التسميات

الجمعة، 16 نوفمبر 2012

خوطر وفوائد في الدين والحياة من المشايخ والكتب 
د. ربيع أحمد .. الجزء الأول ..

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذى جعل لنا ديناً قويماً، وهدانا صراطًاً مستقيماً ، وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة ، ،وأشهد أن لا إله إلا الله ،وأن محمدا عبده ورسوله .


أما بعد : 
فقد خطر لى بعض الخواطر و الفوائد- منذ بداية طلبى للعلم الشرعى ، والدعوة إلى الله - من مجالس العلم و قراءة الكتب و سماع أشرطة أهل العلم .

و لما كانت هذه الخواطر تجول في تصفح أشياء تعرض لها ثم تعرض عنها فتذهب كان من أولى الأمور حفظى ما يخطر لى حتى لا أنساه .

ورأيت من نفسي أنني كلما فتحت بصر التفكر حول بعض الخواطر في حياتي سنح لبصري من الفوائد ما لم يكن في حساب فأنثال عليه من كثيب التفهيم ما لا يجوز التفريط فيه .
و عزمت على كتابة هذه الخواطر و الفوائد ، لعل من يقرأها ، ويتدبرها ينتفع بها ، وتكون دلالة له على الخير ، أو تفتح له بابا مغلقا أو تلهمه حجة أو تزيل عنه شبهة .

و قد انتفعت بهذه الخواطر و الفوائد كثيرا ، و انتفع بها كثير ممن ذكرتها له فأرجو من الله أن ينتفع بها من يقرأها ، و أسميت هذا العمل (( خواطر وفوائد في الدين والحياة من المشايخ والكتب )) هدانا الله إلى الحق ، ووفقنا إلى الثبات عليه إنه ولى ذلك والقادر عليه .

----------------- 



الخواطر و الفوائد

1- لو انتظرت تقدير الآخرين فقط فستقابل بإحباط تام أو مدحا يسيرا فإذا عملت شيئا فلا تنتظر الجزاء إلا من الله فجزاء الله في الدنيا كبيرا و في الآخرة كثيرا .

2- في تاريخ ماضي كل إنسان كل ما يحتاجه لتحسين حياته فالحياة أمل يصاحبها تحديات و كفاح وليست صعوبات و جراح ، ويفاجئ الحياة أجل لذلك لا بد من الكفاح و كل من نجح في حياته تجده قد استخدم ماضيه وقودا و حافزا لتحسين مستقبله و واجه الصعاب بكفاح فيسر الله له النجاح .

3- ليس المشكلة في أن نذنب لكن المشكلة أن نستمر في الذنب ،و الإنسان قد يكون بعد الذنب أعلى مقاماً منه قبل الذنب؛ لأنه قبل الذنب قد يكون مطمئنا للحال التي عليها ، و معتقداً أنه كامل ، و أن ليس عليه ذنوب فإذا أذنب ، و شعر بذنبه زال عنه العجب و شعر بالتقصير و رجع إلى الله ، وأناب إليه ، و أخبت إليه ، فيزداد إيماناً، ، و يرتفع مقامه عند الله سبحانه و تعالى .

4- الْعَمَلَ الصالح لَا يَسْتَقِلُّ بِدُخُولِ صَاحِبِهِ الْجَنَّةَ ، بَلْ لَا بُدَّ مِنَ رحمة الله و فضله .

5- إن الْعَمَلَ الصالحَ لا يوجب دخول الجنة لذاته ،و لكن الله تكرما منه و فضلا جعل العمل الصالح سببا لدخول الجنة ،وَ لَمَّا كَانَ الْمُوفِّق لِلْعَمَلِ الصَّالِحِ هُوَ اللَّهُ تَعَالَى كَانَ دُخُولُ الْجَنَّةِ فِي الْحَقِيقَةِ لَيْسَ إِلَّا بِفَضْلِ اللَّهِ تَعَالَى .

6- حق المطيع في الثواب ليس حق استحقاق بل حق تفضل و إنعام و إحسان أوجبه الله على نفسه ، ولم يوجبه عليه أحد فالذي وفق العبد للطاعة هو الله .

