23)) أخطاء في عقاب الصغار ...
الأخوة الكرام ...
لا شك أن أحد أنجح أساليب التربية للصغار - وللكبار أيضا ً- هو أسلوب :
الثواب والعقاب ..
فله مفعول السحر لتثبيت الأفعال الحسنة وتحبيبها إلى النفس : والتنفير من كل سيء ..
وذلك إذا أظلتها مظلة الحكمة في التعامل واختيار الثواب أو العقاب المناسبين ..
فما ينفع للطفل فلان من ثواب أو عقاب : قد لا ينفع للآخر ..
وخصوصا ًإذا بدأت شخصية الطفل في الظهور - حساس .. متبلد .. يحب الثناء والمدح إلخ -
فالضرب الخفيف على يد أحدهم مثلا ً: قد يفوقه في الألم : نظرة عتاب عند الآخر !!!..
وكلمة الثناء والمدح لأحدهم : قد تفوق ما يتلقاه الآخرون من هدايا وجوائز .. وهكذا ..
وإن كنا سنجد دوما ًأرضيات مشتركة بين الجميع لا يختلف فيها اثنان :
وخصوصا ًفي أوائل الطفولة وقبل تمايز الشخصيات كما قلت ...
وأنا اليوم سأقتصر حديثي على بعض الأخطاء في عقاب الصغار : يجب الإلتفات إليها ..
وسب ذلك أني سمعت الكلام التالي من إحدى أقاربي من الأمهات إذ قالت لجليستها :
>>>
لقد منعت ( س ) اليوم من مصروف الحضانة : ولكن الخالة (أو الدادة كما يسميها البعض) :
حسبته نسي مصروفه : فاشترت له إحدى الحلويات كعادته لما طلب منها ...!
وهنا التفت إليها وفي نبرة اللوم الظاهرة أخبرتها :
سامحك الله يا فلانه !!.. وهل تدركين معنى هذا العقاب لهذا الطفل : وفي هذا السن الصغير ؟
هل تدركين ما قد تزرعينه من أخلاق سوء فيه قد تظل معه ردحا ًمن عمره ؟؟؟..
هل تدركين أنها قد يكون لها مردودات أخرى على شخصيته للأسف فتصيبها بالخبث والمكر ؟
ألم تعلمي أنه قد يسرق من زملائه في الحضانة وهو على غير علم بخطأ السرقة بعد ؟!!!..
لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !!..
فاضطربت الأم وتوتر كلامها وهي تحاول التبرير ..
ولكنها سكتت من تلقاء نفسها وقد أدركت أنها كانت مخطئة أشد الخطأ ...
فحمدت الله عز وجل أن الأمور لم تتطور إلى ما ذكرته لها .. وحسبها أنها أول مرة : وآخر مرة !
والشاهد يا أخواني ...
البعض قد يُسارع إلى العقاب - أي عقاب - : ولم يفكر قبلها للحظة في نوعية هذا العقاب وآثاره ؟!
فقد يكون ضربا ًمؤلما ًللطفل : فيربيه على الجبن والخوف من الآخرين فينشأ جبانا ً!!!..
وقد يكون العقاب المؤلم مبالغا ًفيه : فينشأ الطفل ساديا ًيتلذذ بإيذاء الآخرين وآلامهم :
كطريقة نفسية - مباشرة أو غير مباشرة - في إخراج ما تعرض له من الظلم : وتطبيقه على الغير !
< وهذا ليس شرطا ً: لأن ذا القلب الرحيم لا يُحب أن يذوق غيره ما ذاقه من الألم : بل يحول دون ذلك >
وقد تكون طريقة العقاب نفسها فيها إهانة فادحة لشخصية الطفل مثل الضرب على الوجه ونحوه :
والأدهى والأمر لو كانت وسط جمع من الناس وخاصة ًأترابه من الأطفال مثله أو زملاءه وأصحابه :
فتنكسر نفسه أيما انكسار !!.. وينشأ مستسيغا ًلمهانة الآخرين له !!.. وينشأ مهزوز الإرادة !
ومنهم مَن يُكسبه العقاب خـُلق العناد والمغالاة فيه حملا ًللنفس على عدم إظهار التأثر !!..
ومنهم مَن يصير متبلد الأحاسيس .. ومنهم ومنهم ومنهم ...
يا اللــــه !!..
أبناؤنا : هم جزء من امتحاننا في هذه الدنيا والله .. وليس نحن فقط بل : وكل مربي أو مُعلم !!
بل : وكل مسؤول والله !!!..
فالعقاب الخطأ أخواني : هو نوع من أنواع الظلم .. لأن من معاني الظلم :
وضع الشيء في غير محله أو لغير مستحقه .. فضلا ًعن منافاة ذلك للحكمة كما هو معروف !
وقد روى الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :
" يا أيها الناس .. إياىكم والظلم .. فإن الظلم ظلمات يوم القيامة " !!.. حسنه أحمد شاكر ..
أي والله ..
قد يظلم أحدنا ظلما صغيرا ًفي حدود مسؤلياته وصلاحياته :
ولا يُعير انتباها ًلما سيترتب عليه هذاالظلم الصغير - في نظره - من عواقب وتداعيات :
ربما يرى بعضها : وربما لا يراها للأسف ...
غفر الله لي ولكم ...
وأعانني وإياكم على تربية أبناءنا على الوجه الذي يرضيه سبحانه ...
والله المستعان ..
