الرد على الزميل الملحد محمد الميرغني - نيستا Nesta Fz في مقاله :
ويسألونك عن الأخلاق ، قل : هي ليست من أمر ربِّي - الجزء 1
بسم الله الرحمن الرحيم ...
أسعدني كثيرا (( تخلف )) الزميل نيستا عن المناظرة ..
فبالفعل : كل واحد أعلم بقدره ....
ولعلنا نعرف في نهاية ردي عليه : مَن الأقل شأنا من مَن .. ومَن الذي تهرب من مَن .. وكله بالأدب إن شاء الله - حتى لا أكون سلفي بغيض آخر يعلق عليه نيستا شماعة جهله بالإسلام وسطحية تفكيره كما سنرى حقيقته تباعا - ..
على العموم : قمت بتقسيم مقاله عن الأخلاق إلى نقاط بعنواين وأرقام : وذلك لسهولة التتبع والتعليق لمن يريد .. وأضعها بين أيديكم الآن :
(1)
<< التعريف بمستوى الملحد محمد الميرغني - نيستا - في نقد الإسلام >>
التعليق المختصر - كمثال فقط - على مقالاته :
- (نحو مضاعفة نصيب أولاد الحرام بالميراث)
- (الحج : المؤتمر العام لأثرياء العالم الإسلامي)
- (قاطعوا الحج هذا العام)
وهم الذين وقعت عيناي عليهم في رابط أرسله لي أحد الإخوة للتعريف بنستا ..
-----------------------------------------------
(2)
<< الخلط والتلبيس في مصدرية الأخلاق >>
ويسألونك عن الأخلاق ، قل : هي ليست من أمر ربِّي : ـ
يحتكر غالبية المتدينين الأخلاق ويزعمون بأنّ الدين هو مصدرها ، وأنّ الملحد الذي يزعم أنّه أخلاقي هو إمّا منافق أو لص سرق من الدين كافة القيّم الأخلاقية ونسبها لنفسه ، والحقيقية فإنّه لاّ يُوجدُ دليل واحد على أنّ المجتمعات لم تعرف الأخلاق إلاّ عندما قرّر الله أن يُرسل الأنبياء ويبعث إليها بالوحي ، بل على النقيض من ذلك ، تتضايف الأدلة و البراهين على إستحالة أن يكون مصدر الأخلاق هو الدين ، وشاهدنا على ذلك أنّ تعدُّد الأديان على وجه البسيطة يجعل الإنسان ينتقي من بين تلك الأديان الدين الأكثر أخلاقيةً على مستوى تعاليمه ، و لنفرض مثلاً أنّ هذا الإنسان إنتقى الإسلام ، فهل لنا أن نسأله : كيف أدرك هذا المسلم الجديد أنّ الإسلام هو الدين الأكثر أخلاقية ً من بين الديانات فقرّر أن يتبعه ؟ بالتأكيد لأنّهُ ـ أي هذا المسلم الجديد ـ قارنه مع باقي الديانات ، فإستقر قلبه على أنّ الإسلام هو الدين الأكثر أخلاقيةً فإتبعه .
وهنا ينتصب تساؤل آخر : ما هو المعيار الأخلاقي الذي فاضل بموجبه هذا المسلم الجديد بين تلك الأديان فإنتقى من بينها الإسلام ورضيّ به ديناً ؟ بالتأكيد ليس معيار الأخلاق الإسلامية ، لأنّ تلك الأخلاق الإسلامية بدورها محل فحصٍ كما باقي أخلاق أي دينٍ عند مقارنتها بالديانات الباقية . فهو بالتالي إستخدم في عملية مقارنته تلك للأديان معياره الثقافي المُكتسَب دنيوياً للأخلاق ، إذاً الأخلاق موجودة مسبقاً ، وإلاّ لما عرفنا أيّاً من الأديان هو الدين الصحيح الذي يجب إتباعه ورفض إتباع باقي الأديان ، فمثلاً الإسلام حرم السرقة ، و( س ) من الأديان أباحته ، فهذا يعني أنّ الإسلام دين أخلاقي أكثر من الدين ( س ) . كيف أدركت ذلك ؟ ، لأنّني أعرف ((( مسبقاً ))) أنّ السرقة سلوك غير أخلاقي ، وما دام أنّ الإسلام طابق معياري ((( المسبق ))) للأخلاق فحرم السرقة ، فهو إذاً الدين الصحيح الذي يجب أن أتبعه ، على الأقل في هذه الجزئية ، إذاً الأخلاق سابقة للدين ، والدين لاّ يعدو عن كونه ترغيباً بها ـ أي بالاخلاق ـ ولكن هو ليس جوهراً لها أو أنّها حكراً عليه ، أي على الدين .
بمعنىً آخر ، إذا كان العقل الإنساني قادرٌ على معرفة أنّ أوامر إله النبي محمد أوامر خيرية وليست مثل أوامر آلهة باقي الأديان ، فهذا يعني ضمنياً قدرة ذلك العقل على تحديد الخير والشر دون دين النبي محمد نفسه . فعندما إنتقى المسلم دين النبي محمد ، فذلك لأنّ هذا المسلم إطّلع على تعاليم دين النبي محمد ، وقارن بينها وبين باقي تعاليم الديانات بمعاييره هو للخير والشر ، فخلص إلى تطابق تعاليم دين النبي محمد مع ما يعرفه ( مسبقاً ) عن الخير ، فآمن بالنبي محمد وبإلهه وبدينه . وهذا يدلِّل على قدرتنا على معرفة الخير و الشر دون نبيٍ أو دين ، وأنّ الأنبياء والأديان هما عوامل ثانوية أو إضافية للأخلاق على أحسن الفروض .