7- غاية ما في أدلة الجبرية الرد على من نفى قدرة الله سبحانه و تعالى على كل شيء و الرد على من نفى عموم مشيئته و خلقه لكل موجود و غاية ما في أدلة القدرية الرد على من نفى فعل العبد وقدرته ومشيئته واختياره ، و قال إنه ليس بفاعل شيئاً ،و الله يعاقبه على ما لم يفعله ، ولا له قدرة عليه بل هو مضطر إليه مجبور عليه .

8- قال العلماء كل دليل صحيح يستدل به القدرية فإنما يدل على أن أفعال العباد فعل لهم قائمة بهم واقعة بقدرتهم، ومشيئتهم وإرادتهم وأنهم مختارون لها غير مضطرين ولا مجبورين ، وهذا لا ينفي أن يكون الله قادراً على أفعالهم و هو الذي جعلهم فاعلين و هو الذي خلق فيهم القدرة على فعل أفعالهم .

9- كل دليل صحيح للجبرية إنما يدل على إثبات قدرة الله ومشيئته ، و هذا لا ينفي أن يكون للعبد قدرة و مشيئة و فعل ، و أنه فاعل حقيقة .

10- إذا كنا لا نستطيع أن نعرف مراد شخص بحرف مجرد عن سياق فكيف ندعي أننا نستطيع أن نعرف مراد الله في الحروف المقطعة ، وهذه الحروف مجردة عن سياق .



11- يرى أهل العلم أن الرد على الجبرية أن يضرب ويشتم الجبري ، فإن اعترض وقاوم الضارب والشاتم يقال له لما تقاوم و قد أجبرني الله على ذلك فإن عاتب و اعترض فقد نقض مذهبه ، و أن الإنسان غير مجبر .
12 - أدلة الحق لا تتعارض ، و إنما يصدق بعضها بعضاً .

13- كون النساء أكثر أهل النار بسبب كثرة اللعن و كفران العشير فهذا دليل على نفي الجبر إذ لا يصح معاقبتهن على فعل ليس من صُنعهن ، فإذا كن مجبورات في أفعالهن وليس لهن دور في الفعل الذي يصدر عنهن ، فكيف يمكن معاقبتهن على معصية لم يرتكبنها ؟!!

14- إرسال الأنبياء والرسل دليل على نفي الجبر فلولا قدرة الإنسان على التزام الشرع لما كان لبعث الرسل للناس معنى فالقول بالجبر يبطل الشرائع .

15- لولا وجود العسر لما كان لليسر معنى ، و لولا وجود المرض لما كان للعافية و الصحة معنى فالشيء يعرف بسلبه ، و كم من نعمة لم تعرف قيمتها إلا بعد فقدها منك فأسأل الله العافية و اليسر و ادخر من يسرك لعسرك ومن عافيتك لمرضك .

16- الراجح في الحروف المقطعة أنها مما استأثر الله بعلمه إذ لا يفسر الحرف بالكلمة إلا من خلال ثلاثة أشياء : النظر لسياق سابق أو بالتعارف و الاتفاق أو إخبار صاحب الكلام ، و لا يوجد سياق سابق لهذه الحروف يبين المراد منها ، و ليس في عرف الشرع أن هذه الحروف تدل على معنى معين ،ولم يخبرنا الله ولا رسوله المراد بهذه الحروف .

17- المدقق في نصائح النبي صلى الله عليه وسلم يجده يستخدم الإيجاز في النصيحة ألفاظ قليلة تحمل معاني كثيرة ، وهذا من هديه صلى الله عليه وسلم ، وهذا أدعى لتذكر النصيحة وعدم الملل والسآمة من الناصح فليت كثير من الدعاة يدركون ذلك .

18- لا يمكن أن يرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأعمال التي تقي من النار إلاّ إذا كان الإنسان قادراً على فعلها ، و هذا ينفي الجبر .

19- نصح النبي صلى الله عليه وسلم للنساء بالصدقة و الاستغفار دليل على نفي الجبر فلولا قدرتهن على فعل الطاعات لما كان لنصحه لهن معنى .

20- ليس في وصف النبي صلى الله عليه وسلم للنساء بنقصان العقل و الدين ذما ؛ لأن سياق الكلام يأباه ، و إنَّمَا فيه تعجب من قدرة المرأة حيث تغلب الرجل الحازم الزكي تغلب مَنْ نقَصتَ عن درجته ، و لم تبلُغْ كماله ؛ و ذلك هو صريحُ قول النبي صلى الله عليه وسلم : وَ مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَ دِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ . 

