حمار القاضي .. وخلط الأوراق !
خدعة خلط العلوم الغيبية والتجريبية ..
بقلم أبو حب الله ..
بسم الله الرحمن الرحيم ...
الأخوة الكرام ..
إن الإنسان المُطلع بإنصاف على تاريخ النهضة الحديثة في أوروبا خصوصا ًوالغرب وبقية العالم عموما ً:
لا يمكن أن يُخطيء الوقوف على دور الحضارة الإسلامية في إشعال تلك الشرارة وتزكيتها :
في وقت ٍكان العالم فيه (وأوروبا خصيصا ً) يغرق في بحار الجهل المتلاطمة : تغمره حينا ً:
وحينا ًتظهر رأسه من تحتها لاستنشاق بعض الهواء !!
وبالرغم من الزيف الأوروبي المفضوح في نسبة بعض المخترعات الإسلامية البحتة إلى نفسه :
والذي تبعها بنسبة أهم المناهج العلمية الحديثة إليه أيضا ًبغير استحياء :
إلا وأنه وكما قلت : لن يُخطيء الإنسان المُطلع بإخلاص على نسبة الإنجاز إلى أهله :
وكما اعترف الكثير من منصفي الغرب نفسه ..!
ولن أخوض في ذلك الآن ....
فليس هذا أصل موضوعي هنا وإنما :
أريد بموضوعي هذا الإعلان عن خطأ ٍ: قد بدأ يستشري بين الشباب المسلم السطحي التعليم اليوم :
حيث ألبسهم فيه أعدائهم قميص المجانين : باسم العلم !!!!..
وكل ذلك في مجهوداتهم الحثيثة إعلاميا وتعليميا ًلسحب الغافلين والسذج إلى مستنقع الإلحاد الآسن ..
فقاموا بخلط أوراق طرق المناهج البحثية العلمية والفكرية والدينية والغيبية : فضلوا وأضلوا !!!..
فطلع علينا مَن يريد الاستدلال على وجود الله مثلا ً: برؤية الله !!!.. ولن يقبل عنها بديلا ً!!!!..
فهذا مسكين آخر قد أوهموه بتفرد المنهج التجريبي فقط في اكتساب المعرفة البشرية !!..
وكذبوا ...
فإلى مثل هؤلاء :
أهدي هذا الموضوع .. والله الهادي !
------
بين أرسطو .. وحمار قاضي المسلمين !!!..
يسمونه ( أبو العلم ) !!!!.. فهل تعلمونه ؟؟..
هو من أكثر الذين ضروا وخرّفوا في كل علم ٍتعرضوا له أو كتبوا فيه وبحثوا !!!!!!..
أي والله ...!
وفي الوقت الذي نهضت فيه وقامت الحضارة الأوروبية على أكتاف المناهج البحثية الإسلامية :
قاموا بلفظ هذا الفيلسوف الختال المحتال أرسطو من تاريخهم العلمي :
لتتلقفه أذنابهم في بلادنا تلميعا ًوتعظيما ًونفخا ًمدحا ً: ليصيروه لأبنائنا قدوة التفكير والبحث !!!..
فصار يدرسه أبناؤنا في الكليات النظرية في هالةٍ أشبه إلى التقديس :
هو وكل مَن تبعه في تخريفاته ومدرسته بكل عجرها وبجرها !!!..
من فلسفة المشائين النصارى أو المسلمين .. أو فلسفة الرشديين (أتباع ابن رشد الحفيد) أو الأرسطيين المُحدثين !
وهؤلاء هم مَن يُحيي ذكرهم وتعظيمهم وإلى اليوم : الإعلام والتعليم المُسيس في بلادنا !!..
حيث أخفوا أو غضوا الطرف بعمد - وبكل خبث ودهاء - عن ذكر معايبه وضلالاته وخرافاته !!!..
فهذا الـ ( أرسطو ) :
وإذا أردت أن أذكر لكم (منهجه) البحثي في مثال واحد :
فقد كان يقول أن قلب الحصان والبقر : لا بد وفيه عظم !!!.. وأن الدماغ : لا دم فيه !!!..
وأن عدد أسنان الرجل : أكثر من عدد أسنان المرأة !!!..
وهذا هو فخر الفلسفة (اليونانية) الأوروبية القديمة !!!!..
فالرجل يفترض افتراضات بظنه وتصوره الخاص (أصاب أم أخطأ) :
ثم هو لا يُكلف نفسه حتى التأكد منها بالتجربة أو الفحص - رغم سهولتها ووقوعها تحت يده - !
وإلا : فهل عجز يوما ًأن يعد أسنان زوجته أو أية امرأة قابلها في حياته حرة كانت أو أمة ؟!!!!..
وبمثل هذا التخلف في المنهج البحثي للخروج بنتائجه المغلوطة :
تناول أيضا ًفرضياته الخرافية عن الله عز وجل : فجنح إلى العقائد الدهرية الوثنية والشركية الصابئية العابثة !!..
وتناول فرضياته عن أن الرق ضرورة بشرية ! وأن اليونان أفضل أجناس البشر إلى آخر تراهاته الاجتماعية !
