التسميات

السبت، 18 أغسطس 2012

نفي معاني وأوصاف ألوهية المسيح بأدلة من التوراة والإنجيل وأعمال الرسل !..


1... أوصاف (ابن الله) و(ولد الله) و(بكر الله)
2... وصف عيسى لله بـ (الأب) له ...
3... قول عيسى (أنا والآب : واحد) ...
4... قول عيسى ( الآب فيَّ : وأنا في الآب ) ...
5... قول عيسى (الذي رآني : فقد رأى الآب) ...
6... قوله (أما أنا فمن فوق .. أنتم من هذا العالم .. أما أنا : فلست من هذا العالم)
7... قوله (وليس أحد صعد إلى السماء : إلا الذي نزل من السماء)
8... قول عيسى (قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن) ..
9... قول عيسى على داود (قال الرب لربي) ..
10... قول عيسى ( أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا) ..
11... قول توما للمسيح ولم يعترض عليه المسيح ( ربي وإلهي) ..!


12... تفنيد الاستدلال على ألوهية المسيح بأحواله ومعجزاته ..
12- 1... الاستدلال بميلاد المسيح بغير أب ..!
12- 2... الاستدلال بإحياء المسيح للموتى ..!
12- 3... الاستدلال بشفاء المسيح لذوي العاهات المستديمة ..!
12- 4... الاستدلال بقيام المسيح حيا ًمن بعد موته ..!
12- 5... الاستدلال بسجود بعض الناس للمسيح على ألوهيته ..!


وهي المعاني والأوصاف التي يعتمد عليها النصارى في إقناع أنفسهم وغيرهم بألوهية المسيح عليه السلام - وهو منهم ومن الكفار براء - :
فيريد الله تعالى - حتى مع العلم بأن أغلبها محرف - أن يجعل نفيها من نفس العهد القديم (التوراة) والعهد الجديد (الأناجيل الأربعة) وأعمال الرسل !!!..
وبما يبين من جهة :
عدم اختصاصها للمسيح فقط وإنما شاركه فيها غيره !!!..
ومن الجهة الأخرى :
نفي الغلو الذي حرف به المحرفون معانيها إلى الألوهية والبنوة الحقيقية إلخ ..

وذلك لأنه بالإضافة لتعمد ركاكة ترجمة الأناجيل وأعمال الرسل وخصوصا ًإلى اللغة العربية : فإن تعبيرات المسيح عليه السلام أصلا ًكان أغلبها يدور على المجاز : ولا يُنكر ذلك إلا جاهل أو معاند يُضل العوام والبسطاء ..
مثل قول المسيح عيسى مثلا ًفي إنجيل يوحنا 8/ 51 :
الحق الحق أقول لكم .. إن كان أحد يحفظ كلامي : فلن يرى الموت إلى الأبد "
فبالطبع هذا الكلام مجازي وليس على معناه الحرفي الظاهر !!..
فإن الناس كلهم يموتون : مؤمنهم وكافرهم على حد سواء !!..

لن أطيل عليكم ...
ولأترككم مع طريقتي في النقل والتصرف لجزء صغير من رسالة طويلة :
هي من أروع ما يقرأه مهتم في فضح تاريخ التحريف والتلاعب النصراني وهي :

(( الأناجيل الأربعة ورسائل بولس ويوحنا تنفي ألوهية المسيح كما ينفيها القرآن ))
لصاحبها الأستاذ : سعد رستم :


وهذا هو رابط التحميل لمن يريد :

مع العلم بأن أتباع الإنجيل نسخة الـ SVD قد يجدون بعض الاختلافات في الترجمة - فالترجمة هي سلاح التحريف الأساسي منذ قرون - : وذلك لأن الكاتب قد اعتمد في اقتبساته على الأناجيل الثلاثة التالية بالترتيب :

1)
الطبعة البروتستانتية ..
نشر دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط بيروت 1984 ..
2)
الطبعة البروتستانتية التقليدية القديمة ..
نشر جمعية التوراة البريطانية والأجنبية طبع كامبريدج - بريطانيا ..
3)
الترجمة العربية الجديدة الكاثوليكية المشروحة للكتاب المقدس ..
وهي التي قامت بها الرهبانية اليسوعية في بيروت ونشرتها دار المشرق بيروت 1989 ..
وتعالوا لنبدأ معا ًعلى بركة الله ...
-------- 
  
1...
أوصاف (ابن الله) و(ولد الله) و(بكر الله)

وهي تعابير مجازية عن نسبة الإنسان البار لله في التوراة والإنجيل أو العهدين القديم والجديد وأعمال الرسل .. بل : وهي من الاستخدامات الشائعة في كل لغة ..!! ونحن في لغتنا العربية العامية كثيرا ما نقول : هذا (ابن حلال) أو ذاك (ابن حرام) !!.. أو نقول هذا (ابن مصلحة) أو (ابن البحر) أو (ابن النيل) أو نقول يا (أبناء مصر) مثلا ً... إلخ .. بل في العهد الجديد نفسه نرى توسعا ًكبيرا ًفي هذا الاستخدام المجازي للفظ (الابن) و(الولد) !!.. أكثر مما يمكن حصره هنا ...

ففي إنجيل متى مثلا (23/15) يطلق المسيح عليه السلام على المستحق لدخول النار وصف : " ابن جهنم" !!..
وعلى أهالي أورشليم عبارة : " أولاد أورشليم " !!.. (متى:23/37) .. 
وعلى أهل هذه الدنيا عبارة " أبناء الدهر " (لوقا: 20/34) !!!.. 
وعلى المستحقين لعالم القيامة والحياة الأبدية الجديدة عبارة : " أبناء القيامة " (لوقا: 20/36) !!!.. 
وحتى بولس في رسالته إلى أهل تسالونيكي (5/5) يخاطبهم فيقول : " جميعكم أبناء نور وأبناء نهار " !!!.. 

فهذه هي الحقيقة التي يعرفها كل مطلع على الكتاب المقدس بكل أسفاره وإصحاحاته ورسائله !!!.. ولكن لا زال يخدع المحرفون والمنصرون والمبشرون بها عوام النصارى وغيرهم للأسف !!!..


ومما يؤكد لنا أيضا ًأن وصف (ابن الله) كان يعني الإنسان البار المنسوب بخيريته إلى الله : أنه أتى في موقف واحد في إنجيلين : بذلك الوصف تارة : وبمراده تارة أخرى ..

فقد جاء في إنجيل مرقس (15/ 39) : 

"ولما رأى قائد المائة الواقف مقابله أنه صرخ هكذا وأسلم الروح قال : حقا كان هذا الإنسان ابن الله" ..

وأما نفس هذا الموقف عندما أورده لوقا في إنجيله : فنقل عن قائد المائة أنه قال عن المسيح : 

" بالحقيقة : كان هذا الإنسان بارا ً" ......!



وفي إنجيل متى (5/ 9) يصف عيسى عليه السلام المؤمنين بنفس الوصف : 
" طوبى لصانعي السلام : فإنهم أبناءُ الله يُدْعَوْنَ " !!!.. 
وأيضا ًفي متى (5 / 44 : 45) : 
" وأما أنا فأقول لكم : أحبوا أعداءكم .. باركوا لاعنيكم .. أحسنوا إلى مبغضيكم .. وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم : لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات " !!..

وفي لوقا (20 / 35- 36) : يطلِق المسيح عليه السلام على أهل الجنة عبارة " أبناء الله" فيقول : 

" ولكن الذين حُسِبوا أهلا للحصول على ذلك الدهر والقيامة من الأموات : لا يُـزوِّجون ولا يُـزَوَّجون إذ لا يستطيعون أن يموتوا أيضا لأنهم مثل الملائكة : وهم أبناء الله إذ هم أبناء القيامة " ..


ولاحظوا كيف نسبهم أيضا ً- وكما قلت - للقيامة فقال : (أبناء القيامة) !

وحتى في الإصحاح الأول من إنجيل يوحنا (1 / 12) يقول : 

" وأما الذين قبلوه .. وهم الذين يؤمنون باسمه : فقد مكَّنهم أن يصيروا أبناء الله " !!!..

وأسأل : فهل المقصود هنا أن يكون المؤمنين أبناء الله (المولودين) ؟!!!..

هل قال عاقل ذلك ؟!!!..

بل وجاء في المقابل مثلا وفي أعمال الرسل 13/6 : أن بولس قال للساحر الضال :
" أيها الممتلىء كل خبث وكل غش : يا ابن إبليس : يا عدو كل بر : ألا تزال تفسد كل سبل الله المستقيمة " ؟!!!..

