6)) تحريف اليهودية والنصرانية ..
بقلم : أبو حب الله ..
تعالت الكثير من الأصوات المختلطة في القاعة ما بين استفهام واستنكار وتعجب !!!.. وإن كانت جميعها كانت بصوت منخفض : حفظ للقاعة مظهرها العام بالهدوء والاستقرار !!!..
فقد أيقن الجميع (وخصوصا ًالشيخ محمد إبراهيم) : أن (ماري) قد استبقت بسؤالها هذا : مواجهة ًكانت ستأتي لا محالة بين الشيخ : وبين رجالات الدين في الصف الأول !!!!...
وخصوصا ًوأن الشيخ (عبد الله) كما لاحظ الجميع : لا يلين ولا يُداهن أو يُصانع في كلامه أحدا ً!!!..
بل إن كلامه حتى هذه اللحظة :
كان ينطق بـ الحق والصدق في كل حرفٍ من حروفه !!!...
وبالعقل والحكمة في طرح المعاني والحقائق !!!...
فتساءل الحاضرون في نفوسهم : بماذا سيجيب الآنسة (ماري) على هذا السؤال الشائك يا ترى ؟؟!!!..
وعلى الفور : تعلقت العيون بشفتي الشيخ (عبد الله) الذي ابتسم في هدوء قائلا ً:
يبدو أن سؤالك على قدر كبير من الأهمية والحرج للحاضرين أخت (ماري) !!!.. ولكني كما أخبرتكم في أول هذه الندوة : ما جئت إلا لأ ُجيب عن جميع استفساراتكم من وجهة النظر الإسلامية .. والتي قد لا يجتمع معظمكم بمثلها مرة أخرى في حياته !!!...
وعلى هذا ....
فإن التعجب الذي يبدو في سؤالك : هو تعجبٌ شرعيٌ : يجب على كل (نصراني) أو (يهودي) أن يسأله لنفسه !!!...
والتعجب هو :
كيف يتأتى مع النصرانية واليهودية : مثل هذا الكم الهائل من (الانحرافات الأخلاقية) بين معتنقيها ؟؟!!!!..
وأزيد التعجب وضوحا ًفأسأل :
هل (التعري) و(الزنا) و(الشذوذ) المنتشر بين (النصارى) .. والذي (وياللعجب) : تباركه (بعض الكنائس) كما رأيت بنفسي في بلادكم : هل هذا من دين (المسيح) عليه السلام وأمه القديسة (مريم) في شيء ؟؟!!...
ومن جهة (اليهود) أيضا ًأتساءل وأتعجب :
هل (المكر) العالمي .. و(ربا البنوك) العالمي .. وتأجيج (نيران الحروب) عالميا ً.. وإشاعة الفساد الأخلاقي كـ (الزنا والشذوذ والتعري) الذي يقوده (اليهود) في العالم عبر (الإعلام الإباحي) الذي يملكون معظمه : هل كل هذا وغيره : هل هو من (دين الله تعالى) في شيء ؟؟!!.. أو حتى من دين (موسى) و(الأنبياء) من بعده في شيء ؟؟!!..
أعتقد أن إجابة السؤالين : لا تحتاج إلى كثير من التفكير لكل ذو عقل وفطرة سليمة !!!..
بل عندي من النصوص من التوراة والإنجيل (العهدين القديم والجديد) :
ما يثبت فساد ما اليهود والنصارى عليه اليوم !!!!....
وذلك مثل استباحة الـ (ربا) مثلا ً!!!.. واستباحة (لحم الخنزير النجس القذر) !!!.. واستباحة (الخمر المُسكر) !!!.. واستباحة (الزنا) و(الشذوذ) و(العُري) .. إلى غير ذلك من (المنكرات) المنتشرة في بلادكم ومجتمعاتكم !!!..
فالله تعالى هو : (الـبَر الرحيم) : فلا يمكن أن يأمر بشر ٍقط !!!...
ولن أخوض في ذكر هذه النصوص لكم الآن (برغم يقيني باقتناعكم بما أقول) لأني سأؤخر ذكرها :
ربما لسؤال (أحد رجالات الدين) هنا بعد قليل !!!..
ولكني سأكتفي معكم الآن بإجابة سؤال آخر وهو :
لماذا لا تــُعطي النصرانية واليهودية اليوم لمعتنقيها : (هدفا ًأسمىً) في هذه الحياة ؟؟!!..
لماذا يكثر بينكم : الاضطراب .. والانحراف .. والانتحار .. والمشاكل النفسية المزمنة ؟؟!!..
وباختصار .. أجيبكم أنا على هذه الأسئلة فأقول :
إن السؤال الذي سألته الآنسة (ماري) منذ قليل : لماذا خلق الله الإنسان !!!...
قد عرف المسلمون إجابته بوضوح منذ بداية الإسلام وإلى اليوم .. فعرفوا معه : هدفهم في هذه الحياة !!!..
وعرفوا معه : كيف يسلكون فيها : حتى يصلون للجنة بعد الموت : ولرضا الله عز وجل ..
وأما الذي دل المسلمين على ذلك كله :
فهو حفظ الله تعالى لكتابهم (القرآن) : من كل محاولات التحريف التي شنها عليه أعداء الإسلام وإلى الآن !
