** مفتي الديار السعودية : الشيخ ابن باز رحمه الله **
قد رأينا معا ًإخواني فيما سبق : الحجم الطبيعي لدعيّ الدين هذا المسمى :
(( علي جمعة )) ...
والذي سنرى الآن الفارق الشاسع بينه : وبين أحد العلماء الربانيين حقا ً:
والذين يعملون بما يعلمون ..
والذين تسبق خشيتهم لله : العلم والعمل ..
ولا نزكيه على الله ...
بل هو نفسه يعترف (وبلا أدنى غضاضة) : أنه بشر يُخطيء ويُصيب ويعتذر ..
وليس كذاك المنافق المغرور الذي كلما خرم جمعا ًلعلماء الأمة : أو حتى علماء
الأزهر في مصر : انتفخ وانتفش : وظن أنه صار يُغطي قرص الشمس بجسمه !
---
سوف نرى معا ًالآن :
الفرق بين الثرى ........ والثريا ....!
بين عالم ٍ: يُقدر معنى مسؤليته كعالم ومفتٍ للمسلمين :
يُسارع لتكذيب كل إشاعة عنه : رسميا ًوبالرسائل والأختام :
حتى لا يفتن المسلمين بسكوته وصمته ..
وبين ذاك المخزول الذي فضحه الله بالعديد من المقاطع الصوتية :
والتي ما جرأ حتى على تكذيبها أو التشكيك فيها إلى اليوم : رغم مرور أكثر
من أربعة أعوام على انتشارها في النت !!!!..
والتي << ولو افترضنا جدلا ًنزولا ًمع انخداع المخدوعين في الرجل >> :
أنها كذبا ًوافتراءً عليه (ولا أعرف كيف يتأتى كذبٌ بهذا الحجم في هذا العصر
الحديث : عشرات المقاطع التي تطابق طريقة الرجل في الكلام وخـُلقه الرديء) :
أقول :
والتي لو افترضنا ((( جدلا ً))) كذبها عليه (( وهذا لا ينقص من دلالة باقي بلايا
الرجل شعرة )) : لقلنا :
ألم يكن الأولى به تكذيبها (( ولو لمرة واحدة فقط )) :
درءً لفتنة طلبة علمه و(( أتباعه ))) فيه ؟!!!..
وقد صح عن أمنا صفية زوج النبي رضي الله عنها أنها قالت :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : مُعتكفا ً.. فأتيته أزوره ليلا ً.. فحدثته :
ثم قمت .. فانقلبت (أي راجعة ًإلى بيتي) : فقام معي ليقلبني (أي يوصلها إلى البيت)
وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد .. فمر رجلان من الأنصار .. فلما رأيا النبي صلى
الله عليه وسلم (أي سائرا ًمع امرأة) أسرعا .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
على رسلكما !!.. إنها صفية بنت حيي .. قالا : سبحان الله يارسول الله (أي : وهل
ظننت يا رسول الله أنا نشك فيك ؟!!) ! قال :
إن الشيطان : يجري من الإنسان : مجرى الدم .. فخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا ً!
(وفي رواية) : شرا ً" .......
رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة بألفاظٍ متقاربة ..
والشاهد :
أنه حتى النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم :
اهتم بألا يكون هناك أدنى شبهة في قلوب المسلمين عليه !!!..
فما بال مفتي الديار المصرية يقبل : أشهر شبهة قلبت الرأي العام عليه منذ أنزلها
أصحابها على النت منذ أكثر من أربعة سنوات : وإلى الآن ؟؟؟!..
اللهم كل عاقل ليشهد :
أن هذه المقاطع حق ..
وأنه فيها : هو هو بجلفه وتكبره وكذبه وتدليسه المعهود في كل مكان !!!..
وبنفس لهجته المتعالية الواثقة في الباطل والتي يراها الناس في مقاطع الفيديو وعلى
شاشات التلفاز والفضائيات !!..
والحمد لله رب العالمين :
أنا لم نفتري على الله شيئا ًمن عندنا !!!..
------
--------
وأيضا ً:
وقبل أن أذكر نبذة ًعن الشيخ ابن باز رحمه الله :
أود هنا أن أنقل لكم كلاما ًقيما ًلشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وذلك من (مجموعة الرسائل والمسائل) له حيث يقول :
" وجب بيان من يغلط في : الحديث والرواية .. ومن يغلط في :
الرأي والفتيا .. ومن يغلط في : الزهد والعبادة ..
حتى وإن كان المُخطيء المجتهد : مغفورا ًله خطؤه !!..
وحتى وهو : مأجورٌ على اجتهاده !!..
فبيان القول والعمل الذي دل عليه الكتاب والسنة :
واجـــــب ..
حتى وإن كان في ذلك : مُخالفة ًلقول وعمل المُخطيء ..
ثم القائل في ذلك بعلم (أي الذي يُصحح تلك الأخطاء ويُبينها للناس) :
لا بد له من حُسن نية ..
فلو تكلم بالحق ولكنه : لقصد العلو في الأرض أو الفساد :
كان بمنزلة الذي يقاتل حَمية !!!..
(أي لا يُقاتل لله : فيبطل بذلك أجر قتاله وأجر شهادته لو مات) ..
وإن تكلم لأجل الله : مُخلصا ًله الدين :
كان من المُجاهدين في سبيل الله رب العالمين ..
ومن ورثة الأنبياء والمرسلين ..
قيل للإمام أحمد (أي ابن حنبل) رحمة الله عليه :
الرجل يصوم ويصلي ويعتكف : أحب إليك ؟؟..
أم مَن يتكلم في أهل البدع (أي يفضح أخطاءهم للناس) ؟؟..
فقال :
إذا صام وصلى واعتكف : فإنما هو لنفسه ...
وإذا تكلم في أهل البدع : فإنما هو للمسلمين ..
وهذا أفضل !!!..
فبين (أي الإمام أحمد رحمه الله) :
أن هذا العلم للمسلمين في دينهم :
هو من جنس الجهاد في سبيل الله !!!..
إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعه من الخطأ والبغي :
واجب على الكفاية باتفاق المسلمين !!...
ولولا من يُـقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء : لفسد الدين !!..
ولكان فساده : أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب !!!..
فعدو الحرب إذا استولى :
لم يُفسد القلوب وما فيها إلا تبعا ً(أي بعد مراحل عديدة) ..
وأما أولئك (أي المُخطؤن في الدين بغير بيان لخطأهم) :
فهم يُفسدون القلوب ابتداءُ " !!!..
------
أقول :
ورغم عشرات العلماء من مصر نفسها الذين ردوا على هذا المفتن الجاهل الضال :
إلا أني سأذكر لكم مثالا ًلأحد الشيوخ السعوديين الذين ردوا مؤخرا ًعلى خطبةٍ
لهذا المفتن :
ما زال فيها يرفع من شأن الأضرحة والقبور وتعطيمها :
معتمدا ًفي ذلك على جهالة العوام بخصوصية مسجد النبي صلى الله عليه وسلم :
والذي كانت غرفة عائشة رضي الله عنها (التي مات فيها الرسول) : ملاصقة ً
لذاك المسجد : ودُفن فيها النبي لأنه هو القائل في الحديث الصحيح :
" يُدفن الأنبياء : حيث يموتون " ...
وبالطبع اتسع المسجد اتساعا ًشديدا ًلا بد منه مع الوقت (لأنه أحد المساجد الثلاثة
التي يحل السفر إليها لذاتها) :
فانضم قبر النبي لمسجده : لتلك الأسباب والظروف الخاصة ...
فلم يقف ضـُلال الصوفية في زمن ٍمن الأزمان عن تشويه تلك الحقائق على العامة :
وتصويرها على أنها رخصة لبناء المساجد على القبور :
وآخرهم هذا الدعي المفتن الصوفي ..
والذي كما قلت لكم :
سأنقل أحد ردود الشيوخ السعوديين عليه في آخر هذه الرسالة ..
(وهو أحد أعضاء هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) ..
والحمد لله رب العالمين ...
والآن مع عددِ من المعلومات التي يجهلها الكثيرون عن الشيخ ابن باز رحمه الله ..
-------
----------
1...
ولد الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمة الله : في ذي الحجة سنة 1330 هـ : بمدينة الرياض ..
وكان بصيرا ثم أصابه مرض في عينيه عام 1346 هـ وضعف بصره (أي في عمر 16 سنة) ..
ثم فقده عام 1350 هـ (أي في العشرين) وحفظ القرآن الكريم قبل سن البلوغ ..
ثم جدّ في طلب العلم على العلماء في الرياض ولما برز في العلوم الشرعية واللغة :
تم تعيينه في القضاء عام 1357 هـ ولم ينقطع عن طلب العلم حتى وفاته رحمة الله ..
(( وأقول أنا أبو حب الله : شتان بين التتلمذ على أيد علماء : وعلى أيد مُدخني السجائر والشيشة !!!!!! ))
حيث لازم البحث والتدريس ليل نهار ولم تشغله المناصب عن ذلك ..
وقد عنى عناية خاصة بالحديث وعلومه حتى أصبح حُكمه على الحديث من حيث الصحة والضعف :
محل اعتبار (وهي درجة قل أن يبلغها أحد خاصة في هذا العصر) ..
----
2...
تلقى العلم على أيدي كثير من العلماء ((أقول مرة أخرى : ليسوا من مدخني الشيشة والسجائر)) منهم :
الشيخ محمد بن عبداللطيف قاضي الرياض .. الشيخ صالح بن عبدالعزيز .. الشيخ سعد بن حمد بن عتيق
قاضي الرياض .. الشيخ حمد بن فارس وكيل بيت المال في الرياض .. سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم بن عبد
اللطيف آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية : وقد لازم حلقاته نحوا ًمن عشر سنوات : وتلقى عنه
جميع العلوم الشرعية ابتداءً من سنة 1347 هـ إلى سنة 1357 هـ .. الشيخ سعد وقاص البخاري من
علماء مكة المكرمة : وقد أخذ عنه علم التجويد في عام 1355 هـ ..
----
3...
تولى الشيخ العديد من المناصب منها على سبيل المثال :
1 - رئاسة هيئة كبار العلماء في المملكة.
2 - رئاسة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في الهيئة المذكورة.
3 - عضوية ورئاسة المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي.
4 - رئاسة المجلس الأعلى العالمي للمساجد.
5 - رئاسة المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي.
6 - عضوية المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
7 - عضوية الهيئة العليا للدعوة الإسلامية في المملكة.