بل :

وهذا نتنائيل اليهودي عندما قابل المسيح لأول مرة (في ثاني يوم فقط من بعثة المسيح) : يقول له عندما رأى إحدى كراماته بأن وصفه قبل أن يراه من قبل :

" رابِّي ! أنت ابن الله .. أنت ملك إسرائيل " (يوحنا 1/ 45 ـ 49) ..

أقول : فهذا يهودي موحد : مثله مثل كل بني إسرائيل من قبل تحريف النصارى :

فهل يقول (ابن الله) هنا ويقصد بها كل قائمة التزوير الطويلة التي لم ترد في العهد القديم من قبل :

(ابن الله) (المولود منه) أو (المتجسد) أو (أقنوم الابن المتجسد من الذات الإلهية) إلخ إلخ إلخ ؟!!!...

وخصوصا ًأن النصارى يقولون أن ربهم (الثلاثي) لم يُصرح بحقيقته في العهد القديم لأن الناس لم تكن ستفهمه ساعتها !

< والحقيقة أنهم إلى اليوم لم ولن يفهموا هذا العك الآدمي ولذلك ما زالوا يسمونه بسر التجسد وكما جاء في مجمع نيقية والمطلوب الإيمان به كما هو >

وحتى في الإسلام يقول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم :

" أهل القرآن : هم أهل الله وخاصته " .. رواه أحمد والنسائي وغيرهما وصححه الألباني ..

والشاهد : أنه لا يُقصد هنا بأهل الله : عائلته (وحاشا لله فلسنا مشركين مثل النصارى) .. ولكنها دلالة قربى ونسب إيماني إليه سبحانه ..

------- 

وحتى وصف (ولد اللهأقول :

نجد الشرح الوافي في رسالة يوحنا الأولى (5/1ـ2) قوله : 

كل مَن يؤمن أن يسوع هو المسيح : فقد ولد من الله !!!.. و كل مَن يحب الوالد : يحب المولود منه أيضا !!.. بهذا نعرف أننا نحب أولاد الله : إذا أحببنا الله وحفظنا وصاياه " !!..

وأيضا ًفي آخر نفس هذه الرسالة 18/ 5 :

" نعلم أن كل مَن ولد من الله : لايخطئ .. بل المولود من الله يحفظ نفسه : والشرير لا يمسه " ...

وأيضا في الإصحاح الثالث من نفس تلك الرسالة 3/ 9 -10 :

" كل مَن هو مولود من الله (والتعبير يؤكد أن المولود من الله ليس واحدا ًفقط وإنما أكثر من واحد) : لا يفعل خطيَّة .. لأن زرعه يثبت فيه .. ولا يستطيع أن يخطئ لأنه مولود من الله .. بهذا أولاد الله ظاهرون : وأولاد إبليس... الخ " .... 

بل وفي الإصحاح الرابع نجد المعنى أوضح وأوضح 4 / 7 حيث يقول :

" أيها الأحباء .. لنحب بعضنا بعضا ًلأن المحبة هي من الله .. وكل مَن يحب : فقد ولد من الله ويعرف الله " ...

وحتى في كلام بولس نفسه المحرف لم يستطع تلافي عمومية هذا الوصف الدارج :

ففي رسالته إلى أهل رومية (8 / 14 : 16) يقول : 

" لأن كل الذين ينقادون بروح الله : فأولـئك هم أبناء الله ..! إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضا للخوف .. بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ : يا أبا الآب .. الروح نفسه يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله " !!!..

 وفي رسالته إلى أهل فيليبس (2 / 14 - 15) : 

" افعلوا كل شيء بلا دمدمة ولا مجادلة لكي تكونوا بلا لوم وبسطاء : أولاد الله بلا عيب في وسط جيل معوج وملتو : تضيئون بينهم كأنوار في العالم " .. 
--------- 

وكذلك أيضا ًوصف (بكر الله) ؟!!!.. 

حيث جاء في الإصحاح الثالث من إنجيل لوقا 3/ 23 و38 وفي بيان نسب المسيح عليه السلام جاء أنه : 

" وهو على ما كان يُـظَنُّ : ابن يوسف ابن هالي ابن...........(وساق النسب كله إلى أن وصل لقوله) :

ابن آدم ابن الله " !!!...

فاعتبر آدم ابن الله !!!.. وواضح أنه ليس مقصوده البنوَّة الحقيقية !!.. ولا أعتقد أن أحدا ًمن النصارى يعتقد بإلـهية آدم عليه السلام !!!.. بل هنا وقفة تستحق التدبر والتأمل (وقد أشار الله تعالى لمثلها في القرآن لكل ذي عقل) !!!.. والوقفة هي أنه في الوقت الذي فيه يرى النصارى بنوة عيسى لله - وهو بغير أب - : لا يرون ذلك في آدم عليه السلام - رغم أنه بلا أب ولا أم !

مما يُعلم معه مجازية وصف (ابن الله) كما قلنا ...

وأما بالنسبة لوصف (الابن البكر) لله : فهو مجازي هو الآخر وإلا :

فنحن نقرأ في سفر الخروج 4/ 22 : 23 من التوراة - أو العهد القديم الذي يؤمن به النصارى كذلك - قول الله تعالى لموسى عليه السلام : 

" فتقول لفرعون : هكذا يقول الرب : إسرائيل : ابـنـي البـكـر !!.. فقلت لك : أطلق ابـنـي ليعبدني : فأبيت أن تطلقه .. ها أنذا أقـتل ابنك البكر " ..

وأيضا ً:

 في سفر صموئيل الثاني 7/ 12 : 14 : يقول الرب لعبده داوود

" متى كملت أيامك واضطجعت مع آبائك : أقيم بعدك نسلك الذي يخرج من أحشائك وأثبت مملكته .. هو يبني بيتا لاسمي وأنا أثبت كرسي مملكته إلى الأبد .. أنا أكون له أبا : وهو يكون لي ابنا " !!!..


وكذلك : 

وفي سفر إرميا 9/31 يقول الله تعالى : 

" لأني صرت لإسرائيل أبا : وأفرايم هو بكري " !!!!!... 
وهذه فوق البيعة : 
حيث جاء في سفر مزامير داود عليه السلام 89/ 25: 27 قول الله تعالى لعبده داود
" وأَجعلُ على البحر يده : والأنهار يمينه .. وهو يدعوني أبي : أنت إلـهي وصخرة خلاصي .. وأنا أيضا أجعله بكراً على ملوك الأرض " ..

أقول ومما سبق :

فهل يكون إسرائيل (أي يعقوب) وداوود وأفرايم وسليمان عليهم السلام :

هم أبناء الله و ( أبكاره ! ) وآلهة وأقانيم : يستحقون العبادة بنفس منطق النصارى الأعوج ؟!!!..


وللمزيد  :

ففي سفر التثنية من التوراة 1/ 14 خطاباً لبني إسرائيل : " أنتم أولاد للرب إلـهكم " !!..

 وفي نفس السفر 32/19 : " فرأى الرب ورذل من الغيظ بنيه وبناته " !!..

 وفي سفر المزامير (الزبور) لداود عليه السلام 82/ 6:7 : 

" أنا قلت إنكم آلهة : وبني العلـيِّ كلكم !!.. لكن مثل الناس تموتون : وكأحد الناس تسقطون " .. 

وفي سفر إشعيا 8/63 : " وقد قال حقا إنهم شعبي : بـنـون لا يخونون " إشعيا 63/8 .. 

وفي سفر هوشع 1/ 10 : " ويكون عوضا عن أن يقال لهم لستم شعبي (أي بني إسرائيل) يقال لهم أبناء الله الحي" ! 

وفي نفس السفر أيضا 1/ 11: " لما كان إسرائيل غلاما : أحببته : ومن مصر دعوت ابني" !!..

وحتى الملائكة : جاء وصفهم بأبناء الله كما في سفر أيوب 1/6 :

" واتفق يوما أن دخل بنو الله ليمثلوا أمام الرب : ودخل الشيطان أيضا بينهم " !!!..
-----------

وحتى وصف (الابن الوحيد) :

فلن ينفع أيضا ًالاحتجاج بوصفه لعيسى عليه السلام وكما جاء في بعض نصوص الإنجيل ..! وذلك لأنه أيضا ًيكون على المجاز بمعنى الابن المميز أو الأكثر قربا ًإلخ .. ولا ينفي وجود آخرين معه !!!..