وأما مع (التحريف الكبير) الذي وقع في كتبكم في (العقيدة) و(الشرع) :
فقد فقد معه عامة (اليهود) و(النصارى) هذه الميزة الكبيرة : (أي معرفة الحق .. وهدف الله تعالى من خلقهم) :
والتي أعتبرها أنا شخصيا ً: كالـ (بوصلة) التي ستوجه الإنسان في هذه الحياة الدنيا !!!!...
ومن هنا : فقد تسبب (التحريف المتواصل) في دينكم وكتبكم :
لظهور أهداف ٍأخرى (وهمية) للإنسان في هذه الحياة : ليست من دين الله تعالى في شيء !!!!..
وقبل أن أوضح لكم هذه (الأهداف المزيفة) في دينكم ...
فتعالوا أخبركم أولا ًعن حقيقة هذا (التحريف) في كتبكم وفي عقيدتكم !!!!..
وذلك لتنظروا معي وتحكموا بأنفسكم :
هل أنتم حقا ًمن أتباع (المسيح) عليه السلام ؟؟.. أم لا ؟؟!!!..
فقد ذكرت الأنسة (ماري) منذ قليل : أنه مع زيادة قراءة (أخيها) في الدين :
فلم يقل انحرافه أبدا ً!!!.. بل ازداد !!!... وكان هذا سر تعجبها .. والدافع من وراء سؤالها ...
وأفسر لها أنا ذلك فأقول :
لقد وقع لـ (أخيك) ذلك لأن دينكم : قد انتفت منه الرغبة في الفضائل والحث عليها : (عمليا ً) !!!..
بل ومع طغيان مفاهيم (السماحة) في دينكم على مفاهيم حتى (العدل) :
فقد غاب من دينكم أيضا ً: (الترهيب) من عاقبة ارتكاب الذنوب والجرائم والمعاصي !!!..
مع أن الله تعالى : (وهو العالِم بنفسية الإنسان الذي خلقه) :
يعلم أن الأصلح لهذا الإنسان : هو أن يتم وعظه بـ : (الترغيب) و(الترهيب) معا ً!!!.. وليس بـ (الترغيب) وحده فقط كما هو السائد في دينكم اليوم !!!!....
وهذا بالفعل : هو ما استخدمه الله تعالى في كتابه الخاتم (القرآن الكريم) مع المسلمين ...
ودعوني أشرح لكم الآن : كيف وقع مثل هذا الحذف والتحريف في دينكم :
فالبداية : كانت مع دخول (بولس) اليهودي في دينكم !!!..
حيث قام بـ (التبديل والتحريف) فيه بهدف : نشره بين أكثر الناس والأمم كما زعم !!!... حتى ولو أدى ذلك إلى تغيير (العقيدة الثابتة) لكل المؤمنين على مر العصور !!!.. ألا وهي : أن الله تعالى (واحد) : ولا شريك له !!!...
فها هو (العهد القديم) بين أيديكم :
مليء بالآيات الدالة على (وحدانية) الله تعالى !!!!..
فمن أين جاء إذا ً: إشراك (المسيح) عليه السلام مع (الله) عز وجل في الألوهية ؟؟!!..
أو حتى : من أين جاء (الثالوث) المزعوم في دينكم ؟؟!!!!..
وبالرغم من تأكد المسلمين من (الزيف والتحريف الكثير) في كتبكم : لأن الله تعالى أخبرنا بذلك ...
حتى وإن لم يقرأ معظم المسلمين كتبكم ...
إلا أنكم أنتم أيضا ًإذا تصفحتم كتبكم : لأمكنكم (وبكل بساطة) : أن تستخرجوا منها : العديد والعديد مثلا ًمن النصوص الدالة على : (توحيد الله تعالى) إن كان لكم عقل سليم !!!..
واقرأوا معي مثلا ًفي سفر أشعياء 44- 6 :
" أنا الأول .. وأنا الآخر .. ولا إله غيري " !!!!..
واقرأوا أيضا ًفي سفر ملاخي 2- 10 :
" أليس أب واحد لنا كلنا ؟!!.. أليس إله واحد خلقنا " !!!!..
وهنا .. أخذ عدد كبير من الحاضرين يتصفح (العهد القديم) الذي معه : ليتأكد من صحة ما يقوله الشيخ !!!...
على حين واصل الشيخ قائلا ًفي تعجب :
فأين كل الأنبياء السابقين لـ (عيسى) عليه السلام من عقيدتكم ؟؟!!.. هل ما كانوا يعرفون (ربهم) عز وجل من قبل ميلاد (عيسى) عليه السلام ؟؟!!!.. ولماذا لا نجد ولو إشارة واحدة لعقيدة (الثالوث) في جميع كتب (العهد القديم) التي بين أيديكم ؟؟!!!..
أم أن الله تعالى : قد حَرَمَ : (إبراهيم) و(موسى) وجميع الأنبياء : من معرفة هذه الحقائق عن نفسه (الثالوثية) : ليدخرها لكم أنتم على الخصوص من بعد (عيسى) عليه السلام ؟؟؟!!!!.. هل هذا كلام معقول ؟؟؟!!!!....