ولو قال شخص لآخر رغم أنك أضعف من هذا الشخص إلا أنك غلبته أو رغم أنك حديث السن إلا أنك عالم هل هذا يعد ذما أم تعجبا ومدحا ؟!!

قال ابن بطال : « وفى هذا الحديث ترك العتب للرجل أن تغلب محبة أهله عليه ؛ لأن النبى صلى الله عليه وسلم قد عذره، بقوله صلى الله عليه وسلم: ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للب الرجل الحازم منكن فإذا كن يغلبن الحازم فما الظن بغيره » . شرح صحيح البخاري لابن بطال 1/420

قال ابن حجر : « وَلَيْسَ الْمَقْصُودُ بِذِكْرِ النَّقْصِ فِي النِّسَاءِ لَوْمَهُنَّ عَلَى ذَلِكَ ؛ لِأَنَّهُ مِنْ أَصْلِ الْخِلْقَةِ لَكِنَّ التَّنْبِيهَ عَلَى ذَلِك تحذيرا مِنَ الِافْتِتَانِ بِهِنَّ ، وَ لِهَذَا رَتَّبَ الْعَذَابَ عَلَى مَا ذَكَرَ مِنَ الْكُفْرَانِ وَغَيْرِهِ لَا عَلَى النَّقْصِ » . فتح الباري لابن حجر 1/406-407 .

قال البدر العيني : « فَإِن قلت : أَلَيْسَ ذَلِك ذماً لَهُنَّ ؟ قلت : لَا وَ إِنَّمَا هُوَ على معنى التَّعَجُّب بأنهن مَعَ اتصافهن بِهَذِهِ الْحَالة يفعلن بِالرجلِ الحازم كَذَا وَكَذَا » . عمدة القاري شرح صحيح البخاري 3/272


21- ليس معنى أن النساء ناقصة العقل أن النساء مجانين إذ لا يغلب المجنون رجلا ذكيا ،و النبي صلى الله عليه وسلم قال :مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ فيه ، و لو قال شخص لآخر رغم إنك أضعف من هذا الشخص إلا أنك غلبته أو رغم أنك حديث السن إلا أنك بحرا في العلم هل هذا يعد ذما أم تعجبا و مدحا ؟!!


22- في وعظ النبي صلى الله عليه وسلم النساء يوم العيد رد على من يقول أن المرأة ليس لها حق في التعليم .
23- وعظ النبي صلى الله عليه وسلم النساء يوم العيد يدل على اهتمامه صلى الله عليه وسلم بتعليمهن ووعظهن ، وعلى اهتمام الإسلام بتعليم المرأة .

24- ليس في إحباط عمل الكافر ظلم لغير المسلم ؛ لأن الكافر لم يكن عمله لله حتى يأخذ الأجر من الله فليأخذ الأجر ممن عمل له ، و الكافر قد أنعم الله عليه و شكر غيره فكيف ينتظر من الله أجرا فلينتظر الأجر ممن عمل له .

25- انتفاء الدليل المعين لا يستلزم انتفاء المدلول ، إذ قد يثبت بدليل آخر فقد لا يوجد دليل من السنة في المسألة لكن يوجد دليل من القران ، و قد يوجد دليل من القران في المسألة ، و لا يوجد دليل من السنة ، و قد لا يوجد دليل عقلي لكن يوجد دليل نقلي .

26- ذكر الأدلة العقلية على وجود الله لا بأس بها مادامت لا تخالف الشرع إذ لا يمتنع من إبلاغ الحجة بأي دليل لا يخالف الشرع .

27- قد يحتاج الكافر والملحد ومن عنده شك في وجود الله إلى أدلة عقلية على وجود الله بقدر مستوى تفكيره، وقد يهتدي وقد لا يهتدي فلا يمتنع لإقامة الحجة عليه أن نستخدم أدلة عقلية صريحة خاصة لو كانت مستنبطة من الكتاب والسنة .

28- التكرار في القرآن ليس مجرد إعادة للألفاظ والعبارات داخل النّص لكنه لإفادة معنى آخر أو تقرير المكرر أي تأكيد المعنى و إبرازه في معرض الموضوع و بيانه .