ومن أمثلة ذلك ما جاء في سفر التكوين 22/ 1: 2 قول الله لإبراهيم عليه السلام :

" يا إبراهيم .. فقال : هأنذا .. فقال : خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسـحق : واذهب إلى أرض المـريا ...

 حيث معلوم أنه كان لإبراهيم عليه السلام ولد آخر مع إسحق وقبله وهو إسماعيل عليه السلام !

فقد جاء في سفر التكوين 16/ 15: 16 : 

" فولدت هاجر لأبرام ابنا .. ودعا أبرام اسم ابنه الذي ولدته هاجر : اسماعيل .. كان أبرام ابن ست وثمانين لما ولدت هاجر اسماعيل لأبرام " ..

ثم تذكر التوراة في سفر التكوين 17/ 15 : 20 أنه لما بلغ إبراهيم مائة سنة : بشر بولادة إسحـق !!!..

إذا ً:

لم يكن اسحق ابناً وحيداً لإبراهيم بالمعنى الحقيقي للكلمة !!.. مما يؤكد أن تعبير (الابن الوحيد) أيضا ًلم يكن يعني بالضرورة - ومن لغة الكتاب المقدس نفسه - معنى الانفراد الحقيقي بل : هو تعبير مجازي يفيد أهمية أو ميزة هذا الابن ..

--------------
---------------------- 

2...
وصف عيسى لله بـ (الأب) له ...

فحتى وصف عيسى لله تعالى بـ (الأب) كثيرا ً: وبصورة استغلها المحرفون : فهم يُخفون أنه كان يصف الله تعالى للمؤمنين أيضا ًبالأب !!!..

ففي إنجيل يوحنا (20/17) : 

" قال لها يسوع : لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي .. ولكن اذهبي لإخوتي وقولي لهم : إني أصعد إلى أبي وأبـيكم وإلـهي وإلـهكم " !!..

 وأيضا ًفي إنجيل متى (5/ 45: 48) : 

" ... وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم لكي تكونوا أبناء أبـيكم الذي في السموات ... فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل ... "

وأما من أكثر النصوص التي تكرر فيها وصف الله بالأب للمؤمنين :

ففي الإصحاح السادس من إنجيل متى 12 مرة تبدأ بـ :

" وأما أنت : فمتى صليتَ : فادخل إلى مخدعك .. وأغلق بابك .. وصلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء .. فأبوك الذي يرى في الخفاء : يجازيك علانية .. وحينما تصلون : لا تكرروا الكلام باطلا كالأمم .. فإنهم يظنون أنهم بكثرة كلامهم يستجاب لهم .. فلا تتشبهوا بهم .. لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه .. فصلوا أنتم هكذا : أبانا الذي في السموات : ليتقدَّس اسمك ... إلخ " !!!!..

------

 وحتى في العهد القديم

ففي زبور داود عليه السلام المسمى بسفر المزامير (89/ 20- 21 و26-27) : 

" وجدتُ داود عبدي .. بدهن قدسي مسحته .. الذي تثبت يدي معه : أيضا ذراعي تشدِّده .. هو يدعوني : أبي أنت إلـهي وصخرة خلاصي .. أنا أيضا أجعله بكرا على ملوك الأرض " ..

وفي سفر صموئيل الثاني (7/14) أن الله تعالى يبشِّر عبده داود عليه السلام بسليمان عليه السلام فيقول : 

" أقيم مَن يخـلُفُكَ من نسلك الذي يخرج من صلبك .. وأثبـِّت ملكه : فهو يـبـني بيتا باسمي .. وأنا أثبـِّت عرش ملكه للأبد .. أنا أكون له أبـاً : وهو يكون لي ابنـاً " !!.. 

 وفي سفر إشعيا (63/ 16) يخاطب إشعيا الله تعالى بقوله : 

"... فإنك أنت أبونا .. إبراهيم لم يعرفنا .. وإسرائيل لم يعلم بنا .. أنت يا رب أبـونا : منذ الأزل اسمك فادينا " ...

--------------
---------------------- 



3...
قول عيسى (أنا والآب : واحد) ...

وحتى قول المسيح عليه السلام : " أنا والآب واحد " التي جاءت في إنجيل يوحنا (10/ 30) :

فاقتطاع هذه العبارة وحدها من سياقها لتقديمها دليلا ًمحرفا ًعلى ألوهية المسيح :

هو من أظهر صور الغش والخداع النصراني والتبشيري أو التنصيري أمام العوام والجهال والبسطاء !!!..

وذلك لأن الكثير من العبارات لا يستقم معناها : إلا إذا علمت سياقها أولا ً...

فتعالوا نطالع سياق العبارة من إنجيل يوحنا (10/ 22 : 36) :

" وكان عيد التجديد في أورشليم .. وكان شتاء .. وكان يسوع يتمشَّى في الهيكل في رواق سليمان .. فاحتاط به اليهود وقالوا له : إلى متى تعلق أنفسنا ؟.. إن كنت أنت المسيح : فقل لنا جهرا .. أجابهم يسوع : إني قلت لكم : ولستم تؤمنون !!.. الأعمال التي أنا أعملها باسم أبي : هي تشهد لي .. ولكنكم لستم تؤمنون .. لأنكم لستم من خرافي كما قلت لكم .. خرافي تسمع صوتي و أنا أعرفها فتتبعني .. وأنا أعطيها حياة أبدية .. ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدي .. أبي الذي أعطاني إياها : هو أعظم من الكل .. ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي .. أنا والآب واحد ..

فتناول اليهود أيضا حجارة ليرجموه .. أجابهم يسوع : أعمالا كثيرة حسنة أريتكم من عند أبي .. بسبب أي عمل منها ترجمونني ؟!!.. أجابه اليهود قائلين : لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف .. فإنك وأنت إنسان : تجعل نفسك إلـها !!.. أجابهم يسوع : أليس مكتوبا في ناموسكم : " أنا قلت إنكم آلـهة " ؟.. فإن قال آلهة لأولـئك الذين صارت إليهم كلمة الله : ولا يمكن أن ينقض المكتوب !!.. فالذي قدَّسه الآب وأرسله إلى العالم : أتقولون له إنك تجدِّف لأني قلت إني ابن الله ؟



وقول المسيح عليه السلام : أليس مكتوبا في ناموسكم : أنا قلت إنكم آلهة : هو إشارة منه لآيتين وردتا في سفر المزامير الموحى لداود عليه السلام من كتاب العهد القديم .. وهما الآيتين 6 و 7 من المزمور 82 .. وإليكم الآيتين : والذين يخاطب فيهما داود المؤمنين فيقول لهم :
" أنا قلت إنكم آلهة .. وبنو العليِّ كلكم .. لكن مثل الناس تموتون : وكأحد الرؤساء تسقطون " !!..


وهكذا فسر عيسى عليه السلام قوله الذي لم يفهموه عندما قال لهم " أنا والأب واحد " !!!.. فضرب لهم مثلا ًمن نفس ما يؤمنون به ويقرأونه من العهد القديم من المعنى المجازي لمثل هذه الأقوال  !!!.. 

والكلام ما قبله وما بعده : يبين كل ذلك ويوضح بجلاء تعمد المسيح عليه السلام فصل نفسه عن ربه عز وجل ..

------

فإن قيل : إن المسيح قد لجأ لضرب هذا المثل لهم : لاتقاء شرهم ودفع آذاهم :

قلنا : 

الخوف من اليهود أو البشر : لا يليق بمن يُدَّعى فيه أنه إلـه أو حتى ابن إله أو أحد ثلاثة أقانيم !!!..

وأما الأسوأ تخيلا ً- لو كان هو الإله حقا ًكما يدعي المرجفون - : ولم يصرح لهؤلاء اليهود بحقيقته : فقد غشهم وصرفهم عن الإيمان به !!!.. ويكون بذلك قد أضلهم عن أساس الدين وأضلهم عن فرصة الخلاص المزعوم الذي جاء به !!.. 



< ملحوظة هامشية : هل رأيتم كيف اعتبر هؤلاء اليهود قول عيسى أنه والآب واحد : أنه لو يقصده على ظاهره فإنه يكون تجديف على الله تعالى ؟!.. فهل بعد ذلك يدعي مدعي أن التثليث كان موجود في العهد القديم !!!.. >



إذا ً.. فمعنى الوحدوية مع الأب : هو معنى مجازي وكما وضحه عيسى نفسه عليه السلام بمثال من العهد القديم .. وأما لجلاء الأمر أكثر : فاقرأوا معي من العهد الجديد نفسه : ومن إنجيل يوحنا 17/ 20: 23 : نقرأ كل أنواع الوحدوية التالية :
 " ولست أسأل من أجل هؤلاء فقط .. بل أيضا من أجل الذين يؤمنون بي بكلامهم : ليكون الجميع واحدا : كما أنك أنت أيها الآب فـيَّ : وأنا فيك : ليؤمن العالم أنك أرسلتني : وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني : ليكونوا واحدا : كما أننا نحن واحد : أنا فيهم : وأنت فيَّ : ليكونوا مكملين إلى واحد " !!..