مرة أخرى شعر معظم الحاضرين بكلمات الشيخ المسلم : وكأنها تتردد بداخلهم تردد الصدى في الوديان !!!...
والعجيب أن كلامه دوما ً: كان منطقيا ًسليما ً: لا يترك لأي أحد ٍأي مأخذ ٍعليه !!!..
فأنصتوا بغرابة أكثر وأكثر إلى كلامه الذي يسمعونه لأول مرةٍ في حياتهم: وهو يواصل قائلا ً:
ألم تقرأوا حتى الأناجيل الأربعة التي بين أيديكم ؟؟!!..
ألم تقرأوا في إنجيل مرقس 12- 29 الكلام الآتي :
" فأجابه يسوع : أن أول كل الوصايا هي : اسمع يا اسرائيل : الرب إلهنا : رب واحد " !!!..
أو لم تقرأوا قول (عيسى) عليه السلام نفسه كما جاء في إنجيل متى 19- 17 :
" فقال له يسوع : لماذا تدعوني صالحا ً؟؟.. ليس أحد صالح إلا واحد : وهو الله " !!!..
والتي تكررت أيضا ًفي إنجيل مرقص 10- 18 .. ولوقا 18- 19 !!!!..
بل ولقد تعمدت أنا في مقدمة كلامي معكم : أن أذكر لكم أن (عيسى) عليه السلام ما هو إلا : عبد لله ورسوله !!!!..
فإن كنتم تعجبتم من ذلك : فأقول لكم : إن العجب فيكم أنتم !!!.. لأن الذي قلته : هو في الأناجيل التي بين أيديكم أيضا ً!!!..
واقرأوا معي من إنجيل يوحنا 8- 40 : 42 كلام (عيسى) عليه السلام الآتي :
" ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني .. وأنا إنسان :
قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله !!.. هذا لم يعمله إبراهيم !!.. أنتم تعملون أعمال أبيكم .. فقالوا له : إننا لم نولد من زنا !!.. لنا أب واحد وهو الله !!!.. فقال لهم يسوع : لو كان الله أباكم : لكنتم تحبونني .. لأني خرجت من قِبل الله وأتيت !!!.. لأني لم آت من نفسي .. بل ذاك أرسلني " !!!..
فهل تريدون وضوحا أكثر من ذلك ؟؟؟!!!!.. والآيات كثيرة جدا ًغير ذلك في أناجيلكم !!..
ولكنه التحريف الذي اخترع لكم (الثلاثة في واحد والواحد في ثلاثة) !.. و(الناسوت واللاهوت) !..
بل وحتى مصطلح (ابن الله) و(أبناء الله) :
هو ليس خاصا ًبـ (المسيح) عليه السلام كما يظن أكثركم !!!.. بل كل قاريء للعهدين القديم والجديد بتمعن :
يعرف أن هذه المصطلحات : كانت تــُطلق دوما ًعلى (عباد الله الصالحين) من الأنبياء وغيرهم !!!...
ولكن (بولس) اليهودي : كان بحق : أبرع مَن (تلاعب) بها على عقول العامة والبسطاء !!!.. فأوهم الناس بخصوصيتها لـ (عيسى) عليه السلام !!!.. وأنها بذلك : بمثابة تأكيد على (بنوة) (عيسى) عليه السلام لله عز وجل !!!..
وذلك طبعا ً: ليقترب أكثر وأكثر من (الوثنيين) في عقائدهم الباطلة في (الآلهة) و(أبناء الآلهة) !!!!..
وهذا ليس كلامي أنا .. بل هو الكلام الذي اعترف به (بولس) نفسه !!!..
والذي يقول في سفر كورنثوس الأول 9- 19 : 22 :
" استعبدت نفسي للجميع : كي أربح الأكثرين !!!.. صرت لليهودي كيهودي لكي أربح اليهودي !!!.. وللناموسيين كالناموسيين !!!.. ولغيرهم كأني بغير ناموس (أي بغير شرع) !!!.. صرت لكل شيء : لعلي أستخلص من كل حال ٍقوما ً" !!!!..
بل لقد بلغ به التلاعب في دينكم : حتى ولو بالكذب : أنه قد أباح ذلك الكذب في سبيل نشر أفكاره !!!..
حيث يقول في سفر رومية 3- 7 :
" فإنه إن كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده : فلماذا أ ُدان أنا بعد كخاطئ " ؟!!!..
وهكذا شرع (بولس) لرجال الدين عندكم (تحليل الكذب) عليكم : طالما كان في سبيل الإله المزعوم !!..
وهكذا : استطاع (بولس) اليهودي أن يُدخل في دينكم : ما ليس منه !!!.. وذلك فقط : ليكسب في صف دعوته : أمم (الوثنيين) المختلفة !!!.. فهدم بذلك من دينكم : أصل أصول الإيمان : ألا وهو : (التوحيد الخالص لله) !!!..
فأي دين تبقى لكم ؟؟!!!..
ولذلك ...
فإن الباحث المتبصر في دينكم : يعلم أن ما عليه أنتم الآن (وأعني كل الحاضرين هنا أمامي) : هو من صنع (بولس) اليهودي !!!.. وليس من صنع المسيح (عيسى) نفسه عليه السلام !!!!!..