29- قول العلماء لا يجوز القياس في العبادات أي لا يستدل بالقياس على تشريع عبادة جديدة ،و ليس معناه أن العلماء لا يستعملون القياس في تفصيل الأحكام الشرعية في العبادات أو فروع العبادات إذ كتب الفقه مليئة بالقياس في فروع العبادات ،و لا خلاف بين العلماء في أن إثبات حكم عبادة بالقياس ابتداء، أو إثبات عبادة زائدة على العبادات الواردة، أو إثبات كيفية خاصة لتلك العبادات لا يجوز إذ لا مجال للعقل فيها .

يمكن أن نبسط ما قلناه أن لا قياس في إثبات أصل العبادة، أما في إثبات بعض شروطها وواجباتها فجائز .
ومن الأمثلة على ذلك :

* الجمع بين الصلاتين بعذر البرد قياسا على المطر بجامع إزالة المشقة عن المسلمين .

* قياس الاستجمار بالورق والخرق على الاستجمار بالحجر؛ لأن كلاًّ منهم جامد طاهر قالع للنجاسة يُنقي المحل .
* استحباب التسمية في التيمم والغسل قياسا على استحبابها في الوضوء .

30- الصحابة رضي الله عنهم هم نقلة الشريعة و نقلة الدين فمن طعن فيهم فقد طعن في الدين ؛ لأن الطعن في الصحابة طعن في الدين الذي حملوه .


31-حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الاسترسال في الشك في وجود الله ، وأمرنا باستحضار الإيمان بالله عند طرأ هذه الوساوس .

و السر في ذلك أن الشك في وجود الله تفكير سلبي يجعل عقلك يدعمه بما يتوهم أنه يدل عليه فترى منه الكثير فيترسخ في الذهن فلما تنته ينتهي هذا التفكير السلبي .

و استحضار الإيمان بالله تفكير إيجابي يجعلك عقلك يدعمه بما يؤكد وجود الله و أنك مؤمن به فترى من الأدلة على وجود الله الكثير .

فكأن العلاج النبوي لهذا المرض شيئين :
تخلية العقل من التفكير السلبي ( الشك في وجود الله ) بالكف عن الاسترسال 
ثم تحلية العقل بالتفكير الإيجابي وهو استشعار الإيمان بوجود الله من علم هذا النبي الأمي صلى الله عليه وسلم ما توصل له أطباء النفس في العلم الحديث .

32- التوبة من المعصية قد تورث ذلا وانكسارا فتكون خيرا مما قد تورثه الطاعة لدى بعض الناس من العجب فرب معصية أورثت ذلا وافتقارا إذاصاحبها ندم خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا إذا صاحبها عجب .

33- كلما استصغرت الطاعة عظمت عند الله سبحانه و تعالى ، وكلما استعظمت المعصية صغرت عند الله سبحانه و تعالى .

34- لم يأمر الله العباد بما أمرهم به لحاجته إليهم، ولا ينهاهم عما نهاهم عنه بخلاً عليهم ، بل أمرهم بما ينفعهم ونهاهم عما يضرهم، أما المخلوق فيأمر غيره بما يحتاج إليه وينهاه عما ينهاه بخلاً عليه .

35- مهما علم الإنسان فلن يعلم إلا ما أراد الله له أن يعلم ، و لولا توفيق الله لما علم فالعلم منة من اللهفلا تغتر بعلمك .

36- كي يزداد الإنسان في العلم لابد أن يتذكر دوما أنه جاهل حتى يستمر في البحث عن العلم كي يرفع جهله فإذا شعر أنه عالم سيتوقف عن التزود من العلم فينقص علمه و يصير جاهلا بعدما كان عالما .

37- لا تنظر إلى صغر المعصية، ولكن انظر إلى عظم من عصيت،و استصغار الذنب يكبره عند الله ، و استعظامه يصغره عند الله .