والآن ....
ماذا قدم المسلمون لانتشال العالم من هذا البحر المظلم الذي عم أوروبا والغرب قرونا ًطويلة ؟!!..
----------
في كل مرة يذهب القاضي إلى الوالي راكبا ًحماره : فإنه يربط حماره بالخارج : ويتركه ويدخل ..
وصار هذا شيء مألوف معروف ... حيث ترتبط مقدمته بنتيجته أينما رآه الناس !!!..
فما يرون حمار القاضي مربوطا ًخارج بيت الوالي : إلا واستنتجوا واستنبطوا واستقرأوا أن القاضي بالداخل !
وخصوصا ًلو صاحب ذلك شواهد أخرى كلما تضافرت وكثرت : صار الأمر أًقرب لليقين !!!..
مثل عدم وجود القاضي في محل القضاء .. ولا في بيته .. ولا في السوق : وحماره خارج بيت الوالي !
وهذا هو مثال : حمار القاضي !!!!..
< المنهج الاستدلالي : هو الذي نسير فيه بالعقل والمنطق والحساب من مبدأ كلي محدد : إلى تقرير حقائق
تفصيلية تنتج عنه بالضرورة : ودون اللجوء إلى تجربة .. وهو منهج العلوم الرياضية خصوصا ً..
وأما المنهج الاستقرائي : فمثله ولكن في الطريق المعاكس : حيث السير فيه من الجزئيات إلى تقرير مبدأ كلي >
وقد أزاح الإسلام في إشراقته على الأرض سواد الجهالات والخرافات : وأبدلها بالتجربة والاستدلال العقلي !
ولقد جاء القرآن الكريم : نورا ًللإنسان يهديه في ظلمات الحياة : وينتشله من خاطيء الأفكار وباطلها !!!..
وكثيرا ًما نرى مخاطبة الله تعالى للإنسان : كإنسان !!!.. أي :
يخاطبه بلغة ( العقل ) الذي ميزه وكرمه به على سائر الحيوانات وغيرها .. يقول تعالى :
" ولقد كرمنا بني آدم : وحملناهم في البر والبحر : ورزقناهم من الطيبات : وفضلناهم على كثير ممَن خلقنا تفضيلا ً"
ولذلك :
فنراه يخاطب عقولهم الإنسانية مثلا ًفي الكثير من آياته بقوله :
" أفلا يعقلون " ؟؟.. " أفلا يتدبرون " ؟؟.. " أفلا تتفكرون " ؟؟..
ونراه أيضا ًوقد امتلأ القرآن الكريم بالعديد من الأمثلة والمرويات والتجارب التي تحث العقل الإنساني على :
القياس والاستدلال والاستنباط والاستقراء : بعيدا ًعن المادية البغيضة التي يضعها الكافرون في غير محلها !
وذلك لأن المادية - العلم التجريبي أعني - :
لها مجالها المعروف القائم على مباديء معروفة .. وهذه هي العلوم التي يصلح فيها العلوم التجريبية البحتة ..
ولكن إن تغير مجال البحث :
فوجب تغيير منهج البحث أيضا ً!!!!..
>>>
فالبحث في الطبيعة واكتشاف السنن والقوانين الإلهية في الظواهر الطبيعية : يلائمه المنهج التجريبي كما قلنا ..
والذي لا يمكن له القيام إلا بعد عملية افتراضات أولية واستدلالات واستقراءات تتبعها الترجيحات ...
>>>
والبحث في استنباط الأحكام وتقعيد الضوابط الشرعية كمثال من الدين : يلائمه المنهج الاستدلالي ..
>>>
والبحث في إثبات الأخبار والمرويات : يلائمه المنهج التاريخي والذي من ثمرته علم الحديث والإسناد إلخ ...
وهكذا تمضي باقي المعارف والعلوم على نفس الوتيرة ...
------
وأما عدم مراعاة التناسب بين المنهج المستخدم : وبين موضوع البحث الذي سيبحث فيه :
فهو يؤدي حتما ًإلى فساد كبير في مختلف العلوم والمعارف البشرية : وهذا من تخليط الشيطان !!!..
وهذا ما قد وقع فيه الفكر المادي (أو الإلحادي) الغربي الحديث !!!..
حيث ما إن خرج من بوتقة سذاجة فكر أرسطو السطحي التصوري الأعرج على أيدي المسلمين :
إلا وأوقع نفسه في حبائل الشيطان عن طريق لعبة (خلط الأوراق) بين المناهج ومجالات البحث التي لا تناسبها !..
ولعمرو الله - وكما قلت - : هي من أشد ألاعييب الشيطان خبثا ًعلى العقول الخاملة الغافلة !!!..
>>>
فقد استخدم الماديون والملاحدة والدهريون المنهج التجريبي المادي - الذي مجاله علوم الطبيعة والمحسوسات - :
استخدموه في قضايا ما وراء المادة والغيبيات المستدل عليها ! فما رأيناهم إلا وقد أنكروا الغيبيات وحصروا العلم فقط :
فيما يخضع للحس والتجربة !.. وأما ما لا يخضع للتجربة عندهم : فهو ليس بعلم أصلا ً!.. وليس بحقيقة بل هو عبث !