<< وأضم إليها هذه الفقرة من مقاله >> :
يقدم بعض المتدينيين تنازلاً جزئياً ويزعمون أنّ الأخلاق مصدرها ليس الدين ، وإنّما مصدرها الله ، وهذه فرضية لاّ دليل عليها ، ناهيك عن أن نتهم بموجبها الملحدين بالسطو على الأخلاق و القيّم بموجب تلك الفرضية التي لاّ برهان عليها ، شأنها شأن فرضية أنّ الله هو من خلق / أوجد الكون ، ففرضية أنّ الأخلاق من عند الله ، تستند على ( أنّنا لاّ نعرف للأخلاق مصدراً ، فإذن مصدرها هو الله ) . وهو تفكير طفولي وبدائي لأنّه يُرجئ كلّ ما هو مجهولٌ إلى الله وهذه ليست طريقة علمية أو موضوعية بالتفكير إطلاقاً . أقول هذا رغم علمنا بمصدرية الأخلاق ، وأنّها ليست مجهولة المصدر بالنسبة لنا ، فالأخلاق هي نتاج التجربة الإجتماعية للبشر والتصورات الثقافية لهم ، تتطور حسب التطور في ثقافة المجتمع وعلاقاته الإجتماعية ، ومدى تطوره الإقتصادي ومستوى أفراده التعليمي والتثقيفي .
----------------------------------------
(3)
<< شبهة أن الخوف في الإسلام من العذاب والحساب هو فقط الدافع للأخلاق >>
عموماً نحن سنجد أنّ الدين قد إبتزل مفهوم الأخلاق ، وذلك عبر ربطه لها ربطاً مباشراً بالجزاء ، وربط الإعراض عنها بالعقوبة ، فكم من الآيات تحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإحسان والإنفاق في سبيل الفقراء والمستضعفين ، وتربط فعل ذلك بالجزاء والمثوبة الحسنة بالجنة . وكم من الآيات نهت عن إرتكاب الفحشاء والربا وأكل مال اليتيم ، وربطت فعل ذلك بالعقاب والبطش والتنكيل بالدنيا و بالاخرة . مِّما يدُّل على أنّ الدين لاّ يُعطي أخلاقاً ، وإنّما قوانيين ، فلو قلنا على ما يورده القرآن من قيّم ـ يُغري بتبنيها بالجنة ويهدِّد الكافر بها بالنار ـ بأنّها أخلاق ، فذلك إبتزالٌ لمفهومها ، فالأخلاق فعل طوعي خيري ، لاّ يُرتجى من ممارسته جزاءً ، ولاّ يُتقى من عدم ممارسته عقاباً .
----------------------------------------
(4)
<< هل يكفي العقل وحده لتحديد الأخلاق وفي ضوء العوامل الاجتماعية و (الفطرة ) ؟! >>
لماذا لاّ نؤمن إذاً بالعقل الإنساني وقدرته على صياغة الأخلاق الملائمة لمجتمعاتنا المعاصرة ، ونزعم أنّنا بحاجةٍ إلى الوحي الديني ليوجهنا نحو ما يعتقد ـ أي هذا الوحي ـ أنّه أخلاقي ، ويحول بينّنا وبين ما يعتقد أنّه لاّ يليق بنا ولاّ يناسب إنسانيتنا ؟ أليس العقل الذي جعلنا نؤمن بأنّ أوامر الدين تنطبق معه وتلائمه ـ كما يزعم المؤمنون ـ بقادرٍ على صياغة أعراف إنسانية أخلاقية بدون هذا الدين ؟ نعم هو كذلك ، لأنّه ببساطة ـ أي العقل ـ لو كان بمقدوره الحكم على تعاليم الدين و تقيِّيمها أخلاقياً قبل أن يؤمن الفرد بها ـ أي بتعاليم الإله ـ ويُدافع عنها على النحو الذي يفعله المؤمنون فمن باب أولى أنّ لذلك العقل القدرة على إستنباط ما هو أخلاقي حتى قبل أن يُحدِّده هذا الدين . ولكنّنا آثرنا تحديد و تقيِّيد صلاحيات العقل و قدراته في إطار الحكم والتقيِّيم ، رغم أنّ من يُقيِّم ويحكم فهو بديهيا الأقدر والأعلى كعباً فيما يختص بالمراد تقيِّيمه والحكم عليه من المُقَيَّم . فلماذا إذاً نستهجن أن يكون الملحد أخلاقياً ، وكأنّ العقل المُنتِج للأخلاق هو حصراً وحكراً على المتدينيين فقط ؟
<< وأضم إليها هذه الفقرة من مقاله >> :
خلاصة القول هو : أنّ الأخلاق لو كانت من عند الله لما وجدنا بها إختلافاً كثيرا ، ولما وجدنا السرقة ( الهمبتة ) ببعض قبائل السودان ( المسلمة ) شرفاً وفخراً وبطولةً ، ووجدناها بقبائل أُخرى عيباً وعاراً . إذاً لاّ بدّع في أن يكون الملحد أخلاقياً أو ملتزم بجملة من القيّم الأخلاقية ، طالما أنّ الأخلاق هي نزوعٌ فطري ثقافي إنساني لاّ علاقة له بالدين .