وهنا .. شعر رجال الدين الجالسين في الصف الأول من القاعة بأن هناك : (طوفانا ً) قادما ًمن الحقائق المفجعة الذي سيلقيه هذا الشيخ المسلم على مسامع الحاضرين الآن !!!...
وبالفعل .. واصل الشيخ كلامه قائلا ً:
وما يؤكد لكم هذه الحقيقة : هو ما شعر به الكاتب النصراني : الدكتور (مايكل هارت) من (حيرة كبيرة) في كتابه : (المائة الأوائل) !!!... حيث قام بترتيب شخصياته المائة : بأيها أكثر أثرا ًفي حياة أكبر عدد من الناس ... وذلك عبر التاريخ الإنساني كله وإلى الآن .. فوضع نبي الإسلام (محمد) صلى الله عليه وسلم : في (المرتبة الأولى)!!!.. وذلك وفق المعايير العلمية العقلية البحتة :
والتي وضعها وشرحها الدكتور في أول كتابه .. فلترجعوا إليها إن شئتم ..
لأنه بهذه المعايير ستفهمون أيضا ً: لماذا اختار الكاتب : (إسحق نيوتن) العالم الفيزيائي الشهير : في (المرتبة الثانية) !!!..
وأما حيرته التي حدثتكم عنها .. فكانت حيرته الشديدة فيمن يضعه في (المرتبة الثالثة) !!!..
هل يضع (المسيح) عليه السلام ؟؟.. أم يضع (بولس) اليهودي ؟؟!!!...
وهنا .. سرت همهمة كبيرة في القاعة !!!.. وخليط من أصوات التعجب والاستنكار المكتومة .. مما أكد للشيخ على أن معظم الحاضرين بالفعل : يسمعون مثل هذه الحقائق : لأول مرة في حياتهم !!!...
فواصل الشيخ قائلا ً:
وكان الاختيار صعبا ًبحق !!!...
وذلك لأن الدكتور : يعرف جيدا ًأن الدين الذي يعتنقه مئات الملايين اليوم من (النصارى) في شتى أنحاء العالم :
هو في الحقيقة من صنع (بولس) اليهودي كما قلت لكم : وليس (عيسى) عليه السلام !!!!....
ولكنه : قد حسم أمره أخيرا ًبوضع (المسيح عيسى) عليه السلام في (المرتبة الثالثة) .. وذلك لأنه بدون وجود (عيسى) عليه السلام :
لم تكن لتوجد (النصرانية) أصلا ً.. ولم يكن ليُعرف (بولس) من بعده !!!!...
ثم وضع (بولس) اليهودي بعد ذلك في (المرتبة السادسة) !!!!!..
وأسألكم : هل رأيتم (تخبطا ً) مثل هذا من قبل ؟؟..
ولعل بعضكم يعترض فيقول :
أنت مخطيء أيها الشيخ المسلم !!.. لأن كل ما قاله (بولس) وباقي الرسل الاثنى عشر : هو أيضا ًمن الدين .. وهو أيضا ًمن كلام (عيسى) عليه السلام ووحي الله تعالى لهم .. حيث أن (الروح القدس) : هو الذي أبلغهم هذا الكلام ....
وهنا أقول لكم :
كم شخصا ًفي هذه القاعة أمامي الآن : يعرف على وجه التحديد :
(القصة التاريخية) لتجميع الأناجيل الأربعة التي بين أيديكم : (متى ولوقا ومرقس ويوحنا) وأعمال الرسل ؟؟؟..
ثم أضاف الشيخ بلهجة جادة :
وأنا أعفي رجال الصف الأول من رفع أيديهم : منعا ًللإحراج !!!....
وبالرغم من اللهجة الجدية التي نطق الشيخ بها عبارته الأخيرة : إلا أن معظم الحاضرين :
قد استشف ما فيها من تلميح الشيخ لإمكانية (جهل) بعض رجال الكنيسة أنفسهم بمثل هذه الحقائق التاريخية !!!..
فسمع الشيخ لذلك : بعض الضحكات المكتومة هنا وهناك !!!..
في حين ارتفعت أيدي ما يقارب (العشرين شخصا ًفقط) في جميع أنحاء القاعة المتفرقة !!!...
فقال الشيخ :
حسنا ً... كما توقعت :
فالعدد قليل جدا ًبالمقارنة بالحاضرين هنا ....
ولكن : لا بأس .. فلمن لا يعرف : أقول له الكلام التالي :
بالرغم من (التحريف) و(الزيف) اللذين أدخلهما (بولس) اليهودي في دين الله تعالى ورسالته التي أنزلها على (عيسى ) عليه السلام :
إلا أن باقي الحواريين : قد ظل متمسكا ًبـ (الحق) الذي أمرهم (عيسى) عليه السلام بإبلاغه للناس :
والذي منه أنه : (عبد الله ورسوله) : وأنه ليس (إله) أو (ابن إله) !!!...
وبأنه : ليس هو (النبي الخاتم المُنتظر لكل الأمم) كما في بشارات العهد القديم !!!!..