>>>
وكذلك استخدم الماركسيون العامل الاقتصادي كمنهج : لتفسير حركة التاريخ الإنساني !!!.. فضلوا وأضلوا !!..
حيث أرجعوا مسيرة الجنس البشري وتطوراته وسلوكياته (كلها) فقط : إلى التغيرات الاقتصادية دون غيرها !!..
>>>
وذلك مثلما استخدم الفرويديون أيضا ًالعامل الجنسي كمنهج : لتفسير العلاقات الإنسانية و(كل) سلوكياتها !
فجعلوا العلاقة بين البشر (بزعمهم) : لا تقوم إلا على الرباط الجنسي دون غيره : وعلى ذلك أصدروا خرافاتهم !
>>>
بل وحتى الإسلام نفسه الذي جاء بضبط ميزان مناهج البحث في حياة البشر : ومنهجيتها ووسائلها :
فلو اختل ذلك الميزان فيه : لضل أصحابه مثل غيرهم تماما ًبتمام !!!.. ولفسدت عقيدتهم أيما فساد !!..
فها هم الإشراقيين وقد استخدموا منهجهم الروحي : في عالم المادة !!.. فأنتج ذلك شططاً عن الإسلام !!..
وظهرت خرافات مذاهب الحلول والاتحاد !!.. ووحدة الوجود !!.. والفيض الإلهي !!..
وغير ذلك من مذاهب عدد من الفلاسفة والمتصوفين وإلى اليوم !!!..
>>>
ومن أمثلة ذلك أيضا ًاستخدام المتكلمين المتأخرين لمنطق قياس الشمول الأرسطي : في علم الألوهية !!..
فأدى على الفور إلى انحرافهم في العقيدة !!!.. وذلك لأن الله تعالى ليس جزءاً حتى يندرج تحت كل !!!..
بل هو : " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " !!!..
>>>
وهكذا يمكننا ملاحظة ولمس هذا الأثر الكبير في خطأ الكثير من المذاهب الفكرية والفلسفية بل والدينية :
فقط : نتيجة خلط الأوراق بين المنهج المستخدم : ومجال استخدامه ...!
وحتى الفرق بين أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية بإذن الله : وبين المعتزلة مثلا ً:
فهو في المنهج الذي اعتمدته كلتا الفرقتين لتقريرات الدين لدى كل منهما !!!..
فرغم اتفاق الاثنين واعترافهما بمرجعية : النقل : والعقل ...
إلا أن أهل السنة يقدمون النقل الصحيح الخالي من العلل على العقل عند التعارض :
في حين يقدم المعتزلة العقل على ما سواه حتى ولو كان نقلا ًصحيحا ًلم تدرك حكمته عقولهم !
وبالغوا في ذلك للأسف : فضلوا وأضلوا في العقيدة والمعاملات والعبادات إلخ !!!..
---------
وأختم هنا بثلاث نقاط أخيرة للتفكر والتدبر لمَن كان الحق بغيته ...
1...
يتمثل كمال الهدي الرباني الإسلامي في وضع العقل البشري في مكانته : بغير زيادة : ولا نقصان !!!..
فلا هو يرضى للعقل الإنساني أن يتدنى ليصير عبدا ًللمادة والمحسوس في معارفه فقط :
ولا يستخدم ما خلقه الله تعالى فيه من إمكانات وقدرات !!..
ولا هو يرضى له بأن يتعدى حدوده التي يعلم مسبقا ًأنه لن يجني من ورائها إلا :
الخيالات والخرافات والافتراضات والتي لن يحدها حد من منطق ولا علم !!!..
فيحي ويموت ولن يدرك فيها يقينا ًيريح باله : فيخسر نفسه دنيا وآخرة للأسف !!!..
ومن أشهر الأدلة على ذلك : النهي عن البحث في (ذات) الله عز وجل : فلا جدوى من ورائه لاستحالته !
ولكن : الحث على التفكر والبحث في دلائل وجوده ورحمته وعدله وحكمته إلخ ..
أيضا ًمن أشهر الأمثلة على ذلك هو قول الله عز وجل مقررا ًهذا القصور المعرفي البشري في العلم :
" ويسألونك عن الروح قل : الروح من أمر ربي .. وما أوتيتم من العلم : إلا قليلا ً" ..
وعلى هذا :
فلكل متخطٍ بعقله حدوده : فنقول لعقله هذا اخسأ : فلن تعدو قدرك يوما ًالذي قدره الله تعالى لك ..!
فاشغل نفسك بالبديهيات والمنطقيات مثلك مثل كل وباقي البشر العاديين الفطريين وإلا :
فأنت لعبة في يد الشيطان يلعب بك ويوجهك في خيالك المريض كيف يشاء : كالشارب للماء المالح :
فلن يعرف للظمأ أبدا ًيوما ًسبيلا ً...!