<< وأضم إليها هذه الفقرة من مقاله >> :
وكما سبق لي وأن ذكرت بمقالة لي : الوعي والفطرة والتجربة المعرفية والوجودية للبشر و واقعهم المعاش و أنماط تربيتهم وبيئة تنشأتهم هي من وجهة نظري العوامل التي يمكن أن تُساعدنا في التعرف على الصحيح و الخاطئ ، الأخلاقي و غير الأخلاقي ، الخير و الشر . والدين لن يساعدنا على ذلك إطلاقا إلاّ بوصفه عامل ردع ( قمعي ) أو عامل حث ( إغرائي ) على الإقدام على الممارسات الأخلاقية أو الزهد فيها .
------------------------------------------
(5)
<< احتجاج الملحد بقضايا فردية والرد عليها >>
<< قضية ختان الإناث >>
فمثلاً ختان الإناث في السودان في فترة من الفترات بالماضي كان واجباً وعرفاً أخلاقياً ، اليوم ومع تطور المجتمع وإنخراط عدّدٍ من أبنائه في التعليم بدأت تلك العادة في التلاشي تدريجياً ، بل وأصبحت المجاهرة بمدى لاّ أخلاقيتها فعلٌ نضالي ( أخلاقي ) يُحتفَى بمن يُقدم أو تُقدم عليه .
-----------------------------------------
(6)
<< قضية الرق بين الإسلام وغيره >>
وتملُّك العبيد في فترة صدر الإسلام كانت ممارسة شرعية لاّ يُقدح في مدى أخلاقيتها ، لدرجة أنّ الإسلام نفسه لم يتجاسر على تحريمها بذات الشجاعة والوضوح الذي حرّم به الربا مثلاً أو عبادة الأوثان ناهيك عن أن يزجر القرآن هؤلاء المالكين للعبيد أو يتوعدهم بالعذاب ، أمّا اليوم فقد صار تملُّك العبيد منتهى الإنحطاط الأخلاقي ، ويُجرّم مرتكبه ويُوقّع عليه أقسى العقوبات في الدول التي لاّ تحتكم لشرائع الأديان ، فأين دور الله هنا أو دور رسله ؟ ، لاّ دور إطلاقاً ، وإنّما من جرّم تجارة الرقيق هم البشر دون تدخلٍ من السماء .
----------------------------------------
(7)
<< التعليق الأخير على المقال - والتعريف بأخلاق الإلحاد وما جناه البعد عن الدين بالإحصائيات >>
----------------------------------------
(8)
<< الإجابة على مَن يسأل لماذا حد الردة عن الإسلام هو القتل في ضوء ما سبق >>
----------------------------------------
(9)
<< نصيحة لكل مخدوع بالملاحدة العرب - وتحدي علني لكل ملحد عربي يرى في نفسه العلم للدفاع عن إلحاده أو أخلاقه >>
ونبدأ الآن في الردود على بركة الله ...
-----------------------------------------
(1)
<< التعريف بمستوى الملحد محمد الميرغني - نيستا - في نقد الإسلام >>
التعليق المختصر - كمثال فقط - على مقالاته :
- (نحو مضاعفة نصيب أولاد الحرام بالميراث)
- (الحج : المؤتمر العام لأثرياء العالم الإسلامي)
- (قاطعوا الحج هذا العام)
وهم الذين وقعت عيناي عليهم في رابط أرسله لي أحد الإخوة للتعريف بنستا ..
أقول وبالله التوفيق ...
قديما قالوا : مَن جهل شيئا : عاداه ............
< هذا إن أحسنا الظن بالزميل الملحد في جهله بالإسلام !! >
حيث يظن أغلب المسلمين - مع الجهل المدقع الذي أغرقوا فيه الأمة بدينها منذ عهود - أنه بما لديه من فتات المعلومات عن الإسلام وتاريخه والقرآن والسنة إلخ إلخ إلخ : صار بإمكانه أن ينتقد ويسب ويُشنع على ما يظنه بجهله سلبيات في الإسلام !!!..
هذا إذا أحسنا الظن بكل جاهل يهاجم الإسلام كما قلنا ..
أما إذا لم نحسن الظن : فهناك من أوقفوا أنفسهم لمحاربة دين الله عز وجل ظنا منهم أنهم باستطاعتهم أن يطفئوا نور الله بأفواههم !!!..
" والله متم نوره : ولو كره الكافرون " الصف 8 ...
ولأن كلا الاثنين (الجاهل والمتعمد) لا تروج بضاعتهم إلا على العوام والبسطاء : فهم يتعمدون الهرب - بقدر الإمكان - ممن يحمل بين جنبيه أدنى لمحة من العلم الشرعي أو حتى الثقافة العامة بدينه !!!.. لأنه يفضح أكاذيبهم وتراهاتهم وسفاهاتهم التي يلصقونها بالإسلام : ثم يهاجمونه فيها !!!..
نعم .. أغلب شبهاتهم وتشنيعاتهم على الإسلام والتي يتخذونها لائكة يلوكون بها ألسنتهم وتكتبها أيديهم هنا وهناك : هي شبهات وشناعات مفتراة من صنع أعداء الدين أو من صنع خيالهم المريض !!!..
