التسميات

الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012


21)) اعرف أنواع الشبهات وكيفية صياغتها !

أحد أسباب الوقوع في الخطأ في الدين إخواني هو : عدم معرفة أنواع الشبهات !
فضلا ًعن كيفية صياغتها من كل مخادع كافر أو كاره للإسلام ...

ففي الوقت الذي لا ولن تجدوا فيه دينا ًيلتزم بالصدق التام والتحري الكامل
لكل كلامه في المناظرات والحوارات والمحاجات : فستجدون الإسلام الوحيد في ذلك !
ولا أخص هنا إلا فرقة أهل السنة والجماعة : أهل الحديث والأثر وأتباع السلف الصالح !
فهم الوحيدون الذين يتورعون عن الكذب ظاهرا ًوباطنا ًلصدق إيمانهم وطهارة معتقدهم !

لن أ ُطيل عليكم ..
ولكني في عجالة وباختصار سأعرض بعضا ًمن أشهر تلك الشبهات وكيفية صياغتها ..
وذلك لعموم انخداع المسلمين البسطاء بها في النت والكتب والفضائيات المفتوحة اليوم ..
وعلى بركة الله نبدأ ...
------


1- اقتطاع الكلام ...

وذلك على طريقة " فويل ٌللمصلين " الشهيرة ...!
حيث يقوم صاحب الشبهة عمدا ًبعرض ما يريده فقط وإخفاء باقي الكلام من قبله ومن بعده :
والذي إن ظهر للقاريء أو السامع : عرف أن مراد ما تم اقتطاعه عمدا ً: ليس كما يظهر ..

وذلك كأن يأتي أحد الشيعة الروافض الخبثاء مثلا ًفيقتطع من كتاب ابن قتيبة رحمه الله :
تأويل مختلف الحديث : يقتطع منه أحاديث مكذوبة تطعن في أكابر الصحابة :
قد ذكرها ابن قتيبة في معرض حديث للرد عليها وبيان وضعها من الشيعة والمعتزلة
الروافض مثل المدعو النظام : الشيعي .. والآخر ابن أبي حديد صاحب كتاب :
(شرح نهج البلاغة) : والذي ملأه بالأخبار المكذوبة التي ألصقها بالصحابة وزوجات النبي !

فيأتي الشيعي أو الرافضي فيذكر للمسلم تلك الأحاديث بالرقم والصفحة من كتب أهل السنة :
فيظنها مَن لا يعرف تلك الكتب أصلا ًومؤلفيها العلماء الأجلاء : أنهم موافقون عليها !
وهذه الطريقة في الاقتطاع من السياق سواء لسطور أو صفحات :
يستخدمها النصارى والملاحدة أيضا ًكثيرا ًويتناقلونها بعمد أو جهل والله يفضحهم بطلبة العلم !
------

2- إظهار نصف الحقيقة ..

وهذه الطريقة شبيهة بالطريقة السابقة وفرقها عنها : أنه في الطريقة الأولى في اقتطاع النصوص :
يكون معنى النص المقتطع : غير صحيح بمفرده .. مثل " فويل للمصلين " ..!!
وأما في طريقتنا هذه هنا - طريقة إظهار نصف الحقيقة - فالنص المقتطع :
يكون صحيح في حد ذاته ولكن : لا ينبغي الاستدلال به - وحده - في مسألةٍ ما وإلا اختل المعنى !
مثال :
أن يذكر الشيعي مثلا ًمن كتب أهل السنة : مدحهم وذكرهم لفضائل علي رضي الله عنه :
ثم يقف النقل عند هذا الحد ليوهم القاريء أو السامع الجاهل بدينه أو العامي من أهل السنة أو الشيعة :
أن العلماء المذكورين لم يمتدحوا ولم يذكروا فضائل بمثل هذه : إلا لعلي فقط !!..
وأما أبي بكر وعمر وعثمان مثلا ً: فلا !!.. رضي الله عنهم أجمعين !!!.. فيغلو في علي !!..

فهنا يعد إظهار نصف الحقيقة فقط : هو نوع من الخداع والتدليس ...
وإنما الواجب أن يتم الجمع في المسألة الواحدة : كل أو معظم ما ورد فيها من نصوص :
ليقف القاريء أو السامع فيها على الحكم ككل : وكما أرادها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ...

مثال آخر :
أن يأتيك آت مثلا ًوأنت جاهل بالقرآن : يأتيك بإحدى الآيات التي تحدثت عن الخمر مثلا ً:
ولم يأت فيها الأمر صراحة ًبالتحريم أو الاجتناب .. وذلك مثل قوله تعالى مثلا ً:
يسألونك عن الخمر والميسر ؟.. قل فيهما إثم ٌكبير .. ومنافع للناس .. وإثمهما أكبر من نفعهما " ..
فرغم أن الآية جاءت بتغليب ذمهما : مقارنة بنفعهما المالي والتجاري :
إلا أنه ليس في الآية أمرا ًمباشرا ًبالتحريم أو الاجتناب - والاجتناب أشد من التحريم - ..