فهل الحواريون أيضا ًآلهة بهذا الاعتبار ؟!!!..
 ولمزيد التوضيح أكثر وأكثر - وسدا ًلباب التلاعب عند كل معاند - : 
فالتعبير العادي المجازي عن الوحدوية مع الله تعالى قد جاء عن بولس أيضا ًوفي رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس (6 / 16 :17) حيث قال : 
" أم لستم تعلمون أن من التصق بزانية : هو جسد واحد لأنه يقول : يكون الاثنان جسدا واحدا ؟!!.. و أما من التصق بالرب : فهو روح واحد " !!.. 

وجدير بالذكر أن عبارة الترجمة العربية الكاثوليكية الجديدة : 
" ولكن مَن اتحد بالرب : صار وإياه روحا واحدا " !!!!..
 وشبيه ذلك عندنا في الإسلام ويوضحه قول النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم :
"... وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل (وهي سنن التطوع غير المفروضة) : حتى أحبه .. فإذا أحببته : كنت سمعه الذي يسمع به .. وبصره الذي يبصر به .. ويده التي يبطش بها .. ورجله التي يمشي بها... الحديث " ..
والمقصود بها أن (التوفيق) و(القرب) الإلهي : يتنزلان على مثل هذا العبد بسبب محبة الله تعالى له لكثرة تطوعه فيما غير الفريضة : تقربا ًمنه لله ..
 وليس المقصود بهذا الكلام في الحديث معناه الحقيقي !!!.. وكما تأوله مخرفو الصوفية أصحاب عقيدة الحلول والاتحاد كابن عربي وغيره ..
ولكنه على المعنى المجازي العادي الذي يفهمه البشر بكل لغاتهم ...!

--------------
---------------------- 



4...
قول عيسى ( الآب فيَّ : وأنا في الآب ) ...

وللرد على هذا الادعاء لو كان يُراد به ظاهر الكلام وليس مجازا ً: فنحن نجد في نفس الإصحاح من إنجيل يوحنا الذي جاءت فيه تلك العبارة : يقول أيضا 14/  20 : 

" في ذلك اليوم تعلمون أني : أنا في أبي .. وأنتم فيَّ .. وأنا فيكم " !!!..

وأيضا ًفي نفس الإنجيل يوحنا - وقد مر بنا منذ قليل - 17/ 21: 23 يقول :

" ليكون الجميع واحدا : كما أنك أيها الآب فِـيَّ : وأنا فيك : ليكونوا هم أيضا فينا : ليؤمن العالم أنك أرسلتني... (إلى قوله) : أنا فيهم : وأنت فـيَّ : ليكونوا مكمِّـلين إلى واحد .." !!..



ونرى نفس التعبير أيضا ًفي رسالة يوحنا الأولى (4/ 12: 15) : 

 " الله لم ينظره أحد قط .. إن أحب بعضنا بعضا : فالله يثبت فينا .. ومحبته قد تكملت فينا .. بهذا نعرف أننا نثبت فيه : وهو فينا .. أنه قد أعطانا من روحه .. ونحن قد نظرنا .. ونشهد أن الله قد أرسل الابن مخلِّصا للعالم .. من اعترف أن يسوع هو ابن الله : فالله يثبت فيه : وهو في الله " !!!..

وأيضا ًفي رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس (6 / 16) : 

" فإنكم أنتم هيكل الله الحي كما قال الله : أني سأسكن فيهم .. وأسير بينهم .. وأكون لهم إلـها : وهم يكونون لي شعبا " ..!
--------------
---------------------- 



5...
قول عيسى (الذي رآني : فقد رأى الآب) ...

قول المسيح عليه السلام : " الذي رآني : فقد رأى الآب " يوحنا 14 / 9 ...

فأولا ً: نقرأ النص كاملا ًوذلك حتى نستطيع البحث عن مثلها إن وُجد ...

وإليكم السياق كله بين عيسى وتلامذته في العشاء الأخير من إنجيل يوحنا 14/ 1: 10 : 

" لا تضطرب قلوبكم .. أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي .. في بيت أبي منازل كثيرة .. وإلا فإني كنت قد قلت لكم : أنا أمضي لأعد لكم مكانا .. وإن مضيت وأعددت لكم مكانا : آتي أيضا وآخذكم .. إلى حيث أنا : تكونون أنتم أيضا .. وتعلمون حيث أنا أذهب .. وتعلمون الطريق .. قال له توما : يا سيد .. لسنا نعلم أين تذهب .. كيف نقدر أن نعرف الطريق ؟.. قال له يسوع : أنا هو الطريق والحق والحياة ..!!! ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي .. لو كنتم قد عرفتموني : لعرفتم أبي أيضا .. ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه .. قال له فيليبس : يا سيد : أرنا الآب وكفانا !!.. قال له يسوع : أنا معكم زمانا هذه مدته : ولم تعرفني يا فيليبس ؟؟.. الذي رآني : فقد رأى الآب .. فكيف تقول أنت أرنا الآب ؟.. ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب فـيَّ ؟.. الكلام الذي أكلمكم به : ليس أتكلم به من نفسي .. لكن الآب الحالَّ فيَّ هو يعمل الأعمال " !!!..



أقول :

قد رأينا بالفعل تفسير مثل هذه الأوصاف المجازية الحلولية أو الاتحادية ...!

ونزيد توضيحها بالآتي : لتفسير تعبير " الذي رآني : فقد رأى الآب " !!!..
 حيث سنقيسه مثلا ًعلى تعبير : " الذي سمعكم : فقد سمعني " !!.. 

فنجد مثلاً في إنجيل لوقا (10/16) يقول المسيح لتلاميذه السبعين الذين أرسلهم إلى البلاد للتبشير : 
 " الذي يسمع منكم : يسمعني !!.. والذي يرذلكم : يرذلني .. والذي يرذلني : يرذل الذي أرسلني " !

فهل اتضح المعنى المجازي أم ليس بعد ؟!!!..
الأمر مثلما يرسل رئيس الجمهورية ممثلا ًعنه : برسالة إلى قائد الجيش مثلا ًفيسأله قائد الجيش أنه يريد أن يرى ويسمع الرئيس بنفسه !!.. فيقول له ذلك الممثل عن الرئيس :
" الذي رأني : فقد رأى الرئيس .. والذي سمعني : فقد سمعه " !!!..

ومثل هذا كثير في كلام المسيح نفسه !!.. ففي إنجيل متى (10/40) يقول لتلاميذه : 
" مَن يقبلكم : يقبلني .. ومَن يقبلني : يقبل الذي أرسلني " !!!.. 
 ومثله أيضا ًما جاء في إنجيل لوقا (9/48) من قوله في حق الولد الصغير :
" مَن قبل هذا الولد الصغير باسمي : يقبلني .. ومَن قبلني : يقبل الذي أرسلني " !!..
--------------
---------------------- 



6...
قول عيسى (أما أنا فمن فوق .. أنتم من هذا العالم .. أما أنا : فلست من هذا العالم)

نقول لمَن يريد تحريف هذا المجاز لمعنى نسبة الألوهية لعيسى عليه السلام :
قد وجدنا بعد البحث أن عيسى عليه السلام قد قال مثل هذا القول في حق تلاميذه أنفسهم أيضا ً!!!..
فقد جاء في إنجيل يوحنا (15/19) : 
" لو كنتم من العالم : لكان العالم يحب خاصته .. ولكن لأنكم لستم من العالم : بل أنا اخترتكم من العالم : لذلك يبغضكم العالم " !
والمعنى : أن نسبتهم إلى العالم أو نسبته هو إلى الأعلى : 
فذلك كله مجازات عن : أهل الله والآخرة من جهة : في مقابل أهل الدنيا وشهواتها وملاهيها من الجهة الأخرى ..  
ومن نفس هذا الإنجيل أيضا ً(17/ 14: 15) : يقول عيسى في دعائه لأجل التلاميذ : 
" أنا قد أعطيتهم كلامك : والعالم أبغضهم لأنهم ليسوا من العالم : كما أني لست من العالم .. لست أسأل أن تأخذهم من العالم .. بل أن تحفظهم من الشرير .. ليسوا من العالم : كما أني لست من العالم " !!!..