2...
هناك صيغ تعريفات للمنهج الاستدلالي : تتراوح بين الطول والقصر والاختصار والشرح ..
وأحب هنا أن أذكر لكم هذا التعريف عن الاستدلال : بطريقة فصل وعباراته وجمله لتيسير الفهم حيث يقول :
الاستدلال :
هو البرهان الذي : يبدأ من قضايا مسلم بها : ويسير إلى قضايا أخرى ينتج عنها بالضرورة : دون اللجوء للتجربة !
أو هو :
ذلك التسلسل المنطقي في الأفكار : والذي ينتقل من مبادئ وقضايا أولية : إلى قضايا أخرى نستخلصها منها بالضرورة :
دون استعمال التجربة !
وبصورة عامة فإن الاستدلال :
هو عملية منطقية يتم فيها الانتقال من قضايا منظور إليها في ذاتها : إلى قضايا أخرى ناتجة عنها بالضرورة :
ووفقا لقواعد منطقية ..!
وعلى هذا يكون تعريف المنهج الاستدلالي بأنه :
هو عملية عقلية منطقية بحتة : وهو سلوك منهجي منظم : وهو المنهج التحليلي الذي :
يهدف إلى إثبات صحة الفرضيات : عن طريق الاستدلال المنطقي : والذي ينطلق من معطيات أولية وبديهيات :
إلى نتائج يستخلصها عن طريق المصادرة والتركيب : وبدون اللجوء إلى التجربة ..!
وأما أشهر المباديء والأدوات التي يعتمد عليها المنهج الاستدلالي : فأكتفي بواحد من كل ٍمنهما كمثال :
فأما من المباديء : مبدأ البديهيات :
وهي القضايا المبنية بنفسها ولا تحتاج إلى برهان .. وهي قضايا أولية منطقية أي غير مستخرجة من قضايا أخرى ..
وتكون البديهيات : قواعد صورية عامة : يُسلم بها كل عقول البشر الأسوياء ..
وأما من الأدوات : أداة القياس :
وهي عملية منطقية : تنطلق من مقدمات مـُسلم بها : يتم فيها التقييم والموازنة بين شيئين أو أشياء :
حيث نقيس فيها الشيء بمثيله : أو الصفات بما يماثلها طردا ً... ويُستخدم فيه الاستدلال أيضا ً..
فكما نقيس أن كل شيء معقد ومركب ودقيق وله وظيفة وغاية : لا بد له من صانع حكيم خبير عليم قدير :
فيكون خلق الحيوانات والإنسان إلخ بكل ما فيهم من كمال : لا بد له من خالق حكيم خبير عليم قدير !
3...
من كل ما سبق ...
وبمناسبة أن الكثير من الكفرة يستكثرون العذاب الأبدي على ذنب الكفر (الصغير في عينهم) :
أقول - ورغم أن الأمر لله ولكن نتحدث عن بعض حكمه - :
الإنسان الذي لا يستخدم عقله كما خلقه له ربه عز وجل : ولا تراه إلا وقد استبدل الإيمان بالكفر :
ولا تراه إلا وقد تمسك بالمادية البغيضة : فيكفر بعد وصول رسالات الله إليه :
فمثل هذا لا يلومَن إلا نفسه إذا امتهنت كرامته الإنسانية بألوان العذاب ٍالموافقة له أبدا ًفي جهنم :
جزاءً عادلا ًلما اختاره لنفسه من دركات الكفر المادية !!!..
حيث لما كانت الحيوانات فيها من طرق الاستدلال العقلي المحدود : فقد صارت إلى التراب ..
وأما الكافر الذي تنكر أصلا ًبالكلية لطرق الاستدلال العقلي - حتى المحدود كالحيوانات - :
فقد صار في دركة أقل من الحيوانات وأضل منها كما أخبر عز وجل في قرآنه !!..
حيث عطل ملكات العقل الإنساني بداخله تماما ً: وفي أهم قضية له في الوجود :
" أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون ؟.. إن هم إلا كالأنعام : بل هم أضل سبيلا " !!..
ففي الوقت الذي كانت فيه الحيوانات محدودة ٌعقلا ً: وبما خلقها الله عليه :
فقد رفض هو - وبنفسه واختيارا ً- عطية ربه له ولتمييزه ورفعته بها ...!
فهذا له العذاب الوفاقا : حيث يتمنى يوم اللا رجعة أن يكون ترابا ً: فلا يجد إلا مصير ما قدم الآن :
" ذلك اليوم الحق .. فمَن شاء : اتخذ إلى ربه مآبا ً!!!..
إنا أنذرناكم عذابا ًقريبا ً: يوم ينظر المرء ما قدمت يداه : ويقول الكافر : يا ليتني كنت ترابا ً" ..
صدق الله العظيم ....
-----------------
لمزيد من المعلومات عن نقاط وردت في الموضوع :
1- جنايات أرسطو في حق العقل والعلم - الدكتور خالد كبير علال ..
2- مناهج البحث التربوي في مصادر التشريع - عبد الرحمن بن عبد الله الفاضل ..