38- قال ابن رجب : من أراد اللهُ سعادَتَهُ أضعفَ اللهُ له حسناته حتى يستوفي (منها) الغرماء، ويبقي له منها مثقال ذرة فتضاعف له ويدخل بها الجنة، وذلك من فضل الله ورحمته .
ومن أراد الله شقاوته وله غرماء لم تضاعف حسناته كما تضاعف لمن أراد الله سعادته، بل يضاعفها عشرًا فتقسم عَلَى الغرماء فيستوفونها كلها، وتبقى لهم عليه مظالم فيطرحعليه من سيئاتهم فيدخل بها النار، فهذا عدله (وذاك) فضله مجموع رسائل الحافظ ابن رجب الحنبلي 4/399

39- إذا غلب رجاء العبد في الله على خوفه منه تهاون بحق الله، و إذا غلب خوفه من الله على رجائه في الله قنت من رحمة الله ، و الصواب أن يعبدالله عز وجل بالخوف و الرجاء معاً .

40- من فضل الله على المسلم أن مرضه أو ابتلائه بمصيبة يكفر الله بها خطاياه .


41-الأحكام الشرعية كلها تشمل النساء والرجال، إلا ما يقوم الدليل فيه على أن أحد الصنفين مختص بحكم ملائم لطبيعته .



42- ليس الثواب على مجرد العمل الصالح بل لابد أن يقصد به وجه الله سبحانه و تعالى ، و لا يكون العمل صالحا إلا إذا كان موافقا للشرع .

43- حضّ النبى صلى الله عليه وسلم أمته على القصد والمداومة على العمل الصالح ، وإن قلّ خشية الانقطاع عنه فكأنه رجوع فى فعل الطاعات، وقد ذمّ الله ذلك، ومدح من أوفى بالنذر .

45- قال ابن الجوزي : أفضل الأشياء التزيد من العلم ، فإنه من اقتصر على ما يعلمه فظنه كافياً استبد برأيه ، فصار تعظيمه لنفسه مانعاً من الاستفادة صيد الخاطر ص 111

46- إقبال التائب على الطاعة أكثر من إقبال غير التائب ؛ لأن التائب يحاول في الطاعة تعويض ما فاته من العمر الذي قضاه في المعصية والضلال .

47- لا يحتاج الله إِلَى عمل الْعباد كَمَا يحْتَاج الْمَخْلُوق إِلَى عمل من يستأجره أما العبد فيحتاج لعبادة ربه كما يحتاج للهواء و تعود العبادة على العبد بالنفع الدنيوي قبل النفع الأخروي .

48- أحب الأعمال إلى الله ما كان على وجه الاقتصاد والتيسير، دون ما كان على وجه التكلف والتعسير ،و العمل الدائم ولو كان قليلا 

49- وجه كون فعل العبد مخلوقا لله تعالى أن فعله صادر عن قدرة وإرادة، وخالق القدرة و الإرادة هو الله ؛ و ما صدر عن مخلوق ، فهو مخلوق .

50- لم يستخدم الإسلام السيف للتحكم والتسلط في البلاد المفتوحة إنما كانت حروبه وسيلة لتأمين دعوته من أعدائه و لكسر حاجز من يمنع نشر دعوته للناس .

51- ثمرة العلم العمل فمن علم دونما يعمل لما يعلم كان كالحمار يحمل أسفارا .

52- كي تدرك قلة البلاء انظر ماذا أعطى الله لك و لا تنظر ماذا أخذ الله منك فلو أخذ منك عينا مثلا فقد أعطاك سمع و لسان و يد و رجل و غير ذلك ، و إذا فقد أحد أبويك مثلا فقد متعك بالآخر ومتعك بالولد و متعك بالزوجة ومتعك بالأخ .

53- الله لا يكلف الإنسان ما لا يطيق ، و ما لا يستطيع تحمله ، و لأن الله أمرنا بالصبر في الشدائد فمحتم أن يكون في مقدورنا و استطاعتنا تحملها .

54- الجهاد في سبيل الله ضرورة ؛ لأن الدين كما يحتاج لصبر و عبادة يحتاج إلى قوة و جهاد كي يحفظ و بدون الجهاد لن يحفظ الدين و لن ننعم بالأمان .

55- من نعم الله عليك أنك إذا ذكرت الله ذكرك ، و إذا شكرته زادك .

56- العمل فرع العلم فلا يمكن أن تعمل دون أن تعلم فلو لم تعلم كيفية الصلاة لن تصلي ،و إن لم تعلم كيفية الحج لن تحج و هكذا .

57- العبرة في البلاد إنما هي بالسكان وليس بالحيطان .

58- قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم » و الحديث حسنه الترمذي وصححه ابن حبان و هنا قد اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم حدوث الفساد في بلاد الشام علامة على فساد سائر البلدان ؛ لأن المكان المبارك إذا فسد فغيره أفسد و إذا فسد الخيار فكيف سيكون حال الأشرار ؟.

59- ما ورد في القرآن أو السنة من نصوص فيها تفضيل بعض الأماكن أو الأقوام على بعض، لا يعني ذلك تفضيلا لكل من انتسب إلى ذلك المكان، أو لأولئك القوم، على غيرهم من البشر، وكذلك ما ورد في النصوص من ذم بعض الأماكن، وذكر ما فيها من الشر، فلا يعني ذلك ذم وانتقاص جميع من ينتمي إلى ذلك المكان فالعبرة بالتقوى 

60- يكبر على النفس تغيير ما ألفته وأحبته إلا على الذين هدى الله فحبهم لله يجعلهم يتركون ما ألفوه ويبغضون ما أحبوه لعظم الله في قلوبهم


61- لئن عجزنا عن نصرة أخواننا السوريين بالنفس فلا نعجز أن ننصرهم بالدعاء و والمال و نشر قضيتهم إعلاميا في الصحف و المجالات و التلفاز والندوات و كل الوسائل المشروعة المتوفرة .


62- قدَّم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس ؛ لأن المال يتاح الجهاد به لكل الناس ، وقلة من الناس يستطيع الجهاد بالأنفس.
63- الأحكام التي تنسخ عمل الإنسان بالمنسوخ صحيح إلى أن يبلغه النسخ فقد تأخّر عن أهل قباء خبر تحويل القبلة حتى صلاة الصبح ولم يعيدوا ما صلوه 

64- فتح الإسلام طرقا متعددة للحرية ورغب فيها حيث جعل الشرع كفارات الفطر في رمضان و الحنث في اليمين والظهار من الزوجة وقتل النفس عتق رقبة مؤمن .

65- إذا كان الدليل العقلي موافقاً للنقل فلا مانع من الاستدلال به على حكم شرعي بشرط أن يكون مساعداً للدليل الأصلي ألا و هو الدليل النقلي .

66- إذا تعارض الشرع و العقل وجب تقديم الشرع ؛لأن العقل مصدق للشرع في كل ما أخبر به إذ كان عقلا صحيحا، و الشرع لم يصدق العقلفي كل ما أخبر به ،و الله أعلم بخلقه من أنفسهم أما الخلق فلا يعلمون من أنفسهم إلا ما قدر الله علمهم له و هو جزء يسير في خضم جهل كثير فكيف يقدم رأي الجاهل على العالم ، و رأي المخلوق على الخالق ؟!! .

67- الجهاد في سبيل الله ضرورة ؛ لأن الدين كما يحتاج لصبرو عبادة يحتاج إلى قوة و جهاد كي يحفظ ، و بدون الجهاد لن يحفظ الدين و لن ننعم بالأمان .

68- الْمَطْلُوبُ مِنَ الْعَبْدِ الِاسْتِقَامَةُ ،وَهِيَ الْإِصَابَةُ فِي النِّيَّاتِ وَالْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ فَإِنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهَا فَالْمُقَارَبَةُ فَإِنْ نَزَلَ عَنْهَا: فَالتَّفْرِيطُ وَالْإِضَاعَةُ .

69- عليكَ بمراعاةِ أَقْوَالِكَ كَما تُرَاعِي أَعْمَالَك فإنَّ أَقوالَكَ مِن جملةِ أَعْمَالِكَ .

70- الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة ،و عمل قليل في سنة خير منعمل كثير في بدعة، ومن عمل في سنّة قبل الله منه، ومن عمل في بدعة رد الله عليه بدعته .

71- قليل دائم خير من كثير منقطع .

72- آفة العبادة الفترة .

73- لَيْسَتْ الفضائل بكثرة الأعمال البدنية، لكن بكونهاخالصة لله صواباً عَلَى متابعة السنة وبكثرة معارف القُلُوب وأعمالها فمن كَانَ بِاللهِ أعلم وبدينه وأحكامه وشرائعه أعلم، وله أخوف وأحب وأرجي فهو أفضل ممنلَيْسَ كَذَلِكَ، وإن كَانَ أكثر منه عملاً بالجوارح . موارد الظمآن لدروس الزمان عبد العزيز بن محمد بن عبدالمحسن السلمان 4/484

74- لا تكترث بالنقْدِ الجائر الظالمِ فلمْ يَسْلَمْ من السَّبِّ و الشَّتْمِ أحد حتى الأنبياءو الرسل و خالق البشر ، ولا يضر السحاب نبح الكلاب .