--------------
---------------------- 



7...
قول عيسى (وليس أحد صعد إلى السماء : إلا الذي نزل من السماء : ابن الإنسان الذي هو في السماء)

أولا ً:

في هذه الفقرة : جملة محرفة مضافة - وذلك ليس بجديد على مترجمي الأناجيل لكل اللغات عموما ًوللعربية خصوصا ً- والجملة الزائدة هي :

" الذي هو في السماء " الأخيرة ...!!



وقد أقر بذلك شراح الأناجيل .. وكما جاء ذلك في كتاب تفسير الكتاب المقدس لمجموعة من اللاهوتيين برئاسة الدكتور فرانسيس دافيد سن - بيروت - دار منشورات النفير طبعة 1 - 1988 حيث جاء في تفسير تلك الفقرة :

" الذي هو في السماء : هذه العبارة لم ترد في أقدم المخطوطات " ..


و لذلك فإن الترجمة العربية الجديدة المنقحة للكتاب المقدس التي قامت بها الرهبانية اليسوعية : قد حذفت هذه الجملة من ترجمتها و أوردت النص كما يلي :
" فما من أحد يصعد إلى السماء : إلا الذي نزل من السماء : وهو ابن الإنسان "

ثانيا ً:
العبارة المنقولة على لسان عيسى عليه السلام :
يجب معرفة سياقها ما قبلها وما بعدها : لنعرف بالضبط ماذا كان يقصد بها !
فقصة هذا الكلام تبدأ من أول الإصحاح الثالث من إنجيل لوقا هكذا :  
" كان إنسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس رئيسا لليهود .. هذا جاء إلى يسوع ليلا وقال له : يا معلم .. نعلم أنك قد أتيت من الله معلما : لأن ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل : إن لم يكن الله معه .. أجاب يسوع وقال له : الحق الحق أقول لك : إن كان أحد لا يولد من فوق : لا يقدر أن يرى ملكوت الله .. قال له نيقوديموس : كيف يمكن الإنسان أن يولد وهو شيخ ؟ ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد ؟ أجاب يسوع : الحق الحق أقول لك : إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يرى ملكوت الله : المولود من الجسد : جسد هو .. والمولود من الروح : هو روح .. لا تتعجب أني قلت لك ينبغي أن تولدوا من فوق .. الريح تهب حيث تشاء : وتسمع صوتها .. لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب .. هكذا كل مَن ولد من الروح .. أجاب نيقوديموس وقال له : كيف يمكن أن يكون هذا ؟ أجاب يسوع وقال له : أنت معلم إسرائيل ولست تعلم هذا ؟ الحق الحق أقول لك : إننا إنما نتكلم بما نعلم ونشهد بما رأينا : ولستم تقبلون شهادتنا .. إن كنت قلت لكم الأرضيات ولستم تؤمنون : فكيف تؤمنون إن قلت لكم السمويات ؟؟.. وليس أحد صعد إلى السماء : إلا الذي نزل من السماء : ابن الإنسان الذي هو في السماء "

حيث بتأمل هذا النص يتبين لنا أن المسيح عليه السلام يمثل للولادة الروحية الجديدة : بالولادة من فوق أو الولادة من الروح .. وأنه مَن لم يولد من فوق : لا يقدر أن يرى ملكوت الله .. فالولادة من فوق أو من الروح : تعبير مجازي عن الانقلاب الروحي الشامل للإنسان : والذي يشرح الله تعالى فيه صدره ويفتح قلبه وبصيرته لنوره ...

 ومن هذا المنطلق يقول المسيح عن نفسه أنه نزل من السماء : أي أنه رسول الله ومبعوث السماء : اجتباه الله وقدسه وجعله سفيره إلى الخلق .. فهذا معنى نزوله المجازي من السماء .. بدليل مقارنته ومشابهته عليه السلام بين هذا النزول من السماء : وبين الولادة من فوق : والتي يجب أن يحصل عليها كل إنسان لكي يرى ملكوت الله ...
و لو رجعنا لتفسير الكتاب المقدس لـ : ي افوجمان - طبعة عام 1980 دار الجيل - بيروت : لوجدناه يفسر العبارة بتفسير مشابه لما ذكرناه فيقول :
" لم يصعد أحد إلى السماء : ومع ذلك فقد أراد الله أن يكون هناك نزول من السماء إلى الأرض .. قد أتى يسوع من السماء بمعرفة كاملة لله : ليعلن اللهَ للناس " ..

--------------
---------------------- 



8...
قول عيسى (قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن) ..


ومثله أيضا قول النبي يحيى (يوحنا المعمدان) عن المسيح في إنجيل يوحنا 15/1 :

" هذا (أي المسيح) الذي قلت فيه : إن الآتي بعدي قد تقدمني لأنه كان من قبلي " !



ومثلما قال عيسى كذلك في إنجيل يوحنا 17/ 5 :

" والآن مجدني أيها الآب عن ذاتك : بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم "


وأيضا ًفي نفس الإنجيل 17/24 :
" أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا : لينظروا مجدي الذي أعطيتني : لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم " ..
نقول :
قد عرف الناس من أسلوب المجاز ما تعنيه العبارات عن تقدم زمان شيء على شيء : رغم أنه وُجد بعده !!.. ثم ربط ذلك بأقدار الله تعالى السابقة ..
مثلما يقول الفائز في منافسة ٍما مثلا ً:
هذا قدري من قبل أن أولد !!!.. أو يقول أيضا ً:
أنا فائز بهذه المسابقة : من قبل أن يولد صاحبها نفسه !!!..
وهكذا ...
وبالنظر لسياق كلام عيسى عليه السلام حينما ذكر أسبقيته لإبراهيم عليه السلام : نرى مثل ذلك ..

حيث جاء في إنجيل يوحنا (8 / 56 ـ 59) :  
"... وكم تشوق أبوكم إبراهيم أن يرى يومي (أي يوم بعثتي للعالم مُصححا ًلتحريفات وضلالات اليهود ومُبشرا ًبالرسول الخاتم) : فرآه وابتهج (لأن الأنبياء أرواحهم عند ربهم هم والشهداء أحياء يتنعمون حتى تقوم الساعة) .. قال له اليهود : كيف رأيت إبراهيم وما بلغت الخمسين بعد ؟!!.. فأجابهم :
الحق الحق أقول لكم : كنت قبل أن يكون إبراهيم !!.. فأخذوا حجارة ليرجموه : فاختفى وخرج من الهيكل " ..

حيث نرى أن عيسى عليه السلام لم يذكر ذلك السبق بمعنى خاص منفرد وإنما : ذكره ليقطع به استبعاد اليهود لسرور إبراهيم عليه السلام وفرحه بيوم بعثته : وبيان ذلك لهم بأن رسالته ثابتة ومُقدرة ومقررة سابقا وأزلا ًفي علم الله القديم وقبل إبراهيم نفسه عليه السلام !!!..
--------------
----------------------

9...

قول عيسى على داود (قال الرب لربي) ..


والمقصود به قول المسيح عليه السلام لليهود :

" كيف يُـقال لمسيح أنه ابن داود ؟ وداود نفسه يقول في كتاب المزامير :

(( قال الرب لربي : اجلس عن يميني : حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك )) "



حيث يظهر من هذا النص أن داود نفسه يدعو المسيح ربا ً!!.. 

والحقيقة أن مَن يتأمل تلك الجملة التي استشهد بها السيد المسيح عليه السلام من سفر المزامير : معتبرا إياها بشارة في حقه : نراها هي نفسها دليلا واضحا على نفي إلـهية المسيح : لا على إثبات إلـهيته !!!.. 
فعبارة المزامير تقول :
" قال الرب (أي الله سبحانه وتعالى) لربي (أي المسيح) : اجلس عن يميني : حتى أجعل أعداءك موطأً لقدميك " ...
وبناء على هذه الجملة : لا يمكن أن يكون المقصود من كلمة ربي الثانية هو الله أيضا !!!.. وإلا لصار المعنى :
" قال الله : لِـله : اجلس عن يميني : حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك " !!..

إذ كيف يجلس الله عن يمين نفسه ؟!!.. ثم إذا كان ربي الثانية إلها ًهو الآخر :
فإنه من المفترض ألا يحتاج لإله آخر حتى يجعل أعداءه موطئا لقدميه !!!..
بل المفترض أنه هو نفسه يُسخر أعداءه بنفسه !!.. ولا يحتاج لمَن يسخرهم له !