خدعة خلط العلوم الغيبية والتجريبية ..
بقلم أبو حب الله ..
بسم الله الرحمن الرحيم ...
الأخوة الكرام ..
إن الإنسان المُطلع بإنصاف على تاريخ النهضة الحديثة في أوروبا خصوصا ًوالغرب وبقية العالم عموما ً:
لا يمكن أن يُخطيء الوقوف على دور الحضارة الإسلامية في إشعال تلك الشرارة وتزكيتها :
في وقت ٍكان العالم فيه (وأوروبا خصيصا ً) يغرق في بحار الجهل المتلاطمة : تغمره حينا ً:
وحينا ًتظهر رأسه من تحتها لاستنشاق بعض الهواء !!
وبالرغم من الزيف الأوروبي المفضوح في نسبة بعض المخترعات الإسلامية البحتة إلى نفسه :
والذي تبعها بنسبة أهم المناهج العلمية الحديثة إليه أيضا ًبغير استحياء :
إلا وأنه وكما قلت : لن يُخطيء الإنسان المُطلع بإخلاص على نسبة الإنجاز إلى أهله :
وكما اعترف الكثير من منصفي الغرب نفسه ..!
ولن أخوض في ذلك الآن ....
فليس هذا أصل موضوعي هنا وإنما :
أريد بموضوعي هذا الإعلان عن خطأ ٍ: قد بدأ يستشري بين الشباب المسلم السطحي التعليم اليوم :
حيث ألبسهم فيه أعدائهم قميص المجانين : باسم العلم !!!!..
وكل ذلك في مجهوداتهم الحثيثة إعلاميا وتعليميا ًلسحب الغافلين والسذج إلى مستنقع الإلحاد الآسن ..
فقاموا بخلط أوراق طرق المناهج البحثية العلمية والفكرية والدينية والغيبية : فضلوا وأضلوا !!!..
فطلع علينا مَن يريد الاستدلال على وجود الله مثلا ً: برؤية الله !!!.. ولن يقبل عنها بديلا ً!!!!..
فهذا مسكين آخر قد أوهموه بتفرد المنهج التجريبي فقط في اكتساب المعرفة البشرية !!..
وكذبوا ...
فإلى مثل هؤلاء :
أهدي هذا الموضوع .. والله الهادي !
------
بين أرسطو .. وحمار قاضي المسلمين !!!..
يسمونه ( أبو العلم ) !!!!.. فهل تعلمونه ؟؟..
هو من أكثر الذين ضروا وخرّفوا في كل علم ٍتعرضوا له أو كتبوا فيه وبحثوا !!!!!!..
أي والله ...!
وفي الوقت الذي نهضت فيه وقامت الحضارة الأوروبية على أكتاف المناهج البحثية الإسلامية :
قاموا بلفظ هذا الفيلسوف الختال المحتال أرسطو من تاريخهم العلمي :
لتتلقفه أذنابهم في بلادنا تلميعا ًوتعظيما ًونفخا ًمدحا ً: ليصيروه لأبنائنا قدوة التفكير والبحث !!!..
فصار يدرسه أبناؤنا في الكليات النظرية في هالةٍ أشبه إلى التقديس :
هو وكل مَن تبعه في تخريفاته ومدرسته بكل عجرها وبجرها !!!..
من فلسفة المشائين النصارى أو المسلمين .. أو فلسفة الرشديين (أتباع ابن رشد الحفيد) أو الأرسطيين المُحدثين !
وهؤلاء هم مَن يُحيي ذكرهم وتعظيمهم وإلى اليوم : الإعلام والتعليم المُسيس في بلادنا !!..
حيث أخفوا أو غضوا الطرف بعمد - وبكل خبث ودهاء - عن ذكر معايبه وضلالاته وخرافاته !!!..
فهذا الـ ( أرسطو ) :
وإذا أردت أن أذكر لكم (منهجه) البحثي في مثال واحد :
فقد كان يقول أن قلب الحصان والبقر : لا بد وفيه عظم !!!.. وأن الدماغ : لا دم فيه !!!..
وأن عدد أسنان الرجل : أكثر من عدد أسنان المرأة !!!..
وهذا هو فخر الفلسفة (اليونانية) الأوروبية القديمة !!!!..
فالرجل يفترض افتراضات بظنه وتصوره الخاص (أصاب أم أخطأ) :
ثم هو لا يُكلف نفسه حتى التأكد منها بالتجربة أو الفحص - رغم سهولتها ووقوعها تحت يده - !
وإلا : فهل عجز يوما ًأن يعد أسنان زوجته أو أية امرأة قابلها في حياته حرة كانت أو أمة ؟!!!!..
وبمثل هذا التخلف في المنهج البحثي للخروج بنتائجه المغلوطة :
تناول أيضا ًفرضياته الخرافية عن الله عز وجل : فجنح إلى العقائد الدهرية الوثنية والشركية الصابئية العابثة !!..
وتناول فرضياته عن أن الرق ضرورة بشرية ! وأن اليونان أفضل أجناس البشر إلى آخر تراهاته الاجتماعية !
