التسميات

الأحد، 24 يونيو 2012

11)) لا تجعل حُـكمك : لإرضاء كل الناس - فلن تنجح !!..

إن الرغبة في إصدار حُـكم أو قول أو فعل : يُرضي كل الناس :
قد تصدر من إنسان طيب يؤثر فيه ألا يَرضى كل الناس : أو من إنسان فهلوي :
يظن أنه بإمكانه إرضاء كل الناس .. ولكنه أبدا ً:
لن يصدر من إنسان ٍحكيم !!!..

نعم .. هناك بعض المواقف التي تتميز بقلة الأطراف المرجو إرضائها .. اثنين .. ثلاثة ..
ولكن كلما زاد العدد : فالمعادلة أصعب بكثير مما يتوقعه البعض !!..
بل :
بعض الحكماء عدّ الرغبة في إرضاء كل الناس : علامة على الفشل الأكيد المبكر !!..

ويُروى في ذلك قصة ًشهيرة مُضحكة عن أب ٍوولده وحماره ..

>>>
حيث ركب الأب وولده فوق الحمار ومشوا .. فرآهم مجموعة من الناس فاستنكروا 
ذلك قائلين : هذا ليس من الرحمة في شيء !!.. اثنين كثير على ظهر حمار كهذا ..!

>>>
فنزل الأب وولده بجوار الحمار ومشوا .. فرآهم مجموعة من الناس فاستنكروا ذلك قائلين : 
هذا ليس من الذكاء في شيء !!.. لماذا اشتروا الحمار إذن ولماذا خلقه الله !

>>>
فركب الأب على الحمار وترك ولده يمشي بجواره .. فرآهم مجموعة من الناس فاستنكروا 
ذلك قائلين : هذا ليس من الشفقة في شيء !!.. الأب الكبير يتحمل السير عن الولد !!.. 

>>>
فأركب الأب ولده على الحمار ومشى بجواره .. فرآهم مجموعة من الناس فاستنكروا 
ذلك قائلين : هذا ليس من الأدب في شيء !!.. كيف يركب الولد ويترك أباه يمشي !!..

>>>
فلما يئس من إرضائهم جميعا ًولم يدر ماذا يفعل مع حماره :
حمله وسار به !!!!!!!!!...  

والشاهد :
أن الناس كلهم متفاوتون في التفكير .. وفي الأولويات .. وفي مقدار تأثير الهوى والرأي
والخبرة الذاتية 
على كل ٍمنهم .. فإرضائهم جميعا ًبحُكم ٍأو قول ٍأو فعل ٍما :
هو من الصعوبة بمكان إن لم يكن مستحيلا ً!!!..

فقد خلقهم الله تعالى على هذا التفاوت : كلٌ حسب ابتلائه الذي سيُظهر مكنونات
نفسه على حقيقتها 

فهذا جاهل ظل على جهله : وهذا جاهل تعلم فعرف وأسلم !!..
وهذا عالم اغتر بعلمه : وهذا عالم أوصله علمه إلى الله فأسلم !!..
وهكذا ...

يقول عز وجل :
ولو شاء ربك : لجعل الناس أمة ًواحدة : ولا يزالون مختلفين (أي في قبول الحق) : 
إلا مَن رحِمَ ربك (أي المستحق لرحمة ربه بقبوله الحق واتباعه) ولذلك خلقهم (أي :
ليبتلي كلا ًمنهم بما يناسبه فوجب اختلافه وفق مكنونات نفسه) : وتمت كلمة ربك :
لأملأن الجهنم من الجِـنة والناس أجمعين
 (أي كل ٍبحسب عمله وقبوله أو رفضه للحق) " !

ولذلك نصيحتي لكل إنسان أنه :
إذا كان إرضاء الناس كلهم أو مَن حولك كلهم غاية لا تـُدرك :
فاهتم بالحُكم الحق .. وبقول الحق .. وبفعل الحق !!!..
فعلى الأقل : هو ذاك الذي سيُحاسبك الله عليه يوم القيامة !!!..

وتأكد أنك حينما تفعل ذلك : فحتى مَن عارضوك : يعرفون أنك على الحق فينكسر
هواهم في قلوبهم : ويعرفون في قرارة أنفسهم أنك إنسان ٌصادق ٌوأمين !!!..

فتجدهم وإن عرض لأحدهم عارض (ورغم معارضته لك في الظاهر) : إلا أنه سيترك
الكل ويأتيك لمعرفته بصدقك وأمانتك (فهو يعرف بنفاق الآخرين ومداهنتهم في الحق) !!..
وهذا نوع ٌمن الرضا ممَن عارضتهم في الله :
مصداقا ًلقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :

مَن التمس رضا الله (أي الحُكم والقول والفعل بالحق) : بسخط الناس (أي حتى ولو
تسبب ذلك في سخط الناس عليه) : رضيَ الله عنه : وأرضى عنه الناس (حيث يعرفون
في قرارة أنفسهم لذلك الصادق الأمين قدرا ًحتى ولو لم يتكلموا به) !!.. ومَن التمس
رضا الناس : بسخط الله : سخط الله عليه : وأسخط عليه الناس
 (حيث أن مَن أرضيتهم
بترك الحق : سيعرف في قرارة نفسه دناءة نفسك في الحق حتى ولو لم يتكلموا به) " !!.. 
رواه ابن حبان وصححه الألباني لغيره ..

وفي رواية أخرى له بلفظه :
مَن أرضى الله بسخط الناس : كفاه الله (أي من الخير والأجر ما لا يساويه سخطهم) !!..
ومَن أسخط الله برضا الناس : وكله الله إلى الناس
 " !!!..

أقول : وكفى بالمرء خذلانا ًأن يوكله الله إلى نفسه أو إلى الناس طرفة عين !!..

يُـتبع إن شاء الله ..