هذا فضلا ًعن أن مخاطبة الله لإلـه آخر معه : تعني وجود إلهين اثنين !!.. وهذا يناقض عقيدة التوحيد : أصل كل العهد القديم كما هو ظاهر وأصل كل الرسالات السماوية - حتى النصرانية نفسها يدعون في شركهم الثلاثي : التوحيد - !!..

والصواب ... 
أن مقصود ربي الثانية : هي السيد والمعلم .. وهي لبيان رفعة المنزلة .. سواء الدينية أو الدنيوية ..
فالدنيوية : هي كما نقول نحن : رب المنزل - وربة المنزل !!..
وكما جاء في قصة يوسف عليه السلام تأويله لرؤيا ساقي خمر الملك :
" أما أحدكما : فيسقي ربه خمرا ً" ..
فالمقصود هنا بربه : هو سيده الملك ...

وكذلك الحال في علو المنزلة والرياسة الدينية : وهو منتشر ٌكثيرا ًفي العهدين القديم والجديد نفسيهما !!..

إذا ً: الذي أراد تبيانه المسيح عليه السلام من عبارته تلك : هو تذكير اليهود بمقامه العظيم الذي تشير إليه عبارة نبيهم داود عليه السلام قائلا لهم : كيف تعتبرون المسيح مجرد ابنٍ لداود : مع أن داود نفسه اعتبر المسيح الآتي المبشر به والذي سيجعله الله دائنا لنبي إسرائيل يوم الدينونة : ربا ًله أي : سيدا له ومعلما ؟!

ومن أدلة العهد الجديد على أن كلمة رب : هي السيد والمعلم :
ما جاء في إنجيل يوحنا (1/38) :
" فقالا : ربي ! الذي تفسيره يا معلم : أين تمكث ؟ " ..
وجاء فيه أيضا (20/16) :
" قال لها يسوع : يا مريم ! فالتفتت تلك وقالت له : ربوني ! الذي تفسيره يا معلم " !!..

وأما لقطع الشبهة المتهافتة نهائيا ً:
فنحن نجد نفس النص ولكن في الترجمة العربية الحديثة للكتاب المقدس : والتي قامت بها الرهبانية اليسوعية ببيروت (1989) المزمور 110 /1 :
" قال الرب لســـيَّدي : اجلس عن يميني : حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك " !
فاستخدموا الكلمة الأصلية وهي (سيدي) بدلا ًمن (ربي) !!!.. 
 --------------

----------------------

10...
قول عيسى ( أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا) ..

وهي قول المسيح عليه السلام :
" ولكن لتعلموا أن لابن الإنسان : سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا " !!..


حيث يستدل بذلك المحرفون بأن غفران الخطايا : هو أمر منحصر بالله سبحانه وتعالى !!.. فإذا كان للمسيح ذلك السلطان : فهذا يعني أنه الله تعالى !!.. 

  

ونحن نعرض النص بأكمله لفهم الخدعة .. حيث يبتدأ الإصحاح التاسع من إنجيل متى بذكر هذه الواقعة فيقول (9/ 1 :8) : 

" فدخل السفينة واجتاز وجاء إلى مدينته .. وإذا مفلوج يقدمونه إليه مطروحا على فراش .. فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج : ثق يا بني .. مغفورة لك خطاياك .. وإذا قوم من الكتبة قد قالوا في أنفسهم : هذا يجدف .. فعلم يسوع أفكارهم فقال : لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم ؟؟.. أيما أيسر : أن يقال مغفورة لك خطاياك ؟؟.. أم أن يقال قم وامش ؟!.. ولكن لتعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا .. حينئذ قال للمفلوج : قم احمل فراشك واذهب إلى بيتك .. فقام ومضى إلى بيته .. فلما رأى الجموع ذلك : تعجبوا ومجدوا الله الذي أعطى الناس سلطانا مثل هذا " !

نلاحظ أولا ًأن المسيح لم يقل للمفلوج مثلا ً:
" ثق يا بني : لقد غفرت ُلك خطاياك " !!!.. بل أنبأه عن حال فقال :
" مغفورة لك خطاياك " ..
ثم نلاحظ ثانيا ًأن قصد المسيح عليه السلام في رده على اليهود : أن يبين لهم صلاحية الإنسان المؤمن البار أن يعلن للناس غفران خطاياهم : وبما يُعلمه الله تعالى به وحيا ً.. وليس من عند نفسه وحاشا !!!..

ونحن نرى مثل ذلك للنبي محمد مثلا ًصلى الله عليه وسلم :
وقد بشر أكثر من صحابي بدخولهم الجنة على ما كان منهم .. ومنهم حاطب بن أبي بلتعة : بشره النبي بغفران الله لذنبه في تسريبه لقريش خبر مقدم النبي ..!
وكذلك أخبر النبي أيضا ًعن بعض الناس أنهم في النار والعياذ بالله ..
فهل فهم المسلمون من ذلك أن مغفرة الذنوب أو إدخال النار : هما بيد النبي ؟!

وهنا فقول المسيح : " أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا " :
فهو على سبيل المجاز لا الحقيقة : وهذا ما فهمه الجموع التي كانت معه في ذلك الموقف أيضا ًفتعجبوا من الله تعالى أن يهب هذا السلطان في الإخبار بالمغفرة للناس - لاحظ : للناس : مما يعني أنها قد تتكرر في غير شخص عيسى فقط - :
" فلما رأى الجموع ذلك تعجبوا ومجدوا الله الذي أعطى الناس سلطانا مثل هذا " !

ولمزيد التأكيد على هذا المعنى :
فهناك نصوص أخرى صريحة في طلب المسيح المغفرة لبعض الناس من الله !!.. ولو كان له سلطان للمغفرة من ذاته لأنه الله : لم يكن يطلبها من نفسه !!!..
ومن ذلك ما جاء مثلا ًفي إنجيل لوقا (23 / 34) :
" فقال يسوع : يا أبتاه ! اغفر لهم : لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون " ..

بل وفي عقيدة النصارى المحرفة نفسها : نجد انتقال هذا السلطان لمغفرة الخطايا ينتقل من المسيح : للتلاميذ أو الحواريين كما في يوحنا 20/ 21: 23 :
" فقال لهم يسوع أيضا : سلام لكم .. كما أرسلني الآب : أرسلكم أنا .. ولمّا قال هذا نفخ وقال لهم : اقبلوا الروح القدس .. مَن غفرتم خطاياه : تغفر له .. مَن أمسكتم خطاياه : أمسكت " !!!.. 

وكذلك ما منحه المسيح عليه السلام لبطرس من سلطان لربط أو حل ما يشاء على الأرض : فيكون كذلك في السماوات !!!..

ومن الجدير بالذكر أن الكنيسة الكاثوليكية : قد توسعت لحد بعيد في إعطاء هذا الحق بغفران الخطايا من بطرس : لخلفائه الباباوات وحتى لمَن يرسمونهم من الأساقفة !!.. و منه نشأ تقليد الاعتراف للقسيس وغفرانه لذنوب شعب الكنيسة !!
وحتى وصل الأمر وكما هو معروف في العصور الوسطى في أوروبا لبيع صكوك الغفران لمَن يقدم خدمات مادية أكثر للكنيسة !!!.. بل ووصل لبيع قطع الأرض في الجنة جاهزةً : لمَن يتبرع للكنيسة !!!!..
 --------------

---------------------- 

11...
قول توما للمسيح ولم يعترض عليه المسيح ( ربي وإلهي) ..!

ولمناقشة هذه الشبهة علينا أيضا ًأن نرجع أولا إلى النص الكامل للواقعة التي خاطب فيها توما معلمه المسيح عليه السلام بتلك العبارة وقد تبين له عدم موته .. وفيما يلي السياق : 
" وبعد ثمانية أيام : كان تلاميذه أيضا داخلاً و توما معهم .. فجاء يسوع والأبواب مغلقة .. ووقف في الوسط وقال : سلام لكم .. ثم قال لتوما : هات اصبعك إلى هنا وأبصر يدي .. وهات يدك وضعها في جنبي .. ولا تكن غير مؤمن : بل مؤمنا .. أجاب توما وقال له : ربي وإلهي ! فقال له يسوع : لأنك رأيتني يا توما آمنت ؟.. طوبى للذين آمنوا ولم يروا ! "

فمن هذا السياق يتضح أن ما أطلقه توما من عبارة : كان في موضع الاندهاش والتعجب الشديدين فقال : ربي وإلهي !!!..
مثلما يتعجب أحدنا من شيء فيقول : يا إلهي !!!.. أو يا ربي !!..