والآن ....
ماذا قدم المسلمون لانتشال العالم من هذا البحر المظلم الذي عم أوروبا والغرب قرونا ًطويلة ؟!!..
----------
في كل مرة يذهب القاضي إلى الوالي راكبا ًحماره : فإنه يربط حماره بالخارج : ويتركه ويدخل ..
وصار هذا شيء مألوف معروف ... حيث ترتبط مقدمته بنتيجته أينما رآه الناس !!!..
فما يرون حمار القاضي مربوطا ًخارج بيت الوالي : إلا واستنتجوا واستنبطوا واستقرأوا أن القاضي بالداخل !
وخصوصا ًلو صاحب ذلك شواهد أخرى كلما تضافرت وكثرت : صار الأمر أًقرب لليقين !!!..
مثل عدم وجود القاضي في محل القضاء .. ولا في بيته .. ولا في السوق : وحماره خارج بيت الوالي !
وهذا هو مثال : حمار القاضي !!!!..
< المنهج الاستدلالي : هو الذي نسير فيه بالعقل والمنطق والحساب من مبدأ كلي محدد : إلى تقرير حقائق
تفصيلية تنتج عنه بالضرورة : ودون اللجوء إلى تجربة .. وهو منهج العلوم الرياضية خصوصا ً..
وأما المنهج الاستقرائي : فمثله ولكن في الطريق المعاكس : حيث السير فيه من الجزئيات إلى تقرير مبدأ كلي >
وقد أزاح الإسلام في إشراقته على الأرض سواد الجهالات والخرافات : وأبدلها بالتجربة والاستدلال العقلي !
ولقد جاء القرآن الكريم : نورا ًللإنسان يهديه في ظلمات الحياة : وينتشله من خاطيء الأفكار وباطلها !!!..
وكثيرا ًما نرى مخاطبة الله تعالى للإنسان : كإنسان !!!.. أي :
يخاطبه بلغة ( العقل ) الذي ميزه وكرمه به على سائر الحيوانات وغيرها .. يقول تعالى :
" ولقد كرمنا بني آدم : وحملناهم في البر والبحر : ورزقناهم من الطيبات : وفضلناهم على كثير ممَن خلقنا تفضيلا ً"
ولذلك :
فنراه يخاطب عقولهم الإنسانية مثلا ًفي الكثير من آياته بقوله :
" أفلا يعقلون " ؟؟.. " أفلا يتدبرون " ؟؟.. " أفلا تتفكرون " ؟؟..
ونراه أيضا ًوقد امتلأ القرآن الكريم بالعديد من الأمثلة والمرويات والتجارب التي تحث العقل الإنساني على :
القياس والاستدلال والاستنباط والاستقراء : بعيدا ًعن المادية البغيضة التي يضعها الكافرون في غير محلها !
وذلك لأن المادية - العلم التجريبي أعني - :
لها مجالها المعروف القائم على مباديء معروفة .. وهذه هي العلوم التي يصلح فيها العلوم التجريبية البحتة ..
ولكن إن تغير مجال البحث :
فوجب تغيير منهج البحث أيضا ً!!!!..
>>>
فالبحث في الطبيعة واكتشاف السنن والقوانين الإلهية في الظواهر الطبيعية : يلائمه المنهج التجريبي كما قلنا ..
والذي لا يمكن له القيام إلا بعد عملية افتراضات أولية واستدلالات واستقراءات تتبعها الترجيحات ...
>>>
والبحث في استنباط الأحكام وتقعيد الضوابط الشرعية كمثال من الدين : يلائمه المنهج الاستدلالي ..
>>>
والبحث في إثبات الأخبار والمرويات : يلائمه المنهج التاريخي والذي من ثمرته علم الحديث والإسناد إلخ ...
وهكذا تمضي باقي المعارف والعلوم على نفس الوتيرة ...
------
وأما عدم مراعاة التناسب بين المنهج المستخدم : وبين موضوع البحث الذي سيبحث فيه :
فهو يؤدي حتما ًإلى فساد كبير في مختلف العلوم والمعارف البشرية : وهذا من تخليط الشيطان !!!..
وهذا ما قد وقع فيه الفكر المادي (أو الإلحادي) الغربي الحديث !!!..
حيث ما إن خرج من بوتقة سذاجة فكر أرسطو السطحي التصوري الأعرج على أيدي المسلمين :
إلا وأوقع نفسه في حبائل الشيطان عن طريق لعبة (خلط الأوراق) بين المناهج ومجالات البحث التي لا تناسبها !..
ولعمرو الله - وكما قلت - : هي من أشد ألاعييب الشيطان خبثا ًعلى العقول الخاملة الغافلة !!!..
>>>
فقد استخدم الماديون والملاحدة والدهريون المنهج التجريبي المادي - الذي مجاله علوم الطبيعة والمحسوسات - :
استخدموه في قضايا ما وراء المادة والغيبيات المستدل عليها ! فما رأيناهم إلا وقد أنكروا الغيبيات وحصروا العلم فقط :
فيما يخضع للحس والتجربة !.. وأما ما لا يخضع للتجربة عندهم : فهو ليس بعلم أصلا ً!.. وليس بحقيقة بل هو عبث !