وهذا الأسلوب هو أسلوب قديم للباطل لكي يلتف على الحق ولا يوجاجهه مباشرة فيدمره الحق .. ألا وهو أسلوب ((مغالطة رجل القش)) ..
ورجل القش هو ( خيال المآتة ) أو ما يصنعه الفلاحون في المزارع على هيئة إنسان ليخيفوا به الطيور التي تتغذى على محاصيلهم !!.. فالملحد - أو عدو الدين عامة - : يلجأ لعمل رجل قش باسم الإسلام
- عبارة عن شبهات يصورها بغير صورتها في الدين - : ليقوم بمهاجمتها بدلا من مهاجمة الإسلام الأصلي !!!..
وقبل أن أتعرض - باختصار - للمقال الأول لنيستا وأفضح فيه جهله بالإسلام الذي ما برى قلمه إلا للطعن فيه عن جهل : أود أن أكشف لكم هذه الأساليب الملتوية التي يتعلمها الملاحدة من بعضهم البعض ومن أوكارهم التي يجتمعون فيها :
1-
انتقاء أحاديث ضعيفة أو موضوعة ومكذوبة لنقدها والتشنيع عليها وكأنها تمثل الإسلام أو النبي محمد صلى الله عليه وسلم أو صحابته وزوجاته إلخ
2-
انتقاء الحوادث التاريخية المكذوبة (من تأليف الزنادقة واليهود والشيعة الروافض) للطعن في النبي أو صحابته أو زوجاته أو الشرع .. لأن الملحد لا يعرف ألف باء علم حديث وإنما يبحث وينتقي ما يريده من الكتب المليئة بالضعيف والمنكر والباطل !!!..
3-
يلجأ للاقتباس من تراهات المستشرقين التي ألفوها عن الإسلام : فيعيد تقديمها للقاريء البسيط والعامي على أنها حقائق موثقة !!..
4-
يلجأ للفرق الإسلامية الضالة وللأشخاص المحسوبين اسما على الإسلام ليعرض آرائهم أو تصرفاتهم وينتقدها ويشنع عليها : مصورا لهم على أنهم مسلمين من ورثة النبي وصحابته !!..
أو يتتبع أخطاء معدودة لعلماء أكابر للتشنيع عليهم ..
وأما ما يفضح ذلك كله :
فهو انتقائيته للشاذ وترك المتعارف عليه والثابت في الأمة !!.. وكفى بها رذيلة !
ومن هذا النوع الأخير :
نبدأ تعليقنا (المختصر) على مقال نيستا عن حق ابن الزنا الضائع في الإسلام !!!..
---------------------------------------------------
التعليق على مقال :
(نحو مضاعفة نصيب أولاد الحرام بالميراث)
الذي يعرفه كل كاتب ( محترم ) يريد أن يتعرض بالنقد لمسألة من المسائل (سواء في العلم أو في الدين) : هو أنه يقوم بجمع كل ما يتصل بتلك المسألة من مصادرها وأقوال المختصين فيها .. بل : ولا يكتفي بالنقل فقط ولكن :
يعزز نقله بذكر المصادر والتوثيقات على قدر الإمكان ..
فهل مثل هذا ( المستوى ) نجده في نيستا ؟!!..
هو أو أحد أقرانه من ( جيل ملاحدة النت ) ؟!!..
ذلك النت الذي لا يحتكر منبرا عن عاقل أو سفيه !!!..
أقول :
بل هم جميعا مجموعة من المراهقين الفكريين بلا (علم ديني) ولا حتى (علم دنيوي) !
وإنما مجموعة مهارات (هائلة) في التهويل والتفخيم لما يريدون تعظيمه !!..
والازدراء والتهميش لما يريدون تحقيره !!..
والنقل والتذويق عن غيرهم بغير تريث ولا تثبت من صحة المنقول !!!.. وخصوصا لو كان طعنا في الإسلام !
ولو أنك سألت أحدهم هل تحب بعد 200 سنة أن يُنقل طعن أحد الناس فيك وفي نسبك وأمك بغير دليل ؟!!..
لقال : لا ...! والسؤال :
فلماذا ترضاه في منقولاتك إذا من غير أن تتثبت مما تنقل أصحيحا أم مكذوبا أم ماذا ؟!
والعودة لمقال الزميل الملحد نيستا وتعرضه لمسألة (ابن الزنا) ووضعه في الإسلام :
نجده وقد اختزل المقال كله في عرض ونقد آراء لكاتب واحد معاصر فقط (المفكر والسياسي السوداني محمد أبو القاسم حاج حمد) - عن نفسي لا أعرفه - والسؤال الآن - وبعيدا عن تقييم هذا الكاتب من عدمه - :
هل هكذا تكون قد تناولت مسألة إسلامية من منظور إسلامي يا ملحد ؟!!..
عجبا والله وألف عجب !!..
أين الرجوع إلى الأصول ؟!!.. إلى التاريخ العملي والفعلي ؟؟.. إلى فتاوى العلماء الأكابر ؟!!..
أم أن جهلك بالإسلام وصل إلى هذه الدرجة يا ((محمد)) يا ميرغني ؟!!..
هل معقول لم تلجئك نفسك حتى لسؤال العم ( جوجل ) ؟!!..