ولا يقصد أن المسيح نفسه ربه وإلهه !!..

طيب .. وماذا لو تماشينا مع محرفي النصارى وقلنا أنه كان يقصد بها المسيح عليه السلام بالفعل ؟..
نقول :
قد مر بنا من قبل كيف أن الرب تــُستخدم للسيد والمعلم إلخ ..
فماذا عن الإله ؟... هل دوما ًكان يتم إطلاقها على الله عز وجل ؟؟...
نجد المخرج والإجابة في العهد القديم نفسه !!!!..
حيث كان يُطلق لفظ الآلــهة على المؤمنين الربانيين الذين صار إليهم وحي الله فالتزموا به وما أنزله عليهم من منهج وتعاليم !!.. فهي تطلق على السيد الكبير أو النبي العظيم !!!..
وهذا مثال تطبيقي على موسى عليه السلام في سفر الخروج 1/17 يقول الله له : 
" قد جعلتك إلـها لفرعون : وأخاك هارون رسولك " !!..

وكما يقولون : إذا جاء الاحتمال : بطل الاستدلال ...!
 --------------
---------------------- 

12...
تفنيد الاستدلال على ألوهية المسيح بأحواله ومعجزاته ..

والرد على هذه الشبهات في غاية السهولة والوضوح : وذلك لأن كل ما أثبته العهدان القديم والجديد بشكل عام للمسيح عليه السلام من أحواله العجيبة كولادته من غير أب أو ارتفاعه بعد موته (حسب تصورهم) ومعجزاته كإحياء الموتى وشفاء الأعمى والأبرص إلخ :
فكلها قد أثبت الكتاب المقدس مثلها تماما أو حتى أكبر منها لغيره من الأنبياء أو للحواريين كما سنرى !!!..
فهل جعلهم ذلك آلهة ًهم أيضا ً؟؟؟؟...

ولنرى معا ً...
 --------------
---------------------- 

12- 1 ...
الاستدلال بميلاد المسيح بغير أب ..!

نقول : فهل هذا أعظم : أم الولادة من غير أب ولا أم أصلا ًكآدم عليه السلام ؟
يقول عز وجل عن تلك الحقيقة :
" إن مَثل عيسى عند الله : كمثل آدم ..! خلقه من تراب ثم قال له : كن فيكون " آل عمران 59 ـ 60 ..

وذلك لأنه كل مَن هو من نسل آدم عليه السلام من البشر : فهو من التراب أيضا ًبأصل خلقته ..

بل الأعجب والأعجب - لمَن لا يعرف - : هو ما ذكره العهد الجديد من اسم كاهن مقدس : وٌجد منذ قديم الأيام بلا أب ولا أم أيضا ً: وهو الكاهن "ملكي صادق" !!..
ولم نسمع أحدا ًمن النصارى قال بألوهيته !!!..
الرسالة إلى العبرانيين: 7 /1 ـ 3 :
" وكان ملكي صادق هذا ملك ساليم وكاهن الله تعالى .. خرج لملاقاة إبراهيم عند رجوعه بعد ما هزم الملوك وباركه .. وأعطاه إبراهيم العشر من كل شيء .. وتفسير اسمه أولاً : ملك العدل .. ثم ملك ساليم أي ملك السلام .. وهو لا أب له ولا أم ولا نسب ولا لأيامه بداءة ولا لحياته نهاية  !!!!.. ولكنه على مثال ابن الله : يبقى كاهنا إلى الأبد " !!!!...
 --------------
---------------------- 

12- 2 ...
الاستدلال بإحياء المسيح للموتى ..!

نقول أن معجزة موسى عليه السلام بقلب العصا الجماد لثعبان حقيقي أمام فرعون وسحرته : هي أعظم من إحياء الميت الذي له جسد لم يزل موجودا ً!!..
في حين اشتملت معجزة موسى عليه السلام على أمرين :
أولاً :
تغيير أصل الخلقة نفسه من شكل وجسم العصا إلى ثعبان !!!..
ثانيا ً:
بعث الحياة فيها لتتحول من جماد صرف : إلى كائن حي صرف !!!..

أيضا ً: 
يروي لنا العهد القديم قصة إحياء النبي إيليَّـا عليه السلام ابنا ًميتا ًلامرأة أرملة كانت تعول إيليا عندما التجأ لقرية صرفة قرب صيدون .. وكان ابنها قد مات من شدة المرض : فدعا إيليا ربه فاستجاب له : وبعث الحياة من جديد في الولد الميت !

وكذلك :
يروي لنا سفر أعمال الرسل من العهد الجديد : قصة إحياء القديس بطرس تلميذ المسيح المقرب : للتلميذة الصالحة " طابيـثـا " من أهل " يافا " : وذلك بعد أن ماتت وغسلت !!!.. وإليكم القصة أعمال الرسل 9 / 36 :41 : 
" وكان في يافا تلميذة اسمها طابيـثـا الذي ترجمته غزالة .. هذه كانت ممتلئة أعمالا صالحة وإحسانات كانت تعملها .. وحدث في تلك الأيام أنها مرضت وماتت فغسلوها ووضعوها في عُـلِّـيَّـة .. ولما كانت اللد قريبة من يافا : وسمع التلاميذ أن بطرس فيها : أرسلوا رجلين يطلبان إليه أن لا يتوانى عن أن يجتاز إليهم .. فقام بطرس وجاء معهما .. فلما وصلوا : صعدوا به إلى الـعُـلِّـيَّـة .. فوقفت لديه جميع الأرامل يبكين ويرين أقمصة وثيابا مما كانت تعمل غزالة وهي معهن .. فأخرج بطرس الجميع خارجا .. وجثا على ركبتيه وصلى : ثم التفت إلى الجسد وقال : يا طابيـثـا قومي .. ففتحت عينيها .. ولما أبصرت بطرس جلست !!.. فناولها يده وأقامها .. ثم نادى القديسين والأرامل وأحضرها حية .. فصار ذلك معلوما في يافا : فآمن كثيرون بالرب " !!..
 --------------
---------------------- 

12- 3 ...
الاستدلال بشفاء المسيح لذوي العاهات المستديمة ..!

وذلك كشفائه عليه السلام للأبرص والمقعد من الولادة والأعرج ... إلخ .. ومثل إخراج الشياطين من المجانين والمصروعين .. فقد نقل العهد الجديد مثلها عن الحواريين أنفسهم ورسل المسيح عليه السلام بل : وعن عامة أتباعه الصالحين أيضا ً!!!..

فقد جاء في سفر أعمال الرسل (3 / 2 :8) : 
" وكان رجل أعرج من بطن أمه يُحْمَل .. كانوا يضعونه كل يوم عند باب الهيكل الذي يقال له الجميل : ليسأل صدقة من الذين يدخلون الهيكل .. فهذا لما رأى بطرس و يوحنا مزمعين أن يدخلا الهيكل : سأل ليأخذ صدقة .. فتفرس فيه بطرس مع يوحنا وقال أنظر إلينا .. فلاحظهما منتظرا أن يأخذ منهما شيئا .. فقال بطرس : ليس لي فضة ولا ذهب ولكن الذي لي فإياه أعطيك : باسم يسوع المسيح الناصري قم وامش .. وأمسكه بيده اليمنى وأقامه !!.. ففي الحال تشددت رجلاه وكعباه فوثب ووقف وصار يمشي : ودخل معهما إلى الهيكل وهو يمشي ويطفر ويُسبح الله " !!

وجاء في سفر أعمال الرسل أيضا (8 / 4 : 8) : 
" فانحدر فيليبس إلى مدينة من السامرة : وكان يكرز لهم بالمسيح .. وكان الجموع يصغون بنفس واحدة إلى ما يقوله فيليبس : عند استماعهم ونظرهم الآيات التي صنعها .. لأن كثيرين من الذين بهم أرواح نجسة : كانت تخرج صارخة بصوت عظيم .. وكثيرون من المفلوجين والعرج شفوا .. فكان فرح عظيم في تلك المدينة

وفي نفس أعمال الرسل كذلك (14 / 8 : 10) : 
" وكان يجلس في لسترة رجل عاجز الرجلين مقعد من بطن أمه : ولم يمش قط .. هذا سمع بولس يتكلم : فشخص إليه .. وإذ رأى أن له إيمانا ليشفى قال بصوت عظيم : قم على رجليك منتصبا .. فوثب وصار يمشي " !!..