>>>
وكذلك استخدم الماركسيون العامل الاقتصادي كمنهج : لتفسير حركة التاريخ الإنساني !!!.. فضلوا وأضلوا !!..
حيث أرجعوا مسيرة الجنس البشري وتطوراته وسلوكياته (كلها) فقط : إلى التغيرات الاقتصادية دون غيرها !!..
>>>
وذلك مثلما استخدم الفرويديون أيضا ًالعامل الجنسي كمنهج : لتفسير العلاقات الإنسانية و(كل) سلوكياتها !
فجعلوا العلاقة بين البشر (بزعمهم) : لا تقوم إلا على الرباط الجنسي دون غيره : وعلى ذلك أصدروا خرافاتهم !
>>>
بل وحتى الإسلام نفسه الذي جاء بضبط ميزان مناهج البحث في حياة البشر : ومنهجيتها ووسائلها :
فلو اختل ذلك الميزان فيه : لضل أصحابه مثل غيرهم تماما ًبتمام !!!.. ولفسدت عقيدتهم أيما فساد !!..
فها هم الإشراقيين وقد استخدموا منهجهم الروحي : في عالم المادة !!.. فأنتج ذلك شططاً عن الإسلام !!..
وظهرت خرافات مذاهب الحلول والاتحاد !!.. ووحدة الوجود !!.. والفيض الإلهي !!..
وغير ذلك من مذاهب عدد من الفلاسفة والمتصوفين وإلى اليوم !!!..
>>>
ومن أمثلة ذلك أيضا ًاستخدام المتكلمين المتأخرين لمنطق قياس الشمول الأرسطي : في علم الألوهية !!..
فأدى على الفور إلى انحرافهم في العقيدة !!!.. وذلك لأن الله تعالى ليس جزءاً حتى يندرج تحت كل !!!..
بل هو : " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " !!!..
>>>
وهكذا يمكننا ملاحظة ولمس هذا الأثر الكبير في خطأ الكثير من المذاهب الفكرية والفلسفية بل والدينية :
فقط : نتيجة خلط الأوراق بين المنهج المستخدم : ومجال استخدامه ...!
وحتى الفرق بين أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية بإذن الله : وبين المعتزلة مثلا ً:
فهو في المنهج الذي اعتمدته كلتا الفرقتين لتقريرات الدين لدى كل منهما !!!..
فرغم اتفاق الاثنين واعترافهما بمرجعية : النقل : والعقل ...
إلا أن أهل السنة يقدمون النقل الصحيح الخالي من العلل على العقل عند التعارض :
في حين يقدم المعتزلة العقل على ما سواه حتى ولو كان نقلا ًصحيحا ًلم تدرك حكمته عقولهم !
وبالغوا في ذلك للأسف : فضلوا وأضلوا في العقيدة والمعاملات والعبادات إلخ !!!..
---------
وأختم هنا بثلاث نقاط أخيرة للتفكر والتدبر لمَن كان الحق بغيته ...
1...
يتمثل كمال الهدي الرباني الإسلامي في وضع العقل البشري في مكانته : بغير زيادة : ولا نقصان !!!..
فلا هو يرضى للعقل الإنساني أن يتدنى ليصير عبدا ًللمادة والمحسوس في معارفه فقط :
ولا يستخدم ما خلقه الله تعالى فيه من إمكانات وقدرات !!..
ولا هو يرضى له بأن يتعدى حدوده التي يعلم مسبقا ًأنه لن يجني من ورائها إلا :
الخيالات والخرافات والافتراضات والتي لن يحدها حد من منطق ولا علم !!!..
فيحي ويموت ولن يدرك فيها يقينا ًيريح باله : فيخسر نفسه دنيا وآخرة للأسف !!!..
ومن أشهر الأدلة على ذلك : النهي عن البحث في (ذات) الله عز وجل : فلا جدوى من ورائه لاستحالته !
ولكن : الحث على التفكر والبحث في دلائل وجوده ورحمته وعدله وحكمته إلخ ..
أيضا ًمن أشهر الأمثلة على ذلك هو قول الله عز وجل مقررا ًهذا القصور المعرفي البشري في العلم :
" ويسألونك عن الروح قل : الروح من أمر ربي .. وما أوتيتم من العلم : إلا قليلا ً" ..
وعلى هذا :
فلكل متخطٍ بعقله حدوده : فنقول لعقله هذا اخسأ : فلن تعدو قدرك يوما ًالذي قدره الله تعالى لك ..!
فاشغل نفسك بالبديهيات والمنطقيات مثلك مثل كل وباقي البشر العاديين الفطريين وإلا :
فأنت لعبة في يد الشيطان يلعب بك ويوجهك في خيالك المريض كيف يشاء : كالشارب للماء المالح :
فلن يعرف للظمأ أبدا ًيوما ًسبيلا ً...!
2...