هل معقول أنه فور قراءتك لكلام هذا الرجل المعاصر : والذي يبدو أنك كنت تنتظر زلاته وأخطائه على أحر من الجمر - كممثل للإسلام في نظرك - فطرت بها سريعا لتكتب مقالك هذا البعيد كل البعد عن الموضوعية بله الحيادية بله العقلانية وروح الإسلام الحنيف أصلا ؟!!.. ولكن :
مَن الذي سيعرف ذلك من جمهورك إذا كانوا مثلك في الجهل سواء ؟ أو في كره الدين سواء ؟
هل يصلح أن أرى صوفيا يرقص ويطبل ويخلع ثيابه ويتحرش بالنساء : فأكتب مقالا طويلا عريضا ألصق هذه الأفعال بالإسلام في شخص هذا الرجل وتأويلاته الضالة للدين ؟!!!..
لن أطيل كثيرا ..
وتعالوا لنتعرف على موقف الإسلام من ابن الزنا ... وهل بالفعل ينظر له على أنه خاطيء في الأصل ويحمل وزر أبويه الزانيان ؟.. أو هل ينظر له على أنه (بهيمة) بالفعل كما قال الكاتب - لو صح النقل - أو هل لا يرث أبدا بالفعل ؟!!..
1- في القرآن يقول عز وجل : " كل امريء بما كسب رهين " الطور 21 .. ويقول : " ولا تكسب كل نفس إلا عليها : ولا تزر وازرة وزر أخرى " الأنعام 164 ..
2-
وفي السنة يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : " ليس على ولد الزنا من وزر أبويه شيء - ثم قرأ : - ولا تزر وازرة وزر أخرى " رواه الحاكم من حديث عائشة رضي الله عنها وحسنه الألباني في الجامع الصحيح ..
3-
وكذلك من السنة أيضا نرى حرص النبي على حياة هذا الوليد الذي لا ذنب له في زنا أبويه !!.. ولا أقول حرصه على حياته من بعد الولادة فقط كما سنرى الآن ولكن : حرصه عليه طالما نفخت فيه الروح وهو جنين لم يزل !!!..
ففي حديث الغامدية رحمها الله في الصحيحين وغيرهما : وبعدما اعترفت على نفسها بالزنا والحمل للنبي وأرادت أن تتطهر من ذنبها بإقامة حد الرجم عليها : فماذا قال لها نبي الرحمة ؟؟.. قال " ارجعي حتى تضعيه " !!.. فذهبت حتى ولدته بالفعل فجاءت به النبي تريد أن تتطهر !!.. فقال لها النبي : " ارجعي حتى ترضعيه " !!.. فعادت إليه وقد فطمته بل وجعلت شيئا في فمه يأكله أمام النبي !!.. فماذا فعل رسول الله خير البشر ؟!!.. رفع الصبي قائلا : " مَن يكفل هذا وهو رفيقي في الجنة كهاتين " ؟!!..
فلم يقم النبي الحد عليها حتى ضمن مَن يكفل ولدها بعد أن نال حقه من الرضاعة كذلك !!.. وهو نفس ما وقع مع المرأة الجهنية أيضا حيث أمهلها النبي حتى وضعت وليدها ثم تكفل أحد الأنصار برضاعه فأقام عليها الحد !!..
والسؤال :
لماذا يفعل ذلك نبي الرحمة بابن الزنا هذا : وهو لا يعرفه وليس قريبه مثلا ولا جاه له ولا شيء ؟!!!..
الإجابة : هي رحمة وسمو ورقي الإسلام الذي سبق كل تشريعات وقوانين البشر بقرون ولن تستطيع أبدا اللحاق به في كماله وكما سنرى بإذن الله ..
4-
وأما الأحاديث التي روت في ذم ابن الزنا مثل : " لا يدخل الجنة ولد زنية " فهو موضوع .. ذكره البخاري في كتابه التاريخ الكبير - كتاب في علل الحديث - وابن الجوزي في الموضوعات .. وكذا رواية : "ولدُ الزنى شر الثلاثة " .. فمنهم من ضعفه مثل ابن الجوزي في كتاب العلل المتناهية ووصفه الدَّارقُطني بالاضطراب وضعفه ابن حجر في كتاب القول المسدَّد .. وحتى من حسنه من العلماء لطرقه : فقال أنها حالة مخصوصة لكافرين زانيين كان ابنهما أشد الثلاثة كفرا .. ويؤيد ذلك ظاهر عدم حمل ابن الزنا لوزر أبويه كما في القرآن والسنة وإجماع العلماء ..
5-
وأما بالنسبة لأحكام الميراث لابن الزنا : فأحكام ميراث الله تعالى توقيفية .. وقد قضى الله تعالى ورسوله ببطلان أبوة الزاني لابن الزنا شرعا .. لأن ماءه فاسد .. فلا يحق للزاني أن ينتفع بولده من الزنا - وكان العرب يتوقون للأولاد لانتفاعهم بهم في العمل والتجارة والحرب ونحوه - : ولا يحق لابن الزنا الانتفاع بوالده من الزنا بشيء .. ولكن :
يرث من أمه من الزنا ...
< وهو ما لم نره في المقال الطويل العريض لنيستا !! >
- يقول الرسول الكريم في الحديث الصحيح : " الولد للفراش (أي يُلحق بأمه الزانية إن كانت متزوجة) وللعاهر الحَجر (أي لا حق له في ولده من الزنا) " ..
- ويقول في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع : " أيما رجل عاهر بحرة أو أمة : فالولد ولد زنا : لا يرث ولا يورث " أي من جهة أبيه لأن نسبه به مقطوع أصلا !!..