75- من حكم تقدير الله للذنوب و المعاصي : عدم العجب و الركون للأعمال الصالحة و كثرةُ الاستغفارِ و التوبةُ و الإنابةُ و التَّوجُّهُو الانكسارُ و الندامة ، و تحقُّقُ آثار أسماءِ اللهِ الحسنى كالرحيمِ و الغفورِ و التَّوّابِ .

76- الإسلام إتباع لا ابتداع ، و لا يجوز التقرب إلىالله إلا بما شرَّع فمن تقرب بما لم يشرع فقد أضاف على الشرع و استدرك و الدين كامل و تام لا يحتاج إلى إضافة ، والإضافة على الدينقدح في كماله .

77- إنكار حرف من كتاب الله كإنكار القرآن كله ، و تكذيب شيء أخبر الله به كتكذيب كل ما أخبر الله به .

78- إذا كان العمل المحدث في الدين لا يقبل فما الفائدة من عمل لا يقبل ،و لا يتوقف العمل المحدث في الدين على عدم القبول وحسب بل يكون أيضا سبب في دخول صاحبه النار فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار » صحيح الترغيب والترهيب رقم 37

79- إتباع النبي صلى الله عليه وسلم يكون بفعل ما فعل على الوجه الذي فعل لأجل أنه النبي صلى الله عليه وسلم فعله.
و اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في الترك هو أن نترك مثل ما ترك على الوجه الذي ترك ، لأجل أنه النبي صلى الله عليه وسلم تركه .
و يشترط في التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في الترك وجود المقتضي للفعل و انعدام ما يمنع الفعل.

80- يشترط في التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في الترك وجود المقتضي للفعل و انعدام ما يمنع الفعل . وهذا يتصور في كل أمر عبادي يراد به القربة منالله تعالى ، فإن تركه النبي صلى اللهعليه وسلم ،و لم يعمل به فإن ذلك دليل ٌعلى أن تركه هو السنة ، و فعله هو البدعة ؛ لأن المقتضي موجود وهو التقرب من الله، والوقت وقت تشريع ، و النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الكتمان ، فتركه صلى الله عليه وسلم مع وجود كل هذه المقتضيات و انتفاء الموانع دليل ٌعلى أن المشروعه والترك .

81- سمي دين الله ديناً ؛ لأننا مدينين لله بحقوق يلزمنا القيام بها لنظهر بذلك عبوديتنا وإذعاننا لمليكنا 

82-البدعة انتقاد غير مباشر للشريعة الإسلامية فمعناها و مقتضاها أن الشريعة لم تتم ، و أن هذا المبتدع أتمها بما أحدث من العبادة التي يتقرب بها إلى الله كما زعم .

83- لا يجوز الاستدلال على الأوصاف التعبدية بنص عام بل لا بد من دليل منفصل يبين أن هذه الوصف التعبدي مشروع ، و كم من بدع وقعت من أصحابها بسبب الاستدلال بالنصوص العامة على الأوصاف التعبدية .

84- الأدلة التي تثبت أصل العبادة شيء ، وفعلها على وصفٍ معين شيء آخر ، فلابد من دليل زائد يثبت هذا الوصف بعينه ؛ لأن الأصل أن العبادة توقيفية و كذلك كيفيتها و شروطها توقيفية ، و ذلك مثل قولنا إن دليل التحريم لا يستفاد منه النجاسة ؛ لأن التحريم شيء و النجاسة شيء آخر ، بل لابد من دليل آخر يدل على النجاسة .

85- العادة مستحكمة ، و كل ما تعارف الناس عليه مما لا يعارض الشريعة فيجب مراعاتـه .

86- لا يجوز الحكم أو التشريع بحسب المدلولات اللغوية الأصلية دون مراعاة وفهم المدلولات العرفية في عهد التشريع .

87- العبادات لا تكون مشروعة حتى توافق الشرع في السبب و الجنس و القدر و الكيفية و المكان و الزمان .