ولم يقتصر نشاطه على ما ذكر فقط : بل كان يُلقي المحاضرات ويحضر الندوات العلمية ويعلق عليها :
ويُعمر المجالس الخاصة والعامة التي يحضرها بالقراءة والتعليق : بالإضافة إلى الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر الذي أصبح صفة ًملازمة له (( أقول : وفارقٌ هائل بين شهادة الشعب السعودي بذلك :
وبين ما تركه مفتن مصر في قلوب العامة من الاستخفاف والاستهزاء به لانشغاله بالتوافه مثله )) ..
----
4...
له مؤلفات عديدة ومتنوعة : تتناسب مع سعة علمه وشعوره بنقاط ضعف الأمة رحمه الله :
نذكر منها ما كان كبير الحجم ومتوسطه :
1- الأدلة الكاشفة لأخطاء بعض الكتاب .
2- الأدلة النقلية والحسية على إمكان الصعود إلى الكواكب وعلى جريان الشمس وسكون الأرض .
3- إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله أو صدق الكهنة والعرافين .
4- الإمام محمد بن عبد الوهاب: دعوته وسيرته.
5- بيان معنى كلمة لا إله إلا الله .
6- التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء الكتاب والسنة.
7- تنبيهات هامة على ما كتبه محمد علي الصابوني في صفات الله عز وجل .
8- ثلاثة رسائل :
أ- العقيدة الصحيحة وما يضادها .
ب- الدعوة إلى الله .
جـ- تنبيه هام على كذب الوصية المنسوبة إلى الشيخ أحمد .
9- رسالتان هامتان :
أ- وجوب العمل بالسنة وكفر من أنكرها،
ب- الدعوة إلى الله سبحانه وأخلاق الدعاة .
10- الرسائل والفتاوى النسائية : اعتنى بجمعها ونشرها أحمد بن عثمان الشمري .
11- الفتاوى: ط مؤسسة الدعوة الإسلامية الصحفية .
12- فتاوى إسلامية - ابن باز - ابن عثيمين - ابن جبرين .
13- فتاوى تتعلق بأحكام الحج والعمرة والزيارة .
14- فتاوى المرأة لابن باز واللجنة الدائمة جمع وترتيب محمد المسند .
15- فتاوى مهمة تتعلق بالحج والعمرة .
16- فتاوى وتنبيهات ونصائح .
17- الفوائد الجلية في المباحث الفرضية،
18- مجموع فتاوى ومقالات متنوعة . تجميع د . محمد بن سعد الشويعر ط دار الإفتاء .
19- مجموعة رسائل في الطهارة والصلاة والوضوء .
20- مجموعة الفتاوى والرسائل النسائية .
21- نقد القومية العربية على ضوء الإسلام والواقع .
22- وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
23- وجوب العمل بالسنة وكفر من أنكرها .
24- شرح ثلاثة الأصول .
---
وأما الرسائل الصغيرة للشيخ فمنها :
1- الأذكار التي تقال بعد الفراغ من الصلاة .
2- إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك .
3- التبرج وخطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله .
4- التحذير من البدع .
5- التحذير من القمار وشرب المسكر .
6- التحذير من المغالاة في المهور والإسراف في حفلات الزواج .
7- تحفة الأخيار ببيان جملة نافعة مما ورد في الكتاب والسنة من الأدعية والأذكار .
8- تنبيه هام على كذب الوصية المنسوبة للشيخ أحمد خادم الحرم النبوي .
9- ثلاث رسائل في الصلاة:
أ- كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم،
ب- وجوب أداء الصلاة في الجماعة،
جـ- أين يضع المصلي يديه بعد الرفع من الركوع .
10- الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح .
11- الجواب المفيد في حكم التصوير .
12- حكم الإسلام فيمن زعم أن القرآن متناقض أو مشتمل على بعض الخرافات أو
وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بما يتضمن تنقصه أو الطعن في رسالته، والرد على
الرئيس أبي رقيبة فيما نسب إليه من ذلك .
13- حكم السفور والحجاب ونكاح الشغار .
14- حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والإشارة إليها بالحروف .
15- حكم الغناء .
16- حكم مقابلة المرأة للسائق والخادم .
17- خطر مشاركة الرجل للمرأة في ميدان عمله .
18- الدروس المهمة لعامة الأمة .
19- الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة .
20- رسالتان في الصلاة .
21- رسالتان موجزتان عن أحكام الزكاة والصيام .
22- رسالة عن حكم شرب الدخان .
23- رسالة في إعفاء اللحى .
24- رسالة في الجهاد .
25- رسالة في حكم السحر والكهانة .
26- رسالة في مسائل الحجاب والسفور .
27- رسالة في وجوب الصلاة جماعة .
28- رسائل في الطهارة والصلاة .
29- السفر إلى بلاد الكفرة .
30- العقيدة الصحيحة وما يضادها .
31- عوامل إصلاح المجتمع مع نصيحة مهمة عامة .
32- الغزو الفكري ووسائله .
33- فتاوى في حكم الغناء والإسبال وحلق اللحى والتصوير وشرب الدخان .
فتاوى ورسائل في الأفراح .
35- فضل الجهاد والمجاهدين .
36- كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم .
37- ماذا يجب عليكم شباب الإسلام .
38- مجموعة رسائل في الصلاة .
39- موقف اليهود من الإسلام .
40- نصيحة المسلمين وفتاوى بشأن الخدم والسائقين وخطرهم على الفرد والمجتمع .
41- نصيحة وتنبيه على مسائل في النكاح مخالفة للشرع .
42- هكذا حج الرسول صلى الله عليه وسلم .
43- وجوب تحكيم شرع الله ونبذ ما خالفه .
44- في ظل الشريعة الإسلامية .
45- وجوب لزوم السنة والحذر من البدعة .
46- دعوة للتوبة .
47- بيان لا إله إلا الله .
48- العلم وأخلاق أهله .
49- أهمية العلم في محاربة الأفكار الهدامة .
50- أصول الإيمان .
51- لا دين حق إلا دين الإسلام .
52- التحذير من الإسراف والتبذير .
53- يا مسلم احذر تسلم .
54- بيان التوحيد .
55- السحر والخرافة .
56- الأجوبة المفيدة عن بعض رسائل العقيدة .
57- رسالة في التبرك والتوسل .
58- مسئولية طالب العلم .
59- إعصار التوحيد يحطم وثن الصوفية .
60- نصائح عامة .
----
5...
توفّي الشيخ رحمه الله يوم الخميس 27/1/1420 هـ عن عمر يناهز 89 سنة :
قضاها رحمه الله في الجد والاجتهاد والعمل الصالح وطلب العلم وتعلمه وبذله والدعوة إلى الله
والجهاد في سبيله وقضاء حوائج المسلمين ومساعدتهم والوقوف معهم رحمه الله وغفر له واسكنه
فسيح جناته ونور قبره وأنزله منازل الأبرار وجمعنا به في دار كرامته ومستقر رحمته ..
ولقد صلى على جثمانه بعد صلاة الجمعة خلق ٌكثير وجموع غفيرة لا يحصيهم إلا الله عز وجل ،
وهذا برهان ودليل محبة الناس له، رحمه الله واسكنه فسيح جناته ..
----
وللمزيد من المعلومات عن الشيخ : وحياته : ومواقفه الدعوية المؤثرة وفعله للخير :
http://www.binbaz.org.sa/life
----
6...
وأما مجهوداته من الناحية السياسية :
فتعالوا معا ًلنلقي نظرة ًعلى الملك فيصل في عصر ابن باز رحمه الله ..
وتعالوا نرى معا ً: ماذا كانت النتيجة عندما كان الشيخ ابن باز : أحد المقربين للملك
فيصل ؟؟!!..
ثم قارنوا بعد ذلك : بين ذلك وذاك ...
وبين المفتن : والمخلوع مبارك : رئيسه في الفساد والإفساد !!!..
----
فكما فتح الشيخ ابن باز رحمه الله باب الجهاد مع الأفغان ضد الملاحدة الروس ....
فقد دفع وشجع الملك فيصل رحمه الله : للوقوف ضد الطاغوت الأكبر في هذا الزمان !
وبلا خوف !!!..
أتدرون عن ماذا أتحدث ؟؟؟!!...
نعم ...
إنها حرب العاشر من رمضان : 6 أكتوبر الشهيرة !!!..
---
ففي زمن هذا الشيخ المُقرب للملك (وتقريب عن تقريب يفرق كما قلنا) :
اعترف المسلمون والعرب وغيرهم : أن الملك فيصل رحمه الله : وبوقفته المشهودة في قطع النفط عن
الأمريكان :
اعترفوا أنه بطل حرب العاشر من رمضان الغير مباشر ؟!!..
وقد بلغ من شجاعة الشيخ والملك : وتحديهم للأمريكان : وتأكيدهم على موقفهم الغاية في العزة :
أن قام الملك فيصل رحمه الله باستقبال الوفد الأمريكي المُفاوض وقتها :
في إحدى الخيام من القماش في الصحراء :
لكي يُثبت لهم أن السعوديين : على أتم الاستعداد للرجوع لحياة البدو إذا تطلب الأمر : ولكنهم
أبدا ً:
لن يخذلوا المسلمين في حربهم ؟!!!!..
---
(( أقول : قارنوا بين هذا الموقف العملي : وبين كلام الفشنك للمفتن قبل توليه الفتوى !))
---
بل :
وكان من ثمرات جلسات الشيخ ابن باز مع الملك فيصل وتقريب الأخير له والاستماع إليه :
أن أعلن الملك فيصل في أواخر حياته (وقبل اغتياله رحمه الله) عن عزمه :
رد فلسطين من الصهيوأمريكان ؟!!..
---
وهذه هي إحدى صفحات ذلك الشيخ المنسية في السياسة !!!...
وقبل أن أترك هذه النقطة أيضا ً...
فلي رد ((( جاهز ))) على مَن يتهموا الشيخ باتهاماتٍ باطلة عن ( فتواه ) السماح للأمريكان
بدخول السعودية إبان الغزو العراقي للكويت ...
فمَن سيتطرق لهذه المسألة :
فلا يخف : فعندي الرد إن شاء الله ...
---
وأما موقف الشيخ من طواغيت العرب :
وهو الموقف الذي أرجو أيضا ًأن يُوضع موضع المقارنة : قياسا ًمع غيره كهذا المفتن الصوفي :
فلو تمعن أحدكم في قراءة أسماء رسائل الشيخ القصيرة التي ذكرتها لكم بالأعلى :
لوجد ردا ًصريحا ًحازما ًعلى الرئيس العلماني المدعو (أبي رقيبة) في رقم (12) :
12- حكم الإسلام فيمن زعم أن القرآن متناقض أو مشتمل على بعض الخرافات أو
وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بما يتضمن تنقصه أو الطعن في رسالته، والرد على
الرئيس أبي رقيبة فيما نسب إليه من ذلك .