وفيما يلي إعلان عام من المسيح عليه السلام عن قدرة كل مَن يؤمن حقا على إظهار أكبر المعجزات .. حيث جاء في إنجيل يوحنا (14 / 12) : 
" الحق الحق أقول لكم : مَن يؤمن بي : فالأعمال التي أعملها يعملها هو أيضا ً: ويعمل أعظم منها " !!!..

و مثله قول المسيح عليه السلام أيضا لتلاميذه لما دهشوا وتعجبوا من يبس شجرة التين فور دعاء المسيح عليها .. فقال لهم إنجيل متى: 21 / 21 : 22 
" الحق أقول لكم : إن كان لكم إيمان ولا تشكون : فلا تفعلون أمر التينة فقط !!.. بل إن قلتم لهذا الجبل انتقل وانطرح من البحر : فيكون !!.. وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين : تنالونه " !!!..

والخلاصة :
أن ظهور الخوارق والمعجزات مهما كان شأنها عظيما على يد شخص : لا يصلح بحد ذاته أن يعتبر مؤشرا على ألوهية هذا الشخص !!.. وإلا لوجب القول بألوهية كل الأنبياء السابقين والحواريين وتلاميذ المسيح أيضا والمؤمنين !!.. 

وأما لمَن لا زال يتحجج فيقول مثلا ًأن تلك الأفعال والمعجزات من الأنبياء من قبل ومن الحواريين وغيرهم : هي ليست من عند أنفسهم بل من الله :
فنقول له أيضا ً: وكذلك تضافرت النصوص الكثيرة من الأناجيل الأربعة وغيرها ومن كلام عيسى نفسه عليه السلام كما رأينا بالأعلى : أنه كان يلتمسها أيضا ًمن الله !!!..

وإليكم هذا النص الواضح مما قاله بطرس الحواري في خطابه لبني إسرائيل بعد رفع المسيح أعمال الرسل: (2 / 14 و 22) 
" فوقف بطرس مع الأحد عشر ورفع صوته وقال لهم :... أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال : يسوع الناصري رجل : قد تبرهن لكم من قبل الله : بقوات وعجائب وآيات : صنعها الله بيده في وسطكم : كما أنتم أيضا تعلمون " !!..
 --------------
---------------------- 

12- 4 ...
الاستدلال بقيام المسيح حيا ًمن بعد موته ..!

حيث يحتج بعض المحرفين - وبعد كل الصدمات السابقة التي سقناها إليهم - : أن أقصى ما يمكن أن يفعله الأنبياء السابقين هو أنهم أحيوا بعض الموتى بإذن الله .. وأما أن يقوموا هم بأنفسهم أحياء من بعد موتهم : فهذا ما لم يقدروا عليه أبدا ! وذلك بعكس المسيح الذي قام بألوهيته من بعد الموت حيا ً..

إلا أننا يمكننا أيضا ًالجواب على هذه الشبهة : وهو أن نصوص العهد الجديد نفسها تشهد بأن المسيح لم يقم من موته المزعوم بقدرته الذاتية الإلـهية !!.. بل إن الله تعالى هو الذي أحياه وأقامه من الأموات !!.. وبهذا تسقط حجة الألوهية المتوهمة في قيامته هي الأخرى !!!..

فقد تكرر التعبير بأن " الـلهُ أقام المسيحَ من الأموات " : مرات عديدة على لسان الحواري بطرس ولسان بولس في سفر أعمال الرسل !!..

فقد جاء في أعمال الرسل 2 / 32 : 33 : في خطاب بطرس الحواري لرجالٍ من بني إسرائيل : 
" فيسوع هذا : أقامه الله .. ونحن جميعا شهود لذلك .. وإذ ارتفع بيمين الله وأخذ موعد الروح القدس من الآب : سكب هذا الذي أنتم الآن تبصرونه وتسمعونه " !

وفي أعمال الرسل أيضا 3 / 14 : 15 : في خطبة أخرى لبطرس
" ولكن أنتم أنكرتم القدوس البار : وطلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل !!.. ورئيس الحيوة قتلتموه : الذي أقامه الله من الأموات : ونحن شهود لذلك " !!..

وجاء في رسالة بولس إلى أهل رومية (4 / 24 : 25) : 
" نؤمن بمَن أقام يسوع ربنا من الأموات : الذي أسلم من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا " !!!..

و في نفس الرسالة لبولس (8 / 18) : 
"... وإن كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكنا فيكم : فالذي أقام المسيح من الأموات : سيُحيي أجسادكم المائتة أيضا بروحه الساكن فيكم " !!..

وفي رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس (6 / 14) : 
"... والله قد أقام الرب (اي المسيح) : وسيقيمنا نحن أيضا بقوته " !!..
 --------------
---------------------- 

12- 5 ...
الاستدلال بسجود بعض الناس للمسيح على ألوهيته ..!

حيث ذُكِر في الأناجيل أن المجوس الذين قدموا من المشرق وعرفوا من النجوم بولادة المسيح : ذهبوا إليه .. فلما رأوه في بيت لحم وهو في المهد : آمنوا به وسجدوا له .. و كذلك جاء أن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب والتلاميذ والأعمى الذي شفاه المسيح : سجدوا له عليه السلام أيضا !!..

فقال بعض المحرفين مستغلين جهل النصارى أنفسهم - كالعادة - بكتابهم وخصوصا ًالعهد القديم : قالوا أن تلك المواقف دليل على ألوهية المسيح !!..

ونقول في الإجابة عن هذه الشبهة : إن كل عالم أو حتى قاريء للكتاب المقدس Bible يعرف أنه قد جاء في كثير من مواضعه ذكر سجود البشر للأنبياء !!.. بل وأحيانا سجود النبي للنبي الآخر !!.. بل حتى أحيانا سجود الأنبياء للبشر !!.. مما يؤكد أنه في عرف الكتاب المقدس وقديما ًلدى البشر وفي شرائع مَن قبلنا : كان لا يعتبر السجود وحده عبادة محضة خاصة بالله !!.. بل كان يرمز أحيانا ًللخضوع أو تعظيم واحترام المسجود له (مثل سجود الملائكة لآدم وأخوة يوسف ووالداه له عندنا في القرآن) ..

والأمثلة على ذلك من العهد القديم وحده : كثيرة جدا ً..
فقد جاء في سفر التكوين (23 / 6) : " فقام إبراهيم و سجد لشعب الأرض لبني حث " !!..
ومن نفس الإصحاح كذلك 23/ 12 : " وسجد إبراهيم أمام شعب الأرض " !!..

وفي سفر التكوين أيضا ً (33 / 3 ـ 7) : أن يعقوب عليه السلام : سجد ونساؤه وأولاده : لعيسو عندما التقوا به !!!..
ومن نفس السفر (42 / 6 و 43 / 26 و 28) : أن أخوة يوسف عليه السلام سجدوا له ..!
وفيه أيضا (48 / 12) : أن يوسف عليه السلام سجد أمام وجه أبيه ..!
وفي سفر الخروج (18 / 7) : أن موسى عليه السلام خرج لاستقبال حميه : وسجد وقبله ..

وفي سفر صموئيل الأول (24 / 8) : أن داود عليه السلام : " نادى وراء شاول قائلا : يا سيدي الملك .. فلما التفت شاول إلى وراءه : خر داود على وجهه إلى الأرض و سجد " !!!..
وفي سفر صموئيل الأول أيضا (25 / 23 ـ 24) ما نصه :
" ولما رأت أبيجايل داود أسرعت ونزلت عن الحمار وسقطت أمام داود على وجهها : وسجدت إلى الأرض : وسقطت على نعليه وقالت: علي أنا يا سيدي هذا الذنب و دع أمتك تتكلم... " ..! 

وفي سفر الملوك الأول (1 / 16) : " فخرت بششبع وسجدت للملك (داود) " !
وفي سفر الملوك الأول أيضا (1 / 22 ـ 23) ما نصه :
" وبينما هي مكلمة : إذا ناثان النبي داخل .. فأخبروا الملك (داود) قائلين : هو ذا ناثان النبي .. فدخل إلى أمام الملك (داود) : وسجد للملك على وجهه إلى الأرض " !
وفي سفر الملوك الثاني (12 / 5) : أن بني الأنبياء سجدوا للنبي إيلياء عليه السلام : لما ظهرت منه المعجزة !!!..

والله الهادي ...