- وجاء في كتاب (تبيين الحقائق) : " ويرث وَلدُ الزِنا وَاللِعَانِ بجِهة الأُمِ فقط .. لأَن نَسَبَهُ مِنْ جِهَةِ الأَبِ مُنْقطِع فَلا يَرِثُ بِهِ، وَمِنْ جِهَةِ الأمِ ثَابِت فَيَرِثُ بِهِ أُمَّهُ وَإِخْوَتَهُ مِن الأمِ بِالْفرضِ لا غَيْرُ، وَكَذا تَرِثهُ أُمُهُ وَإِخْوَتُهُ مِنْ أمهِ فَرضا لا غير " ..
- وقال الشوكاني رحمه الله في (نيل الأوطار) : " وأَحَادِيثُ البَابِ تَدل عَلَى أَنهُ لا يَرِثُ ابْنُ المُلاعَنَةِ مِنْ المُلاعِنِ لَهُ ولا مِنْ قرابته شيئا، وَكَذلكَ لا يَرِثُونَ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ وَلَدُ الزِّنَا وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَى ذَلِكَ " ..
6-
وأما من جهة زواجه : فلم ينص أحد من الفقهاء المعتبرين على تحريمه .. وإنما وقعت كراهته عند بعض الحنابلة في مسألة الكفاءة في النسب كشرط للزواج .. ولم يقل الباقون أنه غير كفء للزواج ...
وأما عن قول علماء السعودية - وعلى رأسهم الشيخ ابن باز رحمه الله - في تلك المسألة فيقول : " إذا كان مسلمًا : فالنكاح صحيح؛ لأنه ليس عليه من ذنب أمه ومن زنا بِها شيء؛ لقول الله سبحانه : ولا تزر وازرة وزر أخرى [الأنعام: 164]، ولأنه لا عار عليه من عملهما إذا استقام على دين الله وتخلق بالأخلاقِ الحسنة لقول الله عز وجل : يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير [الحجرات: 13] وقول النبي صلى الله عليه وسلم لمَّا سُـئل عن أكرم الناس قال : أتقاهم .. وقال عليه الصلاة والسلام: " مَنْ أبطأ به عملُه : لَم يُسْرِعْ بِه نَسَبُه "
7-
وأما من جهة الصلاة عليه إذا مات .. فقد سُـئلت اللجنة الدائمة عن ولد الزنا إذا مات صغيرا : هل يُصلى عليه ؟ فأجابت : " وأما ولد الزِنى فإنه يُصلى عليه إذا كانتْ أمه مسلمة. ولا ذنب عليه فيما اقترف الزاني والزانية "
وفي النهاية نسأل الزميل الملحد - رقيق القلب - نيستا :
أين أنت يا رجل من كل تلك النقولات فلم تشر لشيء منها لا من قريب ولا من بعيد ؟!!..
أهو جهل ؟؟.. أم تجاهل ؟؟.. أم كسل في البحث ؟؟.. أم زيغ وهوى نفس ومزاج في الطعن في الإسلام بأي ذريعة والسلام ؟!!.. أم اعتراف منك بأن المفكر محمد أبو القاسم حاج هو ممثل الإسلام الأول لديك ؟؟.. أم استخفاف بعقول مَن يقرأون لك ويظنون فيك العلم والحكمة وسعة الثقافة والاطلاع ؟!..
أترك الإجابة لك ولهم ...
وخصوصا في ضوء الاطلاع على شخصية تاريخية إسلامية كبيرة مثل (زياد ابن أبيه) الذي عمل كاتباً لأبي موسى الأشعري ونبغ في عهد الخليفة عمر بن الخطاب ومرورا بخلافة عثمان وحتى صار في عهد معاوية من كبار القادة السياسيين والعسكريين !!
يتبع بالتعليق على مقالي الزميل عن الحج بإذن الله ..
--------------
التعليق باختصار على مقاليّ الحج :
- (الحج : المؤتمر العام لأثرياء العالم الإسلامي)
- (قاطعوا الحج هذا العام)
- (الحج : المؤتمر العام لأثرياء العالم الإسلامي)
- (قاطعوا الحج هذا العام)
-----
أقول :
في الرد السابق على مقال حقوق (ابن الزنا) :
رأينا كيف أن (الجهل) بالإسلام وتشريعاته هو المسيطر على تناول الزميل الملحد نيستا لمواضيع الإسلام التي ينقدها .. والآن :
يمكننا إضافة ( سطحية التفكير ) إلى هذا الجهل أيضا والله المستعان !!..
ولا أعرف صراحة : كيف بعد كل هذه الآفات (العامة) في ملاحدة الإنترنت يمكن أن يثق بهم عاقل في تلقي الآراء والأحكام المسبقة الخاصة والعامة !!!..
وسطحية التفكير هي ضد النظرة الواسعة والخبرة العملية والذهنية التي يحوزها العقلاء .. وبالمثال : يتضح المقال ....
---------
الناظر في موضوعيّ الزميل الملحد باختصار : يرى هوسا بالرغبة في المنع من الحج وصد المسلمين عنه عن طريق (اجترار) نفس الشبهات السمجة التي نسجها المستشرقون المدلسون والنصارى المحرفون عن الحج في الإسلام ونسكه وشعائره ..