---
وللعلم : وبالنسبة لـ
القذافي أيضا ً: ذاك المجنون الاشتراكي منكر السنة :
فيمكن تنزيل كتاب من النت باسم :
" الرد الشافي على مفتريات القذافي " :
وهذا رابط للتنزيل (1 ميجا فقط):
http://www.archive.org/download/rsmqrsmq/rsmq.pdf
والكتاب :
أصدرته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة : والتي يترأس مجلسها التأسيسي الشيخ ابن باز
رحمه الله : وتجدون فيه أيضا ً: بيان مجلس هيئة كبار العلماء في السعودية وفي مقدمتهم الشيخ
ابن باز رحمه الله ..
ردا ًعلى افتراءات القذافي على الإسلام وعلى الحج وعلى شعائر الدين وعلى مكة وعلى
السعودية :
وذلك في خطبته في عيد الأضحى في بلاده عام 1980م ..
وما سبق ذلك وما تبعه من أقاويل ٍله لا تصدر عن مسلم ((مع العلم أن القذافي يُصلي أيضا ً
وينطق الشهادتين)) !!!..
فالرجل بداية ً: ربيب الاشتراكية على يد الرئيس السابق عبد الناصر المصري ..
وهو من أشد المنكرين للسنة : والمُجاهرين بذلك بلا حياء في كل محفل ديني .. بل : ويتعمد
التصوير واضعا ًيده اليسرى على اليمنى في الصلاة !!.. وهو ممَن استأجر الضال المنافق أحمد
صبحي منصور منكر السنة من قبل : ليكتب كتابا ًمن كتبه البذيئة التي يتهجم فيها على السنة
إلى آخر ذلك من البلايا .. إلخ ..
وللعلم :
فقبل إصدار الكتاب (والذي وصل لتكفير القذافي) :
فقد أ ُرسل له وفدا ًمن المجلس الأعلى العالمي للمساجد برئاسة الشيخ صالح اللحيدان 1399 هـ :
لنصيحته في ليبيا : فلم يستجب !!!..
---
------
والآن ...
تعالوا نرى :
كيف كان الشيخ ابن باز رحمه الله : حريصا ًعلى عدم فتنة المسلمين : وتابعيه : وطلبة العلم
الذين يعرفونه :
بأن كان يُسارع دوما ًلنفي أي أكذوبة يفتريها المفترون عليه : ويصل إليه خبرها ...
---
1...
فبالنسبة لكروية الأرض :
فهذه مسألة مفروغ منها سلفا ًوخلفا ً: بل تجدونها في كتب التفاسير القديمة نفسها :
من الإشارة على كروية الأرض : فسبق المسلمون بذلك غيرهم بقرون ٍطويلة ..
<< وقد كذب نسبة رسالة إليه بعنوان : الباز المنقض على مَن قال بكروية الأرض >>
---
2...
وأما بالنسبة لصعود الأمريكان على القمر :
فالشيخ لم يُكذب ولم يُصدق ..
وانظروا لكتابه الذي ذكرته لكم بالأعلى :
(الأدلة النقلية والحسية على إمكان الصعود إلى الكواكب وعلى جريان الشمس وسكون الأرض)
حيث لم يزد قوله تعليقا ًعلى صعود الأمريكان للقمر عن أن الأمر للمختصين : لهم البت في ذلك !
وصدق الشيخ والله !!!..
فإلى الآن : وما زالت الشكوك تتفاقم وتتأكد في تكذيب مسرحية هبوط الإنسان على القمر !
حيث قام الأمريكان بخداع شعبهم والعالم بالعديد من رحلات هبوطهم على القمر : يُصورونها :
كما يُصورون أفلام الخيال العلمي بهوليود تماما ًبتمام !!..
ولمزيد من التفاصيل :
يرجى مشاهدة الرابط التالي :
http://www.youtube.com/watch?v=582ArYSD_MY
ومطالعة وتنزيل وقراءة ورؤية الصور في الروابط التالية :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?p=193583
http://hobeldeen.ahlamontada.com/mon...opic-t2092.htm
فهل أخطأ الشيخ ساعتها عندما أرجع الأمر إلى المختصين لإثبات ذلك أو نفيه ؟؟!!..
أم أن بصيرته (وهو أعمى) : كانت أحدّ من بصر الملايين من غيره من المخدوعين !!!..
---
3...
وأما بالنسبة لثبات الأرض : ودوران الشمس حولها :
فالشيخ رحمه الله : قد التزم ظاهر القرآن في ذلك ((لأن ظاهر القرآن ان الشمس والقمر يتحركان
ويجريان : ولم يرد مثل ذلك في نص ٍصريح ٍللأرض)) ..
وهو نفس ما أجمع عليه علماء الأمة والمفسرين في الماضي ...
وللعلم :
فالشيخ رغم ذلك :
لم يُكفر مَن قال بدوران الشمس حول الأرض كما افترى عليه المفترون ..
وكما نشرت ذلك مجلتي (السياسة) و(المصور) الفاسدتين :
وإليكم بيانه رحمه الله في تكذب ذلك الكلام عنه :
http://www.saaid.net/Doat/ehsan/147.htm
(((( أرأيتم الفارق الشاسع بين العالم إذا تجنى عليه أحد بالفتراء والكذب حقيقة ً: وبين دعي
الدين الذي ما يُنشر عنه من مقاطع صوتية وكتابية ومرئية : هي أقل بكثير من باقي بلاويه
التي لم تظهر بعد : ولذلك : لا يجد الجراة أصلا ًلإنكارها والشهود عليه كـُثر ؟!!! )))) ..
---
وأخيرا ً:
وأ ُذكر بما أوردته لكم في أول الرسالة :
كيف رأينا مسارعة الشيخ رحمه الله لتكذيب ما انتشر عنه في المقطع الصوتي (( الواحد ))
(( اليتيم )) عن إباحته لبس الصليب : بجواب ٍرسمي :
وكيف هي بلادة المنافقين وأدعياء الدين والجهلة كهذا المفتن : في السكوت عن أكثر من 40 مقطع ٍ
صوتي يفضحون (((((( القليل ))))))) من بلاويه في أمتنا وفي مصر !!!..
فاللهم مَن خان الأمانة من أولياء أمور المسلمين :
ومَن خان الأمانة ممَن تصدوا لتوقيع الفتوى عنك للمسلمين :
فعاملهم بما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" وإنها أمانة .. وإنها يوم القيامة : خزيٌ وندامة :: إلا :: مَن أخذها بحقها : وأدى الذي
عليه فيها " جزء من حديث صحيح لمسلم ...
فمثل هذه الولايات العامة للمسلمين :
لا مكان فيها لـ :
ضعف شخصية .. ولا جهل .. ولا هوى .. ولا غش .. ولا طمع .. ولا أثرة .. ولا سفه !
----
--------
والآن اترككم مع رد الشيخ : عبدالعزيز بن محمد السعيد بتاريخ 6/5/1432 هـ :
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية :
على خطبة المفتن الجاهل الصوفي مؤخرا ًفي دفاعه عن الأضرحة والمقامات والقبور المُشرفة !!
حيث يقول جزاه الله خيرا ً(مع التصرف مني للاختصار) :
---
يا فضيلة مفتي مصر : تشويه الإسلام : في الشرك وذرائعه !!..
وليس في : تحقيق التوحيد !!.. والاتباع !!.. وسد طرق الشرك !!..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه .
أما بعد فقد استمعت إلى مقطع من خطبة فضيلة مفتي مصر الدكتور علي جمعة ـ وفقنا الله وإياه
للحق ـ حول البناء على القبور ، والذي قرر جواز البناء على القبور ، وقد تضمن كلامه عدة
أمور : وجب التنبيه عليها لفسادها ، ولئلا يغتر بها مَن لا علم عنده ، ولم يطلع على الأدلة الشرعية
المخالفة لما ذكره .
حيث لاشك أن من أعظم أسباب الشرك بالله تعالى : الغلو في القبور والأولياء ، بل هو سبب أول
شرك وقع في الأرض ، كما هو معلوم من حال قوم نوح عليه السلام ، وهو ماتجد بيانه في قول الله
تعالى : " وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً " ..
ولهذا جاءت الشريعة بالتفصيل في شأن القبور ، وبينت مايجوز ومالايجوز ، وسدت كل ذريعة قد
تفضي إلى الإشراك بالله ، أوتقدح في التوحيد ، ومن ذلك : تحريم البناء على القبور ، والذي تجاوز
فيه فضيلة الدكتور علي جمعة الأدلة ، فقضى بجوازه !!.. مُعرضا عن الأدلة الصحيحة الصريحة في
تحريمه ، كما سيأتي ذكر طرف منها إن شاء الله .
وإليك بيان ما أخطأ فيه الدكتور علي جمعة ـ هدانا الله وإياه للحق ـ والرد عليه ، على وجه
الإيجاز ؛ لاستدعاء سرعة التنبيه ذلك .
1 ـ
وصف الدكتور هدم البنايات على القبور بأنه : خروج عن الدين والعقل والإنسانية !!!..
وهذا رد على رسول الله صلى الله عليه وسلم !!!.. فقد روى مسلم عن أبي الهياج الأسدي قال :
قال لي علي بن أبي طالب : ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أن لا تدع تمثالا ًإلا طمسته !!.. ولا قبرا ًمُشرفا ً: إلا سويته " !!..
والُمشرف : هو العالي ، قال النووي في ( شرح مسلم 7 / 36) : " فيه أن السُنة أن القبر لا يرفع
على الأرض رفعا ًكثيرا ًولا يُسنم ، بل يرفع نحو شبر ويُسطح " ... وقال ابن الجوزي (في كشف المشكل
من حديث الصحيحين 1 / 149) : " والمشرف العالي .. وعلى هذا يكره تعلية القبر " ..
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في (الرد على الأخنائي ص160) : " فأمره بطمس التماثيل وتسوية القبور
العالية المشرفة : إذ كان الضالون أهل الكتاب أشركوا بهذا وبهذا : بتماثيل الأنبياء والصالحين وبقبورهم "
وقال الشيخ سليمان بن عبدالله في (تيسير العزيز الحميد ص635) : " وأما تسوية القبور : فلِما في تعليتها
من الفتنة بأصحابها وتعظيمها .. وهو من ذرائع الشرك ووسائله ، فصرف الهمم إلى هذا وأمثاله : هو من
مصالح الدين ومقاصده وواجباته ، ولما وقع التساهل في هذه الأمور : وقع المحذور وعظمت الفتنة بأرباب
القبور ، وصارت محطا لرحال العابدين المعظمين لها ؛ فصرفوا لها جل العبادة من : الدعاء؛ والاستعانة ؛
والاستغاثة ؛ والتضرع لها ؛ والذبح لها ؛ والنذر ؛ وغير ذلك من كل شرك محظور " ...