هناك صيغ تعريفات للمنهج الاستدلالي : تتراوح بين الطول والقصر والاختصار والشرح ..
وأحب هنا أن أذكر لكم هذا التعريف عن الاستدلال : بطريقة فصل وعباراته وجمله لتيسير الفهم حيث يقول :
الاستدلال :
هو البرهان الذي : يبدأ من قضايا مسلم بها : ويسير إلى قضايا أخرى ينتج عنها بالضرورة : دون اللجوء للتجربة !
أو هو :
ذلك التسلسل المنطقي في الأفكار : والذي ينتقل من مبادئ وقضايا أولية : إلى قضايا أخرى نستخلصها منها بالضرورة :
دون استعمال التجربة !
وبصورة عامة فإن الاستدلال :
هو عملية منطقية يتم فيها الانتقال من قضايا منظور إليها في ذاتها : إلى قضايا أخرى ناتجة عنها بالضرورة :
ووفقا لقواعد منطقية ..!
وعلى هذا يكون تعريف المنهج الاستدلالي بأنه :
هو عملية عقلية منطقية بحتة : وهو سلوك منهجي منظم : وهو المنهج التحليلي الذي :
يهدف إلى إثبات صحة الفرضيات : عن طريق الاستدلال المنطقي : والذي ينطلق من معطيات أولية وبديهيات :
إلى نتائج يستخلصها عن طريق المصادرة والتركيب : وبدون اللجوء إلى التجربة ..!
وأما أشهر المباديء والأدوات التي يعتمد عليها المنهج الاستدلالي : فأكتفي بواحد من كل ٍمنهما كمثال :
فأما من المباديء : مبدأ البديهيات :
وهي القضايا المبنية بنفسها ولا تحتاج إلى برهان .. وهي قضايا أولية منطقية أي غير مستخرجة من قضايا أخرى ..
وتكون البديهيات : قواعد صورية عامة : يُسلم بها كل عقول البشر الأسوياء ..
وأما من الأدوات : أداة القياس :
وهي عملية منطقية : تنطلق من مقدمات مـُسلم بها : يتم فيها التقييم والموازنة بين شيئين أو أشياء :
حيث نقيس فيها الشيء بمثيله : أو الصفات بما يماثلها طردا ً... ويُستخدم فيه الاستدلال أيضا ً..
فكما نقيس أن كل شيء معقد ومركب ودقيق وله وظيفة وغاية : لا بد له من صانع حكيم خبير عليم قدير :
فيكون خلق الحيوانات والإنسان إلخ بكل ما فيهم من كمال : لا بد له من خالق حكيم خبير عليم قدير !
3...
من كل ما سبق ...
وبمناسبة أن الكثير من الكفرة يستكثرون العذاب الأبدي على ذنب الكفر (الصغير في عينهم) :
أقول - ورغم أن الأمر لله ولكن نتحدث عن بعض حكمه - :
الإنسان الذي لا يستخدم عقله كما خلقه له ربه عز وجل : ولا تراه إلا وقد استبدل الإيمان بالكفر :
ولا تراه إلا وقد تمسك بالمادية البغيضة : فيكفر بعد وصول رسالات الله إليه :
فمثل هذا لا يلومَن إلا نفسه إذا امتهنت كرامته الإنسانية بألوان العذاب ٍالموافقة له أبدا ًفي جهنم :
جزاءً عادلا ًلما اختاره لنفسه من دركات الكفر المادية !!!..
حيث لما كانت الحيوانات فيها من طرق الاستدلال العقلي المحدود : فقد صارت إلى التراب ..
وأما الكافر الذي تنكر أصلا ًبالكلية لطرق الاستدلال العقلي - حتى المحدود كالحيوانات - :
فقد صار في دركة أقل من الحيوانات وأضل منها كما أخبر عز وجل في قرآنه !!..
حيث عطل ملكات العقل الإنساني بداخله تماما ً: وفي أهم قضية له في الوجود :
" أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون ؟.. إن هم إلا كالأنعام : بل هم أضل سبيلا " !!..
ففي الوقت الذي كانت فيه الحيوانات محدودة ٌعقلا ً: وبما خلقها الله عليه :
فقد رفض هو - وبنفسه واختيارا ً- عطية ربه له ولتمييزه ورفعته بها ...!
فهذا له العذاب الوفاقا : حيث يتمنى يوم اللا رجعة أن يكون ترابا ً: فلا يجد إلا مصير ما قدم الآن :
" ذلك اليوم الحق .. فمَن شاء : اتخذ إلى ربه مآبا ً!!!..
إنا أنذرناكم عذابا ًقريبا ً: يوم ينظر المرء ما قدمت يداه : ويقول الكافر : يا ليتني كنت ترابا ً" ..
صدق الله العظيم ....
-----------------
لمزيد من المعلومات عن نقاط وردت في الموضوع :
1- جنايات أرسطو في حق العقل والعلم - الدكتور خالد كبير علال ..
2- مناهج البحث التربوي في مصادر التشريع - عبد الرحمن بن عبد الله الفاضل ..