كما أخبرهم أن هذا الرسول الخاتم الذي ينتظرونه : سوف يأتي من أبناء نبي الله (إسماعيل) ابن (إبراهيم) عليهما السلام !!!.. أي من (العرب) وليس من (بني إسرائيل) كما كان يتوقع (اليهود) !!!..
بل وأبلغهم (صراحة) باسم هذا النبي الخاتم !!!.. وهو (أحمد) أو (محمد) !!!..
فكانت هذه : هي (البشارة الوحيدة الحقيقية) التي حملها (عيسى) عليه السلام للعالم !!!!..
فكتبها الحواريون بالفعل في أناجيلهم .. ونشروها في العديد من البلدان المجاورة مثل (مصر) و(الشام) ...
ولكن للأسف :
كل هذه الأناجيل والحقائق : تم حرقها ومهاجمتها والتخلص منها عقب مجمع (نيقية) عام (325) م !!!!...
حيث قامت الكنيسة الرومانية باختيار مذهب (بولس) اليهودي فقط لتعميمه على البلاد والعباد بـ (قوة السيف) !!!!.. حيث كان هذا المذهب كما أوضحت لكم منذ قليل :
هو (أكثر المذاهب) قربا ًلـ (الوثنية) التي كان (الرومان) عليها في ذلك الوقت !!!..
بل هو المذهب الوحيد الذي قدم للـ (وثنيين) : (أكبر تنازلات) في (العقيدة) و(الشرع) :
كما رأينا من كلام واعتراف (بولس) اليهودي نفسه !!!!..
فعلى سبيل المثال : فقد أحل لهم : (الخمر المُسكر) .. و(الخنزير النجس) : واللذين حرمهما الله تعالى أصلا ً!!!..
بل وحتى لم يوجب عليهم : (ختان الذكور) !!!.. وهو (العهد الأبدي) الذي أخذه الله تعالى بينه وبين (إبراهيم) عليه السلام وذريته الصالحة من بعده : كما جاء في العهد القديم (سفر التكوين 17- 10) !!!..
وأما أكبر تنازلاته وتحريفاته على الإطلاق :
فكانت استبداله لمفهوم : (الإله الواحد) بـ : (عائلة آلهة) !!!!..
حيث كان هذا هو نفس الشيء الذي كان شائعا ًعند كل (الأمم الوثنية) من قبل :
مثل (الفراعنة) و(الفرس) و(الهنود) .. بل وحتى الرومان أنفسهم : فكان هناك : (زيوس) وزوجته وأبنائه !!!!..
وبذلك : نرى صدق الله تعالى الذي أخبرنا في (القرآن الكريم) عن هذا التخبط في عقيدتكم .. وأنكم إنما نقلتموه نقلا ً عن (الأمم الوثنية) من قبلكم !!!.. حيث يقول عز وجل :
" وقالت اليهود : (عزير) بن الله !!!.. وقالت النصارى (المسيح) بن الله !!!.. ذلك قولهم بأفواههم : يُضاهؤون قول الذين كفروا من قبل " !!!!... التوبة - 30 ..
وأما المفاجأة .. فهي أن هناك أكثر من (رجل دين نصراني) : قد تحدث بالفعل عن هذا (التشابه الشديد) بين عقائدكم الحالية التي وضعها لكم (بولس) اليهودي : وبين عقائد (الأمم الوثنية) القديمة !!!..
وذلك مثل عالم اللاهوت : (توم هاربر) في كتابه : (المسيح الوثني) !!!..
ومثل أيضا ًالأكاديمي واللاهوتي الأمريكي الشهير : (بارت إرمان) في كتابه : (العقائد المسيحية المفقودة) !!!!.. والذي ذكر فيه أن القرن الأول الميلادي : كانت تسود فيه : (فوضى من العقائد المسيحية) !!!..
حيث كان هناك من النصارى من عبد آنذاك :
إلها ًواحدا ً!!!.. أو اثـنين !!!.. أو ثلاثة !!!.. بل حتى وصلوا لاثني عشر إلها ً!!!!..
واستمر ذلك حتى تم فرض عقيدة (التثـليث) بأمر الإمبراطور (قسطنطين) بعد مجمع (نيقية) المسكوني كما قلت لكم من قبل عام (325) م !!!.. وذلك حسب ما أكدته أيضا ًمجلة (ناشيونال جيوجرافيك) في عدد مايو 2006 م لمَن يريد التأكد !!!!!...
حيث أثبت كل هؤلاء وغيرهم الكثير والكثير من الباحثين المنصفين : أن عقيدة (الصلب والفداء) التي يظن عامة النصارى اليوم أنهم : هم وحدهم الذين (تفردوا) بها من دون الناس :
قد أثبتوا أنها ما هي إلا عقيدة : (منقولة بحذافيرها) من (الأمم الوثنية السابقة) !!!!...
وهنا .. كان التوتر والترقب قد وصلا لمنتهاه بداخل هذه القاعة الكبيرة !!!...
بل إن (ماري) نفسها : ما كانت تظن أن الشيخ (عبد الله) سيصل لهذه الدرجة من :
(دحض) الدين الذي طالما دانت به معظم سنوات عمرها من قبل !!!!...
فاشتركت مع الحاضرين في (الحملقة بذهول) في وجه الشيخ : الذي هدم لهم دينهم في دقائق معدودات !!!..