وقال القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن 10 / 381) بعد ذكر خلاف أهل العلم في تسنيم القبر :
" وأما تعلية البناء الكثير على نحو ما كانت الجاهلية تفعله تفخيما وتعظيما فذلك يهدم ويزال ؛ فإن فيه
استعمال زينة الدنيا في أول منازل الآخرة !!.. وتشبها بمن كان يعظم القبور ويعبدها . وباعتبار هذه المعاني
وظاهر النهي أن ينبغي أن يقال : هو حرام " ...
وروى مسلم عن جابر - رضي الله عنه - قال : نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن :
" يُجصص القبر ، وأن يُقعد عليه ، وأن يُبنى عليه " وروى ـ أيضا ًـ عن ثمامة بن شفي قال : كنا مع
فضالة بن عبيد بأرض الروم برودس : فتوفي صاحب لنا : فأمر فضالة بن عبيد بقبره فسوي ثم قال :
" سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسويتها " ..
فهل بعد هذه الأحاديث التي قالها من لاينطق عن الهوى سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم ، وأكملهم علما ً
وإيمانا ً: سيقول المفتي بأن هدم مابني على القبور مما يخالف الشرع : خروج عن الدين والإنسانية والعقل ؟!!
(( وأقول أنا أبو حب الله : غفر الله للشيخ كاتب الرد : فهو لا يعلم أن المفتن يتحدث بكلام اليونسكو ))
وفضيلة المفتي : لم يفرق بين ترك هدمها : لما قد يترتب عليه من فتنة في مصر الآن .. وبين تحريم هدمها :
لكونها جائزة أومستحبة !!!.. ولهذا : فلو كان اقتصر على كون هدم بعض الأضرحة : قد يسبب فتنة أعظم :
لكان له وجهة نظر شرعية !!.. لكنه أنكر مبدأ تحريم البناء على القبور ! وهذا يعارض الأدلة كما تقدم !!..
2 ـ
استدل المفتي بعدم هدم البنايات والقباب التي على الأضرحة : بأن النبي صلى الله عليه وسلم مكث بمكة
ثلاث عشرة سنة : وفي الكعبة : ستون وثلاثمائة صنم للمشركين لم يقربها !!..
وهذا زلل عظيم من فضيلته !!!..
(( يبدو أن الشيخ كاتب الرد غفر الله له : لا يعلم أن المفتن يحترف مثل هذا التلبيس والتحريف على العامة
باقتدار !!! ))
لأن ترك النبي صلى الله عليه وسلم لتكسيرها كان : لعدم قدرته على ذلك وقتها ، لا لكونها جائزة !!!.. لأنه
كان في حال ضعف ، فلما كان يوم فتح مكة ، ودخلها منتصرا فاتحا ً: بادر بتكسير الأصنام !!.. كما جاء في
الأحاديث الصريحة في البخاري ومسلم ...
3ـ
ذكر المفتي أن من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم أن الله عصمه أن يُعبد . واستشهد بحديث
" اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد " .
وعلى هذا الكلام مؤخذات :
(( وهنا أختصر اختصارا ًكبيرا ًمن كلام الشيخ لعدم الإطالة : مكتفيا ًبأهم وأبرز الردود بلا إسهاب ))
الأولى : ليس في الحديث أن الله أجاب دعاءه صلى الله عليه وسلم : حتى يقضي المفتي بعدم تخلف ماوعده
ربه بما أجابه من دعائه ، وهو الدال على المعجزة ، إن سلمت الدعوى . لاسيما وقد ثبت أنه دعا الله في
بعض المواضع : فلم يجب : لحكمة منه جل وعلا ، كما في صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" سألت ربي ثلاثا ً: فأعطاني ثنتين .. ومنعني واحدة .. سألت ربي أن لا يُهلك أمتي بالسِنة فأعطانيها ..
وسألته أن لا يُهلك أمتي بالغرق : فأعطانيها .. وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم : فمنعنيها (لابتلائهم) " ..
الثانية : على القول بأن الله أجاب دعاءه ، فليس فيه دليل على العصمة المدعاة ، وإنما غايته عصمة القبر
فقط من اتخاذه وثنا يعبد من دون الله . قال الشيخ ابن عثيمين في (القول المفيد 1 / 311) :
" وهنا نسأل : هل استجاب الله دعوة نبيه - صلى الله عليه وسلم - بأن لا يجعل قبره وثناً يعبد، أم اقتضت
حكمته غير ذلك؟ الجواب: يقول ابن القيم : إن الله استجاب له : فلم يُذكر أن قبره - صلى الله عليه وسلم -
جعل وثناً، بل إنه حُمي بثلاثة جدران، : فلا أحد يصل إليه حتى يجعله وثناً يعبد من دون الله، ولم يسمع في التاريخ
أنه جُعل وثناً...صحيح أنه يوجد أناس يُغالون فيه، ولكن لم يصلوا إلى جعل قبره وثناً، ولكن قد يعبدون الرسول
- صلى الله عليه وسلم - ولو في مكان بعيد، فإن وجد من يتوجه له - صلى الله عليه وسلم - بدعائه عند قبره :
فيكون قد اتخذه وثناً، لكن القبر نفسه : لم يُجعل وثناً " ...
4 ـ
ذكر المفتي أن المسجد المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم :
" لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد " : يُراد به : موضع السجود .
وهذا كلام غير صحيح ؛ لأنه قصر للفظ على بعض أفراده أومسمياته بدون دليل ، بل الدليل على خلافه !!..
قال الفيومي في المصباح المنير : " الْمَسْجِدُ : بيت الصلاة ، و المَسْجِدُ ـ أيضا ـ : موضع السجود من بدن
الإنسان ، والجمع : مَسَاجِدُ " .. وقال ابن منظور في لسان العرب : " والمسجَد والمسجِد الذي يسجد فيه " ...
وقال ابن الأَعرابي : " مسجَد بفتح الجيم محراب البيوت ، ومصلى الجماعات مسجِد بكسر الجيم ، والمساجد
جمعها والمساجد ـ أيضا ًـ الآراب التي يسجد عليها والآراب السبعة مساجد " ..
وعلى هذين المعنيين دارت تفاسير المسجد والمساجد في القرآن العظيم . انظر :
(نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص567 ) ..
فإذا تقرر هذا : وجب تعميم ما عممه الشرع من الألفاظ والمعاني : وإطلاق ما أطلقه !!.. كيف وقد جاء
مايؤيد عدم قصره على ماذكره المفتي ، فكما في صحيح مسلم عن أبي مرثد الغنوي رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لا تجلسوا على القبور ، ولا تُصلوا إليها " .. وروى مسلم عن جابر قال : نهي رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن : " يُجصص القبر ، وأن يُقعد عليه ، وأن يُبنى عليه " !!!..
وفي الحديث المتفق عليه عن عائشة رضي الله عنها أن أم حبيبة وأم سلمة : ذكرتا كنيسة ًرأينها بالحبشة :
فيها تصاوير .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات : بنوا على قبره مسجدا ً.. وصوروا فيه تلك الصور ،
أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة " ...
5ـ
وأما الاستدلال بالقبة التي بنيت على قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فاستدلال ٌباطل ؛ لأن الذي بناها
هو الملك (( المنصور قلاوون )) سنة ثمان وسبعين وستمائة ، فوقع فعله خلاف هدي رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، فوجب اطراحه لا الاحتجاج به !!.. قال العلامة حسين بن مهدي النعمي في كتابه (معارج
الألباب ص147 ) مجيبا عن استدلال من استدل على جواز وضع القباب والبنايات على القبور بالقبة التي
على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم :
" فكان ماذا ؟! وخصوصا ًبعد أن حذر صلى الله عليه وسلم وأنذر !!.. وبرأ جانبه المقدس الأطهر صلى
الله عليه وسلم !!.. فصنعتم له عين ماتقدم بالنهي عنه !!.. أفلا يكون هذا كافيا ًلكم أن تجعلوا ـ أيضا ًـ
مخالفتكم عن أمره : حُجة ًعليه وتقدما ًبين يديه !.. فهل أشار بشيء من هذا أورضيه ؟!!.. أولم ينه عنه ؟! "
6ـ
وقال المفتي : " هل سيدنا ومولانا الحسين وثن ؟ " ..
قلت : هناك فرق بين إطلاق اللفظ باعتبار الشخص : وإطلاقه باعتبار الفعل !!!.. ولهذا قال تعالى :
" فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى " !!.. والذين يعبدون عزيرا ًوالمسيح وأمه
وغيرهم من الملائكة والأنبياء والصالحين ومن دونهم : فإن عبادتهم هي عبادة للطاغوت !!.. لكن المعبود بعينه :
لا يُقال له : طاغوت : إلا إذا عُبد من دون الله : وهو راض ٍ: أو دعا إلى عبادة نفسه !!!..
7ـ
ذكر المفتي أن هدم الأضرحة (وهي البنايات التي على القبور المخالفة للشرع) : تشويه للإسلام !!..
فياسبحان الله !!.. (( أعتقد ان الشيخ صاحب الرد بدأ يلمس حقيقة المفتن والتفافه وخبث سريرته )) !!..
هل امتثال قول الله تعالى :
" وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ : وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا " : تشويه للإسلام ؟!...
هل تحقيق التوحيد والاتباع : وسد الطرق المفضية إلى الشرك : تشويه للإسلام ؟!..
بل بقاء هذه البنايات والقباب والله : وتعلق الجهلة بالأموات : ودعاؤهم والاستغاثة بهم : والنذر لهم
والذبح : هو عين التشوية للملة الحنيفية التي جاءت بها رسل الله وأنبياؤه !!!.. وفي مقدمتهم نبينا محمد
صلى الله وسلم عليه وعليهم أجمعين !!.. كما أن فيه : استنزاف أموال الجهلة والفقراء : من جهة سدنة هذه
الأضرحة ومرتزقتها !!.. ومنح صكوك الغفران ـ ظلما ًوافتراءً على الله ـ :
مقابل أموال ٍيأكلونها بالباطل : بل : بأبطل الباطل !!.. أليس هذا هو التشويه ؟
هذا ماتيسر ذكره هنا : إقامة ًللحُجة .. وبراءة ًللذمة :
سائلا الله تعالى أن يهدينا جميعا ًلما اختلف فيه من الحق بإذنه :
إنه جل وعلا يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
----
إلى هنا إخواني :
انتهت الرسالة في مقارنة مفتي السعودية ابن باز رحمه الله :
قد رأينا معا ًإخواني فيما سبق : الحجم الطبيعي لدعيّ الدين هذا المسمى :
(( علي جمعة )) ...