ولعل الله تعالى قد جازاه بما سيهوي فيه من الهاوية بإذن الله - على يدي وآخرين - إن لم يتب ..
ولعل الله تعالى قد جازاه بما سيهوي فيه من الهاوية بإذن الله - على يدي وآخرين - إن لم يتب ..
وتعالوا معا نرى مدى سطحية تفكيره في انتقاده للحج وما ينفقه المنفقون الحجاج فيه من تكاليف تصل لخمسة عشر ألف جنيه إلخ إلخ فأقول :
1-
بالنسبة لادعاء وثنية عبادة الحج ومسح النساء لدماء حيضهم بالكعبة إلخ إلخ : فكلام ساقط تم جمعه وإعادة صياغته وتحريفه بواسطة النصارى من كتب التاريخ القديمة - وخصوصا مع إفحام المسلمين لهم بوثنية دينهم المحرف والصليب والتماثيل وتقديس القساوسة والبابوات إلخ - .. ولكن :
دعنا ( نفترض ) أنه بالفعل كان يقع مثل هذه الأشياء من عرب الجاهلية عند الكعبة - ولا نقول أنه الأصل : لأن الأصل كان عبادة إبراهيم عليه السلام والذي كان يعرفه العرب وأهل مكة مع تحريفهم لرسالته وإشراكهم لله عند الكعبة : والدليل من تلك المراجع التاريخية نفسها التي يقتطع من مجلداتها الأفاقون السطر والسطرين !! - ..
أقول :
سنفترض أن كل تلك الوثنيات كانت تقع والسؤال : هل أبقى الإسلام على ذلك بعد أن صارت الدولة له بفتح مكة ؟!!..
لقد منع النبي أن يطوف بالبيت عريان - وكانت عادة سائدة في بعض القبائل الجاهلية - وقد هدم أصنام الكعبة (360 صنم) وكل ذلك في الأحاديث الصحيحة كما هو معروف .. وقضى على تفاخر العرب بآبائهم وأنسابهم في موسم الحج .. وقضى على تمييز أهل مكة لأنفسهم عن باقي القبائل في الحج .. وقام بتعديل مناسك الحج التي انطمست عن عهد إبراهيم عليه السلام .. وقضى على صور إبراهيم عليه السلام التي كانوا يرسمونها له في الكعبة وهو يستقسم بالأزلام ..
وكل عاقل يعرف أن جريمة الشرك السائدة قبل الإسلام هي أكبر مما يزعمونه من وثنيات العرب !!.. وقد قضى الإسلام على هذا وذاك !!.. فعلام يعترض الشانئون والجهال إذا ؟!!..
وخصوصا أن هذا الملحد - نيستا أو غيره - لو كلف نفسه بسؤال أحد أقار به - رجالا أو نساء - ممَن أكرمهم الله تعالى بالحج : لأخبره - وبكل بساطة - عن حقيقة الحج وشعائره البريئة من أكاذيب النصارى وتافهي الملاحدة !!.. ولكن :
لا عتب على مَن اعتاد النقل والتشنيع من غير تأكد !!!..
2-
وأما الاعتراض على المسلمين وتكاليف حجهم : فهو من أكثر ما رأيته من سطحية تفكير !!.. والسؤال : الله تعالى قد ساوى بين المسلمين في العبادات نفسها : وليس في الوسائل الدنيوية التي يتخذها بعضهم البعض في تلك العبادات .. مثال :
فلان يتسحر في رمضان بأكلة بسيطة .. وفلان الآخر يأكل كثيرا في سحوره !!.. والسؤال : ما دخل الفرق هنا بين الاثنين في الطعن في الإسلام أو في عبادة الصوم ؟!!.. لا أعرف !!..
وفلان يذهب للمسجد مشيا : والآخر يشق عليه ذلك أو مريض أو مشغول في الوقت أو الأعمال فيذهب بالسيارة - رغم أنهم على مسافات متساوية من المسجد - والسؤال : ما دخل ذلك في الطعن في الإسلام نفسه وفي عبادة الصلاة ؟!!.. لا أعرف !!..
وعلى هذا فقس ...
فالحج أيضا قد تتيسر سبله لبعض الناس : فيحج بأبسط التكاليف (هناك عشرات الحملات للحج من داخل السعودية نفسها : منها ما قد يصل تكلفته إلى 1000 ريال فقط وهي حملات غير رسمية) !!.. وعن نفسي حجيت مرتين .. مرة بدون أي حملة ولكن مع مجموعة من الأصدقاء : ولم يكلفني الحج ساعتها إلى 600 ريال شاملة سعر الأضحية الذي كان على ما أتذكر 350 ريال أو 400 ..! والمرة الأخرى حجيت في حملة لاستقدامي أبي وأمي الكبيرين في السن للحج : وكانت تكلفة الفرد في الحملة 1500 ريال !!.. فما المشكلة ؟!!.. وهناك مَن يحج بـ 200 و 300 ريال أو أقل من داخل مكة نفسها أو جدة القريبة منها !!.. والسؤال :
ما دخل كل ذلك في الطعن في الإسلام نفسه أو في عبادة الحج ووصفها بأنها عبادة الأثرياء !!..
ألم يقل الله عز وجل : " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " ؟!!!..
3-
ومن هنا : هل يستطيع أي أحد أن يمنع مسلما من أن يطوف ملتصقا بالكعبة أو في أول دائرة من حولها : بحجة أن ذلك محجوز للأكابر أو الأثرياء ؟!!..
