعالى: غير مستولٍ على العرش حين خلق السموات والأرض.
3- أن تفسيره بالاستيلاء غير معروف في اللغة فهو كذب عليها والقرآن نزل بلغة العرب فلا يمكن أن نفسره بما لا يعرفونه في لغتهم.
4- أن الذين فسروه بالاستيلاء كانوا مقرين بأن هذا معنى مجازي والمعنى المجازي لا يقبل إلا بعد تمام أربعة أمور:
الأول: الدليل الصحيح المتقضي لصرف الكلام عن حقيقته إلى مجازه.
الثاني: احتمال اللفظ للمعنى المجازي الذي ادعاه من حيث اللغة.
الثالث: احتمال اللفظ للمعنى المجازي الذي ادعاه في ذلك السياق المعين، فإنه لا يلزم من احتمال اللفظ لمعنى من المعاني من حيث الجملة أن يكون محتملاً له في كل سياق، لأن قرائن الألفاظ والأحوال قد تمنع بعض المعاني التي يحتملها اللفظ في الجملة.
الرابع: أن يبين الدليل على أن المراد من المعاني المجازية هو ما ادعاه لأنه يجوز أن يكون المراد غيره فلابد من دليل على التعيين والله أعلم.

فصل

والعرش في اللغة: سرير الملك قال الله تعالى: عن يوسف: " ورفع أبويه على العرش " وقال عن ملكة سبأ: " ولها عرش عظيم " .

وأما عرش الرحمن الذي استوى عليه:
فهو عرش عظيم محيط بالمخلوقات، وهو أعلاها، وأكبرها كما في حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما السموات السبع والأرضون السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة، وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة".
قال المؤلف رحمه الله في الرسالة العرشية: " والحديث له طرق وقد رواه أبو حاتم، وابن حبان في صحيحه، وأحمد في المسند وغيرهم" أ هـ.


< وأقول أنا أبو حب الله : والحديث في السلسلة الصحيحة (1/109) وهو صريح في بيان عظم العرش مقارنة ًبالكرسي : مما يهدم تماما ًفرضيات الأخ محب القرآن والله المستعان >

والكرسي في اللغة: السرير وما يقعد عليه.
أما الكرسي الذي أضافه الله إلى نفسه فهو موضع قدميه تعالى, قال ابن عباس رضي الله عنهما: " الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر قدره إلا الله عز وجل". رواه الحاكم في المستدرك، وقال: إنه على شرط الشيخين وقد روي مرفوعاً. والصواب أنه موقوف.
وهذا المعنى الذي ذكره ابن عباس رضي الله عنهما في الكرسي هو المشهور بين أهل السنة، وهو المحفوظ عنه، وما روي عنه أنه العلم فغير محفوظ، وكذلك ما روي عن الحسن أنه العرش ضعيف لا يصح عنه قاله ابن كثير رحمه الله تعالى. "

وخلاصة الكلامة أعلاه :
هو أن أوصاف الله تعالى التي ذكرها عن نفسه سبحانه :
 لا يمكن تشبيهها بأي من أوصافنا المعروفة : مع عدم نفيها ذاتها وإنما :
ننفي أن تكون كيفيتها هي كالتي تشبهه عز وجل بالمخلوقين في تحيزهم بحيز ومكان وصعود وهبوط إلخ .. 


يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في شرح حديث النزول صـ 224 :

" والذي يجب القطع به أن الله ليس كمثله شيء في جميع ما يصف به نفسه ، فمن وصفه صفات المخلوقين في شيء من الأشياء فهو مخطئ قطعاً ، كمن يظن أنه ينزل فيتحول كما ينزل الإنسان من السطح إلى أسفل الدار كقول من يقول إنه يخلو من العرش ، فيكون نزوله تفريغاً لمكان وشغلاً لآخـر ، فهذا باطل يجب تنزيه الرب عنه كما تقدم ، وهذا هو الذي تقوم على نفيه وتنزيه الرب عنه الأدلة الشرعية والعقلية "

ويقول أيضا ًفي نفس الصفحة :
" وحينئذ فلفظ النزول ونحوه يُتـأول قطعاً ، إذ ليس شيء يتصور منه النزول " ..

ومقصوده من التأول هنا : هو بما يبتعد بلفظ النزول عن التجسيم والتشبيه بالمخلوقين الذين لا يُتصور منهم نزولا ًبغير صعود وتحيز ومكان : ولا يُتصور منهم الإتيان بالنزول على اختلاف الليل على سائر الكرة الأرضية في وقت واحد (معلوم أن الأرض ينتقل فيها نهار دائم وليل دائم بكرويتها ودورانها)

فيقول موضحا ًذلك في موضع آخر صـ 232 :
" والقول الثالث : وهو الصواب ، وهو المأثور عن سلف الأمة وأئمتها : أنه لا يزال فوق العرش ، وكذلك يوم القيامة كما جاء به الكتاب والسنة ، وليس نزوله كنزول أجسام بني آدم من السطح إلى الأرض بحيث يبقى السقف فوقهم ، بل الله منزه عن ذلك " ..