والذي سنرى الآن الفارق الشاسع بينه : وبين أحد العلماء الربانيين حقا ً:
والذين يعملون بما يعلمون ..
والذين تسبق خشيتهم لله : العلم والعمل ..
ولا نزكيه على الله ...
بل هو نفسه يعترف (وبلا أدنى غضاضة) : أنه بشر يُخطيء ويُصيب ويعتذر ..
وليس كذاك المنافق المغرور الذي كلما خرم جمعا ًلعلماء الأمة : أو حتى علماء
الأزهر في مصر : انتفخ وانتفش : وظن أنه صار يُغطي قرص الشمس بجسمه !
---
سوف نرى معا ًالآن :
الفرق بين الثرى ........ والثريا ....!
بين عالم ٍ: يُقدر معنى مسؤليته كعالم ومفتٍ للمسلمين :
يُسارع لتكذيب كل إشاعة عنه : رسميا ًوبالرسائل والأختام :
حتى لا يفتن المسلمين بسكوته وصمته ..
وبين ذاك المخزول الذي فضحه الله بالعديد من المقاطع الصوتية :
والتي ما جرأ حتى على تكذيبها أو التشكيك فيها إلى اليوم : رغم مرور أكثر
من أربعة أعوام على انتشارها في النت !!!!..
والتي << ولو افترضنا جدلا ًنزولا ًمع انخداع المخدوعين في الرجل >> :
أنها كذبا ًوافتراءً عليه (ولا أعرف كيف يتأتى كذبٌ بهذا الحجم في هذا العصر
الحديث : عشرات المقاطع التي تطابق طريقة الرجل في الكلام وخـُلقه الرديء) :
أقول :
والتي لو افترضنا ((( جدلا ً))) كذبها عليه (( وهذا لا ينقص من دلالة باقي بلايا
الرجل شعرة )) : لقلنا :
ألم يكن الأولى به تكذيبها (( ولو لمرة واحدة فقط )) :
درءً لفتنة طلبة علمه و(( أتباعه ))) فيه ؟!!!..
وقد صح عن أمنا صفية زوج النبي رضي الله عنها أنها قالت :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : مُعتكفا ً.. فأتيته أزوره ليلا ً.. فحدثته :
ثم قمت .. فانقلبت (أي راجعة ًإلى بيتي) : فقام معي ليقلبني (أي يوصلها إلى البيت)
وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد .. فمر رجلان من الأنصار .. فلما رأيا النبي صلى
الله عليه وسلم (أي سائرا ًمع امرأة) أسرعا .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
على رسلكما !!.. إنها صفية بنت حيي .. قالا : سبحان الله يارسول الله (أي : وهل
ظننت يا رسول الله أنا نشك فيك ؟!!) ! قال :
إن الشيطان : يجري من الإنسان : مجرى الدم .. فخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا ً!
(وفي رواية) : شرا ً" .......
رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة بألفاظٍ متقاربة ..
والشاهد :
أنه حتى النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم :
اهتم بألا يكون هناك أدنى شبهة في قلوب المسلمين عليه !!!..
فما بال مفتي الديار المصرية يقبل : أشهر شبهة قلبت الرأي العام عليه منذ أنزلها
أصحابها على النت منذ أكثر من أربعة سنوات : وإلى الآن ؟؟؟!..
اللهم كل عاقل ليشهد :
أن هذه المقاطع حق ..
وأنه فيها : هو هو بجلفه وتكبره وكذبه وتدليسه المعهود في كل مكان !!!..
وبنفس لهجته المتعالية الواثقة في الباطل والتي يراها الناس في مقاطع الفيديو وعلى
شاشات التلفاز والفضائيات !!..
والحمد لله رب العالمين :
أنا لم نفتري على الله شيئا ًمن عندنا !!!..
------
--------
وأيضا ً:
وقبل أن أذكر نبذة ًعن الشيخ ابن باز رحمه الله :
أود هنا أن أنقل لكم كلاما ًقيما ًلشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وذلك من (مجموعة الرسائل والمسائل) له حيث يقول :
" وجب بيان من يغلط في : الحديث والرواية .. ومن يغلط في :
الرأي والفتيا .. ومن يغلط في : الزهد والعبادة ..
حتى وإن كان المُخطيء المجتهد : مغفورا ًله خطؤه !!..
وحتى وهو : مأجورٌ على اجتهاده !!..
فبيان القول والعمل الذي دل عليه الكتاب والسنة :
واجـــــب ..
حتى وإن كان في ذلك : مُخالفة ًلقول وعمل المُخطيء ..
ثم القائل في ذلك بعلم (أي الذي يُصحح تلك الأخطاء ويُبينها للناس) :
لا بد له من حُسن نية ..
فلو تكلم بالحق ولكنه : لقصد العلو في الأرض أو الفساد :
كان بمنزلة الذي يقاتل حَمية !!!..
(أي لا يُقاتل لله : فيبطل بذلك أجر قتاله وأجر شهادته لو مات) ..
وإن تكلم لأجل الله : مُخلصا ًله الدين :
كان من المُجاهدين في سبيل الله رب العالمين ..
ومن ورثة الأنبياء والمرسلين ..
قيل للإمام أحمد (أي ابن حنبل) رحمة الله عليه :
الرجل يصوم ويصلي ويعتكف : أحب إليك ؟؟..
أم مَن يتكلم في أهل البدع (أي يفضح أخطاءهم للناس) ؟؟..
فقال :
إذا صام وصلى واعتكف : فإنما هو لنفسه ...
وإذا تكلم في أهل البدع : فإنما هو للمسلمين ..
وهذا أفضل !!!..
فبين (أي الإمام أحمد رحمه الله) :
أن هذا العلم للمسلمين في دينهم :
هو من جنس الجهاد في سبيل الله !!!..
إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعه من الخطأ والبغي :
واجب على الكفاية باتفاق المسلمين !!...
ولولا من يُـقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء : لفسد الدين !!..
ولكان فساده : أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب !!!..
فعدو الحرب إذا استولى :
لم يُفسد القلوب وما فيها إلا تبعا ً(أي بعد مراحل عديدة) ..
وأما أولئك (أي المُخطؤن في الدين بغير بيان لخطأهم) :
فهم يُفسدون القلوب ابتداءُ " !!!..
------
أقول :
ورغم عشرات العلماء من مصر نفسها الذين ردوا على هذا المفتن الجاهل الضال :
إلا أني سأذكر لكم مثالا ًلأحد الشيوخ السعوديين الذين ردوا مؤخرا ًعلى خطبةٍ
لهذا المفتن :
ما زال فيها يرفع من شأن الأضرحة والقبور وتعطيمها :
معتمدا ًفي ذلك على جهالة العوام بخصوصية مسجد النبي صلى الله عليه وسلم :
والذي كانت غرفة عائشة رضي الله عنها (التي مات فيها الرسول) : ملاصقة ً
لذاك المسجد : ودُفن فيها النبي لأنه هو القائل في الحديث الصحيح :
" يُدفن الأنبياء : حيث يموتون " ...
وبالطبع اتسع المسجد اتساعا ًشديدا ًلا بد منه مع الوقت (لأنه أحد المساجد الثلاثة
التي يحل السفر إليها لذاتها) :
فانضم قبر النبي لمسجده : لتلك الأسباب والظروف الخاصة ...
فلم يقف ضـُلال الصوفية في زمن ٍمن الأزمان عن تشويه تلك الحقائق على العامة :
وتصويرها على أنها رخصة لبناء المساجد على القبور :
وآخرهم هذا الدعي المفتن الصوفي ..
والذي كما قلت لكم :
سأنقل أحد ردود الشيوخ السعوديين عليه في آخر هذه الرسالة ..
(وهو أحد أعضاء هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) ..
والحمد لله رب العالمين ...
والآن مع عددِ من المعلومات التي يجهلها الكثيرون عن الشيخ ابن باز رحمه الله ..
-------
----------
1...
ولد الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمة الله : في ذي الحجة سنة 1330 هـ : بمدينة الرياض ..
وكان بصيرا ثم أصابه مرض في عينيه عام 1346 هـ وضعف بصره (أي في عمر 16 سنة) ..
ثم فقده عام 1350 هـ (أي في العشرين) وحفظ القرآن الكريم قبل سن البلوغ ..
ثم جدّ في طلب العلم على العلماء في الرياض ولما برز في العلوم الشرعية واللغة :
تم تعيينه في القضاء عام 1357 هـ ولم ينقطع عن طلب العلم حتى وفاته رحمة الله ..
(( وأقول أنا أبو حب الله : شتان بين التتلمذ على أيد علماء : وعلى أيد مُدخني السجائر والشيشة !!!!!! ))
حيث لازم البحث والتدريس ليل نهار ولم تشغله المناصب عن ذلك ..
وقد عنى عناية خاصة بالحديث وعلومه حتى أصبح حُكمه على الحديث من حيث الصحة والضعف :
محل اعتبار (وهي درجة قل أن يبلغها أحد خاصة في هذا العصر) ..
----
2...
تلقى العلم على أيدي كثير من العلماء ((أقول مرة أخرى : ليسوا من مدخني الشيشة والسجائر)) منهم :
الشيخ محمد بن عبداللطيف قاضي الرياض .. الشيخ صالح بن عبدالعزيز .. الشيخ سعد بن حمد بن عتيق
قاضي الرياض .. الشيخ حمد بن فارس وكيل بيت المال في الرياض .. سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم بن عبد
اللطيف آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية : وقد لازم حلقاته نحوا ًمن عشر سنوات : وتلقى عنه
جميع العلوم الشرعية ابتداءً من سنة 1347 هـ إلى سنة 1357 هـ .. الشيخ سعد وقاص البخاري من
علماء مكة المكرمة : وقد أخذ عنه علم التجويد في عام 1355 هـ ..
----
3...
تولى الشيخ العديد من المناصب منها على سبيل المثال :
1 - رئاسة هيئة كبار العلماء في المملكة.
2 - رئاسة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في الهيئة المذكورة.
3 - عضوية ورئاسة المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي.
4 - رئاسة المجلس الأعلى العالمي للمساجد.
5 - رئاسة المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي.
6 - عضوية المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
7 - عضوية الهيئة العليا للدعوة الإسلامية في المملكة.
ولم يقتصر نشاطه على ما ذكر فقط : بل كان يُلقي المحاضرات ويحضر الندوات العلمية ويعلق عليها :
ويُعمر المجالس الخاصة والعامة التي يحضرها بالقراءة والتعليق : بالإضافة إلى الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر الذي أصبح صفة ًملازمة له (( أقول : وفارقٌ هائل بين شهادة الشعب السعودي بذلك :
وبين ما تركه مفتن مصر في قلوب العامة من الاستخفاف والاستهزاء به لانشغاله بالتوافه مثله )) ..