يُـتبع إن شاء الله ...
الأخوة الكرام ...
لا شك أن أحد أنجح أساليب التربية للصغار - وللكبار أيضا ً- هو أسلوب :
الثواب والعقاب ..
فله مفعول السحر لتثبيت الأفعال الحسنة وتحبيبها إلى النفس : والتنفير من كل سيء ..
وذلك إذا أظلتها مظلة الحكمة في التعامل واختيار الثواب أو العقاب المناسبين ..
فما ينفع للطفل فلان من ثواب أو عقاب : قد لا ينفع للآخر ..
وخصوصا ًإذا بدأت شخصية الطفل في الظهور - حساس .. متبلد .. يحب الثناء والمدح إلخ -
فالضرب الخفيف على يد أحدهم مثلا ً: قد يفوقه في الألم : نظرة عتاب عند الآخر !!!..
وكلمة الثناء والمدح لأحدهم : قد تفوق ما يتلقاه الآخرون من هدايا وجوائز .. وهكذا ..
وإن كنا سنجد دوما ًأرضيات مشتركة بين الجميع لا يختلف فيها اثنان :
وخصوصا ًفي أوائل الطفولة وقبل تمايز الشخصيات كما قلت ...
وأنا اليوم سأقتصر حديثي على بعض الأخطاء في عقاب الصغار : يجب الإلتفات إليها ..
وسب ذلك أني سمعت الكلام التالي من إحدى أقاربي من الأمهات إذ قالت لجليستها :
>>>
لقد منعت ( س ) اليوم من مصروف الحضانة : ولكن الخالة (أو الدادة كما يسميها البعض) :
حسبته نسي مصروفه : فاشترت له إحدى الحلويات كعادته لما طلب منها ...!
وهنا التفت إليها وفي نبرة اللوم الظاهرة أخبرتها :
سامحك الله يا فلانه !!.. وهل تدركين معنى هذا العقاب لهذا الطفل : وفي هذا السن الصغير ؟
هل تدركين ما قد تزرعينه من أخلاق سوء فيه قد تظل معه ردحا ًمن عمره ؟؟؟..
هل تدركين أنها قد يكون لها مردودات أخرى على شخصيته للأسف فتصيبها بالخبث والمكر ؟
ألم تعلمي أنه قد يسرق من زملائه في الحضانة وهو على غير علم بخطأ السرقة بعد ؟!!!..
لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !!..
فاضطربت الأم وتوتر كلامها وهي تحاول التبرير ..
ولكنها سكتت من تلقاء نفسها وقد أدركت أنها كانت مخطئة أشد الخطأ ...
فحمدت الله عز وجل أن الأمور لم تتطور إلى ما ذكرته لها .. وحسبها أنها أول مرة : وآخر مرة !
والشاهد يا أخواني ...
البعض قد يُسارع إلى العقاب - أي عقاب - : ولم يفكر قبلها للحظة في نوعية هذا العقاب وآثاره ؟!
فقد يكون ضربا ًمؤلما ًللطفل : فيربيه على الجبن والخوف من الآخرين فينشأ جبانا ً!!!..
وقد يكون العقاب المؤلم مبالغا ًفيه : فينشأ الطفل ساديا ًيتلذذ بإيذاء الآخرين وآلامهم :
كطريقة نفسية - مباشرة أو غير مباشرة - في إخراج ما تعرض له من الظلم : وتطبيقه على الغير !
< وهذا ليس شرطا ً: لأن ذا القلب الرحيم لا يُحب أن يذوق غيره ما ذاقه من الألم : بل يحول دون ذلك >
وقد تكون طريقة العقاب نفسها فيها إهانة فادحة لشخصية الطفل مثل الضرب على الوجه ونحوه :
والأدهى والأمر لو كانت وسط جمع من الناس وخاصة ًأترابه من الأطفال مثله أو زملاءه وأصحابه :
فتنكسر نفسه أيما انكسار !!.. وينشأ مستسيغا ًلمهانة الآخرين له !!.. وينشأ مهزوز الإرادة !
ومنهم مَن يُكسبه العقاب خـُلق العناد والمغالاة فيه حملا ًللنفس على عدم إظهار التأثر !!..
ومنهم مَن يصير متبلد الأحاسيس .. ومنهم ومنهم ومنهم ...
يا اللــــه !!..
أبناؤنا : هم جزء من امتحاننا في هذه الدنيا والله .. وليس نحن فقط بل : وكل مربي أو مُعلم !!
بل : وكل مسؤول والله !!!..
فالعقاب الخطأ أخواني : هو نوع من أنواع الظلم .. لأن من معاني الظلم :
وضع الشيء في غير محله أو لغير مستحقه .. فضلا ًعن منافاة ذلك للحكمة كما هو معروف !
وقد روى الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :
" يا أيها الناس .. إياىكم والظلم .. فإن الظلم ظلمات يوم القيامة " !!.. حسنه أحمد شاكر ..
أي والله ..
قد يظلم أحدنا ظلما صغيرا ًفي حدود مسؤلياته وصلاحياته :
ولا يُعير انتباها ًلما سيترتب عليه هذاالظلم الصغير - في نظره - من عواقب وتداعيات :
ربما يرى بعضها : وربما لا يراها للأسف ...
غفر الله لي ولكم ...
وأعانني وإياكم على تربية أبناءنا على الوجه الذي يرضيه سبحانه ...
والله المستعان ..
يُـتبع إن شاء الله ...