87- العبرة في الكفر بالفعل لا بعدد الفعل فما دام الفعل كفر فقليله و كثيره سواء كلاهما كفر فسب نبي مثلا كسب كل الأنبياء .

88- من الأدلة على أن العمومات لا تصح دليلاً على الصفات المخصوصات هو أنه يلزم من ذلك أن تُحدث صلاة سادسة على صفة صلاة الفجر أو المغرب يجتمع لها الناس ضحى و يؤدونها جماعة في المسجد .

89- يستحيل أن يكون القرآن من تأليف النبي صلى الله عليه وسلم فأنى لرجل أمي أن يؤلف كتابا يذكر فيه أخبار الأمم الخالية و غيبيات آتية و تفنيد ما في كتب أهل الكتاب من التحريفات و الانحرافات الواهية و أنى لأمي يؤلف كتابا أعجز فصحاء اللغة و الشعراء عن معارضته .

90- يستحيل أن يكون القرآن من تعليم أحد البشر للنبي محمد صلى الله عليه وسلم فما علم من سيرته أنه لم يعرف عنه الكذب على أحد من الخلق فضلا عن الكذب على الله ،و أسباب نزول الآيات تنفي التعلم المسبق للنبي صلى الله عليه وسلم، فأين كان معلموه المفترضون حين نزل عليه القرآن في غزواته، وهو بين أصحابه يجيب عن أسئلتهم .


91- يستحيل أن يكون القرآن مقتبسا من كتب أهل الكتاب إذ في القرآن الكريم قصص لأنبياء وسابقين لا يعرفهم أهل الكتاب ناهيك عن الاختلاف مع أهل الكتاب في كثيرٍ من الأحكام ، وما حصل من توافق في بعض الأحكام لا يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ منهم ، وتعلم على أيديهم ، وإنما لكون اليهودية والنصرانية أصلهما صحيح يتفق مع أصول الإسلام .

92- القول بعدم إتيان محمد صلى الله عليه وسلم بمعجزة قول باطل يرده ما في القرآن الكريم ، والأخبار ، والأحاديث المتواترة عن معجزاته الباهرة .

93- القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرسل لأهل الكتاب قول باطل يرده ما جاء في القرآن أن رسالته للعالمين و لمقاتلة النبي صلى الله عليه وسلم أهل الكتاب الكافرين .

94- أقوى معجزة على صدق النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي القرآن فمن لدن النبي صلى الله عليه و سلم إلى زماننا هذا لم يستطع أحد أن يأتي بسورة من مثله .

95- الله لا يعرفنا نفسه و ما يحبه و ما يكره عن طريق نزوله إلينا بنفسه لعظمته و ملكه فإذا كان ملوك الدنيا لا يعرفون أنفسهم للناس بأنفسهم بل عن طريق رسل فلخالقهم المثل الأعلى .

96- لا أحد يعرف ما يحبه الله وما يكره إلا من عرفه الله ذلك ، و الذي عرفهم الله ذلك هم الأنبياء ، ولا سبيل لمعرفة غير الأنبياء ما يحبه الله وما يكره إلا عن طريق الأنبياء فمن أدعى أن هذا الشيء مستحب و ليس في الشرع فهو كاذب .

97- عليك بزيادة الآمال فزيادة الأمال تزيد الرغبة في الأعمال و زيادة الرغبة في الأعمال تؤدي لزيادة الأعمال و زيادة الأعمال تزيد النجاح و التميز فلا تجد ناجحا إلا كثير الأمل كثير العمل متميزا عن غيره .

98- هدي النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الاعتدال في العبادة بلا إفراط أو تفريط أو مشقة على النفس لذلك لم يقر النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من يشق على نَفسه بِالْعبَادَة و يتجاوز الِاعْتِدَال .

99- القول بحدوث الشيء صدفة لا ينفي وجود فاعل له فالصدفة تتكلم عن كيفية حدوث الحدث و ليس عن فاعل الحدث مثلا على التسليم الجدلي الفرضي بأن الكون وجد صدفة فهذا لا ينفي وجود فاعل أوجده .

100- الأخوة بَين المسلمين تَقْتَضِي الحب و التناصح والتواصي بِالْحَقِّ .


انتهى ويليه الجزء الثاني ...