----
4...
له مؤلفات عديدة ومتنوعة : تتناسب مع سعة علمه وشعوره بنقاط ضعف الأمة رحمه الله :
نذكر منها ما كان كبير الحجم ومتوسطه :
1- الأدلة الكاشفة لأخطاء بعض الكتاب .
2- الأدلة النقلية والحسية على إمكان الصعود إلى الكواكب وعلى جريان الشمس وسكون الأرض .
3- إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله أو صدق الكهنة والعرافين .
4- الإمام محمد بن عبد الوهاب: دعوته وسيرته.
5- بيان معنى كلمة لا إله إلا الله .
6- التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء الكتاب والسنة.
7- تنبيهات هامة على ما كتبه محمد علي الصابوني في صفات الله عز وجل .
8- ثلاثة رسائل :
أ- العقيدة الصحيحة وما يضادها .
ب- الدعوة إلى الله .
جـ- تنبيه هام على كذب الوصية المنسوبة إلى الشيخ أحمد .
9- رسالتان هامتان :
أ- وجوب العمل بالسنة وكفر من أنكرها،
ب- الدعوة إلى الله سبحانه وأخلاق الدعاة .
10- الرسائل والفتاوى النسائية : اعتنى بجمعها ونشرها أحمد بن عثمان الشمري .
11- الفتاوى: ط مؤسسة الدعوة الإسلامية الصحفية .
12- فتاوى إسلامية - ابن باز - ابن عثيمين - ابن جبرين .
13- فتاوى تتعلق بأحكام الحج والعمرة والزيارة .
14- فتاوى المرأة لابن باز واللجنة الدائمة جمع وترتيب محمد المسند .
15- فتاوى مهمة تتعلق بالحج والعمرة .
16- فتاوى وتنبيهات ونصائح .
17- الفوائد الجلية في المباحث الفرضية،
18- مجموع فتاوى ومقالات متنوعة . تجميع د . محمد بن سعد الشويعر ط دار الإفتاء .
19- مجموعة رسائل في الطهارة والصلاة والوضوء .
20- مجموعة الفتاوى والرسائل النسائية .
21- نقد القومية العربية على ضوء الإسلام والواقع .
22- وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
23- وجوب العمل بالسنة وكفر من أنكرها .
24- شرح ثلاثة الأصول .
---
وأما الرسائل الصغيرة للشيخ فمنها :
1- الأذكار التي تقال بعد الفراغ من الصلاة .
2- إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك .
3- التبرج وخطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله .
4- التحذير من البدع .
5- التحذير من القمار وشرب المسكر .
6- التحذير من المغالاة في المهور والإسراف في حفلات الزواج .
7- تحفة الأخيار ببيان جملة نافعة مما ورد في الكتاب والسنة من الأدعية والأذكار .
8- تنبيه هام على كذب الوصية المنسوبة للشيخ أحمد خادم الحرم النبوي .
9- ثلاث رسائل في الصلاة:
أ- كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم،
ب- وجوب أداء الصلاة في الجماعة،
جـ- أين يضع المصلي يديه بعد الرفع من الركوع .
10- الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح .
11- الجواب المفيد في حكم التصوير .
12- حكم الإسلام فيمن زعم أن القرآن متناقض أو مشتمل على بعض الخرافات أو
وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بما يتضمن تنقصه أو الطعن في رسالته، والرد على
الرئيس أبي رقيبة فيما نسب إليه من ذلك .
13- حكم السفور والحجاب ونكاح الشغار .
14- حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والإشارة إليها بالحروف .
15- حكم الغناء .
16- حكم مقابلة المرأة للسائق والخادم .
17- خطر مشاركة الرجل للمرأة في ميدان عمله .
18- الدروس المهمة لعامة الأمة .
19- الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة .
20- رسالتان في الصلاة .
21- رسالتان موجزتان عن أحكام الزكاة والصيام .
22- رسالة عن حكم شرب الدخان .
23- رسالة في إعفاء اللحى .
24- رسالة في الجهاد .
25- رسالة في حكم السحر والكهانة .
26- رسالة في مسائل الحجاب والسفور .
27- رسالة في وجوب الصلاة جماعة .
28- رسائل في الطهارة والصلاة .
29- السفر إلى بلاد الكفرة .
30- العقيدة الصحيحة وما يضادها .
31- عوامل إصلاح المجتمع مع نصيحة مهمة عامة .
32- الغزو الفكري ووسائله .
33- فتاوى في حكم الغناء والإسبال وحلق اللحى والتصوير وشرب الدخان .
فتاوى ورسائل في الأفراح .
35- فضل الجهاد والمجاهدين .
36- كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم .
37- ماذا يجب عليكم شباب الإسلام .
38- مجموعة رسائل في الصلاة .
39- موقف اليهود من الإسلام .
40- نصيحة المسلمين وفتاوى بشأن الخدم والسائقين وخطرهم على الفرد والمجتمع .
41- نصيحة وتنبيه على مسائل في النكاح مخالفة للشرع .
42- هكذا حج الرسول صلى الله عليه وسلم .
43- وجوب تحكيم شرع الله ونبذ ما خالفه .
44- في ظل الشريعة الإسلامية .
45- وجوب لزوم السنة والحذر من البدعة .
46- دعوة للتوبة .
47- بيان لا إله إلا الله .
48- العلم وأخلاق أهله .
49- أهمية العلم في محاربة الأفكار الهدامة .
50- أصول الإيمان .
51- لا دين حق إلا دين الإسلام .
52- التحذير من الإسراف والتبذير .
53- يا مسلم احذر تسلم .
54- بيان التوحيد .
55- السحر والخرافة .
56- الأجوبة المفيدة عن بعض رسائل العقيدة .
57- رسالة في التبرك والتوسل .
58- مسئولية طالب العلم .
59- إعصار التوحيد يحطم وثن الصوفية .
60- نصائح عامة .
----
5...
توفّي الشيخ رحمه الله يوم الخميس 27/1/1420 هـ عن عمر يناهز 89 سنة :
قضاها رحمه الله في الجد والاجتهاد والعمل الصالح وطلب العلم وتعلمه وبذله والدعوة إلى الله
والجهاد في سبيله وقضاء حوائج المسلمين ومساعدتهم والوقوف معهم رحمه الله وغفر له واسكنه
فسيح جناته ونور قبره وأنزله منازل الأبرار وجمعنا به في دار كرامته ومستقر رحمته ..
ولقد صلى على جثمانه بعد صلاة الجمعة خلق ٌكثير وجموع غفيرة لا يحصيهم إلا الله عز وجل ،
وهذا برهان ودليل محبة الناس له، رحمه الله واسكنه فسيح جناته ..
----
وللمزيد من المعلومات عن الشيخ : وحياته : ومواقفه الدعوية المؤثرة وفعله للخير :
http://www.binbaz.org.sa/life
----
6...
وأما مجهوداته من الناحية السياسية :
فتعالوا معا ًلنلقي نظرة ًعلى الملك فيصل في عصر ابن باز رحمه الله ..
وتعالوا نرى معا ً: ماذا كانت النتيجة عندما كان الشيخ ابن باز : أحد المقربين للملك
فيصل ؟؟!!..
ثم قارنوا بعد ذلك : بين ذلك وذاك ...
وبين المفتن : والمخلوع مبارك : رئيسه في الفساد والإفساد !!!..
----
فكما فتح الشيخ ابن باز رحمه الله باب الجهاد مع الأفغان ضد الملاحدة الروس ....
فقد دفع وشجع الملك فيصل رحمه الله : للوقوف ضد الطاغوت الأكبر في هذا الزمان !
وبلا خوف !!!..
أتدرون عن ماذا أتحدث ؟؟؟!!...
نعم ...
إنها حرب العاشر من رمضان : 6 أكتوبر الشهيرة !!!..
---
ففي زمن هذا الشيخ المُقرب للملك (وتقريب عن تقريب يفرق كما قلنا) :
اعترف المسلمون والعرب وغيرهم : أن الملك فيصل رحمه الله : وبوقفته المشهودة في قطع النفط عن
الأمريكان :
اعترفوا أنه بطل حرب العاشر من رمضان الغير مباشر ؟!!..
وقد بلغ من شجاعة الشيخ والملك : وتحديهم للأمريكان : وتأكيدهم على موقفهم الغاية في العزة :
أن قام الملك فيصل رحمه الله باستقبال الوفد الأمريكي المُفاوض وقتها :
في إحدى الخيام من القماش في الصحراء :
لكي يُثبت لهم أن السعوديين : على أتم الاستعداد للرجوع لحياة البدو إذا تطلب الأمر : ولكنهم
أبدا ً:
لن يخذلوا المسلمين في حربهم ؟!!!!..
---
(( أقول : قارنوا بين هذا الموقف العملي : وبين كلام الفشنك للمفتن قبل توليه الفتوى !))
---
بل :
وكان من ثمرات جلسات الشيخ ابن باز مع الملك فيصل وتقريب الأخير له والاستماع إليه :
أن أعلن الملك فيصل في أواخر حياته (وقبل اغتياله رحمه الله) عن عزمه :
رد فلسطين من الصهيوأمريكان ؟!!..
---
وهذه هي إحدى صفحات ذلك الشيخ المنسية في السياسة !!!...
وقبل أن أترك هذه النقطة أيضا ً...
فلي رد ((( جاهز ))) على مَن يتهموا الشيخ باتهاماتٍ باطلة عن ( فتواه ) السماح للأمريكان
بدخول السعودية إبان الغزو العراقي للكويت ...
فمَن سيتطرق لهذه المسألة :
فلا يخف : فعندي الرد إن شاء الله ...
---
وأما موقف الشيخ من طواغيت العرب :
وهو الموقف الذي أرجو أيضا ًأن يُوضع موضع المقارنة : قياسا ًمع غيره كهذا المفتن الصوفي :
فلو تمعن أحدكم في قراءة أسماء رسائل الشيخ القصيرة التي ذكرتها لكم بالأعلى :
لوجد ردا ًصريحا ًحازما ًعلى الرئيس العلماني المدعو (أبي رقيبة) في رقم (12) :
12- حكم الإسلام فيمن زعم أن القرآن متناقض أو مشتمل على بعض الخرافات أو
وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بما يتضمن تنقصه أو الطعن في رسالته، والرد على
الرئيس أبي رقيبة فيما نسب إليه من ذلك .