بل العكس هو الحاصل تماما !!!!!!!..
فإن كان الأثرياء قد تمايزوا في أماكن المبيت والفنادق إلخ : فلا تمايز البتة في شعائر الحج وأركانه !!.. فيجب عليه أن يطوف ويسعى مع الملايين ووسط الزحام الشديد !!!..
فأين التمييز هنا من الله تعالى بين عباده في العبادات ؟!!..
غريب والله أن يُشنع على الإسلام بما ليس فيه أصلا من عيوب بل في غيره !!.. وغريب أن يكرر أحد الملاحدة العرب سماجات النصارى مثلهم عن شيء لم يعاينه ولا يعرف ألف باء حج وربما لم يشاهده في حياته ولو مرة واحدة : ولو سألته عن أبسط فقه الحج فلن يعرف !!..
4-
ثم : ألا يعد هذا التمايز بين القدرات المادية للناس هو من حكم الله تعالى وتصريفه ؟!!.. هل يتخيل هذا الملحد - نيسته أو غيره من ذوي الفكر التشنيعي - : ماذا كان سيحدث لو كانت تكلفة الحج مثلا في كل بلدان العالم : ما يوازي 5 جنيه !!! :)
هل يعرف معنى أن تتبسط تكاليف الحج لما يقارب الملياري مسلم ؟!!!..
لا أعرف والله : كيف يفكر هؤلاء !
5-
ثم : هل ترك نيستا كل تبذيرات الناس في كل تافه وإسراف : ليتعلق بما يغيظ مشاهدته كل ملحد ألا وهو الحج ؟!!.. رمز التجمع السنوي للمسلمين على اختلاف بلادهم وألسنتهم وألوانهم : والذي تزلزل رؤيته كل كافر ؟!!.. أين هو من الإسراف في أسعار السيارات والزواج والمهور والإيجار والحفلات والولائم والتصييف والرحلات والمهرجانات والمباريات ورواتب كبار اللاعبين والفنانين والسياسيين إلخ إلخ إلخ
6-
وأين الملحد نيستا من حقائق الحج التي لم يتعرض لها مثل :
أن أغلب الذين يحجون هم من كبار السن : والذين يعتبرون الحج - وتكاليفه - كتتويج لحياتهم الشاقة والطويلة بأن يتموا أركان دينهم الخمسة ؟!!.. والسؤال :
هل من الغريب أن نجد إنسانا في الخمسين أو الستين وقد تجمع لديه مبلغ للحج ؟!!..
لماذا لم تتعجب يا نيستا من أضعاف أضعاف هذا المبلغ لو ادخره أحدهم ليبني لنفسه عمارة مثلا أو يشتري به أرضا ؟!!.. غريب والله !!..
يحترق قلب الملحد إذا أنفق المسلم في دينه نفقة يبتغي بها رضا ربه وتمام دينه :
ولا نسمع له كلمة في نفقات الناس على أمور الدنيا ؟!
7-
أيضا : هل عرف نيستا أن الحج مثلا هو بمثابة ( واجب سنوي ) ؟!!..
أم فاته أن الحج هو ( فرض ) يقع على المسلم ( القادر ) صحيا وماديا وأمنيا : مرة في العمر ؟!
فإذا فعله سقط عنه ؟!!!..
8-
وأما في نهاية هذا الرد والتعقيب لكشف ( سطحية ) تفكير الزميل فأقول :
أن الدولة الإسلامية على مر القرون لم تعرف هذه النظرة الاستنكارية لتكاليف الحج : ومقارنتها بحاجة الناس : لأن الإسلام دولة متكاملة ...
فإذا تحدثت عن حاجة الناس : تحدث معه عن بيت مال المسلمين .. وعن الزكاة ..
فأين كل ذلك من مخالفته في دولنا الحالية حيث لا بيت مال - وإنما حكومات أغلبها لصوص - ولا زكاة رسمية يتم جمعها من المسلمين القادرين - وإنما ضرائب وتلاعبات لا يعلم بمداها إلا الله - !
والشاهد :
ليس الحل في مثل هذا النقد ( السطحي ) الهزيل لعبادة مفروضة على المسلمين !!..
ولكن الحل ( العاقل ) هو مَن يتجه لأصول المشاكل لحلها !!!!..
وبهذه المقدمة عن مدى ( جهل ) و( سطحية ) الزميل : يمكن لكل قاريء لمواضيعه توقع كم الأخطاء التي تملأها جهلا أو عمدا والتي لو بحث فيها كل محايد : لوجد الحق على غير ما يدعيه الملحد بكل استخفاف !
< مثل ادعائه أن المسلمين (يغتصبون) ملكات اليمن : وأتحداه أن يذكر لي رواية صحيحة أو حتى ضعيفة عن مسلم أكره ملكة يمين على الجماع ! >
< ومثل ادعائه تخلف المسلمين العلمي والمادي : في حين كل النهضة التي يعيشها العالم اليوم هي من آثار تقدم المسلمين في قرون الإسلام الأولى وأوج تقدمه لما يقارب العشر قرون بلا منازع ! وقبل عصور الاحتلال الأجنبي الغاشم لبلاده وزرع بذور الفساد بين أولاده مثل : الحداثة - التغريب - الشيوعية - البهائية - القاديانية - الاشتراكية - إنكار السنة - العلمانية - الليبرالية - الإلحاد إلخ >