والذي لم يترك لهم أيضا ً: أدنى مجال للشك في كلامه !!!.. حيث لم يترك في كلامه شيئا ً:
إلا وقد قام بتوثيقه .. بل وذكر المراجع الصحيحة الرسمية له !!!!!..
وكل ذلك : عن طريق الاستعانة ببعض (الوريقات الصغير) التي يمسكها بيده في بساطة !!!..
أما رجال الدين في الصف الأول .. بل وبعض رجال الدين المنتشرين في القاعة أيضا ً:
فقد أصابهم الذهول التام من هذه الحقائق التي يسمعها معظمهم بالفعل : لأول مرة في حياتهم !!!..
ولكن الشيخ : لم يهدأ أو يتوقف !!!.. بل واصل في بساطته وهدوءه الشديدين قائلا ً:
وإني لأدعوكم جميعا ً: لقراءة أحد أقوى هذه الكتب في ذلك .. ألا وهو كتاب : (المُخلِصُون الستة عشر للعالم) !!!.. لكاتبه عالم الأديان الأمريكي : (كيرسي جرافس) !!!!..
حيث ذكر فيه : (ستة عشر) عقيدة عالمية : تعتمد جميعها على عقيدة (الصلب والفداء) المعروفة لديكم !!!..
والتي تظنون أنكم وحدكم : المتفردون بها !!.. فهل تصدقون هذا ؟؟.. أو : هل حتى تعلمون مثل هذه الحقائق ؟؟!!!..
وسوف أذكر لكم الآن : (مثالا ًواحدا ً) فقط مما ذكره الكاتب في هذا الكتاب القيم .. ألا وهو صلب :
(كرشنا) : الإله الهندي الوثني قبل (المسيح) عليه السلام بأكثر من ألف عام !!!..
وليس هذا فقط !!!..
بل وهناك : (تطابقا ًكاملا ً) أيضا ًبين تفاصيل حياة كل ٍمن هذا (الإله الوثني) : وبين (المسيح) نفسه عليه السلام : وذلك قبل الميلاد بأكثر من (ألف عام) !!!!.. وإليكم أوجه التشابه :
ولفت نظر الشيخ هذه المرة : إنهماك الكثير ممن في القاعة في (تدوين) كل ما يقول ..
فحمد الله تعالى على أنه يسوق لهم الحق : موثقا ًمن مصادره ..
وها هم الآن : ينظرون إلى شفتيه : لتلقي أوجه الشبه بين هذا الإله الهندي (كرشنا) : وبين (عيسى) الذي كان يظنه أكثر الحاضرين : إلههم طوال عمرهم !!!...
فقال لهم :
1)) التشابه في : (الميلاد المعجز) من (غير أب) عن طريق (عذراء) لكل منهما !!!..
2)) الملائكة والرعاة والحكماء يتغنون لـ (الأم والإبن) في القصتين !!!..
3)) إصدار الحاكم الطاغية : (أمرا ًرسميا ً) لقتل كل مولود يولد في القصتين !!!..
4)) هروب الأم ووليدها في القصتين !!!..
5)) الانعزال المبكر في الصحراء في القصتين !!!..
6)) التعميد المُقدس لـ (كِرشنا) في نهر (جانجز) : كما تم تعميد (المسيح) عليه السلام في نهر (الأردن) !!..
7)) دهان إحدى النساء لـ (كِرشنا) بالزيت : كما تم فعل ذلك مع (المسيح) أيضا ً!!!..
8)) تغيير (كرشنا) لهيئته في (ماديورا) وتأكيده لأصحابه أنه سواء كان حاضرا ًأو غائبا ً: فسوف يكون معهم !!!..
9)) كان لديه حواري مخلص يتبعه اسمه (أرجون) : كما كان للـ (المسيح) عليه السلام حواريون !!!!...
فإذا كان كل ذلك التشابه : مع عقيدة : (واحدة فقط) من بين (الستة عشر) عقيدة التي ذكرها الكاتب !!!..
فماذا تتخيلون إذا ًعن باقي هذه العقائد الفاسدة وتغلغلها في (عقائدكم المُحرفة) ؟؟!!!!...
ثم واصل الشيخ سيل الحقائق المفزع لهم قائلا ً:
بل وحتى الشكل المعروف للـ (صليب الروماني) لديكم : قد أرجعه بعض الباحثين للشكل المعروف لرمز (مفتاح الحياة) عند (الفراعنة القدماء في مصر) !!!.. حيث كان يتخذه النصارى الأولون المضطهدون الهاربون إلى مصر : شعارا ًلهم : لبعث الأمل في نفوسهم !!!.. ثم ما لبث أن تم تأويله وتحريفه إلى شكل (الصليب) المعروف لدى كل النصارى الآن في كل أنحاء العالم !!!!...
وهنا .. لم يستطع الشيخ (عبد الله) أن يمنع ابتسامة خفيفة ارتسمت على شفتيه : وهو يرى (الذهول) الذي ارتسم على ملامح وجوه الحاضرين !!!...
بل ولم يستطع (رجال الدين) في الصف الأول : أن يمنعوا (حمرة الغضب) التي كست وجوههم من كل هذه الحقائق (المفجعة) الساقطة عليهم وعلى الحاضرين كـ (القنابل) !!!!..