فلو ذكر صاحب الشبهة هذه الآية فقط لمسلم عامي لا يقرأ القرآن أو لجاهل بدينه :
وعلى أنها هي ( الآية الوحيدة ) التي تحدثت عن الخمر في الإسلام والقرآن :
لكان غاشا ًله مخادعا ً!!!.. وإنما الصواب : أن الله تعالى تدرج في تحريم الخمر بأكثر من آية :
وإلى أن ختمها أخيرا ًبقوله تعالى :
إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام : رجسٌ من عمل الشيطان : فاجتنبوه " ...
----------

3- الاعتماد على روايات ضعيفة أو موضوعة مكذوبة ...

وهذا النوع كثير الاستخدام .. فقد قام اليهود والمنافقين من بعد موت رسول الله :
بوضع العديد من المرويات من عندهم لإسقاط هذا الدين :
وكما فعلوا مع كل رسالة سابقة فحرفوها عن أصلها - مثلما وقع في النصرانية - :
ولكن الله تعالى كان من حفظ قرآنه عز وجل : حفظ سنة نبيه صلى الله عليه وسلم :
لأنها الشارحة والمفصلة للقرآن .. فأوقف لها رجالا ًلتلقي أسانيدها عن النبي وصحابته :
فقاموا بوضع أسس علم الحديث الذي تفردت به أمة الإسلام عن سائر الأمم ..
والذي قام على قول الله عز وجل :
يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ : فتبينوا " الحجرات 6 ...

والواجب :
أن يسأل المسلم أهل العلم عند استشكاله لحديث .. وخصوصا ًتلك التي تصل للإيميلات :
ومن نوعية : انشره وسوف تكسب مالا ًفي عشرة أيام !!.. ولو أضعته ستحدث لك مصيبة !!!..
فأغلب مثل هذه الرسائل تحمل أحاديثا ًضعيفة أو موضوعة أو حتى ليس لها أصل :
فيجب السؤال عنها قبل نشرها ..
بل وأدعى وأحرى للسؤال عنها : إذا جاءنا بها الحاقدين على الدين في حوار أو نقاش :
فهم لا أمانة لأغلبهم : فضلا ًعن العلم ...!
---------

4- استغلال الجهل بالمعاني .. والخداع بالتأويل المتشابه ...

وهذا النوع يكثر استخدامه في أوساط المسلمين والسنة العوام ..
ومنه ما يتعلق بالقرآن نفسه مثلما يفعل النصارى .. حيث يأتون لآية متشابهة :
وهي التي تحتمل مثلا ًأكثر من معنى : فيُبرزون منها فقط :
المعنى الذي يوافق هواهم : ثم يؤولونها إليه أمام المسلم أو السني العامي :
والذي لا يعرف في التفسير مثلا ً: فيفتنونه عن دينه ...!

مثل استدلالهم مثلا ًعلى صيغة الجمع في آيات مثل " إنا أنزلناه ... إلخ " :
على أن الله ثلاثة آلهة في واحد !!!..
فأبرزوا معنى التعدد - الغير مقصود - : وأخفوا الأصل المقصود وهو :
جمع التعظيم مثل قولنا للمدير مثلا ً: " سيادتكم " وهكذا .. وهو معروف في لسان العرب !

ومثل استدلالهم أيضا ًبقول الله تعالى للنبي محمد : " فوجدك ضالا ً: فهدى " ..!
فيبرزون منه معنى الضلالة في أسوأ معانيها : من نسبة الكفر وما لا يصح للنبي - وهو المعنى الغير مقصود - :
ويخفون الأصل المقصود وهو أن الضلال كان : عدم معرفة النبي للطريق الصواب :
وهو يعلم أن كل مَن حوله على خطأ : المشركين والنصارى الضالين واليهود المحرفين والمجوس والصابئين إلخ
فجاء وحي الله تعالى إليه ليدله على الطريق الحق إلى الله ورسالاته ...

وما قيل في القرآن : يقال مثله أيضا ًفي الخداع في أحاديث السنة ..
ومن أطرف ما قابلني في ذلك من أحدهم ذات مرة :
هو فرحه الشديد بأنه وجد حديثا ًللنبي يؤكد شربه للخمر ومن أين أتى به ؟؟.. من المسجد !!..
حيث يقول النبي في الحديث الصحيح لعائشة رضي الله عنها : " ناوليني الخمرة من المسجد " !!!..
فقرأها الجاهل صاحب الشبهة بفتح الخاء (وكما يسمعها في الأفلام العربي السفيهة) :
فظنها الخمر المذكورة في القرآن !!.. وبهذا المعنى نقلها لعوام المسلمين ليفتنهم :
وخصوصا ًأن الحديث صحيح !!!.. والصواب : أن الخمرة هي بضم الخاء :
وهي أشبه في يومنا هذا بسجادة الصلاة .. وكانت من الحصير أو الخوص يجلس عليها المصلي :
أو يضع عليها رأسه في السجود ..!
وهناك أسماء أبواب كاملة في كتب الحديث تذكر : صلاة النبي على الخمرة إلخ ..!!!!
--------

5- الإيحاء ...