---
وللعلم : وبالنسبة لـ
القذافي أيضا ً: ذاك المجنون الاشتراكي منكر السنة :
فيمكن تنزيل كتاب من النت باسم :
" الرد الشافي على مفتريات القذافي " :
وهذا رابط للتنزيل (1 ميجا فقط):
http://www.archive.org/download/rsmqrsmq/rsmq.pdf
والكتاب :
أصدرته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة : والتي يترأس مجلسها التأسيسي الشيخ ابن باز
رحمه الله : وتجدون فيه أيضا ً: بيان مجلس هيئة كبار العلماء في السعودية وفي مقدمتهم الشيخ
ابن باز رحمه الله ..
ردا ًعلى افتراءات القذافي على الإسلام وعلى الحج وعلى شعائر الدين وعلى مكة وعلى
السعودية :
وذلك في خطبته في عيد الأضحى في بلاده عام 1980م ..
وما سبق ذلك وما تبعه من أقاويل ٍله لا تصدر عن مسلم ((مع العلم أن القذافي يُصلي أيضا ً
وينطق الشهادتين)) !!!..
فالرجل بداية ً: ربيب الاشتراكية على يد الرئيس السابق عبد الناصر المصري ..
وهو من أشد المنكرين للسنة : والمُجاهرين بذلك بلا حياء في كل محفل ديني .. بل : ويتعمد
التصوير واضعا ًيده اليسرى على اليمنى في الصلاة !!.. وهو ممَن استأجر الضال المنافق أحمد
صبحي منصور منكر السنة من قبل : ليكتب كتابا ًمن كتبه البذيئة التي يتهجم فيها على السنة
إلى آخر ذلك من البلايا .. إلخ ..
وللعلم :
فقبل إصدار الكتاب (والذي وصل لتكفير القذافي) :
فقد أ ُرسل له وفدا ًمن المجلس الأعلى العالمي للمساجد برئاسة الشيخ صالح اللحيدان 1399 هـ :
لنصيحته في ليبيا : فلم يستجب !!!..
---
------
والآن ...
تعالوا نرى :
كيف كان الشيخ ابن باز رحمه الله : حريصا ًعلى عدم فتنة المسلمين : وتابعيه : وطلبة العلم
الذين يعرفونه :
بأن كان يُسارع دوما ًلنفي أي أكذوبة يفتريها المفترون عليه : ويصل إليه خبرها ...
---
1...
فبالنسبة لكروية الأرض :
فهذه مسألة مفروغ منها سلفا ًوخلفا ً: بل تجدونها في كتب التفاسير القديمة نفسها :
من الإشارة على كروية الأرض : فسبق المسلمون بذلك غيرهم بقرون ٍطويلة ..
<< وقد كذب نسبة رسالة إليه بعنوان : الباز المنقض على مَن قال بكروية الأرض >>
---
2...
وأما بالنسبة لصعود الأمريكان على القمر :
فالشيخ لم يُكذب ولم يُصدق ..
وانظروا لكتابه الذي ذكرته لكم بالأعلى :
(الأدلة النقلية والحسية على إمكان الصعود إلى الكواكب وعلى جريان الشمس وسكون الأرض)
حيث لم يزد قوله تعليقا ًعلى صعود الأمريكان للقمر عن أن الأمر للمختصين : لهم البت في ذلك !
وصدق الشيخ والله !!!..
فإلى الآن : وما زالت الشكوك تتفاقم وتتأكد في تكذيب مسرحية هبوط الإنسان على القمر !
حيث قام الأمريكان بخداع شعبهم والعالم بالعديد من رحلات هبوطهم على القمر : يُصورونها :
كما يُصورون أفلام الخيال العلمي بهوليود تماما ًبتمام !!..
ولمزيد من التفاصيل :
يرجى مشاهدة الرابط التالي :
http://www.youtube.com/watch?v=582ArYSD_MY
ومطالعة وتنزيل وقراءة ورؤية الصور في الروابط التالية :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?p=193583
http://hobeldeen.ahlamontada.com/mon...opic-t2092.htm
فهل أخطأ الشيخ ساعتها عندما أرجع الأمر إلى المختصين لإثبات ذلك أو نفيه ؟؟!!..
أم أن بصيرته (وهو أعمى) : كانت أحدّ من بصر الملايين من غيره من المخدوعين !!!..
---
3...
وأما بالنسبة لثبات الأرض : ودوران الشمس حولها :
فالشيخ رحمه الله : قد التزم ظاهر القرآن في ذلك ((لأن ظاهر القرآن ان الشمس والقمر يتحركان
ويجريان : ولم يرد مثل ذلك في نص ٍصريح ٍللأرض)) ..
وهو نفس ما أجمع عليه علماء الأمة والمفسرين في الماضي ...
وللعلم :
فالشيخ رغم ذلك :
لم يُكفر مَن قال بدوران الشمس حول الأرض كما افترى عليه المفترون ..
وكما نشرت ذلك مجلتي (السياسة) و(المصور) الفاسدتين :
وإليكم بيانه رحمه الله في تكذب ذلك الكلام عنه :
http://www.saaid.net/Doat/ehsan/147.htm
(((( أرأيتم الفارق الشاسع بين العالم إذا تجنى عليه أحد بالفتراء والكذب حقيقة ً: وبين دعي
الدين الذي ما يُنشر عنه من مقاطع صوتية وكتابية ومرئية : هي أقل بكثير من باقي بلاويه
التي لم تظهر بعد : ولذلك : لا يجد الجراة أصلا ًلإنكارها والشهود عليه كـُثر ؟!!! )))) ..
---
وأخيرا ً:
وأ ُذكر بما أوردته لكم في أول الرسالة :
كيف رأينا مسارعة الشيخ رحمه الله لتكذيب ما انتشر عنه في المقطع الصوتي (( الواحد ))
(( اليتيم )) عن إباحته لبس الصليب : بجواب ٍرسمي :
وكيف هي بلادة المنافقين وأدعياء الدين والجهلة كهذا المفتن : في السكوت عن أكثر من 40 مقطع ٍ
صوتي يفضحون (((((( القليل ))))))) من بلاويه في أمتنا وفي مصر !!!..
فاللهم مَن خان الأمانة من أولياء أمور المسلمين :
ومَن خان الأمانة ممَن تصدوا لتوقيع الفتوى عنك للمسلمين :
فعاملهم بما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" وإنها أمانة .. وإنها يوم القيامة : خزيٌ وندامة :: إلا :: مَن أخذها بحقها : وأدى الذي
عليه فيها " جزء من حديث صحيح لمسلم ...
فمثل هذه الولايات العامة للمسلمين :
لا مكان فيها لـ :
ضعف شخصية .. ولا جهل .. ولا هوى .. ولا غش .. ولا طمع .. ولا أثرة .. ولا سفه !
----
--------
والآن اترككم مع رد الشيخ : عبدالعزيز بن محمد السعيد بتاريخ 6/5/1432 هـ :
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية :
على خطبة المفتن الجاهل الصوفي مؤخرا ًفي دفاعه عن الأضرحة والمقامات والقبور المُشرفة !!
حيث يقول جزاه الله خيرا ً(مع التصرف مني للاختصار) :
---
يا فضيلة مفتي مصر : تشويه الإسلام : في الشرك وذرائعه !!..
وليس في : تحقيق التوحيد !!.. والاتباع !!.. وسد طرق الشرك !!..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه .
أما بعد فقد استمعت إلى مقطع من خطبة فضيلة مفتي مصر الدكتور علي جمعة ـ وفقنا الله وإياه
للحق ـ حول البناء على القبور ، والذي قرر جواز البناء على القبور ، وقد تضمن كلامه عدة
أمور : وجب التنبيه عليها لفسادها ، ولئلا يغتر بها مَن لا علم عنده ، ولم يطلع على الأدلة الشرعية
المخالفة لما ذكره .
حيث لاشك أن من أعظم أسباب الشرك بالله تعالى : الغلو في القبور والأولياء ، بل هو سبب أول
شرك وقع في الأرض ، كما هو معلوم من حال قوم نوح عليه السلام ، وهو ماتجد بيانه في قول الله
تعالى : " وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً " ..
ولهذا جاءت الشريعة بالتفصيل في شأن القبور ، وبينت مايجوز ومالايجوز ، وسدت كل ذريعة قد
تفضي إلى الإشراك بالله ، أوتقدح في التوحيد ، ومن ذلك : تحريم البناء على القبور ، والذي تجاوز
فيه فضيلة الدكتور علي جمعة الأدلة ، فقضى بجوازه !!.. مُعرضا عن الأدلة الصحيحة الصريحة في
تحريمه ، كما سيأتي ذكر طرف منها إن شاء الله .
وإليك بيان ما أخطأ فيه الدكتور علي جمعة ـ هدانا الله وإياه للحق ـ والرد عليه ، على وجه
الإيجاز ؛ لاستدعاء سرعة التنبيه ذلك .
1 ـ
وصف الدكتور هدم البنايات على القبور بأنه : خروج عن الدين والعقل والإنسانية !!!..
وهذا رد على رسول الله صلى الله عليه وسلم !!!.. فقد روى مسلم عن أبي الهياج الأسدي قال :
قال لي علي بن أبي طالب : ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أن لا تدع تمثالا ًإلا طمسته !!.. ولا قبرا ًمُشرفا ً: إلا سويته " !!..
والُمشرف : هو العالي ، قال النووي في ( شرح مسلم 7 / 36) : " فيه أن السُنة أن القبر لا يرفع
على الأرض رفعا ًكثيرا ًولا يُسنم ، بل يرفع نحو شبر ويُسطح " ... وقال ابن الجوزي (في كشف المشكل
من حديث الصحيحين 1 / 149) : " والمشرف العالي .. وعلى هذا يكره تعلية القبر " ..
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في (الرد على الأخنائي ص160) : " فأمره بطمس التماثيل وتسوية القبور
العالية المشرفة : إذ كان الضالون أهل الكتاب أشركوا بهذا وبهذا : بتماثيل الأنبياء والصالحين وبقبورهم "
وقال الشيخ سليمان بن عبدالله في (تيسير العزيز الحميد ص635) : " وأما تسوية القبور : فلِما في تعليتها
من الفتنة بأصحابها وتعظيمها .. وهو من ذرائع الشرك ووسائله ، فصرف الهمم إلى هذا وأمثاله : هو من
مصالح الدين ومقاصده وواجباته ، ولما وقع التساهل في هذه الأمور : وقع المحذور وعظمت الفتنة بأرباب
القبور ، وصارت محطا لرحال العابدين المعظمين لها ؛ فصرفوا لها جل العبادة من : الدعاء؛ والاستعانة ؛
والاستغاثة ؛ والتضرع لها ؛ والذبح لها ؛ والنذر ؛ وغير ذلك من كل شرك محظور " ...
