هل يجوز قول لو لم يخلق الله الشر لما عرفنا الخير : والاستدلال بها ؟؟..
بسم الله الرحمن الرحيم :
الإجابة : لا ..
لأن فيها سوء حديث عن الله عز وجل ونسبة إرادة الشر إليه ..
وكان رسولنا الكريم يعلمنا انتقاء ألفاظنا عند الحديث عن الله تعالى وكما في دعائه في الحديث الصحيح :
" الخير كله في يديك .. والشر ليس إليك " .. صحيح مسلم ..
وهكذا أيضا كان إبراهيم عليه السلام صاحب الحنيفية السمحة وأبو المسلمين : يقول في القرآن :
" الذي خلقني : فهو يهدين ِ.. والذي يطعمني ويسقين ِ.. وإذا مرضت : فهو يشفين ِ" ..
فجاء عند المرض : ولم ينسبه إلى الله تعالى تأدبا : وبعكس نسبته إليه الهداية والإطعام والسقاية !!!..
وذلك رغم أنه لا يقع شيء في خلق الله تعالى إلا بقضائه وقدره وإذنه عز وجل ..
ومن هنا ...
فالعبارة المذكورة هكذا وبهذا السياق لا تصح في رأيي ..
والأفضل منها أن يُقال أن الله تعالى شاء أن يظهر أهل الخير خيرهم .. وأهل الشر شرهم ..
وذلك لكي تقام الحجة على كل منهم .. وبما علمه الله تعالى سلفا ..
فكل شر يقع في العالم : فالله تعالى لا يريده شرعا .. وإنما يسمح بوقوعه بإرادته الكونية لإظهار الحق والباطل من أهلهما ..
وذلك مثل الذي ينام عن الصلاة حتى تفوته ..
فلا يصح له أن يقول أنه لو شاء الله لما نمت عنها !!.. وكأنه يُحمّل الله تعالى سبب فواتها !!!..
والصواب :
أن الله تعالى بإرادته الشرعية : أمرنا بالصلاة وعدم التفريط فيها بغير عذر ...
ولكنه بإرادته الكونية : يسمح بوقوع الشر والمعاصي والتهاونات من المسلمين وغير المسلمين لقيام الحجة على كل إنسان بما يكسب ..
وأما وقوع مصائب وأمراض للإنسان أو الحيوانات والمخلوقات وكوارث طبيعية إلخ :
فهو مما يجنيه الإنسان على نفسه بذنوبه : أو على غيره بذنوبه ..
يقول عز وجل :
" وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " .. سورة الشورى ..
والله تعالى أعلى وأعلم ...