فداعب الشيخ الحاضرين قائلا ً:
هل اكتفيتم ؟؟؟.. أم تريدون سماع أدلة أخرى : (رسمية هذه المرة) عن (التحريف) في كتبكم ؟!..
فأشار معظم الحاضرين له أن : أرجوك أكمل .. أكمل !!!...
فتنهد الشيخ والابتسامة لم تزل على شفتيه قائلا ً:
في عام (1546) م .. وفي مجمع (ترانت) : تم فرض العهدين القديم والجديد وملحقاتهم على الأتباع قهرا ًقائلين :
" إن الله : هو المؤلف الوحيد للكتاب المقدس " !!!..
وأرفقوا مع هذا البيان أيضا ًبيانا ًآخرا ًوهو :
" فرض اللعنة على كل من يتجرأ ويسأل عن (مصداقية) أي شيء " !!!!!...
ثم مع تقدم العلوم والدراسات (التاريخية) و (اللغوية) .. والتي بسببها تدخل (النقد العلمي) في نصوص العهدين القديم والجديد وملحقاتهم :
اضطر (الفاتيكان) أن يتراجع عن عبارة : " الله هو المؤلف الوحيد للكتاب المقدس " ..
ليقول فى مجمع (الفاتيكان الأول) عام (1869) م :
" أن الله : قد ألهم الحواريين عن طريق الروح القدس " !!!!!..
ثم أخيرا ً.. وفى مجمع (الفاتيكان الثاني) المنتهى عام (1965) م .. وتحت وطأة (العديد من الحقائق) التي كشفت عنها أيدي (النقد العلمي والدراسات) :
كان الموعد المشهود للاعتراف (رسميا ً) من كنيستكم : بحقيقة ( التحريف) في كتبكم !!!!..
ولكن : تبقت أمامهم مشكلة واحدة كبرى .. ألا وهي :
كيفية إيجاد (الصيغة الأخف وطأة ً) : والتي سيتم بها إعلان ذلك لـ (ملايين) النصارى الذين يتابعون أخبار (المجمع) بشغف !!!..
لذا ..
فقد كتبوا : (خمس صيغ مختلفة) !!!.. ثم (اقترعوا) على الصيغة النهائية من بينها !!!..
والتي حازت على أغلبية : (2344) صوتا ًضد (6) أصوات معارضة !!..
وكانت الصيغة النهائية (الأخف وطأة ً) المُعلنة هي :
" أن هذه الكتب (أي العهدين القديم والجديد وملحقاتهم) : وإن كانت تتضمن (الناقص والباطل) .. فهى مع ذلك : تعد : شهادات لعلم تربية إلهى حقيقى " !!!!..
وأترك لكم التعليق ...!!
بل وأترك لكم أن تتساءلوا :
إذا كان هذا التصريح الذي اختاروه : هو (الأخف وطأة ً) على الأتباع وعلى النصارى : فماذا كانت تتضمن باقي التصريحات الأخرى من (حقائق مفجعة) !!!!..
بل السؤال الحقيقي الذي يجب أن تطرحوه على أنفسكم الآن هو :
ماذا يتبقى لكم بعد ذلك من دينكم : ولم يتم (أخذه) أو (اقتباسه) من الأمم (الوثنية) الماضية ؟!!..
وصدق الله العظيم القائل في كتابه (القرآن الكريم) :
" قل يا أهل الكتاب : لا تغلو في دينكم غير الحق !!!.. ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل !!!.. وأضلوا كثيرا ً!!!.. وضلوا عن سواء السبيل " !!!.. المائدة 77 ..
بل ويكفيكم (التناقضات الكثيرة جدا ً) في هذه الكتب التي بين أيديكم !!!..
والتي من أبرزها وأعجبها (وسوف أكتفي بمثال واحد فقط) هو :
لو أن (المسيح) عليه السلام كان يعرف بالفعل (قداسة مهمته) لتخليص هذا العالم .. بل وأنها بالفعل هي (الهدف الوحيد) الذي جاء من أجله كما تظنون .. فكيف بعد كل هذا : يُصلي ويتضرع ويطلب من الله تعالى أن :
(يُبعد عنه هذه الكأس) !!!..
بل ويخاف منها : وهو يعلم أن (اليهود) يريدون تسليمه للحاكم لـ (الصلب) !!!..
وذلك كما جاء في إنجيل متى 26- 39 :
" يا أبتاه : إن أمكن : فلتعبر عني هذه الكأس " !!!..
ثم إن كانت مهمة (تخليص العالم) هي مهمة (مقدسة وسامية) : وقد قام بها (المسيح) عليه السلام على أكمل وجه كما تظنون .. فلماذا إذا ًصرخ مناديا ًالله تعالى وهو على (الصليب) صارخا ً ومُعاتبا ً:
" إيلي إيلي : لما شبقتني " !!!!.. أي : " إلهي إلهي : لم تركتني " !!!!..
كما في إنجيل متى 27- 46 ...
(تناقضٌ في تناقض) !!!!..
هذا هو دينكم !!!!..