وقال القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن 10 / 381) بعد ذكر خلاف أهل العلم في تسنيم القبر :
" وأما تعلية البناء الكثير على نحو ما كانت الجاهلية تفعله تفخيما وتعظيما فذلك يهدم ويزال ؛ فإن فيه
استعمال زينة الدنيا في أول منازل الآخرة !!.. وتشبها بمن كان يعظم القبور ويعبدها . وباعتبار هذه المعاني
وظاهر النهي أن ينبغي أن يقال : هو حرام " ...
وروى مسلم عن جابر - رضي الله عنه - قال : نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن :
" يُجصص القبر ، وأن يُقعد عليه ، وأن يُبنى عليه " وروى ـ أيضا ًـ عن ثمامة بن شفي قال : كنا مع
فضالة بن عبيد بأرض الروم برودس : فتوفي صاحب لنا : فأمر فضالة بن عبيد بقبره فسوي ثم قال :
" سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسويتها " ..
فهل بعد هذه الأحاديث التي قالها من لاينطق عن الهوى سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم ، وأكملهم علما ً
وإيمانا ً: سيقول المفتي بأن هدم مابني على القبور مما يخالف الشرع : خروج عن الدين والإنسانية والعقل ؟!!
(( وأقول أنا أبو حب الله : غفر الله للشيخ كاتب الرد : فهو لا يعلم أن المفتن يتحدث بكلام اليونسكو ))
وفضيلة المفتي : لم يفرق بين ترك هدمها : لما قد يترتب عليه من فتنة في مصر الآن .. وبين تحريم هدمها :
لكونها جائزة أومستحبة !!!.. ولهذا : فلو كان اقتصر على كون هدم بعض الأضرحة : قد يسبب فتنة أعظم :
لكان له وجهة نظر شرعية !!.. لكنه أنكر مبدأ تحريم البناء على القبور ! وهذا يعارض الأدلة كما تقدم !!..
2 ـ
استدل المفتي بعدم هدم البنايات والقباب التي على الأضرحة : بأن النبي صلى الله عليه وسلم مكث بمكة
ثلاث عشرة سنة : وفي الكعبة : ستون وثلاثمائة صنم للمشركين لم يقربها !!..
وهذا زلل عظيم من فضيلته !!!..
(( يبدو أن الشيخ كاتب الرد غفر الله له : لا يعلم أن المفتن يحترف مثل هذا التلبيس والتحريف على العامة
باقتدار !!! ))
لأن ترك النبي صلى الله عليه وسلم لتكسيرها كان : لعدم قدرته على ذلك وقتها ، لا لكونها جائزة !!!.. لأنه
كان في حال ضعف ، فلما كان يوم فتح مكة ، ودخلها منتصرا فاتحا ً: بادر بتكسير الأصنام !!.. كما جاء في
الأحاديث الصريحة في البخاري ومسلم ...
3ـ
ذكر المفتي أن من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم أن الله عصمه أن يُعبد . واستشهد بحديث
" اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد " .
وعلى هذا الكلام مؤخذات :
(( وهنا أختصر اختصارا ًكبيرا ًمن كلام الشيخ لعدم الإطالة : مكتفيا ًبأهم وأبرز الردود بلا إسهاب ))
الأولى : ليس في الحديث أن الله أجاب دعاءه صلى الله عليه وسلم : حتى يقضي المفتي بعدم تخلف ماوعده
ربه بما أجابه من دعائه ، وهو الدال على المعجزة ، إن سلمت الدعوى . لاسيما وقد ثبت أنه دعا الله في
بعض المواضع : فلم يجب : لحكمة منه جل وعلا ، كما في صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" سألت ربي ثلاثا ً: فأعطاني ثنتين .. ومنعني واحدة .. سألت ربي أن لا يُهلك أمتي بالسِنة فأعطانيها ..
وسألته أن لا يُهلك أمتي بالغرق : فأعطانيها .. وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم : فمنعنيها (لابتلائهم) " ..
الثانية : على القول بأن الله أجاب دعاءه ، فليس فيه دليل على العصمة المدعاة ، وإنما غايته عصمة القبر
فقط من اتخاذه وثنا يعبد من دون الله . قال الشيخ ابن عثيمين في (القول المفيد 1 / 311) :
" وهنا نسأل : هل استجاب الله دعوة نبيه - صلى الله عليه وسلم - بأن لا يجعل قبره وثناً يعبد، أم اقتضت
حكمته غير ذلك؟ الجواب: يقول ابن القيم : إن الله استجاب له : فلم يُذكر أن قبره - صلى الله عليه وسلم -
جعل وثناً، بل إنه حُمي بثلاثة جدران، : فلا أحد يصل إليه حتى يجعله وثناً يعبد من دون الله، ولم يسمع في التاريخ
أنه جُعل وثناً...صحيح أنه يوجد أناس يُغالون فيه، ولكن لم يصلوا إلى جعل قبره وثناً، ولكن قد يعبدون الرسول
- صلى الله عليه وسلم - ولو في مكان بعيد، فإن وجد من يتوجه له - صلى الله عليه وسلم - بدعائه عند قبره :
فيكون قد اتخذه وثناً، لكن القبر نفسه : لم يُجعل وثناً " ...
4 ـ
ذكر المفتي أن المسجد المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم :
" لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد " : يُراد به : موضع السجود .
وهذا كلام غير صحيح ؛ لأنه قصر للفظ على بعض أفراده أومسمياته بدون دليل ، بل الدليل على خلافه !!..
قال الفيومي في المصباح المنير : " الْمَسْجِدُ : بيت الصلاة ، و المَسْجِدُ ـ أيضا ـ : موضع السجود من بدن
الإنسان ، والجمع : مَسَاجِدُ " .. وقال ابن منظور في لسان العرب : " والمسجَد والمسجِد الذي يسجد فيه " ...
وقال ابن الأَعرابي : " مسجَد بفتح الجيم محراب البيوت ، ومصلى الجماعات مسجِد بكسر الجيم ، والمساجد
جمعها والمساجد ـ أيضا ًـ الآراب التي يسجد عليها والآراب السبعة مساجد " ..
وعلى هذين المعنيين دارت تفاسير المسجد والمساجد في القرآن العظيم . انظر :
(نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص567 ) ..
فإذا تقرر هذا : وجب تعميم ما عممه الشرع من الألفاظ والمعاني : وإطلاق ما أطلقه !!.. كيف وقد جاء
مايؤيد عدم قصره على ماذكره المفتي ، فكما في صحيح مسلم عن أبي مرثد الغنوي رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لا تجلسوا على القبور ، ولا تُصلوا إليها " .. وروى مسلم عن جابر قال : نهي رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن : " يُجصص القبر ، وأن يُقعد عليه ، وأن يُبنى عليه " !!!..
وفي الحديث المتفق عليه عن عائشة رضي الله عنها أن أم حبيبة وأم سلمة : ذكرتا كنيسة ًرأينها بالحبشة :
فيها تصاوير .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات : بنوا على قبره مسجدا ً.. وصوروا فيه تلك الصور ،
أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة " ...
5ـ
وأما الاستدلال بالقبة التي بنيت على قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فاستدلال ٌباطل ؛ لأن الذي بناها
هو الملك (( المنصور قلاوون )) سنة ثمان وسبعين وستمائة ، فوقع فعله خلاف هدي رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، فوجب اطراحه لا الاحتجاج به !!.. قال العلامة حسين بن مهدي النعمي في كتابه (معارج
الألباب ص147 ) مجيبا عن استدلال من استدل على جواز وضع القباب والبنايات على القبور بالقبة التي
على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم :
" فكان ماذا ؟! وخصوصا ًبعد أن حذر صلى الله عليه وسلم وأنذر !!.. وبرأ جانبه المقدس الأطهر صلى
الله عليه وسلم !!.. فصنعتم له عين ماتقدم بالنهي عنه !!.. أفلا يكون هذا كافيا ًلكم أن تجعلوا ـ أيضا ًـ
مخالفتكم عن أمره : حُجة ًعليه وتقدما ًبين يديه !.. فهل أشار بشيء من هذا أورضيه ؟!!.. أولم ينه عنه ؟! "
6ـ
وقال المفتي : " هل سيدنا ومولانا الحسين وثن ؟ " ..
قلت : هناك فرق بين إطلاق اللفظ باعتبار الشخص : وإطلاقه باعتبار الفعل !!!.. ولهذا قال تعالى :
" فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى " !!.. والذين يعبدون عزيرا ًوالمسيح وأمه
وغيرهم من الملائكة والأنبياء والصالحين ومن دونهم : فإن عبادتهم هي عبادة للطاغوت !!.. لكن المعبود بعينه :
لا يُقال له : طاغوت : إلا إذا عُبد من دون الله : وهو راض ٍ: أو دعا إلى عبادة نفسه !!!..
7ـ
ذكر المفتي أن هدم الأضرحة (وهي البنايات التي على القبور المخالفة للشرع) : تشويه للإسلام !!..
فياسبحان الله !!.. (( أعتقد ان الشيخ صاحب الرد بدأ يلمس حقيقة المفتن والتفافه وخبث سريرته )) !!..
هل امتثال قول الله تعالى :
" وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ : وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا " : تشويه للإسلام ؟!...
هل تحقيق التوحيد والاتباع : وسد الطرق المفضية إلى الشرك : تشويه للإسلام ؟!..
بل بقاء هذه البنايات والقباب والله : وتعلق الجهلة بالأموات : ودعاؤهم والاستغاثة بهم : والنذر لهم
والذبح : هو عين التشوية للملة الحنيفية التي جاءت بها رسل الله وأنبياؤه !!!.. وفي مقدمتهم نبينا محمد
صلى الله وسلم عليه وعليهم أجمعين !!.. كما أن فيه : استنزاف أموال الجهلة والفقراء : من جهة سدنة هذه
الأضرحة ومرتزقتها !!.. ومنح صكوك الغفران ـ ظلما ًوافتراءً على الله ـ :
مقابل أموال ٍيأكلونها بالباطل : بل : بأبطل الباطل !!.. أليس هذا هو التشويه ؟
هذا ماتيسر ذكره هنا : إقامة ًللحُجة .. وبراءة ًللذمة :
سائلا الله تعالى أن يهدينا جميعا ًلما اختلف فيه من الحق بإذنه :
إنه جل وعلا يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
----
إلى هنا إخواني :
انتهت الرسالة في مقارنة مفتي السعودية ابن باز رحمه الله :
بالضال المُضل : مُفتن مصر دعي العلم : علي جمعة ...
والله المستعان ...
هداني وإياكم إلى ما يُحب ويرضى ..
والله المستعان ...
هداني وإياكم إلى ما يُحب ويرضى ..