وهي طريقة على اتصال وثيق بالطريقة السابقة في : 
استغلال جهل القاريء أو السامع وخداعه بسوء التأويل أيضا ً
...! ولكن اختلافها عنها :
أن الطريقة السابقة تعتمد على كلمات أو تعابير تخفى معانيها عن البعض ..
وأما في طريقة الإيحاء التي معنا الآن هذه : فالغش والخداع أكثر جرأة !!!..
حيث يأتي فيه الغشاش أو المخادع لنص : لا التباس فيه أصلا ًولا غموض بل : وكل معانيه واضحة وجلية !
ولكنه يعرضه على القاريء أو السامع بكلام ٍقبله وبعده : يوحي له فيه بما يريد فيه !!!!..

وهي أقرب لطرق الحواة وخدع السحرة في التلفاز وخارجه .. حيث يحترف فيها أصحابها فنون الإيحاء :
وذلك بمقدمات تمهيدية : تسوق عقل المشاهد لتصور معين عن الخدعة التي سيراها :
ثم يقوم مخرج البرنامج أو مدير التصوير المتواطئان معه :
بعرض تعبيرات الدهشة والتصديق على وجوه المشاهدين أو المذيعين - أكثرهم يكون كومبارس -
لتأكيد الخدعة : وحتى يتقبلها المشاهد بغير تفكير ولا شك ...!

وأمثلة ذلك في شبهات النصارى : كثيرة جدا ًيعرفها مَن خالطها ..
حيث لما وجد أهل الباطل حصار أهل الحق لهم بفضائح دينهم الجنسية مثلا ً(مثل نشيد الإنشاد) :
فحاولوا اصطناع مثلها على المسلمين لتكون على غرار (لا تعايرني ولا أعايرك : الهمّ طايلني وطايلك) !!؟؟؟
وبذلك تراهم مثلا ًيأتون للمسلم الجاهل بدينه والعامي - بل والجاهل باللغة العربية - :
فيوهمونه ويوحون إليه بأن كلمة (نكاح) مثلا ً: هي كلمة بذيئة وغير مهذبة !!!..
أو يوهمونه ويوحون إليه أن (مباشرة) الزوج لزوجته وهي حائض : هو فعل مقزز وشهواني وحيواني إلخ !!
والمباشرة هي استمتاع الزوج بزوجته في كل شيء ما عدا الجماع في القبل في الحيض !!! > ..
وهكذا ..

وأما مع الشيعة الروافض الخبثاء : فالأمر أكثر طرافة لمَن يعلم ....!

وأترككم فيه مع مقطع الفيديو التالي لأحد أساطينهم في قنوات الغش والتزوير :
والذي تمتليء كل حلقات برنامجه بالـ ( إيحاء ) بشبهات ليس لها وجود أصلا ً!!!!..
حيث نرى في هذا المقطع القصير (7 دقائق) :
كيف يحترف فن ( الإيحاء ) ليطعن في أن أبا بكر رضي الله عنه : لم يكن مع النبي في الغار !
فانظروا لمكره الخائب وتمهيده من أول المقطع : والذي لا ينطلي إلا على الجهال ومسلوبي العقل :
حيث يتظاهر فيه وكأنه قد وقع على الصيد الثمين من كتب أهل السنة والدليل الدامغ !!!..



ثم انظروا من الدقيقة 6.15 إلى ما بعد 6.30 : حيث نرى صراحة ًوفي أسفل الصفحة بوضوح :
وفي باقي الحديث نفسه الذي يصطنع الاستشهاد به : نرى مكتوبا ًفيه - ولم يقرأها - :
فانطلق أبو بكر : فدخل معه الغار " !!!!...
أي : إثبات صريح بأن أبا بكر : هو الذي كان مع النبي في الغار لكل مَن يفهم اللغة العربية !
ولا تعليق !!!..
ويمكنكم متابعة الرد على أصل الشبهة التي أثارها ذلك المخادع من سؤال أبي بكر لعليّ : هنا :
http://abohobelah.blogspot.com/2012/...g-post_10.html

فهذا هو سحر الإيهام والإيحاء أمام العوام والبسطاء ...
وأعتذر عن الإطالة التي أحاول الابتعاد عنها في هذا الموضوع قدر الإمكان ..

يُـتبع إن شاء الله ...