لأن هذا (التناقض) : هو النتاج الطبيعي دوما ًلـ : (التحريف) و(الكذب) !!!!..
(تناقض) في ذكر (نسب عيسى) عليه السلام في الأناجيل !!!.. و(تناقض) في ذكر الأحداث والتوقيتات التي صاحبت (الصلب) وما بعده !!!!...
ولعلي أ ُفصل جانبا ًمن كل ذلك فيما بعد ...
فصدق الله العظيم الذي قال لنا في (قرآنه الكريم) :
" أفلا يتدبرون القرآن ؟؟.. ولو كان من عند غير الله : لوجدوا فيه اختلافا ًكثيرا ً" !!..
النساء - 82 ..
فكيف بعد كل هذا تتوقعين آنسة (ماري) أن ينصلح حال (أخيك) كلما قرأ في دينكم ؟؟!!!..
بل وما الذي سيدفعه حقا ًلـ (التوبة) و(الهداية) الحقيقية من الإنحراف :
إذا كان (المسيح) عليه السلام : قد كفر عنه جميع خطاياه (مُقدما ً) كما تزعمون ؟؟!!!..
فهل هكذا تتوقعون أن ينصلح حال الناس ؟؟!!!..
أن نقول لهم : افعلوا ما شئتم من : قتل .. وزنا .. وسرقة .. وغش .. وخيانة .. وسُكر .. وإدمان :
لأن (المسيح) عليه السلام : قد كفر عنكم سيئاتكم (مُقدما ً) : قبل حتى أن تعملوها ؟؟؟!!!!..
هل عرفتي السبب الآن آنسة (ماري) في فشل دينكم عن (إصلاح) الناس برغم أن مصدره كان الله أيضا ًمثلنا ؟؟..
وهل علمتي الآن : الفرق بين ديننا ودينكم (المُحرف) !!!!..
وهنا ضجت القاعة بالعديد من الأصوات .. والتي لم يفهم الشيخ معناها أو المغزى منها بالضبط !!!..
فرأى أن ينتقل من هذه النقطة لنقطة أخيرة سريعة : يُنهي بها هذا السؤال الحرج فقال :
وأما عن (اليهودية) ....
فلن أطيل في الحديث عنها كما فعلت في الحديث عن (النصرانية) ....
وإنما أدعوكم فقط لقراءة ما جاء عنهم في سفر (إشعياء) من العهد القديم الذي تحملونه معكم !!!!..
والذي يبدأ بالكلام الآتي :
" اسمعي أيتها السماوات .. واصغي أيتها الأرض : لأن الرب يتكلم :
ربّيت بنين ونشأتهم .. أما هم : فعصوا عليّ !!!..
الثور يعرف : قانيه .. والحمار : مَعلف صاحبه .. أما إسرائيل : فلا يعرف !!..
شعبي : لا يفهم !!!..
ويل للأمة الخاطئة : الشعب الثقيل الإثم !!!.. نسل فاعلي الشر : أولاد مفسدين !!!..
تركوا الرب !!!.. استهانوا بقدوس إسرائيل !!!.. ارتدوا إلى الوراء !!!..
على م تضربون بعد ؟؟.. تزدادون زيغانا ً!!!..
كل الرأس مريض !!.. وكل القلب سقيم !!!..
من أسفل القدم إلى الرأس : ليس فيه صحة !!!.." ...
وأنا أقول لكم :
إذا كان هذا هو : (كلام الرب) عز وجل عنهم !!!!.. فماذا تتوقعون أن يكونوا !!!!..
ماذا تتوقعون من قوم ٍ: أهدروا كرامة الوحي !!!.. وحرفوا كلام ربهم !!!.. وأرهقوا أنبياءهم !!!..
بل : قد قتلوا كثيرا ًمنهم بالفعل أيضا ً!!!.. ثم مازالوا يعتقدون بعد كل هذا أنهم :
(ويا للعجب) : شعب الله المختار !!!!..
لقد أخبرنا الله تعالى عنهم في قرآننا بأنهم : (يعلمون الحق) : ولا يتبعونه !!!..
وأنهم يتجرأون على : (تحريف) كلام الله تعالى و(تزييفه) و(إخفائه) !!!..
ولذلك .. فهو يقول لنا في كتابه (القرآن الكريم) :
" أتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم : يسمعون كلام الله :
ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه : وهم يعلمون " ؟!!.. البقرة - 75 ..
فهل مع مثل هؤلاء القوم (العصاة) و(المتكبرين على الحق) : هل تتوقعون أن يأتي معهم (صلاح) أو (خير) ؟!!!..
لا أعتقد إلا مَن رحم ربي : وهم أقل القليل فيهم ....
وهكذا ..
أكون قد أجبت على أسئلتك واستفساراتك الخطيرة آنسة (ماري) ..
بل وأكون : قد توسعت في الإجابة أيضا ًلأعرض لكم : (رأي الإسلام الصريح) في (دينكم) و(دين اليهود) !!!..
بل وأعطيتكم من الحقائق : ما أتمنى أن تتابعوه أنتم فيما بعد : بـ (البحث) و(التمحيص) و(التأكد) : طلبا ًللحق ..
والحق وحده !!!!..
ولنأخذ سؤالا ًآخرا ًمن الحاضرين ....