ويقصد الشيخ هنا أن نزول الله في الحديث نزول قرب دائم من خلقه : كل ٌمنهم بحسب ميعاد ليله وثلثه الأخير منه : وهذا ليس بمستبعد عن الله تعالى القادر على الجمع بين الأفعال ما لا يستطيع جمعه المخلوق مثلنا .. مثل أنه يرزق كل محتاج من مخلوقاته في اللحظة الواحدة .. ويناجي من عباده المصلين في اللحظة الواحدة إلخ ..

ويوضح ذلك قول الشيخ بكلام أكثر تفصيلا ًفي بيان تلبيس الجهمية (4/54) :
" ومن هنا يظهر الجواب عما ذكره ابن حزم وغيره في حديث النزول حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر) .
فقالوا: قـد ثبت أن الليل يختلف بالنسبة إلى الناس فيكون أوله ونصفه وثلثه بالمشرق قبل أوله ونصفه وثلثه بالمغرب قالوا فلو كان النزول هو النزول المعروف للزم أن ينزل في جميع أجزاء الليل ، إذ لا يزال في الأرض ليل . قالوا أو لا يزال نازلاً وصاعداً وهو جمع بين الضدين . 
وهذا إنما قالوه لتخيلهم من نزوله ما يتخيلونه من نزول أحدهم ، 
وهذا عين التمثيل ، ثم إنهم بعد ذلك جعلوه كالواحد العاجز منهم الذي لا يمكنه أن يجمع من الأفعال ما يعجز غيره عن جمعه .وقد جاءت الأحاديث بأنه يحاسب خلقه يوم القيامة كل منهم يراه مخلياً به ويناجيه ، لا يرى أنه متخلياً لغيره ولا مخاطب لغيره .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال العبد: " الحمد لله رب العالمين " يقول الله حمدني عبدي ، وإذا قال: " الرحمن الرحيم " قال الله : أثنى علي عبدي " .
فكل من الناس يناجيه والله تعالى يقول لكل منهم ذلك ولا يشغله شأن عن شأن ، وذلك كما قيل لابن عباس : كيف يحاسب الله تعالى الخلق في ساعة واحدة ؟ ، فقال: كما يرزقهم في ساعة واحدة. 
ومن مثل مفعولاته التي خلقها بمفعولات غيره فقد وقع في تمثيل المجوس القدرية ، فكيف بمن مثل أفعاله بنفسه أو صفاته بفعل غيره وصفته. 
يقال لهؤلاء: أنتم تعلمون أن الشمس جسم واحد وهي متحركة حركة واحدة متناسبة لا تختلف ، ثم إنه بهذه الحركة الواحدة تكون طالعة على قوم وغاربة عن آخرين ، وقريبة من قوم وبعيدة من آخرين ، فيكون عند قوم عنها ليل ، وعند قوم نهار ، وعند قوم شتاء ، وعند قوم صيف ، وعند قوم حر ، وعند قوم برد ، فإذا كانت حركة واحدة يكون عنها ليل ونهار في وقت واحد لطائفتين ، وشتاء وصيف في وقت واحد لطائفتين ، فكيف يمتنع على خالق كل شيء الواحد القهار أن يكون نزوله إلى عباده ونداه إياهم في ثلث ليلهم وإن كان مختلفا بالنسبة إليهم وهو سبحانه لا يشغله شأن عن شأن ولا يحتاج أن ينزل عن هؤلاء ثم ينزل على هؤلاء بل في الوقت الواحد الذي يكون ثلثاً عند هؤلاء ، وفجرا عند هؤلاء ، يكون نزوله إلى سماء هؤلاء الدنيا وصعوده عن سماء هؤلاء الدنيا ، فسبحان الله الواحد القهار " سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين " . 

ويقال لهؤلاء كما قيل للرازي وأمثاله : هل حكم الحس والخيال والعقل الذي به تعلم الجسمانيات مقبول في الربوبية أم مردود ؟.
فإن كان مقبولا بطل قوله كله حيث أثبت حياً عالماً قادراً لا يتحرك ولا يسكن ولا يقرب ولا يبعد ولا يفعل بنفسه فعلا ، وزعمت مع ذلك أنه غير عاجز ولا مقيد ولا ممنوع ، وإن كان مردوداً بطل ما ضربته من الأمثال في رد حقيقة ما أخبر به عنه الصادق المصدوق الذي هو أعلم به منك ومن أمثالك ..

والحمد لله رب العالمين ...

< هدية : أقوال علماء الإسلام في إثبات كروية الأرض :